
رمال تونس في مهب "النهب" بلا تشريعات رادعة
في الوقت الذي تعيش فيه تونس تحديات اقتصادية متفاقمة، تنهب ثرواتها الطبيعية تحت أعين الجميع وعلى رأسها "رمالها الذهبية" التي تحولت إلى هدف مربح لشبكات غير قانونية أو أفراد يستغلون الرمال والحجر والحصى بشكل غير شرعي، مما يهدد البيئة. ويرى خبراء في الجيولوجيا أن الفراغ التشريعي وضعف الرقابة يمثلان بيئة خصبة لنهب الرمال.
ملف الرمال في تونس لم يعدو مجرد قضية بيئية بل بات عنواناً صارخاً لسوء التصرف في الثروات الوطنية، وعلى رغم بعض الخطوات الأمنية الرادعة على غرار إيقاف رجل أعمال في منطقة بوعرقوب بمحافظة نابل التونسية وذلك لاستغلاله مقاطع بشكل غير قانوني، فإن النهب لا يزال مستمراً وسط غياب آليات رقابية ناجعة وتشريعات ردعية للحد من هذه الظاهرة المضرة بالتوازن البيئي بخاصة على شواطئ تونس الذهبية التي أصبحت مهددة بسبب الانجراف.
حتى إن رئيس الجمهورية قيس سعيد اعتبر عند لقائه بوزير البيئة أن الانجراف الذي يحدث في تونس ليس طبيعياً وهو نتيجة للفساد، بحسب تقديره، قائلاً "الفساد في تونس انتشر في البحر وفي السماء وفي البر، وأصبحت مظاهر الفساد في كل مكان".
استغلال عشوائي
في هذا الصدد يعتقد أستاذ التنمية المستدامة في الجامعة التونسية عادل الهنتاتي أن الرمال في تونس يقع استغلالها من قبل بعض الأفراد والشركات بشكل عشوائي، مما يتسبب في أضرار بيئية.
كما يرى الهنتاتي، في تصريح خاص، أن غياب القوانين الرادعة والمنظمة لاستغلال هذه الثروة الطبيعية يفتح الباب أمام الاستغلال العشوائي ونهب الرمال بشتى أنواعه. كما دعا في السياق ذاته إلى ضرورة تثمين الرمال في تونس كغيرها من الثروات الأخرى كالفوسفات، موضحاً أنه "لا بد من إيجاد منظومة تشريعية كاملة" من أجل استغلال ما اعتبره ثروة هائلة.
كما حذر الهنتاتي من تغول ما وصفهم بلوبيات استغلال المقاطع الترابية بطريقة غير قانونية وعشوائية من أجل أرباح مادية هائلة في ظل غياب منظومة رقابية تردعهم. وبين أن بعض المناطق تعرضت لتآكل شواطئها بسبب الاستغلال العشوائي للرمال على غرار سواحل بنزرت شمال تونس وسواحل جهة نابل وسواحل قابس بالجنوب.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من أجل تحقيق التنمية المستدامة للرمال في تونس، يشدد الهنتاتي على ضرورة وضع قوانين وأنظمة واضحة لتنظيم استغلال الرمال وتعزيز الرقابة على استغلالها، كذلك تشجيع الاستثمار في استغلال الرمال بشكل مستدام بخاصة أن تونس تمتلك ثروة رملية هائلة، يمكن أن تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
من جهته، يقول الباحث في الجيولوجيا شكري يعيش إن "سرقة الرمال هي ظاهرة مقلقة تجب محاربتها"، ويوضح أن "هناك انجرافاً يحدث بسبب عوامل طبيعية كالعواصف ويحدث على مدى وقت طويل، لكن نهب الرمال يتسبب في تسريع حركة الانجراف وتصبح الشواطئ في حالة عدم توازن بيئي"، مضيفاً "بهذا الرفع غير المشروع للرمال يحصل الانجراف في وقت قصير".
ويضيف يعيش في السياق نفسه "سرقة الرمال في بعض الأحيان لا تكون مباشرة في الشواطئ بل أيضاً في الهضاب الرملية القريبة"، موضحاً أن "الهضاب تحقق في العادة التوازن البيئي بينها وبين رمال الشاطئ، ونهب رمالها يسهم في عدم توازن المنظومة الأيكولوجية المتمثلة أساساً في الحشرات والزواحف والسلاحف التي تعيش في الرمال وبسرقتها يمكن القضاء على هذه الكائنات المهمة".
