logo
النائب عز الدين من العباسية: المقاومة لا زالت تشكل ردعا نسبيا أمام اجتياح لبنان وإيران قوية وقادرة على المواجهة

النائب عز الدين من العباسية: المقاومة لا زالت تشكل ردعا نسبيا أمام اجتياح لبنان وإيران قوية وقادرة على المواجهة

المدىمنذ 11 ساعات

أحيا 'حزب الله'، 'تخليدا للدماء الزاكية'،الاحتفال التكريمي للشهيد السعيد على طريق القدس حسين علي عز الدين 'أبو علي الرضا'، في النادي الحسيني لبلدة العباسية الجنوبية، في حضور عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب حسن عز الدين الى جانب عائلة الشهيد وعلماء دين وفعاليات وشخصيات وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى النائب عز الدين كلمة شدد فيها على 'أن العدو الإسرائيلي، ورغم اعتداءاته المتواصلة على لبنان، لا زالت المقاومة تمنعه من تحقيق أهدافه، وهي رغم كل ما ذاقته من آلام وجراح كبيرة ومؤلمة، من ضمنها فقدها للقيادات الكبيرة والاستراتيجية، إلا أنها لا زالت تشكل ردعا نسبيا أمام الدخول البري الذي يعجز عنه العدو ويخشاه ويخافه'.
وتطرق النائب عز الدين إلى التطورات المستجدة إقليميا، والتحديات والضغوط التي تواجهها الجمهورية الإسلامية، فرأى 'أن الأهداف التي يريد العدو تحقيقها تخطت حدود البرنامج النووي الإيراني، فإيران لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، بل امتلاك وإنتاج العلم النووي للاستخدام السلمي الذي أصبح بيدها'، مشيرا إلى أنه 'وتحت ذريعة الأسلحة النووية، قفز الأعداء إلى الأمام ظنا منهم أنهم يستطيعون تغيير واقع المنطقة انطلاقا من تقييمهم لنتائج التطورات التي حصلت في الأشهر الأخيرة، ومن ضمنها الهيمنة واستباحة سوريا واجتياح جزء من أراضيها والأوضاع في غزة، والآلام التي حلت بالمقاومة'.
وقال النائب عز الدين:' بعد أن انطلقت عملية التفاوض حول الملف النووي الإيراني، برزت خديعة أميركية بالتعاون مع رئيس وزراء كيان الاحتلال، تهدف لقطع الطريق أمام هذه العملية بشكل واضح، وبعد أن كان قد أعطى 'دونالد ترامب' ما أسماه مهلة الستين يوما لتوقيع الاتفاق بشروطه، مارس فريقه المماطلة أكثر من مرة، سعيا لنفاذ المهلة التي انتهت بإعطاء الضوء الأخضر للعدو الإسرائيلي – وعلى مرأى العالم أجمع – لشن عدوان إجرامي وعدائي وموصوف على سيادة دولة تملك استقلالها الوطني وتحمي سيادتها وحريتها وحدودها المعترف بها، وبشكل مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية، ومتجاوزة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية'.
وتابع النائب عز الدين:' إيران اليوم قوية وقادرة على المواجهة، حتى وإن بقيت لوحدها في الساحة في وجه كل من يكنون العداء والشر لها، وهي تستطيع الصمود لتبقى الدولة الإقليمية العظيمة التي لن يستطيع أحد النيل منها، خاصة وأنها باتت أقوى بأضعاف مما كانت عليه مع انتصار الثورة الإسلامية، إن كان على مستوى الجيش أو قيادة الحرس الثوري، أو حتى على صعيد الإمكانيات والقدرات العلمية والعسكرية والتكنولوجيا، وما إلى ذلك من مؤشرات، رغم كل ما تعرضت له من حصار وحروب ومؤامرات منذ انطلاقتها، من الحصار السياسي والاقتصادي والعسكري، إلى حرب السنوات الثماني المفروضة من العراق'.
ولفت النائب عز الدين إلى أن 'الجمهورية الإسلامية، التي صمدت طوال العقود الماضية وخرجت أقوى، تحولت إلى دولة ذات سيادة معترف بها دوليا، تعد من الدول الإقليمية الأقوى من حيث القدرات العسكرية والعلمية والتقنية، وباتت تشكل اليوم نموذجا حضاريا مستمدا من أصالة الإسلام، وقائما على الخطاب الذي أرساه الإمام الخميني' .
وقال النائب عز الدين:' نعيش اليوم في أجواء الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل هذا الإمام العظيم، الذي أرسى خيارا حرا ومستقلا 'لا تابعا للشرق ولا للغرب'، عبر إقامة نظام إسلامي قائم على ولاية الفقيه، الذي يشكل مزاوجة بين الحداثة وأصالة الإسلام، والسيادة الشعبية والديموقراطية الصحيحة، وأسس الحرس الثوري الإسلامي من أجل حماية الثورة في إيران، وكانت من تجلياته الاستراتيجية تأسيس قوة القدس، التي جاءت استجابة لدعوته لتشكيل جيش العشرين مليون، ولتتحول إلى قوة تدافع عن قضايا الأمة وتتصدى للطغيان'.
وختم النائب عز الدين حديثه مذكرا بخطاب الإمام الخميني الذي أطلقه في ستينيات القرن الماضي، والذي لا زال يشكل إلى اليوم حجر الأساس في فهم طبيعة المواجهة مع السياسات الغربية، والذي رأى فيه بأن أميركا هي من أشعلت الفتن في شتى أنحاء العالم على مدار مئات السنوات، وكانت السبب في نشوب الحروب، داعيا إلى عدم تصديقها، كما قال الإمام الخميني: 'لو قالت أمريكا لا إله إلا الله، لا تصدقوها'، الأمر الذي يعد كافيا كي لا ننخدع بها وبأعوانها وربيبتها الكيان الغاصب'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السفير الإيراني أكد أن بلاده قوية ولن تنهار ولن تنكسر وثمّن مواقف القيادة الكويتية
السفير الإيراني أكد أن بلاده قوية ولن تنهار ولن تنكسر وثمّن مواقف القيادة الكويتية

