logo
عقدة ألمانيا "المزمنة" تجاه إسرائيل تتعرض لامتحانها الأول

عقدة ألمانيا "المزمنة" تجاه إسرائيل تتعرض لامتحانها الأول

Independent عربيةمنذ 16 ساعات
دفعت الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة وخطط إسرائيل لتوسيع سيطرتها العسكرية على القطاع، ألمانيا إلى تعليق صادرات أسلحة إلى إسرائيل، وهي خطوة حساسة بالنسبة إلى برلين مدفوعة بغضب شعبي متزايد.
وأعلن المستشار المحافظ فريدريش ميرتس، الذي كان لآخر لحظة مؤيداً بشدة لإسرائيل، هذا القرار أمس الجمعة قائلاً إن أفعال إسرائيل لن تحقق أهدافها الحربية المعلنة المتمثلة في القضاء على مقاتلي حركة "حماس"، أو استعادة الرهائن الإسرائيليين.
وتعد هذه خطوة جريئة من زعيم قال بعد فوزه في الانتخابات في فبراير (شباط) الماضي إنه سيدعو بنيامين نتنياهو إلى زيارة ألمانيا، في تحد لمذكرة اعتقال في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
طلقة تحذيرية
ويعكس هذا التحول كيف أن دعماً بلا حدود لإسرائيل، بسبب مسؤولية ألمانيا التاريخية عن المحرقة النازية، يتعرض لاختبار لم يسبق له مثيل.
وبدأت سياسات ألمانيا القائمة منذ عقود تجاه إسرائيل تتأثر مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين في غزة، والدمار الهائل الذي سببته الحرب وانتشار صور الأطفال الجائعين.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت الباحثة في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية موريل أسبورج "من اللافت للنظر أنه أول إجراء ملموس تتخذه هذه الحكومة الألمانية، لكنني لا أراه تحولاً في السياسة الألمانية بل طلقة تحذيرية".
ويأتي القرار بعد أشهر شددت فيها الحكومة الألمانية لهجتها في شأن الحملة العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة في القطاع الفلسطيني الصغير المكتظ بالسكان، ومع ذلك فهي لا تزال تتجنب اتخاذ خطوات أكثر صرامة تدعو إليها دول أوروبية أخرى وبعض الأصوات في الائتلاف الحاكم بزعامة ميرتس.
وسيؤثر تعليق تسليم الأسلحة إلى إسرائيل فقط في تلك التي يمكن استخدامها في غزة.
وتعكس هذه الخطوة شعوراً بالغضب في ألمانيا، حيث أصبح الرأي العام أكثر انتقاداً لإسرائيل، وسط مطالب متزايدة للحكومة بالمساعدة في تخفيف الكارثة الإنسانية في غزة، التي بات معظم سكانها البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة مشردين وسط تلال من الأنقاض.
مزيد من الضغط
وفقاً لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة "دويتشلاند ترند" لمصلحة تلفزيون (أي آر دي) وصدرت نتائجه الخميس الماضي، أي قبل يوم واحد من إعلان ميرتس قراره، فإن 66 في المئة من الألمان يريدون من حكومتهم ممارسة مزيد من الضغط على إسرائيل لتغيير سلوكها.
وهذه النسبة أعلى مما كانت عليه في أبريل (نيسان) 2024، حين أظهر استطلاع رأي أجراه معهد "فورسا" أن نحو 57 في المئة من الألمان قالوا إن على حكومتهم تشديد انتقادها لإسرائيل بسبب أفعالها في غزة.
وعلى رغم إسهام ألمانيا في عمليات إسقاط جوي للمساعدات في غزة، يعتقد 47 في المئة من الألمان أن حكومتهم لا تفعل كثيراً للفلسطينيين هناك، مقابل 39 في المئة يرفضون ذلك، حسبما أظهر استطلاع "دويتشلاند ترند".
ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة أن 31 في المئة فقط من الألمان يشعرون بأن لديهم مسؤولية أكبر تجاه إسرائيل بسبب الأحداث التاريخية - وهو مبدأ أساس في السياسة الخارجية الألمانية - بينما يرى 62 في المئة من الألمان غير ذلك.
مجرد خطوة
ووصفت المؤسسة السياسية الألمانية نهجها بأنه مسؤولية خاصة تجاه إسرائيل بعد المحرقة النازية، وهو نهج طرحته في عام 2008 المستشارة الألمانية آنذاك أنغيلا ميركل أمام الكنيست الإسرائيلي.
وتعبيراً عن هذا النهج الراسخ، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول لصحيفة "دي تسايت"، قبل أيام من رحلته إلى إسرائيل في يوليو (تموز) الماضي، إن برلين لا يمكن أن تكون "وسيطاً محايداً".
