
حتّى نفهم ما يجري في السّاحة الإقليميّة- النهج الديمقراطي العمالي:
إنّ العدوان على إيران يمثّل أوّلا استكمالا لما يجري منذ أكثر من عشرين شهرا من حرب إبادة في غزة والضفّة بهدف استكمال الاستيلاء على فلسطين وتهويدها بالكامل وفقا لما أعلنه الصهاينة بشكل فاضح ولما أعلنه مجرم البيت الأبيض، الشعبوي الفاشي دونالد ترامب. وهو يمثّل ثانيا استكمالا لما جدّ في لبنان من اعتداءات واغتيالات طالت أحد أهمّ فصائل المقاومة في المنطقة ونعني حزب اللّه وما أدّى إليه من اتفاق على وقف إطلاق نار شكليّ، يحرم المقاومة من الردّ ولا يمنع الكيان الصهيوني من مواصلة عربدته في ظلّ وصول رئيس وحكومة جديدين بمباركة أمريكية غربيّة لا يحرّكان ساكنا تجاه تلك العربدة. وهو يمثّل ثالثا استكمالا لما جدّ في سوريا من إسقاط نظام الأسد وتعويضه بنظام يعلن عدم معاداته للكيان الصّهيوني بل يعلن أن ما يجمعه بالكيان الصهيوني أنّ لهما 'عدوّين مشتركين' وهما إيران وحزب اللّه.
إنّ العدوان على إيران يندرج في هذا السياق. فالعدوّ الأمريكي الصّهيوني يعتبر أنّ المناخ أصبح مؤاتيا لاستكمال القضاء على محور معارضة الهيمنة الأمريكية الغربية الصهيونية في المنطقة وذلك بضرب 'قلب' هذا المحور والطّرف الأقوى فيه أي إيران باستعمال ذريعة 'السلاح النّووي'. ولم يخف الكيان وراعيه الأمريكي أنّ هدفها الحقيقي تغيير النظام في إيران وتعويضه بنظام طيّع ناهيك أن نتنياهو لم يتورّع إثر تنفيذ الحلقة الأولى من العدوان الذي تم فيها اغتيال قيادات عسكرية وعدد من العلماء عن التوجه إلى الشعب الإيراني داعيا إيّاه إلى الخروج للشّارع وإسقاط نظام الحكم.
إن الحرب التي تشنّ في المنطقة لا هدف منها سوى إعادة تشكيلها وفقا للمصالح الإستراتيجية الأمريكية الغربية الصهيونيّة التي لخّصها مشروع 'الشرق الأوسط الجديد' الذي لا يعدو كونه صياغة جديدة لاتفاقية سايكس بيكو (1916) على أسس دينية وطائفية وأتنية بهدف خلق كيانات صغيرة ومفتتّة ومتناحرة بما يضمن السيطرة عليها بسهولة من قبل الإمبريالي الأمريكي ورأس حربته الصهيوني. فليبيا ممزقة وكذلك اليمن والسودان والعراق و التحقت بها سوريا. ولم تبق سوى إيران عقبة رئيسية وهو ما دفع إلى الاعتداء عليها. ولكن لا ينبغي الاعتقاد أن الأمر سيتوقف عند هذه البلدان والمجتمعات بل من المرجّح حتى لا نقول من المؤكّد أنّ يد الجريمة ستمتدّ في مرحلة قادمة إلى بلدان أخرى وفي مقدمتها الجزائر التي ينص مشروع الشرق الأوسط الجديد على تقسيمها إلى ثلاث دويلات أو مناطق ولا ينبغي فهم تزايد الوجود الأمريكي الغربي الصهيوني في المغرب بدعم من الملك والمخزن إلّا في هذا الإطار. ولا شكّ في أنّ الدور سيأتي لاحقا على مصر نفسها رغم اصطفاف نظامها وراء الإمبريالي الأمريكي. إن هذا الأخير لا يعنيه أنّ النظام المصري واقع تحت قبضته اليوم وإنما يفكّر في أي تغيير يمكن أن يحصل في هذا البلد الكبير نتيجة ثورة شعبية أو حتى انقلاب عسكريّ ذي طبيعة وطنيّة وما يمكن أن يمثّله من خطر على المصالح الأمريكية الصهيونية. إن أحسن ضمانة لذلك هي تفتيت مصر وإدخالها في فوضى عارمة بشكل مبكّر. أما السعودية وبلدان الخليج التي تحكمها عائلات منصّبة ومحمية من القوى الامبريالية الغربية فإنّها لن تكون في منأى من تقلبات المصالح في المنطقة. وأخيرا وليس آخرا فإن تركيا نفسها ليست مستثناة من النوايا العدوانيّة للكيان وراعيه الأمريكي رغم ما قدّمه لهما أردوغان وأسلافه من حكام تركيا من خدمات جليلة لكن مشكل نتنياهو أنّه لا يريد تركيا قوية، حتى لو كانت رجعيّة، قريبة من الكيان لأن التفكير الإستراتيجي الصهيوني الامبريالي يفكّر في المستقبل أي في احتمال تغيير الأوضاع لغير صالح الأنظمة الحالية نتيجة انتفاضات شعوبها عليها وقيام أنظمة ثورية أو تقدمية على أنقاضها بل يفكّر حتّى في احتمال تغيّر التحالفات. وفوق ذلك كلّها فإن غلاة الصهاينة لا يخفون أن هدفهم يبقى إقامة 'إسرائيل الكبرى' الممتدة من النيل إلى الفرات.
