logo
التعليم الإلكتروني.. ضرورة

التعليم الإلكتروني.. ضرورة

جو 24منذ 10 ساعات

الأستاذ الدكتور ماهر سليم
جو 24 :
إنّ ما يشهده العالم من تقدم علمي وتكنولوجي معاصر كان له كبير الأثر في تغيير ملامحه وتأثيره على القطاعات المختلفة من تجارة واقتصاد وصناعة وسياحة وطب وتعليم للوصول إلى عصر المعرفة، حيث أصبحت المعرفة توازي أو تفوق الثروات المعروفة مثل: الثروات الطبيعية، حيث تبين أن التفوق والفوز هو لمن لديه معرفه ومعلومة. لذا؛ فإن رأس المال البشري صاحب الفكرة والابتكار يُعد الفارق الحقيقي لنجاح وتنافسية المؤسسات.
وقد كان لهذا الأمر انعكاساً واضحاً في مجال التعليم الأساسي والجامعي إذ استخدمت التكنولوجيا بشكل إيجابي في تطوير عملية التعلم والتعليم والتدريب والتقنين.
وقد كانت المملكة الأردنية الهاشمية من أوائل الدول العربية التي بادرت بالحديث عن أهمية التعليم الإلكتروني لمواكبة التطور، وكان لجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله فضلاً في افتتاح مركز التعليم الإلكتروني في إحدى الجامعات الأردنية الرسمية.
ومنذ ذلك الحين لم يتعد الأمر محاولات خجولة لتطبيق وتطوير المبادرة إلى واقع حقيقي في تبني نظام التعليم الإلكتروني بشكل واسع وفعّال في المدارس والجامعات رغم الحاجة الكبيرة له في ظل الواقع التعليمي الذي يعاني من سيادة ثقافة التلقين والحفظ وغياب المشاركة الفعالة في منظومة التعليم بالإضافة إلى ضعف الكادر التدريسي وتأهيله غير المكتمل وقِدَم المناهج الدراسية وتشتتها وعدم مواكبتها للتطور المعرفي المستمر وعدم مواءمتها لاحتياجات السوق والمجتمع علاوة على ضعف الطالب والخريج والبنية التعليمية من إمكانات وبنية تحتية ومستلزمات وأبنية ووسائط متعددة إذا ما قورنت بالدول المتقدمة والتي تهتم بالتعليم.
وأصبحت جامعاتنا بمثابة مدارس للتعليم العالي يمارس فيها التعليم التلقيني والوعظي إضافة إلى الكتب غير المسايرة للتقدم العلمي مما أدى إلى إنتاج مخرجات ضعيفة لا تستطيع أن تحقق أي تغيير أو تأثير إيجابي.
لذا فإن من الأهمية القصوى التحول من الأنظمة التقليدية إلى التعليم الإلكتروني والذي اهتمت به كثير من الدول المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية واليابان وأوروبا وغيرها.
إن تبني نظام التعليم الإلكتروني المدمج والتعليم المعكوس (المنعكس) في الأردن قد يكون بداية ثورة تغيير إيجابية على واقع التعليم حيث يحقق أهدافاً هامة على أولويتها إلغاء عملية التلقين والحفظ ويجعل الطالب محور العملية التعليمية التعلمية ساعين لتعليمه كيف يتعلم، ويجعله المسؤول عن البحث والاستقصاء للوصول للمعلومة وتقييم مدى الاستيعاب والاستفادة.
كما أن لتبني النظام تبعات إيجابية على المؤسسات العلمية من حيث تطوير المحتوى التعليمي للمواد والبرامج الأمر الذي سينعكس إيجاباً على المنظومة التعليمية وعلى مخرجاتها ومواءمتها لاستحقاقات المجتمع بالإضافة إلى تطوير الفصل الدراسي من مكان للشرح والتلقين من قبل المدرس إلى بنية تعليمية تفاعلية ما بين الطالب ومصادر التعلم المختلفة وزملائه الطلبة والمدرس بحيث يكون الطالب هو المحور الرئيس وليس المدرس الأمر الذي يفرز مبدأ القدرة على التعلم الذاتي والذي يؤدي إلى نتائج إيجابية في تعزيز ثقافة التعليم المستمر مدى الحياة ونشر ثقافة التعلم والتدرب الذاتيين في المجتمع.
هذا بالإضافة أن الكثير يجمع على أن نبني نظام التعليم الإلكتروني يساهم في تحقيق العدالة والإحساس بالمساواة وحرية إدلاء الرأي من خلال أدوات الاتصال المتوافرة.
President.office@meu.edu.jo
تابعو الأردن 24 على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أركيولوجيا ناطقة وأخرى صماء
أركيولوجيا ناطقة وأخرى صماء

