
نظرة على أزمة الإصابات في الدوري الإنجليزي التي تشكل مستقبل كرة القدم
لا يحظى روبن بيترز وجوناثان باور بشهرة كبيرة خارج كرة القدم، لكن هذا قد يتغير خلال الأشهر القليلة المقبلة.
يتحدث المطلعون عن أن العوامل الحاسمة في الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي الممتاز قد لا تكون المواهب أو النجوم أو حتى التكتيكات، إذ ربما يكون من الصعب للغاية استخدام هذه الأسلحة عندما تصل الأمور إلى ذروتها، لذلك سيعود كل شيء في النهاية إلى العلوم الرياضية وفريق الأداء مثل بيترز وباور.
الأول مسؤول عن الأداء البدني لنادي ليفربول، وباور هو مدير الطب في النادي، وكان كلاهما جزءاً لا يتجزأ من الحفاظ على صحة فريق المدرب الهولندي آرني سلوت، وهو ما كان بالغ الأهمية في إبقائهم في صدارة جدول الدوري الإنجليزي. وهذا هو مدى تأثير ضغط جدول المباريات لذلك فليس من المستغرب أن يبدأ الناس في الحديث عن أولئك الذين يمكنهم إدارة اللعبة بالطريقة التي يفعلون فيها ما يفعله خبراء الانتقالات الجدد وحتى المتخصصين في الكرات الثابتة، وهذا بالطبع إذا استمع إليهم طاقم التدريب.
لا شك أن العديد من أهل كرة القدم لاحظوا كلمات أنج بوستيكوغلو الأحد الماضي بعد فوز توتنهام- الذي تعافى من الإصابات- على مانشستر يونايتد الذي عانى من الإصابات.
لقد حذر مدرب توتنهام قائلاً، "ما حدث لنا سيحدث لأندية أخرى. يعتقد الناس أنني كنت أختلق الأعذار طوال الوقت... لكن صدقوني، ستشعر أندية أخرى بذلك أيضاً. نحن في منتصف فبراير (شباط) فقط. لا يزال الطريق طويلاً".
وهناك أيضاً نقاش عادل حول من عانى من الأمر أسوأ من الآخرين، إذ ستخبر العديد من الأندية بوستيكوغلو أنها عانت بالفعل من الأمر نفسه بدرجات أسوأ، سواء أرسنال أو مانشستر سيتي أو بورنموث، والأمر ليس جديداً في هذا الموسم، كما قد يقول نيوكاسل يونايتد أو مانشستر يونايتد.
قوائم الإصابات أصبحت أطول وستظل كذلك لفترة أطول، وهذا يرتبط ارتباطاً مباشراً بقائمة المباريات المتزايدة، والتي تتطلب المزيد من اللاعبين.
عليك فقط أن تقف وتتابع التغييرات، لقد كان التقويم وما يتبعه من جدول مباريات قضية سياسية قبل تفشي جائحة "كوفيد-19" لكن الوباء فرض أزمة ضخمة، فكان لا بد من إكمال مسابقات الدوري والكأس في وقت أقصر، مع إعادة ترتيب مباريات دوري أبطال أوروبا 2020 لضمان وجود ثلاث بطولات كبرى للرجال في غضون ثلاث سنوات. والجانب الآخر من ذلك هو الآن جلب مسابقات أوروبية موسعة وكأس العالم للأندية الجديدة.
لم يكن هناك وقت أسوأ من هذا لزيادة المباريات، ومع ذلك يبدو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والاتحاد الأوروبي للعبة "يويفا" ينظران إليها على أنها لحظة مناسبة.
كل هذا لأن الضغط يعيد تشكيل كيفية لعب كرة القدم، حيث يغطي العديد من اللاعبين بانتظام أكثر من 10 كيلومترات في المباراة الواحدة، ويقدر بعض المحللين أن جناح نيوكاسل أنتوني غوردون يقدم جولات من الركض السريع لنحو 500 متر في المباراة.
لذلك ليس من المستغرب أن تبدأ اللعبة في الانهيار، وبخاصة في ما يتعلق بإصابات أوتار الركبة للاعبين، وعليك فقط أن تنظر إلى أخبار الأسابيع القليلة الماضية، حيث انضم كاي هافرتز وغابرييل مارتينيلي ونيكولاس جاكسون إلى لاعبين مثل جو غوميز وميكي فان دي فين في الاستسلام للإصابات.