وأضاف "لأننا منحازون. نحن ندعم إسرائيل"، ليؤكد بذلك مواقف مماثلة لشخصيات محافظة أخرى في حزب ميرتس.
لكن الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم، كان أكثر وضوحاً في رغبته ببحث عقوبات ضد إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الاجتماعي لشؤون السياسة الخارجية أديس أحمدوفيتش، إن تعليق شحنات الأسلحة مجرد خطوة أولى.
وأضاف أحمدوفيتش لمجلة "شتيرن"، "يجب أن يتبع ذلك مزيد مثل التعليق الكامل أو الجزئي لاتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، أو الإجلاء الطبي للأطفال المصابين بجروح خطرة على وجه الخصوص. علاوة على ذلك، يجب ألا تكون العقوبات ضد الوزراء الإسرائيليين من المحرمات بعد الآن".
انقسام إعلامي
وانعكس الانقسام المتفاقم داخل ألمانيا على المشهد الإعلامي أيضاً. واتهمت مجلة "دير شبيغل" إسرائيل، في مقالين افتتاحيين رئيسين أواخر يوليو، بانتهاك القانون الإنساني الدولي، ونددت بما وصفته بأنه تواطؤ الحكومة الألمانية. وحمل الغلاف الأمامي صورة لنساء من غزة يحملن أوعية فارغة وعنواناً رئيساً بكلمة "جريمة".
وخلال الفترة ذاتها استنكرت صحيفة "بيلد" اليومية الواسعة الانتشار والمملوكة لمجموعة "أكسل شبرينغر"، أكبر مجموعة إعلامية في ألمانيا، غياب الغضب تجاه حركة "حماس" التي أشعل هجومها عبر الحدود على تجمعات سكنية إسرائيلية فتيل الحرب، مشيرة إلى ما اعتبرته تنامياً للمشاعر المعادية لإسرائيل واحتجاجات أحادية الجانب.
وشن مراسل "بيلد" الذي يتابع ميرتس حسابه على منصة "إكس"، فيليب بياتوف، هجوماً على المستشار الألماني أمس الجمعة. وقال إن ميرتس "أوقف دعم ألمانيا لحليفتها إسرائيل في خضم الحرب" على رغم أن المستشار انتقد آخرين في السابق على قيامهم بذلك.
وتنفي إسرائيل انتهاجها سياسة تجويع في غزة، وتقول إن "حماس" يمكنها إنهاء الأزمة بالاستسلام. وتقول إحصاءات إسرائيلية إن هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن الهجوم البري والجوي الإسرائيلي اللاحق والمتواصل على القطاع أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني.
ورأى منتقدون أن نهج ألمانيا اتسم بالتردد المفرط، مما أضعف قدرة الغرب الجماعية على ممارسة ضغوط فعالة لوقف القتال وإنهاء فرض القيود على المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.
أسباب أخرى
وقبل اتخاذ ألمانيا موقفها الأحدث بسبب مستجدات الصراع، كانت تبدي حذراً تجاه فرض أية عقوبة ولو صغيرة على إسرائيل. على سبيل المثال رفضت ألمانيا دعم تعليق جزئي لاستفادة إسرائيل من برنامج تمويل الأبحاث الرائد في الاتحاد الأوروبي.
يقول محللون إن هناك أسباباً أخرى لتردد ألمانيا في انتقاد إسرائيل تتجاوز ماضيها المرتبط بالمحرقة النازية (الهولوكوست)، ومنها علاقاتها التجارية القوية مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وتُعد ألمانيا ثاني أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، لكنها تشتري أيضاً أسلحة من إسرائيل ضمن عملية تحديث شاملة لقواتها المسلحة منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا عام 2022. ويتضمن ذلك نظام اعتراض الصواريخ (حيتس-3).
وأعلنت شركة أنظمة "إلبيط" الدفاعية الإسرائيلية الأسبوع الماضي صفقة بقيمة 260 مليون دولار مع شركة "إيرباص" لتزويد الطائرات "أي 400 أم"، التابعة لسلاح الجو الألماني بأنظمة دفاع موجهة بالأشعة تحت الحمراء.
وقال العضو السابق في البرلمان رئيس الجمعية الألمانية الإسرائيلية، فولكر بيك، لـ"رويترز"، "يجب تجنب الغطرسة الألمانية". مضيفاً "إذا ردت إسرائيل بتقييد شحنات الأسلحة إلى ألمانيا، فسيكون مستقبل الأمن الجوي لألمانيا قاتماً".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاقتصاد الألماني في خطر مع اقتراب مرور 100 يوم على حكم ميرتس
الاقتصاد الألماني في خطر مع اقتراب مرور 100 يوم على حكم ميرتس

