
إسرائيل والحرب على الحقيقة.. إبادة ممنهجة للصحفيين في غزة
وبلغ عدد الصحفيين الذين اغتالهم الجيش الإسرائيلي حتى اليوم 238 صحفيا، لذلك أصبح أفراد الجماعة الصحفية الفلسطينية في غزة يتحسبون استهدافهم في أي لحظة قد تبطش فيها آلة الإبادة بمكان وجودهم، سواء كانوا في خيام الصحفيين بالمراكز الصحية والمستشفيات، أو أثناء زيارة خاطفة لأسرهم في مخيمات النزوح و التهجير القسري.
وهكذا صار الصحفي يعتقد أن اسمه ربما يكون "التالي" في قائمة الشهداء إثر القصف الذي قد يستهدفه أينما كان، حتى لو كان يتلقى العلاج في المستشفى، مثل الصحفي حسن إصليح ، الذي اغتاله الجيش الإسرائيلي بطائرة مسيّرة أثناء تلقيه العلاج بقسم الحروق في مجمع ناصر الطبي بخان يونس. ولعل هذا ما يُفسّر لجوء الصحفي إلى كتابة وصيته قبل لحظة استشهاده؛ إذ يكون مُتحسّبا لـ"اليوم التالي" من الإبادة، مثل مراسل الجزيرة أنس الشريف.
ونشر مركز الجزيرة للدراسات ورقة بعنوان " الإمعان الإسرائيلي في إبادة الجماعة الصحفية الفلسطينية بقطاع غزة"، للباحث محمد الراجي، المشرف على برنامج الدراسات الإعلامية بالمركز، ومدير تحرير مجلة الجزيرة لدراسات الاتصال والإعلام، حاولت الإجابة عن الأسئلة التالية:
لماذا تُمْعِن إسرائيل في إبادة الجماعة الصحفية الفلسطينية في قطاع غزة؟
ومن الذي يمنحها "رخصة بالقتل" الواسع والممنهج للصحفيين الفلسطينيين؟
ولماذا يكون صحفيو قناة الجزيرة بؤرة الإبادة المتوحشة للسياسة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة؟
توثيق وتأريخ للإبادة المتوحشة
رغم أن الصور التي تصل للعالم لا تمثل سوى 10% من حجم المأساة اليومية، فإن الجهد التوثيقي للصحفيين الفلسطينيين كان حاسما في كشف المجازر والجرائم التي حاولت إسرائيل إخفاءها.
هذا التوثيق يتجاوز العمل الإخباري اللحظي، إذ يهدف إلى أرشفة الأدلة لتكون مرجعا قانونيا وتاريخيا بعد الحرب، ولتدحض الرواية الإسرائيلية أمام المحاكم الدولية، كما حدث في دعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية.
كما يسهم الجهد التوثيقي لفظائع الإبادة الجماعية في تزويد منظمات الإغاثة بالمعلومات عن الوضع الإنساني. وأسهم كذلك في تحريك الرأي العام الدولي في مختلف بقاع الأرض مطالبا بوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي. كما دفع عددا من الدول الغربية إلى تغيير مواقفها تجاه ما يجري في غزة.
إسرائيل تخسر معركة الرواية
وكان لجهود الصحفيين في غزة أكبر الأثر في تراجع تأثير الدعاية الإسرائيلية، خصوصا بعد انتشار صور المجاعة والدمار، ما أجبر بعض وسائل الإعلام الغربية على الاعتراف بفظاعة الوضع في غزة.
هذا التحول الإعلامي والدبلوماسي شكّل خسارة كبيرة لإسرائيل، التي وجدت في استهداف الصحفيين، خصوصا العاملين في الجزيرة، وسيلة لإسكات الشهود وكبح تدفق الصور والأخبار التي تضر بصورتها.
اجتثاث الشهود
اغتيال الصحفيين الفلسطينيين ليس جديدا في سياسة إسرائيل، بل هو نهج متكرر في محطات الصراع، مثل اغتيال مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة عام 2022 لمنع توثيق جرائم الاحتلال في جنين.
