logo
"لم يقتلني السرطان، ولكن قد أموت من الجوع"، نساء وأطفال يخاطرون بأرواحهم للحصول على فتات الطعام في غزة

"لم يقتلني السرطان، ولكن قد أموت من الجوع"، نساء وأطفال يخاطرون بأرواحهم للحصول على فتات الطعام في غزة

الوسطمنذ 2 أيام
Getty Images
وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، يُحرم نحو ثلث المواطنين من الطعام لأيام متتالية في قطاع غزة
تشهد غزة مستويات غير مسبوقة من الجوع، ما دفع أعداداً كبيرة من السكان إلى المخاطرة بحياتهم من أجل تأمين وجبة واحدة أو حتى ما يمكن وصفه بـ"شبه وجبة".
فحتى النساء والأطفال، الذين أضعفتهم قسوة الجوع وأرهقتهم أوضاعهم الصحية، يقطعون مسافات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، وينتظرون لساعات طويلة في ظل قصف مستمر وإطلاق نار كثيف، على أمل العودة بكيس طحين أو بعض المكرونة لأحبائهم - إلا أن الكثيرين منهم قد لا يعودون إلى منازلهم، مخاطرين بحياتهم في سبيل لقمة عيش تكاد تكون بعيدة المنال.
ومن هؤلاء سمية البالغة من العمر 34 عاماً، التي تحمل إلى جانب إصابتها بمرض السرطان، مهمة إطعام أطفالها الخمسة، لأن زوجها مصاب ولا يستطيع الحركة، فبعد أن كان أكبر همها استكمال علاجها خارج قطاع غزة، أصبحت لا تفكر سوى في تأمين الغذاء لأطفالها.
فتقول سمية باكية: "من أجل أطفالي الجوعى ونظراتهم الصعبة وعيونهم التي تُبكي الحجر والضمائر الحية، أحاول أن أقدم لهم أي شيء قبل أن أموت حتى لا أرى هذه النظرات بعيونهم، أنا مريضة سرطان في مرحلته الرابعة، ولم يقتلني السرطان حتى الآن لكن قد أموت من الجوع في أي لحظة".
وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي في 21 يوليو/تموز الجاري، فإن نحو 90 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد، فيما يُحرم نحو ثلث المواطنين من الطعام لأيام متتالية في قطاع غزة.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة في 22 يوليو/تموز الجاري، فقد بلغ العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 101 حالة وفاة بينهم 80 طفلاً.
رحلة سمية للحصول على المساعدات ليست كغيرها، فهي مصابة أيضاً في قدمها منذ بداية الحرب أثناء قصف منزل مجاور لها، وأثّرت الإصابة على حركتها بشكل كبير.
ولكي تذهب سمية إلى أماكن المساعدات باتجاه معبر زيكيم شمال غربي غزة، تضطر أن تستقل عربة كارو، أو أن يحملها بعض الشباب على ظهورهم لعدة ساعات مشياً، حتى تصل إلى نقطة معينة تتجمع فيها الحشود لانتظار مرور شاحنات المساعدات القادمة مما تعرف بمؤسسة غزة الإنسانية، التابعة للولايات المتحدة وإسرائيل.
وتصف سمية المشهد قائلةً: "في أغلب الوقت نكون منبطحين ونفترش الأرض فترة طويلة، لنحاول تفادي الرصاص الحي المتناثر فوق رؤوسنا، أماكن الحصول على المساعدات فعلاً مصيدة موت، لأن الاحتمال الأكبر أن أموت ولا أعود لأطفالي. أحياناً يتناثر علينا دم، فنتخيل أننا قُتلنا ثم نكتشف أن هذا دم لأشخاص بجوارنا".
ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة في 20 يوليو/تموز الجاري، فإن إجمالي ضحايا انتظار المساعدات بلغ 922 شخصاً وأكثر من 5861 إصابة.
Getty Images
وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة تخطى إجمالي ضحايا انتظار المساعدات ألف قتيل
مصيدة موت لجمع الفتات فقط
وبحسب سمية، تكون الشاحنات على مقربة من جنود الجيش الإسرائيلي الذين يطلقون النار، ولكن يضطر الجائعون إلى الاقتراب من الشاحنات رغم خطورة الوضع.
ويؤكد الجيش الإسرائيلي أنه لم يطلق النار على مدنيين داخل أو قرب مراكز توزيع المساعدات، ويتهم حماس باستغلال معاناة المدنيين، لا سيما عبر نهب المساعدات الإنسانية أو عبر إطلاق النار على منتظري المساعدات، بينما تُحمل "مؤسسة غزة الإنسانية" حماس المسؤولية عن الوضع الإنساني في القطاع.
تضيف سمية: "حشود كثيرة جداً تهجم على المساعدات، ويقومون بضرب بعضهم ليحصلوا عليها. أنا لا أحصل على مساعدات، أنا أحصل على الفتات لأطعم أطفالي، فأنا لا أستطيع الوقوف كرجل شديد أو امرأة معافاة، أحاول فقط تعبئة الفتات الذي يتساقط من الناس، أو أنتظر ربما تعطف عليَّ بعض النساء ويعطينني جزءاً بسيطاً - آخذ الفتات وأجمعه وأنظّفه من الرمال لكي نأكله أنا وأولادي".
