
"دويرة".. مشروع لمهندسة عراقية سيغير وجه مدينتها ويجعلها رمزاً للابتكار البيئي
شفق نيوز/ نجحت سيدة عراقية من محافظة ديالى، في تحقيق مشروع قد يساهم في تغيير وجه مدينتها، ولفتت إليها انتباه واهتمام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي أشاد على موقعه بمشروعها، مشيراً الى عملها على إعادة تدوير النفايات وتحويلها إلى مصدر لتغيير وتحسين البيئة.
وأشار موقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن مروة (35 عاما) لم تكن تتوقع أن تتحول فكرتها إلى نواة لمشروع إعادة تدوير النفايات، بعدما كانت تتساءل عن سبب عدم استغلال النفايات كمصدر للدخل، خصوصاً في ظل تزايد أكوامها في شوارع ديالى، وهو، بحسب ما قال تقرير الموقع الأممي: "ولدت في عقل هذه المهندسة الشابة فكرة ستغير وجه مدينتها وتجعلها رمزاً للابتكار البيئي".
ولفت التقرير إلى أن مروة اكتشفت أن الديدان بإمكانها تحويل النفايات إلى سماد عضوي ثمين، فاختارت اسم "دويرة" للمشروع، المستوحاة من عملية تدوير النفايات وتحويلها إلى سماد يستخدم في الزراعة.
وتابع قائلاً إن مروة بدأت رحلتها، التي لم تكن سهلة، إلا أن عزيمتها وإصرارها، بدعم من عائلتها، مكنها من تحقيق حلمها.
وذكر التقرير أن المجتمع قابلها بالسخرية والتشكيك عندما أعلنت مروة عن مشروعها، خصوصا عندما صرحت عن فكرتها، حيث اعتبرها البعض مستحيلة، وأنه برغم أن مروة تلقت هذه التعليقات بحزن، إلا أنها لم تستسلم، بل زاد ذلك من عزيمتها لإثبات جدوى مشروعها، حتى عائلتها لم تكن متحمسة في البداية، لأن الفكرة كانت جديدة وغريبة عن العراق، لكنها لم تيأس، وأرادت أن تغير الصورة التي حاول الآخرون فرضها عليها.
وأشار التقرير إلى أنه في صباح أحد الأيام، افتتحت مروة حاضنة الديدان، ووجدت ان أول كمية من السماد العضوي قد اكتمل، وانهمرت دموع الفرح على خديها وهي تعصر حفنة من هذا الذهب الأسود بين أصابعها.
ونقل التقرير عن مروة قولها إن "الأسمدة العضوية منتجات طبيعية وآمنة، وتعتبر خياراً مستداماً في الزراعة، فهي تحسن خصوبة التربة وتزيد من نسبة العناصر الغذائية، كما تقلل من الحموضة وتحسن بنية التربة مما يساعد في عملية امتصاص الماء."
وأوضح التقرير أن فكرة المشروع تتمحور حول فرز النفايات بدقة في حاويات مخصصة ومنفصلة، ووضعها في حاضنات خاصة تحتوي على نوع معين من الديدان، وتعمل في بيئة رطبة ومناسبة، مشيراً إلى أن كل كيلوغرام ديدان ينتج ربع كيلو سماد عضوي يومياً. وبالاضافة إلى ذلك، يجري فصل السماد للاستفادة منه في الزراعة، مع إعادة تدوير الديدان للعمل مجدداً.
وبحسب مروة، فإن "استخدام السماد العضوي هو خطوة مهمة نحو عالم أكثر خضرة، وهو بديل ممتاز للأسمدة الكيميائية التي تضر التربة".
ولفت التقرير إلى أنه برغم التحديات المالية والمجتمعية، إلا أن إصرار مروة كان هو الأساس للبدء بالمشروع مما ساعدها لاحقا على نموه وتطوره.
وقال التقرير إنه من خلال دعم من برنامج بناء القدرة على الصمود من خلال تعزيز العمل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبالشراكة مع مؤسسة الإغاثة الإنسانية وبدعم سخي من الحكومة الألمانية عبر بنك التنمية الألماني، فإن مروة تمكنت من توسيع مشروعها، وبدأت في توفير السماد للمزارعين في ديالى، مما ساعد على تحسين خصوبة الأراضي وتحقيق فوائد اقتصادية وبيئية كبيرة.