إن كل هذا يندرج في ظرف دولي خاص. إن النظام الرّأسمالي العالمي يشهد منذ مدّة أزمة خانقة. وتحاول البورجوازيّة الاحتكارية حلّ هذه الأزمة على حساب شعوبها في الداخل عبر ضرب الحريات والاعتداء على الحقوق الاقتصادية والاجتماعيّة للعمال والكادحين وحتى الفئات الوسطى من المجتمع لحساب الطغم المالية المهيمنة على المجتمع. كما تحاول نفس البورجوازيّة حلّ أزمتها على حساب الشعوب والأمم الأخرى الضعيفة والصّغيرة عبر مزيد من السيطرة عليها ونهب ثرواتها وقمع تطلعاتها. وأخيرا فإن مختلف البورجوازيات الاحتكارية بقديمها وجديدها تحاول حلّ أزماتها على حساب بعضها البعض عبر اشتداد الحروب الاقتصادية والتجارية والماليّة ولكن أيضا عبر اشتداد السباق نحو التسلّح وإثارة الحروب والنزاعات بالوكالة في مختلف أنحاء العالم استعدادا لحرب شاملة محتملة تفتح الباب لإعادة اقتسام مناطق النفوذ وفقا لموازين القوى الجديدة فالحرب كانت وماتزال من جوهر الإمبرياليّة وطبيعتها. ولا يمكن النظر إلى صعود حكومات يمينية متطرفة وفاشية وقومية شوفينية في مختلف البلدان الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إلا تعبيرا عن هذه النزعات الخطيرة في الداخل والخارج: النزعة الحمائيّة في الاقتصاد والعنصرية والفاشية في السياسة وتفاقم النزعة العسكريتاريّة وما ينجم عنها من توتّرات ونزاعات في العلاقات الدوليّة.
إن منطقة الشرق الأوسط تمثّل اليوم أحد أبرز مناطق الصّراع بين كبريات الدول الاحتكاريّة الإمبرياليّة المتصارعة حول مصادر المواد الأولية وفي مقدمتها الطاقة التي يحوز الشرق الأوسط على نصيب كبير منها وحول الأسواق والمواقع الإستراتيجية. لقد شعرت الولايات المتحدة وحليفاتها في الغرب بتراجع مصالحها في المنطقة (وفي مناطق أخرى من العالم أيضا، في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية) نتيجة التمدّد الصيني والروسي خاصّة واكتساب حلفاء ومواقع على حسابها. وهو ما يفسّر استشراس الإمبرياليّة الأمريكية واشتداد عدوانيّتها وإثارتها لأكثر من نزاع خوفا على مكانتها ومصالحها المهدّدة من القوى الإمبريالية المنافسة. وفي هذا السياق فهي تدعم نظام زيلنسكي هي وحلفاؤها في الناتو لتحجيم المنافس الروسي في أوروبا. وهي تشعل نار الحرب في الشرق الأوسط وترتكب بمعيّة صنيعها الصهيوني أبشع الجرائم لإخضاع المنطقة وضمان هيمنتها المطلقة عليها وإقصاء منافسيها خاصة الصيني والروسي لتوجه اهتمامها لاحقا إلى منطقة بحر الصين الجنوبي التي ستجري فيها مستقبلا أشدّ المعارك الإستراتيجية مع المارد الصيني الجديد الذي يريد ترسيخ موقعه وتعزيزه. إن قانون التطوّر اللامتكافئ بين مختلف القوى الرّأسماليّة يخلق باستمرار حالة من التوتّر والنزاع بين القوة أو القوى المتربعة على عرش العالم وبين القوة أو القوى الجديدة الصّاعدة التي تطرح إعادة النظر في النظام القائم دفاعا عن مصالحها وقد كان ذلك مصدر حربين كونيتين سابقتين وهو اليوم يدفع بالعالم نحو حرب كونيّة ثالثة.
إن الصراع في منطقة الشرق الأوسط هو إذن صراع مصالح تشعله القوى الرأسمالية الاحتكاريّة الامبريالية. إن ضرب إيران لا علاقة له بمنعها من امتلاك السلاح النووي فما ذلك إلّا ذريعة فإن أوّل من استعمل السلاح النووي هو الإمبريالي الأمريكي الذي يحمل الرقم القياسي في الحروب (225 حربا داخلية وخارجية منذ 1776 تاريخ إعلان الاستقلال). كما أنّ السلاح النووي موجود بين يدي الكيان الصهيوني المجرم الذي ظل منذ قيامه يرتكب المجزرة تلو المجزرة على حساب الشعب الفلسطيني وهو يشن عليه اليوم حرب إبادة نازيّة. كما أن تاريخه كله تاريخ اعتداءات على الشعوب العربية المجاور منها وحتى البعيد مثل تونس. إن الحرب مبرمجة منذ مدّة. وقد تم التخطيط لها أكثر من مرّة. وفي هذا السياق ينبغي التذكير بمحاولات إدارة ترامب الأولى تشكيل حلف يشمل الكيان وأنظمة الخليج 'السنية' ضدّ إيران 'الشيعيّة' بدعوى أنها 'العدو المشترك'. وكانت إحدى أضلع هذا المشروع تعميم التطبيع مع الكيان في نطاق 'اتفاقية أبراهام' أو 'صفقة القرن' التي جرت الإمارات والبحرين والمغرب إلى قافلة التطبيع. وكانت السعودية المرشّح الموالي إلّا أنّ انطلاق معركة 'طوفان الأقصى' خلطت الأوراق وخلقت معادلات جديدة إضافة إلى دخول قوى أخرى وفي مقدمتها الصين بقوة إلى المنطقة وسعيها إلى تقريب إيران والسعودية من بعضهما. لكن اليوم يطرح المشروع الأمريكي الصهيوني من جديد ويراد استكماله بإسقاط النظام الإيراني وإلحاق البلاد بالزريبة الغربيّة.
