logo
الجبهة الداخلية الإسرائيلية في مواجهة الصبر الإيراني

الجبهة الداخلية الإسرائيلية في مواجهة الصبر الإيراني

بينما يستطيع الإيرانيون الصمود لأسابيع بل لأشهر في مواجهة القصف، فإن 'إسرائيل' تحتاج إلى حسم الحرب خلال أيام أو أسابيع قليلة، وإلا فقد تنقلب الحرب من ضربة استراتيجية إلى نزيف داخلي طويل.
شنّت 'إسرائيل' ضربة استباقية مركّبة على إيران، استهدفت بها بعضاً من منشآتها النووية، ومخازن الصواريخ البالستية، ومراكز القيادة الجوية، ونفَّذت اغتيالات دقيقة ضد كبار القادة في الجيش والحرس الثوري الإيراني والعلماء الإيرانيين. في المرحلة الأولى، يبدو التفوق الإسرائيلي واضحًا: انهيار دفاعات جوية، وارتباك في منظومة الرد الإيراني، وتعطيل واسع لمنشآت عسكرية. لكن سرعان ما تنقلب المعادلة.
تنطلق موجات صاروخية إيرانية من قواعد متعددة، بعضها من عمق الأراضي الإيرانية، وبعضها من مواقع سرّية نجت من الضربة. ورغم التفوق التكنولوجي لمنظومات 'القبة الحديدية' و'حيتس' و'مقلاع داوود'، تسقط صواريخ ثقيلة داخل العمق الإسرائيلي، تُدمَّر مباني بالكامل في تل أبيب، وحيفا، ومواقع عسكرية في النقب، وتسقط عشرات القتلى والمصابين في كل موجة، وسط صمت تفرضه الرقابة العسكرية الإسرائيلية، ولكن مع صور تتسرب عبر السوشل ميديا تبرز آثار الدمار الهائل لتلك الصواريخ.
تتعطل الحياة المدنية: المدارس مغلقة، المطارات متوقفة، شبكات المواصلات مشلولة، والشارع الإسرائيلي يعيش في الملاجئ أو على أعتابها. وفي هذا المشهد، تبرز أسئلة حاسمة تتجاوز ميدان المعركة:
هل تستطيع 'إسرائيل' فعليًا تدمير البنية النووية والصاروخية الإيرانية بمفردها؟
وإن استطاعت، فكم من الوقت تحتاج؟ وهل الوقت يعمل لمصلحتها أصلًا؟
والأهم: إلى أي مدى يمكن للجبهة الداخلية الإسرائيلية أن تتحمل واقعًا يوميًا من الصواريخ، والقتلى، والدمار، والانهيار الاقتصادي؟
وهل يمكن لمجتمع يعيش في أجواء فقدان الثقة بحكومته، ومرهق من حرب مستمرة في غزة، أن يصمد أمام حرب استنزاف نفسية واقتصادية وصاروخية تدار في عقر بيته؟ الخطة الإسرائيلية انطلقت من فرضيات ثلاث:
1. ضربة أولى مدمّرة ومباغتة تُحدث فوضى في القيادة الإيرانية، وتعطّل مراكز السيطرة على الدفاعات الجوية وإطلاق الصواريخ، تقلل من استخدام إيران سلاحها الصاروخي، مع بقائها من دون غطاء جوي أمام الطائرات الإسرائيلية.
2. تنسيق دفاعي مع واشنطن وحلفائها لتفعيل شبكة إقليمية لاعتراض الصواريخ قبل وصولها إلى الأجواء الإسرائيلية، لمساعدة المنظومات الدفاعية الإسرائيلية على اعتراض ما تبقى من تلك الصواريخ.
3. تصعيد الهجوم الإسرائيلي نحو منشآت مدنية إيرانية (محطات الكهرباء، والموانئ، وحقول النفط، والمواطنون)، بغية خلق ضغط داخلي قد يُمهّد لتغيير النظام، والأهم إنهاء زمن المعركة بأسرع وقت ممكن.
الدور الأميركي: دعم بلا اندفاع وهروب من المواجهة المباشرة
رغم التصريحات العلنية للرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة 'شريك استراتيجي في العملية الإسرائيلية'، فإن الوقائع الميدانية توضح بجلاء أن واشنطن لا ترغب بالتورط العسكري المباشر ضد إيران. فالدور الأميركي حتى الآن اقتصر على الدعم الاستخباري واللوجستي والدفاعي، من خلال تشغيل منظومات الدفاع الصاروخي المشتركة في الخليج والبحر الأحمر، وتوفير الحماية للقواعد الأميركية في العراق وقطر.