وتابع التقرير قائلاً إنه مع وجود خطط لتوسيع مشروع "دويرة" إلى مناطق جديدة، وتطوير منتجات أخرى من السماد العضوي، فإن مستقبل مروة يبدو واعداً جداً، مضيفاً أن مشروعها يحقق حالياً أرباحاً جيدة، بالإضافة إلى حب وتقدير المجتمع، الذي يراها عنصراً فاعلاً ومفيداً في تطوير بيئته ومجتمعه.
وخلص برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى القول في تقريره إن قصة مروة ليست مجرد نجاح فردي، بل جزء من مشروع أوسع يقوده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإعادة إعمار العراق، من خلال خلق بيئة أكثر اخضراراً واستقراراً، مضيفاً أن قصة مروة تبرهن أيضاً على أن الإرادة القوية بإمكانها تحويل أصعب المشاكل إلى أجمل الحلول، وأن المستقبل الأخضر يبدأ بفكرة شجاعة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 2 أيام
- شفق نيوز
"دويرة".. مشروع لمهندسة عراقية سيغير وجه مدينتها ويجعلها رمزاً للابتكار البيئي
شفق نيوز/ نجحت سيدة عراقية من محافظة ديالى، في تحقيق مشروع قد يساهم في تغيير وجه مدينتها، ولفتت إليها انتباه واهتمام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي أشاد على موقعه بمشروعها، مشيراً الى عملها على إعادة تدوير النفايات وتحويلها إلى مصدر لتغيير وتحسين البيئة. وأشار موقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن مروة (35 عاما) لم تكن تتوقع أن تتحول فكرتها إلى نواة لمشروع إعادة تدوير النفايات، بعدما كانت تتساءل عن سبب عدم استغلال النفايات كمصدر للدخل، خصوصاً في ظل تزايد أكوامها في شوارع ديالى، وهو، بحسب ما قال تقرير الموقع الأممي: "ولدت في عقل هذه المهندسة الشابة فكرة ستغير وجه مدينتها وتجعلها رمزاً للابتكار البيئي". ولفت التقرير إلى أن مروة اكتشفت أن الديدان بإمكانها تحويل النفايات إلى سماد عضوي ثمين، فاختارت اسم "دويرة" للمشروع، المستوحاة من عملية تدوير النفايات وتحويلها إلى سماد يستخدم في الزراعة. وتابع قائلاً إن مروة بدأت رحلتها، التي لم تكن سهلة، إلا أن عزيمتها وإصرارها، بدعم من عائلتها، مكنها من تحقيق حلمها. وذكر التقرير أن المجتمع قابلها بالسخرية والتشكيك عندما أعلنت مروة عن مشروعها، خصوصا عندما صرحت عن فكرتها، حيث اعتبرها البعض مستحيلة، وأنه برغم أن مروة تلقت هذه التعليقات بحزن، إلا أنها لم تستسلم، بل زاد ذلك من عزيمتها لإثبات جدوى مشروعها، حتى عائلتها لم تكن متحمسة في البداية، لأن الفكرة كانت جديدة وغريبة عن العراق، لكنها لم تيأس، وأرادت أن تغير الصورة التي حاول الآخرون فرضها عليها. وأشار التقرير إلى أنه في صباح أحد الأيام، افتتحت مروة حاضنة الديدان، ووجدت ان أول كمية من السماد العضوي قد اكتمل، وانهمرت دموع الفرح على خديها وهي تعصر حفنة من هذا الذهب الأسود بين أصابعها. ونقل التقرير عن مروة قولها إن "الأسمدة العضوية منتجات طبيعية وآمنة، وتعتبر خياراً مستداماً في الزراعة، فهي تحسن خصوبة التربة وتزيد من نسبة العناصر الغذائية، كما تقلل من الحموضة وتحسن بنية التربة مما يساعد في عملية امتصاص الماء." وأوضح التقرير أن فكرة المشروع تتمحور حول فرز النفايات بدقة في حاويات مخصصة ومنفصلة، ووضعها في حاضنات خاصة تحتوي على نوع معين من الديدان، وتعمل