إن الإصابات العضلية مثل أوتار الركبة تعتبر بمثابة إنذار للإرهاق، ومشكلات كان من الممكن منعها.
كان لا بد من حدوث شيء ما، ومن المحزن أن يكون ذلك بسبب أجساد اللاعبين. ففي نهاية المطاف، لم يكن من الممكن أن تتزحزح سلطات اللعبة عن موقفها.
في كتاب "أوضاع اللعبة" لكاتب هذا المقال، تصف عضوة مجلس "فيفا" السابقة مويا دود، التقويم الدولي لكرة القدم بأنه "آلية تعتمد عليها اللعبة لجمع الثروة". إنها الطريقة التي يتم بها استنزاف الموارد الطبيعية الوحيدة لكرة القدم وهي اللاعبون، وهي الطريقة التي يتم بها توزيع الأموال.
إن السيطرة على التقويم تعني السيطرة على اللعبة، وهذا أكثر وضوحاً عندما تترجم أموال الجوائز إلى أصوات تعود لرؤساء كرة القدم.
يُنظر إلى هذا باعتباره أحد الأسباب التي جعلت جياني إنفانتينو يرسخ إرثه شخصياً في كأس العالم للأندية الموسعة، ويغذي هذا سبب موافقة ألكسندر تشيفرين على توسيع دوري أبطال أوروبا، وكل هذا قبل كأس العالم الموسعة لعام 2026 حيث ستلاحظ تكرار الكلمة نفسها هناك.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من المفترض أن يكون "فيفا" الجهة التنظيمية المستقلة النهائية في هذا الأمر، لكنه أصبح طرفاً مستثمراً، ويتنافس على الوقت والمساحة والإيرادات واللاعبين.
ولذلك يتصاعد التوتر بالفعل في شأن رفض الدوري الإنجليزي الممتاز منح مانشستر سيتي أو تشيلسي بداية متأخرة لموسم (2025 - 2026) بسبب مشاركتهما في كأس العالم للأندية.
لا يرى الدوري الإنجليزي الممتاز سبباً للانصياع بينما تم فرض هذا الأمر عليه، وهو في الغالب مصدر لكسب المال من دون التزام باللعب.
وعندما يُسأل الناس في "فيفا" عن هذا، فإن الإجابة المعتادة هي سلسلة مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز الصيفية في أميركا، ومن الواضح أن المباريات الودية قبل الموسم ليست مثل بطولة كاملة.
يعتقد البعض أن التوتر مرتبط برغبة "فيفا" في تقليص الدوري الإنجليزي الممتاز القوي إلى 18 نادياً، ومع ذلك، لن تكون هناك أصوات كافية لتحقيق ذلك.
وهكذا ومع عدم تحرك أي من اللاعبين، أصبحت كل مسابقات كرة القدم بمثابة صراع البقاء للأقوى، وتشير بعض الشخصيات الرئيسة إلى أن المباريات النهائية الكبرى أصبحت أشبه بالجولة الـ12 من مباريات الملاكمة، حيث يستخدم اللاعبون المنهكون كل ما تبقى لهم من قوة.
وقال رئيس رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين ماهيتا مولانغو، "إن هذا ليس مستداماً، ولا ينبغي لنا أن نرغب في أن تقتصر المسابقات الكبرى على من يمكنه إخراج الفريق الأكثر لياقة".
ولكن هناك جانباً آخر لهذا، وهو كيف تدير الأندية هذا الواقع إذ يثير هذا السؤال توتراً آخر بين المديرين الفنيين الأيديولوجيين المتعصبين بشكل متزايد، والمرونة التي تنصح بها أقسام الأداء.
حتى أن بعض الشخصيات البارزة تشعر أن هذا سيحدد الأندية الحديثة: إلى أي مدى يقودها المدير الفني وإلى أي مدى يقودها فريق الأداء.