السوسنة

timeمنذ 2 ساعات

  • السوسنة

أركيولوجيا ناطقة وأخرى صماء

يعتبر علم الآثار من العلوم الحديثة المهمة التي تستكشف من خلال البحث في آثار الإنسان القديم نمط عيشه، وتقدم لنا معرفة جديدة عن تطوره الحضاري ومنجزاته الثقافية، وفك شيفرات لغاته ونصوصه، وتحدد لنا دوره في تطور البشر في مختلف مناطق الكرة الأرضية. ومع تطور وسائل الاستكشاف والاهتمام بهذا العلم بات يتوضح لنا الكثير من المعارف التي كنا نجهلها جهلا تاما.وبفضل المجهودات المبذولة على مستوى البحث الأركيولوجي المعاصر صارت معارفنا تتوسع بما نتحصل عليه من معلومات جديدة ومتجددة باستمرار، تاريخيا وأنثروبولوجيا. وبالنظر إلى ما يتم استكشافه من آثار غابرة في الزمان يمكننا التمييز بين أركيولوجيا ناطقة وأخرى صماء، فالأولى بتوصلها إلى فك شيفرات الآثار التي يتم العثور عليها، تقدم لنا معرفة جديدة لأنها ناطقة تمكننا من التفاعل معها والاستفادة منها، والاستمتاع بها، ولاسيما ما اتصل منها بما كان ينجزه الإنسان في مسيرته الحياتية من آثار مادية (المعمار مثلا) وغير مادية مثل النصوص التي كان يعبر من خلالها عن أفكاره ومشاعره ورؤيته للعالم وتصوراته للكون، وتبين مدى مساهمته في الحضارة الإنسانية.أما الأركيولوجيا الصماء، وهذا ليس انتقاصا منها، فتقف عند حد استكشاف هياكل عظمية للإنسان القديم، وبعض وسائل الزينة التي كان يستعملها، أو بعض الأدوات التي كان يوظفها في حياته اليومية. ولا شك في أن هذه الآثار ذات قيمة لأنها تقدم لنا صورا عن تفاعل الإنسان مع بيئته ونمط حياته. وحين وصفنا هذه الأركيولوجيا بالصماء، فلأن ما تقدمه لنا يظل محدودا وناقصا لا يعطينا سوى أجساد بلا أرواح. وعلى عكس الأركيولوجيا الناطقة التي تقدم لنا معرفة دقيقة عن الإنسان القديم من خلال آثار معماره، أو نصوصه المكتوبة على شكل أساطير، أو محاولات لتفسير الكون، أو معتقدات وقيم، التي يمكننا قراءتها وتفسيرها، تطلق الأركيولوجيا الصماء العنان للخيال الأيديولوجي ليبحث لتلك الأجساد عن روح لا تتلاءم معها، لأنها تُسقط عليها لتبريرات لا قيمة لها، لأنها لا تصمد أمام أسئلة بسيطة يمكن أن تفرض نفسها.ما تقدمه لنا الأركيولوجيا الناطقة نتاج ثقافات وحضارات لها وجود تاريخي واقعي وحقيقي نلمسه بما تنطق به تلك الآثار. ألم يقل الشاعر العربي: «تلك آثارنا تدل علينا/ فانظروا بعدنا إلى الآثار!» يبدو لنا ذلك بجلاء في ما قدمته لنا الحفريات عن بلاد الرافدين ومصر الفرعونية والصين والهند وحضارات المايا والأزتيك والإنكا ذات الحضور المادي في تاريخ البشرية. فإلى جانب المعمار الناطق بالمستوى الهندسي، الذي وصلت إليه تلك الحضارات نجد لغات كتابية مندثرة بذل العلماء المجهودات الكبرى في فك شيفراتها فتعرفنا من خلالها على النصوص الآشورية والمصرية وغيرهما من الآثار الجليلة التي خلدتها الحضارات العظيمة في الأزمنة الغابرة.