logo
كيف جلب الجواسيس الأميركيون اليورانيوم لقنبلة هيروشيما

كيف جلب الجواسيس الأميركيون اليورانيوم لقنبلة هيروشيما

الغدمنذ يوم واحد
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
جو لوريا* - (كونسورتيوم نيوز) 6/8/2025
ثمة سر قاتم يكمن وراء قنبلة هيروشيما هو مصدر اليورانيوم الذي استُخدم في صناعتها، هو السباق الشرس بين الجواسيس لتأمين يورانيوم مخصب بشكل طبيعي من الكونغو لتغذية "مشروع مانهاتن" ومنع وقوع هذا المعدن النادر في أيدي النازيين.
اضافة اعلان
وفي العام 2016، كشفت الباحثة البريطانية سوزان ويليامز هذه الجهود بالتفصيل في كتابها "جواسيس في الكونغو"، الذي يروي قصة مهمة "مكتب الخدمات الاستراتيجية" الأميركي وعملائه لتأمين المعدن القاتل لصناعة القنبلة.
* * *
منذ الاستخدام الأول للسلاح النووي في هيروشيما في مثل هذه الأيام قبل 80 عاماً، في 6 آب (أغسطس) 1945، بقيت قصة المكان الذي جاء منه اليورانيوم الذي استُخدم في صناعة القنبلة، والعملية السرية التي نفذتها الولايات المتحدة لتأمينه، غير معروفة إلى حد كبير.
كان ذلك إلى أن نُشر كتاب "جواسيس في الكونغو" Spies in the Congo الذي صدر في العام 2016، للباحثة البريطانية سوزان ويليامز Susan Williams (منشورات دار بابليك أفيرز، نيويورك)، والذي كشف للمرة الأولى القصة المفصلة للسباق السري للغاية الذي جرى بين الأميركيين والنازيين للحصول على أكثر المعادن فتكاً على وجه الأرض.
في بداية الحرب العالمية الثانية، عندما أطلقت الولايات المتحدة "مشروع مانهاتن" فائق السرية، كانت المناجم في أميركا الشمالية ومعظم أنحاء العالم تُنتج خاماً يحتوي على أقل من واحد في المائة من اليورانيوم، وهو ما اعتُبر غير كافٍ لبناء أولى القنابل الذرية.
ولكن كان هناك منجم واحد في العالم ينتج، بفضل واحدة من عجائب الطبيعة، خاماً يحتوي على ما يصل إلى 65 في المائة من اليورانيوم: منجم "شينكولوبوي" الذي يقع في ما أصبح اليوم جمهورية الكونغو الديمقراطية.
كانت الصلة بين منجم شينكولوبوي وهيروشيما؛ حيث قُتل أكثر من 200.000 شخص، ما تزال غير معروفة إلى حد كبير في الغرب، وفي الكونغو، وحتى في اليابان بين القلة من الناجين الذين ما يزالون على قيد الحياة.
وثمة صلة أخرى تم تجاهلها هي الآثار الصحية الكارثية على عمال المناجم الكونغوليين الذين تعاملوا مع اليورانيوم كعبيد فعلياً لدى عملاقة التعدين البلجيكية، شركة "يونيون مينيير"، مالكة منجم شينكولوبوي في الكونغو البلجيكية في ذلك الحين.
وعلى الرغم من أن النازيين لم يحرزوا تقدماً كبيراً في سعيهم إلى صناعة القنبلة (بسبب عدم امتلاكهم ليورانيوم مخصب بدرجة عالية)، فإن الأميركيين لم يكونوا على علم بذلك في العام 1939، وكانوا يخشون أن يحصل هتلر على السلاح النووي قبلهم، حيث كان من المؤكد تقريباً أن ذلك سيؤثر على نتيجة الحرب.
وفي وقت مبكر هو ذلك العام نفسه، كتب ألبرت أينشتاين إلى الرئيس فرانكلين دي. روزفلت لينصحه بشكل غير مباشر بإبقاء النازيين بعيدين عن شينكولوبوي وتأمين اليورانيوم الموجود هناك لصالح الولايات المتحدة.
الكتاب الذي كتبته ويليامز، بعد بحث دقيق وبلغة رائعة، يروي القصة المعقدة لوحدة خاصة من "مكتب الخدمات الاستراتيجية الأميركي" (OSS)، سلف "وكالة الاستخبارات المركزية" (CIA)، والتي تم إنشاؤها بهدف شراء ونقل كل ما تستطيع الولايات المتحدة أن تضع يدها عليه من يورانيوم منجم شينكولوبوي بشكل سري.