يجب أن نعترف بأن الأمر ليس وكأن جميع المديرين الفنيين أصحاب الأيديولوجيا يتجاهلون النصيحة، فقد ولت تلك الأيام، ولكن هناك مع ذلك طيفاً في ما يتعلق بمدى اهتمامهم بالاستماع، وهو ما أصبح أكثر أهمية في ضوء المتطلبات الحديثة.
الشكوى الشائعة التي يشترك فيها موظفو الأداء هي كيف يمكن للمدربين أن يصبحوا عنيدين للغاية في شأن تكتيكاتهم لدرجة أنهم يصرون على تدريبهم بكثافة للمباراة قدر الإمكان.
وعلى الجانب الأكثر تطرفاً، طُلب من أحد الأطباء "الرحيل"، في حين توجد حكايات عن اضطرار المديرين الرياضيين إلى إخبار المدربين الرئيسيين بأن بعض اللاعبين يجب أن يرتاحوا فقط بسبب بياناتهم البدنية.
ومن المسلم به أن هذا معقد بسبب المنطق الحديث في التوظيف الذي يجعل نحو 80 في المئة من أجور اللاعبين تذهب إلى أولئك الذين يشاركون بانتظام، ويميل المدربون حتماً إلى محاولة إشراكهم، مع الضغط المنتظم الذي يجلب قرارات قصيرة الأجل.
وهنا أيضاً يمكن أن يصبح طاقم الأداء مؤثراً بشكل أكبر في جعل هؤلاء اللاعبين لائقين، فقد أصبحت البطولة بمثابة أرض اختبار مفيدة، لأنها كانت تبحر في مثل هذه الكثافة لفترة أطول بكثير.
وتشير العلوم الحديثة إلى أنه كلما قل تدريبك، زادت نسبة فوزك، لذلك قلصت بعض الأندية جلسات التدريب في أسابيع المباريات إلى يومين فقط، وهذا مشابه لما تبناه ليفربول، مع جلسات تدريب أطول وقتاً وأقل كثافة.
لقد جلبت عودة مايكل إدواردز بالتأكيد تركيزاً أكبر بكثير على الأداء، وكان ذلك اعتباراً مهماً في تعيين سلوت الذي أحضر بيترز معه من فينورد.
إن الحل الحقيقي هو بالطبع جدول زمني متماسك، مع عدد أقل من المباريات والمزيد من الراحة، ولكن بما أنه من السخف أن نأمل في ذلك، فمن المحتمل أن يكون هناك تطوران قادمان، الأول هو الأندية الغنية التي تسعى إلى تشكيل فرق أكبر، والثاني هو الصعود المحتمل لمديري الأداء.
في الوقت نفسه، قد تؤدي الإصابات إلى بعض التقلبات الجامحة هذا الموسم، وقد يكون هناك المزيد في المستقبل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدينة
منذ 2 ساعات
- المدينة
عشاق كرة القدم يترقبون نهائي أغلى الكؤوس يوم الجمعة
تتجه أنظار عشاق كرة القدم، بعد غدٍ الجمعة، صوب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، حيث مواجهة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين التي تجمع الاتحاد ونظيره القادسية، وسط أجواء استثنائية مُنتظرة لعشاق المستديرة.ويدخل الفريقان هذه المواجهة بطموح واحد، ورغبة لتحقيق الفوز، متطّلعين إلى تقديم مباراة مميزة تليق بهذا الحدث المميز الذي يأتي في ختام الموسم الرياضي (2024 - 2025)، في ظل دعم القيادة الرشيدة -أيدها الله- لجميع الأندية السعودية، والنقلة النوعية التي شهدتها الرياضة السعودية حتى أضحت عاملًا مهمًا ومؤثرًا على خارطة كرة القدم العالمية، واحتلت جانبًا مؤثرًا وعاملًا مهمًا على خارطة الرياضات العالمية، لتصبح محط أنظار العالم نظير قوة المنافسات واستقطاب نجوم العالم في كرة القدم.