logo
للمرة الرابعة في تاريخها.. المغرب تستقبل غدا عيد الأضحى دون أضاحٍ وسط أزمة خانقة

للمرة الرابعة في تاريخها.. المغرب تستقبل غدا عيد الأضحى دون أضاحٍ وسط أزمة خانقة

تورسمنذ 15 ساعات

ويُعيد هذا القرار إلى الأذهان ثلاث مناسبات مشابهة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني أعوام 1963، 1981 و1996، غير أن ما يميز قرار هذه السنة هو تعقّد الأسباب وتداخلها بين شُحّ المياه، الغلاء الفاحش، والضغط الاجتماعي المتصاعد.
أصوات اجتماعية طالبت بالرحمة.. والملك يستجيب
خلال العام الماضي، ارتفعت أصوات كثيرة من داخل المجتمع المغربي، مطالبة السلطات باتخاذ موقف جرئ يُخفّف عن كاهل الأسر، خصوصًا في المدن الكبرى، من عبء شراء الأضاحي وسط موجات متتالية من الجفاف وارتفاع أسعار اللحوم.
ورغم فتح الحكومة باب استيراد قرابة 600 ألف رأس من الأغنام، ومنح تسهيلات ضريبية للمستوردين، لم تنخفض الأسعار كما وُعِدَ، بل استغلها البعض للمضاربة، فبلغ سعر الأضاحي المتوسطة بين 3500 و4500 درهم (350 إلى 450 يورو)، فيما وصلت الأضاحي الممتازة إلى 10 آلاف درهم (1000 يورو). وحتى أسعار الأحشاء والكبدة، ارتفعت لتصل في بعض المدن إلى 700 درهم (70 يورو).
أرقام رسمية تؤكد تراجع الشعيرة
كشفت المندوبية السامية للتخطيط أن نسبة الأسر التي لا تمارس شعيرة الأضحية ارتفعت من 4% في 2014 إلى 12% في 2022، معظمها في المدن. كما أوضح التقرير أن 56% من الأسر لا تمارس الذبح اليوم، مقارنة ب 46% قبل أقل من عقد.
ويرتبط هذا التراجع بكُلفة الأضحية التي تُمثّل نحو 30% من إجمالي نفقات الأسر المغربية السنوية، مع استهلاك سنوي للحوم يُقدّر ب 140 كلغ للفرد.
منع الأسواق والمذابح.. وتدخلات في المنازل
في سياق تنفيذ القرار الملكي، منعت السلطات إقامة أسواق المواشي، وأصدرت تعليمات صارمة للجزارين بعدم الذبح، وبلغ الأمر حد اقتحام بعض المنازل لمصادرة الأضاحي، في مشاهد غير مألوفة أثارت جدلاً واسعًا.
ورغم أن القرار جاء بهدف التخفيف، إلا أن ردود الفعل تراوحت بين من أشاد بالحكمة الملكية، ومن رأى في الخطوة مساسًا بحرية الممارسة الدينية، وتهديدًا لتقاليد متجذّرة في الوعي الجمعي.
عيد استثنائي.. والنقاش مفتوح
يستقبل المغاربة هذا العيد بلا خراف في الساحات، لكن بحضور نقاش وطني حقيقي حول الأولويات الاقتصادية والاجتماعية. فهل أصبحت شعيرة الأضحية عبئًا يتجاوز القدرة الشرائية؟ وهل نحن أمام تحوّل في علاقة المجتمع مع الطقوس الدينية في زمن الأزمات؟
عيد الأضحى في المغرب هذا العام ليس ككل عام، إنه عيد بلا ذبح.. لكن مليء بالتساؤلات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

للمرة الرابعة في تاريخها.. المغرب تستقبل غدا عيد الأضحى دون أضاحٍ وسط أزمة خانقة
للمرة الرابعة في تاريخها.. المغرب تستقبل غدا عيد الأضحى دون أضاحٍ وسط أزمة خانقة

