logo
حكمت الهجري.. زعيم درزي يتصدر مشهد الأزمة في السويداء

حكمت الهجري.. زعيم درزي يتصدر مشهد الأزمة في السويداء

الشرق السعودية١٧-٠٧-٢٠٢٥
"لا يوجد أي اتفاق أو تفاوض أو تفويض مع الحكومة السورية" بهذه العبارة علّق الشيخ حكمت الهجري، على اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته وزارة الداخلية السورية، وأكدت فيه اندماج المحافظة بشكل كامل ضمن الدولة السورية، وهو الإعلان الذي ترافق مع ما صرح به الزعيم الدرزي السوري يوسف جربوع، أحد شيوخ العقل الثلاثة للطائفة، بشأن إتمام الاتفاق.
بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، برز اسم الشيخ حكمت الهجري بوصفه الشخصية الأولى في محافظة السويداء، باعتباره ممثلاً سياسياً وروحياً للطائفة الدرزية، رغم تعدد الأصوات والتيارات داخل الطائفة. وبدا لافتاً أن الهجري، الذي تأخر في إعلان موقف صريح من النظام السابق (بشار الأسد)، اتخذ موقفاً حاداً من الحكومة الجديدة برئاسة أحمد الشرع، ليكرّس نفسه كأحد أبرز المعارضين الجدد في الجنوب السوري.
في مارس الماضي، وصف الهجري، الحكومة الجديدة، بأنها "متطرفة ومطلوبة للعدالة الدولية"، مضيفاً أنه "لا وفاق ولا توافق مع الحكومة الموجودة في دمشق"، في موقف أثار الكثير من ردود الفعل داخل الطائفة وخارجها.
سيرة الهجري
وُلد الشيخ حكمت سلمان الهجري في التاسع من يونيو 1965 في فنزويلا، حيث كان والده يعمل هناك. عاد لاحقاً إلى سوريا وأكمل تعليمه فيها، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة دمشق في عام 1990.
بعد ذلك، غادر مجدداً إلى فنزويلا لأغراض العمل، ثم عاد ليستقر في بلدته قنوات شمال شرق السويداء في عام 1998، حيث يقع مقر الرئاسة الروحية للطائفة.
في مارس 2012، تولى الشيخ حكمت الهجري منصب شيخ عقل الطائفة الأول، خلفاً لشقيقه الشيخ أحمد الهجري الذي توفي في حادث سير، بعد أكثر من عقدين في المنصب. المنصب الروحي هذا ظل حكراً على العائلة لعقود، ما أضفى على الحكم الوراثي طابعاً دينياً واجتماعياً مهماً في أوساط الدروز.
مواقف الهجري المتغيرة
منذ توليه المشيخة، شهدت مواقف الهجري تقلبات لافتة. ففي عام 2015، أصدر بياناً دعا فيه شباب السويداء إلى التسلح تحت عباءة نظام الأسد، مؤكداً أن الرئاسة الروحية ستطلب 'الدعم والسلاح من الجهات المعنية' في الحكومة السورية.
ولكن بحلول عام 2020، بدأ الهجري بتبني خطاب مختلف، داعياً إلى "خطة إنقاذ اقتصادية لكبح جماح الفاسدين"، في ظل احتجاجات شعبية شهدتها المحافظة.
ومع انهيار نظام الأسد، أعلن الهجري تأييده لما وصفه بـ"تحرير الجنوب السوري"، وأعرب عن دعمه للانتقال السياسي، لكنه رفض الإعلان الدستوري الذي أصدرته الإدارة الجديدة، واعتبره "إعلاناً ديكتاتورياً لا يمثل الشعب السوري"، مطالباً بدستور ديمقراطي تشاركي تضعه جهات وطنية من مختلف المحافظات السورية.
خلافات داخل الطائفة
رغم حضوره اللافت، لم ينجُ الهجري من الانتقادات داخل طائفته. فقد تحدثت تقارير صحفية عن محاولته تعيين شيخ عقل رابع من إحدى العائلات الكبرى لموازنته في مواجهة الشيخين يوسف جربوع، وحمود الحناوي، وهي خطوة لم تلق تأييد الزعامات التقليدية والدينية.
موقعه الديني لا يزال يمنحه ثقلاً كبيراً، باعتباره المرجعية الروحية والاجتماعية الأولى للطائفة، إلا أن هذه المكانة تعرضت لهزات، خصوصاً في ظل اتساع الهوة بين مواقفه ومواقف بعض قيادات الطائفة.
