logo
قمة ألاسكا: ما هي الأراضي التي قد يتم "تبادلها" بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب؟

قمة ألاسكا: ما هي الأراضي التي قد يتم "تبادلها" بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب؟

فرانس 24 منذ 5 ساعات
ينتظر الأوكرانيون بقلق بالغ ما ستسفر عنه القمة المقررة الجمعة، في ألاسكا بالولايات المتحدة الأمريكية، بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، خصوصا بعد تصريح ترامب بشأن إمكانية "تبادل أراض" بين روسيا وأوكرانيا كحل لإنهاء الحرب.
وتمثل هذه القمة، أول لقاء مباشر بين الرئيسين منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، في محاولة لإيجاد مخرج سياسي للصراع المستمر.
لكن كييف والقادة الأوروبيون يخشون أن تؤدي القمة إلى اتفاق يصب في مصلحة موسكو، ويضر بالموقف الأوكراني. ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التأكيد مجددا خلال لقائه مع زعماء أوروبيين عبر تقنية الفيديو الأربعاء، بأن "الأوكرانيين وحدهم المخولون للتفاوض حول مسألة تبادل الأراضي".
05:13
هذا، وأثار مصطلح "تبادل الأراضي" جدلا واسعا، لا سيما أن الجيش الروسي يسيطر حاليا على نحو 20% من مساحة أوكرانيا، في حين لم تعد القوات الأوكرانية تسيطر على أي منطقة داخل روسيا، بعد انسحابها من منطقة كورسك في مارس/أذار الماضي.
وبالتالي، يصعب تصور سيناريو لا يشمل نقل أراضٍ أوكرانية بشكل دائم إلى السيطرة الروسية.
هل تريد روسيا السيطرة على منطقة دومباس كليا؟
على الأرض، يسيطر الجيش الروسي على كامل منطقة لوغانسك شرق البلاد، وأجزاء واسعة من دونيتسك شرقا، وبلدات عديدة في زابوريجيا وخيرسون جنوبا، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الأربعاء، عن بوتين، خلال لقائه المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف، استعداده لقبول وقف كامل لإطلاق النار بشرط انسحاب القوات الأوكرانية من كامل إقليم دونيتسك الشرقي.
20:13
وفي حال تحقق ذلك، ستتمكن روسيا من السيطرة الكاملة على منطقة دونباس، التي تشهد قتالا مستمرا بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لموسكو منذ 2014.
أوضحت الصحيفة أن المرحلة الأولى، كما يتصورها بوتين، تتطلب انسحاب أوكرانيا من دونيتسك، يليها تجميد لخطوط الجبهة.
وفي المرحلة الثانية، يُوقع بوتين وترامب على خطة سلام نهائية، تُعرض لاحقا للتفاوض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
لكن زيلينسكي رفض هذا السيناريو وأكد أن "لا أحد يستطيع اتخاذ قرارات نيابة عن بلاده"، وطالب بالمشاركة في قمة ألاسكا لتتحول إلى قمة ثلاثية.
يرى المحلل السياسي والمتخصص في الشؤون الروسية محمود الأفندي أن "فكرة تبادل الأراضي تعني في الحقيقة الاعتراف بالأراضي التي ضمتها روسيا منذ 2022".
روبيو يجري محادثات مع لافروف قبل القمة الأمريكية الروسية في ألاسكا
01:34
وفي تصريح هاتفي لفرانس24، قال: "تطالب موسكو بانسحاب أوكرانيا من بقية الأراضي الأربعة التي استولت عليها منذ 2022 (دونيتسك، لوغانسك، زابوريجيا، وخيرسون)، إضافة إلى انسحاب روسيا من بعض المناطق في مدينتي سومي وخاركيف، وفق مذكرة التفاهم التي قدمتها روسيا في لقاء إسطنبول".