لكنّ المشروع الصهيو أمريكي تعطّل ولم يحقق أهدافه المعلنة بسبب ردّ فعل الدولة الإيرانيّة في وجه العدوان والتفاف غالبية الشعب الإيراني حولها دفاعا عن سيادة الوطن لا بالضرورة 'محبّة' في النظام القائم. فحتّى معارضو نظام خامنئي من القوى الثورية والوطنيّة وقفوا ضدّ العدوان ورفضوا الاصطفاف وراءه إيمانا منهم أوّلا بأن المجرم الصهيوني وداعمه الامبريالي الأمريكي الفاشي لا يمكن أن يعملا لصالح الشعب الإيراني وإنما ضده وضد مصالحه. وثانيا بأنّ الشعب الإيراني هو المسؤول وحده عن اختيار النظام الذي يريد لأن الحرية والديمقراطية والمساواة والكرامة تمثل مكاسب يحققها الشعب بنفسه ولنفسه ولا يمكن أن تهدى له من الأجنبي أو من عملائه ومن باب أولى وأحرى لا يمكن أن تهدى له من جلادي الشعوب ومرتكبي حروب الإبادة. وما من شكّ أن النظام الإيراني إذا كان له من درس أن يستخلصه من المواجهة الحاليّة التي لم تنته ومن الخطأ الاعتقاد أنّها انتهت، هو أنّ أي نظام لا يمكنه الصمود دون جبهة داخلية صلبة وأن صلابة الجبهة الداخليّة لا تتحقق إلّا باحترام حقوق الشعب السياسية وباحترام المساواة وبالتالي إعطاء النساء حقوقهنّ وعدم اتهام أي تحرك من أجل الحريات والحقوق الأساسية بأنه من صنع العدو الخارجي. إن القوى الإمبرياليّة والاستعماريّة تستغل ضعف الدول الداخلي لاختراقها وتوظيف قوى منها لتسهيل هذا الاختراق. وما من شكّ أن أحد أسباب الاختراقات التي قام بها الكيان وراعيه الإمبريالي هو الأوضاع الداخلية لإيران وما تحقق اليوم من لحمة لا توجد أية ضمانة لاستمراره سوى احترام حرية الشعب الإيراني وحقوقه لأن العدو سيضاعف أعماله التخريبية لإضعاف هذه اللحمة وضربها وتوفير الأرضيّة المناسبة لتكرار عدوانه.
إن أفكارا ومواقف انتهازية ورجعية راجت هذه الأيام لتبرير عدم الوقوف إلى جانب إيران أو حتى لـ'الشماتة' فيها وتبرير الاعتداء عليها.
ومن هذه الأفكار والمواقف أن النظام الإيراني 'ديني رجعي يقمع شعبه'. ويستند البعض لهذا الموقف لتبرير حيادهم وفقا للمثل التونسي القائل 'فخّار يكسّر بعضو' أو 'لا تردّ فاس على هراوة'. لكنهم يتناسون أن هذه 'الحجة' واهية لأنّ 'رجعية النظام الإيراني' لا تبرر في شيء العدوان على سيادة إيران وتغيير نظامه هذا أولا. وثانيا إنّ أكبر متضرّر من العدوان هو الشعب الإيراني وثرواته وحريته وسيادته ووحدة تراب وطنه. وثالثا فإن المتضرّر الآخر هو الشعب الفلسطيني وغزة بالذات لأن تدمير إيران سيشجّع العدوّ على المضيّ قدما في تنفيذ مشروع التّهجير القسري لأهالي غزة وفقا لمخطّط مجرم البيت الأبيض. وهكذا فإن هذا الموقف المحايد ظاهريّا يخدم العدو الامبريالي الصهيوني.
ومن تلك الأفكار أيضا أن النظام الإيراني له 'أطماع توسّعية صفوية وأن امتلاكه السلاح النووي سيقوي سطوته على بلدان المنطقة'. وهذا الموقف لا يقلّ خطورة عن الموقف الأوّل. فهو من ناحية يسقط في نفس ذرائع العدو لتبرير العدوان ويتستر عن الهدف الحقيقي منه. ومن ناحية أخرى فهو يغض النظر عن كون المعتدي المعربد هو من يملك السلاح النووي وراعيه هو من يملك هذا السلاح واستعمله أكثر من مرة في تاريخه (اليابان، أفغانستان…) وبالتالي إذا كان ثمة خطر جدّي وملموس على شعوب المنطقة فهو الامبريالي الأمريكي الغربي والكيان الصهيوني الّلذان يمارسان العدوان بشكل حقيقي وملموس. وفوق ذلك كلّه أليس من الغباء التعويل على المجرم لإنقاذ شعوب المنطقة من سلاح نووي لم تمتلكه بعد إيران أم أنّ المقصود بالضبط هو إيجاد ذريعة للعربدة الصهيو أمريكية. إن الموقف المتماسك من السلاح النووي ينبغي أن يقوم على نزعه من كل القوى التي تملكه في العالم وفي مقدمتها الإمبريالي الأمريكي والكيان الصهيوني المرشّحان أكثر من غيرهم لاستعماله اليوم في عدواناتهم المتكررة في المنطقة وفي غيرها من مناطق العالم.
