logo
إسرائيل تستهدف الجميع

إسرائيل تستهدف الجميع

الجزيرةمنذ 2 أيام

"نريد تدمير ما تبقّى من القطاع.. حتى لا يبقى حجر على حجر.. سكان غزة سينتقلون إلى جنوب القطاع، ومن هناك إلى دولة ثالثة"، بهذه الكلمات يختصر وزير المالية الإسرائيلي أهداف الحرب بعد 19 شهرًا من الوحشية، والتجويع والقتل والتدمير الممنهج.
بعده بأيّام، في 21 مايو/ أيار، خرج رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في إطلالة إعلامية مباشِرة، ليحدّد أهداف الحرب على غزة؛ بتسليم الأسرى، ونزع سلاح حماس، وخروج حماس من القطاع، ومن ثم تطبيق خطة ترامب التي تعني تهجير الفلسطينيين إلى خارج القطاع.
هذا يعني وبوضوح وعلى لسان أرفع مسؤول في الحكومة؛ أن إسرائيل المحتلة لا تريد الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، وما المفاوضات الجارية في الدوحة والقاهرة، إلا شكل من أشكال إدارة الحرب، فبنيامين نتنياهو أكّد أنه لو تم تسليم الأسرى كإحدى نتائج المفاوضات مع حماس، فإن الحرب ستُستأنف بعد انتهاء الهدنة المؤقتة، حتى تحقيق أهداف الحرب المشار إليها.
موقف نتنياهو يعني استدامة الحرب، بأفق زمني يقترب من عقد الانتخابات الإسرائيلية في منتصف العام 2026.
وحتى يوفّر نتنياهو لنفسه غطاءً ودعمًا أميركيًا مستمرًا لهذه الحرب، فإنه أعلن استجابته لطلب أصدقاء إسرائيل في الكونغرس الأميركي، بإدخال مساعدات لتجنّب حدوث مجاعة في غزة، كما زعم، حتى يوفّروا له غطاء لكافة متطلبات الحرب السياسية والمادية لحسم المعركة في غزة.
إعلان
في هذا السياق، قام الاحتلال الإسرائيلي بإدخال 92 شاحنة، من أصل 45 ألف شاحنة يحتاجها قطاع غزة بشكل عاجل وتدفق مستمر لتجاوز المجاعة الناتجة عن الإغلاق التام والحصار المطبق لأكثر من 80 يومًا، ما دفع مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس لوصف ذلك بأنه؛ قطرة في محيط الاحتياجات الإنسانية.
العبرة بالأفعال
واشنطن وإن بدت راغبة بوقف الحرب في قطاع غزة وصناعة السلام في المنطقة العربية، كما جاء على لسان الرئيس ترامب، إلا أن سلوكها لا يشي بذلك، بل يخلق شكوكًا حول مصداقية موقفها الداعي لوقف الحرب، التي تحوّلت إلى إبادة جماعية للفلسطينيين، فإسرائيل ما زالت تقتل بلا حدود، وتجوّع الفلسطينيين بلا حدود، وواشنطن- واقعيًا وعمليًا- تدعمها بلا حدود.
واشنطن إن كانت معنية بوقف الحرب، فهي تستطيع، بقرار سياسي حقيقي وليس إدارة إعلامية، فالرئيس الأميركي آيزنهاور وباتصال مباشر مع بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل، استطاع أن يوقف العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ما أدّى لخروج بريطانيا، وفرنسا من قناة السويس، وانسحاب إسرائيل من سيناء وقطاع غزة.
الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الغربية- ولا سيّما بريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، والنرويج، وهولندا، وكندا وغيرها- دعوا رسميًا وعلى لسان أرفع المسؤولين بوقف الحرب وإدخال المساعدات فورًا وبلا قيود، وهدّدوا بمعاقبة إسرائيل على سلوكها، إن لم تستجب لدعواتهم.
هذا الموقف وإن جاء متأخرًا جدًا، شكّل نقلة نوعية في الخطاب، ولكنه في ذات الوقت أمام اختبار حقيقي، فالعبرة بالأفعال وليست بالأقوال.
يُشهَد للعديد من الشعوب الأوروبية وشرائح أميركية موقفهم التاريخي الرافض لحرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة، بعد أن انكشف الاحتلال الإسرائيلي على حقيقته المتوحّشة، ما كان سببًا مهمًا لتغيير مواقف حكوماتهم المُحْرجة سياسيًا وأخلاقيًا أمام شعوبها التي يمكن أن تعاقبها عبر صناديق الاقتراع في أقرب الآجال.
يبقى الحكم على مواقف الدول الغربية، التي لطالما ادّعت وزعمت حمايتها للقانون الدولي والإنساني، مرهونًا بخطواتها وإجراءاتها العملية ضد إسرائيل على شكل عقوبات تحول دون استمرار عدوانها على غزة، فالاتحاد الأوروبي أخذ ضد روسيا نحو 17 حُزمة من العقوبات المتراكمة للحيلولة دون استمرار حربها على أوكرانيا، وهذا يعدّ حجة على الاتحاد الأوروبي ومصداقيته، وهو المنظومة الأكثر شراكة تجاريًا وعسكريًا وثقافيًا مع إسرائيل المحتلة.