لكن مع تزايد وتيرة الهجمات الصاروخية الإيرانية على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وظهور معدلات الدمار والقتل في ريشون لتسيون ورمات غان وحيفا، بدأت الأصوات داخل 'إسرائيل' – سياسيًا وأمنيًا – تطالب بتدخل عسكري أميركي مباشر لإنهاء التهديد الإيراني بسرعة، عبر توجيه ضربات واسعة على البرنامج النووي الإيراني، من أجل إنهاء الحرب بتحقيق أهدافها.
مع ذلك، تُظهر إدارة ترامب حتى الآن تمسكًا بالسقف السياسي للعملية، متمثّلًا في استخدام القوة الإسرائيلية كأداة ضغط على طهران لدفعها إلى اتفاق نووي جديد، أكثر صرامة من الاتفاق السابق، ويمنعها بشكل قاطع من تخصيب اليورانيوم على أراضيها أو تطوير أجهزة طرد مركزي متقدمة.
بعبارة أخرى، الولايات المتحدة ترى في التصعيد العسكري وسيلة لتحقيق غاية دبلوماسية، بينما تجد 'إسرائيل' نفسها محاصَرة في معركة استنزاف مباشرة على جبهتها الداخلية، تنتظر من واشنطن تحوّلًا لم يحدث بعد: الانتقال من الشريك الداعم إلى الفاعل القتالي المباشر.
وفي الخلفية، تلعب الولايات المتحدة الأميركية تحت قيادة دونالد ترامب دوراً مزدوجاً: عدم التدخل عسكريًا في البداية لإبقاء باب السياسة مفتوحًا، ثم الدخول كوسيط لإنهاء الحرب في حال تورط 'إسرائيل' بحرب تستنزفها، أو كطرف في اتفاق نووي مشدد تجاه المشروع النووي الإيراني في حال قبلت إيران العودة إلى التفاوض.
لكن هذا التصور، رغم دقته العسكرية، يحمل ثغرة قاتلة مزدوجة:
1. الجانب الإيراني يتمتع بقدرة صمود واستعداد حضاري وإيديولوجي لخوض حرب طويلة، خاصة عندما يرتبط الصراع بهوية الأمة وكرامتها. القيادة والشعب في إيران اعتادا عقودًا من الحصار والضغط، ويملكان أعصابًا طويلة ومجتمعًا متماسكًا في أوقات الشدة، وليس التاريخ والحضارة فقط لمصلحتهم، بل أيضاً الجغرافيا التي استفاد الجيش الإيراني منها في توزيع منشآته العسكرية ومخازن ومنصات صواريخه، بشكل يجعل من الصعب على 'إسرائيل' تدميرها في هجوم واحد أو على مدار أشهر من الهجمات المتتالية، على فرضية الادعاء الإسرائيلي أنها شلّت الدفاعات الجوية الإيرانية.
2. أما الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فهي نقطة الضعف الأخطر في المنظومة العسكرية الإسرائيلية: مجتمع غربي استيطاني هش، ذو نمط حياة عالي الحساسية للخسائر، منهك من أزمات سياسية متراكمة، ويعيش تحت شعور متزايد بانعدام الثقة بقيادته.
فبينما يستطيع الإيرانيون الصمود لأسابيع بل أشهر في مواجهة القصف، فإن 'إسرائيل' تحتاج لحسم الحرب خلال أيام أو أسابيع قليلة، وإلا فقد تنقلب الحرب من ضربة استراتيجية إلى نزيف داخلي طويل المدى قد يُهدد البنية المجتمعية والسياسية للدولة نفسها.
المعركة ليست فقط عسكرية، من يملك أعصاب الصبر؟ في النهاية، لا يكمن الحسم في القوة النارية فقط، بل إنها أيضًا معركة نفس طويل، وصبر استراتيجي، وقدرة على الاحتمال الجماعي للمواجهة الطويلة. إيران دولة جذرها مغروس عميقاً في التاريخ، وشعبها يملك القدرة على الصبر حتى بات الصبر الإيراني مضرباً للمثل، أما 'إسرائيل' فمشروع استعماري لقيط لا يزال مشتكّكاً في قدرته على البقاء، رغم كل ما يحاول أن يروّجه من قوة عسكرية، فما بدأ كضربة استباقية خاطفة، قد يتحوّل إلى استنزاف إسرائيلي استراتيجي لا يمكن تحمّله. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صواريخ إيران تكبد كيان الاحتلال خسائر بمليارات الشواكل وتُخرج مئات العائلات من منازلها
صواريخ إيران تكبد كيان الاحتلال خسائر بمليارات الشواكل وتُخرج مئات العائلات من منازلها