BBC
جرحت سمية بآلة حادة أثناء محاولتها الحصول على المساعدات
ورغم كل ما تواجهه سمية، لم تتوقف عن الذهاب للحصول على المساعدات لأجل أطفالها، وتتذكر أصعب يوم مرَّ عليها، حيث جرحها أحد الأشخاص بآلة حادة ليستولي على الطحين من يدها، إذ تقول: "توسلتُ إليه أن يترك كيلو واحداً لأطفالي لكنه لم يستجب، ونُقلت إلى مستشفى الشفاء وتم إجراء الخياطة ليدي بدون مخدر، وما زالت غرز الخياطة في يدي حتى اليوم، تمنيت الموت يومها لأني لم أستطع أن أطعم أطفالي".
تلامس جسدي مع الرجال أثناء التزاحم
ليس فقط العنف الجسدي هو ما تواجهه نساء غزة لتأمين قوتهن وقوت أسرهن، حيث يتعرضن لمواقف محرجة أثناء التزاحم للحصول على المساعدات أو أثناء الانبطاح على الأرض لحماية أنفسهن من الرصاص، فالجوع أزال الحواجز بين النساء والرجال كما تحكي سمية.
تشرح سمية بخجل شديد: "أثناء انتظار المساعدات نتعرض لمواقف صعبة لا نستطيع أن نصفها أمام أحد ولا أمام أزواجنا، ما يضيف علينا ضغطاً نفسياً، فنحن نُسِرّ في أنفسنا ولا نحكي، فمثلاً أثناء الانبطاح لنحتمي من الرصاص، يكون الرجال فوق النساء والنساء فوق الرجال، أو عندما يحملني شاب على ظهره لأني مريضة، أشعر بخجل شديد لكني مضطرة للحصول على لقمة العيش".
وتضيف: "مهما صرخت المرأة ومهما بكت ومهما قالت ابعدوا عني، لا يسمعها أحد، فهذا تحرش غير متعمد، ولكنه تلامس تلقائي بسبب التزاحم والتسارع على لقمة العيش، كل شخص هناك لا يفكر في مشاعر الإنسان الآخر، الكل يريد الطعام".
لا مساعدات للصغار
رغم خطورة الأوضاع الأمنية والإنسانية، يتوجه العديد من الأطفال لمراكز المساعدات التابعة لمؤسسة "غزة الإنسانية" المدعومة أمريكيّاً لتأمين الغذاء لأُسرهم.
يذهب الطفل سامي ماهر البالغ من العمر 13 عاماً، النازح في منطقة اليرموك بمدينة غزة دائماً مع أخيه الأكبر إلى مركز المساعدات في رفح جنوب القطاع ليساعد إخوته العشرة ووالدته، حيث يتواجد والده خارج القطاع مرافقاً لحفيده الذي يُعالج في إيطاليا جرّاء إصابته في الحرب.
ولكي يوفر سامي المقابل المادي لعربة الكارو التي يستقلها إلى مركز المساعدات، يعمل في جمع الحطب وبيعه.
يفترق سامي عند الوصول لنقطة توزيع المساعدات عن أخيه وسط الزحام، وينتظر مع الحشود ساعات في الشمس، وبعد فتح الطريق يجري حوالي 2 كيلو متر ليصل إلى المساعدات التي يسرع إليها الآلاف في غزة.
يشرح سامي معاناته للحصول على المساعدات: "تزاحم مع ناس أكبر مني في العمر، يقفزون فوقي ويتم دهسي، وأحياناً يضربونني ليأخذوا منى الطعام الذي جمعته، لكن أصعب شيء هو مشاهدتي الجثث التي تتساقط على الأرض بسبب إطلاق النار".
كميات قليلة جداً من الطحين أو الأرز أو العدس قد يعود بها سامي لأسرته، وأيام أخرى يعود بلا شيء، وهذا أقسى شعور يمر عليه، حيث يضيف: "سأظل أعرض حياتي للخطر لكي أحصل على لقمة العيش، فلا أستطيع أن أرى إخوتي يموتون من الجوع ولا أساعدهم".
Getty Images
أطفال يخاطرون بحياتهم للحصول على الطحين
وعن أخطر المواقف التي تعرّض لها يقول سامي: "بعض الأشخاص وضعوا سكيناً على رقبتي لترك حقيبتي وأخذ المساعدات منّي، حدث ذلك معي 3 مرات، لم أستطع أن أدافع عن نفسي لأنهم أكثر من شخص، شعرت يومها برعب وخوف، وبصغر سني مقابل هؤلاء الأشخاص".
وسجلت الأمم المتحدة حتى 21 يوليو/تموز الجاري مقتل 1054 شخصاً في غزة أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، منهم 766 قُتلوا بالقرب من مراكز توزيع مؤسسة غزة الإنسانية، و288 قُتلوا بالقرب من قوافل مساعدات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى.
وكانت المؤسسة التي تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل قد بدأت عملها في القطاع في 27 مايو/أيار الماضي، وترفض عملها الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"تصميم" أطفال خارقين: ما هي تقنية "تحسين النسل" التي اعتمدها إيلون ماسك؟
"تصميم" أطفال خارقين: ما هي تقنية "تحسين النسل" التي اعتمدها إيلون ماسك؟