حماس ليست الهدف الأساس
إن كان الحديث عن الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي أساسيًا بحكم موقعهما الأكثر تأثيرًا على المنظومة الدولية وعلى إسرائيل بوجه خاص، فهذا الأمر لا يُعفي جامعة الدول العربية والدول العربية من مسؤوليتها الأخلاقية والقومية والسياسية، وهي الأكثر قربًا وتأثّرًا بتداعيات الأحداث الدامية في قطاع غزة، وهي الأكثر تأثيرًا على إسرائيل إذا أرادت استخدام أوراق قوّتها لوقف الإبادة الجماعية وتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
الدول العربية باستطاعتها وقف التطبيع مع إسرائيل المحتلة، ووقف كافة الشراكات الاقتصادية والأمنية معها، وتفعيل المقاطعة الشاملة ضد الاحتلال، حتى وقف هذه المقتلة بحق الفلسطينيين والإنسانية، فالصمت يشجّع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الحماقة والجنون الذي سيطال الجميع فلسطينيين وعربًا.
من نافلة القول، أن معركة إسرائيل ليست مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية بشكل أساس، وإنما مع الشعب الفلسطيني وتطلعاته الوطنية، ومع الأطفال والنساء والشباب الفلسطيني؛ فالاحتلال يعتقد أن الديمغرافيا الفلسطينية، والعنفوان الفلسطيني، والكفاءات العلمية الفلسطينية هي تحدٍ تاريخي له، فهم أصحاب الأرض الأصليون ويرفضون التخلّي عنها، وهذا ما كان طوال 77 سنة من الاحتلال القائم على القتل والتهجير.
إعلان
معركة إسرائيل مع الجميع وتستهدف فيها الجميع. فحركة حماس هي حلقة من حلقات النضال، وإن ذابت وفنت فلن يفنى النضال ولن تتراجع الثورة الفلسطينية عن التحرير والعودة لشعب قارب تعداده الـ 15 مليون نسمة، نصفهم داخل فلسطين، والنصف الآخر مهجّر يعيش أغلبه في دول الطوق العربي.
الناظر يرى مستوى وحشية الاحتلال، وكراهيته وانتقامه من المدنيين الفلسطينيين في غزة، فغالبية الشهداء من المدنيين، وثلث الشهداء البالغ عددهم نحو 54 ألفًا إلى اللحظة من الأطفال.
الاحتلال ومنذ الأشهر الأولى من هذه المعركة، سعى لتدمير الجامعات والمدارس؛ لأنها منبع التربية والمعرفة، كما سعى لقتل الأطباء والمهندسين والمعلمين والأكاديميين والصحفيين وموظفي القطاع العام ونشطاء المجتمع المدني؛ لأنه يرى فيهم عدوًا عنيدًا صلبًا في مواجهته كاحتلال فاشيّ متوحّش.
الاحتلال كان وما زال يرى في الفلسطيني عدوًا يجب التخلّص منه؛ فمن دمّر أكثر من 500 بلدة وقرية وهجّر ثلثي الشعب الفلسطيني في العام 1948، ما زال يعمل بنفس العقلية وعلى ذات النهج والسياسة.
إذا كان بعض العرب يرى في حركة حماس والمقاومة الفلسطينية طرفًا غير مرغوب فيه لخلفيتها الإسلامية، فهذا ليس مبرّرًا للصمت على قتل الأطفال، وتدمير معالم الحياة في قطاع غزة.
علاوة على ذلك فإن تهجير الفلسطينيين، سيُعيد ثِقل النضال الوطني من الداخل إلى الخارج، وهذا ليس في صالح الفلسطينيين والعرب على حد سواء، وفقًا لتجربة الثورة الفلسطينية؛ فإسرائيل تسعى لنقل أزمتها كاحتلال إلى الدول العربية، لتصبح المشكلة بين الفلسطينيين الساعين للتحرير والعودة، وبين الدول العربية التي ستكون في موقع الدفاع عن إسرائيل بحكم اتفاقيات التطبيع.
حركة حماس أحسنت لفلسطين وللدول العربية عندما نقلت النضال من الخارج إلى الداخل، ولم تتدخل في شؤون الدول العربية بذريعة مقاومة الاحتلال، وهذا يتطلب أقلّه دعمًا للفلسطينيين إن لم يكن وقوفًا مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في وجه الاحتلال، الذي يشكّل خطرًا إستراتيجيًا على الأمة العربية كلها والإنسانية بأكملها، والذي بات اليوم واضحًا أكثر من أي وقت مضى.
الواقع الكارثي الذي يعيشه الفلسطيني في قطاع غزة، وعلى شاكلته في الضفة الغربية والقدس، بسبب الاحتلال الإسرائيلي، يضع العرب والإنسانية أمام امتحان تاريخي؛ فالعالم إما أن يستمر في صمته المخجل ويخسر إنسانيته، وإما أن يتحرك لإنقاذ البشرية والتي أضحى أحد أهم عناوينها غزة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جامعة أيرلندية مرموقة تقطع علاقاتها مع إسرائيل نصرة لغزة
جامعة أيرلندية مرموقة تقطع علاقاتها مع إسرائيل نصرة لغزة