أما الأركيولوجيا الصماء وهي تقدم لنا الهياكل العظمية وبعض الأدوات المستعملة فإن الكشف عن حمضها النووي مفيد في تحديد جيناتها، أو زمان وجودها. لكنها لا تقدم أكثر من ذلك ما لم نقارنها بنظيراتها في مناطق متعددة في الأرض. لكن استثمار ما تقدمه هذه الأركيولوجيا أيديولوجيا فيدفع إلى تقديمها وكأنها حقائق نهائية ومطلقة، وتدفع أصحابها إلى تأويلات ما أنزال الله بها من سلطان. إن ادعاء ظهور الإنسان الأول، مثلا، في منطقة ما من الكرة الأرضية، يصبح ذلك مجالا للفخر والاعتزاز، لدى البعض، لا مبرر له نهائيا لأنه ينطلق من رؤية قطعية توهم بأن البحث الأركيولوجي انتهى إلى حقيقة مطلقة ونهائية لما يمكن استكشافه في مناطق أخرى من العالم. ويبدو لنا ذلك بجلاء بما يتحقق باطراد من كشوفات تجلي معلومات جديدة ومتجددة حول نشأة الكون، وبقايا آثار عن الإنسان القديم، بل حتى عن أجناسه المختلفة، عما هو معروف ومتداول، من ثقافات وأماكن مختلفة تنسخ ما اعتبر معلومات قارة لعدة قرون حقائق نهائية.إن الأركيولوجيا الصماء تقدم لنا جسدا بلا روح، لقد اعتبرنا ما تقدمه لنا هذه الأركيولوجيا أصمَّ لأنه لا ينطق بما تقدمه لنا. فما هي اللغة التي كان يتكلم بها الإنسان الأول؟ وهل كان يتكلم أم فقط يخرج أصواتا؟ من أين جاء هذا الإنسان الأول؟ هل أنزل من السماء، أم نبت من الأرض؟ وتظل الأسئلة مطروحة ولاسيما عندما نضعها في سياق التطور الجيولوجي للكرة الأرضية، الذي ما يزال بدوره قيد الدرس. وإذا افترضنا أن هذا الإنسان كان يتكلم، فهل لغته ذات أصول في شجرة اللغات، أم أنها مستقلة عن غيرها ولها أصولها الذاتية التي تجعلها متفردة؟ وقس على ذلك أسئلة أخرى تتعلق بمدى تفاعله مع غيره، وتنقلاته، ومدى استفادته وتأثيره فيه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تظل بلا إجابة، وهي تتطلب تطوير البحث العلمي في بلادنا، وليس الانطلاق من بعض النتائج لتحويلها إلى مقدسات لتفسير التاريخ والجغرافيا، بما يتلاءم مع الميولات الأيديولوجية.تظل الأركيولوجيا الصماء غير ذات قيمة أنثروبولوجيا، لأنها لا تقدم لنا صورة دقيقة عن الحضارة التي تمثلها، وهي بذلك تظل قاصرة لأن ما تقدمه لنا لا ينطق بما يمكن أن نعاينه من آثار مادية وغير مادية. إن الحديث عن الإنسان الأول أسطورة من الأساطير التي يكذبها العلم، وإن كانت تعتبرها الأيديولوجيا حقيقة مطلقة، وهي تسعى لإعطاء ذلك الجسد روحا لا علاقة له بها.كاتب مغربي

