
ترامب انتزع من نتنياهو قيادة الحرب... لكن ماذا إذا لم تستسلم إيران لشروطه؟
بصرف النظر عن الأضرار التي ألحقتها الضربة الأميركية بالمشروع النووي الإيراني، تثور أسئلة كثيرة عمّا إذا كان هذا التدخل الخطير كافياً لإقناع النظام في طهران بالمجيء إلى طاولة المفاوضات، ومن ثم التوقيع بملء إرادته على اتفاق يقبل بموجبه التخلي عن تخصيب اليورانيوم مرة واحدة وإلى الأبد.
إذا صغنا ذلك بعبارة أخرى يصير السؤال: ماذا إذا لم تستسلم إيران؟
يتعين التوقف ملياً هنا عند كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد ساعات من ضربة فوردو، إذ قال بوضوح، إنه إذا لم يقبل النظام "بجعل إيران عظيمة مرة أخرى، فلمَ لا يكون هناك تغيير للنظام؟". وهذه عبارة تطرب لها أذنا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يرى أن الحل الجذري الوحيد الذي يحول بين إيران والقنبلة النووية يكمن في تغيير النظام، وليس في إبرام اتفاق سياسي معه مهما كان هذا الاتفاق صارماً. والقصف الإسرائيلي لبوابات سجن إيفين يصب في خانة خلق دينامية داخلية في إيران تؤدي إلى زعزعة النظام.
ومنذ اللحظة التي أمر فيها ترامب بقصف إيران، بات هو المسؤول عن قيادة الحرب التي بدأتها إسرائيل في 13 حزيران/ يونيو الجاري. وهذا ما يفترض بأن واشنطن تمسك الآن بأعنّة المسارين العسكري والسياسي. وكلما لمست تردداً أو رفضاً من طهران للقبول بحل ديبلوماسي، على أساس الاقتراح الأميركي، فإن الضغط العسكري سيزداد، إسرائيلياً وحتى أميركياً.
لا شيء يضمن بأن الضربة الأميركية فجر الأحد، ستكون ضربة يتيمة، ولن تتبعها ضربات أخرى، حتى يقتنع المسؤولون في طهران بأن لا قدرة لهم على جر إسرائيل أو أميركا إلى حرب استنزاف طويلة.
والضربات الإسرائيلية التي تستهدف المنشآت الحيوية غير النووية في إيران، غايتها تدمير دورة الحياة للإيرانيين العاديين، وحملهم على "النهوض" ضد النظام، وحرمان الحكومة الإيرانية من القدرة على الاستمرار في توفير الخدمات للناس. بعبارة أخرى، القصف الإسرائيلي المتواصل يركز الآن على تجريد النظام من مقومات القدرة على إدارة حرب استنزاف.
وعلى رغم أن ترامب كان من أشد منتقدي أسلافه الذين تبنوا سياسة "بناء الأمم" في العراق وأفغانستان، فإن إيران تعيد تشكيل سياسته الخارجية، بحيث يجد نفسه أكثر انخراطاً في استراتيجية نتنياهو. تدمير إيران يحتل الأولوية على احتواء الصين.
ولذلك، لم يتوقف ترامب كثيراً عند آراء المعارضين داخل إدارته أو في الكونغرس لضرب إيران. ولن يتوقف أيضاً عن الذهاب أبعد إذا لم تستسلم طهران. ويعيد هذا إلى الأذهان التحذير الذي أطلقه الرئيس الأميركي قبل أيام واعتبر فيه أن مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي "هدف سهل"، إذا ما أرادت أميركا استهدافه.
يستطيع ترامب أن يستغل أي هجوم انتقامي إيراني ضد المصالح الأميركية، كي يوجه مزيداً من الضربات العسكرية ليساعد نتنياهو في خلق البيئة التي تفضي إلى خلخلة النظام.
على الضفة الأخرى، يدرك النظام أن قبوله بالشروط الأميركية سيؤدي إلى نتائج يمكن أن ترتد عليه داخلياً، أكثر مما سينجم عن رفضه الاستسلام. النظام جعل من مسألة التمسك بتخصيب اليورانيوم معادلاً لقرار حكومة محمد مصدق عام 1951، تأميم شركات النفط. وهذا ما استدعى تدبير انقلاب عسكري بدعم من الاستخبارات البريطانية والأميركية، أعاد الشاه محمد رضا بهلوي إلى الحكم، وأطاح بحكومة منتخبة ديموقراطياً. ومذاك، لا تزال عالقة في أذهان الإيرانيين عموماً حساسية حادة من التدخل الخارجي في شؤونهم الوطنية.