خلال حرب غزة، استهدفت إسرائيل بشكل متكرر صحفيي الجزيرة ، ومنهم:
إصابة مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح واستشهاد المصور سامر أبو دقة في 15 ديسمبر/كانون الأول 2023.
اغتيال مراسل الجزيرة حمزة الدحدوح والصحفي مصطفى ثريا أثناء تصوير مشاهد الدمار في 7 يناير/كانون الثاني 2024.
اغتيال مراسل الجزيرة إسماعيل الغول والمصور رامي الريفي في 31 يوليو/تموز 2024.
اغتيال حسن إصليح في 13 مايو/أيار 2025.
وقبل أيام، وبعد حوالي 22 شهرا من الحرب على القطاع، اغتالت إسرائيل الطاقم الصحفي للجزيرة الذي كان يوجد في خيمة أمام مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ، وهما المراسلان أنس الشريف، و محمد قريقع ، والمصوران إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل.
وقبل الاغتيال، ظل أنس الشريف يتلقى تهديدات من الجيش الإسرائيلي تُحذّره من الاستمرار في التغطية بعد استشهاد والده وتدمير منزله. وقد شنّ الإعلام الإسرائيلي أيضا حملة إعلامية مُمنهجة يقودها الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، للتحريض على الشريف واتهامه بالانتماء لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في محاولة لتبرير النية المبيّتة للاغتيال، وإسكات صوته وإخراجه من التغطية المستمرة التي تقوم بها قناة الجزيرة للإبادة الجماعية.
هدف مزدوج.. التصفية ومنع التغطية
ترتبط هذه الاغتيالات بسعي إسرائيل للسيطرة على غزة وتحقيق أهدافها في القضاء على حماس وفرض التهجير القسري، مع منع أي تصوير أو تغطية تكشف حقيقة ما يجري.
شبكة الجزيرة تحديدًا أصبحت هدفًا بارزًا نظرًا لتأثيرها العالمي المتنامي، ما ضاعف من خشية إسرائيل من قوة روايتها.
ولم تكتف إسرائيل بالاغتيالات، بل أصدرت قرارات بإغلاق مكاتب الجزيرة في القدس (مايو/أيار 2024) ورام الله (سبتمبر/أيلول 2024)، ومنعت تغطيتها في الضفة الغربية والجبهة اللبنانية، في محاولة لاجتثاث القناة من المشهد الإعلامي.
"رخصة بالقتل"
يُشير هذا الإمعان في إبادة الجماعة الصحفية الفلسطينية إلى حقيقة واضحة تتمثَّل في "رخصة القتل" التي قدَّمتها القوى الكبرى للاحتلال الإسرائيلي، من خلال الدعم العسكري والمالي والسياسي والدبلوماسي والإعلامي، خاصة الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية، وهو ما جعل إسرائيل تفلت من المحاسبة والعقاب على جرائم الحرب، و الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها في قطاع غزة.
إعلان
وقد ذكر هذه الحقيقة الأكاديمي الفرنسي باسكال بونيفاس في كتابه "رخصة بالقتل.. غزة بين الإبادة الجماعية والإنكار والهاسبارا" (2025)، مشيرا إلى أن هذا الدعم يمنح إسرائيل الغطاء لارتكاب إبادة جماعية وعقاب جماعي بحق الفلسطينيين، في تحدٍّ صريح للقانون الدولي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
استشهاد 6 فلسطينيين من عائلة واحدة وقادة جيش الاحتلال يبحثون اليوم تسريع العمليات
كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على غزة منذ فجر اليوم السبت بعد الإعلان عن استعداده لتسريع عملية احتلال المدينة ، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، فيما يعقد قادة الجيش اجتماعا مساء اليوم بشأن العمليات في غزة. وأكدت مصادر الإسعاف في غزة استشهاد 6 فلسطينيين من عائلة واحدة بينهم 4 أطفال بقصف إسرائيلي على منزل في مخيم البريج وسط القطاع. بدورها، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) باستشهاد 3 أشخاص وإصابة آخرين الليلة الماضية في قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي على خيام نازحين في حي الرمال غرب مدينة غزة. وذكرت وسائل إعلام محلية أن آليات الاحتلال أطلقت نيرانها تجاه المناطق الشرقية لحي الزيتون جنوبي مدينة غزة، كما قصفت المدفعية جنوبي حي الصبرة بالمدينة. وأشارت