
الأستاذ الجامعي معز السوسي: قراءة متفائلة للمؤشرات الاقتصادية رغم المخاطر العالمية
في حوار مطوّل ضمن برنامج "صباح الورد" على إذاعة "الجوهرة أف أم"، قدّم الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي معز السوسي تشخيصًا مفصلًا للوضع الاقتصادي في تونس، مؤكدًا أن البلاد تُواجه تحديات كبرى مرتبطة بالاضطرابات الجيوسياسية العالمية، وعلى رأسها التوتر المتصاعد بين إيران والكيان ، وتأثيراته المحتملة على أسواق النفط العالمية ، وحركة التجارة والطاقة.
تأثير الحرب الإقليمية على أسعار الطاقة
أوضح السوسي أن سعر برميل النفط كان مستقرًا نسبيًا قبل اندلاع الحرب، لكن السوق بدأ يتفاعل تدريجيًا مع التهديدات، إذ تجاوز السعر 76 دولارًا للبرميل بعد أن كان في حدود 61 دولارًا في ماي 2025. ومع ذلك، استبعد وصول الأسعار إلى مستويات كارثية مثل 200 أو 300 دولار، مشيرًا إلى أن دور المملكة العربية السعودية سيكون محوريًا في كبح جماح الأسعار عبر زيادة الإنتاج إذا لزم الأمر.
كما أكّد أن التحدي الأساسي لا يكمن فقط في الإنتاج بل أيضًا في سلاسة الإمدادات ، خاصة في حال تأثر مضيق هرمز، وهو ما قد يُحدث صدمات حقيقية في السوق العالمي.
انعكاسات الحرب على البورصات والذهب
السوسي أوضح أن سوق الذهب شهدت ارتفاعًا لافتًا في الأيام الأخيرة، وهو ما يُفسّره بتزايد الإقبال على الذهب كـ ملاذ آمن بسبب التضخم العالمي والمخاوف من التوسع في النزاعات. واعتبر أن البورصة التونسية تبقى محدودة التأثير مقارنة بالأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن تطور المؤشرات الاقتصادية الداخلية هو ما يجب مراقبته.
المؤشرات المحلية: نقاط إيجابية رغم الصعوبات
استعرض معز السوسي جملة من المؤشرات التي تحمل في طيّاتها إشارات إيجابية ، رغم تعمق عدد من الإشكاليات:
* تراجع نسبة البطالة إلى حدود 15.7% خلال الثلاثي الأول من 2025.
* نسبة نمو بلغت 1.6% على أساس سنوي، رغم ضعف خلق الثروة.
* التضخم تحت السيطرة ، مع تسجيل نسبة 5.4% في ماي 2025.
* فائض في الميزانية بلغ 2259.8 مليون دينار خلال الثلاثي الأول، وهو مؤشر غير معتاد في هذه الفترة من السنة.
وأوضح أن هذا الفائض يعود إلى عاملين أساسيين: تحسن نسب الاستخلاص الجبائي وخاصة لدى الشركات غير البترولية، و بطء تنفيذ بعض النفقات العمومية وخاصة في باب الاستثمار (لم يتجاوز 9.4% من المبلغ المبرمج السنوي).
الميزان التجاري والعجز الطاقي
رغم تسجيل ارتفاع في العجز التجاري إلى 8376 مليون دينار مقارنة بـ6490 مليونًا في نفس الفترة من 2024، فإن السوسي اعتبر أن نوعية هذا العجز "مقبولة" لأن جزءًا كبيرًا منه يُعزى إلى ارتفاع واردات مواد التجهيز و المواد نصف المصنعة ، ما يعكس نشاطًا اقتصاديًا تحفيزيًا وليس استهلاكيًا صرفًا.
كما سجّل تحسنًا في العجز الطاقي ، بفضل انخفاض أسعار البترول خلال الأشهر الأولى من السنة، وهو ما وفر 61 مليون دينار إضافية لفائدة الميزانية.
الدينار والتحويلات والسياحة
تحدث السوسي عن استقرار الدينار التونسي ، مُرجعًا ذلك إلى تدفقات العملة الصعبة من مصادر منتجة على غرار:
* تحويلات التونسيين بالخارج
* عوائد القطاع السياحي
* مداخيل صادرات زيت الزيتون والقطاعات الفلاحية
وأشار إلى أن الدينار ليس "مدعومًا اصطناعيًا" بل يستند إلى معطيات حقيقية.
الاستحقاقات القادمة والتحديات
أبدى معز السوسي تفاؤلًا حذرًا بشأن بقية سنة 2025، مؤكدًا أن:
* الدولة قادرة على صرف أجور المعلمين والأساتذة النواب رغم التحديات.
* تحويلات التونسيين بالخارج وموسم السياحة سيساهمان في دعم الاحتياطي.
* الاستقرار المالي سيتطلب تحكمًا أكبر في نفقات الدعم و تفعيل نفقات الاستثمار بشكل أسرع.
وختم السوسي مداخلته بالتأكيد على أن الوضع دقيق لكنه ليس ميؤوسًا منه ، مشددًا على أهمية اتخاذ قرارات اقتصادية مسؤولة تُراعي التوازنات الكبرى، وتُمهّد لمسار تنموي مستدام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

