جبهة حرب جديدة
الهزيمة ليست النهاية، إلا إذا استسلمت – تشرشل.
بينما يتحدث الرئيس الأمريكي ومجرم الحرب نتن ياهو بنشوة المنتصر، بعد أن وجّهت الولايات المتحدة ضربة قوية للمنشآت النووية الإيرانية، تبرز أهداف أخرى لهذا الهجوم. فقد صرّح الرئيس الأمريكي مؤخرًا بأن من بين هذه الأهداف إسقاط النظام في إيران، وهو ما يتوافق تمامًا مع ما يطمح إليه الكيان الصهيوني. ومن الأهداف الأخرى الممكنة، استفزاز طهران لدفعها إلى الرد على المصالح الأمريكية، ما يمنح واشنطن الذريعة لمواصلة توجيه ضربات موجعة لها.
ورغم التصريحات النارية التي تصدر عن المسؤولين الإيرانيين، فإن طهران تدرك جيدًا خطورة الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة. فهي تعلم أن إقدامها على إغلاق مضيق هرمز سيُعد بمثابة إعلان حرب، وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط – في أقل تقدير – إلى 150 دولارًا للبرميل، وسيؤدي الى انهيار سلاسل التوريد العالمية وانكماش اقتصادي عالمي.
ما يُثير القلق هو أن تلجأ إيران إلى تفويض الحشد الشعبي في العراق الشقيق للرد بالنيابة عنها، عبر استهداف القواعد الأمريكية هناك، كما فعلت سابقًا في عام 2024. فقد رسّخت إيران وجودها في الداخل العراقي، سواء في المجتمع أو في الأجهزة الأمنية، من خلال ميليشيات موالية لها تنفذ أجنداتها. وقد حذّرت كتائب حزب الله العراقية من أي تدخل أمريكي في الحرب الجارية بين إيران والكيان، مهدّدةً بأن الرد سيكون باستهداف المصالح الأمريكية في العراق. وصرّح أمينها العام، أبو حسين الحميداوي: «نراقب من كثب تحركات العدو الأمريكي في المنطقة، وإذا تدخلت أمريكا في الحرب، فسنضرب مصالحها وقواعدها المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة بلا تردّد.»
على المنوال نفسه، أطلقت سرايا أولياء الدم – وهي إحدى الميليشيات الموالية لطهران – تهديدًا مماثلًا. وتزامنت هذه التصريحات مع موجة احتجاجات واسعة شهدتها مدينة الصدر، رُفعت خلالها شعارات «الموت لأمريكا» و»الموت لإسرائيل»، وشارك فيها السيد مقتدى الصدر، رغم مواقفه السياسية التي غالبًا ما تتسم بالتحفظ إزاء إيران.
وفي حال أصدرت طهران أوامرها لفصائلها في العراق باستهداف المصالح الأمريكية، فإن الرد الأمريكي – ومعه الكيان – سيُوجّه غالبًا نحو الأراضي العراقية، ما قد يهدّئ مؤقتًا الجبهة الإيرانية، وينقل ساحة الحرب إلى العراق.
الأخطر من ذلك، أن البيت الشيعي في العراق ليس موحّدًا؛ فثمّة انقسام عميق بين الموالين لإيران والمستقلين عنها، ولكلّ فريق مرجعيته السياسية والدينية. وهذا الانقسام قد يقود – لا قدّر الله – إلى صدام شيعي-شيعي، وقد تتدخّل أطراف أخرى، من السنة والأكراد، كلٌّ بما يحقق مصالحه، في تكرار قاتم لمشهد الفوضى والانقسام الذي عرفه العراق في بدايات الألفية.
وما يزيد الطين بلّة، أن الكيان الصهيوني قد يدخل على خطّ الصراع، إما بصورة مباشرة أو من خلال دعم فصائل محددة، ما سيُشعل المنطقة أكثر، ويفجّر موجات جديدة من النزوح، ويُعيد تنشيط تنظيم داعش الإرهابي. وقد رأينا مؤشرًا على ذلك في سوريا قبل يومين، حين فجّر أحد عناصر التنظيم الإرهابي كنيسة في مشهد يعيد إلى الأذهان كوابيس الفوضى.