الوسط

timeمنذ 27 دقائق

  • الوسط

"تصميم" أطفال خارقين: ما هي تقنية "تحسين النسل" التي اعتمدها إيلون ماسك؟

Getty Images واحدٌ على الأقلّ من أطفال ماسك الأربعة عشر، وُلد بعد اختيار جنينيّ دقيق يستند إلى تقييم وراثي يُعرف بـ"درجة الخطر متعددة الجينات" في خريف عام 2021، أنجبت شيفون زيليس توأماً من إيلون ماسك بواسطة تقنية التلقيح الاصطناعي. المديرة التنفيذية في شركة "نيورالينك" التابعة للملياردير، عادت وأنجبت منه طفلين آخرين خلال عامي 2024 و2025. واحدٌ على الأقلّ من أطفال ماسك الأربعة عشر، وُلد بعد اختيار جنينيّ دقيق يستند إلى تقييم وراثي يُعرف بـ"درجة الخطر متعددة الجينات"، وهي التقنية التي توفّرها شركة ناشئة في وادي السليكون اسمها "أوركيد هيلث". بواسطة هذه التقنية التي دخلت حيّز التنفيذ عام 2019 بكلفة عالية جداً، يمكن للراغبين بالإنجاب معرفة احتمالات الإصابة المستقبلية لطفلهم بأمراض مزمنة، وبالتالي استبعادها. تَعِدُ هذه التكنولوجيا العالم بأطفال أصحّاء بالكامل (ومن منّا لا يرغب في ذلك؟) لكنها تفتح أيضاً الباب أمام أسئلة كبرى تتخطى إنقاذ البشرية مستقبلاً من الأمراض: هل نقترب من زمن يُصمَّم فيه الأطفال عبر خوارزميات؟ وهل تتحوّل تقنية وجدت للوقاية من الأمراض إلى وسيلة لاختيار خصائص لأطفال "خارقين"؟ وهل تصبح عملية الإنجاب نتيجة لانتقاء جيني مسبق وتنقيب في البيانات، ما يزيد من انعدام المساواة والعدالة بين الأفراد منذ لحظة التلقيح؟ ما هو الفحص الجينيّ الشامل للأجنّة؟ Getty Images خدمات "أوركيد" تُقدَّم اليوم في أكثر من مئة عيادة تلقيح اصطناعي في الولايات المتحدة. تقوم هذه التقنية على تحليل الحمض النووي الكامل للجنين، أي فحص الخريطة الجينية الكاملة التي تتكوّن من نحو ثلاثة مليارات قطعة، باستخدام عدد قليل جداً من خلاياه. وبعد أن تُدمَج هذه التقنية مع أداة تُسمى "تقييم المخاطر الجينية المتعددة"، وهي وسيلة إحصائية تُقدّر احتمال إصابة الطفل بأمراض معقّدة مثل السرطان أو السكّري أو الفصام، تعد هذه المقاربة بتقديم معلومات وراثية دقيقة ومبكّرة عن صحة الطفل المحتملة قبل ولادته. وعلى عكس الفحوصات الجينيّة التقليدية التي تركز على الأمراض النادرة الناتجة عن طفرة واحدة، تحلّل تقنية "تقييم المخاطر الجينية المتعددة" (PRS) مجموعات من المتغيّرات الجينية لتقييم خطر الإصابة بأمراض شائعة. هو ليس تشخيصاً، بل تنبؤ قائم على الاحتمالات. وتعد "أوركيد هيلث" من بين الشركات الرائدة في هذا المجال، وهي شركة ناشئة مقرها وادي السيليكون في سان فرانسيسكو أسّستها الشابة الأمريكية من أصول باكستانية نور صدّيقي. تدّعي الشركة أنها تقدّم أكثر خدمات فحص الأجنّة شمولًا في السوق، حيث تقيّم كلًّا من الأمراض أحادية الجين والحالات المعقّدة باستخدام خوارزميات حصرية. وتُقدَّم خدمات "أوركيد" اليوم في أكثر من مئة عيادة تلقيح اصطناعي في الولايات المتحدة. وبحسب تقرير حديث لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإنّ الطلب على هذه الخدمة آخذ في الارتفاع. ومع توسّع الوصول إلى قواعد البيانات الجينومية الضخمة، قد يتحوّل الوعد التكنولوجي بـ"اختيار" أطفال