logo
انظروا إليها تحترق.. هل بات عمر إسرائيل محدودا؟

انظروا إليها تحترق.. هل بات عمر إسرائيل محدودا؟

في الحكاية الإيرانية الحرب لا تنتهي بالهدنة، بل تبدأ بها. عندما يخفت صوت الرصاص، وتصمت الصواريخ. وحين يجلس الجميع لترتيب الأوراق، تُخرج إيران آخر ورقة من تحت الطاولة… وعليها قنبلة: 'بووووم'.
لا شيء يضاهي صوت الصواريخ وهي تشق سماء تل أبيب، رسائل من بلاد فارس اسمها عماد، قادر، خيبر، فتاح1 كلها اُطلقت، عبَرت السماء… وأخرى فرط صوتية ذو خصائص مجهولة، قوية وثقيلة لم تطلق بعد فتاح 2 وسجيل
إيران، كعادتها، لا تُطلق كل شيء دفعة واحدة، تُطلق نصف الحرب، وتترك النصف الآخر للتفاوض.
عندما يقترب وقف إطلاق النار، تقترب الضربة. لأن من يُنهي الحرب، هو من يُدير الجلسة.
وإيران تعرف ذلك جيدا
لكن لا تقلق 'إسرائيل قوية'، هكذا يقول الإعلام العبري… نعم، قوية جدا لتهديد كل من حولها، وضعيفة بما يكفي لتنهار أمام كاميرا آيفون في غزة.
لأول مرة، يرى الشعب العربي في الصاروخ الإيراني شيئا يشبه الأمل، أو على الأقل يشبه العدالة المؤجلة… العالم العربي المنهك، الممزق، الخائف من ظله يصفق، ويتفرج… ليس بالضرورة من انصار طهران، لكنه سَعيد بمشهد الغطرسة الإسرائيلية تترنح، ولو للحظة.
انها تمطر، نعم، لكنها ليست غيوم حزيران هذه المرة، تل أبيب تضاء كل لليلة بالنار وبالحديد… انظروا اليها تحترق.
قال لي صديقي هناك، من رام الله، وصوته يختلط بضجيج الفرح: 'الناس تحتفل في الشارع، في كل مكان… لم نرَ تل أبيب قريبة هكذا من قبل، قريبة ومذعورة'. شعب الله المختار يصرخ، المستوطن الأشقر في بيت ايل… الذي اتى بالميركافا حتى مشارف دمشق، هو نفسه اليوم محشور في ملجأ تحت الأرض، ممنوع من الخروج.
هذا ليس مقالا عن الحرب… ولا عن إيران. ولا عن غزة. ولا حتى عن إسرائيل.
هذا مقال عن بيبي ملك إسرائيل… اسمعوها جيدا (أيها الغزاة)، من شخص لا يحبكم، ولا يتظاهر بذلك:
'أنتم عالقون في مشهد توراتي ممل، بلا نهاية وبلا مخرج. البحر الأحمر أغلق عليكم من الجهتين، لا خلاص من فرعون، ولا مخرج من التيه… الخطر الحقيقي عليكم اسمه بنيامين نتانياهو، يمشي بينكم، يصرخ، يبتسم لأنه يعرف… أنه يغرق.
ويعرف أيضا أن غرقه لا يكتمل إلا إذا أخذكم معه، واحدا واحدا، إلى القاع… لن يسقط وحده، يحتاج أن يسقط الجميع معه ليشعر بأنه ما زال ثقيلا…'.
نتنياهو هو علاقة سامة مع فكرة الخلود… رجل، مهووس بإيران، وعاشق للخراب. يحكم شعب خائف واعلام خائف أيضا. نتانياهو يزرع الحروب للهروب من محكمة العدل العليا، رجل لو لم يكن رئيس وزراء لكان اليوم موقوفا في سجن 'نحشون' او معتقلا في سجن 'معسياهو'.
مجرم حرب، مُلاحق من المحكمة الجنائية الدولية، يشن هجومه على دولة ذات سيادة، بثقة المنتصرين. والمهزلة أنه يفعل ذلك بمباركة قادة يكتبون خطاباتهم على مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.
إيمانويل ماكرون، مثلا، لم يتردّد في إعلان دعمه له بنبرة فرنسية راقية، النبرة ذاتها التي يواسي بها المجازر في غزة.
هذا النرجسي لا يؤمن بالدبلوماسية، لأنه لا يؤمن بوجود أحد غيره. يغازل الحرب كما يغازل امرأة يعلم أنه سيفشل معها… نتنياهو لا يفاوض هو يفرض ويأمر ويضع القواعد. رجل يسعى إلى حكم أبدي… يتلذذ بالدم كما يتلذذ النرجسي بدموع امرأة اعترف لها بحبه… نتانياهو اليوم، يجر كيانا بأكمله إلى الهاوية، فقط كي ُيثبت لنفسه أنه لا يزال الرجل الأقوى… حتى لو انهارت البلاد تحت قدميه… تماما كالنرجسي عندما يحاصر في الزاوية لا يعترف ولا يعتذر، لكن يتضاعف في عنفه وخداعه وتهربه…لا يتراجع ويحرق كل شيء…
إسرائيل، لا تجيد الحياة إلا في ظل صفارات الإنذار: كيان يعيش على الأدرينالين، ويعيد إنتاج ذاته بالحرب فقط.
دون القتل، ماذا تبقى من 'دولة يهودية' محاطة بجدران من الكراهية؟
دون الخوف، كيف تُقنع أبناءها أنهم شعب مختار؟
خوارزمية إسرائيل تعمل هكذا، على الاستنزاف… تتبنى أيديولوجية منطق الحروب الطويلة، تلك الطقوس الدموية تُشعلها باسم الردع، تبكي لانها الضحية، وانها وعد الآخرة…
في اسرائيل، الشروخ الداخلية تتسع. الانقسام المجتمعي تجاوز خطوط الدين واللغة وبلغ قلب السردية الصهيونية نفسها. المواطن الغاضب لم يعد فقط يعاني من صواريخ غزة، وصواريخ ايران أيضا.. المواطن المتعب هناك يعاني من فواتير الكهرباء، ومن كوابيس ضريبة الدخل، ومن وهم الجيش الذي لا يُهزم حين يهرول مثله ويختبئ في الملاجئ.
الأسطورة انتهت… لكن اسرائيل ما زالت تتصرف كأنها على قيد الرواية: فقط، انظروا اليها تحترق…
صدقني، لقد بات عمر إسرائيل محدودا؟ وربما لم يكن طويلا منذ البداية.
كيان يجري ادارته بالجنون وحكمه بالهذيان، لا يستطيع الاستمرار… إسرائيل هي مستشفى مفتوح: أمراض نفسية جماعية، فصام قومي، وهستيريا أمنية يتم تقديمها في المناهج المدرسية.
الدول لا تموت دائما بصواريخ العدو او بضربة نووية، أحيانا تموت بصمت، بفصام تدريجي، عندما تتحول البارانويا إلى نظام حكم، والعدو إلى ضرورة وجودية… عندما يصبح الآخر مبرر لوجود الذات، تنتهي الذات بانتهاء مبررها.
في التوراة قيل إن بني إسرائيل تاهوا أربعين عاما في الصحراء، لأنهم تجرؤوا على الشك. فكم سنة ستتوه إسرائيل، وقد بَنَت كيانها على الشك، والرعب، وأسطورة لا تتحمل ضوء الشمس؟ ومارست القتل منذ سبعة وسبعون عاما باسم 'الحق الإلهي'… نبوءات أخرى، في النصوص العبرية القديمة، تتحدث عن ممالك قامت على الدم، ثم سقطت في البحر…عن مدن محصنة بوصايا الرب، اجتاحها الغضب …
وإسرائيل تعرف أنها إلى زوال.
تعرف جيدا، كما يعرف كل من يبني على الأسطورة، أن نهايتها حتمية… وموعد مؤجل.
وهي ستُقاتل حتى اللحظة الأخيرة، لا لتنجو، انما لتُؤخر لحظة السقوط قليلا… فقط قليلا. ــــــــــــــــــــــــــــــــ د. لينا الطبال