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

جامعة أيرلندية مرموقة تقطع علاقاتها مع إسرائيل نصرة لغزة

قالت وسائل إعلام أيرلندية اليوم الخميس إن مجلس إدارة جامعة ترينيتي المرموقة في دبلن صوّت لصالح قطع العلاقات مع الجامعات والشركات الإسرائيلية احتجاجا على الانتهاكات المستمرّة ل لقانون الدولي والإنساني خلال الحرب على قطاع غزة. وأوضحت المصادر أن الجامعة الأيرلندية لن تيسر بعد الآن اتفاقيات تبادل الطلاب مع الجامعات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن قطع العلاقات يشمل إنهاء جميع الاستثمارات والعلاقات التجارية والتعاون الأكاديمي والبحثي. وكانت وكالة الصحافة الفرنسية أوردت أن جامعة ترينيتي كولدج الأيرلندية أعلنت -أمس الأربعاء- أنّها ستقطع كلّ العلاقات مع إسرائيل، وذلك غداة إعلان جامعة سويسرية قطع علاقاتها مع أبرز الجامعات الإسرائيلية على خلفية الحرب على غزة. وأبلغ مجلس إدارة الجامعة الأيرلندية الطلّاب بهذا القرار عبر البريد الإلكتروني، بناءً على توصيات مجموعة عمل تمّ إنشاؤها في خضمّ تحرك طالبي استمرّ 5 أيام في الحرم الجامعي العام الماضي تنديدا بالحرب في غزة. وقال رئيس مجلس إدارة الجامعة بول فارل في رسالة، إنّ ترينيتي كولدج ستقطع "العلاقات المؤسسية مع دولة إسرائيل والجامعات الإسرائيلية والشركات التي تتخذ من إسرائيل مقرا"، مشيرا إلى أنّ قطع العلاقات سيستمرّ "ما دامت الانتهاكات للقانون الدولي والإنساني مستمرّة". وكانت دبلن قد انضمّت إلى الإجراءات المقدّمة من جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ، والتي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، إلى جانب أن أيرلندا اعترفت في مايو/أيار الماضي، بدولة فلسطينية "مستقلّة وذات سيادة". وتأتي خطوة الجامعة الأيرلندية غداة إعلان جامعة جنيف إنهاء شراكتها مع الجامعة العبرية في القدس، التي تعدّ الأبرز في إسرائيل، على خلفية احتجاجات طالبية بسبب حرب غزة. ووفق بيان نُشر الثلاثاء، تخلت جامعة جنيف "عن الشراكات الإستراتيجية التي لا تعكس، في جغرافيتها أو محتواها، الأولويات الإستراتيجية للمؤسسة"، وأعربت رئاسة الجامعة عن "استيائها من الوضع الإنساني في قطاع غزة. وكانت جامعات أوروبية وغربية عدة اتخذت إجراءات في إطار الاحتجاجات الطالبية المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة، حيث تركز معظمها حول سحب الاستثمارات من إسرائيل أو من شركات تدعمها أو وقف التعاون مع جامعات إسرائيلية. كما واجهت إسرائيل مقاطعة أكاديمية عالمية غير مسبوقة بسبب الحرب على غزة، حيث يتم طرد إسرائيليين من مجموعات بحثية، وإنهاء التعاون معهم ورفض مقالاتهم، إلى جانب إلغاء مشاركة بعضهم بالمحاضرات والمؤتمرات الأكاديمية بالجامعات حول العالم.

11 سؤالا تشرح ما يفعله الحجاج في يومي التروية وعرفة
11 سؤالا تشرح ما يفعله الحجاج في يومي التروية وعرفة

