
"غيلان باريه" تفتك بـ 3 أطفال في غزة... فماذا نعرف عن هذه المتلازمة؟
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الاثنين، عن تسجيل 3 حالات وفاة جديدة بمتلازمة "غيلان باريه"، وسط تصاعد خطير في أعداد المصابين بهذه المتلازمة التي تهاجم الجهاز المناعي الأعصاب الطرفية، مما يسبب ضعفاً شديداً وقد يصل إلى شلل عام.
وحذرت وزارة الصحة، في بيان صحافي، من تفاقم الوضع الصحي في القطاع بسبب ارتفاع معدلات سوء التغذية وانتشار فيروسات معوية غير مرتبطة بشلل الأطفال، ما خلق بيئة مناسبة لانتشار الأمراض المعدية.
وأكدت أن حالتين من بين الوفيات الأخيرة لطفلين دون سن 15 سنة توفيا بعد فشل محاولات إنقاذهما جراء نقص الأدوية والعلاج، نتيجة الحصار المفروض على القطاع.
وجددت الوزارة دعوتها للجهات الدولية والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لتوفير الأدوية والعلاج اللازمين، مؤكدة أن الوضع الصحي والبيئي المتدهور في غزة يشكل تهديداً كبيراً لا يحتمل، مشددة على أن "هذه ليست مجرد وفيات، بل تحذير من كارثة معدية حقيقية محتملة".
ما هي متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barré Syndrome)؟
غيلان باريه هي متلازمة عصبية نادرة وخطيرة يهاجم فيها الجهاز المناعي للجسم الأعصاب الطرفية (أي الأعصاب خارج الدماغ والنخاع الشوكي).
يمكن أن تبدأ المتلازمة فجأة، وتتطور بسرعة، وغالبًا ما تسبب ضعفًا في العضلات قد يتفاقم إلى شلل مؤقت أو دائم.
غالبًا ما تحدث بعد الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية مثل:
عدوى الجهاز التنفسي العلوي
التسمم الغذائي (بكتيريا كامبيلوباكتر)
الإنفلونزا
فيروس زيكا
أو في بعض الحالات بعد التطعيمات
في غزة، سوء التغذية، تلوث المياه، وغياب البيئة الصحية تزيد من احتمالية التعرض لعدوى معوية أو تنفسية تُحفّز المتلازمة.
الأعراض:
تتطور الأعراض خلال أيام أو أسابيع وتشمل:
وخز وتنميل في القدمين واليدين
ضعف متدرج في العضلات، يبدأ غالبًا من الساقين ويصعد للأعلى
صعوبة في المشي أو فقدان التوازن
شلل جزئي أو كامل في الحالات الشديدة
تأثر عضلات الوجه: صعوبة في التحدث أو البلع أو تعبيرات الوجه
مشكلات تنفسية تتطلب جهاز تنفس صناعي في بعض الحالات
تسارع ضربات القلب، تقلبات ضغط الدم، مشكلات في المثانة
العلاج:
غيلان باريه لا يوجد له علاج شافٍ حتى الآن، لكن يمكن السيطرة على الحالة وتقليل الأضرار عبر:
العلاج بالمناعة الوريدية (IVIG) – حقن الأجسام المضادة لوقف مهاجمة الجهاز العصبي
تبديل البلازما (Plasmapheresis) – إزالة الأجسام المضادة الضارة من الدم
الدعم التنفسي – جهاز تنفس صناعي إذا تضررت عضلات التنفس
العلاج الطبيعي والتأهيلي – لتقوية العضلات واستعادة القدرة الحركية
أدوية مسكنة ومضادة للألم العصبي
نسبة كبيرة من المرضى (60–80%) يتعافون بشكل جيد خلال أشهر، لكن البداية المبكرة للعلاج هي العامل الأهم في تجنب الشلل الدائم أو الوفاة.
