
هل يقبل نتنياهو بصفقة جزئية رغم اعتراضات سموتريتش وبن غفير؟
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، على لسان مصدر سياسي أنه تسلم الرد ويدرسه.
وكشفت «هيئة البث الإسرائيلية» العامة، نقلاً عن مصادر إسرائيلية مطلعة على المحادثات التي جرت في الأيام الأخيرة، قولها إن المفاوضات بشأن صفقة جزئية تمت بموافقة نتنياهو شخصياً، وإنه كان على دراية بتفاصيلها.
ويتماشى هذا مع ما ذكرته مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، الاثنين، من أن المقترح الذي قُدم للحركة كان بعلم الولايات المتحدة، وبالتنسيق معها.
وبحسب «هيئة البث»، فإن الوسطاء أبلغوا إسرائيل في الأيام الأخيرة أن «حماس» لا تنوي إدخال أي تغييرات في ردها الذي جاء بعد ضغط كبير من الوسطاء؛ بينما قال مصدر إسرائيلي رسمي إن موقف حكومته لم يتغير بشأن إطلاق سراح جميع الرهائن والالتزام ببقية الشروط التي تم تحديدها مسبقاً لإنهاء الحرب، لكنه لم ينفِ إمكانية التوصل لصفقة جزئية.
ونقلت «هيئة البث»، الثلاثاء، عن مكتب نتنياهو قوله إن إسرائيل تطالب بالإفراج عن كل الرهائن الخمسين المحتجزين في غزة.
أب يحمل جثمان ابنته (13 عاماً) التي قُتلت في ضربة جوية بقطاع غزة - 19 أغسطس 2025 (أ.ب)
ونسبت «القناة 12» إلى مصادر دبلوماسية قولها إنه فور تلقي رد «حماس» جرت اتصالات بين رئيس فريق التفاوض وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، والمبعوث الأميركي ويتكوف، والوسطاء القطريين بشأن رد الحركة الذي وُصف بأنه يقلص كثيراً الفجوات بين الطرفين.
وحسبما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، فهناك توجُّه في إسرائيل لطلب العودة إلى مقترح ويتكوف الأصلي بالكامل، والذي ينص على إطلاق سراح المحتجزين العشرة الأحياء دفعةً واحدة في الأسبوع الأول، وليس توزيعهم على مرحلتين لضمان وقف إطلاق النار خلال الـ60 يوماً، كما تطلب «حماس».
دعا الوسيطان المصري والقطري إلى قبول الجانب الإسرائيلي للمقترح المطروح، وقال المتحدث باسم «الخارجية القطرية» ماجد الأنصاري إن المقترح يتضمن مساراً لوقف دائم لإطلاق النار، وهو أفضل ما يمكن تقديمه حالياً، مشيراً إلى أن الجميع ينتظر الرد الإسرائيلي.
وأضاف أنه لا يوجد مدى زمني محدد للرد الذي أعرب عن أمله في أن يكون سريعاً وإيجابياً، مؤكداً أن عدم التوصل إلى اتفاق الآن سيؤدي إلى «كارثة إنسانية تتقزم أمامها الكوارث الماضية».
ماجد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطري خلال إحاطة إعلامية (قنا)
وصرَّح الأنصاري في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، بأن المقترح الذي وافقت عليه «حماس» يتطابق بشكل كبير مع ما وافقت عليه إسرائيل سابقاً، مؤكداً أنه لا توجد ضمانات حقيقية على الأرض عدا التزام الطرفين بتطبيق الاتفاق.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على اتصال مع المبعوث الأميركي ويتكوف، وأن هناك أجواءً إيجابية، مؤكداً أن الهدف هو الوصول لوقف لإطلاق النار في غزة بأسرع وقت ممكن، للدفع نحو اتفاق كامل.
وفي القاهرة، قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، الثلاثاء، إن الوزير بدر عبد العاطي أجرى اتصالات مكثفة بشأن الوضع في قطاع غزة مع وزيري خارجية بريطانيا وتركيا إضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، وذلك في إطار الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى خلال مؤتمر صحافي أمام معبر رفح يوم الاثنين (أ.ف.ب)
وقال الوزير المصري: «الكرة أصبحت في ملعب إسرائيل»، مؤكداً أن على المجتمع الدولي تكثيف الضغط على إسرائيل للموافقة على مقترح وقف إطلاق النار، بحسب البيان.
وفي إسرائيل، تباينت ردود الفعل بعد الإعلان عن قبول «حماس» المقترح؛ إذ طالب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بعدم الذهاب إلى صفقة جزئية، بينما رأى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أن مثل هذه الصفقة «خطيئة ستدفع إسرائيل ثمنها»، وأنه يجب عدم وقف الحرب، وأن الفرصة سانحة حالياً لهزيمة «حماس».
أما زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد، فقال إنه يجب على نتنياهو وحكومته «أن يستمعوا لصوت الشعب»، وأن ينهوا الحرب، ويعيدوا المختطفين؛ بينما قال القطب المعارض بيني غانتس زعيم حزب «أزرق أبيض» إنه سيوفر «شبكة أمان للحكومة من أجل المضي نحو اتفاق يعيد المختطفين جميعاً».
يأتي هذا وسط إصرار إسرائيلي على استكمال الخيار العسكري لمواصلة الضغط على «حماس»، إذ ينظر وزير الدفاع يسرائيل كاتس، الثلاثاء، خطة احتلال غزة، ومن المنتظر مصادقته عليها، رغم أنه صرح في اليوم السابق بأن الجهد العسكري غرضه تحقيق أهداف الحرب من خلال الوسائل السياسية.
وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، يواجه الجيش الإسرائيلي أزمة تجنيد خطيرة في صفوف قوات الاحتياط بسبب تمرد «الحريديم» المتدينين على الخدمة، كما أنه يسعى لتعزيز قواته من الاحتياط بالضفة الغربية خلال الأعياد اليهودية التي تبدأ نهاية الشهر الحالي، وتستمر بشكل متقطع حتى منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، الأمر الذي قد يؤثر على العمليات المرتقبة بغزة ويؤخرها.
مظاهرة حاشدة في تل أبيب للمطالبة بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن في 9 أغسطس 2025 (رويترز)
ومن المفترض، في حال اتخاذ قرار بالاتفاق على صفقة، تجميد هذه العمليات مؤقتاً، وربطها بمسار المفاوضات وتطور اتفاق الصفقة المرتقبة والتي تنص على استكمال المفاوضات بشأن ما تبقى من ملفات تتعلق بمستقبل قطاع غزة وسلاح «حماس».
ورأت عائلات الرهائن الإسرائيليين في بيان أصدرته، الثلاثاء، أن «نتنياهو يكذب ويضع شروطاً غير قابلة للتنفيذ لإفشال الصفقة»، وقالت إنها ستخرج في مظاهرات بالشوارع مجدداً كتلك التي خرجت بأعداد غفيرة، الأحد، للمطالبة بصفقة شاملة تنهي الحرب.
وعلى الأرض، لم تظهر أي مؤشرات على قرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار، إذ قُتل 20 فلسطينياً على الأقل، الثلاثاء، جراء إطلاق النار الإسرائيلي والقصف المدفعي والغارات الجوية، حسبما أعلن مسؤولو الصحة في غزة.
وقال مسعفون إن الدبابات أكملت سيطرتها على حي الزيتون شرق مدينة غزة، وواصلت قصف حي الصبرة القريب؛ ما أسفر عن مقتل امرأتين ورجل. وذكرت سلطات الصحة المحلية أن عشرات حوصروا في منازلهم بسبب القصف.
وأعلنت مصادر طبية، مساء الثلاثاء، ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 62 ألفاً و64 قتيلاً منذ بدء الحرب، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الفلسطينية»، بعد وصول 60 قتيلاً إلى مستشفيات قطاع خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأضافت المصادر أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 156 ألفاً و573 مصاباً، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

العربية
منذ 27 دقائق
- العربية
غوتيريش يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الخميس إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة ، بعد أن أعلنت إسرائيل عن الخطوات الأولى لعملية للسيطرة على مدينة غزة. وقال غوتيريش في اليابان، حيث يحضر مؤتمرا حول التنميةالأفريقية "من الضروري التوصل فورا إلى وقف لإطلاق النار في غزة "لتجنب الموت والدمار الناتجين عن أي عملية عسكرية تستهدف مدينةغزة. كما دعا إسرائيل إلى التراجع عن قرار توسيع بناء مستوطنة "غير قانونية" في الضفة الغربية. السيطرة على غزة جاء ذلك بعدما أقرّ وزير الدفاع الإسرائيلي الأربعاء خطة عسكرية للسيطرة على مدينة غزة وأمر باستدعاء 60 ألف جندي احتياط تمهيدا لتنفيذها، في خضم انتظار ردّ إسرائيلي رسمي على مقترح الهدنة المطروحة لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ 22 شهرا. وكانت الحكومة الأمنية الإسرائيلية أقرّت مطلع آب/أغسطس خطة للسيطرة على مدينة غزة، وتوسيع عملياتها في القطاع الفلسطيني. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية لوكالة فرانس برس إنّ الوزير يسرائيل كاتس "أقرّ خطة هجوم الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة"، ووافق "على إصدار أوامر استدعاء جنود الاحتياط اللازمين لتنفيذ المهمة"، ويقدّر عددهم بنحو 60 ألف جندي. كما وافق وزير الدفاع الإسرائيلي على "التحضيرات الإنسانية لإجلاء" السكان من مدينة غزة. مرحلة جديدة من القتال وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في إحاطة صحافية الأربعاء "سوف ننتقل إلى مرحلة جديدة من القتال، عملية تدريجية دقيقة ومركّزة داخل مدينة غزة وحولها، والتي تُعد حاليا المعقل العسكري والإداري الرئيسي لحركة حماس". وفي وقت لاحق مساء الأربعاء، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين شروع القوات الإسرائيلية في "العمليات التمهيدية للسيطرة على مدينة غزة"، مضيفا "قواتنا في أطراف المدينة". ومنذ أكثر من أسبوع، تنفّذ القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية واسعة في أحياء في مدينة غزة، لا سيما حي الزيتون ومنطقتي الصبرة وتل الهوى. ويتحدّث سكان عن قصف عنيف لا يتوقّف.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
غوتيريش يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بعد أن أعلنت إسرائيل عن الخطوات الأولى لعملية للسيطرة على مدينة غزة. وقال غوتيريش في اليابان، حيث يحضر مؤتمراً حول التنمية الأفريقية «من الضروري التوصل فورا إلى وقف لإطلاق النار في غزة» لتجنب الموت والدمار الناتجين عن أي عملية عسكرية تستهدف مدينة غزة. كما دعا إسرائيل إلى التراجع عن قرار توسيع بناء مستوطنة «غير قانونية» في الضفة الغربية.


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
إدخال 135 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة
دخلت 135 شاحنة مساعدات إنسانية وإغاثية قطاع غزة، عن طريق معبر كرم أبو سالم جنوب شرق القطاع. وأفاد مصدر مسؤول بمعبر رفح البري وفقًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بأن الشاحنات نُقلت من البوابة الفرعية لمعبر رفح البري بشمال سيناء إلى معبر كرم أبو سالم وأُدخلت إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن المساعدات التي دخلت، أمس، مقدمة من عدة دول، والأمم المتحدة.