وأضاف: "تعد هذه المطالب أحد شروط روسيا لوقف إطلاق النار وبدء حوار من أجل ما يسمى سلاما طويل الأمد. لكن تبادل الأراضي ليس تبادلا حقيقيا، بل هو اعتراف بالوضع الحالي، إذ تسيطر روسيا على نحو 20% من أراضي دونباس، و20% من زابوريجيا، و15% من خيرسون".
وتابع: "في المقابل، ستقبل روسيا الانسحاب من الأراضي التي استولت عليها في سومي وخاركيف، وهذا ما يُقصَد بتبادل الأراضي، أي الاعتراف بالواقع الميداني".
مخاوف أوروبية وأوكرانية من نتائج قمة ألاسكا
وعند سؤاله عن سبب عدم انسحاب روسيا من الأراضي التي تحتلها في خيرسون وزابوريجيا، أجاب الأفندي: "لأن روسيا اعترفت دستوريا بأن هذه الأراضي جزء من أراضيها، ولا يمكن التفاوض بشأنها إلا بتعديل دستوري، حتى الرئيس بوتين لا يستطيع التفاوض عليها بدون ذلك".
وختم بالقول: "أغلب دول العالم تقبل بهذا الطرح، لكن المشكلة تكمن في أوروبا وأوكرانيا التي ترفض هذا الحل. وفي النهاية، إذا وافقت الولايات المتحدة على هذه الخطة، فإن أوروبا وأوكرانيا ستوافقان مرغمتين، وإلا ستستمر الحرب وستخسر أوكرانيا كل شيء".
من جهته، صرح الباحث في الشؤون الجيوسياسية لدى مؤسسة Open Diplomacy، أولريش بونات، لقناة فرنسية أن "روسيا لن تتخلى عن إقليمي دونيتسك ولوغانسك لأنهما يشكلان ممرًا بريا يربط دونباس بشبه جزيرة القرم".
وأضاف: "هذا الممر يزيل عزلة القرم، التي ترتبط بالأراضي الروسية فقط عبر جسر كيرتش، الذي يتعرض باستمرار لهجمات أوكرانية".
سلام "عادل" أم حادثة "كانوسا" جديدة؟
يثير سيناريو تبادل الأراضي قلقا كبيرا في كييف والعواصم الأوروبية، وسط مخاوف من ميل ترامب لتبني رؤية الكرملين.
ويخشى الأوروبيون أن يقدم ترامب تنازلات كبيرة لبوتين مقابل وقف إطلاق النار، مما يضع أوكرانيا في موقف ضعف قبل حتى أن تُمنح مقعدًا على طاولة المفاوضات.
وشدد القادة الأوروبيون، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أن وقف إطلاق النار شرط أساسي لأي حوار سياسي.
وفي بيان مشترك، دعت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة والمفوضية الأوروبية إلى اعتبار "خط التماس الحالي" نقطة انطلاق لأي مفاوضات مستقبلية.
وجدد فولوديمير زيلينسكي تأكيده أن "الأوكرانيين لن يتنازلوا عن أرضهم" ولن ينسحبوا من دونباس.
من جانبه، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن أوكرانيا "مستعدة لمناقشة قضايا الأراضي"، لكنه شدد على أن ذلك لا يعني "الاعتراف القانوني" بالاحتلال الروسي لبعض مناطقها.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فأوضح أن "قضايا الأراضي لا يمكن التفاوض بشأنها إلا من قبل الرئيس الأوكراني"، مضيفا: "لا توجد حتى الآن خطط جدية لتبادل الأراضي مطروحة على الطاولة".
فهل تُفضي قمة ألاسكا إلى سلام "عادل" بين أوكرانيا وروسيا، أم ستكون بمثابة "حادثة كانوسا" أخرى؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قبيل القمة الأمريكية-الروسية الجمعة... زيلينسكي يلتقي ستارمر في لندن
قبيل القمة الأمريكية-الروسية الجمعة... زيلينسكي يلتقي ستارمر في لندن