وكالة الصحافة اليمنية

timeمنذ 36 دقائق

  • وكالة الصحافة اليمنية

صواريخ إيران تكبد كيان الاحتلال خسائر بمليارات الشواكل وتُخرج مئات العائلات من منازلها

القدس المحتلة /وكالة الصحافة اليمنية// كشفت وسائل إعلام عبرية عن خسائر مادية جسيمة تكبّدها الاحتلال الإسرائيلي جراء الضربات الصاروخية الإيرانية الأخيرة، التي استهدفت مواقع حساسة في عدة مدن، أبرزها حيف المحتلة 'تل أبيب' ومدينة 'بات يام' المجاورة. ووفق ما نقلته صحيفة 'معاريف' العبرية عن مصادر عسكرية 'إسرائيلية'، فإن أحد أبرز الصواريخ المستخدمة في الهجوم، وهو صاروخ 'خرمشهر' الإيراني، يحمل رأسًا متفجرًا يزيد وزنه على طن كامل من المتفجرات، ما يفسر حجم الدمار الكبير الذي خلفته الضربة. وفي تطور لافت، ذكرت القناة 12 العبرية أن 20 برجًا سكنيًا في مدينة 'بات يام' ستُزال بالكامل بعد تعرضها لصاروخ إيراني مباشر، ما أدى إلى تشريد نحو 1500 شخص من سكانها، وأبقى العشرات من العائلات بلا مأوى. وأشارت القناة إلى أن فرق التقييم الهندسي خلصت إلى أن الأبراج لم تعد صالحة للسكن، بسبب الأضرار الهيكلية العميقة التي أصابتها، ما يجعل من هذه الضربة واحدة من أكثر الضربات الصاروخية تدميرًا التي يتلقاها الكيان الإسرائيلي منذ بدء المواجهة مع إيران. وفي السياق ذاته، كشفت القناة 12 العبرية أن كلفة تشغيل أنظمة الدفاع الجوي 'الإسرائيلية' خلال ليلة واحدة فقط من الهجوم الإيراني تخطّت حاجز المليار شيكل، في ظل الاعتماد الكثيف على منظومات مثل 'حيتس' و'مقلاع داوود' و'القبة الحديدية' لاعتراض دفعات متلاحقة من الصواريخ والمسيرات. وبحسب التقديرات الأولية، بلغت الخسائر المادية المباشرة عشرات المليارات من الشواكل، تشمل تدمير المباني، تكاليف الاعتراض، والأضرار التي لحقت بالبنى التحتية في المناطق المستهدفة. ورغم اتساع دائرة الأضرار، لم تُصدر حكومة الاحتلال الإسرائيلي حتى اللحظة أي تقرير رسمي شامل حول حجم الخسائر، وسط محاولات واضحة للتعتيم على ما جرى داخل المدن المستهدفة. ويشير مراقبون إلى أن الرقابة العسكرية المشددة تهدف إلى تقليص تداعيات الضربات الإيرانية على الجبهة الداخلية، ومنع انهيار المعنويات.