أصحّاء من خيال علمي إلى ممارسة روتينية في عيادات الخصوبة. "الجنس للمتعة وفحص الأجنّة من أجل الإنجاب" تقول صدّيقي، إنها تمتلك "رؤية طموحة تقوم على خوارزميات مصمّمة خصّيصاً وتحليل الجينوم بهدف القضاء على الأمراض والعلل" لدى أطفال المستقبل. وتقوم شركتها الناشئة بفحص الأجنّة للكشف عن آلاف الأمراض المحتملة، ما يتيح للآباء والأمهات المستقبليين التخطيط لعائلاتهم بناءً على كمٍّ من المعلومات غير المسبوق حول نسلهم. ومع أن العقود الأخيرة جعلت من قيام النساء الحوامل، وكذلك الأزواج الذين يخضعون للتلقيح الاصطناعي، بإجراء اختبارات للكشف عن اضطرابات وراثية نادرة ناتجة عن طفرات في جين واحد، مثل التليّف الكيسي، أو عن خلل في الكروموسومات مثل متلازمة داون، ممارسة شائعة، إلا أن "أوركيد" هي أول شركة تقول إنها قادرة على تحديد تسلسل الجينوم الكامل للجنين، والمكوّن من 3 مليارات كروموسوم. وتستخدم الشركة ما لا يزيد عن خمس خلايا من الجنين لفحص أكثر من 1200 حالة نادرة ناتجة عن جين مفرد، تُعرف باسم الأمراض أحادية الجين. Getty Images هل تصبح عملية الإنجاب نتيجة لانتقاء جيني مسبق وتنقيب في البيانات، ما يزيد من انعدام المساواة والعدالة بين الأفراد منذ لحظة التلقيح؟ كما تطبّق الشركة خوارزميات مصمّمة خصيصاً لإنتاج ما يُعرف بـ "درجات الخطر متعددة الجينات وهي أدوات تهدف إلى قياس القابلية الوراثية للطفل المستقبلي للإصابة بأمراض معقّدة في وقت لاحق من حياته، مثل الاضطراب ثنائي القطب، والسرطان، ومرض ألزهايمر، والسمنة، والفصام. صدّيقي التي تنوي إنجاب أربعة أطفال باستخدام أجنّتها التي خضعت لفحص "أوركيد"، تدافع عن فكرة أكثر جرأة بدأت تكتسب زخماً في عالم التكنولوجيا: وهي أن تقنيات الخصوبة المتطورة والمتاحة بشكل متزايد "ستحلّ تدريجياً محلّ الجنس كوسيلة مفضّلة للإنجاب لدى الجميع". وقالت صديقي في مقطع فيديو شاركته عبر منصة إكس (تويتر سابقاً): "الجنس للمتعة، وفحص الأجنّة من أجل الإنجاب". وتشير إلى أن الوقت قد اقترب الذي سيصبح فيه من الطبيعي أن يختار الأزواج أجنّتهم من خلال جدول بيانات، تماماً كما يفعل زبائنها الحاليون، موازنين مثلاً بين قابلية للإصابة بأمراض القلب أعلى بـ1.7 مرة من المعدّل العام، وبين درجة خطر 2.7 للإصابة بالفصام. شكوك في دقة الفحوصات Getty Images استخدام تقييم المخاطر متعددة الجينات يُنتقَد باعتباره لا يزال "غير ناضج سريرياً" برغم الوعود الكبيرة التي تقدّمها شركة "أوركيد"، يثير العديد من العلماء شكوكاً جدّية بشأن دقّة الفحوصات التي تعتمدها. فعملية تسلسل الجينوم الكامل انطلاقاً من خمس خلايا جنينية فقط تُعدّ تقنية حسّاسة، وقد تؤدي، بحسب خبراء من جامعتي ستانفورد وكاليفورنيا، إلى أخطاء كبيرة نتيجة "تكبير" المادة الوراثية بشكل قد يُشوّه النتائج. كما يُنتقَد استخدام تقييم المخاطر متعددة الجينات باعتباره لا يزال "غير ناضج سريرياً"، بخاصة أن دقّته تنخفض لدى الأجنّة من أصول غير أوروبية، بسبب "تحيّز قواعد البيانات الجينية المتاحة". ويرى بعض المتخصصين أن الفروقات الطفيفة بين خوارزميات الشركات المختلفة قد تؤدي إلى نتائج متباينة تماماً، في غياب معيار علمي موحّد يضمن الموثوقية. أجندة يمينيّة؟ Getty Images العديد من الشخصيات بينها نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس كرّروا أن تراجع معدلات المواليد "يُهدّد مستقبل الدول الصناعية" يربط البعض بين هذا التوجّه المتنامي في تقنيات الإنجاب وبين النزعة المؤيدة للإنجاب في الولايات المتحدة والتي يروّج لها عدد كبير من رموز اليمين الأمريكي. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن شركة "أوركيد" تشكّل جزءاً من حركة ثقافية أوسع يروّج من خلالها أشخاص نافذون في واشنطن ووادي السيليكون لأهمية إنجاب المزيد من الأطفال. فقد كرّر مرات عدة كل من نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، وإيلون ماسك، بالإضافة إلى المستثمر الملياردير المحافظ بيتر ثيل، وهو الراعي الأساسي لشركة "أوركيد"، أن تراجع معدلات المواليد "يُهدّد مستقبل الدول الصناعية"، وأنه "ينبغي للناس إنجاب المزيد من الأطفال لمواجهة هذا الانحدار". ويضع البعض في السياق نفسه الأمر التنفيذي الذي أصدره البيت الأبيض في فبراير/ شباط الماضي، والذي يدعو إلى توسيع الوصول إلى علاجات التلقيح الاصطناعي. عودة إلى "تحسين النسل"؟ Getty Images المخاوف تطال البُعد الاجتماعي: إذ يمكن لمثل هذه الممارسات أن تعزّز شعوراً بالتفوّق الجيني لدى فئات معينة، وتُعمّق الفوارق الطبقية. يرى العديد من النقّاد أن استخدام تقنيات فحص الأجنّة بناءً على تقييمات متعددة الجينات يفتح الباب أمام شكل جديد من "تحسين النسل التكنولوجي" (techno-eugenics)، أي استخدام الوسائل العلمية لاختيار أو استبعاد خصائص وراثية معينة بهدف إنجاب أفراد يُعتبرون "أفضل" جينياً. وتستند هذه الرؤية إلى تاريخ مثير للجدل، إذ ارتبط مفهوم "تحسين النسل" تقليدياً بمحاولات سلطوية للتحكّم بالتكاثر البشري، سواء عبر منع الفئات المصنّفة "أقل شأناً" من الإنجاب، أو عبر تشجيع خصوبة من يُعتبرون "أعلى قيمة". واليوم، وعلى الرغم من أن هذا المشروع لم يعد يتخذ طابعاً قسرياً، فإن التقنيات الحديثة تعيد إحياء هذا المنطق ولكن بصيغة فردية وطوعية، تُقدَّم تحت عنوان الحرية والاختيار. وتتجاوز المخاوف الجانب الأخلاقي لتطال البُعد الاجتماعي: إذ يمكن لمثل هذه الممارسات أن تعزّز شعوراً بالتفوّق الجيني لدى فئات معينة، وتُعمّق الفوارق الطبقية، حيث لا تتوفّر هذه التقنيات سوى للأثرياء القادرين على "تصميم" أطفالهم. كما قد يؤدي التركيز على بعض السمات، مثل الذكاء أو الطول، إلى تعزيز معايير ضيّقة للقيمة الإنسانية، تُقصي من لا تنطبق عليهم هذه المعايير منذ مرحلة ما قبل الولادة. غير أن القائمين على هذا المشروع ينفون الربط بينه وبين هذه الاتهامات. ويؤكد هؤلاء، ومن بينهم نور صدّيقي، أن التلقيح الاصطناعي نفسه واجه في بداياته خلال سبعينيات القرن الماضي موجة من الانتقادات والاتهامات، إذ اعتبره البعض آنذاك شكلاً من أشكال "لعب دور الإله". "لكن مع مرور الوقت، تحوّل إلى تقنية شائعة ومقبولة على نطاق واسع، تُستخدم اليوم لتحسين فرص الإنجاب لدى من يواجهون صعوبات في الحمل، من دون أن تثير الاعتراضات التي صاحبت انطلاقتها الأولى".