تعليم أم تعلم أم تدريس
تعليم أم تعلم أم تدريس

جو 24

timeمنذ 10 ساعات

  • جو 24

تعليم أم تعلم أم تدريس

الأستاذ الدكتور ماهر سليم جو 24 : غالبا ما تتداخل مفاهيم التعليم والتعلم والتدريس إلى درجة عدم التمييز بين التعلم الإلكتروني والتعليم الإلكتروني . لذا ، أحببت في هذه العجالة التمييز بينها . التعليم (Instruction) هو نشاط تواصلي يهدف إلى إثارة دافعية المتعلم وتسهيل التعلّم، ويتضمن مجموعة من النشاطات والقرارات التي يتخذها المعلم (أو الطالب) في الموقف التعليمي التعلمي . كما أنه علم يهتم بدراسة طرائق التعليم وتقنياته، وبأشكال تنظيم مواقف التعلّم التي يتفاعل معها الطلبة من أجل تحقيق الأهداف المنشودة، والتعليم أيضاً، تصميم مقصود أو هندسة للموقف التعليمي بطريقة ما، بحيث يؤدي ذلك إلى تعلم، أو إدارة التعلّم التي يشرف عليها المدرس. والتعليم هو " توفير الشروط المادية والنفسية، التي تساعد المتعلم على التفاعل النشط مع عناصر البيئة التعليمية في الموقف التعليمي، واكتساب الخبرة، والمعارف، والمهارات، والاتجاهات، والقيم التي يحتاج إليها هذا المتعلم وتناسبه، وذلك بأبسط الطرق الممكنة"، ومعنى هذا، أن عملية التعليم هي تلك العملية التي يوجد فيها متعلم في موقف تعليمي لديه الاستعداد العقلي، والنفسي لاكتساب خبرات ومعارف، ومهارات، أو اتجاهات، وقيم تتناسب وقدراته واستعداداته من خلال وجوده في بيئة تعليمية تتضمن محتوى تعليمياً، ومعلماً، ووسائل تعليمية ليحقق الأهداف التربوية المنشودة. لذا فإن ما نقوم به من تصميم للمادة التعليمية وبرمجتها إلكترونيا وتعزيزها بتقنيات التعليم قبل بثها للمتعلم الكترونيا يدعى التعليم الإلكتروني ، أما إستقبال المتعلم للمادة التعليمية إلكترونيا ودراستها ذاتيا فيدعى التعلم الإلكتروني . أما التعلّم ( Learning) فهو تغير ثابت نسبياً، في الحصيلة السلوكية للكائن الحي نتيجة الخبرة، ويتفق علماء النفس عامة، على أن التغيرات السلوكية الثابتة نسبياً تندرج تحت عنوان التغيرات المتعلمة، ومعنى ذلك أن التغيرات المؤقتة في السلوك لا يمكن اعتبارها دليلاً على حدوث التعلّم. وتمر عملية التعلّم في ثلاث مراحل هي الاكتساب، والاختزان، والاستعادة. ويعرف " جيلفورد" (Guilford) التعلّم بأنه " التغير في سلوك الفرد الناتج عن استثارة"، وطبيعة الاستثارة تمتد من مثيرات فيزيائية بسيطة تستدعي نوعاً من الاستجابات، إلى مواقف أخرى غاية في التعقيد، فتعرُّض الفرد لتيار الهواء البارد يجعله يتحرك لإغلاق النافذة التي يأتي منها هذا التيار. فهنا تعرّض الفرد لمثير معين فتغير سلوكه نتيجة تعرضه لهذا المثير. أما عندما يريد الفرد المتعلم قيادة السيارة، فهذا الموقف يتضمن عدداً من المثيرات المتشابكة التي تستدعي نوعاً جديداً من السلوك لا يظهر دفعة واحدة، وإنما يمر بمراحل مختلفة يتحسن في أثنائها حتى يصل إلى شكله النهائي في نهاية عملية التعلّم. ومن الأمثلة على التعلّم " شخص ذاهب إلى عمله وفي طريقه المعتادة فوجئ بحادث في الطريق، فغيّر طريقه إلى آخر، فالحادث هنا يمثل المثير، وتغيير الاتجاه هو استجابة، فهذا الشخص قد تعلم أنه عند حدوث حادث في الطريق عليه ألا ينتظر، بل عليه أن يجد طريقاً آخر". وبذلك يمكن القول: إن عملية التعلّم متعلقة بالمتعلم نفسه، وهي ذات علاقة وطيدة بعملية التعليم من حيث أنها نتيجة لها، أي أن عملية التعلّم هي نتيجة عملية التعليم ومحصلة لها، ونحن نستدل على أن الفرد قد تعلم بعد عملية التعليم من قدرته على القيام بأداء معين لم يكن يستطيع أداءه قبل عملية التعليم.