كانت الوحدة تحت قيادة مدير "مكتب الخدمات الاستراتيجية الأميركي"، ويليام "بيل المتوحش" دونوفان؛ ورود بولتون، رئيس قسم أفريقيا في المكتب. كان دونوفان مهووساً بمنع النازيين من الحصول على القنبلة، وكان لا يثق في دور بريطانيا في عملية تأمين اليورانيوم.
وكانت بريطانيا، من جهتها، تخشى أن الولايات المتحدة تحاول الاستيلاء على مستعمراتها في غرب أفريقيا. وتخبرنا ويليامز أن دونوفان درّب عملاءه على استهداف -ليس النازية فحسب، بل الكولونيالية أيضاً.
استخدم عملاء "مكتب الخدمات الاستراتيجية الأميركي" وسائل تمويهية عدة للتغطية، فتنكروا في هيئة علماء طيور، أو علماء طبيعة يجمعون حيوانات الغوريلا الحية، أو كمستوردين للحرير، أو في هيئة مدير تنفيذي لشركة النفط، "تكساسكو"، كما فعل العميل لانيير فيوليت.
ثم أصبحت هذه التغطية مشكلة بعد أن اضطر رئيس شركة "تكساسكو"، توركيلد ريبر، إلى الاستقالة في العام 1940 بعد انكشافه كمهرّب نفط إلى النازيين، وتوظيفه لألمان تبيّن أنهم جواسيس "كانوا يستخدمون الاتصالات الداخلية لـ'تكساسكو' لبث معلومات استخباراتية إلى برلين".
وتخبرنا ويليامز، أيضاً، أن الجواسيس الأميركيين واجهوا صعوبات في العمل داخل الكونغو الفرنسية وغيرها من المستعمرات التي كانت تسيطر عليها "فرنسا الحرة" تحت حكم الجنرال شارل ديغول، لأن الولايات المتحدة كانت تعترف في ذلك الحين بحكومة فيشي حتى غزو النورماندي.
قصة تشويق واقعية
تركز رواية ويليامز الواقعية، والمشوقة مثل كل روايات التجسس، على عدد من عملاء "مكتب الخدمات الاستراتيجية" الأميركي الذين شاركوا في مهمة تأمين اليورانيوم ومنع النازيين من الوصول إلى المنجم الفريد في مقاطعة كاتانغا، وهي مهمة شديدة السرية لدرجة أن معظم العملاء المشاركين فيها ظنوا أنهم كانوا يمنعون تهريب الألماس.
أما القلة من عملاء "مكتب الخدمات الاستراتيجية" الذين عرفوا أن اليورانيوم هو الذي كانت الولايات المتحدة تسعى وراءه، فلم يعرفوا الغرض من تأمين هذا الخام.
أحد العملاء من هذا النوع هو بطل القصة الذي يُدعى ويلبر "دوك" هوغ، الذي لم يكتشف إلا بعد السادس من آب (أغسطس) من العام 1945 السبب في أنه ساعد على الكشف عن طرق التهريب النازية من الكونغو، وساعد على تهريب اليورانيوم إلى خارج البلاد.
وكان هذا اليورانيوم قد جُلب بالقطار إلى ميناء فرانكوي، ثم حُمل على مراكب عبر نهر كاساي إلى نهر الكونغو إلى مدينة ليوبولدفيل (كينشاسا)، حيث أُعيد تحميله على متن قطار إلى ميناء ماتادي.
وهناك حُمل اليورانيوم على متن طائرات تابعة لشركة "بان أميركان" أو على سفن، والتي اتجهت كلها نحو نيويورك، حيث تم تفريغه وتخزين 1.200 طن منه في مستودع في حي جزيرة ستاتن بمدينة نيويورك. وهناك بقي اليورانيوم إلى أن تم نقله بالقطار إلى مختبر "لوس ألاموس" في نيو مكسيكو، حيث كان العلماء يعملون على تطوير القنبلة.
(ظل الموقع في نيويورك تحت جسر بايون يُسجّل مستويات من الإشعاع كانت عالية بما يكفي لدفع الحكومة الأميركية إلى إصدار الأمر بإجراء عملية تنظيف وتطهير للمكان في العام 2010).
تكشف الكاتبة سوزان ويليامز، أيضاً، أن المهمة الأميركية تعقّدت بسبب بعض المسؤولين البلجيكيين في الكونغو، وكذلك بسبب شركة "يونيون مينيير"، التي تعاونت في بعض الأحيان مع النازيين لتهريب بعض خامات اليورانيوم القاتلة إلى الخارج.
وكما توضح ويليامز، فإنه بعد استسلام الألمان، علمت الولايات المتحدة إلى أي مدى كان النازيون بعيدين عن إنتاج القنبلة فعليًا، وبعد هزيمة اليابان، علمت لأول مرة أن طوكيو أيضاً كان لديها برنامج بدائي للأسلحة النووية.