الأنباء

timeمنذ 4 ساعات

  • الأنباء

السفير الإيراني أكد أن بلاده قوية ولن تنهار ولن تنكسر وثمّن مواقف القيادة الكويتية

ثمّن السفير الإيراني محمد توتونجي المواقف الإيجابية للقيادة الكويتية، وعلى رأسها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد لإدانة الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على المناطق السكنية، مشددا على أن إيران لم تبدأ العدوان الذي يعتبر انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة، وأن الهدف من العدوان تعطيل المسار الديبلوماسي وزيادة التوتر. وأعلن توتونجي في مؤتمر صحافي عقده أمس مع وسائل الإعلام في السفارة الإيرانية أنه لا توجد أي مشكلة بشأن الكويتيين الموجودين في إيران، لافتا إلى أن «عودة المواطنين الكويتيين إلى بلادهم تتم من خلال الحدود البرية، ولا يوجد عالقون»، مشيرا إلى أنه «تم الاتفاق بين السلطات الكويتية والعراقية». وأشار السفير الإيراني إلى أن الاعتداءات التي تعرضت لها الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمت بتنسيق ودعم من الولايات المتحدة الأميركية، مؤكدا أن واشنطن تتحمل المسؤولية الكاملة بوصفها الداعم الرئيسي للكيان الإسرائيلي، فيما وصفه بـ «المغامرة العدوانية» التي تهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها. وأضاف توتونجي أن «ما جرى هو إعلان حرب مكتمل الأركان، وانتهاك واضح للقانون الدولي، ويأتي في سياق سلوك إسرائيلي مستمر يتسم بالعدوانية وغياب الشرعية، ويشكل تهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين». وأكد أن «الكيان الإسرائيلي تجاوز جميع الخطوط الحمراء، والمجتمع الدولي مطالب بعدم التزام الصمت تجاه هذه الانتهاكات الخطيرة». الدفاع عن النفس حق مشروع وحول الإجراءات التي قد تتخذها طهران للرد على هذه الهجمات، شدد السفير على أن «إيران سترد بشكل حازم ومتناسب وفق ما يتيحه ميثاق الأمم المتحدة، وبالتحديد المادة 51 التي تكفل حق الدفاع المشروع عن النفس»، مضيفا «لن نتسامح مع أي مساس بسيادتنا، وسنتخذ جميع التدابير لحماية أمننا القومي، هذا الحق غير قابل للمساومة، والكيان المعتدي سيدفع ثمنا باهظا نتيجة خطئه الاستراتيجي». تداعيات التصعيد على أمن الخليج وفيما يخص تأثيرات التصعيد الأخير على أمن منطقة الخليج، أوضح السفير أن «إيران لم تكن البادئة، بل تعرضت لعدوان مدبر خلال مسار ديبلوماسي نشط بشأن برنامجها النووي»، مشيرا إلى أن «استهداف البنى التحتية المدنية في هذا التوقيت يعد تصعيدا خطيرا، وخطأ فادحا في الحسابات». وأكد أن «الشعب الإيراني، بتنوعه السياسي والثقافي، موحد اليوم في مواجهة هذا التهديد، ولن يتراجع أمام محاولات زعزعة الاستقرار»، مضيفا «إيران قوية، ولن تنهار، ولن تنكسر، وستحفظ ذاكرة التاريخ من وقف إلى جانبها ومن تخلى عنها». وفيما يتعلق بالسياسة الإقليمية، جدد السفير تأكيد بلاده