ويفيد الخبير في الجيولوجيا شكري يعيش أن "الرمال يقع استغلالها بعد تصفيتها من الشوائب في صناعات عدة كصناعة البلور ومواد الطلاء والبلاستيك والكوتش والصناعات البترولية والحديد والصلب، إضافة إلى استعماله في مجال البناء".
ثروة مهدورة
يقول الخبراء إن نقاوة رمال السيليسيوم في بعض المقاطع على غرار قرية الدويرات بمحافظة تطاوين جنوب تونس، يمكن استغلالها في إنتاج رقائق إنصاف وأشباه الموصلات.
ويعد الرمل التونسي من الرمال المطلوبة بالأسواق العالمية، وثمة شركات تونسية وأجنبية تقوم بتصديره نحو الأسواق الأوروبية، وتحديداً إلى الأسواق الإيطالية والفرنسية.
تمتلك تونس مخزوناً كبيراً من الرمل موجود في منطقة الوسلاتية في القيروان، وفي بوعرادة سليانة، وأيضاً في جبل عرباطة في قفصة وفي ولاية تطاوين بالجنوب التونسي، وتقدر الاحتياطات الرملية بنحو 200 مليار طن، منها 100 مليار طن من الرمال الصالحة للاستخدام الصناعي. وتتنوع الرمال التونسية من حيث النوع والجودة، حيث يوجد الرمل الأبيض والأسود والبني والكوارتزي.
رمل الكوارتز وهو النوع الأكثر انتشاراً في تونس، يتميز بجودته العالية، ويستخدم في صناعة الزجاج والخزف ومواد البناء، ورمل السيليكا وهو نوع آخر من الرمال ذات الجودة العالية، ويستخدم في صناعة السيراميك والبلاستيك ومواد البناء، ورمل الزجاج وهو نوع من الرمل يستخدم في صناعة الزجاج، ورمل البحر وهو نوع من الرمل يستخدم في صناعة الخرسانة ومواد البناء.
ولمعرفة آليات المراقبة التي تتبعها المصالح الرسمية المتخصصة اتصلت "اندبندنت عربية" بوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي في تونس لكنها لم تتلق رداً حتى كتابة تلك السطور.
وقامت الوكالة بحسب تقارير رسمية بإجراءات عدة للحد من سرقة الرمال وحماية الشواطئ والبيئة الساحلية من أبرزها مراقبة الشواطئ والحد من الانجراف الساحلي من خلال تنفيذ مشروع حماية الشريط الساحلي بجزيرة قرقنة بالجنوب التونسي على طول 11 كيلومتراً وأيضاً حماية سواحل محافظة سوسة على طول 4.5 كيلومتر.
إلا أن الجانب التشريعي والقانوني للحد من الاستغلال العشوائي لرمال تونس لم يحظ بعد بالاهتمام اللازم بحسب خبراء في المجال، وعلى رغم أن قانون المالية لعام 2023 أقر فرض معلوم بنحو 30 دولاراً على كل طن من رمال السيلسيوم المصدرة فإن هذا الإجراء كشف عن حجم النشاط غير المراقب مما يشير إلى استغلال مفرط لهذه الثروة الطبيعية المهدورة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
التصعيد على أشده في غرب كردفان والقصف يحرق مخازن الغذاء بالفاشر
تحتدم المعارك والمواجهات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في مناطق الخوي والنهود بغرب كردفان والدبيبات جنوبها، وسط تضارب في الأنباء حول السيطرة على تلك المناطق. في الأثناء وصلت أمس الجمعة قوات كبيرة من "درع السودان" بقيادة اللواء أبو عاقلة كيكل، التي تقاتل إلى جانب الجيش، نحو كردفان. ونشرت الصفحة الرسمية لهذه القوات على "فيسبوك" فيديوهات وصوراً تظهر رتلاً يضم مئات المقاتلين وعشرات العربات بقيادة كيكل، وهي في طريقها إلى إقليم كردفان. ولعبت "درع السودان" دوراً كبيراً في تحرير ولاية الجزيرة وشرق الخرطوم. السيطرة وفيما تحدثت أنباء عن إحكام الجيش والقوات المشتركة السيطرة على مدينة الخوي أكد قائد ثاني قوات "الدعم السريع" عبدالرحيم دقلو سيطرة قواته على المدينة إلى جانب منطقتي الحمادي والهشابة في محاور إقليم كردفان