أشار الهجري، في مارس الماضي، إلى أن الطائفة الدرزية "ما تزال تنتظر العدالة الانتقالية والانتقال السلمي للسلطة"، معبراً عن رفضه لما وصفه بـ"التفرد في القرار الوطني"، ومجدداً دعوته إلى "إعلان دستوري سليم وقانوني يؤسس لنظام ديمقراطي تشاركي".
وأكد الهجري، تعاونه عندما قال "أيدينا لا تزال ممدودة للتعاون"، مشدداً في الوقت نفسه على أن هذا التعاون مشروط بـ"تصحيح المسارات" واتباع "خطة واضحة" لإعادة صياغة الحياة السياسية في سوريا على أسس وطنية جامعة.
مزاعم الانفصال
خلال استقباله وفداً من مدينة جرمانا التابعة لريف دمشق، ظهر الهجري في مقطع فيديو مصور يقول للمجتمعين: "مشروعنا مشروع وطني سوري بامتياز؛ وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ولن نناقش أفكاراً تتجاوز ذلك، ولا نسعى، لا سمح الله، إلى الانقسام أو التقسيم. نريد الحفاظ على جذورنا".
وأوضح الشيخ الهجري، أنه "لا يطالب بانفصال أو الانشقاق عن سوريا"، مؤكداً أن مطالب الدروز هي "وحدة سوريا أرضاً وشعباً، والعيش بكرامة". وقال: "كنا بمرحلة والآن بمرحلة فراغ، والأمر دقيق جداً. يجب أن نوحد الصف"، مشيراً إلى أن الحديث الذي يدار بشأن الانفصال لا أساس له.
والشيخ حكمت الهجري، أحد 3 زعامات روحية بارزة في السويداء، والآخران هما، الشيخ حمود الحناوي، والشيخ يوسف جربوع، وكلاهما عارضا طلب الهجري مشاركة الدول المؤثرة في الملف السوري للوصول إلى دولة مدنية، ورفضا أي حديث عن الانفصال.
وكان الهجري قد طالب بمشاركة الدول المؤثرة في الملف السوري للوصول إلى دولة مدنية؛ الأمر الذي تسبب في شن حملة انتقادات من السوريين الرافضين لأي نداءات تمنح فرصة للتدخل الأجنبي معتبرين أن هذه الدعوات قد تؤول إلى مطالب من أجل فتح باب التقسيم.
مواقف متباينة
الهجري ظهر مؤخراً كأحد أقطاب الصراع في أزمة السويداء الأخيرة، على خلفية تباين مواقفه تجاه الأزمة، بعد ترحيب الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، بزعامة الشيخ حكمت الهجري، بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى مدينة السويداء، تراجع الهجري في وقت لاحق، إذ قال في بيان متلفز، إنه "بعد مفاوضات عديدة مع دمشق لم تفض إلى أي نتائج أو صدق في التعامل، تم فرض البيان الذي أصدرناه منذ قليل بتفاصيله الكاملة من دمشق وبضغط جهات خارجية من أجل حقن دماء أبنائنا".
وأضاف الهجري: "ولكن رغم قبولنا هذا البيان المُذل، قاموا بنكس العهد والوعد واستمر القصف العشوائي على المدنيين العزل. هذا اليوم هو اليوم الذي إما أن نكون فيه سوريين ونرفض الذل والإهانة، وإما أمامنا عقود من الذل والمهانة".
وتابع: "وبناء على ذلك هذه وقفة عز ونحن نتعرض لحرب إبادة شاملة"، فيما طالب بـ"التصدي لهذه الحملة البربرية بكل الوسائل المتاحة"، على حد وصفه.
وفي أعقاب إعلان التوصل لاتفاق بين قيادات درزية في السويداء وحكومة دمشق لوقف إطلاق النار، الثلاثاء، أصدرت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية التابعة للهجري عقب إعلان الاتفاق، بياناً على فيسبوك، قالت فيه إنه "لا يوجد أي اتفاق أو تفاوض" مع الحكومة السورية، مشددةً على ضرورة "الاستمرار في الدفاع المشروع، واستمرار القتال حتى تحرير كامل تراب محافظتنا".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجيش وقوات سوريا الديمقراطية يتبادلان الاتهامات بشأن اشتباكات في ريف منبج
الجيش وقوات سوريا الديمقراطية يتبادلان الاتهامات بشأن اشتباكات في ريف منبج