'يمن ديلي نيوز' يرصد ترقّب دولي لقرار 'ترامب' بشأن التدخل في حرب إسرائيل وإيران
'يمن ديلي نيوز' يرصد ترقّب دولي لقرار 'ترامب' بشأن التدخل في حرب إسرائيل وإيران

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

'يمن ديلي نيوز' يرصد ترقّب دولي لقرار 'ترامب' بشأن التدخل في حرب إسرائيل وإيران

أعد التقرير لـ'يمن ديلي نيوز' وليد الجبر : يشهد العالم حالة من التأهب والترقّب لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التدخل المحتمل في التصعيد المتسارع بين إسرائيل وإيران، بعد تواتر الضربات الإسرائيلية على مواقع إيرانية وارتفاع وتيرة الرد الصاروخي الإيراني الذي طال عدّة مدن في إسرائيل. و مع دخول الصراع الإسرائيلي الإيراني يومه السابع، يتواصل الاهتمام الدولي بالموقف الأميركي من هذه الحرب تتزايد التساؤلات حول قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن التطوّرات العسكرية المتسارعة في الشرق الأوسط، وما إذا كان سيُقدم على خطوة متقدمة للمشاركة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، أو الاكتفاء بالمساندة غير المباشرة لإسرائيل. وفيما لايزال الانقسام الداخلي في الولايات المتحدة حول فكرة التدخل العسكري قائماً، فإن تل أبيب تؤيد بقوة أي تحرك أميركي مباشر ضد إيران، بينما تنصح طهران واشطن بعدم التورط والانخراط المباشر، في هذه الحرب. في حين تتراوح المواقف الدولية بين التحذير والرفض للحلول العسكرية والدعوة إلى الحلول السياسية والديبلوماسية لهذه الأزمة وهو ماستنتناوله في هذا التقرير فإلى المحصلة: ضوء أخضر البداية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي علّق في أحدث مواقفه على تقرير نشرته صحيفة 'وول ستريت جورنال' بشأن موافقته على خطط استهداف إيران. وقال ترامب في منشور كتبه على منصته 'تروث سوشيال'، اليوم الخميس: 'صحيفة وول ستريت جورنال لا تملك أدنى فكرة عن آرائي بشأن إيران'. وجاء رد ترامب بعدما نشرت صحيفة 'وول ستريت جورنال' مساء الأربعاء تقريرا كشفت فيه أنّ ترامب وافق 'سراً' على التدخل في المواجهة بين إسرائيل وإيران، 'وأعطى الضوء الأخضر للخطط الأمريكية لمهاجمة إيران'. ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطّلعة أنّ ترامب وافق 'سراً' على خطط أمريكية لمهاجمة إيران، في اجتماع عُقد في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، لكنه أرجأ إصدار الأمر النهائي لمعرفة ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي أم لا. مشيرة إلى أنّ منشأة 'فوردو' لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في إيران ستكون واحدة من الأهداف الأولى المحتملة للولايات المتحدة. وتأتي هذه المستجدات المتسارعة في الوقت الذي يعقد فيه، الرئيس ترامب اجتماعاً ثالثاً اليوم الخميس في 'غرفة العمليات' لمتابعة التطوّرات الجارية بين البلدين . وكان الرئيس ترامب قد كشف في تصريحات سابقة له أنّ الجيش الأمريكي أعدّ خططًا جاهزة لاستهداف منشآت نووية إيرانية، على رأسها موقع 'فوردو' المحصّن تحت الأرض، لكنه أكّد أنّ القرار النهائي لم يُتخذ بعد. كما أكّد أنّه 'لن يتردّد في اتخاذ الخطوة اللازمة إذا استمرّت طهران في الاقتراب من حافة التسلّح النووي'، مشيرًا إلى أنّها 'تحتاج إلى أسبوعين فقط لصنع سلاح نووي'، مطالبًا قياداتها بـ'استسلام غير مشروط'. انقسام أمريكي غير أنّ الموقف في الداخل الأمريكي لا يبدو موحّدًا حيال سيناريو التدخل الأمريكي المحتمل في