المختلفة. وأوضح دقلو في خطاب مصور أن قواته لم تعد تقاتل وحدها، بل تشارك معها قوات تتبع لكل من عبدالعزيز الحلو قائد الحركة الشعبية - شمال، وحركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس، "ويتوقع أن تنضم إليها قوات تتبع لكل من الطاهر حجر، تجمع قوى تحرير السودان، وحركة العدل والمساوة - جناح سليمان صندل". تصريحات متضاربة لكن المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة العقيد أحمد حسين مصطفى أكد بدوره أن "الوضع الميداني والعملياتي في كردفان ممتاز ومطمئن"، وأن "الدعم السريع" فقدت كثيراً في العمليات العسكرية الأخيرة، "ولن تستطيع فعل شيء أمام أبطال الجيش والقوات المشتركة". وأشار مصطفى إلى أن عدداً من قادة "الدعم السريع" ظلوا طوال الفترة الماضية، "يدعون القبائل إلى الاستنفار للزج بأبنائها في معارك خاسرة، لرفع معنوياتهم المنهارة نتيجة الخسائر المتتالية التي تكبدوها في معارك عدة بكردفان ودارفور وأم درمان". من جهته اعتبر مستشار قائد قوات "الدعم السريع" إبراهيم مخير أن الانتصارات التي حققتها قواتهم بتحرير مناطق استراتيجية في غرب وجنوب كردفان "نقطة تحول كبيرة في سير المعارك"، منوهاً إلى أنها "ترتب صفوفها وتعد العدة للسيطرة على مواقع مهمة في المرحلة المقبلة" في إشارة إلى مدينتي الأبيض والفاشر. حرق الغذاء في شمال دارفور واصلت "الدعم السريع" قصفها العشوائي على المدينة الفاشر، مما أدى إلى تدمير واحتراق مخازن برنامج الأغذية العالمي بما فيها الإمدادات الغذائية بصورة كلية. وحذرت تنسيقية لجان المقاومة الفاشر من مؤشرات خطرة لانتشار وباء الكوليرا في شمال دارفور، حيث سجلت إصابات مؤكدة في مدينة كتم (120 كيلومتراً شمال غربي الفاشر). اتهامات حكومية واتهمت الخارجية السودانية "الدعم السريع" بارتكاب سلسلة جرائم إنسانية "بقصفها وإحراقها مستودعات برنامج الغذاء العالمي بالفاشر واستهدافها مستشفى الضمان بمدينة الأبيض شمال كردفان"، وقالت في بيان إن "(الدعم السريع) هاجمت بالمسيرات سوقاً شعبية بمدينة الخوي وقتلت ثمانية مدنيين، إلى جانب استهداف حي سكني في مدينة الدبيبات، جنوب كردفان، حيث قُتل مواطنان اثنان". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) جريمة جديدة ووصف حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي في منشور على منصة "إكس" استهداف "الدعم السريع" الإمدادات الغذائية في مخازن برنامج الغذاء العالمي في مدينة الفاشر بأنه يمثل جريمة إنسانية جديدة، مؤكداً استمرار المقاومة على مختلف الجبهات. كما دانت الولايات المتحدة قصف مخازن برنامج الأغذية العالمي، ودعا مكتب الشؤون الأفريقية بالخارجية الأميركية في بيان إلى وقف القصف العشوائي في المناطق المدنية، مشدداً على ضرورة حماية المدنيين وضمان الوصول الإنساني الآمن من دون عوائق. ضحايا الأبيض في شمال كردفان ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الذي شنته مسيرة تابعة لـ"الدعم السريع" على مستشفى "الضمان" الاجتماعي بمدينة الأبيض عاصمة الولاية، إلى ستة قتلى، وهي مرشحة للارتفاع، فضلاً عن جرح آخرين، بينهم أطفال ونساء، وبعضهم في حال خطرة، وخروج المستشفى عن الخدمة. ودانت منظمة الصحة العالمية الهجوم على المستشفى مطالبة الأطراف السودانية بوقف الهجمات على المنشآت الصحية والبنية التحتية. ونددت "شبكة أطباء السودان" في بيان بالهجوم محذرة من إسهامه في انهيار المنظومة الطبية في السودان بالنظر إلى الكارثة