قراءة في التحديات الإقليمية والواقع الجيوسياسي للدولة الاردنية
تعد السلامة الإقليمية والاستقلال السياسي عنصران أساسيان لقيام الدولة الحديثة، حيث تشير السلامة الإقليمية إلى "وحدة" أو "تكامل" الدولة على المستوى الإقليمي، وباعتبارها قاعدة من قواعد القانون الدولي، كونها تحمي الإطار الإقليمي للدولة المستقلة وتُعد أساسًا أساسيًا لسيادة الدول، وتمتد بشكل أساسي فوق الإقليم البري، والبحر الإقليمي التابع له، وقاع البحر وباطنه، أما الاستقلال السياسي فيشير إلى استقلالية الدولة في شؤون مؤسساتها، وحرية اتخاذ القرارات السياسية، وصنع السياسات، وفي الأمور المتعلقة بشؤونها الداخلية والخارجية، وبالتالي، يرتبط مفهوما السلامة الإقليمية والاستقلال السياسي كأساس للدولة ذات السيادة، وهما يوفران الأساس للتأكيد الخارجي من جانب المجتمع الدولي على سيادة الدولة وشرعية احتلال واستخدام أراضيها دون أي تدخل أو تهديد خارجي، وحق الدولة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على أراضيها.
يُشكل الواقع الجيوسياسي للدولة محدد رئيسي للقرارات والسياسات الحكومية منذ استقلالها، حيث أدركت القيادة الهاشمية الأردنية حفظها الله قيمة ومعضلة جيوسياستها الإقليمية، وامتلكت المهارة على الموازنة بين المتطلبات الوطنية والتحديات الإقليمية، وإذا ما اعتبرنا أن الواقع الجيوسياسي للأردن أحد عناصر الاستقرار في المنطقة العربية الأكثر توتراً وأشد صراعاً على مستوى العالم على الرغم من المساحة الصغيرة نسبياً، وقلة الموارد، والكثافة السكانية، إلا أن النظام السياسي الأردني استطاع الجمع بين متغيرين يصعب جمعهما (التحديات الإقليمية / الواقع الجيوسياسي)، من خلال وسطية مواقفه السياسية، وعلاقته مع القوى الدولية وتكييف قراراته مع محددات الاستقرار الإقليمي، لذا مثلت الدولة الأردنية نموذجاً في المنطقة بالاستجابة للتغيرات والتحولات الداخلية أو الخارجية، سواء بالمرونة في قبول التغيير أو في القدرة على المراجعة والتقييم لتصويب المسار في المؤسسات والخطط الوطنية كلما دعت الحاجة، ومثال ذلك سلوك الدولة الأردنية في فترة الربيع العربي، وفي استعداد النظام السياسي لأن يكون مبادراً على الدوام للإصلاح والتحديث السياسي.
ويشكل الأردن إنموذجاً للدولة الاقليمية الصغيرة التي توجد في بيئة محيطة تتسم بقدر كبير من عدم الاستقرار، حيث أن النظام العربي الاقليمي يتسم بدرجة كبيرة من الديناميكية في العلاقات المتداخلة بين اعضائه، وفي السياسات التي تتبعها كل دولة مع الدول الاخرى، وبوجود الكثير من الازمات والتحديات التي تواجهها والتي يهدد بعضها أمن واستقرار هذه الدول، وبما أن للأردن علاقاته مع دول الاقليم علاقة تفاعلية تبادلية، فأنه من الطبيعي أن يكون للمتغيرات التي تحدث فيه اثر كبير على أمنه الوطني وسياساته الخارجية، إن ما يسبب القلق والخوف لدى الأردنيين هو قيام دولة الكيان الاسرائيلي بإثارة الاشاعات والافكار التي تنادي بأبعاد الفلسطينيين وتفريغ أرضهم من سكانها وقطع صلاتهم بها، لتحقيق ما يسمى بيهودية الدولة.