بعد وفاة الأمير النائم... ماذا نعرف عن الغيبوبة ومصير العائدين منها؟
بعد وفاة الأمير النائم... ماذا نعرف عن الغيبوبة ومصير العائدين منها؟

الوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الوسط

بعد وفاة الأمير النائم... ماذا نعرف عن الغيبوبة ومصير العائدين منها؟

Getty Images تخيلوا أنكم تسمعون من حولكم وتشعرون بوجودهم، لكنكم عاجزون عن رؤيتهم بوضوح أو التفاعل معهم. تخيلوا أنكم تعيشون شهوراً، وربما سنوات، وأنتم في حالة وعي معلّق، لا تعلمون إن كانت تفاصيل ما تعيشونه خيالاً أم حقيقةً. غالباً ما نسمع العبارة الشهيرة: استفاق أو استفاقت بعد غيبوبة. عبارة تشبه حكايات الخيال، كقصة الأميرة النائمة التي أيقظتها قبلة بعد سبات طويل. لكن ما هي الغيبوبة حقاً؟ ماذا يشعر المصاب خلالها؟ هل يعود؟ وكيف تكون حياته بعد الاستفاقة؟ أثارت وفاة الأمير السعودي الوليد بن خالد بن طلال، المعروف إعلامياً بالأمير النائم، بعد 21 عاماً من الغيبوبة إثر حادث سير، هذه الأسئلة من جديد. وحاولت بي بي سي نيوز عربي الإجابة عنها من خلال لقاء مع طبيبة مختصة وناجٍ من غيبوبة. في عام 2016، وأثناء إحدى موجات أزمة النفايات في لبنان، أصيب طارق زينون، وهو طالب جامعي يبلغ من العمر 18 عاماً، بفيروس ناتج عن استنشاق هواء ملوث. تدهورت حالته بسرعة، ودخل في غيبوبة استمرت شهراً ونصفاً. لم تكن حالته الوحيدة، إذ يقول لبي بي سي عربي إن تسعاً أو عشراً من الحالات سجلت في تلك الفترة بسبب الفيروس ذاته، من بينها صديق له استفاق بعد ثلاثة أيام. توضح الدكتورة نانسي معلوف، الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب في المركز الطبي التابع للجامعة اللبنانية الأميركية، أن الغيبوبة تعرف طبياً بأنها فقدان تام للوعي نتيجة اضطراب كبير في وظائف الدماغ. وتشير إلى أن أسباب الغيبوبة متعددة، منها إصابات الرأس كالنزيف أو الجلطات، أو حوادث السير، أو التسمم، أو النقص الحاد في الغذاء، أو الجرعات الزائدة من الأدوية والمخدرات، أو حتى الصدمات النفسية الشديدة. وتؤكد أن الغيبوبة ليست درجة واحدة، بل تتفاوت من حالة إلى أخرى. "في الغيبوبة العميقة، لا يرى الشخص شيئاً ولا يسمع. أما في الحالات الأخف، فقد يشعر بوخز إبرة مثلاً أو يتخيل أشياء". وتضيف أن احتمال العودة من الغيبوبة يختلف عن حالة الموت الدماغي، الذي يعني توقف كل وظائف الدماغ بما في ذلك جذعه، وهو حالة لا عودة منها ويصنف قانونياً وطبياً كوفاة. وكلما طالت مدة الغيبوبة، زادت المخاطر. إذ قد يعاني المصاب من جلطات في الأطراف أو تقرحات جلدية أو ضعف في المناعة. حين بدأ كل شيء يتلاشى يروي طارق أنه شعر بألم مفاجئ في مؤخرة رأسه، فخلد إلى النوم مساءً واستفاق بعد نحو 24 ساعة، لكنه لا يذكر إن كان قد استيقظ في ما بينها. تقول والدته إن عينيه كانتا ترتعشان يميناً ويساراً حين أيقظته، وهو لا يزال يصر، حتى في تلك اللحظة، على أنه بخير ولا حاجة لنقله إلى المستشفى. دخل المستشفى دون أن يفقد وعيه بالكامل، لكنه لا يتذكر شيئاً من تلك اللحظات. وبعد نقله إلى مستشفى آخر، دخل في غيبوبة تامة. يقول: "بقيت فاقداً للوعي بشكل تام لأسبوعين، فتحت عينيّ في الأسبوع الثالث لكن دون أي تفاعل أو إدراك". ويتابع: "لا تحدثني عائلتي كثيراً عن هذه المرحلة. يقولون لي إنني لم أكن أتفاعل إلا في لحظات قليلة، حين كنت أحرّك عينيّ دون أن أفتحهما". Getty Images في بعض حالات الغيبوبة، قد يشعر المريض بتداخلات مع العالم الخارجي كأصوات أو حركات الأشخاص حول سريره مرّ أكثر من شهر ونصف حتى بدأ طارق يتعرف من جديد إلى الوجوه والأسماء التي يعرفها. واستعاد وعيه وذاكرته كاملاً مع بدء رحلة إعادة التأهيل في مستشفى آخر. "أتذكر شيئاً