فرانس 24

timeمنذ 2 ساعات

  • فرانس 24

قبيل القمة الأمريكية-الروسية الجمعة... زيلينسكي يلتقي ستارمر في لندن

يجري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في لندن. وتأتي زيارة زيلينسكي إلى لندن قبيل القمة الأمريكية الروسية المقررة الجمعة في ألاسكا. وإزاء المخاوف من اتفاق أمريكي-روسي، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس أن أي اتفاق بشأن أوكرانيا سيبرم خلال لقاء ثلاثي بعد قمته مع بوتين. ووصل زيلينسكي عند الساعة 09:40 إلى مقر ستارمر في داونينغ ستريت، حيث تعانقا وتصافحا قبل التوجه إلى الداخل. وأكد ستارمر الأربعاء وجود فرصة "حقيقية" لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. بينما من المقرر أن يلتقي الرئيس ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الجمعة، في قاعدة جوية في أقصى شمال الولاية الأمريكية. وهي المرة الأولى التي يسمح فيها للرئيس الروسي بدخول أراض غربية منذ غزو أوكرانيا في شباط/فبراير 2022. ما هي أهداف زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى لندن؟ 05:30 وتفاقمت المخاوف في الأيام الأخيرة من أن يتوصل ترامب وبوتين إلى اتفاق يفرض تنازلات مؤلمة على أوكرانيا. وذلك إثر تصعيد الهجوم الروسي في الأيام الأخيرة بالإضافة إلى عدم دعوة زيلينسكي إلى اجتماع أنكوريدج الجمعة. وأطلقت أوكرانيا الخميس عشرات المسيرات على روسيا، قرب خطوط المواجهة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص واشتعال حرائق في منطقتين في جنوب البلاد ومصفاة نفط. وتعتبر كييف هذه الضربات ردا عادلا على الهجمات الصاروخية والمسيرات التي تشنها موسكو بشكل يومي على المدنيين في أوكرانيا. وبذلت كل الأطراف جهودا حثيثة خلال الساعات التي سبقت اجتماع الجمعة، نظرا إلى الوضع المتوتر. زيلينسكي يأمل بـ"وقف إطلاق نار فوري" ويرفض زيلينسكي التنازل عن أراض لروسيا. وتحدث الرئيس الأوكراني وقادة أوروبيون مع ترامب هاتفيا الأربعاء خلال اجتماع، وأعربوا بعده عن ثقتهم في أن الرئيس الأمريكي سيسعى إلى وقف إطلاق النار بدلا من الحصول على تنازلات من كييف. لكن ترامب أرسل رسائل متضاربة. ففي حين قال إنه قد ينظم بسرعة قمة ثلاثية مع كل من زيلينسكي وبوتين، بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي، حذّر من نفاد صبره تجاه الأخير. وقال الأربعاء لصحافيين "إذا رأيتُ أنه من غير المناسب عقده لأننا لم نحصل على الإجابات التي يجب أن نحصل عليها، فلن يكون هناك اجتماع ثان". وأضاف "إذا سارت الأمور على ما يرام في الاجتماع الأول، سنجري اجتماعا ثانيا سريعا" يضم بوتين وزيلينسكي. وأمل زيلينسكي من جهته الأربعاء "أن يكون الموضوع الرئيسي للاجتماع" بين ترامب وبوتين الجمعة في ألاسكا هو "وقف إطلاق نار فوري".

وزير المالية الإسرائيلي يعلن أن العمل سيبدأ في مشروع استيطاني يفصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية
وزير المالية الإسرائيلي يعلن أن العمل سيبدأ في مشروع استيطاني يفصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية

فرانس 24

timeمنذ 3 ساعات

  • فرانس 24

وزير المالية الإسرائيلي يعلن أن العمل سيبدأ في مشروع استيطاني يفصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية

أعلن وزير المالية الإسرائيلي، اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، أن العمل سيبدأ في مشروع استيطاني يفصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية المحتلة. ووصف مكتبه المخطط، والذي أجّل منذ فترة طويلة بسبب معارضة أمريكية ودولية، بأنه "سيدفن فكرة دولة فلسطينية". وعقد سموتريتش مؤتمرا صحفيا من موقع المشروع الاستيطاني المزمع في معاليه أدوميم. وقال إن رئيس الوزراء بنيامين نتناياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيدا إحياء مخطط "إي1"، بينما لم يرد أي تأكيد بعد من أي منهما. وأضاف الوزير "كل من يسعى في العالم للاعتراف بدولة فلسطينية اليوم سيتلقى ردنا على أرض الواقع. ليس بالوثائق ولا بالقرارات ولا بالتصريحات، بل بالحقائق. حقائق المنازل، حقائق الأحياء السكنية". وقال لرويترز إن الخطة ستدخل حيز التنفيذ الأربعاء، دون تحديد ما سيحدث في ذلك اليوم. وتتضمن الخطة "إي1" بناء 3401 منزل لمستوطنين إسرائيليين بين مستوطنة قائمة في الضفة الغربية والقدس، وستقضي على فكرة إقامة دولة فلسطينية، وفق مكتبه. وستربط الخطة "إي1" مستوطنة معاليه أدوميم في الضفة الغربية بالقدس. ويعتبر معظم المجتمع الدولي المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية واحتلالها العسكري للمنطقة منذ عام 1967 غير قانونيين. ونددت الحكومة الفلسطينية وحلفاء وجماعات من النشطاء بهذه الخطة واصفين إياها بأنها غير قانونية، وقالوا إن تقسيم المنطقة سيدمر أي خطط سلام يدعمها المجتمع الدولي. ومن المرجح أن يثير المخطط غضبا دوليا، وقد تؤدي خطوة سموتريتش إلى زيادة عزلة إسرائيل، التي تواجه تنديدا من بعض حلفائها الغربيين بهجومها العسكري على غزة في الحرب مع حركة حماس وإعلان نيتهم الاعتراف بدولة فلسطينية. "بناء المنازل في غضون عام" وأعلنت حركة "السلام الآن"، التي ترصد النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، أن وزارة الإسكان وافقت على بناء 3300 منزل في معاليه أدوميم. وقالت في بيان إن "خطة إي1 تهدد مستقبل إسرائيل وأي فرصة لتحقيق حل الدولتين سلميا". وأضافت "نحن نقف على حافة الهاوية، والحكومة تدفعنا للأمام بأقصى سرعة". وثمة خطوات لا تزال مطلوبة قبل الشروع في أعمال البناء، منها موافقة المجلس الأعلى للتخطيط في إسرائيل، وفق الحركة. وتشير تقديراتها إلى أنه وفي حال استكمال جميع الإجراءات كما هو مقرر، فقد تبدأ أعمال البنية التحتية خلال بضعة أشهر وبناء المنازل في غضون عام تقريبا. وكانت إسرائيل قد أوقفت خطط البناء هناك منذ عام 2012، بسبب اعتراضات من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين وقوى عالمية أخرى اعتبرت المشروع تهديدا لأي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين. وتراجعت شعبية سموتريتش في الأشهر القليلة الماضية، إذ أظهرت استطلاعات الرأي أن حزبه لن يفوز بأي مقعد إذا أجريت الانتخابات البرلمانية اليوم. وكانت بريطانيا اليمين المتطرف يدعو إلى توسيع المستوطنات. واتهمتهما بالتحريض المتكرر على العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