ويسعى الاتحاد بقيادة مدربه الفرنسي لوران بلان خلال هذه النهائي, إلى الفوز بثاني الألقاب هذا الموسم بعد أن حقق بطولة الدوري السعودي للمحترفين "دوري روشن" مؤخرًا بـ(26) فوزًا، و(5) تعادلات, و(3) خسائر، ليصبح بذلك أول مدرب فرنسي يُتوّج بلقب الدوري السعودي، حيث استطاع الوصول إلى المباراة النهائية بدايةً عندما فاز في دور الـ(32) على العين بثلاثية نظيفة، ليواجه في دور الـ(16) الجندل ويتمكّن من الفوز بهدفين دون رد، ليواجه الهلال في دور ربع النهائي وينتصر بركلات الترجيح (3-1), عقب تعادلهما بهدفين لمثلهما، ويتأهل بعدها لملاقاة الشباب في نصف النهائي وينتصر بثلاثية مقابل هدفين ليُعلن وصوله إلى النهائي.في المقابل, يطمح القادسية بقيادة مدربه الإسباني خوسيه غونزاليس, الذي أنهى الدوري السعودي للمحترفين في المركز الرابع بواقع (21) انتصارًا, و(5) تعادلات, و(8) هزائم، إلى الظفر بأول ألقابه وإنهاء موسمه ببطولة غالية تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين, حيث وصل القادسية إلى هذا النهائي بعد فوزه في دور الـ (32) على العروبة برباعية مقابل هدف، ليواجه في دور الـ (16) الوحدة وينتصر بهدفين لهدف، وتغلّب في دور ربع النهائي على التعاون بثلاثية نظيفة، وأقصى الرائد بهدف وحيد في نصف النهائي.


الوئام
منذ 2 ساعات
- الوئام
'الصحة العالمية' تحذر من متحور جديد لكوفيد-19
تعود حالات الإصابة بكوفيد-19 للارتفاع مجددا مع بداية انتشار متحور جديد في بعض مناطق العالم. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، أن الزيادة في حالات الإصابة تتركز بشكل أساسي في مناطق شرقي البحر المتوسط وجنوب شرق آسيا وغربي المحيط الهادئ. وكشفت عمليات الفحص في المطارات الأمريكية عن وجود المتحور الجديد لدى مسافرين قادمين من تلك المناطق إلى وجهات في كاليفورنيا وواشنطن وفرجينيا ونيويورك. ويطلق على المتحور الجديد اسم 'إن بي. 1.8.1'. وينتشر هذا المتحور الجديد في الوقت الذي يتغير فيه الموقف الرسمي للولايات المتحدة بشأن التطعيم ضد كوفيد-19. وأعلن وزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي الابن، أمس الثلاثاء، أن لقاحات كوفيد-19 لم يعد موصى بها للأطفال الأصحاء والنساء الحوامل – وهو قرار قوبل على الفور بتشكيك من جانب العديد من خبراء الصحة العامة. وقد تم تسجيل المتحور الجديد، الذي يتزايد انتشاره على مستوى العالم، بحلول منتصف شهر مايو، فيما يقرب من 11% من العينات المتسلسلة المبلغ عنها. وقامت منظمة الصحة العالمية بتصنيفه كـ'متحور تحت المراقبة'، وتعتبر أن خطره على الصحة العامة على المستوى العالمي منخفض، مع توقع أن تظل اللقاحات الحالية فعالة ضده. وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن بعض دول غربي المحيط الهادئ سجلت زيادة في حالات الإصابة بكوفيد-19 ودخول المستشفيات، لكن لا توجد حتى الآن أي دلائل تشير إلى أن المرض المرتبط بالمتحور الجديد أشد خطورة مقارنة بالمتحورات الأخرى.


حضرموت نت
منذ 2 ساعات
- حضرموت نت
بعد الاهتمام الكبير به.. مانشستر يونايتد يحدد سعر 'كبير' لبيع هويلوند
حدد مانشستر يونايتد الإنجليزي سعر بيع النجم الدنماركي راسموس هويلوند، خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. وشهدت الفترة الماضية اهتمامًا من جانب أندية عديدة للحصول على خدمات المهاجم صاحب الـ22 عامًا. وكشف الإعلامي التركي إكرم كونور، عن أن مانشستر يونايتد حدد مبلغ 65 مليون يورو، من أجل التخلي عن خدمات هويلوند خلال الصيف. وأوضح كونو أنه من الممكن حصول هويلوند على فرصة العودة إلى الدوري مرة أخرى، في ظل اهتمام يوفنتوس وإنتر ميلان ونابولي به.