ومن الأفكار الأخرى أن النظام الإيراني 'طائفي' وهو يسعى إلى نشر 'التشيّع' في المنطقة على حساب السنّة. وهذا الموقف يسقط في الفخّ الامبريالي الصهيوني الرجعي الذي يريد إثارة النعرات الدينية والمذهبية في المنطقة. إثارة السنة ضد الشيعة. وإثارة السنّة ضدّ بعضهم البعض وهلمّ جرّا والحال أن المسألة سياسية قبل أن تكون دينيّة بل إن الدين ليس في هذا الصراع سوى غلاف أيديولوجي تتخفّى وراءه مختلف القوى الرّجعية. وليس أدلّ على ذلك من أن الأنظمة الإسلامية السنّية هي التي تقف اليوم في مقدمة الأنظمة المطبعة مع الكيان الصهيوني وهي التي تساعده بشكل مباشر أو غير مباشر على إبادة الشعب الفلسطيني كما أنها هي التي تملأ خزائن الإمبريالية الأمريكية بمئات مليارات الدولارات ولم يتوان بعضها على تقديم الدعم للإمبريالي الأمريكي في عدوانه على إيران مثلما دعمه في السابق في حربه ضد العراق أو ضدّ ليبيا . وبالمقابل فإن سنّة غزّة لم يجدوا في مؤازرتهم سوى 'شيعة' إيران ولبنان وزيدية اليمن. وهو ما يؤكّد أن المسألة سياسية وأن الزاوية الرئيسية التي ينبغي النظر منها إلى المسألة هي في آخر التحليل الموقف من الإمبريالية الأمريكية وصنيعه الصهيوني. إن أنظمة العمالة العربية هي جزء من هذه المنظومة الإمبريالية الصهيونيّة التي تعمل على القضاء على المقاومة الفلسطينية وعلى كلّ نزعة تحررية في المنطقة حتى لو كانت من منطلق قومي بورجوازي. وبطبيعة الحال فنحن إذ نؤكّد على هذه المسألة فلا يعني أنّنا نبرّئ النظام الإيراني من كلّ طموحات توسعية ممكنة في المنطقة ولكن ذلك شوط آخر لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تحلّه أبشع القوى التوسعية والإجراميّة في المنطقة أي الإمبريالي الأمريكي وصنيعه الصهيوني.
ومن هذا المنطلق فإن الموقف السليم ينبغي أن ينطلق من طبيعة الصراع الملموس القائم اليوم في المنطقة بين قوى الإجرام الإمبريالية الصهيونية التي تشن الحرب تلو الحرب من أجل التوسع والهيمنة من جهة وشعوب المنطقة ودولها التي ترفض هذا التوسّع وتدافع عن سيادتها من جهة ثانية.
ومن المواقف التي راجت في المدة الأخيرة وخفّضت وتيرة حركات التّضامن مع إيران في البلدان الغربية خاصة تأكيد قيادتها على ضرورة إزالة السرطان الصهيوني من المنطقة. وما من شك في أنّ أصحاب هذه المواقف يخشون اتهامهم بمعاداة السامية علاوة كونهم هم أنفسهم من داعمي فكرة 'الدولتين''. ونحن نعتبر أن 'نصف الموقف' هذا مؤسس على خطأ. فنحن أنفسنا كثوريين، يساريين، ماركسيين لينينيين نرفع شعار إزالة الكيان الصهيوني كشرط من شروط تحرر الشعب الفلسطيني أوّلا وإحلال السلام في المنطقة ثانيا. وموقفنا مؤسس على حجة تاريخية، حقيقية لا نزاع فيها بالنسبة إلينا وهي أن الكيان الصهيوني كيان مصطنع زرعه الاستعمار في المنطقة ليكون رأس حربته في الهيمنة عليها. ويكفي العودة إلى تصريحات قادة الدول الإمبريالية والكيان الصهيوني لإدراك ذلك وآخرهم بايدن الذي قال بكل صلف 'لو لم تكن هناك 'إسرائيل' لكان على أمريكا خلقها لحماية مصالحها'. ويمثل 'الإسرائيليون' الحاليون، عدا قلّة منهم من أصول فلسطينيّة، مجموعات من المستوطنين لا غير. ولا يعني إزالة إسرائيل غير تفكيكها ككيان ودولة ومؤسسات وجيش ومستوطنات وإعادة الأرض إلى أصحابها الحقيقيين بمختلف دياناتهم وعقائدهم بينما المستوطنون يعودون إلى بلدانهم الأصلية مثلما عاد مئات الآلاف من المستوطنين الفرنسيين في الجزائر بعد 132 سنة من الاستعمار بل مثلما يعود الآن الآلاف من المستوطنين اليهود إلى بلدانهم بعد أن وقفوا على حقيقة 'أرض الميعاد' التي جلبوا إليها. فالمسألة الفلسطينية مسألة شعب افتكت أرضه لتمنحها دول أوروبية عن طريق الأمم المتحدة لغير أهلها في مسعى منهم لحل المسألة اليهودية التي تسببوا فيها على حساب الشعب الفلسطيني أولا ولخلق كيان مصطنع في المنطقة لضمان السيطرة عليها وعلى ثرواتها وتركها تتخبط في حروب ونزاعات مستمرة وعاجزة عن تحقيق ازدهارها ورفاهيتها ثانيا.