كما أن هناك مجموعة من العوامل تؤثر في عمليتي التعليم والتعلم منها: خصائص المتعلم والمعلم، وسلوك المعلم والمتعلم، والصفات الطبيعية للمدرسة، وخصائص المادة التعليمية، وصفات مجموعة الأقران، والقوى الخارجية التي تؤثر في فاعلية التعليم. أما التدريس (Teaching) فهو الجانب التطبيقي للتعليم، أو أحد أشكاله وأهمها، والتعليم لا يكون فعالاً، إلا إذا خُطط له مسبقاً، أي قد صمم بطريقة منظمة ومتسلسلة. لذا، يعد التدريس نشاطا تواصليا يهدف إلى إثارة التعلّم، وتسهيل مهمة تحقيقه. ويتضمن سلوك التدريس مجموعة من الأفعال التواصلية، والقرارات التي تم استغلالها، وتوظيفها بكيفية مقصودة من المدرس الذي يعمل باعتباره وسيطاً في أداء موقف تربوي- تعليمي. ويمكن القول بأن التدريس نظام من الأعمال المخطط لها، يقصد به أن يؤدي إلى تعلم الطلبة في جوانبهم المختلفة ونموهم، وهذا النظام يشتمل على مجموعة الأنشطة الهادفة، يقوم بها كل من المعلم والمتعلم، ويتضمن هذا النظام عناصر ثلاثة: معلماً، متعلماً، ومنهجاً دراسياً، وهذه العناصر ذات خاصية دينامية، كما أنه يتضمن نشاطاً لغوياً هو وسيلة اتصال أساسية، بجانب وسائل الاتصال الصامتة، والغاية من هذا النظام إكساب الطلبة المعارف، والمهارات، والقيم، والاتجاهات، والميول المناسبة. وبذلك ، يتبين أنه يمكن أن تحدث عملية التعليم، ولكن عملية التعلّم لم تحدث لبعض الطلبة، أو حدثت لهم، ولكن بصورة ضعيفة لا تتناسب مع الجهد والوقت والنفقات، وهذه المشكلة واضحة في مدارسنا، فالجهود المبذولة في مجال التعليم كبيرة، والوقت المخصص له طويل، والنفقات باهظة، ولكن تأتي النتائج هزيلة، فغالباً يتركز التعلّم على حفظ مجموعة من المعارف، والمعلومات، بهدف اجتياز الاختبارات ثم سرعان ما تنطفئ وتُنسى بعد هذا الاجتياز، ويهمل تدريب الجوانب الأخرى من شخصية الطلبة، لذا لا يمكن أن تحدث عملية التعلّم دون حدوث عملية التعليم، فإذا حدثت عملية التعلّم للفرد، فهذا يعني حدوث عملية نمو في معارفه، أو مهاراته، أو قدراته، أو اهتماماته، أو اتجاهاته، أو قيمه، وهذا النمو مرتبط بحدوث عملية تعليم سواء أمقصودة كانت، قصد إليها المعلم أو قصد إليها الفرد نفسه، أم غير مقصودة في مواقف الحياة المتنوعة، فعملية التعلّم مرتبطة بعملية التعليم لأنها ثمرة لها ونتيجة. وحتى نحدث عملية التعلّم لدى الطلبة، لا بد من وجود مواد تعليمية مصممة بطريقة تتناسب وقدراتهم واحتياجاتهم واستعداداتهم، وتؤدي بالمتعلم إلى إتقان الأهداف، بالإضافة إلى وجود إستراتيجيات تدريسية واضحة المعالم تساعد المتعلمين من خلالها بلوغ أهدافهم المحددة، سواء كانت هذه الطرائق تعتمد على المعلم أو المتعلم أو المعلم والمتعلم معاً. تابعو الأردن 24 على