لذا، نحن أمام سيناريو مرعب وخطير يهدد استقرار المنطقة بأكملها، ويمنح إيران أوراق ضغط إضافية على حساب أمن الجوار، وقد يُزج بالعراق الشقيق – لا قدّر الله – في أتون حرب أهلية. وهذا السيناريو، في جوهره، ليس سوى إحدى الأدوات التي تستخدمها طهران للضغط على واشنطن في لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبرني
منذ 31 دقائق
- خبرني
منشور ترمب الذي انهى حرب الـ 12 يوما
خبرني - اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترمب عن وقف مؤقت لإطلاق النار ينهي الحرب بين طهران وتل أبيب. جاء ذلك في منشور على منصة تروث التي يمكلها ترمب قال فيه : مبروك للجميع! لقد تم الاتفاق الكامل والنهائي بين إسرائيل وإيران على وقف إطلاق نار كامل وشامل (سيبدأ بعد حوالي 6 ساعات من الآن، حين تُنهي إسرائيل وإيران ما تبقى لديهما من مهام عسكرية أخيرة)، لمدة 12 ساعة، وعندها سيتم اعتبار الحرب منتهية! رسميًا، ستبدأ إيران وقف إطلاق النار، وبعد مرور 12 ساعة ستبدأ إسرائيل وقف إطلاق النار، وعند الساعة 24، سيتم إعلان النهاية الرسمية لحرب الـ12 يومًا، وسيحتفي بها العالم. خلال كل فترة وقف إطلاق النار، يلتزم الطرف الآخر بالبقاء مسالمًا ومحترمًا. بافتراض أن كل شيء سيسير كما يجب، وهو ما سيحدث، أود أن أهنئ البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما القدرة، والشجاعة، والذكاء لإنهاء ما ينبغي أن يُسمى 'حرب الـ12 يومًا'. هذه حرب كان من الممكن أن تستمر لسنوات، وأن تدمر الشرق الأوسط بأكمله، لكنها لم تفعل، ولن تفعل أبدًا! ليبارك الله إسرائيل، وليبارك الله إيران، وليبارك الله الشرق الأوسط، وليبارك الله الولايات المتحدة الأمريكية، وليبارك الله العالم! دونالد ج. ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية


عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
عقيدة بيغن .. و" اوبرا " نتنياهو – ترامب!!
منذ بداية حياته السياسية عام 1988 يبحث نتنياهو عن الشهرة والظهور " الفنتازي" على الطريقة الاميركية، ويبدو ان عمله في مجال الدعاية والتسويق الذي بداه في ( شركة Rim Industries) في نيويورك اثر بشكل كبير على نمط تفكيره وسلوكه العام حيث بات مولعا في الترويج وخبيرا فيه مما اكسبه "مهارات المبالغة " لدرجة الاعتياد على "الكذب وابهار الجمهور" بطريقة عرضه للامور، ومبكرا اصيب بمرض نفسي هو "النرجسية" حيث بات لايؤمن الا بما يؤمن به نتنياهو علاوة على الغرور المقرون بالعناد، وهو المرض الذي انفجر بصورة لا محدودة بعد فوزه لاول مرة عام 1996 برئاسة الحكومة، وازداد اكثر بعد توليه للمرة الثانية عام 2009 رئاسة الحكومة واستمر فيها عمليا الى يومنا هذا. يشعر نتنياهو انه ليس "ملك اسرائيل" كما يحب ان يُطلق عليه، بل يشعر انه هو من يحرك العالم وقالها صراحة انه يريد تغيير شكل العالم وليس الشرق الاوسط فقط. لم يعمل نتنياهو مع مناحيم بيغن واعتقد انه لم يلتقيه قط ولكنه كان تلميذا نجيبا لاحد ابرز الشخصيات المقربة من بيغن الا وهو موشيه ارينز الذي شغل منصب وزير الحرب في دولة الاحتلال لمرات عديدة وكان مقربا جدا من بيغن، وارينز هذا كان من المؤمنين تماما بعقيدة بيغن وكان محرضا قويا وهو في منصبه سفيرا لدولة الاحتلال في واشنطن عام 1981 من اجل ضرب مفاعل تموز العراقي في العملية التى عرفت باسم "اوبرا"، وارينز هو من تولى رعاية نتنياهو السياسية ومنحه اول منصب كنائب له في سفارة اسرائيل بواشنطن عام 1982 ثم دعمه ليكون سفيرا للاحتلال في الامم المتحدة من عام 1984 الى عام 1988 كما دعمه