العربية

timeمنذ 3 ساعات

  • العربية

الاقتصاد الألماني في خطر مع اقتراب مرور 100 يوم على حكم ميرتس

بعد أقل من 100 يوم على تشكيلها، تواجه الحكومة الائتلافية الألمانية الجديدة، التي يقودها المحافظون، تقييمًا صارمًا من الخبيرة الاقتصادية البارزة فيرونيكا جريم. ورغم أن الاقتصاد يُظهر بعض مؤشرات الأمل، وتحسنت مؤشرات المعنويات الرئيسية قليلًا، قالت جريم لمجموعة فونكه الإعلامية إن "الحكومة لم تقدّم بعد ما وعدت به". ويحتفل الائتلاف الحكومي للمستشار فريدريش ميرتس يوم الأربعاء المقبل بمرور 100 يوم على توليه المنصب، بعد أن تعهّد بإعادة إطلاق أكبر اقتصاد في أوروبا عقب عامين من الانكماش، وفق وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). تجدر الإشارة إلى أن جريم عضو في مجلس الخبراء الاقتصاديين، المؤلف من 5 أشخاص، والذي يقيّم السياسات الاقتصادية للحكومة ويقدّم توصياته، ويُعيَّن أعضاؤه من قبل الرئيس الألماني. وانتقدت جريم الائتلاف بسبب توزيع الإعانات المالية – مثل زيادات المعاشات التقاعدية، والدعم المخصص لوقود الديزل للمزارعين، والإعفاءات الضريبية لقطاع الضيافة – من دون خطة واضحة طويلة الأجل. وقالت في تصريحات نُشرت السبت: "يجب على ألمانيا أخيرًا أن تؤدي واجبها وتشرع في إصلاح شامل". وأضافت: "يجري توزيع الكثير من الهدايا الانتخابية، حتى بدأت فجوات ضخمة تظهر في الميزانية – وذلك قبل حتى مناقشة مسألة زيادة الضرائب". كما دعت جريم إلى خفض ضرائب الشركات وتقليل البيروقراطية، "ابتداءً من أوضاع سوق العمل والإسكان، مرورًا بقواعد المناخ، ووصولًا إلى لوائح حماية البيانات". وخلصت جريم إلى القول: "الأعمال التجارية الألمانية تُعيقها شبكة حقيقية من اللوائح".

البيت الأبيض يفكر في دعوة زيلينسكي إلى ألاسكا
البيت الأبيض يفكر في دعوة زيلينسكي إلى ألاسكا