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

الجيش وقوات سوريا الديمقراطية يتبادلان الاتهامات بشأن اشتباكات في ريف منبج

تبادل الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، السبت، الاتهامات بشأن اشتباكات في ريف منبج بشمالي البلاد، إذ قالت وزارة الدفاع السورية، إن هجوماً نفذته قوات سوريا الديمقراطية، أسفر عن إصابة 4 من أفراد الجيش و3 مدنيين، فيما أشارت "قسد"، إلى أنها "استخدمت حقها في الدفاع عن النفس"، وردت على مصادر النيران. وذكرت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية، أن قوات الجيش "صدت عملية تسلل" قامت بها "قسد" على إحدى نقاط انتشار الجيش في ريف منبج، بالقرب من قرية الكيارية، حسبما نقلت عنها وكالة الأنباء السورية "سانا". وأضافت أن "وحدات من الجيش قامت بتنفيذ ضربات دقيقة تستهدف مصادر النيران التي استخدمتها قوات (قسد) في قصف قرية الكيارية ومحيطها بريف منبج". وأشارت إلى أن "قسد"، "قامت بشكل غير مسؤول ولأسباب مجهولة بتنفيذ ضربات صاروخية استهدفت منازل الأهالي في قرية الكيارية ومحيطها. وقد أسفر هذا الاعتداء عن إصابة 4 من عناصر الجيش و3 مدنيين بجروح متفاوتة"، وفق "سانا". وتابعت: "تمكنت قواتنا من رصد راجمة صواريخ ومدفع ميداني تم استخدامهما في الاعتداء بمحيط مدينة مسكنة الواقعة شرق محافظة حلب". من جانبه، قال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في بيان، إن "قواتنا استخدمت حقها الكامل في الدفاع عن النفس والرد على مصادر النيران"، ونفت مهاجمة أي نقاط تفتيش تابعة للجيش السوري. ووجهت "قسد" الاتهام إلى ما وصفتها بـ"فصائل غير منضبطة عاملة في صفوف قوات الحكومة السورية"، مشيرة إلى أنها "هي من تواصل استفزازاتها واعتداءاتها المتكررة على مناطق التماس في منطقة دير حافر" بريف حلب. وختم البيان بالتأكيد على "ضرورة احترام التهدئة"، داعياً الأجهزة المعنية في الحكومة السورية إلى "تحمُّل مسؤولياتها وضبط الفصائل غير المنضبطة العاملة تحت سيطرتها".

«الدفاع السورية»: إصابة 7 أشخاص في هجوم لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في منبج
«الدفاع السورية»: إصابة 7 أشخاص في هجوم لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في منبج

الشرق الأوسط

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق الأوسط

«الدفاع السورية»: إصابة 7 أشخاص في هجوم لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في منبج

قالت وزارة الدفاع السورية، اليوم (السبت)، إن هجوماً نفذته قوات سوريا الديمقراطية في ريف مدينة منبج بشمال البلاد، أدى إلى إصابة أربعة من أفراد الجيش وثلاثة مدنيين. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء، إن الوزارة وصفت الهجوم بأنه «غير مسؤول» وأسبابه «مجهولة». ولم يصدر أي تعليق بعد من قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة.