إلى أن قصفا مدفعيا إسرائيليا طال محيط المجمع الإسلامي جنوب شرقي مدينة غزة، ونسف الاحتلال أيضا بالمتفجرات عددا من المنازل، في حي الزيتون. وفي ظل تواصل استهداف المجوعين عند نقاط توزيع المساعدات لما تعرف باسم " مؤسسة غزة الإنسانية"، أكدت وسائل إعلام محلية أن 6 فلسطينيين من منتظري المساعدات استشهدوا برصاص قوات الاحتلال في منطقة نتساريم شمال غربي قطاع غزة. وفي خان يونس جنوبي القطاع، أطلقت زوارق الاحتلال الحربية نيرانها باتجاه شاطئ المدينة، وفق المصدر السابق. واستشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في شارع الحية في مواصي بلدة القرارة شمال غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. استعدادات إسرائيلية من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش يستعد لتسريع العملية الهادفة لاحتلال مدينة غزة وفق توجيهات القيادة السياسية. وأضافت أن قادة الجيش سيعقدون اليوم اجتماعا في قيادة المنطقة الجنوبية بشأن العمليات العسكرية في غزة، مشيرة إلى أن رئيس الأركان إيال زامير سيصل غدا الأحد لقيادة المنطقة الجنوبية للتصديق على خطط احتلال مدينة غزة. ونقلت هيئة البث عن الجيش الإسرائيلي أن خطط احتلال مدينة غزة تتضمن محاولات لتقليص احتمالات تعريض المحتجزين للخطر. وأن طريقة العملية الهادفة لاحتلال مدينة غزة تقرر حجم القوات النظامية وقوات الاحتياط التي سيجري استدعاؤها. وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه سيحاول قدر المستطاع تقليص استدعاء جنود الاحتياط للمشاركة في عملية احتلال مدينة غزة. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات الناحال واللواء 7 باشرت تحت قيادة الفرقة 99 العمل في الأيام الأخيرة بمنطقة الزيتون على أطراف مدينة غزة. وأمس الجمعة، أعلن جيش الاحتلال أن قواته تنفذ سلسلة عمليات على أطراف مدينة غزة قبل هجوم كبير للسيطرة على المنطقة. وأشار الجيش إلى أن قواته تعرضت لهجوم بصاروخ مضاد للدبابات، زاعما أنه لم يصب أيا من عناصره بأذى أثناء الحادث. وخلفت حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، 61 ألفا و827 شهيدا و155 ألفا و275 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، فضلا عن مجاعة أزهقت أرواح 240 شخصا، بينهم 107 أطفال.


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
"إضفاء الشرعية".. خلية استخباراتية إسرائيلية لشرعنة جرائم الاحتلال
خلية إسرائيلية خاصة، أسسها جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) عقب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتضم الخلية عناصر استخباراتية مكلفة بالبحث عن ذرائع لتبرير حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على القطاع، بهدف استخدامها لتكون غطاء قانونيا وإعلاميا، ولا سيما مع تصاعد الانتقادات العالمية. ويولي عمل الخلية اهتماما خاصا بالصحفيين، إذ تسعى إلى استغلال أي ذرائع واهية لتبرير استهدافهم وعمليات قتلهم. النشأة والتأسيس تأسست خلية "إضفاء الشرعية" ضمن مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) عقب عملية طوفان الأقصى. وكشف الصحفي الاستقصائي الإسرائيلي يوفال أبراهام في 12 أغسطس/آب 2025 عبر تدوينة على منصة إكس أن إسرائيل شكلت هذه الخلية، وأنها تضم عناصر استخباراتية مهمتها إضفاء الشرعية على عمليات استهداف واغتيال المدنيين والصحفيين في قطاع غزة. وعملت الخلية بشكل متزايد مع تصاعد الإدانات الدولية للمجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين في القطاع، ولا سيما الأطفال والنساء، إضافة إلى استهداف الصحفيين الذين كانوا ينقلون الرواية الفلسطينية ويكشفون انتهاكات الاحتلال. تشكل خلية إضفاء الشرعية ركيزة أساسية ضمن العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، إذ تتولى مهمة تبييض صورة الجيش