التزامها بمبدأ حسن الجوار واحترام سيادة الدول، مشيرا إلى أن «إيران لا تسعى الى توسيع دائرة الصراع، لكنها ستدافع عن مصالحها بكل الوسائل إذا فرضت عليها المواجهة». وأوضح أن «طهران لاتزال منفتحة على الحوار والتعاون مع دول المنطقة، وفي مقدمتها دول الخليج»، مؤكدا أن «إيران تحرص على الأمن والاستقرار الإقليمي، بما في ذلك أمن الكويت الشقيقة، التي نكن لها احتراما خاصا ونقدر مواقفها المتوازنة». وختم السفير تصريحه بالتأكيد على أن «الردع لا يعني التصعيد، بل يعني حماية السيادة والحقوق المشروعة، وإيران ستواصل الالتزام بنهجها القائم على الاحترام المتبادل والشراكة الإقليمية، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي اعتداء على أراضيها».

بوتين ينقل «تحذيراً صريحاً» إلى خامنئي!
بوتين ينقل «تحذيراً صريحاً» إلى خامنئي!

الرأي

timeمنذ 4 ساعات

  • الرأي

بوتين ينقل «تحذيراً صريحاً» إلى خامنئي!

- نتنياهو: طهران تريد قتل الرئيس الأميركي أوردت صحيفة «إسرائيل هيوم»، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نقل بعد محادثته الهاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، قبل أيام، تحذيراً إلى المرشد الأعلى في إيران السيد علي خامنئي. وذكرت أن بوتين بادر إلى الاتصال بترامب، «بناء على طلب إيران»، مشيرة إلى أن «روسيا تشارك بكثافة في التحركات السياسية التي تخص الحرب». وأوضحت الصحيفة، الأحد، «عُلم أنه عقب المحادثة بين بوتين وترامب، وجّه بوتين تحذيراً إلى خامنئي بأن نظامه في خطر». وتابعت: «أبلغ بوتين خامنئي بنتائج المحادثة ونصحه بالتحرك سريعاً نحو المفاوضات. إضافة إلى ذلك، أمر بوتين بإجلاء موظفي السفارة الروسية من طهران». وأبلغ مسؤولان أميركيان لـ «رويترز»، أن «ترامب عارض في اليومين الماضيين خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني». وفي القدس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إيران تصنف الرئيس الأميركي على أنه «عدوها الأول وتريد قتله». وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، صرح نتنياهو «يريدون قتله. إنه عدوهم الأول. إنه قائد حاسم. لم يسلك قط الطريق الذي سلكه الآخرون لمحاولة التفاوض معهم بطريقة واهية، مانحين إياهم طريقاً لتخصيب اليورانيوم، أي طريق نحو قنبلة نووية». وأضاف «لقد مزق اتفاقهم النووي الزائف، وقتل قاسم سليماني المسؤول السابق عن العمليات الخارجية في (الحرس الثوري). وقال لهم بوضوح تام: لا يُمكنكم امتلاك سلاح نووي، ما يعني أنه لا يُمكنكم تخصيب اليورانيوم. كان حازماً للغاية، لذا فهو بالنسبة لهم العدو الأول». وأشار نتنياهو إلى أنه كان أيضاً هدفاً لإيران بعد إطلاق «حزب الله» صاروخاً على نافذة غرفة نومه في منزله بقيسارية في أكتوبر الماضي، ووصف نفسه بأنه «الشريك الأصغر» لترامب في تهديد قدرة إيران على التسلح بالأسلحة النووية.