لعب الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه لحماية الاستقلال الوطني الأردني دوراً هاماً في العمل على تدعيم الاستقلال السياسي للمملكة الأردنية الهاشمية، بالرغم من أنه لا يمكن أن يكون هنالك استقلال حقيقي، خاصة في ظل الظروف التي تواجه الدولة الأردنية من شح الموارد والإمكانيات، فكان لابد من أجل التكامل والتعاون بعيداً عن كل الضغوطات السياسية، وتعزيز مسيرة التنمية الشاملة في الأردن، لذا ارتبط استقلال الدولة الأردنية وبناء الدولة وترسيخ قيمها ومبادئها العربية والقومية والقيم الوطنية الأردنية التي ارتبطت ارتباطاً تكاملي بالقيادة الهاشمية الأردنية وما تمتلكه من حنكة سياسية ورؤية استراتيجية قادة الدولة لحماية مصالحها الوطنية على الرغم من كل التحديات الخارجية، فالدولة الأردنية والقيادة الهاشمية التي سخرها الله لخدمة الأمة العربية وقضاياه ولو كان ذلك على حساب الدولة الأردنية، لذا على كل العرب والمسلمين أن يدينوا بالولاء إلى العائلة الهاشمية والدولة الأردنية وقيمها ومبادئها التي انطلقت من مبادىء الثورة العربية الكبرى وأرث الهاشميين وعادتهم الأصلية التي تقوم على الوفاء والصدق وحفظ العهد واغاثة الملهوف ودعم الشعوب العربية في الازمات وخصوصاً الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع حيث كانت القضية الفلسطينية في قمة أولويات جلالته.
حفظ الله الأردن وقيادته..

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
جيش الاحتلال يهاجم أهدافا لحز.ب الله
قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي ليل الأربعاء، إن 'الجيش' هاجم أهدافا وصفها بـ'الإرهابية' لحزب الله تضم مستودعات أسلحة ومنصة صاروخية وبنى تحتية في جنوب لبنان. وأضاف أدرعي عبر منصة 'إكس' أن الأهداف شملت مستودعات أسلحة ومنصة صاروخية وبنى تحتية استخدمها الحزب لتخزين آليات هندسية مخصصة لإعادة إعمار 'بنى تحتية إرهابية' في المنطقة. وتابع أن حزب الله يواصل محاولاته لترميم بنى تحتية في أنحاء لبنان. واستهدفت سلسلة غارات إسرائيلية، أطراف دير سريان الشمالية لناحية مجرى نهر الليطاني جنوبي لبنان. وأفادت 'الوكالة الوطنية للإعلام' في لبنان بسقوط إصابات جراء غارات إسرائيلية استهدفت مرآباً للآليات والجرافات بجوار منازل مأهولة في دير سريان. ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي مساء الأربعاء سلسلة غارات جوية مستهدفاً المنطقة الواقعة بين بلدات يحمر الشقيف وعدشيت القصير ودير سريان جنوبي لبنان. ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، يسري في لبنان اتفاق لوقف إطلاق النار بعد نزاع امتد أكثر من عام بين 'إسرائيل' وحزب الله، تحوّل إلى مواجهة مفتوحة اعتباراً من أيلول/ سبتمبر. لكن رغم ذلك، يشن الاحتلال الإسرائيلي باستمرار غارات في مناطق لبنانية عدة، خصوصاً في الجنوب، تقول غالباً إنها تستهدف عناصر في الحزب أو مواقع له. ويزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يواصل العمل 'لإزالة أي تهديد' ضده، مشددا على أنه لن يسمح للحزب بإعادة تأهيل بنيته العسكرية. كذلك توعد بمواصلة شن ضربات ما لم تنزع السلطات اللبنانية سلاح حزب الله. ونص وقف النار بوساطة أميركية على انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالي 30 كيلومتراً من الحدود) وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل). ونص على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، إلا أن 'إسرائيل' أبقت على وجودها في 5 مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها. وفي وقت سابق، تصاعدت وتيرة التوتر السياسي في لبنان عقب اتخاذ حكومة نواف سلام قراراً بتكليف الجيش اللبناني إعداد خطة لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام، في خطوة اعتبرها حزب الله بمثابة استهداف مباشر لما وصفه بـ'سلاح المقاومة'، واعتبرته حركة 'أمل' استعجالاً 'لتقديم المزيد من التنازلات المجانية'. وفي بيان شديد اللهجة، وصف حزب الله القرار بأنه 'خطيئة كبرى' تمس بأسس الدفاع الوطني في وجه العدوان الإسرائيلي-الأميركي، واعتبر قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية بمثابة 'مخالفة ميثاقية واضحة'، بدعوى انتهاكه للبيان الوزاري الذي التزمت فيه الحكومة بتحرير الأراضي اللبنانية عبر القوى الذاتية، لا عبر الاستجابة لمطالب خارجية، بحسب البيان. واتهم حزب الله الحكومة بـ'الاستسلام' أمام ضغوط الموفد الأميركي توم باراك، واعتبر أن تمرير هذا القرار بمثابة 'منح إسرائيل فرصة للعبث بأمن لبنان وجغرافيته'، وانتهى إلى أن الحزب سيتعامل مع القرار على اعتبار أنه 'غير موجود'، مشددًا على انفتاحه على الحوار، 'لكن فقط في مناخ بعيد عن الضغوط والعدوان'، بحسب تعبيره. وقبل أيام قليلة، أكد وزير العدل اللبناني أنه لن يُسمح لـ'حزب الله' بجر لبنان والشعب اللبناني معه في حال اختار الانتحار برفضه تسليم السلاح. وقال نصار في تغريدة على منصة 'إكس'، إن 'حزب الله إذا اختار الانتحار برفض تسليم سلاحه، فلن يسمح له بأن يجر لبنان والشعب اللبناني معه'.