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس تنفيذية انتقالي لحج يعزي في وفاة الرائد المناضل حسين عسكر جبران الليثي
رئيس تنفيذية انتقالي لحج يعزي في وفاة الرائد المناضل حسين عسكر جبران الليثي

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

رئيس تنفيذية انتقالي لحج يعزي في وفاة الرائد المناضل حسين عسكر جبران الليثي

بعث رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة لحج، وكيل المحافظة، وضاح نصر عبيد الحالمي، برقية عزاء ومواساة إلى السفير قاسم عسكر جبران وإخوانه، في وفاة شقيقهم الرائد حسين عسكر جبران الليثي، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد معاناة طويلة مع المرض. وأعرب الحالمي في البرقية عن بالغ الحزن والأسى لرحيل الفقيد، مشيرًا إلى ما مثّله خلال حياته من نموذج وطني مخلص، حيث كان من الرعيل الأول للمناضلين الذين شاركوا في مقاومة الاستعمار البريطاني، وأسهم بفعالية في مراحل النضال الوطني الجنوبي ضد الاحتلال اليمني، وظل ثابتًا على مبادئ الثورة والقضية حتى آخر لحظات حياته. وتقدّم الحالمي بخالص التعازي والمواساة إلى أبناء الفقيد بدر، عسكر، ومحفوظ حسين، وكافة أفراد أسرة آل جبران، وقبيلة الليثي في مديرية حالمين – محافظة لحج، سائلاً الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. "إنا لله وإنا إليه راجعون"