إن إيران تمكّنت اليوم من صدّ العدوان عليها. كما أن المقاومة في غزّة ما تزال رغم الجرائم التي لا يتخيّلها عقل واقفة وتلحق بالعدو ضربات موجعة ستضطرّه إلى التراجع. كما أن اليمن ما يزال واقفا إلى جانب الشعب الفلسطيني. ولا نخال 'بهتة' باقي شعوب المنطقة إلّا وقتيّة ومن المؤكّد أنها ستنتفض على مستغلّيها ومضطهديها. وعلى القوى الوطنية والثورية واليسارية والتقدمية أن تتحمل مسؤوليتها في استنهاض شعوبها من أجل مواجهة الأعداء الذين إن برهنوا على شيء خلال الـ20 شهرا الأخيرة فإنما على وحشيتهم التي ستؤدّي بهم في النهاية إلى الهزيمة المحتومة. أما أنظمة العمالة والخيانة فإنها ستتهاوى في لحظة من اللحظات كأوراق الخريف إذ يكفي أن يتهاوى رأس الحربة لكي تعرف نفس مصيره. فهي قائمة اليوم بدعم وحماية منه. إنّ أعداء شعوبنا إمبرياليين وصهاينة الذين يستثمرون في الفوضى من أجل إعادة تشكيل المنطقة في إطار سايكس بيكو جديد سترتد عليهم تلك الفوضى خالقة هبّة من تحت، من الشعوب نفسها التي ستجد طريقها إلى التنظّم لتحقيق حلمها في التحرر من كافة أشكال الهيمنة الإمبريالية والرجعية وفي استغلال ثرواتها لبناء مجدها. إن من حسن حظ الشعوب أن قوى الهمجية في مختلف مراحل تطو البشرية لا تتعظ بالتاريخ لذلك فهي تكرّر نفس الأخطاء التي أدّت بها إلى الزوال. ومن المؤكّد أننا بلغنا مرحلة بات فيها من الضروري التخلّص نهائيا من آخر 'شرّ' من 'شرور' التاريخ ألا وهو النظام الرأسمالي الذي بلغ مرحلة لم يعد له ما يقدّم فيها للإنسانيّة غير الدمار والخراب والبشاعة. وهذه المهمّة ملقاة على عاتق قوى التحرّر والاشتراكيّة لتنعم الشعوب والطبقة العاملة بالانعتاق والتحرر الاقتصادي والاجتماعي والفكري والثقافي وتضع حدّا لكافّة أشكال الاستلاب.
حمة الهمامي – أمين عام حزب العمال التونسي
الأربعاء 02 يوليو / جويلية 2025
* نشر في مجلة الهدف (72) (1546)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى الالكترونية
منذ 38 دقائق
- صدى الالكترونية
ترامب والسيدة الأولى يرقصان من شرفة البيت الأبيض احتفالاً بعيد الاستقلال ..فيديو
احتفل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب حيث ظهرا يرقصان من شرفة البيت الأبيض في احتفالات عيد الاستقلال . وكان الزوجان يقفان بمواجهة عرض جوي مهيب شمل تحليق طائرات الشبح والمقاتلات العسكرية، ضمن مراسم الاحتفال باليوم الوطني للولايات المتحدة. ووقع ترامب على أول مشروع قانون ضخم في ولايته الثانية، والذي يتضمن سلسلة من الإجراءات الجريئة، أبرزها تخفيضات ضريبية كبيرة، تعزيز ميزانية وزارة الدفاع، ورفع الإنفاق على أمن الحدود، مقابل تقليصات واسعة في برامج الرعاية الاجتماعية، في خطوة مثيرة للجدل لم تشهدها الولايات المتحدة منذ عقود.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
رد "إيجابي" من "حماس" وحراك سعودي باتجاه واشنطن وموسكو
حرب صامتة بين طهران وتل أبيب بعد 12 يوماً من الغارات والصواريخ والقتل والدمار انتهت، حتى اللحظة، باعتراف إيران أن القصف الأميركي لموقع فوردو النووي "ألحق أضراراً جسيمة وفادحة" بالمنشأة، وبتعليقها رسمياً تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. في حرب غزة، أعلنت حركة "حماس" أنها سلمت رداً إيجاباً للوسطاء، على وقع يوميات دموية في القطاع، وقد أحيا حديث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حول أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لوضع اللمسات الأخيرة لوقف لإطلاق النار يستمر 60 يوماً، الآمال داخل غزة. في السودان، الحرب مستمرة بين الجيش و"قوات الدعم السريع، ومحيط مدينة الخوي، إحدى أهم مدن ولاية غرب كردفان، يشهد مواجهات ضارية بين الجيش وقوات "الدعم السريع". في سوريا، رفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسمياً العقوبات المفروضة على دمشق في وقت قال مصدر رسمي سوري، إن التصريحات في شأن توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل هي "سابقة لأوانها". في السعودية، حراك سعودي باتجاه واشنطن وموسكو، والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو زار الرياض والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. في أوكرانيا، قلل مسؤولون أميركيون من أهمية إعلان البيت الأبيض تعليق واشنطن إمداد كييف ببعض شحنات الأسلحة، لافتين إلى أن خيارات الرئيس دونالد ترمب لا تزال منصبة على دعمها عسكرياً. في النزاع بين تركيا و"حزب العمال الكردستاني"، عد الحزب الذي التزم إلقاء سلاحه بعد أربعة عقود من نزاع مسلح مع أنقرة، أن تركيا لم تنفذ المطلوب منها على هذا الصعيد. في أوروبا، موجة حر تجتاح دول القارة أسفرت عن قتلى وحرائق وتوقف كثير من المرافق. ترمب: قضينا على برنامج إيران النووي... وربما ألتقي الإيرانيين أعلن ترمب أن بلاده ستبني "القبة الذهبية" لحمايتها من التهديدات الخارجية (رويترز) في كلمة ألقاها في احتفالات الذكرى الـ250 لتأسيس الولايات المتحدة وبعد إقرار قانون الضريبة الجديد، استعرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ولاية آيوا سلسلة من الإنجازات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي قال إنها تحققت خلال الأشهر