سرايا الإخبارية
منذ 2 ساعات
- سرايا الإخبارية
"سرايا" تهنئ الدكتور رائد العدوان بتعيينه وزيرًا للشباب
سرايا - يتقدم الرئيس التنفيذي لموقع "سرايا" الإخباري، الزميل هاشم الخالدي، بأصدق مشاعر التهنئة والتبريك إلى الصديق الدكتور رائد سامي عفاش العدوان، وذلك بمناسبة صدور الإرادة الملكية السامية بتعيينه وزيرًا للشباب. نسأل الله له التوفيق والسداد في أداء مهامه، وأن يكون هذا التعيين خير بداية لمزيد من العطاء في خدمة الوطن تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة. ألف مبروك، ومنها للأعلى بإذن الله.


أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
د. بكر خازر المجالي : لماذا في هذا العالم الاستهداف فقط لسفارات الاردن وسفارات العدو؟
أخبارنا : سؤال يطرح نفسه : كيف يتساوى العدوان لاسرائيل مع العدوان على الاردن ؟ والاردن عبر تاريخه تعرضت سفاراته الخارجية للهجوم واغتيال او جرح الديبلوماسيين بلا هوادة ، وتعرضت حتى طائراته للعدوان والتفجير من بني جلدتنا ، كل هذا في الخارج ، ولا توجد دولة في العالم اغتيل منها ملك ورئيسي وزارة خلال عشرين سنة فقط من عام 1951 – 1971 . وتستمر الحملات الكلامية والفيسبوكية وبكل وسائل التواصل بقسوة تستهدف الاردن ، هل سيرضى هؤلاء بأن يوقف الاردن سيل مساعداته الى غزة ؟ ربما يرضون إن الغى الاردن الوصاية الهاشمية ؟ أو سيكونون أكثر مرحا إن توقف عن دعم القدس منبرا وقبة ومسجدا . أو أعلن أننا لم نقاتل في معركة الكرامة ، وحين تبسيط المعادلة : فان هؤلاء قد التقوا مع اهداف العدو تماما ، ولكن الاردن قيادة وشعبا يصمد وهو يتذكر كم أغلقت حدوده وأقفلت سماؤه ، وفجرت فنادقه ولكن الاردن يستمر بواجبه الانساني العروبي الهاشمي لا يوقف قوافل المساعدات لاهلنا في غزة ، ولا انزال المساعدات جوا ولا تتوقف مستشفياته عن العمل في تقديم العون للجرحى وغيرهم . ولا تتوقف الديبلوماسية الاردنية بكل قواها وتأثيرها عن نصرة الحق الفلسطيني وحقه المشروع في الدولة الكاملة المستقلة القابلة للحياه على ترابه الوطني الفلسطيني . وللاردن قيم ومبادئ تسمو فوق كل جراح ، وتستصغر أي نباح ، وصف احد الصحفيين الاجانب التسامح الهاشمي بقوله : إن التسامح بحد ذاته لا يقبل هذا الكم من التسامح الهاشمي ، بمعنى أنه تسامح فاق التسامح ذاته . وكل من طعن واساء للاردن ولرموزه وتراثياته هو بيننا في مراتب افضل من ابناء الوطن . سياسة وطنية اردنية حكيمة تتمثل الآية الكريمة "قال الله سبحانه وتعالى: {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ ،الله غَفُورٌ شَكُورٌ (صدق الله العظيم).