إلى أي مدى يمكن أن يتحمل النظام الضربات الإسرائيلية أو مزيداً من الضربات الأميركية؟ وماذا يملك من خيارات لرفع تكلفة الحرب على إسرائيل وأميركا؟ ذلك، ما تحدده الأيام المقبلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 16 دقائق
- ليبانون 24
ترامب: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران يبدأ رسمياً الساعة 4 من فجر الثلاثاء بتوقيت غرينتش
ترامب: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران يبدأ رسمياً الساعة 4 من فجر الثلاثاء بتوقيت غرينتش Lebanon 24


صدى البلد
منذ 29 دقائق
- صدى البلد
أستاذ علوم سياسية: الضربة الإيرانية للقاعدة الأمريكية لـ "حفظ ماء الوجه" وليست تصعيدًا
في تصعيد جديد للتوتر بين طهران وواشنطن، أعلنت إيران تنفيذ ضربة صاروخية استهدفت قاعدة 'العديد' الأمريكية في قطر، وذلك ردًا على الهجمات الأمريكية الأخيرة التي طالت منشآت نووية إيرانية. لم تسفر الضربة عن خسائر بشرية، ولكن أثارت العملية ردود فعل واسعة وتساؤلات حول طبيعة الرد الإيراني وما إذا كانت الضربة تعد تحركًا عسكريًا أم رسالة سياسية موجّهة للداخل والخارج. قال دكتور أحمد وهبان عميد كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، في تصريحات خاصة لصدى البلد الضربة التي شنتها إيران على القواعد الأمريكية في الخليج، وعلى رأسها قاعدة العديد في قطر، تأتي في إطار الرد الرمزي على العملية العسكرية الأمريكية الأخيرة، والتي استهدفت مواقع ومنشآت نووية داخل إيران باستخدام قنابل 'بيتو' المعروفة إعلاميًا باسم 'قنابل يوم القيامة'. وأوضح دكتور أحمد أن واشنطن أعلنت أنها نجحت في تدمير المنشآت المستهدفة، في حين نفت طهران ذلك، مؤكدة أن المواقع كانت قد أُخليت مسبقًا من اليورانيوم المخصب، وبالتالي لم تُحقق الضربات الأمريكية أي نتائج فعلية. وأضاف عميد كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية أن إيران حاولت الرد بشكل مماثل، لكن يلاحظ أن الضربة الإيرانية أيضًا استهدفت منشآت عسكرية يبدو أنها كانت خالية من الطائرات أو المعدات الأمريكية الثقيلة، خاصة بعد سحب الولايات المتحدة لطائراتها من قاعدة العديد قبل أيام قليلة. وأشار إلى أن هذا التوقيت يعزز فرضية أن الضربة الإيرانية لم تكن تصعيدًا حقيقيًا، بقدر ما كانت محاولة لـ'حفظ ماء الوجه' أمام الرأي العام المحلي، ورسالة داخلية تؤكد أن الحكومة الإيرانية ردّت على الاعتداءات الأمريكية بالمثل. ولفت إلى أن الإعلام الإيراني حرص على التأكيد على مبدأ 'الرد بالمثل'، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة استخدمت ست قنابل، بينما استخدمت إيران ستة صواريخ في ضرب قاعدة العديد، في مشهد أقرب للاستعراض الإعلامي منه إلى العمليات العسكرية ذات التأثير الفعلي. وفيما يتعلق برد الفعل الدبلوماسي، أشار المصدر إلى أن الخارجية الإيرانية شددت على أن الضربة لم تكن موجهة ضد الشعب القطري، بل استهدفت الوجود العسكري الأمريكي داخل القاعدة فقط، في محاولة لاحتواء أي توتر دبلوماسي محتمل مع الدوحة. وفي ختام تصريحاته، قال دكتور أحمد وهبان إن ما جرى لا يعدو كونه ضربة رمزية دعائية، لا يتوقع أن تغير كثيرًا في موازين القوى أو تفرض معادلة ردع جديدة، مشيرًا إلى أن الخطوة الأخطر التي قد تشعل المنطقة فعليًا، هي إذا قررت طهران إغلاق مضيق هرمز، الأمر الذي من شأنه أن يشعل مواجهة شاملة أو على الأقل يوسع رقعة الصراع في الخليج.


صدى البلد
منذ 29 دقائق
- صدى البلد
ترامب: أشكر إيران على إبلاغنا مبكرا.. وأسقطنا 13 صاروخا من 14
أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن شكره لإيران لإبلاغه مبكرا قبل الهجوم على قاعدة العديد الأمريكية في قطر، مؤكدا إسقاط 13 صاروخا من أصل 14 أطقلتها إيران. وقال الرئيس الأمريكي إن الرد الإيراني على محو منشآتها النووية كان ضعيفا للغاية. وفي وقت سابق من اليوم الاثنين شن الحرس الثوري الإيراني هجوما صاروخيا على القاعدة الأمريكية في قطر المعروفة بـ"العديد" وهي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي تسبب في إغلاق دول الخليج المجال الجوي إلى جانب تعليق عدد من البلدان الرحلات من وإلى هذه المنطقة. وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن الهجمات ضد القاعدة العسكرية في قطر، هو رسالة إلى البيت الأبيض بأن تخطي الخطوط الحمراء لطهران سيقابل برد فعل حاسم. وأكدت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في أن عدد الصواريخ التي أطلقتها على قطر كان مساويًا لعدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في المواقع النووية. وجاءت الهجمات الإيرانية ردا على الضربة الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية في أصفهان ونطنز وفوردو فجر أمس الأحد، في إطار الحرب التي اندلعت يوم الثالث عشر من يونيو الجاري، بعدوان إسرائيلي ضد طهران لترد الأخيرة بهجمات صاروخية دمرت مناطق متعددة في تل أبيب. وانتقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى غرفة العمليات في البيت الأبيض بعد الضربة الإيرانية بصحبة وزير الدفاع الأمريكي بيث هيجست ورئيس الأركان دان كين.