الخمسة الماضية. وقال ترمب إن الولايات المتحدة نفذت "هجمات كبيرة" استهدفت منشآت إيران النووية، مضيفاً "لقد محونا منشآت إيران النووية، وسنحتفي بطياري طائرات بي-2 الذين نفذوا الضربات". وأكد أن برنامج إيران النووي دمر بالكامل، مشيراً إلى أن إيران تطلب عقد اجتماع مع واشنطن، وقال "ربما ألتقي مسؤولين إيرانيين"، وأشار إلى أن طهران اتصلت به وأبلغته باستهداف قاعدة "العديد" في قطر. إيران تعلق رسمياً تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاستخبارات الأميركية: ضرباتنا أخرت برنامج طهران النووي عامين قصفت المقاتلات الأميركية موقع فوردو النووي الإيراني (أ ف ب) تشير تقييمات للاستخبارات الأميركية إلى أن الضربات على المواقع النووية الإيرانية أعادت برنامج طهران النووي للوراء لمدة تصل إلى عامين، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون". في الأثناء، عد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "يثير القلق بالتأكيد". وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مفتشيها غادروا إيران، الجمعة، بعدما علقت طهران رسمياً تعاونها معها. في هذا الوقت، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن القصف الأميركي لموقع فوردو النووي الإيراني "ألحق أضراراً جسيمة وفادحة" بالمنشأة. وأضاف "لا أحد يعرف بالضبط ما الذي حدث في فوردو، إلا أن ما نعرفه حتى الآن هو أن المرافق تعرضت لأضرار جسيمة وفادحة". إسرائيل تلقت رد "حماس" على مقترح وقف إطلاق النار في غزة وترمب يحيي الآمال ونتنياهو يتعهد "القضاء على حماس حتى الجذور" حشود عسكرية إسرائيلية متمركزة على الحدود مع قطاع غزة (أ ف ب) ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن مسؤولين أن إسرائيل تلقت رداً من حركة "حماس" على مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأضافت أنها تجري دراسة التفاصيل في الوقت الراهن. وأعلنت حركة "حماس" مساء أمس الجمعة أنها "جاهزة بكل جدية للدخول فوراً" في مفاوضات حول آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة، حيث أفاد الدفاع المدني بمقتل أكثر من 50 شخصاً في هجمات إسرائيلية. وأحيا حديث الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لوضع اللمسات الأخيرة لوقف لإطلاق النار في غزة يستمر 60 يوماً، الآمال داخل القطاع، في وقت يتسارع عداد الضحايا جراء الغارات والقصف الإسرائيلي موقعاً عشرات القتلى والجرحى. على الجانب الآخر يتزايد الضغط الشعبي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقارب عامين، وهي خطوة يعارضها بشدة أعضاء متشددون داخل الائتلاف اليميني الحاكم. حراك سعودي باتجاه واشنطن وموسكو وزير الخارجية السعودي مع نظيره الروسي في موسكو (الخارجية السعودية) من موسكو، جدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود على موقف بلاده حول العلاقات مع إسرائيل، رابطاً الأمر بـ"وقف إطلاق النار في غزة". وذلك بعد ساعات من لقاء وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومناقشتهما خفض التصعيد في غزة ومع إيران. وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي تلى جلسة المحادثات، أكد الأمير فيصل بن فرحان أن هناك حاجة إلى العودة إلى مسار الدبلوماسية في ما يتعلق ببرنامج إيران النووي، وشدد على أهمية أن تتعاون طهران بصورة كاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. في غضون ذلك، اجتمع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض أمس الخميس، لمناقشة جهود خفض التصعيد مع إيران، وفق ما ذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية. الرياض وطهران تستعرضان علاقاتهما في المجال الدفاعي وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز (أ ف ب) تلقى وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً من رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء عبدالرحيم موسوي. وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين في المجال الدفاعي، وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة للحفاظ على الأمن والاستقرار. وكانت الرياض دانت الاعتداءات الإسرائيلية تجاه إيران، وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن السعودية تدين الاعتداءات الإسرائيلية السافرة تجاه إيران التي تمس سيادتها وأمنها، وتمثل انتهاكاً ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية، وتهدد أمن المنطقة واستقرارها. ترمب يوقع أمراً تنفيذياً برفع العقوبات عن دمشق والشرع: سوريا لا تقبل التجزئة ولا التقسيم ترمب التقى الشرع بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض (أ ف ب) رفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسمياً العقوبات المفروضة على سوريا دعماً لمسار البلاد نحو الاستقرار والسلام، بحسب البيت الأبيض. وكان ترمب أعلن في مايو (أيار) الماضي من الرياض عزمه رفع معظم العقوبات المفروضة على سوريا. الرئيس السوري قال إن الهوية البصرية الجديدة تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة (وكالة سانا) على صعيد آخر، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع أن