أمام الرأي العام الدولي عبر الزعم أن العمليات العسكرية تستهدف عناصر المقاومة فقط، مما يمنح آلية عملها دورا حاسما في تضليل الرأي العام العالمي. كما تعمل الخلية على تبرير المجازر التي يرتكبها الجيش بحق المدنيين الفلسطينيين في القطاع عبر جمع معلومات وروايات تُستخدم لإضفاء الشرعية على الحرب الإسرائيلية ووصفها بأنها وفق القانون الدولي. ولا يقتصر هدف الخلية على إقناع الرأي العام الإسرائيلي، بل يشمل مواجهة الانتقادات العالمية عبر الترويج لهذه الروايات وتعميمها للتغطية على أي قضايا دولية ضد قادة إسرائيل، وإظهار أن الجيش تصرف وفق القوانين الدولية في غزة. وتشمل مهام الخلية أيضا ما يلي: رصد إطلاق صواريخ من المقاومة الفلسطينية والزعم بسقوطها في قطاع غزة بالخطأ وإلحاق الأذى بالغزيين أو الادعاء باستخدام المدنيين دروعا بشرية. المساهمة في عمليات استهداف الصحفيين الذين يوثقون مجريات الحرب ويفضحون انتهاكات الجيش الإسرائيلي. البحث عن صحفيين غزيين يمكن تصويرهم إعلاميا على أنهم ينتمون إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو جناحها العسكري كتائب القسام لتبرير استهدافهم، وفي حال العثور على صحفي واحد يُزعم انتماؤه إلى المقاومة تستخدم الخلية ذلك تبريرا لإضفاء الشرعية على استهداف صحفيين آخرين. أمدّ جيش الاحتلال الخلية بمعلومات استخباراتية حساسة، وطلب من جهات استخباراتية أخرى إمداده بأي مادة تساعد الخلية المذكورة في نشرها للعامة، من اجل خدمة جهود الدعاية الإعلامية. نماذج نفذتها الخلية في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت أولى مهام الخلية بعد قصف طائرات الاحتلال المستشفى المعمداني بمدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 500 فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال الذين اتخذوا المستشفى ملجأ آمنا لهم. زعم حينها مسؤولون إسرائيليون أن الانفجار نجم عن صاروخ أطلقته "حركة الجهاد الإسلامي" وأن عدد القتلى أقل بكثير. وفي اليوم التالي للمجزرة، نشر جيش الاحتلال تسجيلا صوتيا زُعم أنه لمكالمة هاتفية عثرت عليها "خلية الشرعية" ضمن عمليات التنصت الاستخباراتية. وأدعى الاحتلال أن المكالمة بين عنصرين من حركة حماس يُلقيان باللوم على إطلاق صاروخ بالخطأ من حركة الجهاد الإسلامي. ووفقا للصحفي يوفال أبراهام، يقضي أعضاء خلية إضفاء الشرعية أياما في البحث عن صحفيين بغرض ربطهم بالمقاومة، لتبرير عمليات استهدافهم وقتلهم. ويُعد مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة الشهيد أنس الشريف من أبرز الصحفيين الذين تصدت لهم الخلية بحملة تحريض واسعة، وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أبرز وجوه هذه الحملة. وفي 11 أغسطس/آب 2025 قصفت إسرائيل خيمة طاقم الجزيرة بالقرب من مجمع الشفاء الطبي ، مما أدى إلى استشهاد الشريف ومراسل الجزيرة محمد قريقع والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل ومحمد الخالدي ومؤمن عليوة. وأصدر أدرعي تصريحا زعم فيه أن الاستهداف كان موجها للصحفي الشريف، مدعيا العثور على وثائق قديمة تثبت انتماءه إلى حركة حماس منذ عام 2013، وتبنّت الصحافة الإسرائيلية روايته بالكامل. كما شملت جهود الخلية الصحفي حمزة وائل الدحدوح الذي استشهد برفقة زميله مصطفى ثريا في 7 يناير/كانون الثاني 2024، وحينها حاولت إسرائيل تبرير اغتياله بزعم انتمائه إلى مقاتلي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ، وقدّمت وثائق مزعومة لدعم ادعاءاتها. وبحسب أبراهام، فإن هذه الآلية نفسها وُظّفت ضد 238 صحفيا استهدفتهم إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. كما عملت الخلية على تبرير اقتحام الجيش الإسرائيلي المستشفيات والمدارس وقصفها أثناء حرب الإبادة الجماعية في غزة، بزعم استخدامها مقار عسكرية للمقاومة الفلسطينية.