ماذا يعني وجود متلازمة غيلان باريه في غزة؟
وجود هذه المتلازمة في غزة، خاصة مع تسجيل وفيات: مؤشر خطير على انهيار الصحة العامة: انتشارها يعني وجود بيئة ملوثة محفزة للأمراض الفيروسية والمعوية، مثل المياه الملوثة وسوء النظافة وضعف الرقابة الصحية. غياب الفحوص المبكرة والعلاج المناعي العاجل يجعل نسبة الوفاة أو الإعاقة مرتفعة. في ظل الحصار الشديد وانعدام الدواء، لا توجد بنية تحتية صحية قادرة على رصد أو احتواء المرض.
**تهديد إضافي للأطفال:
سوء التغذية الحاد وضعف المناعة يرفع قابلية الأطفال للإصابة.
الوزارة سجّلت وفيات في صفوف الأطفال تحديدًا، ما يعكس نقصًا خطيرًا في العناية المركزة وأدوية الطوارئ.
**بيئة خصبة للأوبئة:
الفيروسات المعوية المكتشفة، التي تسببت في حالات غيلان باريه، تعني أن غزة دخلت مرحلة "ما قبل الوباء" وسط صمت دولي.
لماذا تحتاج غزة لتدخل عاجل؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 4 ساعات
- فلسطين أون لاين
يديعوت: (إسرائيل) تعالج نحو 80 ألف عسكري وتواجه "تحديًا وطنيًا كبيرًا"
وكالات/ فلسطين أون لاين أعلن قسم إعادة التأهيل في وزارة الحرب الإسرائيلية أنه يعالج حالياً نحو 80 ألف عسكري مصاب، بينهم 26 ألفاً يعانون اضطرابات نفسية. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن قسم إعادة التأهيل بالوزارة، أنه يقدم خدمات العلاج في الوقت الراهن لنحو 80 ألف مصاب ومصابة من عناصر الجيش. وأضاف القسم أن نحو 26 ألفاً من مصابي جيش الاحتلال يعانون اضطرابات نفسية، فيما يشكل اضطراب ما بعد الصدمة أكثر من 33% من المصابين. وتابع أنه يخصص أكثر من نصف ميزانيته السنوية، أي نحو 4.2 مليار شيكل (نحو 1.2 مليار دولار)، لخدمات مقدمة لمرضى القسم. وشدد قسم إعادة التأهيل على أن عدد المصابين وتفشي الانتحار بين العسكريين يمثلان "تحدياً وطنياً كبيراً". ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بقطاع غزة خلّفت أكثر من 211 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، إضافة لمئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. كما شنت إسرائيل، المدعومة من الولايات المتحدة، حرباً على لبنان بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ونوفمبر/تشرين الثاني 2024، وثالثة على إيران في يونيو/حزيران الماضي، وتنفذ غارات جوية على كل من سوريا واليمن. المصدر / وكالات


فلسطين أون لاين
منذ 6 ساعات
- فلسطين أون لاين
"الصحة العالمية": 14800 مريض في غزة بحاجة ماسة إلى رعاية طبية
وكالات/ فلسطين أون لاين قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأربعاء، إن أكثر من 14 ألفا و800 مريض في قطاع غزة بحاجة ماسة إلى رعاية طبية متخصصة، داعيا إلى تسريع عمليات الإجلاء الطبي. وفي منشور عبر منصة إكس، أفاد غيبريسوس، بأن منظمة الصحة العالمية دعمت الإجلاء الطبي لـ15 طفلا في حالة حرجة، رفقة 42 من أقاربهم، من غزة إلى الأردن صباح الأربعاء. وعبّر غيبريسوس، عن امتنانه للحكومة الأردنية والعاملين في مجال الرعاية الصحية هناك على الدعم الطبي الذي يقدمونه، وخاصة للمرضى الأطفال في غزة. وأضاف: "ما زال أكثر من 14 ألفا و800 مريض في غزة بحاجة ماسة إلى رعاية طبية متخصصة. نحثّ المزيد من الدول على اتخاذ إجراءات لاستقبال المرضى وتسريع عمليات الإجلاء الطبي بكل السبل الممكنة". وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة وتجوّع الفلسطينيين، وشددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي بإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي مجاعة ووصولها إلى مستويات "كارثية". وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي 61 ألفا و158 شهيدًا فلسطينيا و151 ألفا و442 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. المصدر / وكالات