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

11 سؤالا تشرح ما يفعله الحجاج في يومي التروية وعرفة

مع بزوغ فجر اليوم تدفق مئات آلاف الحجيج إلى وادي منى العتيق، حيث يمتد أطول مخيم في العالم، وتتراص خيمه البيض على طول الأفق في لوحة فنية جميلة تقر العين وتريح النفس، وعلى أطرافه الشمالية والجنوبية تمتد بشموخ سلسلة جبلية يتردد على قممها صدى تكبيرات الملبّين كل عام. بياض خيام منى يتناسب مع بياض المقاصد التي دفعت ملايين الحجاج إلى النفير إلى هذا الوادي الذي يغص برواده ويتنفس عطر الشوق وعبير التلبية والتكبير والتهليل. كما يتناسب أيضا مع بياض ثياب الإحرام التي تلف أجساد الحجاج وهم يجوبون منى، يحملهم الحنين على أجنحة شوق عارم. في هذا اليوم تبدأ فعليا رحلة الحج المتصلة زمانا ومكانا، والتي تتواصل على مدى 6 أيام، بالإضافة إلى ما يسبقها من تلبية وطواف بالبيت الحرام. وفي هذا اليوم المبارك يقضي الحجاج يومهم في صلاة وعبادة فيما يعرف بيوم التروية، فما أبرز أعمال الحج في هذا اليوم والذي يليه (يوم عرفة)؟ يوم التروية هو يوم الثامن من شهر ذي الحجة، ينزل فيه الحاج في مشعر مِنى ويؤدي فيه صلاة الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، والفجر. لماذا سمي يوم التروية؟ يختلف المختصون في أسباب تسميته بهذا الاسم، إذ يرى البعض أن ذلك يعود إلى أن الحجيج كانوا يتروّون فيه من الماء استعدادا ليوم عرفة. إعلان وقيل لأن الحجاج يروون فيه أنفسهم بالإيمان والتقوى استعدادا للوقوف بعرفة ، منسك الحج الأعظم، في التاسع من ذي الحجة. وقيل سمي يوم التروية لأن آدم رأى فيه حواء واجتمع بها، أو لأن إبراهيم رأى في منامه ذبح ابنه فأصبح يتروى، أو لأن جبريل أرى إبراهيم فيه المناسك، أو لأن الإمام يعلم الناس ويرويهم فيه المناسك. ما الذي يفعله الحجاج في يوم التروية؟ في يوم التروية، يقضى الحجاج وقتهم في الدعاء والذكر والتأمل، وترديد تلبية الحج "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك". كما يُصلّون في مِنى الصلوات الخمس قصرا من دون جمع، ويبيتون هناك قبل التوجه إلى صعيد عرفة بعد طلوع شمس اليوم التاسع من ذي الحجة. ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء التوجه إلى مِنى، كما يستحب له أن لا يخرج من منى إلا بعد بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك. أين يقع مشعر منى؟ يقع مشعر مِنَى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكن إلا في فترة الحج. وتبلغ مساحة مشعر منى بحدوده الشرعية 16.8 كيلومترا مربعا، وهو من أكبر المشاعر المقدسة احتضانا للدوائر الحكومية والجهات الخدمية العاملة على تيسير أداء مناسك حجاج بيت الله الحرام، بما يقدر بـ15% من مساحة السفوح الجبلية للمشعر. وتستخدم المساحة المتبقية لنصب الخيام من أجل إيواء الحجاج على مساحة تقدر بـ2.5 مليون متر مربع تستوعب نحو 2.6 مليون حاج، وبهذا يكون المشعر أكبر مدينة خيام في العالم. من أين جاءت تسمية منى؟ تختلف المصادر التاريخية في سبب تسمية ذلك الوادي المبارك، فقيل لما يُمنى فيه من الدعاء، وقيل إن جبريل عليه السلام أتى إبراهيم عليه الصلاة والسلام في ذلك الوادي وقال له تمنى على ربك ما شئت، فسمي الوادي منى. ويقول المؤرخون إن تسمية مشعر مِنَى مشتقة من الفعل أَمنَى بمعنى أراق الدماء، وذلك لكثرة ما يراق فيه من دماء الهَدْي. ورأى آخرون أن منى سُميت كذلك لاجتماع الناس بها، إذ إن العرب تسمي كل مكان يجتمع فيه الناس مِنَى. ولئن اختلفت الروايات بشأن التسميات، فالمؤكد أنه يمثل إحدى محطات الحج الأساسية، يمر بها الحجيج كل عام ذهابا وإيابا من عرفات ركن الحج الأعظم. ما مكانة منى في الإسلام؟ ولمشعر منَى مكانة دينية خاصة عند المسلمين. ففي هذا المكان، رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام إبليس بالجمار، وذبح كبشا فداء لسيدنا إسماعيل عليه السلام. ثم أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا الفعل في حجة الوداع، إذ رمى جمرة العقبة أو الجمرة الكبرى صبيحة العاشر من ذي الحجة، وذبح الهدي بعد رمي الجمرات، وحلق شعره في اليوم ذاته، ومن بعده استنَّ المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون. ويشتهر مشعر مِنَى أيضًا بمعالم مهمة في الحج، منها الشواخص الثلاثة التي يرمي فيها الحجاج الجمرات، التي تتمثل في جمرة العقبة في اليوم العاشر من ذي الحجة، وجمرات أيام التشريق الثلاثة في أيام 11 و12 و13 ذي الحجة. كما يحتضن هذا المشعر مسجد الخيف الذي يقع على السفح الجنوبي من جبل منى، قريبا من الجمرة الصغرى، ويعد ثالث أكبر مسجد بمنطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام ومسجد نَمرة. وهو أحد المواضع التي صلى فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كذلك، شهد مشعر مِنَى أحداثا تاريخية في الإسلام، منها بيعتا العقبة الأولى والثانية عامي 12 و13 من الهجرة، واللتين بايع فيهما مجموعةٌ من الأنصار النبي محمد عليه الصلاة والسلام على نصرته. وبعد يوم التروية يصعد الحجاج إلى عرفات في اليوم التاسع من ذي الحجة للوقوف على صعيدها الطاهر وأداء ركن الحج الأعظم، فما الذي يجري في هذا اليوم؟ إعلان أين تقع منطقة عرفات؟ عرفات أو عرفة منطقة مستوية تبعد عن المسجد الحرام في مكة المكرمة نحو 20 كيلومترا باتجاه الجنوب الشرقي. ويحد عرفات من الجهة الغربية وادي عرنة. وتقع عرفات خارج حدود الحرم، وهي أحد حدود الحرم من الجهة الشرقية، وإجمالي مساحتها 10.4 كلم2، وقد وضعت علامات تبين حدودها. لماذا سميت عرفة بهذا الاسم؟ قيل إن عرفات سميت بذلك لأن الناس يتعارفون فيها، أو لأن أمين الوحي جبريل عليه السلام طاف بالنبي إبراهيم عليه السلام وكان يريه المشاهد فيقول له "أَعَرَفْتَ؟ أَعَرَفْتَ؟"، فيرد إبراهيم "عَرَفْتُ، عَرَفْتُ"، كما قيل غير ذلك في سبب التسمية. ما المقصود بالوقوف بعرفة؟ الوقوف بعرفة يعد الركن الأعظم ولا يصح الحج من دونه، يبدأ من فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، ويمتد إلى طلوع الفجر الصادق لليوم العاشر، ويكثر فيه الحاج من الذكر والدعاء. والمقصود بالوقوف بعرفة هو الحضور والشهود والمكوث في هذا المكان لمدة من الزمن، وليس بالضرورة الوقوف على القدمين، فيمكن أن يجلس الحاج أو يستلقي إن كان ذلك أريح له، وعرفة كلها موقف كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس هناك مكان فيها مخصوص بذلك دون غيره، والشرط أن يكون الوقوف ضمن الحدود المعروفة لمشعر عرفات، ويستمر حتى غروب الشمس. ما الذي يفعله الحاج في عرفة؟ يعرف يوم عرفة أيضا بأنه يوم الحج الأكبر، إذ فيه يؤدي الحجاج الركن الأعظم للحج، وهو الوقوف في صعيد عرفة والإكثار من الذكر والدعاء، وهو ركن لا يصح الحج من دونه. يجتمع الحجاج في عرفة يوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويصلون الظهر والعصر قصرا (ركعتين فقط لكل صلاة منهما) وجمع تقديم، ويستمرون في الدعاء والذكر والتكبير إلى وقت غروب الشمس. ويوم عرفة من أعظم أيام الله، تغفر فيه الزلاّت وتجاب فيه الدعوات، وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين، وجعله الله كالمقدمة ليوم النحر، وقد وردت في فضائله ومآثره والأعمال المشروعة فيه -للحاج ولغير الحاج- أحاديث نبوية عديدة. كما ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام". ما أبرز معالم عرفة؟ ومن أهم معالم عرفة التي يتنافس الحجاج في الوقوف بها طلبا للمغفرة والرحمة "جبل عرفة"، الذي تسميه العامة "جبل الرحمة"، وهو المكان الذي ألقى أسفله النبي محمد عليه الصلاة والسلام -قبل 14 قرنا- خطبة الوداع التي أعلن فيها اكتمال رسالة الإسلام. ويقع "جبل عرفة" شرقي عرفات، وهو أكَمَة تتكون من حجارة صلدة سوداء وكبيرة وسطحها مستوٍ وواسع، يعلوه شاخص (عمود حجري) طوله 7 أمتار، كما يدور حوله حائط يبلغ ارتفاعه نحو 57 سنتمترا. ويبلغ عرض هذا الجبل شرقا 170 مترا، وعرضه غربا 100 متر، وطوله شمالا 200 متر، وطوله جنوبا 170 مترا، وارتفاعه عن سطح البحر 372 مترا، وارتفاعه عن الأرض التي تحيط به مقدار 65 مترا. ومن أهم معالمه أيضا مسجد نمرة، وهو الموضع ذاته الذي خطب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة، ويصلي فيه كثير من الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا، ويحرصون على القدوم إليه ليستمعوا إلى خطبة يوم عرفة. ويعرف المسجد بعدة أسماء كمسجد إبراهيم وعرنة وعرفة، وتقول إحدى الروايات إنه أخذ اسم "مسجد عرفة" من قرية تقع خارج منطقة عرفة، أقام فيها النبي صلى الله عليه وسلم ثم سار منها إلى وسط عرفة وصلى هناك وخطب في الناس. ويرجَّح بناء المسجد في منتصف القرن الثاني للهجرة في بداية عهد الخلافة العباسية (في القرن السابع الميلادي)، ثم حظي لاحقا باهتمام السلاطين على مر فترات التاريخ الإسلامي.