في بيئة رطبة ومناسبة، مشيراً إلى أن كل كيلوغرام ديدان ينتج ربع كيلو سماد عضوي يومياً. وبالاضافة إلى ذلك، يجري فصل السماد للاستفادة منه في الزراعة، مع إعادة تدوير الديدان للعمل مجدداً. وبحسب مروة، فإن "استخدام السماد العضوي هو خطوة مهمة نحو عالم أكثر خضرة، وهو بديل ممتاز للأسمدة الكيميائية التي تضر التربة". ولفت التقرير إلى أنه برغم التحديات المالية والمجتمعية، إلا أن إصرار مروة كان هو الأساس للبدء بالمشروع مما ساعدها لاحقا على نموه وتطوره. وقال التقرير إنه من خلال دعم من برنامج بناء القدرة على الصمود من خلال تعزيز العمل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبالشراكة مع مؤسسة الإغاثة الإنسانية وبدعم سخي من الحكومة الألمانية عبر بنك التنمية الألماني، فإن مروة تمكنت من توسيع مشروعها، وبدأت في توفير السماد للمزارعين في ديالى، مما ساعد على تحسين خصوبة الأراضي وتحقيق فوائد اقتصادية وبيئية كبيرة. وتابع التقرير قائلاً إنه مع وجود خطط لتوسيع مشروع "دويرة" إلى مناطق جديدة، وتطوير منتجات أخرى من السماد العضوي، فإن مستقبل مروة يبدو واعداً جداً، مضيفاً أن مشروعها يحقق حالياً أرباحاً جيدة، بالإضافة إلى حب وتقدير المجتمع، الذي يراها عنصراً فاعلاً ومفيداً في تطوير بيئته ومجتمعه. وخلص برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى القول في تقريره إن قصة مروة ليست مجرد نجاح فردي، بل جزء من مشروع أوسع يقوده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإعادة إعمار العراق، من خلال خلق بيئة أكثر اخضراراً واستقراراً، مضيفاً أن قصة مروة تبرهن أيضاً على أن الإرادة القوية بإمكانها تحويل أصعب المشاكل إلى أجمل الحلول، وأن المستقبل الأخضر يبدأ بفكرة شجاعة.


شفق نيوز
٢١-٠٥-٢٠٢٥
- شفق نيوز
في قلب المعركة الرقمية.. الأمن السيبراني العراقي نحو خط الدفاع الأول ويستعد لهجوم الـAI
شفق نيوز/ في أواخر عام 2022، اتخذت وزارة الداخلية العراقية خطوة غير مسبوقة في سعيها لمواجهة التهديدات الإلكترونية المتنامية، حين أطلقت مركزًا للأمن السيبراني تحول لاحقًا إلى مديرية متكاملة تُدار مباشرة من مكتب الوزير. هذه الخطوة، التي يرى فيها المسؤولون تحولًا هيكليًا في طبيعة الأمن الداخلي، جاءت في لحظة مفصلية تواجه فيها الدولة هجمات رقمية متطورة تتجاوز قدرات الدفاع التقليدية. في مقابلة خاصة مع وكالة شفق نيوز، وصف العميد الدكتور حسن هادي لذيذ، مدير مديرية الأمن السيبراني، القرار بأنه "استجابة استراتيجية للواقع الرقمي المتغير"، مشيرًا إلى أن المديرية باتت اليوم تشكّل حجر الأساس في منظومة الحماية الرقمية للدولة، وتعمل على تطوير بنية دفاعية متعددة المستويات. "تأسيس هذه المديرية ليس مجرد إجراء تقني، بل تحوّل في فلسفة الأمن الوطني"، يقول العميد لذيذ، مضيفًا: "نحن لا نحمي أنظمة الوزارة فقط، بل نُسهم في تحصين الفضاء السيبراني العراقي برمّته". هيكلية جديدة.. وصلاحيات مباشرة المديرية، التي ترتبط مباشرة بمكتب وزير الداخلية، أُنشئت بهدف مركزة جهود الحماية الإلكترونية وتفعيل الاستجابة الطارئة للهجمات. هذا الموقع الإداري الرفيع يمنحها، بحسب لذيذ "صلاحيات تنفيذية واسعة، وسرعة في اتخاذ القرار". وتضم المديرية