Independent عربية

timeمنذ 6 ساعات

  • Independent عربية

البيت الأبيض يفكر في دعوة زيلينسكي إلى ألاسكا

ذكرت "أن بي سي" أمس السبت أن البيت الأبيض يدرس دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ألاسكا، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس دونالد ترمب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 15 أغسطس (آب). نقل التقرير ذلك عن مسؤول أميركي رفيع المستوى وثلاثة أشخاص مطلعين على المناقشات الداخلية. ونقل عن أحد الأشخاص الذين تم إطلاعهم على المحادثات القول "تجري مناقشة الأمر". وأضاف التقرير أنه لم يتم الانتهاء من مسألة زيارة زيلينسكي وأنه من غير الواضح ما إذا كان الزعيم الأوكراني سيذهب في نهاية المطاف إلى ألاسكا لعقد اجتماعات لكن لا يزال ذلك احتمالاً قائماً. وأكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمس السبت رفضه التخلي عن أراض أوكرانية وضرورة إشراك بلاده في أي تسوية للحرب مع موسكو، وذلك بعيد الإعلان عن قمة بين نظيريه الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الأسبوع المقبل. ومن المقرر أن يلتقي الرئيسان الأميركي والروسي في 15 أغسطس (آب) في ولاية ألاسكا الأميركية، في إطار جهود ترمب لإنهاء الحرب التي أشعلتها روسيا في فبراير (شباط) 2022. وبما أن الولايات المتحدة لا تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة النقل "غير القانوني" لأطفال أوكرانيين إلى روسيا، فإنه لا يخشى إلقاء القبض عليه في هذه المنطقة الواقعة في أقصى الشمال الغربي للقارة الأميركية. وستعقد هذه القمة المنتظرة من دون زيلينسكي الذي لا يزال يُطالب بالمشاركة. وحذّر الرئيس الأوكراني في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي من أن "أي قرار ضدنا، أي قرار من دون أوكرانيا هو أيضاً قرار ضد السلام ولن يحقق شيئاً"، مؤكداً أن "الأوكرانيين لن يتخلوا عن أرضهم للمحتل". وشدد الرئيس الأوكراني في كلمته المسائية أمس السبت على أنه "يجب أن تكون هناك نهاية عادلة لهذه الحرب، وعلى روسيا أن تنهي الحرب التي بدأتها". كما دعا زيلينسكي في اتصال هاتفي السبت مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأوروبيين إلى اتخاذ "خطوات واضحة" لتحديد نهج مشترك قبل القمة. وأكد زعماء أوروبيون الأحد أن "نهجا يجمع بين الدبلوماسية الفاعلة ودعم أوكرانيا والضغط على الاتحاد الروسي" وحده كفيل بإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا. ورحب بيان حمل توقيع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وغيرهم من القادة الأوروبيين البارزين، بـ"جهود الرئيس ترمب لوقف المذبحة في أوكرانيا". أضاف البيان الذي صدر قبيل قمة ترمب وبوتين "نحن على أهبة الاستعداد لدعم هذا العمل دبلوماسياً، وأيضاً من خلال الحفاظ على دعمنا العسكري والمالي الكبير لأوكرانيا، بما في ذلك من خلال تحالف الراغبين والحفاظ على الإجراءات التقييدية ضد الاتحاد الروسي وفرضها". وقال زيلينسكي بعد اتصال مع نظيره الفرنسي ماكرون "من المهم حقا ألا ينجح الروس في خداع أحد مرة أخرى"، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل. من جهته، أكد ماكرون أن "مستقبل أوكرانيا" لا يمكن أن يقرر "من دون الأوكرانيين". وكتب على منصة إكس "الأوروبيون أيضا سيكونون بالضرورة جزءا من الحل لأن أمنهم يعتمد عليه". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على منصة إكس بعد حديثه مع زيلينسكي، "علينا أن نبقى متحدين". واستقبل وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في لندن السبت نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس ومستشار زيلينسكي أندريه يرماك ووزير الدفاع الأوكراني السابق رستم عمروف، بالإضافة إلى مستشاري أمن قومي أوروبيين. وكتب لامي على منصة إكس أن الاجتماع ناقش "الخطوات التالية نحو السلام في أوكرانيا"، مضيفاً أن "دعم المملكة المتحدة لأوكرانيا لا يزال ثابتاً". وأكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا "استعداد حكومته لتقديم أي مساهمة ضرورية" للتوصل إلى "حل سلمي"، وذلك في محادثة هاتفية مع بوتين السبت، وفقاً لبيان من الرئاسة البرازيلية. وقال ترمب الجمعة أن تسوية النزاع "ستشمل تبادلا للأراضي لصالح كل طرف"، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأضاف على هامش توقيع اتفاق بين أرمينيا وأذربيجان "نتكلم عن أراض تحتدم فيها المعارك منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة الأمر معقّد". وأجرى ترمب الذي تعهّد في أكثر من مناسبة بوضع حد للنزاع في أوكرانيا، مكالمات هاتفية عدة مع بوتين، لكنه لم يجتمع به بعد منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) . وستكون قمة ألاسكا الأولى بين رئيسين أميركي وروسي منذ لقاء جو بايدن وبوتين في جنيف في يونيو (حزيران) 2021. وآخر لقاء جمع ترامب وبوتين كان عام 2019 خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان إبان ولاية ترامب الأولى. وأعلن الكرملين السبت أنه وجه دعوة لترمب لزيارة روسيا بعد قمة الجمعة. وأودت الحرب التي بدأتها روسيا على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 بحياة عشرات الآلاف على أقل تقدير في كلا الجانبين، وتسببت بدمار كبير. وتطالب موسكو بأن تتخلّى كييف رسميا عن أربع مناطق يحتلها الجيش الروسي جزئيا هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، فضلا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمها الكرملين بقرار أحادي سنة 2014. وبالإضافة إلى ذلك، تشترط موسكو أن تتوقف أوكرانيا عن تلقي أسلحة غربية وتتخلّى عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وتعتبر كييف هذه الشروط غير مقبولة وتطالب من جهتها بسحب القوات الروسية وبضمانات أمنية غربية، من بينها مواصلة تسلّم أسلحة ونشر كتيبة أوروبية على أراضيها. لكن بعد أكثر من ثلاث سنوات من المعارك، ما زال التباين سيّد الموقف بين المطالب الأوكرانية وتلك الروسية. وتُتّهم روسيا بعرقلة المفاوضات من خلال الإبقاء على سقف مطالبها العالي، فيما تتقدم قواتها ميدانيا. ميدانيا، يواصل الجيش الروسي قصفه الجوي الكثيف وهجماته البرّية على خطوط القتال حيث يتفوّق على القوّات الأوكرانية عديدا وعدة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت أن قواتها سيطرت على بلدة يابلونيفكا في منطقة دونيتسك (شرق) حيث تدور أشرس المعارك. وباتت القوات الروسية التي عززت مكاسبها في الأشهر الأخيرة تهدد حاليا معقلين أوكرانيين رئيسيين في دونباس، هما كوبيانسك وكوستيانتينيفكا، بالإضافة إلى بلدة بوكروفسك التي تمثل مركزا لوجستيا رئيسيا لقوات كييف وتقع إلى الشمال منهما.