في موكب جنائزي مهيب.. شبوة تودع بطلين من قوات دفاعها
في موكب جنائزي مهيب.. شبوة تودع بطلين من قوات دفاعها

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

في موكب جنائزي مهيب.. شبوة تودع بطلين من قوات دفاعها

‏شُيّع اليوم، الخميس 19 يونيو 2025م، جثمانا شهيدي الواجب من قوات دفاع شبوة، النقيب علي عبدالله القاحلي والنقيب عمير أحمد فرج النسي. وقد توفيا إثر حادث مروري مؤسف وقع أمس الأربعاء أثناء أدائهما واجبهما، والذي أسفر كذلك عن إصابة الضباط رامي سعيد الوتيد ومفرج شليل الحارثي. أدت جموع غفيرة من أبناء محافظة شبوة الصلاة على جثمان الفقيدين، بمشاركة واسعة من القيادات الرسمية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية. كان من أبرز الحاضرين الشيخ لحمر علي لسود، رئيس انتقالي شبوة، والعميد الركن فؤاد محمد النسي، مدير عام شرطة شبوة. والعميد وجدي باعوم الخليفي أركان ألوية دفاع شبوة قائد اللواء الثاني والعميد فيصل الشعيبي قائد اللواء الرابع والعميد احمد شليل الحارثي، قائد اللواء الخامس والعقيد ماجد لمروق أركان اللواء الثاني وشارك أيضًا عدد من أعضاء القيادة المحلية للمجلس بالمحافظة، والجمعية الوطنية، والمستشارين، وقيادات من السلطة المحلية والأمنية والعسكرية والاجتماعية. عبّرت ألوية دفاع شبوة عن حزنها العميق لفقدان الشهيدين، مبتهلة إلى الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته ومغفرته. وأكدت الألوية أن ما قدمه الفقيدان من تفانٍ وإخلاص سيظل محل تقدير، وأن تضحياتهما ستبقى محفورة في ذاكرة أبناء المحافظة، ودافعًا لمواصلة مسيرة حفظ الأمن والاستقرار.

الشيخ نعيم قاسم: لسنا على الحياد ونحن إلى جانب إيران
الشيخ نعيم قاسم: لسنا على الحياد ونحن إلى جانب إيران