«فامباير»... «داعش» يستيقظ
«فامباير»... «داعش» يستيقظ

الشرق الأوسط

timeمنذ 7 ساعات

  • الشرق الأوسط

«فامباير»... «داعش» يستيقظ

أكبر مُخيّم وأخطر تجمّع بشري في العالم، ضمن سور، هو مخيّم «الهول» شرق سوريا، وهو خاضع لسلطات قوات سوريا الديمقراطية (قسد). هذا المعسكر الغريب، يضمّ نحو 34 ألفاً، موزَّعين على 13 ألف لاجئ عراقي، ونحو 15 ألف نازح سوري، إلى جانب وجود أكثر من 6 آلاف من نساء وأطفال مُسلّحي «داعش» الأجانب. حالياً يشهد هذا المُخيّم توتراً بعد ورود تقارير أمنية تُفيد بوجود تحركات مريبة داخله تنفِّذها خلايا نائمة موالية لـ«داعش»، بعد قيام زوجات مسلحي ومقاتلي التنظيم المحتجزات في قسم المهاجرات، بتشكيل ما يُسمى «جهاز الحسبة»، وحرق مقرّات منظمات إنسانية وتخريب مقتنياتها. مديرة المخيم، جيهان حنان، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، حذّرت من مساعي الخلايا النائمة لإعادة تنظيم صفوفها، وتكشف، وهذا هو الأخطر، عن أن «هناك خلايا تعمل من الخارج تحرِّك العناصر داخل المخيم». مُخيّم «الهول» هو الأكبر لمُدن «داعش» المُسوَّرة في سوريا، لكنّه ليس الوحيد، كما أن التمرّد ومحاولات الهروب، بل القتل والتخريب، ليست الأولى، قبل وبعد سقوط نظام الأسد. الأطفال الذين دخلوا المخيّم قبل أكثر من 10 سنوات صاروا الآن شباباً غاضباً محتقناً بأدبيات «داعش»، وفي أدبيات الأخيرة، في مجلّة «النبأ» وغيرها، يُنظَر إلى «الهول» وأمثاله، نظرة تقديس ويعُد «خزّاناً» استراتيجياً لدولة «داعش». «الخارجية الأميركية» أعلنت في بيان لها بعد استعادة مواطن أميركي من هذا المُخيّم أنّه «لا يزال نحو 30 ألف شخص من أكثر من 70 دولة يقيمون في مخيمي نازحين في شمال شرقي سوريا، غالبيتهم أطفال دون سن الثانية عشرة، وهم يستحقون فرصة للحياة خارج المخيمات». ما الحلّ؟ يجيب البيان الأميركي: «تستعيدهم دولهم الأصلية». الواقع أنَّ خطر «داعش» أكبر من حكاية المُخيّم على الأرض في شرق سوريا، فهناك مخيمات افتراضية داعشية على جغرافيا السوشيال ميديا، ونظرة سريعة إلى الحسابات الموالية لـ«داعش»، في «تلغرام» مثلاً، تُطلعك على «هول» الأمر، وخطورة الإخلاد على مخدّة الوهم بانتهاء الخطر. على العكس من ذلك، مَن يراقب الأمر بِجدّية سيجد انبعاثاً للفكر «الجهادي» التكفيري الثوري، إن كان في نسخته الداعشية أو القاعدية، في ظِل غياب مراكز الدراسات المتخصصة الجادّة، وليست مراكز الأوهام، وغياب التوعية الدائمة. أخطر أنواع الهجوم، حين تُهاجَم على غفلة. وعلى فكرة الحديث عن «داعش» يقود إلى الحديث عن فكره، والحديث عن فكره يقود إلى الحديث عن خطاب الجماعات الإسلامية والجهادية والخلافة والحاكمية والشرعية، والحديث عن هذه الأمور يقود بداهةً إلى الحديث عن: الصحوة، التي لا يراد الحديث عنها من طرف البعض بدعوى عدم الحديث عن الماضي الميّت... كما زعموا. وحش داعش «مصّاص الدماء»، أو «الفامباير»، يستيقظ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store