اليوم أقسامًا متقدمة، منها شعبة الذكاء الاصطناعي، والتحليل الجنائي الرقمي، ومراقبة الإنترنت المظلم، إلى جانب فريق متخصص بفحص الثغرات الأمنية وتقييم التطبيقات الحكومية. منذ تأسيسها، سجلت المديرية إنجازات ملموسة. فقد تم اكتشاف 166 ثغرة أمنية في مواقع حكومية، ورُصد أكثر من 336 نشاطًا إجراميًا إلكترونيًا بالتعاون مع الفريق الوطني للاستجابة للحوادث السيبرانية. كما أطلقت المديرية أول مسابقة وطنية في مجال تحديات الأمن السيبراني (CTF)، وقدمت أكثر من 200 دورة تدريبية استهدفت نحو 9,360 مشاركًا من الكوادر الأمنية والمدنية، في إطار برنامج لرفع الوعي العام والمهني بمخاطر الفضاء الرقمي. رغم ذلك تواجه المديرية جملة من التحديات، أبرزها، وفقًا للعميد لذيذ، "تصاعد الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي تتطلب تحديثًا دائمًا في أدوات الدفاع، بالإضافة إلى قلة التخصيصات المالية، وصعوبة استقطاب الكفاءات". ويقول: "علينا ألا ننسى أن التكنولوجيا تتطور أسرع من السياسات، وإذا لم نواكبها سنخسر المعركة قبل أن تبدأ". بنية تحتية في طور التحديث إلى جانب الهيكل الإداري الجديد، تجري المديرية تقييماً شاملاً للبنية التحتية الرقمية في وزارة الداخلية. ويجري حاليًا استبدال الأنظمة القديمة وغير المرخصة بأخرى أكثر أمانًا، مع خطط لإنشاء مركز عمليات أمنية (SOC) داخل مركز البيانات المركزي للوزارة. كما تم استحداث شُعب سيبرانية في قيادات الشرطة في المحافظات، بهدف تعزيز الاستجابة السريعة للأزمات المحلية. المديرية، بحسب لذيذ، لا تعمل في عزلة. إذ يجري التعاون مع الجامعات والقطاع الخاص ومؤسسات دولية مثل OffSec لتدريب الكوادر، بالإضافة إلى دورات متقدمة في اللغة الإنجليزية بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في العراق، بهدف "رفع كفاءة الكادر وتأهيله للتعامل مع التحديات العالمية". كما سيتم التنسيق قريبًا مع المركز الوطني للأمن السيبراني المزمع تأسيسه من قبل رئاسة الوزراء، لتأمين التكامل بين الوزارات والمؤسسات الأمنية في البلاد. في سؤال حول كيفية مواجهة التهديدات السيبرانية المدعومة من دول أو جهات معادية، أوضح لذيذ أن المديرية تعتمد على شعبة الرصد الإلكتروني وقسم العمليات السيبرانية لصدّ الهجمات وتحديد مساراتها، فيما ستكون الجهود المستقبلية موحدة ضمن غرفة عمليات رقمية وطنية بمجرد إكمال تجهيز مركز العمليات الأمنية. ويختم العميد حديثه بدعوة صريحة للمواطنين والمؤسسات: "الأمن السيبراني ليس مهمة حكومية فقط، بل هو مسؤولية مشتركة. على كل فرد أن يتحلّى بالوعي الكافي، من خلال استخدام كلمات مرور قوية، وتجنّب مشاركة البيانات الحساسة، وتثبيت برامج الحماية". كما دعا إلى التعاون مع المديرية عبر الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه عبر الخط الساخن (911)، أو عبر المنصات الرسمية، والمشاركة في ورش التوعية والتدريب التي تنظمها المديرية. بعيدًا عن العمل المؤسسي، كشف العميد لذيذ عن ابتكار شخصي ساهم به في هذا المجال، وهو الختم الإلكتروني، الذي يوفّر طبقة أمان إضافية للوثائق عبر توليد توقيع رقمي مشفّر يُدمج في رمز QR، مشيرًا إلى أنه "أداة موثوقة لضمان مصداقية الوثائق وحمايتها من التزوير".