ليكون عضوا في الكنيست عن الليكود. قمت بسرد كل ذلك للربط بين تاثير عقيدة بيغن وعضيده موشي ارينز على شخصية نتنياهو الذي نجح في "توريط " واشنطن اليوم بحرب لم تكن اصلا موجودة ولا على اجندة اي ادارة من الادارات الاميركية منذ عام 1948، ولهذا التوريط اسباب عديدة من ابرزها: اولا: التوافق الشخصي بين ترامب ونتنياهو والعقلية التى تجمع الاثنين الا وهي العقلية التى لا تؤمن الا بمبدا القوة وتقديسها في العمل السياسي واعتبارها هي القادرة على صناعة الصفقات. ثانيا: العقيدة "الانجيلكية" التى يؤمن بها ترامب والتى تسمى " المسيحية الاسرائيلية" والتى تؤمن بضرورة دعم اسرائيل بكل سبل القوة وذلك من اجل الاسراع "بعودة السيد المسيح" الى الارض حيث حصل ترامب على حوالي 30 مليون صوت انجيلي في الانتخابات التى جرت نهاية العام الماضي من اصل 77 مليون صوت اي بنسبة اقتربت من 39 % من مجمل الاصوات التى حصل عليها ترامب، وعمليا كان الانجيليون البيض هم الذين اوصلوا ترامب الى البيت الابيض في فترة رئاسته الاولى. ثالثا: الاجواء الداخلية الاميركية سواء داخل الادارة او داخل مجلس الامن القومي الاميركي الداعمة بشدة لتوجيه الضربة الاميركية للمفاعلات الايرانية وبخاصة مفاعل فوردو في مدينة قم، فهي تركيبة يمينية متطرفة واغلبها شخصيات مؤيدة بلا حدود لاسرائيل، غير ان الملفت وحسب تقارير اميركية عديدة ان نائب الرئيس جي دي فانس (كاثوليكي) وليس بروتستننيا كان معارضا باعتدال لفكرة الضربة ولا يعتبر انها ضرورية باي حال من الاحوال الا ان ترامب تجاهله وتجاهل رايه. والسؤال المهم المطروح حاليا، كيف سيكون الرد الايراني وما هي طبيعته؟؟ وفي الجواب على السؤال: • لا اعتقد ان ايران ستقوم باستهداف القواعد الاميركية في دول الخليج العربي لكي لا تستعدى محيطها في الخليج، ولكن الاحتمال الارجح ان تحرك اذرعها اي المليشيات التابعة لها لضرب المصالح الاميركية في العراق وسوريا بصورة خاصة. • تحريك الحوثيين (انصار الله) للعودة وبقوة لضرب السفن التجارية الاميركية والعسكرية في البحر الاحمر، وقد تلجأ الى تفخيخ خليج هرمز. • ومن ناحية سياسية قد تنسحب من الوكالة النووية للطاقة الذرية لان الوكالة لم تقم بالوقوف معها في معركتها السياسية في مواجهة اميركا واسرائيل وهما الدولتان اللتان تملكان اسلحة نووية ولم توقعا على اتفاقية حظر انتشار الاسلحة النووية. في اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي المفاجئ على ايران اسميت هذه الحرب في لقاء مع احدى الفضائيات بان هذه الحرب هي حرب نتنياهو وها هي الوقائع كلها تدعم هذا الراي. "الرأي"

سرايا الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- سرايا الإخبارية
ترامب يعلن وقفا مؤقتا لإطلاق النار ينهي الحرب بين طهران وتل أبيب
سرايا - أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق "كامل وشامل" بين إسرائيل وإيران لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الاتفاق يدخل حيز التنفيذ خلال نحو 6 ساعات، وسيمتد مبدئيًا لـ12 ساعة، "ثم تُعتبر الحرب منتهية رسميًا." وقال ترامب في بيان رسمي: "بعد مرور 24 ساعة من سريان الاتفاق، سيحيي العالم نهاية رسمية لحرب الأيام الـ12." وأضاف: "أود تهنئة إسرائيل وإيران على امتلاكهما القدرة على التحمل والشجاعة والذكاء لإنهاء الحرب." وشدد على أن هذا الاتفاق "منع حربًا مدمرة كانت قد تستمر لسنوات وتهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله." وختم بالقول: "حفظ الله إسرائيل وإيران.. لقد أوقفنا حربًا مدمرة للمنطقة."