قمة ألاسكا: ما هي الأراضي التي قد يتم "تبادلها" بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب؟
قمة ألاسكا: ما هي الأراضي التي قد يتم "تبادلها" بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب؟

فرانس 24

timeمنذ 5 ساعات

  • فرانس 24

قمة ألاسكا: ما هي الأراضي التي قد يتم "تبادلها" بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب؟

ينتظر الأوكرانيون بقلق بالغ ما ستسفر عنه القمة المقررة الجمعة، في ألاسكا بالولايات المتحدة الأمريكية، بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، خصوصا بعد تصريح ترامب بشأن إمكانية "تبادل أراض" بين روسيا وأوكرانيا كحل لإنهاء الحرب. وتمثل هذه القمة، أول لقاء مباشر بين الرئيسين منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، في محاولة لإيجاد مخرج سياسي للصراع المستمر. لكن كييف والقادة الأوروبيون يخشون أن تؤدي القمة إلى اتفاق يصب في مصلحة موسكو، ويضر بالموقف الأوكراني. ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التأكيد مجددا خلال لقائه مع زعماء أوروبيين عبر تقنية الفيديو الأربعاء، بأن "الأوكرانيين وحدهم المخولون للتفاوض حول مسألة تبادل الأراضي". 05:13 هذا، وأثار مصطلح "تبادل الأراضي" جدلا واسعا، لا سيما أن الجيش الروسي يسيطر حاليا على نحو 20% من مساحة أوكرانيا، في حين لم تعد القوات الأوكرانية تسيطر على أي منطقة داخل روسيا، بعد انسحابها من منطقة كورسك في مارس/أذار الماضي. وبالتالي، يصعب تصور سيناريو لا يشمل نقل أراضٍ أوكرانية بشكل دائم إلى السيطرة الروسية. هل تريد روسيا السيطرة على منطقة دومباس كليا؟ على الأرض، يسيطر الجيش الروسي على كامل منطقة لوغانسك شرق البلاد، وأجزاء واسعة من دونيتسك شرقا، وبلدات عديدة في زابوريجيا وخيرسون جنوبا، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الأربعاء، عن بوتين، خلال لقائه المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف، استعداده لقبول وقف كامل لإطلاق النار بشرط انسحاب القوات الأوكرانية من كامل إقليم دونيتسك الشرقي. 20:13 وفي حال تحقق ذلك، ستتمكن روسيا من السيطرة الكاملة على منطقة دونباس، التي تشهد قتالا مستمرا بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لموسكو منذ 2014. أوضحت الصحيفة أن المرحلة الأولى، كما يتصورها بوتين، تتطلب انسحاب أوكرانيا من دونيتسك، يليها تجميد لخطوط الجبهة. وفي المرحلة الثانية، يُوقع بوتين وترامب على خطة سلام نهائية، تُعرض لاحقا للتفاوض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. لكن زيلينسكي رفض هذا السيناريو وأكد أن "لا أحد يستطيع اتخاذ قرارات نيابة عن بلاده"، وطالب بالمشاركة في قمة ألاسكا لتتحول إلى قمة ثلاثية. يرى المحلل السياسي والمتخصص في الشؤون الروسية محمود الأفندي أن "فكرة تبادل الأراضي تعني في الحقيقة الاعتراف بالأراضي التي ضمتها روسيا منذ 2022". روبيو يجري محادثات مع لافروف قبل القمة الأمريكية الروسية في ألاسكا 01:34 وفي تصريح هاتفي لفرانس24، قال: "تطالب موسكو بانسحاب أوكرانيا من بقية الأراضي الأربعة