شفق نيوز
٢١-٠٥-٢٠٢٥
- شفق نيوز
"ماكسويل" يفرّ من هور الحويزة.. الجفاف يهدد "رمز" التنوع الأحيائي في الأهوار العراقية
شفق نيوز/ يمثّل التنوع الأحيائي في مناطق الأهوار أحد أبرز الأسباب التي دفعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى إدراج الأهوار العراقية ضمن لائحة التراث العالمي في 17 حزيران/ يونيو 2016، مشترطة على الحكومة العراقية ضمان ديمومة هذا التنوع وتطوير البنى التحتية للمناطق الرطبة. لكن الواقع البيئي في هذه المناطق، ولا سيما في أهوار محافظة ميسان، يشهد تدهوراً حاداً بسبب الجفاف المتفاقم وشح المياه، ما أدى إلى تراجع الحياة البرية والنباتية وتهديد العديد من الكائنات النادرة بالانقراض، في مقدمتها كلب الماء ناعم الفراء المعروف باسم "ماكسويل"، والذي يعد من الكائنات الرمزية لهور الحويزة. كائن نادر مهدد بالانقراض وبحسب المدير التنفيذي لمنظمة "المناخ الأخضر"، مختار خميس، يعيش في العراق نوعان من كلب الماء، أولهما الشائع (COMMON OTTER) المنتشر على امتداد نهري دجلة والفرات، والثاني هو كلب الماء ناعم الفراء (SMOOTH-COATED OTTER)، وهو نوع نادر ومرتفع القيمة بسبب فرائه المميز، ويوجد حصراً في هور الحويزة بمحافظة ميسان. وأشار خميس إلى أن وجود هذا النوع النادر كان من بين الأسباب التي دفعت اليونسكو إلى تصنيف الأهوار ضمن مواقع التراث العالمي. وفي حديث لوكالة شفق نيوز، أعرب عن أسفه لتضاؤل أعداد هذا الحيوان، مؤكداً أن الجفاف والصيد الجائر يشكلان تهديداً حقيقياً لبقائه، خاصة في ظل غياب أي إجراءات حكومية لحمايته. من جانبه، أوضح الناشط البيئي مهدي الساعدي لوكالة شفق نيوز، أن كلب الماء الملقب بـ"ماكسويل"، ويُعرف باللغة العربية بـ"القُضاعة"، يمثل أحد أبرز رموز التنوع البيولوجي في أهوار ميسان، وقد سُمّي بهذا الاسم نسبة إلى عالم الأحياء الإسكتلندي غيفن ماكسويل، الذي اكتشفه في خمسينيات القرن الماضي في هور الحويزة. وأضاف أن ماكسويل اصطحب اثنين من هذه الحيوانات، ذكراً وأنثى، إلى إسكتلندا وأطلق عليهما اسم "مجبل" نسبة إلى صاحب المشحوف الذي اصطحبه في جولة بهور الحويزة، و"كحلاء" نسبة لناحية الكحلاء حيث تم العثور عليهما، ويوجد اليوم نصب تذكاري لكلب الماء العراقي في إسكتلندا يشير إلى أصوله من هور الحويزة. وتابع الساعدي، قائلاً إن "كلب الماء ماكسويل بدأ في مغادرة موطنه الأصلي في هور الحويزة خلال السنوات الأخيرة، بحثاً عن بيئة أكثر أماناً وغذاءً أوفر، وتم رصده في عدد من مناطق العراق، بما في ذلك محافظات الوسط والشمال، ما يشير إلى حجم التدهور الذي أصاب بيئته الطبيعية". ويعود هذا النزوح إلى سلسلة انتكاسات تعرض لها الحيوان النادر، بدأت منذ تجفيف الأهوار في تسعينيات القرن الماضي، ومروراً بحملات الصيد الجائر التي أبادت أعدادًا كبيرة منه، لا سيما مع ارتفاع الطلب على فرائه الفاخر الذي يُهرّب إلى تركيا وإيطاليا لاستخدامه في صناعة الملابس الفاخرة والحقائب الجلدية. بدوره يقول الناشط البيئي أحمد صالح نعمة، إن "كلب البحر ناعم الفراء لا يمت بصلة إلى القندس أو ثعالب الماء كما يعتقد البعض"، مشيراً إلى أنه "يشكل ثروة بيئية نادرة يجب الحفاظ عليها". وحذر نعمة، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، من أن عدم اتخاذ إجراءات عاجلة قد يؤدي إلى انقراضه تماماً". وأشار إلى أن المجتمع البيئي أطلق عدة نداءات إلى الجهات المعنية لإنشاء محمية خاصة بهذا الكائن الفريد، وتوفير مصادر مياه مستدامة في أهوار ميسان، غير أن تلك النداءات لم تلقَ أي استجابة من الجهات الرسمية المعنية بالشأن البيئي أو المائي. وفي ظل هذا الإهمال والتدهور البيئي المتسارع، يؤكد مختصون أن استمرار الجفاف وغياب السياسات الحقيقية لحماية التنوع الأحيائي سيؤدي إلى خسائر فادحة في الثروة البيئية للبلاد. ويشدد المختصون، على ضرورة تبني إستراتيجية وطنية عاجلة لإنقاذ أهوار ميسان وسكانها، من بشر وكائنات، وإنشاء محميات طبيعية تضمن بقاء الأنواع النادرة، وفي مقدمتها "ماكسويل"، كجزء لا يتجزأ من هوية العراق الطبيعية والثقافية.