
تقرير مساعدات مسمومة... غزَّة تكتشف مؤامرةً جديدةً عبر أكياس الدَّقيق
غزة/ جمال محمد:
لم تكن الأربعينية "هبة" (اسم مستعار) تتوقع أن يتحول كيس الدقيق، الذي حصلت عليه بعد انتظار طويل، إلى مصدر للذعر بدلاً من أن يكون عونًا في توفير قوت يوم أسرتها.
فبين حبات الدقيق، اكتشفت هبة أقراصًا دوائية مجهولة، كانت جزءًا من شحنة مساعدات وُزعت عبر إحدى نقاط التوزيع المرتبطة بجهات أمريكية وإسرائيلية.
وبينما كانت تستعد لاستخدام الدقيق لإعداد الخبز، لاحظت وجود تلك الأقراص، فسارعت إلى صيدلية قريبة في مدينة غزة. لكن الصدمة كانت أكبر عندما أخبرها الصيدلاني بأن ما عثرت عليه هو عقار مخدر يُعرف باسم "أوكسيكودون" (Oxycodone)، وهو دواء شديد الخطورة، يُصرف بوصفة طبية مشددة لعلاج الآلام الحادة، ويُصنف ضمن المواد الأفيونية ذات التأثير القوي على الجهاز العصبي واحتمالية عالية للإدمان.
تبدلت دهشة الأم إلى خوف وقلق عميق، خشية أن تكون بعض الحبوب قد ذابت أو تفتت داخل الدقيق دون أن تنتبه، ما قد يعرّض أطفالها وزوجها لخطر التسمم أو الإدمان دون علمهم.
لم تجد أمامها سوى اتخاذ قرار صعب: التخلص من كامل كمية الدقيق، رغم ندرة المواد الغذائية، مفضلة سلامة أسرتها على أي شيء آخر.
ليست الحادثة الأولى
حادثة هبة لم تكن الوحيدة؛ فقد رصدت صحيفة "فلسطين" العديد من المنشورات والتحذيرات على مواقع التواصل الاجتماعي لنشطاء فلسطينيين طالبوا السكان بفحص الدقيق جيدًا وتنقيته قبل استخدامه، بعدما تم العثور على أقراص مشابهة داخل أكياس أخرى.
واتهم عدد من النشطاء جيش الاحتلال الإسرائيلي بمحاولة دس مواد مخدرة في المساعدات الغذائية، في محاولة لتدمير المجتمع الفلسطيني من الداخل، بعد أن فشلت أدواته العسكرية والسياسية في إخضاع قطاع غزة.
في هذا السياق، أوضح الصيدلي الفلسطيني المخضرم د. ذو الفقار سويرجو، الذي يمتلك خبرة تتجاوز 38 عامًا، أن عقار "أوكسيكودون" يصنف ضمن المواد الأفيونية المخدرة، ويُستخدم حصريًا في المستشفيات وتحت رقابة طبية صارمة لعلاج الآلام الشديدة، مثل ما بعد العمليات الجراحية المعقدة أو لدى مرضى السرطان.
وأضاف لصحيفة "فلسطين" أن تناول هذا الدواء دون إشراف طبي يؤدي إلى الإدمان بسرعة، ويمكن أن يتحول إلى بديل خطير للمخدرات في الأوساط المجتمعية.
وأشار إلى أن العثور على هذا النوع من العقاقير داخل أكياس الدقيق المقدمة كمساعدات، يُعد جريمة خطيرة، خاصة في حال كانت الأقراص غير مغلفة أو معدّلة كيميائيًا لتذوب بسهولة داخل المادة الغذائية، ما يزيد من صعوبة اكتشافها ويرفع مستوى التهديد على الصحة العامة.
ودعا سويرجو الأسر الفلسطينية إلى توعية أطفالها بخطورة هذه المواد، والتعامل معها بحذر شديد، وتسليم أي كمية يتم العثور عليها مباشرة إلى وزارة الصحة، محذرًا من أن هذه الحوادث قد تكون جزءًا من مخطط منظم يهدف إلى نشر الإدمان وضرب النسيج المجتمعي الفلسطيني، في ظل الحصار والدمار الذي يعانيه القطاع.
مصائد الموت
بدوره، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بيانًا أكد فيه العثور على أقراص "أوكسيكودون" داخل عدة أكياس دقيق وُزعت عبر مراكز تُعرف باسم "المساعدات الأمريكية–الإسرائيلية"، واصفًا هذه المراكز بـ "مصايد الموت".