واحداً من مرحلة الغيبوبة، أتذكر أني وقفت على قدمي ومشيت خطوات قليلة لأجد أمامي نحو 40 شخصاً من أصدقائي الذين كانوا يزورون المستشفى يومياً دون أن أعلم، رأيتهم ولكني عانيت حينها من هبوط مفاجئ وفقدت وعيي من جديد لأيام قليلة". لا يملك طارق صورة واضحة حتى للأشياء التي يتذكرها، ويقول إن الأدوية التي وصفت لعلاجه كانت لها آثار جانبية، من بينها فقدان الذاكرة. "عائلتي لم تفقد الأمل" شخص الأطباء حالة طارق بأنه التهاب دماغ ناتج عن فيروس أو عدوى بكتيرية. يروي طارق أن عائلته لم تفقد الأمل: "الخوف كان كبيراً، وخاصة لدى أصدقائي الذين صدموا عند رؤيتي في المستشفى. الدتي كانت تحاول دائماً أن تتحدث معي خلال غيبوبتي". خلال فترة التأهيل، خضع لسلسلة من التمارين الخاصة بتنشيط الدماغ من جديد، بالإضافة إلى تمارين للعضلات لأنه خسر 14 كيلوغراماً من وزنه، وتمارين للذاكرة. قال: "عند خروجي كنت أعاني من ارتعاش شديد في اليدين، لدرجة أنني لا أستطيع الكتابة". خضع طارق لعلاج فيزيائي وعلاج نفسي واستعاد معنوياته ونشاطه الذهني والجسدي ببطء وبشكل تدريجي. تعد الغيبوبة من الحالات الطبية المكلفة، فالمكوث في المستشفى ضروري بحسب المدة التي تستغرقها العودة أو الاستفاقة، بالإضافة إلى العلاج والتأهيل ما بعد الخروج من المستشفى. والتكلفة قد تكون ذاتها في حال انتقال المصاب إلى منزله. تقول الطبيبة نانسي معلوف إن الشخص في الغيبوبة يحتاج إلى التنفس طوال الوقت، وفي بعض الحالات البالغة، يتنفس المريض من خلال القصبة الهوائية. "عادة لا يسمح للمريض بمغادرة المستشفى، وإن حدث ذلك، فهو بحاجة إلى مراقبة الأوكسيجين يومياً على مدى 24 ساعة". نوبات هلع Getty Images مرحلة التأهيل بعد العودة من الغيبوبة تشملوالعلاج الفيزيائي والنفسي والعمل على استعادة الذاكرة والإدراك لم يخرج طارق من منزله لفترة بعد عودته من الغيبوبة لأن مناعته كانت ضعيفة. "بعد انتهاء فترة علاجي وعودتي إلى الجامعة، شعرت مرة بنوبة هلع قوية على شكل دقات قلب قوية". قالت له طبيبته المعالجة إن ما يمر به لن يكون سهلاً، لكنه أمر طبيعي لأن هذه المرحلة التي يبدأ فيها الدماغ بالاتصال بأصوات وصور شاهدها طارق في مرحلة ما، دون أن يدرك ما هي هذه الأصوات والصور. يقول طارق إن هذه "المعلومات" التي بدأ الدماغ بتلقيها في ما بعد لم تكن مفهومة، لكنها تتخم الدماغ وتجعله ثقيلاً. "أصبت أكثر من مرة بعد ذلك بنوبات هلع كانت تأتي في أي مكان وأي وقت ودون أي سبب أو مناسبة". يروي كيف كان فحص التصوير بالرنين المغناطيسي يصيبه بالهستيريا، ويربط ذلك بوضعية نومه خلال الغيبوبة. ومع تقدم جلسات العلاج النفسي، شعر طارق بارتياح أكبر هل نحلم خلال الغيبوبة؟ لا يتذكر طارق أي أحلام أو خيالات من فترة الغيبوبة، لكن طبيبته ربطت بين نوبات الهلع وبين الأشياء التي قد يكون رآها خلال تلك المرحلة. نشرت "بي بي سي ساينس فوكوس" سؤالاً وجواباً حول الأحلام في الغيبوبة. وأشار المقال إلى أن أدمغة الأشخاص في الغيبوبة لا تظهر أي علامات على دورة طبيعية للنوم واليقظة، ما يعني أنه من غير المرجح أن يحلموا. ورغم ذلك، بحسب المجلة، يبلغ بعض الأشخاص عند عودتهم من الغيبوبة عن أحلام تسللت إليها أشياء من العالم الخارجي، أو كوابيس تبدو مستمرة. وفي مقاطع فيديو لناجين على يوتيوب، يروي البعض أنه يتذكر أحلاماً من فترة الغيبوبة، ويقر بعضهم بأنه قد يخلط بينها وبين خيالات أو هلوسات بسبب شعورهم بشيء ما يجري حولهم. أصوات وأشخاص وحركات. إحدى الناجيات الأميركيات ربطت بين كابوس تتذكره كانت تعاني خلاله من البرد الشديد في ألاسكا - مع أنها قالت إنها لم تزرها يوماً - وربطت بين ذلك وبين العلاج بوضع الثلج على قدميها للحفاظ على دورة دموية نشطة.