بعد "يوم النصر في أوروبا"، حاول آينشتاين إقناع الرئيس ترومان بإيقاف "مشروع مانهاتن".
لكن الأوان كان قد فات. وعلى الرغم من معارضة الجنرالات دوايت أيزنهاور، ودوغلاس ماك آرثر، وثلاثة قادة عسكريين أميركيين كبار آخرين لاستخدام القنبلة، أقدم ترومان على إسقاطها على أي حال -لا لإنهاء الحرب وإنقاذ الأرواح، وإنما كما يتفق كثير من المؤرخين الآن، لاختبار السلاح وإرسال رسالة إلى العالم، وخاصة إلى السوفيات، عن الهيمنة الأميركية القادمة.
وكما قال أيزنهاور: "كان اليابانيون مستعدين للاستسلام، ولم تكن هناك ضرورة لضربهم بذلك الشيء الفظيع".
على الرغم من أن عميل "مكتب الخدمات الإستراتيجية"، هوغ، لم يكن يعرف ماذا كان الغرض من اليورانيوم، فإنه كان يعلم أنه في مهمة بالغة الخطورة. فقد حاول العملاء النازيون اغتياله ثلاث مرات -مرة بقنبلة، ومرة بسكين، ومرة بمسدس. وقد نجا من الحرب، فقط ليموت بمرض سرطان المعدة في سن الثانية والأربعين.
وكما تشرح ويليامز: "تشمل عوامل الخطر المسببة لهذا المرض التعرض للإشعاع، وهو ما يفسر سبب ارتفاع احتمال إصابة الناجين من القنبلة الذرية في الحرب العالمية الثانية بسرطان المعدة أكثر من غيرهم". وقد توفي اثنان آخران من زملاء هوغ في "مكتب الخدمات الاستراتيجية" في مهمة الكونغو في سن صغيرة أيضاً.
لكن اهتمام ويليامز لم يقتصر على هؤلاء، بل امتد أيضاً إلى عمال المنجم الكونغوليين الذين تعاملوا مع تلك المواد لأيام متتالية في نهاية المطاف، من دون أن يكون لدى بلجيكا، أو شركة "يونيون مينيير" أو الأميركيين أي اهتمام يُذكر بصحتهم أو سلامتهم.
تكتب ويليامز: "من المدهش أن القليل من الاهتمام أُعطي للكونغوليين، الذين لم تتم استشارة أي منهم بشأن خطط استخدام يورانيوم شينكولوبوي في صناعة القنابل الذرية. ماذا كان يمكن أن يكون ردّ فعلهم، من منطلق أخلاقي، على بناء سلاح مدمر وفظيع إلى هذا الحد باستخدام معدن مستخرج من أرضهم؟".
وتسأل وليامز: "ماذا كان يمكن أن يكون رد فعلهم اليوم، إذا ما أُزيحت جانباً حملات التضليل والظلال والخداع وكُشف التاريخ بالكامل؟ لم يتم تبليغ الكونغوليين أيضاً بالمخاطر المريعة على الصحة والسلامة التي تم تعريضهم لها؛ لقد تم استخدامهم فقط كعمال، كما لو أنه لم تكن لهم حقوق متساوية كبشر متساوين. كانت هذه مشكلة تتحمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبلجيكا عنها مسؤولية ثقيلة".
*جو لوريا Joe Lauria: رئيس تحرير "كونسورتيوم نيوز"، ومراسل صحفي سابق لدى الأمم المتحدة لصالح صحف مثل "وول ستريت جورنال"، و"بوسطن غلوب"، وغيرهما، بما في ذلك "مونتريال غازيت"، و"ديلي ميل" اللندنية، و"ذا ستار" في جوهانسبورغ. عمل كصحفي استقصائي في "صنداي تايمز" البريطانية، ومراسل مالي لدى "بلومبيرغ نيوز". بدأ مسيرته المهنية كمراسل متعاون في سن التاسعة عشرة مع صحيفة "نيويورك تايمز". وهو مؤلف لكتابي "أوديسة سياسية" A Political Odyssey، بالاشتراك مع السيناتور مايك غرافيل بتقديم دانييل إلسبيرغ؛ و"كيف خسرتُ بقلم هيلاري كلينتون" How I Lost By Hillary Clinton، بتقديم جوليان أسانج.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: ATOMIC BOMBINGS AT 80: How US Spies Secured the Hiroshima Uranium
في ترجمات:
80 عاما بعد القصف.. الأسطورة المقيمة لهيروشيما وناغازاكي
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف جلب الجواسيس الأميركيون اليورانيوم لقنبلة هيروشيما
كيف جلب الجواسيس الأميركيون اليورانيوم لقنبلة هيروشيما