الإنسانية التي تعيشها مدن مثل الخرطوم والفاشر بسبب استهداف المرافق الصحية، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل. الاستراتيجية ذاتها في السياق أوضح المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية اللواء عبدالهادي عبدالباسط أن الجيش يدير معركته في كردفان بالاستراتيجية السابقة نفسها التي تقوم على القضاء على أكبر قدر من قوتهم البشرية وتدمير آلياتهم وأسلحتهم "من دون التمسك بالأرض باستدراجهم للهجوم بأعداد كبيرة ومحاصرتهم لاحقاً"، وكشف عبدالباسط عن أن الجيش انسحب تكتيكياً بعدما أوقع بـ"(الدعم السريع) خسائر بشرية فادحة لا يمكن تعويضها خلال معارك مدينتي الخوى والدبيبات"، ولفت المتخصص الأمني إلى أن حشود هذه القوات "هدفت، أساساً، لتعطيل حركة متحرك الصياد الذي يقوم بعمليات خاصة بكردفان في طريقه نحو دارفور"، معتبراً أن تلك الحشود "ستكون فريسة سهلة للطيران والمسيرات، يجعل القضاء عليها الحلقة الأخيرة في المعركة وبداية الانهيار الكامل للمتمردين وإيذاناً بتحرير كل دارفور". الكوليرا صحياً أكد التقرير الوبائي اليومي لوزارة الصحة بالخرطوم، ارتفاع نسبة التعافي وسط مصابي الكوليرا في ولاية الخرطوم إلى 92 في المئة، كما انخفضت حالات الوفاة بالوباء إلى 23 لليوم من جملة 1375 مصاباً. وتشهد ولاية الخرطوم تفشياً واسعاً لوباء الكوليرا، بخاصة في محليتي أم درمان وكرري، حيث أصيب الآلاف بالمرض نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وشح مياه الشرب النقية لأكثر من ثلاثة أسابيع، فضلاً عن ظهور عديد من الحالات بمعظم ولايات البلاد. توقع الانحسار وتوقع وزير الصحة الاتحادي السوداني هيثم إبراهيم أن تنجح حزمة الترتيبات والإجراءات التي تم اتخاذها في احتواء وباء الكوليرا خلال الأيام القليلة المقبلة، وأوضح أن العمل "يجري لتفادي حدوث انفجار وبائي بعد حالات الإصابة التي رصدت بعدد من الولايات من نهر النيل وشمال كردفان والنيل الأبيض وجنوب دارفور"، وكشف إبراهيم عن أن تدخلات الوزارة المتوالية التي تمت بولاية الخرطوم، بالتضافر مع الحكومة الولائية والمنظمات، هدفت إلى تقليل نسبة الوفيات إلى أقل من واحد في المئة، وأسفرت بالفعل عن انخفاض واضح في المنحنى الوبائي. التفشي وأشار إبراهيم إلى أن ما حدث بالخرطوم ليس تفشياً جديداً، حيث كان الوباء موجوداً بالسودان طوال السنوات الثلاث الماضية، لكن موجة التفشي والانتشار حدثت نتيجة تدهور الأوضاع الصحية والبيئية وتخريب مصادر المياه الرئيسة في عدد من الولايات، "ما اضطر المواطنين للتعاطي مع مياه ملوثة"، مشيراً إلى أن الانفجار الوبائي الأخير في ولاية الخرطوم، تم على موجتين متوقعتين، لأنه كلما خرجت "الدعم السريع" من منطقة "تركت مرافقها مخربة بصورة كاملة، بخاصة مصادر المياه، وغالبها ملوث". والانفجار الأول، بحسب إبراهيم، كان أقل شراسة في منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم وتم احتواؤه بصورة كبيرة، فيما "الانفجار الأخير، والأكثر شراسة، انطلق من بؤرة منطقة الصالحة، وشهد زيادة مطردة في الإصابات تمت متابعتها عبر برنامج التقصي المرضي اليومي للأوبئة عامة، والكوليرا خاصة في كل البلاد، مما ساعد في عمليات الاحتواء السريعة"، وأشار إلى أن الزيادة الكبيرة في معدلات الإصابة خلال الأيام الـ 10 الأخيرة، كانت عقب تحرير منطقة الصالحة جنوب أم درمان "وإعلان الخرطوم خالية من التمرد وبدء عودة المواطنين". ملايين الجرعات وأكد وزير الصحة