26 سبتمبر نيت

timeمنذ 2 ساعات

  • 26 سبتمبر نيت

الشيخ نعيم قاسم: لسنا على الحياد ونحن إلى جانب إيران

أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وقوفهم إلى جانب إيران في ما سماه "الظلم العالمي"، مؤكداً بقوله:"لسنا على الحياد في حزب الله والمقاومة الإسلامية بين حقوق إيران المشروعة واستقلالها، وبين باطل ‏أميركا وعدوانها ومعها والغُدَّة السرطانية إسرائيل والمستكبرين". وعبر الشيخ قاسم في بيان له عن موقف حزب الله اللبناني ووقوفه إلى جانب إيران وقيادتها وشعبها، قائلاً: "سنتصرفُ بما نراه مناسبًا في مواجهة هذا العدوان ‏الإسرائيلي الأميركي الغاشم".‏ وأشار إلى أن أمريكا الطاغية و"إسرائيل" لن تتمكنا من أن تخضع الشعب الإيراني وحرس الثورة الإسلامية، فهذا ‏شعبٌ لا يُهزم، وقد أثبتت أيامُ العدوان الإسرائيلي الماضية صلابةَ هذا الشعب وتحدِّيه لكلِّ الضغوطات، ‏كما أظهرت عجزَ "إسرائيل" وخسائرها الفادحة التي تُصيبها للمرة الأولى منذ سبع وسبعين سنة لاحتلال ‏فلسطين، ولهاثها إلى طلب دعم أميركا في عدوانها. وواصل قائلاً :"ومع ذلك فهذا لا يعفينا من مسؤولية أن نكون إلى ‏جانب إيران ومعها بكل أشكال الدعم التي تساهم في وضع حدٍّ لهذا الجبروت والطغيان". وأوضح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمثل الإضاءةَ العالمية البارزة في نُصرة المستضعفين، ودعمِ المقاومة، ‏وتقديمِ الدعم الكامل لتحرير فلسطين والقدس، وهي تجربةٌ إيمانية أخلاقية استقلالية عزيزة، لافتاً إلى أنه "‏لم يتحمَّل المستكبرون الطغاة وعلى رأسهم أميركا هذا النموذجَ الإنساني الرائد لأحرار العالم، ولا ‏صمودَ إيران الخميني والشعب العظيم ستة وأربعين عامًا في مواجهة كلِّ أشكال العدوان والحصار، ولا ‏نهضةَ إيران السياسية والاقتصادية والعلمية وتحقيقَ مستوى متقدم من القدرات الدفاعية، وذلك ‏بالاعتماد على قواها الذاتية متوكلةً على الله تعالى والتفافِ شعبها حول القيادة الملهَمة والحكيمة ‏والشجاعة المتمثلة بالمرجع الديني الكبير والولي الفقيه الإمام الخامنئي(دام ظله)، ولم يتحمل الطغاةُ أن ‏تُلهمَ إيرانُ المقاومين التوَّاقين إلى تحرير أرضهم وخصوصًا في فلسطين ولبنان والمنطقة، وأنْ تدعمَهم ‏متحملةً كلَّ الأثمان والتبعات لوقوفها إلى جانب الحق وقضية العصر فلسطين".‏ وتساءل الشيخ قاسم: ما هي الحُجَّة الواهية للعدوان الإسرائيلي المقرَّر من أميركا المدعوم منها ومن طُغاة العالم؟ وأوضح أن "الحُجَّة هي ‏تخصيبُ اليورانيوم وبرنامجُها النووي للأغراض السلمية والذي تُريده لخدمة شعبها وتقدُّمِه، وهو حقُ ‏كفلتهُ القوانين الدولية ومنظمة الطاقة الدولية، وليس فيه أدنى ضررٍ لأحد، بل هو مساهمةٌ علميةٌ ‏عظيمة لتقدُّم إيران والمنطقة بالاعتماد على القدرات الذاتية من دون وصايةٍ أجنبية".‏ وبين أن الاستكبارُ العالمي لا يريد أنْ تكونَ إيران نورًا للإيمان والعلم والأحرار يشعُّ على المنطقة والعالم، ‏ويكون خيرًا لإيران والمستضعفين.‏ وبخصوص تهديدَ رئيس أميركا بالعدوان على المرجع الديني الأعلى والولي الفقيه الإمام الخامنئي(دام ظله)، ‏والعدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أكد الشيخ قاسم أنه عدوانٌ على كلِّ شعوب المنطقة وأحرار العالم، مؤكداً أنَّ ‏أميركا تأخذ المنطقة إلى الفوضى وعدم الاستقرار، وتأخذ العالم إلى أزمات مفتوحة، ولن ينالها إلَّا ‏الخزي والعار والفشل، منوهاً إلى أن من حق إيران أن تدافع عن نفسها، ومن حق شعوب المنطقة وأحرار العالم أن ‏يكونوا مع القائد العظيم ومع إيران في خندقٍ واحد.‏ ودعا الشيخ قاسم كلَّ الأحرار والمستضعفين والمقاومين والعلماء وأصحاب الرأي السديد إلى رفع الصوت ‏عاليًا، وإبراز مظاهر القوة والشجاعة والدَّعم، بالالتفاف حول القيادة الأشرف والأنبل للإمام الخامنئي(دام ‏ظله)، ومع الشعب الإيراني الشجاع والمعطاء، فاتحادُنا هو السبيلُ لتعطيل مشاريع الهيمنة، وهو الذي ‏يُساهمُ في تعطيلِ أهداف العدوان.