التعليم الإلكتروني.. ضرورة
التعليم الإلكتروني.. ضرورة

جو 24

timeمنذ 10 ساعات

  • جو 24

التعليم الإلكتروني.. ضرورة

الأستاذ الدكتور ماهر سليم جو 24 : إنّ ما يشهده العالم من تقدم علمي وتكنولوجي معاصر كان له كبير الأثر في تغيير ملامحه وتأثيره على القطاعات المختلفة من تجارة واقتصاد وصناعة وسياحة وطب وتعليم للوصول إلى عصر المعرفة، حيث أصبحت المعرفة توازي أو تفوق الثروات المعروفة مثل: الثروات الطبيعية، حيث تبين أن التفوق والفوز هو لمن لديه معرفه ومعلومة. لذا؛ فإن رأس المال البشري صاحب الفكرة والابتكار يُعد الفارق الحقيقي لنجاح وتنافسية المؤسسات. وقد كان لهذا الأمر انعكاساً واضحاً في مجال التعليم الأساسي والجامعي إذ استخدمت التكنولوجيا بشكل إيجابي في تطوير عملية التعلم والتعليم والتدريب والتقنين. وقد كانت المملكة الأردنية الهاشمية من أوائل الدول العربية التي بادرت بالحديث عن أهمية التعليم الإلكتروني لمواكبة التطور، وكان لجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله فضلاً في افتتاح مركز التعليم الإلكتروني في إحدى الجامعات الأردنية الرسمية. ومنذ ذلك الحين لم يتعد الأمر محاولات خجولة لتطبيق وتطوير المبادرة إلى واقع حقيقي في تبني نظام التعليم الإلكتروني بشكل واسع وفعّال في المدارس والجامعات رغم الحاجة الكبيرة له في ظل الواقع التعليمي الذي يعاني من سيادة ثقافة التلقين والحفظ وغياب المشاركة الفعالة في منظومة التعليم بالإضافة إلى ضعف الكادر التدريسي وتأهيله غير المكتمل وقِدَم المناهج الدراسية وتشتتها وعدم مواكبتها للتطور المعرفي المستمر وعدم مواءمتها لاحتياجات السوق والمجتمع علاوة على ضعف الطالب والخريج والبنية التعليمية من إمكانات وبنية تحتية ومستلزمات وأبنية ووسائط متعددة إذا ما قورنت بالدول المتقدمة والتي تهتم بالتعليم. وأصبحت جامعاتنا بمثابة مدارس للتعليم العالي يمارس فيها التعليم التلقيني والوعظي إضافة إلى الكتب غير المسايرة للتقدم العلمي مما أدى إلى إنتاج مخرجات ضعيفة لا تستطيع أن تحقق أي تغيير أو تأثير إيجابي. لذا فإن من الأهمية القصوى التحول من الأنظمة التقليدية إلى التعليم الإلكتروني والذي اهتمت به كثير من الدول المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية واليابان وأوروبا وغيرها. إن تبني نظام التعليم الإلكتروني المدمج والتعليم المعكوس (المنعكس) في الأردن قد يكون بداية ثورة تغيير إيجابية على واقع التعليم حيث يحقق أهدافاً هامة على أولويتها إلغاء عملية التلقين والحفظ ويجعل الطالب محور العملية التعليمية التعلمية ساعين لتعليمه كيف يتعلم، ويجعله المسؤول عن البحث والاستقصاء للوصول للمعلومة وتقييم مدى الاستيعاب والاستفادة. كما أن لتبني النظام تبعات إيجابية على المؤسسات العلمية من حيث تطوير المحتوى التعليمي للمواد والبرامج الأمر الذي سينعكس إيجاباً على المنظومة التعليمية وعلى مخرجاتها ومواءمتها لاستحقاقات المجتمع بالإضافة إلى تطوير الفصل الدراسي من مكان للشرح والتلقين من قبل المدرس إلى بنية تعليمية تفاعلية ما بين الطالب ومصادر التعلم المختلفة وزملائه الطلبة والمدرس بحيث يكون الطالب هو المحور الرئيس وليس المدرس الأمر الذي يفرز مبدأ القدرة على التعلم الذاتي والذي يؤدي إلى نتائج إيجابية في تعزيز ثقافة التعليم المستمر مدى الحياة ونشر ثقافة التعلم والتدرب الذاتيين في المجتمع. هذا بالإضافة أن الكثير يجمع على أن نبني نظام التعليم الإلكتروني يساهم في تحقيق العدالة والإحساس بالمساواة وحرية إدلاء الرأي من خلال أدوات الاتصال المتوافرة. تابعو الأردن 24 على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store