الغد

timeمنذ يوم واحد

  • الغد

كيف جلب الجواسيس الأميركيون اليورانيوم لقنبلة هيروشيما

ترجمة: علاء الدين أبو زينة جو لوريا* - (كونسورتيوم نيوز) 6/8/2025 ثمة سر قاتم يكمن وراء قنبلة هيروشيما هو مصدر اليورانيوم الذي استُخدم في صناعتها، هو السباق الشرس بين الجواسيس لتأمين يورانيوم مخصب بشكل طبيعي من الكونغو لتغذية "مشروع مانهاتن" ومنع وقوع هذا المعدن النادر في أيدي النازيين. اضافة اعلان وفي العام 2016، كشفت الباحثة البريطانية سوزان ويليامز هذه الجهود بالتفصيل في كتابها "جواسيس في الكونغو"، الذي يروي قصة مهمة "مكتب الخدمات الاستراتيجية" الأميركي وعملائه لتأمين المعدن القاتل لصناعة القنبلة. * * * منذ الاستخدام الأول للسلاح النووي في هيروشيما في مثل هذه الأيام قبل 80 عاماً، في 6 آب (أغسطس) 1945، بقيت قصة المكان الذي جاء منه اليورانيوم الذي استُخدم في صناعة القنبلة، والعملية السرية التي نفذتها الولايات المتحدة لتأمينه، غير معروفة إلى حد كبير. كان ذلك إلى أن نُشر كتاب "جواسيس في الكونغو" Spies in the Congo الذي صدر في العام 2016، للباحثة البريطانية سوزان ويليامز Susan Williams (منشورات دار بابليك أفيرز، نيويورك)، والذي كشف للمرة الأولى القصة المفصلة للسباق السري للغاية الذي جرى بين الأميركيين والنازيين للحصول على أكثر المعادن فتكاً على وجه الأرض. في بداية الحرب العالمية الثانية، عندما أطلقت الولايات المتحدة "مشروع مانهاتن" فائق السرية، كانت المناجم في أميركا الشمالية ومعظم أنحاء العالم تُنتج خاماً يحتوي على أقل من واحد في المائة من اليورانيوم، وهو ما اعتُبر غير كافٍ لبناء أولى القنابل الذرية. ولكن كان هناك منجم واحد في العالم ينتج، بفضل واحدة من عجائب الطبيعة، خاماً يحتوي على ما يصل إلى 65 في المائة من اليورانيوم: منجم "شينكولوبوي" الذي يقع في ما أصبح اليوم جمهورية الكونغو الديمقراطية. كانت الصلة بين منجم شينكولوبوي وهيروشيما؛ حيث قُتل أكثر من 200.000 شخص، ما تزال غير معروفة إلى حد كبير في الغرب، وفي الكونغو، وحتى في اليابان بين القلة من الناجين الذين ما يزالون على قيد الحياة. وثمة صلة أخرى تم تجاهلها هي الآثار الصحية الكارثية على عمال المناجم الكونغوليين الذين تعاملوا مع اليورانيوم كعبيد فعلياً لدى عملاقة التعدين البلجيكية، شركة "يونيون مينيير"، مالكة منجم شينكولوبوي في الكونغو البلجيكية في ذلك الحين. وعلى الرغم من أن النازيين لم يحرزوا تقدماً كبيراً في سعيهم إلى صناعة القنبلة (بسبب عدم امتلاكهم ليورانيوم مخصب بدرجة عالية)، فإن الأميركيين لم يكونوا على علم بذلك في العام 1939، وكانوا يخشون أن يحصل هتلر على السلاح النووي قبلهم، حيث كان من المؤكد تقريباً أن ذلك سيؤثر على نتيجة الحرب. وفي وقت مبكر هو ذلك العام نفسه، كتب ألبرت أينشتاين إلى الرئيس فرانكلين دي. روزفلت لينصحه بشكل غير مباشر بإبقاء النازيين بعيدين عن شينكولوبوي وتأمين اليورانيوم الموجود هناك لصالح الولايات المتحدة. الكتاب الذي كتبته ويليامز، بعد بحث دقيق وبلغة رائعة، يروي القصة المعقدة لوحدة خاصة من "مكتب الخدمات الاستراتيجية الأميركي" (OSS)، سلف "وكالة الاستخبارات المركزية" (CIA)، والتي تم إنشاؤها بهدف شراء ونقل كل ما تستطيع الولايات المتحدة أن تضع يدها عليه من يورانيوم منجم شينكولوبوي بشكل سري. كانت الوحدة تحت قيادة مدير "مكتب الخدمات الاستراتيجية الأميركي"، ويليام "بيل المتوحش" دونوفان؛ ورود بولتون، رئيس قسم أفريقيا في المكتب. كان دونوفان مهووساً بمنع النازيين من الحصول على القنبلة، وكان لا يثق في دور بريطانيا في عملية تأمين اليورانيوم. وكانت بريطانيا، من جهتها، تخشى أن الولايات المتحدة تحاول الاستيلاء على مستعمراتها في غرب أفريقيا. وتخبرنا ويليامز أن دونوفان درّب عملاءه على استهداف -ليس النازية فحسب، بل الكولونيالية أيضاً. استخدم عملاء "مكتب الخدمات الاستراتيجية الأميركي" وسائل تمويهية عدة للتغطية، فتنكروا في هيئة علماء طيور، أو علماء طبيعة يجمعون حيوانات الغوريلا الحية، أو كمستوردين للحرير، أو في هيئة مدير تنفيذي لشركة النفط، "تكساسكو"، كما فعل العميل لانيير فيوليت. ثم أصبحت هذه التغطية مشكلة بعد أن اضطر رئيس شركة "تكساسكو"، توركيلد ريبر، إلى الاستقالة في العام 1940 بعد انكشافه كمهرّب نفط إلى النازيين، وتوظيفه لألمان تبيّن أنهم جواسيس "كانوا يستخدمون الاتصالات الداخلية لـ'تكساسكو' لبث معلومات استخباراتية إلى برلين". وتخبرنا ويليامز، أيضاً، أن الجواسيس الأميركيين واجهوا صعوبات في العمل داخل الكونغو الفرنسية وغيرها من المستعمرات التي كانت تسيطر عليها "فرنسا الحرة" تحت حكم الجنرال شارل ديغول، لأن الولايات المتحدة كانت تعترف في ذلك الحين بحكومة فيشي حتى غزو النورماندي. قصة تشويق واقعية تركز رواية ويليامز الواقعية، والمشوقة مثل كل روايات التجسس، على عدد من عملاء "مكتب الخدمات الاستراتيجية" الأميركي الذين شاركوا في مهمة تأمين اليورانيوم ومنع النازيين من الوصول إلى المنجم الفريد في مقاطعة كاتانغا، وهي مهمة شديدة السرية لدرجة أن معظم العملاء المشاركين فيها