الصراع الإيراني الإسرائيلي بشكل مباشر إذ يدفع بعض الجمهوريين، وخاصة الصقور من تيار المحافظين الجدد، نحو توجيه ضربة عسكرية مركّزة ضد المواقع النووية الإيرانية. بينما يُحذّر آخرون من الانجرار إلى 'حرب جديدة بلا نهاية'، وقد أبدت شخصيات أمريكية بارزة مثل راند بول، وتاكر كارلسون، وستيف بانون، رفضها القاطع لأيّ توريط عسكري جديد في الشرق الأوسط دون موافقة الكونغرس، مستحضرين التجارب الأمريكية المكلفة في العراق وأفغانستان. في حين تجري داخل أروقة البنتاغون مناقشات حول عدّة سيناريوهات، أبرزها تنفيذ ضربات جوية دقيقة ضد المنشآت النووية دون نشر قوات برّية، والاكتفاء بتحشيد عسكري لردع طهران، أو تقديم دعم استخباراتي ولوجستي لإسرائيل. ترامب يدعمنا وندعمه من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ الرئيس ترامب يدعم العمليات الإسرائيلية ضد إيران، وأنّ إسرائيل ستدعم أيّ قرار يتّخذه ترامب، واصفاً إيّاه بأنّه 'صديق الشعب اليهودي والدولة الإسرائيلية'. وأضاف في تصريح أدلى به اليوم من منطقة بئر السبع، التي شهدت في وقت سابق اليوم الخميس هجمات صاروخية إيرانية طالت مستشفى 'سوروكا': 'أميركا تساعدنا وتشارك في حماية مجالنا الجوي'، و'طياروها يرافقون طيارينا في الجو'. وتابع: 'خلال الحروب، الأفعال وحدها هي من تتحدّث'، مؤكّداً أنّ البرنامج النووي الإيراني يشكّل تهديداً نووياً لإسرائيل، وأنّ بلاده ماضية في إزالة التهديد النووي الإيراني. طهران تنصح واشنطن أما وزارة الخارجية الإيرانية فقد حذرت الرئيس الأمريكي من التدخل في الحرب الجارية بين طهران وتل أبيب وقدّمت له نصيحة بعدم التدخّل في هذه الحرب. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، غريب آبادي، اليوم الخميس: 'نصيحتنا لأميركا هي عدم التدخّل، على الأقل إذا كانت لا تريد وقف العدوان الإسرائيلي'، وفق وكالة تسنيم. وأضاف: 'إذا أرادت أميركا التدخّل فعلياً لدعم إسرائيل، فستضطر بلادُنا لاستخدام أدواتها للدفاع عن نفسها وتلقين المعتدين درساً'، وفق ما نقلت وكالة تسنيم. وأوضح آبادي، الذي كان ضمن الفريق الذي أجرى محادثات غير مباشرة مع أميركا، أنّ 'بلاده لم ترحّب أبدًا بأيّ حرب، ولم تسع يومًا لتوسيع أيّ صراع'، مشيرًا إلى أنّ 'جميع الخيارات اللازمة مطروحة على الطاولة أمام صنّاع القرار العسكري'. السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في جنيف، أوضح أيضًا أنّ بلاده أبلغت واشنطن أنّها ستردّ بحزم على الولايات المتحدة إذا شاركت بشكل مباشر في الحملة العسكرية الإسرائيلية. بكين وموسكو تحذران بدورهما حذرت كل من الصين وروسيا اليوم الخميس الولايات المتحدة من التدخل العسكري المباشر في المواجهة الجارية بين إيران وإسرائيل وأكدتها أن الحل للبرنامج النووي الإيراني يكون سياسيا ودبلوماسيا فقط وليس عسكرياً. وأدان الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية بينهما، اليوم الخميس الضربات الإسرائيلية على إيران، وحثا على حل سياسي ودبلوماسي للنزاع. ونقلت وكالة 'شينخوا' الصينية عن الرئيس، شي دعوته جميع الأطراف وخاصة إسرائيل إلى وقف الأعمال القتالية،في أقرب وقت ممكن لمنع تصعيد الوضع وتجنب توسع الحرب. وأوضح الرئيس الصيني أن وقف إطلاق النار بين البلدين 'أولوية قصوى' وأن استخدام القوة ليس الطريقة لحل النزاعات الدولية.. مشدداً على ضرورة أن تكثف الدول الكبرى ذات 'النفوذ' في المنطقة جهودها الدبلوماسية لتهدئة الوضع. بينما أبدى الرئيس بوتين، استعداد