إسرائيل تهيمن على أجواء إيران: تفوق لم تحققه روسيا في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات
إسرائيل تهيمن على أجواء إيران: تفوق لم تحققه روسيا في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات

الوطن الخليجية

timeمنذ 7 ساعات

  • الوطن الخليجية

إسرائيل تهيمن على أجواء إيران: تفوق لم تحققه روسيا في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات

إسرائيل تهيمن على أجواء إيران: تفوق لم تحققه روسيا في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات إسرائيل تهيمن على أجواء إيران: تفوق لم تحققه روسيا في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات في ظرف ثمانٍ وأربعين ساعة من بداية هجومها على إيران، أعلنت إسرائيل أنها نجحت في الهيمنة على أجواء إيران والسيطرة الجوية الكاملة على الجزء الغربي من البلاد، بما يشمل العاصمة طهران، في إنجاز عسكري يُعدّ من أبرز التحولات في مسار الحرب. وبحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن القيادة العسكرية الإسرائيلية أعلنت أنها استغلت هذا التفوق لتدمير عشرات الصواريخ من طراز أرض-جو، واستهدفت قيادات رفيعة في الحرس الثوري الإيراني، بمن فيهم رئيس الاستخبارات ونائبه. ورغم أن الحرب الإسرائيلية ضد إيران لا تشمل اجتياحًا بريًا تقليديًا، فإن التفوق الجوي سمح لإسرائيل بشنّ هجمات دقيقة وفعالة في العمق الإيراني، متجنبة التكلفة البشرية العالية للحرب الأرضية. وأكد اللواء المتقاعد في سلاح الجو الأميركي، ديفيد ديبتولا، أن هذا المشهد يعيد التأكيد على قاعدة استراتيجية قديمة: 'السيطرة على الأجواء تُمثّل الأساس لتحقيق أي هدف عسكري'. وفي حالة روسيا وأوكرانيا، أفضى غياب هذا التفوق إلى حالة من الجمود، تحوّلت إلى حرب استنزاف قاسية. أما في حالة إسرائيل، فإن سيطرتها على الأجواء منحها حرية شبه مطلقة في التحرك. ووفق الصحيفة، بدأت إسرائيل هجومها باستخدام طائرات F-35 الشبحية المتطورة، المزودة بتعديلات خاصة، وعقب إسكات معظم الدفاعات الجوية الإيرانية، دخلت طائرات F-15 وF-16 المعركة، مستخدمة قنابل JDAM وSpice الموجهة القصيرة المدى، وهي أكثر وفرة وأقل تكلفة من الصواريخ بعيدة المدى، وقد أظهرت فعالية عالية في تدمير الأهداف. وقال رئيس أركان جيش الاحتلال، اللواء إيال زامير، إن طياري سلاح الجو نفذوا غارات عميقة في قلب الأراضي الإيرانية، مخاطرين بحياتهم لتنفيذ 'معركة خرق جوية' غير مسبوقة. ويقول مارشال الجو البريطاني المتقاعد مارتن سامبسون، إن الهدف من الحملة الإسرائيلية هو 'التدمير والتقويض'، مضيفًا أن إيران ببساطة لا تمتلك القدرة على الرد بالمستوى نفسه. المقارنة بين الحملتين – الروسية في أوكرانيا والإسرائيلية في إيران – تكشف مفارقة لافتة. فبينما اعتمدت روسيا على نمط تقليدي ثقيل ولم تحقق السيطرة الجوية، تبنّت إسرائيل نموذجًا أكثر مرونة وكفاءة، مدعومًا بتكامل استخباراتي وسيبراني عالٍ، وبتدريب طياريها على عمليات معقدة في بيئات عدائية. يقول المارشال البريطاني المتقاعد إدوارد سترينجر: 'الفرق الأساسي يكمن في الثقافة والتدريب