ظنوا أنهم كانوا يمنعون تهريب الألماس. أما القلة من عملاء "مكتب الخدمات الاستراتيجية" الذين عرفوا أن اليورانيوم هو الذي كانت الولايات المتحدة تسعى وراءه، فلم يعرفوا الغرض من تأمين هذا الخام. أحد العملاء من هذا النوع هو بطل القصة الذي يُدعى ويلبر "دوك" هوغ، الذي لم يكتشف إلا بعد السادس من آب (أغسطس) من العام 1945 السبب في أنه ساعد على الكشف عن طرق التهريب النازية من الكونغو، وساعد على تهريب اليورانيوم إلى خارج البلاد. وكان هذا اليورانيوم قد جُلب بالقطار إلى ميناء فرانكوي، ثم حُمل على مراكب عبر نهر كاساي إلى نهر الكونغو إلى مدينة ليوبولدفيل (كينشاسا)، حيث أُعيد تحميله على متن قطار إلى ميناء ماتادي. وهناك حُمل اليورانيوم على متن طائرات تابعة لشركة "بان أميركان" أو على سفن، والتي اتجهت كلها نحو نيويورك، حيث تم تفريغه وتخزين 1.200 طن منه في مستودع في حي جزيرة ستاتن بمدينة نيويورك. وهناك بقي اليورانيوم إلى أن تم نقله بالقطار إلى مختبر "لوس ألاموس" في نيو مكسيكو، حيث كان العلماء يعملون على تطوير القنبلة. (ظل الموقع في نيويورك تحت جسر بايون يُسجّل مستويات من الإشعاع كانت عالية بما يكفي لدفع الحكومة الأميركية إلى إصدار الأمر بإجراء عملية تنظيف وتطهير للمكان في العام 2010). تكشف الكاتبة سوزان ويليامز، أيضاً، أن المهمة الأميركية تعقّدت بسبب بعض المسؤولين البلجيكيين في الكونغو، وكذلك بسبب شركة "يونيون مينيير"، التي تعاونت في بعض الأحيان مع النازيين لتهريب بعض خامات اليورانيوم القاتلة إلى الخارج. وكما توضح ويليامز، فإنه بعد استسلام الألمان، علمت الولايات المتحدة إلى أي مدى كان النازيون بعيدين عن إنتاج القنبلة فعليًا، وبعد هزيمة اليابان، علمت لأول مرة أن طوكيو أيضاً كان لديها برنامج بدائي للأسلحة النووية. بعد "يوم النصر في أوروبا"، حاول آينشتاين إقناع الرئيس ترومان بإيقاف "مشروع مانهاتن". لكن الأوان كان قد فات. وعلى الرغم من معارضة الجنرالات دوايت أيزنهاور، ودوغلاس ماك آرثر، وثلاثة قادة عسكريين أميركيين كبار آخرين لاستخدام القنبلة، أقدم ترومان على إسقاطها على أي حال -لا لإنهاء الحرب وإنقاذ الأرواح، وإنما كما يتفق كثير من المؤرخين الآن، لاختبار السلاح وإرسال رسالة إلى العالم، وخاصة إلى السوفيات، عن الهيمنة الأميركية القادمة. وكما قال أيزنهاور: "كان اليابانيون مستعدين للاستسلام، ولم تكن هناك ضرورة لضربهم بذلك الشيء الفظيع". على الرغم من أن عميل "مكتب الخدمات الإستراتيجية"، هوغ، لم يكن يعرف ماذا كان الغرض من اليورانيوم، فإنه كان يعلم أنه في مهمة بالغة الخطورة. فقد حاول العملاء النازيون اغتياله ثلاث مرات -مرة بقنبلة، ومرة بسكين، ومرة بمسدس. وقد نجا من الحرب، فقط ليموت بمرض سرطان المعدة في سن الثانية والأربعين. وكما تشرح ويليامز: "تشمل عوامل الخطر المسببة لهذا المرض التعرض للإشعاع، وهو ما يفسر سبب ارتفاع احتمال إصابة الناجين من القنبلة الذرية في الحرب العالمية الثانية بسرطان المعدة أكثر من غيرهم". وقد توفي اثنان آخران من زملاء هوغ في "مكتب الخدمات الاستراتيجية" في مهمة الكونغو في سن صغيرة أيضاً. لكن اهتمام ويليامز لم يقتصر على هؤلاء، بل امتد أيضاً إلى عمال المنجم الكونغوليين الذين تعاملوا مع تلك المواد لأيام متتالية في نهاية المطاف، من دون أن يكون لدى بلجيكا، أو شركة "يونيون مينيير" أو الأميركيين أي اهتمام يُذكر بصحتهم أو سلامتهم. تكتب ويليامز: "من المدهش أن القليل من الاهتمام أُعطي للكونغوليين، الذين لم تتم استشارة أي منهم بشأن خطط استخدام يورانيوم شينكولوبوي في صناعة القنابل الذرية. ماذا كان يمكن أن يكون ردّ فعلهم، من منطلق أخلاقي، على بناء سلاح مدمر وفظيع إلى هذا الحد باستخدام معدن مستخرج من أرضهم؟". وتسأل وليامز: "ماذا كان يمكن أن يكون رد فعلهم اليوم، إذا ما أُزيحت جانباً حملات التضليل والظلال والخداع وكُشف التاريخ بالكامل؟ لم يتم تبليغ الكونغوليين أيضاً بالمخاطر المريعة على الصحة والسلامة التي تم تعريضهم لها؛ لقد تم استخدامهم فقط كعمال، كما لو أنه لم تكن لهم حقوق متساوية كبشر متساوين. كانت هذه مشكلة تتحمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبلجيكا عنها مسؤولية ثقيلة". *جو لوريا Joe Lauria: رئيس تحرير "كونسورتيوم نيوز"، ومراسل صحفي سابق لدى الأمم المتحدة لصالح صحف مثل "وول ستريت جورنال"، و"بوسطن غلوب"، وغيرهما، بما في ذلك "مونتريال غازيت"، و"ديلي ميل" اللندنية، و"ذا ستار" في جوهانسبورغ. عمل كصحفي استقصائي في "صنداي تايمز" البريطانية، ومراسل مالي لدى "بلومبيرغ نيوز". بدأ مسيرته المهنية كمراسل متعاون في سن التاسعة عشرة مع صحيفة "نيويورك تايمز". وهو مؤلف لكتابي "أوديسة سياسية" A Political Odyssey، بالاشتراك مع السيناتور مايك غرافيل بتقديم دانييل إلسبيرغ؛ و"كيف خسرتُ بقلم هيلاري كلينتون" How I Lost By Hillary Clinton، بتقديم جوليان أسانج. *نشر هذا المقال تحت عنوان: ATOMIC BOMBINGS AT 80: How US Spies Secured the Hiroshima Uranium اقرأ المزيد في ترجمات: 80 عاما بعد القصف.. الأسطورة المقيمة لهيروشيما وناغازاكي