زيلينسكي يستبق قمة ترمب- بوتين برفضه التخلي عن أي أراضٍ أوكرانية
زيلينسكي يستبق قمة ترمب- بوتين برفضه التخلي عن أي أراضٍ أوكرانية

Independent عربية

timeمنذ 6 ساعات

  • Independent عربية

زيلينسكي يستبق قمة ترمب- بوتين برفضه التخلي عن أي أراضٍ أوكرانية

أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمس السبت رفضه التخلي عن أراض أوكرانية وضرورة إشراك بلاده في أي تسوية للحرب مع موسكو، وذلك بعيد الإعلان عن قمة بين نظيريه الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الأسبوع المقبل. ومن المقرر أن يلتقي الرئيسان الأميركي والروسي في 15 أغسطس (آب) في ولاية ألاسكا الأميركية، في إطار جهود ترمب لإنهاء الحرب التي أشعلتها روسيا في فبراير (شباط) 2022. وبما أن الولايات المتحدة لا تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة النقل "غير القانوني" لأطفال أوكرانيين إلى روسيا، فإنه لا يخشى إلقاء القبض عليه في هذه المنطقة الواقعة في أقصى الشمال الغربي للقارة الأميركية. وستعقد هذه القمة المنتظرة من دون زيلينسكي الذي لا يزال يُطالب بالمشاركة. وحذّر الرئيس الأوكراني في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي من أن "أي قرار ضدنا، أي قرار من دون أوكرانيا هو أيضاً قرار ضد السلام ولن يحقق شيئاً"، مؤكداً أن "الأوكرانيين لن يتخلوا عن أرضهم للمحتل". وشدد الرئيس الأوكراني في كلمته المسائية أمس السبت على أنه "يجب أن تكون هناك نهاية عادلة لهذه الحرب، وعلى روسيا أن تنهي الحرب التي بدأتها". كما دعا زيلينسكي في اتصال هاتفي السبت مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأوروبيين إلى اتخاذ "خطوات واضحة" لتحديد نهج مشترك قبل القمة. وأكد زعماء أوروبيون الأحد أن "نهجا يجمع بين الدبلوماسية الفاعلة ودعم أوكرانيا والضغط على الاتحاد الروسي" وحده كفيل بإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا. ورحب بيان حمل توقيع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وغيرهم من القادة الأوروبيين البارزين، بـ"جهود الرئيس ترمب لوقف المذبحة في أوكرانيا". أضاف البيان الذي صدر قبيل قمة ترمب وبوتين "نحن على أهبة الاستعداد لدعم هذا العمل دبلوماسياً، وأيضاً من خلال الحفاظ على دعمنا العسكري والمالي الكبير لأوكرانيا، بما في ذلك من خلال تحالف الراغبين والحفاظ على الإجراءات التقييدية ضد الاتحاد الروسي وفرضها". وقال زيلينسكي بعد اتصال مع نظيره الفرنسي ماكرون "من المهم حقا ألا ينجح الروس في خداع أحد مرة أخرى"، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل. من جهته، أكد ماكرون أن "مستقبل أوكرانيا" لا يمكن أن يقرر "من دون الأوكرانيين". وكتب على منصة إكس "الأوروبيون أيضا سيكونون بالضرورة جزءا من الحل لأن أمنهم يعتمد عليه". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على منصة إكس بعد حديثه مع زيلينسكي، "علينا أن نبقى متحدين". واستقبل وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في لندن السبت نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس ومستشار زيلينسكي أندريه يرماك ووزير الدفاع الأوكراني السابق رستم عمروف، بالإضافة إلى مستشاري أمن قومي أوروبيين. وكتب لامي على منصة إكس أن الاجتماع ناقش "الخطوات التالية نحو السلام في أوكرانيا"، مضيفاً أن "دعم المملكة المتحدة لأوكرانيا لا يزال ثابتاً". وأكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا "استعداد حكومته لتقديم أي مساهمة ضرورية" للتوصل إلى "حل سلمي"، وذلك في محادثة هاتفية مع بوتين السبت، وفقاً لبيان من الرئاسة البرازيلية. وقال ترمب الجمعة أن تسوية النزاع "ستشمل تبادلا للأراضي لصالح كل طرف"، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأضاف على هامش توقيع اتفاق بين أرمينيا وأذربيجان "نتكلم عن أراض تحتدم فيها المعارك منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة الأمر معقّد". وأجرى ترمب الذي تعهّد في أكثر من مناسبة بوضع حد للنزاع في أوكرانيا، مكالمات هاتفية عدة مع بوتين، لكنه لم يجتمع به بعد منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) . وستكون قمة ألاسكا الأولى بين رئيسين أميركي وروسي منذ لقاء جو بايدن وبوتين في جنيف في يونيو (حزيران) 2021. وآخر لقاء جمع ترامب وبوتين كان عام 2019 خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان إبان ولاية ترامب الأولى. وأعلن الكرملين السبت أنه وجه دعوة لترمب لزيارة روسيا بعد قمة الجمعة. وأودت الحرب التي بدأتها روسيا على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 بحياة عشرات الآلاف على أقل تقدير في كلا الجانبين، وتسببت بدمار كبير. وتطالب موسكو بأن تتخلّى كييف رسميا عن أربع مناطق يحتلها الجيش الروسي جزئيا هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، فضلا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمها الكرملين بقرار أحادي سنة 2014. وبالإضافة إلى ذلك، تشترط موسكو أن تتوقف أوكرانيا عن تلقي أسلحة غربية وتتخلّى عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وتعتبر كييف هذه الشروط غير مقبولة وتطالب من جهتها بسحب القوات الروسية وبضمانات أمنية غربية، من بينها مواصلة تسلّم أسلحة ونشر كتيبة أوروبية على أراضيها. لكن بعد أكثر من ثلاث سنوات من المعارك، ما زال التباين سيّد الموقف بين المطالب الأوكرانية وتلك الروسية. وتُتّهم روسيا بعرقلة المفاوضات من خلال الإبقاء على سقف مطالبها العالي، فيما تتقدم قواتها ميدانيا. ميدانيا، يواصل الجيش الروسي قصفه الجوي الكثيف وهجماته البرّية على خطوط القتال حيث يتفوّق على القوّات الأوكرانية عديدا وعدة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت أن قواتها سيطرت على بلدة يابلونيفكا في منطقة دونيتسك (شرق) حيث تدور أشرس المعارك. وباتت القوات الروسية التي عززت مكاسبها في الأشهر الأخيرة تهدد حاليا معقلين أوكرانيين رئيسيين في دونباس، هما كوبيانسك وكوستيانتينيفكا، بالإضافة إلى بلدة بوكروفسك التي تمثل مركزا لوجستيا رئيسيا لقوات كييف وتقع إلى الشمال منهما.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store