روسيا للقيام بجهود الوساطة الممكنة بين إسرائيل وإيران وأكد الرئيس الصيني دعمه لمثل هذه الوساطة، لتخفيف حدة الوضع الحالي بحسب ما أفاد المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي يوري أوشاكوف. وقال أوشاكوف في مؤتمر صحافي عقده الخميس'ترى كل من موسكو وبكين أنه لا يمكن حل الوضع الحالي بالقوة، وأن الحل يجب أن يكون من خلال السبل السياسية والدبلوماسية'. مشيراً إلى أن الكرملين يعتبر إن التدخل الأميركي المحتمل سيؤدي لتصعيد مروّع في المنطقة، وأنه لن يكون هناك حل عسكري للقضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد رفض، عرض نظيره الروسي التوسط لإنهاء النزاع بين إسرائيل وإيران، معتبرا أن على بوتين أن ينهي أولا حربه في أوكرانيا. وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض أمس الأربعاء: 'لقد عرض القيام بوساطة، فطلبت منه أن يسدي لي خدمة ويقوم بوساطة لنفسه. فلنهتم أولا بواسطة من أجل روسيا'. تساؤلات وبينما ،يترقب العالم قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي بات يشكل حجر الزاوية في منع أو إشعال حرب واسعة في الشرق الأوسط. فحتى اللحظة، لا يبدو أنّ الولايات المتحدة بصدد إطلاق حرب شاملة، لكن جميع المؤشرات تُظهر أنّها تسير على 'خيط رفيع' بين الردع والدخول في صراع مباشر غير أن مراقبين، يرون أنّ الأيام وربما الساعات القادمة ستكون حاسمة، خاصة مع استمرار الضغوط الإسرائيلية لعدم ترك الساحة مكشوفة أمام إيران. وخلال الأيام الماضية عزّزت الولايات المتحدة من وجودها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما شرق البحر المتوسط وخليج عُمان، من خلال نشر حاملة الطائرات 'جورج بوش'، ومدمّرات بحرية، وغوّاصات هجومية، فضلاً عن نشر أنظمة دفاعية متقدّمة من نوع THAAD وPatriot، ضمن ما وصفه البنتاغون بـ'إجراءات الردع الوقائي'. ووفقاً لمسؤولين عسكريين، فإنّ هذه التحركات تهدف إلى 'طمأنة الحلفاء ورفع كلفة أيّ مغامرة إيرانية محتملة ضد المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية' بينما تشير مصادر أمريكية إلى أنّ أيّ تحرّك مباشر ضد إيران سيُراعى فيه تجنّب إسقاط النظام، تجنّبًا لانهيار إقليمي واسع، مع التركيز فقط على كبح القدرات النووية الإيرانية. ويبقى السؤال الأبرز: هل تذهب واشنطن نحو الخيار العسكري أم تكتفي بسياسة الردع والاحتواء؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف مسار المواجهة. خلفية الصراع ومنذ 13 يونيو الجاري، شنت إسرائيل هجمات واسعة على إيران واستهدفت مواقع عسكرية منشآت نووية، ومنصات إطلاق صواريخ في عدة مناطق إيرانية. ونجحت تل أبيب خلال عمليتها العسكرية في اغتيال عشرات القادة العسكريين الإيرانيين الكبار، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 10 علماء نوويين وتسببت هجماتها بمقتل 639 شخصا على الأقل وإصابة 1329 آخرين، وفق منظمات حقوقية. في المقابل، ردت طهران على الهجمات الإسرائيلة المتواصلة على أراضيها بهجمات مضادة ضد إسرائيل عبر إطلاق دفعات من الصواريخ والمسيرات نحو المدن الإسرائية وتوعدت بالمزيد. وأعلن الحرس الثوري، اليوم الخميس عن البدء بمرحلة جديدة من الهجمات المركبة ضد إسرائيل بالصواريخ البالستية أكثر من 100 طائرة مسيّرة هجومية وانتحارية ضد أهداف عسكرية، ومراكز مرتبطة بالصناعات العسكرية في حيفا وتل أبيب. مرتبط قرار دولاند ترامب الحرب الإسرائيلية الإيرانية دخول أمريكا في الحرب ضد إيران