ترمب يعلن سباق الذكاء الاصطناعي لكبح الصين
ترمب يعلن سباق الذكاء الاصطناعي لكبح الصين

الغد

timeمنذ 2 أيام

  • الغد

ترمب يعلن سباق الذكاء الاصطناعي لكبح الصين

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أوامر تنفيذية لتفعيل خطة جديدة من البيت الأبيض تهدف إلى تعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، من خلال تخفيف القيود التنظيمية وتوسيع إمدادات الطاقة اللازمة لمراكز البيانات. اضافة اعلان وقال ترمب، يوم الأربعاء خلال حدث مخصص للذكاء الاصطناعي نظمه كل من بودكاست "All-In" ومنتدى "Hill and Valley" الذي يضم قادة في قطاع التكنولوجيا ومشرّعين: "من اليوم فصاعداً، ستكون سياسة الولايات المتحدة هي فعل كل ما يلزم لتقود العالم في الذكاء الاصطناعي". وشملت الأوامر التي وقّعها ترمب بنداً يتعلق بمسائل الطاقة والتراخيص الخاصة بالبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وتوجيهاً لتعزيز صادرات الذكاء الاصطناعي، وآخر يدعو إلى التزام نماذج اللغة الكبيرة التي تشتريها الحكومة بالحياد وخلوها من التحيّز. وأضاف ترمب: "أميركا هي الدولة التي بدأت سباق الذكاء الاصطناعي، وبصفتي رئيساً للولايات المتحدة، أُعلن اليوم أن أميركا ستفوز بهذا السباق". خطة شاملة للذكاء الاصطناعي تم الكشف عن ما يُسمى بـ"خطة التحرك في الذكاء الاصطناعي" في وقت سابق من يوم الأربعاء، وهي توصي بإصلاح إجراءات التراخيص وتبسيط المعايير البيئية لتسريع مشاريع البنية التحتية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، مع الدعوة إلى وقف تمويل الولايات التي تفرض قيوداً مرهقة على هذه التكنولوجيا الناشئة. وتستهدف الخطة أن تجعل من التكنولوجيا الأميركية أساساً للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، مع فرض تدابير أمنية تحول دون حصول خصوم مثل الصين على تفوّق في هذا المجال. وقد كُلّف الفريق بإعداد الخطة فور تولي ترمب منصبه في يناير، وتُعدّ الخطة أبرز توجيه سياسي لإدارته في ما يتعلق بتكنولوجيا يُنتظر أن تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي. وقال ترمب: "الفوز في هذه المنافسة سيكون اختباراً لقدراتنا، لم نشهد مثله منذ بداية عصر الفضاء"، مضيفاً: "سيتطلب منا حشد كل قوتنا، واستعراض عضلات العبقرية الأميركية وعزيمتنا كما لم نفعل من قبل". تتويج لوعد ترمب الانتخابي تُعد الخطة تتويجاً لوعد انتخابي أطلقه ترمب بجعل أميركا القائدة العالمية في الذكاء الاصطناعي، بينما يتخلص من ما وصفه بـ"النهج المفرط في القواعد" خلال عهد الرئيس جو بايدن. ألغى ترمب أمراً تنفيذياً من بايدن صدر عام 2023 كان يفرض متطلبات صارمة لاختبار الأمان، ويُلزم شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى بنشر تقارير شفافية. وبدلاً من ذلك، أمر ترمب بوضع مسار جديد للسياسة الوطنية للذكاء الاصطناعي، وحدد مهلة 6 أشهر لمستشار الذكاء الاصطناعي في البيت الأبيض ديفيد ساكس لإنجاز ذلك. وقد أمضى ساكس، وهو مستثمر رأسمالي بات من أبرز أصوات الإدارة في سياسات التكنولوجيا، إلى جانب كبير مستشاري الذكاء الاصطناعي سريرام كريشنان ورئيس سياسات التكنولوجيا مايكل كراتسيوس، أشهراً في جمع آراء كبار القادة في هذا القطاع. تفكيك الضوابط التنظيمية وتقييد الولايات بموجب التوصيات، ستطلب الحكومة الفيدرالية من الشركات والجمهور تحديد القواعد التنظيمية الحالية التي تعيق اعتماد الذكاء الاصطناعي، بهدف إلغائها. كما سيعمل مكتب الميزانية في البيت الأبيض مع الوكالات الفيدرالية المعنية بتمويل الذكاء الاصطناعي للنظر في فرض قيود على تلك المنح، "إذا تبين أن الأنظمة التنظيمية في الولاية تعيق