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
حماس: إدراج الحركة بالقائمة السوداء الأممية باطل
أعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن العنف الجنسي المتصل بالنزاعات المسلحة والذي تضمن إدراج الحركة ضمن "القائمة السوداء"، بينما وجه غوتيريش تحذيرا لإسرائيل بشأن انتهاكاتها ضد الفلسطينيين في السجون. وقالت حماس في بيان، مساء الجمعة، إن هذه الخطوة باطلة قانونا، وحذرت من أن "هذه الازدواجية الصارخة تمثل انحرافا خطيرا عن مبدأ المساواة أمام القانون الدولي، وتسييسا فجّا لآليات الأمم المتحدة، بما يهدد نزاهتها ويحوّلها إلى أداة لتبييض جرائم الاحتلال بدلا من مساءلته". وأكدت الحركة أن هذا القرار لم يستند إلى تحقيقات ميدانية مستقلة ومحايدة "بل اعتمد حصرا على روايات إسرائيلية مسيّسة ومفبركة بالكامل، دون إجراء أي تحقيق نزيه أو التواصل مع الضحايا المزعومين، وهو ما يشكل خرقا فاضحا للمبادئ المهنية المنصوص عليها في قرارات الأمم المتحدة". وذكرت حماس أنه "في المقابل، تم استبعاد قوات الاحتلال الإسرائيلي من الإدانة والإدراج في هذه القائمة، رغم توافر مئات الأدلة الموثقة في تقارير لجان تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، وتقارير المنظمات الحقوقية الدولية المستقلة، والمقررين الخاصين، والتي تثبت أن قوات الاحتلال ارتكبت انتهاكات ممنهجة للعنف الجنسي ضد المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك الاغتصاب وأشكال أخرى من الاعتداءات الجنسية، في سياق حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة". وحثت حماس الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن على مراجعة هذا القرار وسحبه فورا من السجلات الرسمية وفتح تحقيق دولي مستقل ومحايد "في جميع مزاعم العنف الجنسي المرتبطة بالصراع مع العدو الصهيوني". كما دعت إلى "ملاحقة ومحاسبة قادة العدو وقادة جيشه المجرم عن كل جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي ضد أبناء شعبنا، وضد أسرانا في سجون ومعسكرات الاعتقال النازية، وتقديمهم لمحكمة الجنايات الدولية التزاما بمبدأ عدم الإفلات من العقاب". غوتيريش يحذر إسرائيل وقد وجه الأمين العام للأمم المتحدة رسالة تحذير مباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية بشأن الانتهاكات ضد الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ، وهو ما أكده السفير الإسرائيلي لدى المنظمة الدولية. وأعرب غوتيريش في تقريره بشأن العنف الجنسي المتصل بالنزاعات المسلحة -الذي صدر الخميس- عن قلقه البالغ إزاء معلومات موثقة بشأن انتهاكات ارتكبتها قوات الأمن الإسرائيلية بحق فلسطينيين في عدة سجون ومراكز احتجاز إضافة إلى قاعدة عسكرية. وأشار التقرير إلى حالات وثقتها الأمم المتحدة تتضمن أنماطا من العنف الجنسي. وحذرت الأمم المتحدة إسرائيل من أن قواتها تواجه خطر الإدراج في قائمة الجهات المشتبه بارتكابها عنفا جنسيا في النزاعات. واكتفى التقرير الأممي بوضع إسرائيل ضمن قائمة الدول التي تم تنبيهها إلى الممارسات التي قد تضعها لاحقا ضمن القائمة السوداء.