فلسطين أون لاين
منذ يوم واحد
- فلسطين أون لاين
انتشار سريع لمرض "غيلان بارِّيه" في غزَّة... ومخاوف من وفيات جديدة
متابعة/ فلسطين أون لاين في واحدة من أخطر المؤشرات على انهيار الأوضاع الصحية في القطاع، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل 95 حالة إصابة بمتلازمة غيلان باريه خلال الفترة الأخيرة، من بينها 45 حالة لأطفال، فيما تم تسجيل 3 وفيات خلال أسبوع واحد فقط. هذه الأرقام تمثل قفزة مرعبة، خصوصًا أن المعدل السنوي الطبيعي للإصابات في غزة لا يتجاوز حالة واحدة. وتمثل "غيلان باريه" حالة مرضية نادرة يُهاجم فيها الجهاز المناعي الأعصاب، مسبّبًا شللًا تدريجيًا يبدأ بالأطراف السفلية، وقد يصل إلى عضلات التنفس، ما يجعل المرض قاتلًا في حال غياب الرعاية الصحية العاجلة. وقال مدير عام الوزارة، د. منير البرش، إن عدد الإصابات بالمرض ارتفع إلى 95 حالة، من بينها 45 إصابة بين الأطفال، إضافة إلى 3 وفيات، وهو ما يشكّل قفزة غير مسبوقة في معدلات الإصابة المعتادة داخل القطاع. وأوضح البرش أن المرض، الذي يهاجم الجهاز العصبي ويؤدي إلى شلل تدريجي قد يصل إلى الجهاز التنفسي، يرتبط بشكل مباشر بـ تلوث المياه وسوء التغذية، لافتًا إلى أن علاجه غير متوفر حاليًا داخل القطاع. وأشار المسؤول الصحي إلى أن الظروف البيئية والصحية في غزة باتت مهيّأة لتفشي أمراض خطيرة، في ظل اكتظاظ سكاني شديد، حيث يعيش نحو 40 ألف شخص في كل كيلومتر مربع ضمن مناطق لا تتعدى 18% من مساحة القطاع. وأضاف: "أبلغنا منظمة الصحة العالمية بظهور المرض منذ الأسابيع الأولى، لكن لم يطرأ أي تحرك فعلي على الأرض لتوفير العلاج أو دعم النظام الصحي". كما حذّرت وزارة الصحة من أن استمرار الحصار ومنع دخول الأدوية قد يؤدي إلى "موت بالجملة"، ليس فقط بسبب المجاعة، ولكن نتيجة الانهيار الكامل للخدمات الصحية، بما في ذلك رعاية الأمراض المزمنة والمعدية. إلى جانب "غيلان باريه"، سجّلت وزارة الصحة في غزة 1116 حالة إصابة بالحمى الشوكية منذ بداية عام 2025، إضافة إلى زيادة كبيرة في أمراض الجهاز التنفسي، لا سيما بين الأطفال وكبار السن، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية. ويعيش القطاع اليوم واحدة من أقسى الكوارث الإنسانية في تاريخه، حيث تتقاطع المجاعة مع حرب مدمرة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط شلل تام في الإغاثة الدولية. ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، منقلبًا على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 18 يناير/كانون الثاني، والذي نصّ على إدخال 600 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يوميًا. ومنذ ذلك الحين، بدأ سكان القطاع يعتمدون على المواد الغذائية المخزنة، والتي نفدت تدريجيًا، ما أدى إلى انتشار الجوع وسوء التغذية، خاصة مع نقص مشتقات الحليب، اللحوم، الدواجن، الخضراوات، والأدوية، بالإضافة إلى مستلزمات النظافة.