سوريا "لا تقبل التجزئة"، وذلك خلال حفلة كشفت فيها السلطات عن الرمز الجديد للجمهورية، وهو طائر عقاب ذهبي تعلوه ثلاث نجوم، بعد نحو سبعة أشهر من وصولها إلى الحكم عقب إطاحة بشار الأسد. وفي مراسم أقيمت في قصر الشعب شارك فيها الرئيس السوري، وبمشاركة شعبية في ساحات المدن الكبرى، أعلنت السلطات الرمز الجديد الذي عمل عليه فريق خاص بالتعاون مع مؤسسات الدولة. سوريا: الحديث عن اتفاق سلام مع إسرائيل "سابق لأوانه" وساعر يقول إن بلاده مهتمة بإقامة علاقات دبلوماسية مع بيروت ودمشق قال الرئيس السوري أحمد الشرع مراراً إن بلاده لا تريد نزاعاً مع جاراتها، ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها (غيتي) قال مصدر رسمي سوري إن التصريحات في شأن توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل هي "سابقة لأوانها"، وفق ما نقل عنه التلفزيون الرسمي غداة إبداء تل أبيب اهتماماً بتطبيع العلاقات مع سوريا ولبنان. وأعلن الموفد الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك أن سوريا ولبنان يحتاجان إلى التوصل إلى اتفاقات سلام مع إسرائيل بعدما فتحت الحرب بين إسرائيل وإيران طريقاً جديداً للشرق الأوسط. وقال باراك "أشار الرئيس أحمد الشرع إلى أنه لا يكره إسرائيل. وأنه يريد السلام على هذه الحدود. أعتقد أن هذا سيحصل أيضاً مع لبنان. إن اتفاقاً مع إسرائيل هو أمر ضروري". إسرائيلياً، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن إسرائيل مهتمة بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع سوريا ولبنان لكنها لن تتفاوض على مصير هضبة الجولان في أي اتفاق سلام. وضمت إسرائيل هضبة الجولان من سوريا في 1981 بعدما احتلت معظمها في حرب 1967. "ورقة ترمب" على طاولة بيروت: العرض الأخير لتسليم السلاح في زيارته الأخيرة إلى لبنان، سلم المبعوث الأميركي توماس باراك المسؤولين اللبنانيين خطة مكتوبة في ست صفحات تركز بصورة أساسية على تسليم سلاح "حزب الله" بحلول نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل مقابل وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان. اليوم، يترقب اللبنانيون عودة باراك الإثنين المقبل لتسلم الرد اللبناني على خطته، فهل تقتنص بيروت الفرصة الأميركية التي قد تكون الأخيرة؟ سفير لبنان السابق لدى واشنطن أنطوان شديد يرى أنه "إذا لم يقدم لبنان على الخطوات العملية في تسليم السلاح وحصره في يد الدولة في وقت مقبول وفي مدة زمنية مقبولة، فعندها أرى أن الإدارة الأميركية، أي إدارة (الرئيس دونالد) ترمب، لن تقوم بمساعدة لبنان في أي مجال من المجالات، لا الاقتصادية ولا إعادة الإعمار ولا بأي مجال آخر، وبالطبع سيتبعها المجتمع الدولي والمجتمع العربي". قصف مدفعي عنيف يهز الفاشر والجيش يؤكد تقدمه في الخوي موجات النزوح نحو مناطق آمنة تتواصل في ظل استمرار القتال بين الجيش و"الدعم السريع" (اندبندنت عربية - حسن حامد) تتواصل العمليات الحربية بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في محاور شمال دارفور وغرب وشمال كردفان، وهز القصف المدفعي الثقيل لـ"الدعم السريع" أرجاء مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، لليوم الخامس على التوالي منذ إعلان المقترح الأممي القاضي بهدنة إنسانية لمدة أسبوع بالفاشر، قبلتها الحكومة ورفضتها "الدعم السريع"، وبينما أعلنت الأخيرة تقدمها وتحقيقها انتصاراً ميدانياً جديداً في محور شمال كردفان، أكدت مصادر عسكرية تصدي الجيش لمحاولة تسللها تزامناً مع إحرازه تقدماً في منطقة الخوي غرب كردفان. وأكدت مصادر ميدانية تصدي الجيش وحلفائه لمحاولة "الدعم السريع" اختراق خطوط دفاعات الفاشر وأجبروهم على التراجع. وأعلنت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر أن المدينة تعرضت لقصف مدفعي عنيف. واشنطن تعلق شحنات أسلحة إلى كييف وزيلينسكي يتفق مع ترمب على "تعزيز حماية" الأجواء الأوكرانية قوات خاصة أوكرانية تحمل مسيرة تمهيداً لإطلاقها في منطقة دنيبروبتروفسك (أ ف ب) أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه اتفق مع نظيره الأميركي دونالد ترمب خلال مكالمة هاتفية على "تعزيز حماية" الأجواء الأوكرانية، بعد هجوم جديد كثيف شنته روسيا بمسيرات وصواريخ على أوكرانيا. وقلل مسؤولون أميركيون من أهمية إعلان البيت الأبيض تعليق واشنطن إمداد أوكرانيا ببعض شحنات الأسلحة، لافتين إلى أن خيارات ترمب لا تزال00 منصبة على دعم كييف عسكرياً. في الأثناء، أعلنت روسيا عن عملية تبادل جديدة لعدد من أسرى الحرب مع أوكرانيا، مشيرة إلى أنها جزء من الاتفاقات التي توصل إليها بين موسكو وكييف خلال محادثات في إسطنبول الشهر الماضي. فلسفة محمد بن سلمان في تغيير وجه السعودية كما يرويها بنفسه في الكتاب المعنون "محمد بن سلمان، الرجل الذي سيغدو ملكاً" تسرد كارين هاوس رئيسة تحرير "وول ستريت جورنال" سابقاً قراءة مفصلة لشخصية ولي العهد السعودي (اندبندنت عربية) لتلخيص إرثه السياسي قال الإمبراطور الروماني أغسطس "وجدت روما مبنية من الطوب، وودعتها مكسوة بالرخام". في سياق تلك المقولة، سئل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن الإرث الذي يريد الأجيال أن تتذكره به، فأجاب "وجدت السعودية من رخام، وألهمت جيلاً ليصنع مزيداً من الرخام". الإجابة التي أدلى بها الرجل الثاني في بلاده وردت في كتاب جديد من تأليف الكاتبة الأميركية المخضرمة كارين إليوت هاوس، الذي تنفرد "اندبندنت عربية" بنشر اقتباسات منه قبل صدوره في يوليو (تموز) 2025. تقدم كارين هاوس رئيسة تحرير "وول ستريت جورنال" سابقاً في الكتاب المعنون "محمد بن سلمان، الرجل الذي سيغدو ملكاً" قراءة مفصلة لشخصية الرجل الذي يعيد تشكيل ملامح السعودية منذ إطلاقه رؤيتها في 2016، ورصداً للتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في 15 فصلاً غنياً بالمعلومات، استناداً إلى ست مقابلات خاصة أجرتها الكاتبة مع ولي العهد السعودي لتروي على مدى 300 صفحة حكاية صعوده والأحداث التي صقلت شخصيته، إضافة إلى أهداف ومستجدات استراتيجيته لإنهاء ما وصفها ذات يوم بـ"حالة الإدمان النفطية". السعودية وإندونيسيا توقعان صفقات عدة بـ27 مليار دولار الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (واس) ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن المملكة وإندونيسيا وقعتا اتفاقات عدة ومذكرات تفاهم قيمتها تقارب 27 مليار دولار بين مؤسسات القطاع الخاص في مجالات عدة، منها الطاقة النظيفة والصناعات البتروكيماوية وخدمات وقود الطائرات. وزار الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو الرياض، الأربعاء الماضي، والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وعقدا جلسة محادثات رسمية، استعرضا خلالها العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها في جميع المجالات. وأشاد الجانبان بمتانة الروابط الاقتصادية بينهما، واتفقا على أهمية تعزيز تعاونهما خصوصاً في القطاعات ذات الأولوية المشتركة، ودعم بناء الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين، واستثمار الفرص التي تقدمها "رؤية المملكة 2030"، و"رؤية إندونيسيا الذهبية 2045" لتعزيز التعاون في مختلف المجالات. حزب العمال الكردستاني: تركيا تقوض اتفاق إلقاء السلاح تظاهرت نساء كرديات سوريات في مدينة القامشلي للمطالبة بالإفراج عن عبدالله أوجلان المسجون في تركيا، الـ29 من مايو 2025 (أ ف ب) عد حزب العمال الكردستاني، الذي التزم إلقاء سلاحه بعد أربعة عقود من نزاع مسلح مع أنقرة، أن تركيا لم تنفذ المطلوب منها على هذا الصعيد. وقال مصطفى كارازو، أحد مؤسسي حزب العمال الكردستاني وكبار مسؤوليه لقناة "ميديا خبر" القريبة من الحزب، "نحن جاهزون، لكن الحكومة (التركية) لم تتخذ الإجراءات الضرورية" لإنجاز العملية. واتهم كارازو "مجموعة داخل الدولة بالسعي إلى تقويض العملية"، علماً أن مرحلة أولى من إلقاء السلاح كانت مرتقبة في الأيام المقبلة، بحسب بعض المصادر. 24 قتيلاً في الأقل بسبب فيضانات في تكساس ودرجات حرارة قياسية تجتاح أوروبا يبرد الناس أجسادهم في نافورة بحديقة واشنطن سكوير، 25 يونيو 2025 (أ ف ب) لقي 24 شخصاً مصرعهم جراء فيضانات مفاجئة ضربت مناطق خارج مدينة سان أنطونيو في وسط ولاية تكساس الأميركية، وفق ما أفاد مسؤول محلي في وقت متأخر أمس الجمعة، بعدما كانت الحصيلة الأولية 13 قتيلاً، وأكثر من 20 فتاة من المشاركات في مخيم صيفي في عداد المفقودين. وفي أوروبا، لقي ثمانية أشخاص حتفهم، منهم أربعة في إسبانيا واثنان في فرنسا واثنان في إيطاليا، مع استمرار تعرض معظم أنحاء أوروبا لموجة حر مبكرة، مما أدى إلى إطلاق تحذيرات صحية واندلاع حرائق غابات وإغلاق مفاعل نووي في محطة سويسرية للطاقة. وأصدرت إيطاليا أعلى درجات التحذير من الخطر في 18 مدينة، بينما من المتوقع أن تصل درجات الحرارة في ألمانيا إلى ذروتها عند 40 درجة مئوية في بعض المناطق، مما يجعله اليوم الأكثر حرارة في السنة.


صحيفة المواطن
منذ 2 ساعات
- صحيفة المواطن
قمة البريكس تبحث الرد على رسوم ترامب الجديدة
يعتزم زعماء دول مجموعة البريكس الذين يجتمعون في ريو دي جانيرو اعتبارًا من الأحد، التنديد بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية، لكن مواقفهم حيال أزمات الشرق الأوسط لا تزال متباينة. ومن المتوقع أن تتوحد الاقتصادات الناشئة، التي تمثل نحو نصف سكان العالم و40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، حول ما تعتبره رسوماً جمركية غير منصفة تفرضها الولايات المتحدة على وارداتها، وفقًا لمصادر مطلعة على المفاوضات. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، توعد ترامب حلفاءه ومنافسيه على حد سواء بفرض رسوم جمركية عقابية على سلعهم. وتأتي أحدث تهديدات الرئيس الأميركي على شكل رسائل من المقرر إرسالها اعتبارًا من الجمعة إلى شركائه التجاريين، لإبلاغهم بالرسوم الجمركية الجديدة التي ستدخل حيّز التنفيذ الأسبوع المقبل في 9 يوليو. وقال ترامب الجمعة إنه وقّع على نحو 12 رسالة تجارية سيتم إرسالها الأسبوع المقبل، قبل الموعد النهائي لتطبيق رسومه الجمركية. وتستضيف ريو، وسط إجراءات أمنية مشددة، زعماء ودبلوماسيين من 11 اقتصادًا ناشئًا، من بينها الصين والهند وروسيا وجنوب إفريقيا. ومن غير المتوقع أن يذكر أي بيان ختامي للقمة الولايات المتحدة أو رئيسها بالاسم، ولكنه سيتضمن استهدافًا سياسيًا واضحًا لواشنطن.