تورس
منذ 31 دقائق
- تورس
وزارة التجارة: شركات إلكترونية في تونس تخرق القانون.. والمستهلك هو الضحية
تفاصيل العروض وشفافية المعلومات: حق أساسي للمستهلك دعا الحذري في تصريحه لراديو ''اكسبريس'' الشركات إلى ضرورة إعلام المستهلك بكل تفاصيل العروض بشكل واضح قبل إتمام أي عملية شراء، وتمكينه من معلومات شفافة تضمن سلامة المعاملة. هوية البائع شرط إلزامي: الاسم، العنوان، الضمان، التوصيل، والدفع شدد الحذري على ضرورة توفير هوية واضحة للبائع تشمل الاسم التجاري، المعرف الجبائي، وسائل الاتصال، إلى جانب تفاصيل دقيقة حول المنتج أو الخدمة، السعر، الضمان، الشروط وآجال التنفيذ. شركات التوصيل مطالبة بالإفصاح عن جميع الأطراف دعا وزارة التجارة شركات التوصيل إلى إدراج بيانات كل من البائع، شركة التوصيل والمستهلك، ضمن الوثائق المرافقة للصفقات، لتعزيز الشفافية. المستهلك مطالب بالمطالبة بفاتورة... والوزارة تدعو للتبليغ حث الحذري المستهلكين على طلب الفاتورة كوثيقة ضرورية تحفظ حقهم في الضمان والاسترجاع، داعيًا إياهم إلى تبليغ وزارة التجارة في حال وجود مخالفات. 20 ألف دينار خطية مالية للمخالفين أوضح أن قوانين حماية المستهلك والمبادلات التجارية تنص على عقوبات مالية تصل إلى 20 ألف دينار ضد كل من يخرق القواعد، مؤكدًا أن فرق المراقبة الاقتصادية تتحرك بصرامة ضد المخالفين.


الصحراء
منذ ساعة واحدة
- الصحراء
محاولة سخية لكن "فاشلة" من ميتا لاستقطاب موظفي "أوبن إيه آي"
قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" (مالكة تطبيق شات جي بي تي)، إن شركة "ميتا" عرضت مكافآت تصل إلى 100 مليون دولار لموظفي شركته في محاولة غير ناجحة لاستقطابهم وتعزيز فرق الذكاء الاصطناعي التوليدي لديها. وأوضح ألتمان، في بودكاست بعنوان "Uncapped with Jack Altman" الذي نُشر الثلاثاء، أن الشركة الأم لـ"فيسبوك" قدمت أيضًا رواتب سنوية "ضخمة" تفوق 100 مليون دولار لبعض الموظفين في "أوبن إيه آي". وأضاف: "الأمر جنوني… أنا سعيد جدًا لأن حتى الآن، لم يقرر أي من أفضل موظفينا قبول هذه العروض". وأشار ألتمان إلى أن "ميتا" وجهت عروضها إلى "عدد كبير من أعضاء فريقنا". ولم ترد "ميتا" على الفور على طلب للتعليق. وتستثمر عملاقة وسائل التواصل الاجتماعي مليارات الدولارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وسط تنافس محموم مع شركات مثل "أوبن إيه آي"، و"غوغل"، و"مايكروسوفت". وكان الرئيس التنفيذي لـ"ميتا"، مارك زوكربيرغ، قد أعلن في يناير أن شركته تخطط لاستثمار ما لا يقل عن 60 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي هذا العام، بهدف تصدر السباق في هذه التكنولوجيا. وفي الأسبوع الماضي، أبرمت "ميتا" صفقة يُقال إن قيمتها تتجاوز 10 مليارات دولار مع شركة "سكيل إيه آي" (Scale AI) المتخصصة في تصنيف البيانات المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. وبموجب الاتفاق، سينضم المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "سكيل إيه آي"، ألكسندر وانغ، إلى "ميتا" للمساهمة في طموحاتها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تطوير تقنيات الذكاء الفائق (superintelligence). وعند مقارنته بين الشركتين، قال ألتمان: "أوبن إيه آي لديها فرصة أفضل بكثير لتحقيق الذكاء الفائق". وتابع قائلاً: "أعتقد أن استراتيجية تقديم تعويضات ضخمة ومضمونة منذ البداية كوسيلة لجذب الموظفين… لن تخلق ثقافة عمل جيدة". ووفقًا لتقارير إعلامية أميركية، قدمت "ميتا" أيضًا رواتب سنوية من تسعة أرقام (أي ما يزيد عن 100 مليون دولار) لعدد من التنفيذيين في "سكيل إيه آي". واختتم ألتمان حديثه قائلاً: "هناك أمور كثيرة أكنّ لها الاحترام في شركة ميتا، لكنها ليست شركة معروفة بالابتكار الحقيقي". نقلا عن سكاي نيوز


ديوان
منذ ساعة واحدة
- ديوان
إطلاق بطاقات مسبقة الدفع لاستخلاص مآوي السيارات بمطار تونس قرطاج الدولي
وأشار ديوان الطيران المدني والمطارات، اليوم الخميس، إلى امكانية اقتناء بطاقة الاحتساب من الخزينة القارة بمأوى المحطة أو من خزينة الشباك الموحد بمحطة الشحن. وأضاف ان الكلفة الجملية لاقتناء هذه البطاقة الالكترونية للمرة الأولى تعادل 30 دينارا، وتتمثل في 15 دينار للحصول على البطاقة و15 دينار كقيمة الشحن الأدنى الأوّلي لها. وتابع مفسرا أن البطاقة قابلة لإعادة شحن رصيدها واستخدامها في المحطات الثلاث لمطار تونس قرطاج. وأكد الديوان أن إطلاق هذه البطاقة يهدف إلى تسهيل حركة السير في المآوي وتحسين جودة الخدمات المسداة بمطار تونس قرطاج، كما ستمكن مستعمليها من ربح الوقت أثناء مغادرة المطار وتجنيبهم عناء البحث عن النقود لاستخلاص تذكرة المأوى.