‏ وفيما يلي نص البيان: سْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ بيان الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم ضد العدوان الإسرائيلي الأميركي على إيران تمثِّلُ الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإضاءةَ العالمية البارزة في نُصرة المستضعفين، ودعمِ المقاومة، ‏وتقديمِ الدعم الكامل لتحرير فلسطين والقدس، وهي تجربةٌ إيمانية أخلاقية استقلالية عزيزة.‏ لم يتحمَّل المستكبرون الطغاة وعلى رأسهم أميركا هذا النموذجَ الإنساني الرائد لأحرار العالم، ولا ‏صمودَ إيران الخميني والشعب العظيم ستة وأربعين عامًا في مواجهة كلِّ أشكال العدوان والحصار، ولا ‏نهضةَ إيران السياسية والاقتصادية والعلمية وتحقيقَ مستوى متقدم من القدرات الدفاعية، وذلك ‏بالاعتماد على قواها الذاتية متوكلةً على الله تعالى والتفافِ شعبها حول القيادة الملهَمة والحكيمة ‏والشجاعة المتمثلة بالمرجع الديني الكبير والولي الفقيه الإمام الخامنئي(دام ظله)، ولم يتحمل الطغاةُ أن ‏تُلهمَ إيرانُ المقاومين التوَّاقين إلى تحرير أرضهم وخصوصًا في فلسطين ولبنان والمنطقة، وأنْ تدعمَهم ‏متحملةً كلَّ الأثمان والتبعات لوقوفها إلى جانب الحق وقضية العصر فلسطين.‏ ما هي الحُجَّة الواهية للعدوان الإسرائيلي المقرَّر من أميركا المدعوم منها ومن طُغاة العالم؟ الحُجَّة هي ‏تخصيبُ اليورانيوم وبرنامجُها النووي للأغراض السلمية والذي تُريده لخدمة شعبها وتقدُّمِه، وهو حقُ ‏كفلتهُ القوانين الدولية ومنظمة الطاقة الدولية، وليس فيه أدنى ضررٍ لأحد، بل هو مساهمةٌ علميةٌ ‏عظيمة لتقدُّم إيران والمنطقة بالاعتماد على القدرات الذاتية من دون وصايةٍ أجنبية.‏ لا يريدُ الاستكبارُ العالمي أنْ تكونَ إيران نورًا للإيمان والعلم والأحرار يشعُّ على المنطقة والعالم، ‏ويكون خيرًا لإيران والمستضعفين.‏ إنَّ تهديدَ رئيس أميركا بالعدوان على المرجع الديني الأعلى والولي الفقيه الإمام الخامنئي(دام ظله)، ‏والعدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هو عدوانٌ على كلِّ شعوب المنطقة وأحرار العالم. إنَّ ‏أميركا تأخذ المنطقة إلى الفوضى وعدم الاستقرار، وتأخذ العالم إلى أزمات مفتوحة، ولن ينالها إلَّا ‏الخزي والعار والفشل. من حق إيران أن تدافع عن نفسها، ومن حق شعوب المنطقة وأحرار العالم أن ‏يكونوا مع القائد العظيم ومع إيران في خندقٍ واحد.‏ لسنا على الحياد في حزب الله والمقاومة الإسلامية بين حقوق إيران المشروعة واستقلالها، وبين باطل ‏أميركا وعدوانها ومعها والغُدَّة السرطانية إسرائيل والمستكبرين. نحن إلى جانب إيران في مواجهة هذا ‏الظلم العالمي، لأنَّنا مع استقلالنا وتحرير أرضنا وحريَّة قرارنا وخياراتنا. لسنا على الحياد، ولذا نُعبِّر ‏عن موقفنا إلى جانب إيران وقيادتها وشعبها، ونتصرفُ بما نراه مناسبًا في مواجهة هذا العدوان ‏الإسرائيلي الأميركي الغاشم.‏ إنَّنا ندعو كلَّ الأحرار والمستضعفين والمقاومين والعلماء وأصحاب الرأي السديد إلى رفع الصوت ‏عاليًا، وإبراز مظاهر القوة والشجاعة والدَّعم، بالالتفاف حول القيادة الأشرف والأنبل للإمام الخامنئي(دام ‏ظله)، ومع الشعب الإيراني الشجاع والمعطاء، فاتحادُنا هو السبيلُ لتعطيل مشاريع الهيمنة، وهو الذي ‏يُساهمُ في تعطيلِ أهداف العدوان.‏ لن تتمكنَ أميركا الطاغية وإسرائيل المجرمة أنْ تُخضعَ الشعب الإيراني وحرس الثورة الإسلامية، هذا ‏شعبٌ لا يُهزم، وقد أثبتت أيامُ العدوان الإسرائيلي الماضية صلابةَ هذا الشعب وتحدِّيه لكلِّ الضغوطات. ‏كما أظهرت عجزَ إسرائيل وخسائرها الفادحة التي تُصيبها للمرة الأولى منذ سبع وسبعين سنة لاحتلال ‏فلسطين، ولهاثها إلى طلب دعم أميركا في عدوانها، ومع ذلك فهذا لا يعفينا من مسؤولية أن نكون إلى ‏جانب إيران ومعها بكل أشكال الدعم التي تساهم في وضع حدٍّ لهذا الجبروت والطغيان. قال تعالى: ‌‏"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"(آل ‏عمران173). ‏

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store