تورس

timeمنذ 15 ساعات

  • تورس

للمرة الرابعة في تاريخها.. المغرب تستقبل غدا عيد الأضحى دون أضاحٍ وسط أزمة خانقة

ويُعيد هذا القرار إلى الأذهان ثلاث مناسبات مشابهة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني أعوام 1963، 1981 و1996، غير أن ما يميز قرار هذه السنة هو تعقّد الأسباب وتداخلها بين شُحّ المياه، الغلاء الفاحش، والضغط الاجتماعي المتصاعد. أصوات اجتماعية طالبت بالرحمة.. والملك يستجيب خلال العام الماضي، ارتفعت أصوات كثيرة من داخل المجتمع المغربي، مطالبة السلطات باتخاذ موقف جرئ يُخفّف عن كاهل الأسر، خصوصًا في المدن الكبرى، من عبء شراء الأضاحي وسط موجات متتالية من الجفاف وارتفاع أسعار اللحوم. ورغم فتح الحكومة باب استيراد قرابة 600 ألف رأس من الأغنام، ومنح تسهيلات ضريبية للمستوردين، لم تنخفض الأسعار كما وُعِدَ، بل استغلها البعض للمضاربة، فبلغ سعر الأضاحي المتوسطة بين 3500 و4500 درهم (350 إلى 450 يورو)، فيما وصلت الأضاحي الممتازة إلى 10 آلاف درهم (1000 يورو). وحتى أسعار الأحشاء والكبدة، ارتفعت لتصل في بعض المدن إلى 700 درهم (70 يورو). أرقام رسمية تؤكد تراجع الشعيرة كشفت المندوبية السامية للتخطيط أن نسبة الأسر التي لا تمارس شعيرة الأضحية ارتفعت من 4% في 2014 إلى 12% في 2022، معظمها في المدن. كما أوضح التقرير أن 56% من الأسر لا تمارس الذبح اليوم، مقارنة ب 46% قبل أقل من عقد. ويرتبط هذا التراجع بكُلفة الأضحية التي تُمثّل نحو 30% من إجمالي نفقات الأسر المغربية السنوية، مع استهلاك سنوي للحوم يُقدّر ب 140 كلغ للفرد. منع الأسواق والمذابح.. وتدخلات في المنازل في سياق تنفيذ القرار الملكي، منعت السلطات إقامة أسواق المواشي، وأصدرت تعليمات صارمة للجزارين بعدم الذبح، وبلغ الأمر حد اقتحام بعض المنازل لمصادرة الأضاحي، في مشاهد غير مألوفة أثارت جدلاً واسعًا. ورغم أن القرار جاء بهدف التخفيف، إلا أن ردود الفعل تراوحت بين من أشاد بالحكمة الملكية، ومن رأى في الخطوة مساسًا بحرية الممارسة الدينية، وتهديدًا لتقاليد متجذّرة في الوعي الجمعي. عيد استثنائي.. والنقاش مفتوح يستقبل المغاربة هذا العيد بلا خراف في الساحات، لكن بحضور نقاش وطني حقيقي حول الأولويات الاقتصادية والاجتماعية. فهل أصبحت شعيرة الأضحية عبئًا يتجاوز القدرة الشرائية؟ وهل نحن أمام تحوّل في علاقة المجتمع مع الطقوس الدينية في زمن الأزمات؟ عيد الأضحى في المغرب هذا العام ليس ككل عام، إنه عيد بلا ذبح.. لكن مليء بالتساؤلات.

المغرب: الملك محمد السادس يؤدي غدا صلاة عيد الأضحى
المغرب: الملك محمد السادس يؤدي غدا صلاة عيد الأضحى

جوهرة FM

timeمنذ 18 ساعات

  • جوهرة FM

المغرب: الملك محمد السادس يؤدي غدا صلاة عيد الأضحى

أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة المغربية، "أنّ الملك المغربي محمد السادس، سيُؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك، غدا السبت، بمسجد الحسن الثاني بمدينة تطوان". وأشار بلاغ صادر اليوم عن وزارة القصور، "أنّ صلاة العيد، ستُبّث مباشرة على أمواج الإذاعة وشاشة التلفزة، بداية من الساعة الحادية عشرة صباحا".

حين تضعف العقول وتنتفخ البطون، يقتنى الخروف بالديطاي
حين تضعف العقول وتنتفخ البطون، يقتنى الخروف بالديطاي

بلادي

timeمنذ يوم واحد

  • بلادي

حين تضعف العقول وتنتفخ البطون، يقتنى الخروف بالديطاي

حين تضعف العقول وتنتفخ البطون، يقتنى الخروف بالديطاي عبد العزيز الداودي ونحن على بعد يومين من الإحتفال بعيد الاضحى المبارك تبين أن ثقافة الاستهلاك وقفت حجرة عثرة أمام المرامي و الاهداف الرامية إلى الحفاظ على القطيع من الاغنام والابقار والمعز ، حيث يصطف المواطنون في طوابير امام محلات الجزارة ولا يجد الكثيرون منهم حرجا في اقتناء الكيلو من اللحم ب 150 درهم والدوارة ب 700 درهم . ثقافة الاستهلاك هاته هي التي تقوض اي مجهود للحفاظ على الأمن الغذائي لعموم المواطنين والمواطنات، والاكيد ان هذه الثقافة هي مجرد عادات سيئة بعيدة كل البعد عن المغزى المقاصدي من الإحتفال بعيد الاضحى الذي يبقى قبل كل شيء مناسبة للتضحية ولكبح جماح الانفس وترويضها على عدم اللهفة والافراط في الأكل ، مع العلم انه كان على الحكومة ان تستسصدر قانونا يمنع ذبح القطيع تحت طائلة تغريم كل من خالف القانون وسعى بشتى الطرق الى تسفيه مجهودات الدولة . وطبعا المسائلة ايضا تقتضي محاسبة من بشروا المغاربة بمقاربة المخطط الاخضر ومن صرفوا الملايير من الدراهم من اجل الامن الغذائي والاكتفاء الذاتي دون ان يتحقق ذلك للسواد الاعظم من المغاربة ، وكان المستفيدون هم الاقطاعيون وملاكوا الاراضي الذين راكموا ثروات لا تعد ولا تحصى عبر استفادتهم من امتيازات كانت نتيجتها الطبيعية هي استنزاف الثروات الطبيعية والفرشة المائية وبالتالي رهن مستقبل الاجيال القادمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store