شاهد.. أعمال يوم التروية
شاهد.. أعمال يوم التروية

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

شاهد.. أعمال يوم التروية

بدأ حجاج بيت الله الحرام التوجه إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إيذانا بانطلاق مناسك الحج لهذا العام. وحسب تقرير بثته قناة الجزيرة، فإن يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة، وسمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يتروّون فيه من الماء بمكة ويخرجون به إلى مِنى وعرفات ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج. وتتدفق جموع حجاج بيت الله الحرام من مكة مع إشراقة صباح هذا اليوم إلى صعيد مشعر منى، ومنى هو واد يقع على بعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام في مكة المكرمة. واشتهرت منى بأنها أكبر مدينة خيام بالعالم، ويضم مشعر منى حوالي 160 ألف خيمة، وهي قادرة على استيعاب نحو مليونين و600 ألف حاج. ويقضي الحجاج في هذا اليوم، وقتهم منشغلين في العبادة والدعاء والذكر وترديد تلبية الحج. ويُصلّون في مِنى الصلوات الخمس قصرا من دون جمع، ويبيتون هناك قبل التوجه إلى صعيد عرفة بعد طلوع شمس التاسع من ذي الحجة، لأداء الركن الأعظم من الحج. وقد اكتملت الاستعدادات في منى لاستقبال ضيوف الرحمن، حيث انتشرت الفرق الأمنية والصحية والخدمية، كما تم تشغيل مخيمات الحجاج بكامل طاقتها وسط خطة تشغيلية وتنظيمية عالية المستوى، لضمان راحة الحجاج وانسيابية حركتهم. إعلان وقد أكدت وزارة الحج والعمرة والجهات المختصة في السعودية الجاهزية الكاملة لجميع المسارات بما في ذلك توفير خدمات النقل والإعاشة والإرشاد إلى جانب تطبيق أعلى معايير السلامة باستخدام أنظمة المراقبة الذكية والطائرات المسيّرة لمتابعة تحركات الحشود وضمان أمنهم. وكانت السلطات السعودية أعلنت أن إجمالي عدد الحجاج القادمين من الخارج بلغ حتى الآن نحو مليون ونصف مليون.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store