فعالية هذا التمويل". وقال ترمب يوم الأربعاء: "علينا أيضاً أن نضع معياراً فيدرالياً موحداً، لا يمكن السماح لـ50 ولاية بأن تنظم صناعة المستقبل كل على طريقتها. نحن بحاجة إلى معيار فيدرالي واحد قائم على المنطق يتفوق على الجميع". كما تدعو التوجيهات إلى اقتصار التعاقد الحكومي على المطورين الذين تُعتبر نماذجهم خالية من "التحيز الأيديولوجي المفروض من الأعلى"، وإزالة الإشارات إلى التضليل والمناخ والتنوع والعدالة من أطر إدارة المخاطر. وأشارت الخطة إلى مخاوف من أن الذكاء الاصطناعي قد يعيد تشكيل سوق العمل، ولهذا تطلب من وزارتي التعليم والعمل إعطاء الأولوية لتطوير المهارات والتدريب لمساعدة العمال الأميركيين. كما تقترح إعطاء الأولوية للاستثمار في البحوث النظرية والحسابية والتجريبية، رغم أن الإدارة خفضت المنح المخصصة للجامعات البحثية الرائدة. وأشار ترمب أيضاً إلى أن "النهج المنطقي" يجب أن يسمح لنماذج الذكاء الاصطناعي بامتصاص المعلومات من دون القلق من انتهاك حقوق النشر، رغم مخاوف وسائل الإعلام والناشرين من تأثير ذلك على نماذج أعمالهم. وقال ترمب: "عندما يقرأ شخص كتاباً أو مقالاً، فهو يكتسب معرفة عظيمة. هذا لا يعني أنه ينتهك حقوق النشر أو أنه بحاجة لعقد اتفاق مع كل مزوّد محتوى". مواجهة الصين وإعادة فتح السوق أمام "إنفيديا" تقترح الخطة مواجهة تطوير الذكاء الاصطناعي في الصين من خلال تعزيز ضوابط التصدير، بما في ذلك فرض ميزات تحقق من الموقع الجغرافي في الرقائق المتقدمة. كما تريد الإدارة إنشاء وحدة جديدة ضمن وزارة التجارة للتعاون مع أجهزة الاستخبارات، من أجل مراقبة تطورات الذكاء الاصطناعي وإنفاذ ضوابط التصدير على الرقائق. وتنص الخطة على أن تجمع وزارة التجارة مقترحات من القطاع الصناعي لإنشاء حزم تصدير شاملة للذكاء الاصطناعي تتضمن الأجهزة والبرمجيات والنماذج والتطبيقات، وتُتاح للحلفاء المعتمدين. وستُسهم جهات مثل وكالة التجارة والتنمية الأميركية، وبنك التصدير والاستيراد، ومؤسسة تمويل التنمية الأميركية في تسهيل هذه الصفقات. اقرأ أيضاً: رئيس "إنفيديا" الأميركية: "ديب سيك" الصيني مذهل وتأتي هذه التوجيهات بعد أكثر من أسبوع على قرار الإدارة تخفيف القيود التي فرضتها في أبريل على شركة "إنفيديا" و"أدفانسد مايكرو ديفايسز"، والتي منعت بيع بعض شرائح الذكاء الاصطناعي لعملاء في الصين. وقد جرى تخفيف القيود ضمن تفاهم تجاري مع بكين في يونيو، مقابل استئناف الصين شحنات العناصر الأرضية النادرة إلى المشترين الأميركيين. ودافع ساكس ووزير التجارة هوارد لوتنيك عن هذه الخطوة، معتبرين أن السماح لـ"إنفيديا" بإعادة تصدير شرائح "H20" من شأنه أن يعزز قدرة أميركا على التنافس في الخارج، ويضعف جهود شركة "هواوي" الصينية للاستحواذ على حصة أكبر من السوق العالمية. البعد الطاقي والربط بالأمن القومي كما أكد ترمب ومسؤولوه أهمية ضمان أن يكون لدى أميركا ما يكفي من الطاقة لتشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي التي تستهلك كميات ضخمة من الكهرباء. واعتبروا أن إمدادات الكهرباء الكافية مرتبطة بالأمن القومي، وأنها أساسية لتفوق أميركا على منافسيها في سباق الذكاء الاصطناعي. وتوصي الخطة بالعمل على استقرار شبكة الطاقة الحالية، وتنفيذ استراتيجيات لتحسين أنظمة النقل. كما تقترح إعطاء الأولوية لربط مصادر طاقة موثوقة وقابلة للفصل مثل الطاقة النووية والطاقة الحرارية الجوفية المتقدمة، من أجل إدارة الزيادة في الطلب. وقال ترمب: "سنطلق العنان لجميع أشكال الطاقة، بما في ذلك الغاز الطبيعي، والنفط، والفحم النظيف والجميل"، مضيفاً: "سنردد كلمات حملتي الشهيرة: 'احفر يا بطل، ابنِ يا بطل'".