إطلاق صواريخ جديدة على إسرائيل.. وإيران تعلن استهداف حيفا وتل أبيب
إطلاق صواريخ جديدة على إسرائيل.. وإيران تعلن استهداف حيفا وتل أبيب

اليمن الآن

timeمنذ 3 ساعات

  • اليمن الآن

إطلاق صواريخ جديدة على إسرائيل.. وإيران تعلن استهداف حيفا وتل أبيب

ادعى إعلام عبري، الخميس، أن الدفاعات الجوية اعترضت صواريخ أطلقت من إيران باتجاه شمال إسرائيل، في حين أعلن الحرس الثوري الإيراني تنفيذ الموجة 15 من الهجمات ردا على عدوان تل أبيب على طهران. وذكرت القناة 12 العبرية الخاصة، أن الدفاعات الجوية اعترضت صواريخ إيرانية شمال إسرائيل، مشيرة إلى رصد إطلاق نحو 10 صواريخ باتجاه المنطقة. وأضافت أن دوي انفجارات سمع في الشمال نتيجة محاولات اعتراض صواريخ باليستية، بينما تجددت الإنذارات في عدد من المواقع جراء استمرار إطلاق الصواريخ، دون الإبلاغ عن سقوط أي منها أو وقوع إصابات. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي عبر منصة إكس، إنه "تم رصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه إسرائيل، ومنظومات الدفاع تعمل على اعتراض التهديد". في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني تنفيذ الهجمة الصاروخية 15 ضمن عملية "الوعد الصادق 3"، وهي هجمات مركبة بالطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة، تستهدف مواقع عسكرية ومراكز صناعات دفاعية في مدينتي حيفا وتل أبيب. وأوضح في بيان أن الهجوم لا يزال مستمرا باستخدام أكثر من 100 طائرة مسيّرة قتالية وانتحارية، يتركز عملها على أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في حيفا وتل أبيب. ويعد هذا القصف الإيراني الثاني باتجاه إسرائيل الخميس. وأصيب 271 إسرائيليا، بينهم 4 بجروح خطيرة، في الهجوم الصاروخي الإيراني صباح الخميس، في سياق تبادل القصف بين الجانبين المستمر منذ الجمعة، وفقا لقناة "12". ومنذ فجر 13 يونيو/ حزيران الجاري، تشن إسرائيل بدعم أمريكي، هجوما واسعا على إيران استهدف منشآت نووية، وقواعد صاروخية، وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين حتى الآن. ووفق آخر حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية الاثنين، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصا وإصابة 1277 آخرين، معظمهم مدنيون. ومع غياب تحديث رسمي جديد، أفادت منظمة "نشطاء حقوق الإنسان" (مقرها واشنطن) بأن عدد القتلى في إيران ارتفع إلى نحو 639 شخصا، إضافة إلى أكثر من 1329 مصابا، حتى صباح الخميس، في حصيلة تستند إلى توثيق ميداني. في المقابل، تشير أحدث التقديرات الإسرائيلية نقلا عن وسائل إعلام عبرية بينها "القناة 12"، إلى مقتل 25 شخصا وإصابة أكثر من 800 آخرين جراء الضربات الإيرانية، التي شملت موجات مكثفة من الصواريخ والطائرات المسيّرة. وتلوح في الأفق مخاطر توسيع الصراع مع تقارير غربية وعبرية عن إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في عدوانها على إيران، بالتزامن مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا خلالها طهران إلى الاستسلام دون أي شروط، ولوح بإمكانية استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store