التي استولت عليها منذ 2022 (دونيتسك، لوغانسك، زابوريجيا، وخيرسون)، إضافة إلى انسحاب روسيا من بعض المناطق في مدينتي سومي وخاركيف، وفق مذكرة التفاهم التي قدمتها روسيا في لقاء إسطنبول". وأضاف: "تعد هذه المطالب أحد شروط روسيا لوقف إطلاق النار وبدء حوار من أجل ما يسمى سلاما طويل الأمد. لكن تبادل الأراضي ليس تبادلا حقيقيا، بل هو اعتراف بالوضع الحالي، إذ تسيطر روسيا على نحو 20% من أراضي دونباس، و20% من زابوريجيا، و15% من خيرسون". وتابع: "في المقابل، ستقبل روسيا الانسحاب من الأراضي التي استولت عليها في سومي وخاركيف، وهذا ما يُقصَد بتبادل الأراضي، أي الاعتراف بالواقع الميداني". مخاوف أوروبية وأوكرانية من نتائج قمة ألاسكا وعند سؤاله عن سبب عدم انسحاب روسيا من الأراضي التي تحتلها في خيرسون وزابوريجيا، أجاب الأفندي: "لأن روسيا اعترفت دستوريا بأن هذه الأراضي جزء من أراضيها، ولا يمكن التفاوض بشأنها إلا بتعديل دستوري، حتى الرئيس بوتين لا يستطيع التفاوض عليها بدون ذلك". وختم بالقول: "أغلب دول العالم تقبل بهذا الطرح، لكن المشكلة تكمن في أوروبا وأوكرانيا التي ترفض هذا الحل. وفي النهاية، إذا وافقت الولايات المتحدة على هذه الخطة، فإن أوروبا وأوكرانيا ستوافقان مرغمتين، وإلا ستستمر الحرب وستخسر أوكرانيا كل شيء". من جهته، صرح الباحث في الشؤون الجيوسياسية لدى مؤسسة Open Diplomacy، أولريش بونات، لقناة فرنسية أن "روسيا لن تتخلى عن إقليمي دونيتسك ولوغانسك لأنهما يشكلان ممرًا بريا يربط دونباس بشبه جزيرة القرم". وأضاف: "هذا الممر يزيل عزلة القرم، التي ترتبط بالأراضي الروسية فقط عبر جسر كيرتش، الذي يتعرض باستمرار لهجمات أوكرانية". سلام "عادل" أم حادثة "كانوسا" جديدة؟ يثير سيناريو تبادل الأراضي قلقا كبيرا في كييف والعواصم الأوروبية، وسط مخاوف من ميل ترامب لتبني رؤية الكرملين. ويخشى الأوروبيون أن يقدم ترامب تنازلات كبيرة لبوتين مقابل وقف إطلاق النار، مما يضع أوكرانيا في موقف ضعف قبل حتى أن تُمنح مقعدًا على طاولة المفاوضات. وشدد القادة الأوروبيون، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أن وقف إطلاق النار شرط أساسي لأي حوار سياسي. وفي بيان مشترك، دعت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة والمفوضية الأوروبية إلى اعتبار "خط التماس الحالي" نقطة انطلاق لأي مفاوضات مستقبلية. وجدد فولوديمير زيلينسكي تأكيده أن "الأوكرانيين لن يتنازلوا عن أرضهم" ولن ينسحبوا من دونباس. من جانبه، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن أوكرانيا "مستعدة لمناقشة قضايا الأراضي"، لكنه شدد على أن ذلك لا يعني "الاعتراف القانوني" بالاحتلال الروسي لبعض مناطقها. أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فأوضح أن "قضايا الأراضي لا يمكن التفاوض بشأنها إلا من قبل الرئيس الأوكراني"، مضيفا: "لا توجد حتى الآن خطط جدية لتبادل الأراضي مطروحة على الطاولة". فهل تُفضي قمة ألاسكا إلى سلام "عادل" بين أوكرانيا وروسيا، أم ستكون بمثابة "حادثة كانوسا" أخرى؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store