دراسة حديثة تكشف عن معدل جديد للمشي اليومي، يقلل خطر إصابتك بالأمراض
دراسة حديثة تكشف عن معدل جديد للمشي اليومي، يقلل خطر إصابتك بالأمراض

الوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الوسط

دراسة حديثة تكشف عن معدل جديد للمشي اليومي، يقلل خطر إصابتك بالأمراض

Getty Images أصبح حساب الخطوات اليومية هواية شائعة مع أجهزة تتبع اللياقة البدنية توصلت دراسة واسعة نُشرت في مجلة The Lancet Public Health إلى أن المشي 7 آلاف خطوة يومياً قد يكون كافياً لتعزيز قدراتك العقلية والمساعدة في الحماية من مجموعة متنوعة من الأمراض. وقد يكون عدد الخطوات هذا هدفاً أكثر واقعية من 10 آلاف خطوة، التي لطالما اعتُبرت معياراً للمشي الصحي الذي ينصح به يومياً. ووجدت الدراسة أن تقليل عدد الخطوات اليومية لم يُضعف من التأثير الوقائي ضد مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك السرطان والخرف وأمراض القلب. ويقول الباحثون إن هذه النتائج قد تُشجع المزيد من الناس على تتبع خطواتهم كوسيلة عملية لتحسين صحتهم. وتقول الدكتورة، ميلودي دينغ، الباحثة الرئيسية في لدراسة: "لدينا هذا التصور بأننا يجب أن نمشي 10 آلاف خطوة يومياً، لكن هذا التصور غير قائم على أدلة علمية". Getty Images تركز المبادئ التوجيهية للصحة العامة العالمية عادةً على الوقت الذي يقضيه الشخص في ممارسة التمارين الرياضية، بدلاً من الخطوات وترجع أصول رقم 10 آلاف خطوة إلى حملة تسويقية في اليابان خلال ستينيات القرن الماضي. قبيل دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 1964، إذ طُرح ورُوّج لنوع جديد من جهاز عداد الخطوات يُسمى "مانبو-كي"، والذي يُترجم إلى "عداد 10 آلاف خطوة". تقول الدكتور ميلودي دينغ إن هذا الرقم "أُخرج عن سياقه" وأصبح دليلاً إرشادياً غير رسمي، ولا تزال العديد من أجهزة تتبع اللياقة البدنية والتطبيقات توصي به. وقد حلّلت الدراسة الجديدة بيانات حول صحة ونشاط أكثر من 160 ألف بالغ حول العالم. ووجدت الدراسة أن المشي حوالي 7 آلاف خطوة يومياً يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب (بنسبة 25 في المئة)، والسرطان (بنسبة 6 في المئة)، والخرف (بنسبة 38 بالمئة) والاكتئاب (بنسبة 22 في المئة). ومع ذلك، يقول الباحثون إن بعض هذه النتائج تستند إلى عدد قليل من الدراسات، وليس من الواضح مدى دقتها. وتشير الدراستهم الأخيرة إلى أنه حتى عدد الخطوات المتوسط، 4,000 خطوة يومياً، يرتبط بصحة أفضل مقارنةً بالنشاط المنخفض جداً، نحو 2,000 خطوة يومياَ. وفي معظم الحالات الصحية، تميل الفوائد إلى الظهور والاستقرار بشكل ملحوظ عند عتبة 7,000 خطوة، لكنَّ المشي لمسافات أطول لا يزال يقدم مزيداً من الفوائد لصحة القلب. Getty Images يأمل الباحثون أن تساهم نتائجهم في صياغة إرشادات الصحة العامة المستقبلية. وحالياً، تُركز معظم الإرشادات الرسمية حول التمارين الرياضية اليومية المُوصى بها على عدد الدقائق المُخصصة لممارسة النشاط بدلاً من عدد الخطوات المتبعة. فعلى سبيل المثال، تُوصي منظمة الصحة العالمية البالغين بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط الهوائي المعتدل، أو 75 دقيقة من النشاط الهوائي المكثف أسبوعياً. وتقول الدكتورة ميلودي دينغ، إن هذه النصائح قد يصعب على الناس قياسها، على الرغم من أن الإرشادات الحالية لا تزال تُؤدي غرضاً مهماً. وتُوضح قائلةً: "هناك أشخاص يسبحون أو يركبون الدراجات أو لديهم إعاقات جسدية لا تسمح لهم بالمشي". لكنها تقول إنه يُمكن إضافة توصية بشأن عدد الخطوات التي يجب على الناس اتخاذها كـ "إضافة" من شأنها "حث الناس على التفكير في توزيع أنشطتهم البدنية على مدار اليوم". Getty Images يقول الخبراء إن هدف الـ 10 آلاف خطوة يعتمد على أدلة قليلة ويقول الدكتور دانيال بيلي، خبير السلوكيات المستقرة والصحة من جامعة برونيل بلندن، إن الدراسة تدحض "الخرافة" القائلة بضرورة المشي 10 آلاف خطوة يومياً. ومع أن هذا الهدف مناسب لمن يمارسون نشاطاً بدنياً أكثر، إلا أن الدكتور بيلي يقول إن وضع هدف 5 إلى 7 آلاف خطوة يومياً قد يكون "هدفاً أكثر واقعية وقابلية للتحقيق" للآخرين. ويتفق د. أندرو سكوت، المحاضر الأول في فسيولوجيا التمارين السريرية بجامعة بورتسموث، مع هذا الطرح، مؤكداً أن "المزيد دائماً أفضل"، ولا ينبغي للأشخاص القلق بشأن الوصول إلى رقم دقيق، خاصة في الأيام التي تقل فيها مستويات النشاط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store