باحثون يبتكرون مضادات جديدة لنوعين من العدوى البكتيرية
باحثون يبتكرون مضادات جديدة لنوعين من العدوى البكتيرية

رؤيا نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • رؤيا نيوز

باحثون يبتكرون مضادات جديدة لنوعين من العدوى البكتيرية

صمّم باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بمساعدة الذكاء الاصطناعي، مضادات حيوية جديدة، قادرة على مكافحة نوعين من العدوى المستعصية على العلاج. وباستخدام خوارزميات توليدية بالذكاء الاصطناعي، قام فريق البحث بتصميم أكثر من 36 مليون مركب محتمل، ثم أجرى فحصا حاسوبيا لها لتحديد خصائصها المضادة للميكروبات. وكانت المركبات الأعلى ترشيحا التي توصلوا إليها مختلفة تماما في بنيتها عن أي مضادات حيوية معروفة، ويبدو أنها تعمل بآليات جديدة تعطل أغشية الخلايا البكتيرية لـ'النيسرية البنيّة' المسببة لمرض السيلان، والسلالة متعددة المقاومة للأدوية من 'المكورات العنقودية الذهبية'. ونقل موقع أخبار معهد ماساتشوستس، عن أستاذ الهندسة الطبية والعلوم في المعهد جيمس كولينز قوله: 'نحن متحمسون للإمكانات الجديدة التي يفتحها هذا المشروع أمام تطوير المضادات الحيوية. عملنا يثبت قوة الذكاء الاصطناعي في تصميم الأدوية، ويمكّننا من استكشاف مساحات كيميائية واسعة لم يكن الوصول إليها ممكنا من قبل'. وعلى مدار 45 عاما مضت، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على عشرات فقط من المضادات الحيوية الجديدة، ومعظمها كان مجرد نسخ معدلة من مضادات قائمة، بينما استمرت مقاومة البكتيريا لهذه الأدوية في الازدياد. وعالميا، يُقدر أن العدوى البكتيرية المقاومة للأدوية تتسبب في نحو5 ملايين وفاة سنويا. وفي محاولة لاكتشاف مضادات جديدة، استخدم فريق البحث في معهد ماساتشوستس قوة الذكاء الاصطناعي لفحص مكتبات ضخمة من المركبات الكيميائية الموجودة، وتوسعوا إلى جزيئات غير موجودة في أي مكتبة كيميائية، عبر توليد جزيئات افتراضية بواسطة الذكاء الاصطناعي قد تكون ممكنة كيميائيا رغم عدم اكتشافها سابقا. وأظهرت التجارب أن مركبNG1 يستهدف بروتينا جديدا يدعى LptA، مسؤول عن تكوين الغشاء الخارجي لبكتيريا 'النيسرية البنيّة' المسببة لمرض السيلان، ويعمل على تعطيل هذه العملية مما يؤدي لموت الخلية. وتمكن DN1، من القضاء على عدوى من نوع 'المكورات العنقودية الذهبية' في فأر، حيث يبدو أن هذا المركب استهدف أيضا أغشية الخلايا البكتيرية، لكن بآليات أوسع لا تعتمد على بروتين واحد. وستعمل منظمة Phare Bio الشريكة في المشروع على إجراء المزيد من التعديلات على NG1 وDN1، لجعلهما مناسبين لمزيد من الاختبارات السريرية، مع إمكانية تطبيق الأمر على أنواع بكتيريا أخرى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store