أن تدخلات عديدة تمت على محاور عدة شملت توفير إمدادات كافية من المحاليل، عبر منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى، وفتح أكثر من 10 مراكز للعزل بسعة 800 سرير، إذ اختفت معها المشاهد المؤلمة "لحالات كانت تفترش الأرض وظلال الأشجار". ولفت إبراهيم إلى أن وزارته ستتسلم خلال اليومين المقبلين 2.7 مليون جرعة لقاح ضد الكوليرا مخصصة للمحليات المتأثرة أخيراً بولاية الخرطوم، حيث سيستكمل التطعيم الذي كان قد بدأ سابقاً في محلية جبل أولياء وتوزع الجرعات على بقية المحليات، مشيراً إلى عمل كبير يجري مع حكومة ولاية الخرطوم بالتعاون مع عدد من المنظمات في مجالات الصحة، في كل المحلياًت، وتشغيل محطات المياه وتوسيع مصادرها الآمنة، فضلاً عن توعية وإرشاد المواطنين بالإرشادات الصحية اللازمة.


Independent عربية
منذ 5 ساعات
- Independent عربية
ترمب يعتزم زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب إلى 50 في المئة
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة إنه سيضاعف رسوم استيراد الصلب إلى 50 في المئة، وذلك خلال كلمة ألقاها في مصنع في بنسلفانيا، مثنياً على "شراكة" بين "يو إس ستيل" الأميركية و"نيبون ستيل" اليابانية. وقال ترمب "سنرفع تعرفة واردات الصلب إلى الولايات المتحدة من 25 في المئة إلى 50 في المئة، ما سيشكل ضمانة أكبر لقطاع صناعة الصلب". وأضاف في كملته أمام عمال في الولاية التي ساهمت في فوزه بالرئاسة في الاستحقاق الأخير "لن يفلت أحد من ذلك". منذ بداية ولايته الرئاسية الثانية غير المتتالية في يناير (كانون الثاني)، عمد ترمب إلى فرض رسوم جمركية على حلفاء الولايات المتحدة وخصومها. كما فرض تعريفات بلغت 25 في المئة على سلع قطاعات الصلب والألمنيوم والسيارات. الجمعة، قال ترمب إن الرسوم ساهمت في حماية الشركة الأميركية، مضيفاً أن المصنع كان سيزول لو لم يفرض أيضاً رسوماً على واردات المعادن إبان ولايته الرئاسية الأولى. في كلمته، أكد ترمب أيضاً أن "يو إس ستيل ستبقى تحت سيطرة الولايات المتحدة". ولفت إلى أن أي عمليات تسريح لموظفين لن تحصل، كما لن تحصل أي تعاقدات خارجية بموجب الصفقة. تجدد التوترات التجارية مع الصين كان الرئيس الأميركي قد أشار الجمعة الى تجدد التوترات التجارية مع الصين التي اتهمها بـ"انتهاك" اتفاق يهدف إلى خفض التصعيد في ما يتعلق بالرسوم الجمركية، قائلاً إنه يتوقع أن يتحدث قريباً إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وجاء موقف ترمب في منشور على منصته "تروث سوشال" وبعد ساعات من تصريح وزير الخزانة سكوت بيسنت في مقابلة مع "فوكس نيوز" بأن المحادثات التجارية مع بكين "متعثرة بعض الشيء". اتفق أكبر اقتصادين في العالم خلال مايو (أيار) على تعليق العمل بالزيادات الكبيرة في الرسوم الجمركية بينهما فترة 90 يوماً، بعد محادثات أجراها كبار المسؤولين في جنيف. لكن ترمب كتب الجمعة أن "الصين، وهو أمر قد لا يُفاجئ البعض، انتهكت اتفاقها معنا بشكل كامل"، بدون تقديم مزيد من التفاصيل. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الجمعة أن الخلاف الجديد برز في الوقت الذي أجج فيه تباطؤ الصين في الموافقة على إصدار تراخيص لتصدير المعادن النادرة والعناصر الأخرى اللازمة لصنع السيارات والرقائق، الإحباط الأميركي. وأضاف تقرير الصحيفة نقلاً عن مصادر مطلعة أن مفتاح اتفاق خفض الرسوم الجمركية هو المطالبة باستئناف الصين لصادراتها من المعادن النادرة. ورداَ على سؤال بصدد منشور ترمب على قناة "سي أن بي سي"، انتقد ممثل التجارة الأميركي جيمسون غرير بكين لاستمرارها في "إبطاء وتعطيل (تصدير) سلع مثل المعادن الأساسية". وأضاف أن العجز التجاري للولايات المتحدة مع الصين "ما زال هائلاً"، وأن واشنطن لا ترى تغيراً كبيراً في سلوك بكين. وقال ستيفن ميلر نائب كبير موظفي ترمب للصحافيين إن فشل الصين في الوفاء بالتزاماتها "يفتح الباب أمام كل أشكال العمل من جانب الولايات المتحدة لضمان الالتزام المستقبلي". وأشار وزير الخزانة الأميركي الخميس إلى أن ترمب ونظيره الصيني قد يجريان محادثة هاتفية حول الأمر. وقال ترمب للصحافيين بعد ظهر الجمعة "أنا متأكد من أنني سأتحدث إلى الرئيس شي، وآمل أن نعمل على حل ذلك".


Independent عربية
منذ 5 ساعات
- Independent عربية
تظاهرات ضد الحكومة الليبية في طرابلس للأسبوع الثالث على التوالي
احتشد مئات المتظاهرين في العاصمة الليبية أمس الجمعة للأسبوع الثالث على التوالي للمطالبة برحيل رئيس حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها من الأمم المتحدة عبد الحميد الدبيبة، المشكلة في العام 2021. وردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى رحيل الدبيبة وسقوط الحكومة. وتجمع 200 من المتظاهرين على الأقل في "ساحة الشهداء" في وقت متأخر من بعد الظهر، حيث انضم إليهم مئات آخرون أتوا سيراً من حي سوق الجمعة في شرق العاصمة. وتبع آخرون الموكب في سياراتهم، مُثبتين مكبرات صوت عليها. والجمعة الماضي، تظاهر نحو ألف شخص في وسط العاصمة طرابلس للمطالبة برحيل الدبيبة وحل حكومة الوحدة الوطنية ومؤسسات أخرى بينها البرلمان ومقره في الشرق، والمجلس الأعلى للدولة وهو بمثابة مجلس شيوخ ومقره طرابلس. وشهدت طرابلس في الفترة من 12 إلى 15 مايو (أيار) اشتباكات عنيفة بين جماعات مسلحة وقوات موالية للحكومة بعد أن قررت حكومة الوحدة الوطنية تفكيك "جميع الميليشيات" التي تسيطر على المدينة، والتي أصبحت بحسب الدبيبة "أقوى من الدولة". وأسفرت المعارك عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، بحسب الأمم المتحدة، حتى التوصل إلى هدنة. ومنذ ذلك الحين، تجري مفاوضات لوقف إطلاق النار برعاية بعثة الأمم المتحدة في ليبيا. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) والسبت الماضي، تجمع مئات الليبيين في طرابلس، مقر حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها من الأمم المتحدة، لإظهار دعمهم لها بعد تظاهرتين حاشدتين طالبتا برحيلها بسبب القتال الدامي الذي شهدته العاصمة في مايو. وأطلق المتجمعون شعارات "لا للميليشيات! نعم لسلطة القانون والدولة"، و"يجب حل الميليشيات"، ورفع بعضهم لافتات تدعو إلى إجراء انتخابات. وطالب المتظاهرون أيضاً بإعادة العمل بالدستور الذي اعتمد عند استقلال البلاد في عام 1951 ولكن تم إلغاؤه بعد انقلاب القذافي في عام 1969. ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا نزاعات وانقسامات وتدير شؤونها حالياً حكومتان متنافستان: الأولى في طرابلس (غرب) برئاسة الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، والثانية في بنغازي (شرق) برئاسة أسامة حماد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر. وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر (كانون الأول) 2021، لكن تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى بسبب الخلافات بين الأطراف المتنافسة.