والابتكار لدى الطيارين الإسرائيليين، مقارنةً بالطيارين الروس الذين يشبهون مدفعيين جويين أكثر من كونهم نخبة جوية'. وعلى عكس أوكرانيا التي نجحت عام 2022 في إخفاء منظوماتها الدفاعية والاعتماد على شبكة فعالة من أنظمة S-300 وبوك، فشلت إيران فشلًا ذريعًا في تأمين أجوائها، ويعزو محللون ذلك إلى إهمالها الدفاعات الجوية لصالح ما تعتبره قدرة ردع بالصواريخ والميليشيات الإقليمية. ويقول الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية، فابيان هينز، إن إيران لم تعوّل على الدفاعات الجوية أبدًا، بل كانت تراهن على الردع فقط، وهو ما ثبتت هشاشته اليوم. وعلى مدى سنوات، دمّرت إسرائيل تدريجيًا قدرات 'محور المقاومة'، بدءًا من تحجيم حزب الله، وصولًا إلى ضرب منظومات الدفاع الجوي السورية، ما أتاح لطائراتها إنشاء ما يشبه 'ممرًا آمنًا' نحو الأجواء الإيرانية. هذا المسار الأمني، المصنوع عبر عمليات استخباراتية دقيقة وقصف ممنهج، ساهم في تفوق جوي لا مثيل له في المنطقة. في المقابل، واجهت روسيا في أوكرانيا دفاعات قوية ومنظمة، وتمكنت كييف – بفضل الدعم الغربي والمفاجأة الاستخباراتية – من تفادي الضربة الجوية الأولى عبر إخفاء معداتها الدفاعية. ومع تعرّض الطائرات الروسية للخسائر، توقفت معظم عملياتها الجوية المأهولة خلف خطوط الجبهة، واضطرت موسكو إلى الاعتماد على الصواريخ الباهظة والطائرات المسيّرة ذات التأثير المحدود. عنصر المفاجأة كان حاسمًا في الحملة الإسرائيلية. فبينما أوحت التقديرات أن الهجوم لن يحدث إلا بعد تعثّر المفاوضات الأميركية-الإيرانية، بدأت الحرب في الواقع قبل الموعد بيومين. وقد تسللت وحدات كوماندوس إسرائيلية إلى داخل إيران، ونفّذت عمليات سرّية استهدفت مواقع دفاع جوي رئيسية بطائرات مسيّرة قصيرة المدى – على غرار ما فعله الأوكرانيون مؤخرًا في هجمات داخل العمق الروسي. يقول مايكل كوفمان، الباحث في مؤسسة كارنيغي: 'حققت إسرائيل مفاجأة استراتيجية ضد دفاعات أضعف من نظيرتها الأوكرانية، والفارق بين قدرات سلاح الجو الإسرائيلي والروسي كبير ولا يمكن تجاهله'. أما المحلل الإسرائيلي مايكل هورويتز، فرأى في الهجوم الإسرائيلي تجسيدًا لما كانت روسيا تطمح إلى تحقيقه في كييف: 'كانت موسكو تحلم بعملية تقضي على القيادة الأوكرانية… لكن تبين أن المجتمع الأوكراني عصيّ على الاختراق، بينما داخل إيران، وجد الإسرائيليون بيئة أكثر قابلية للتعاون'. ورغم الخسائر المدنية الكبيرة الناتجة عن الغارات الإسرائيلية، لا تزال إيران تطلق صواريخ باليستية نحو المدن الإسرائيلية، مخلّفة قتلى ودمارًا. لكن، وكما يشير الجنرال الأميركي المتقاعد تيموثي راي، فإن التفوق الجوي الإسرائيلي يمنحها فرصة نادرة لضرب منصات الصواريخ الإيرانية قبل إطلاقها، وهو ما يجعل كفّة الحرب تميل لصالح إسرائيل، على الأقل في المستقبل القريب. واختتم راي بالقول: 'السر ليس في عدد الطائرات أو القنابل، بل في كيفية استخدام هذه الأدوات بذكاء وجرأة. وإسرائيل تُظهر اليوم كيف يمكن للسيطرة الجوية أن تغيّر قواعد اللعبة'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store