وأكد البيان توثيق أربع حالات لمواطنين عثروا على الأقراص المخدرة داخل أكياس الدقيق، محذرًا من احتمال أن تكون بعض تلك الأقراص قد طُحنت أو ذابت عمدًا داخل الدقيق لتنتقل إلى الطعام بشكل يصعب اكتشافه.
وحمل البيان الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، معتبرًا أنها محاولة خبيثة لضرب المجتمع الفلسطيني في عمقه، وزرع بذور الإدمان وسط شعب يعاني أصلًا من الحصار والمجاعة والدمار.
ودعا البيان المواطنين إلى فحص أي مساعدات تصلهم من هذه المراكز المشبوهة، وطالب المؤسسات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، بفتح تحقيق فوري وإغلاق تلك المراكز التي وصفها بأنها تسببت بمقتل 549 شهيدًا خلال شهر واحد، بسبب تداعيات مختلفة، من بينها ما سماه "المساعدات المسمومة".
في قلب مجزرة مستمرة
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر حتى الآن عن سقوط أكثر من 189 ألف شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين.
ويواجه سكان غزة أوضاعًا إنسانية كارثية غير مسبوقة، تشمل نقصًا حادًا في الغذاء والماء والدواء، ودمارًا شبه كامل للبنية التحتية، وانتشارًا واسعًا للمجاعة والأوبئة التي تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان محاصر في القطاع.
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 16 ساعات
- فلسطين أون لاين
تقرير مساعدات مسمومة... غزَّة تكتشف مؤامرةً جديدةً عبر أكياس الدَّقيق
غزة/ جمال محمد: لم تكن الأربعينية "هبة" (اسم مستعار) تتوقع أن يتحول كيس الدقيق، الذي حصلت عليه بعد انتظار طويل، إلى مصدر للذعر بدلاً من أن يكون عونًا في توفير قوت يوم أسرتها. فبين حبات الدقيق، اكتشفت هبة أقراصًا دوائية مجهولة، كانت جزءًا من شحنة مساعدات وُزعت عبر إحدى نقاط التوزيع المرتبطة بجهات أمريكية وإسرائيلية. وبينما كانت تستعد لاستخدام الدقيق لإعداد الخبز، لاحظت وجود تلك الأقراص، فسارعت إلى صيدلية قريبة في مدينة غزة. لكن الصدمة كانت أكبر عندما أخبرها الصيدلاني بأن ما عثرت عليه هو عقار مخدر يُعرف باسم "أوكسيكودون" (Oxycodone)، وهو دواء شديد الخطورة، يُصرف بوصفة طبية مشددة لعلاج الآلام الحادة، ويُصنف ضمن المواد الأفيونية ذات التأثير القوي على الجهاز العصبي واحتمالية عالية للإدمان. تبدلت دهشة الأم إلى خوف وقلق عميق، خشية أن تكون بعض الحبوب قد ذابت أو تفتت داخل الدقيق دون أن تنتبه، ما قد يعرّض أطفالها وزوجها لخطر التسمم أو الإدمان دون علمهم. لم تجد أمامها سوى اتخاذ قرار صعب: التخلص من كامل كمية الدقيق، رغم ندرة المواد الغذائية، مفضلة سلامة أسرتها على أي شيء آخر. ليست الحادثة الأولى حادثة هبة لم تكن الوحيدة؛ فقد رصدت صحيفة "فلسطين" العديد من المنشورات والتحذيرات على مواقع التواصل الاجتماعي لنشطاء فلسطينيين طالبوا السكان بفحص الدقيق جيدًا وتنقيته قبل استخدامه، بعدما تم العثور على أقراص مشابهة داخل أكياس أخرى. واتهم عدد من النشطاء جيش الاحتلال الإسرائيلي بمحاولة دس مواد مخدرة في المساعدات الغذائية، في محاولة لتدمير المجتمع الفلسطيني من الداخل، بعد أن فشلت أدواته العسكرية والسياسية في إخضاع قطاع غزة. في هذا السياق، أوضح الصيدلي الفلسطيني المخضرم د. ذو الفقار سويرجو، الذي يمتلك خبرة تتجاوز 38 عامًا، أن عقار "أوكسيكودون" يصنف ضمن المواد الأفيونية المخدرة، ويُستخدم حصريًا في المستشفيات وتحت رقابة طبية صارمة لعلاج الآلام الشديدة، مثل ما بعد العمليات الجراحية المعقدة أو لدى مرضى السرطان. وأضاف لصحيفة "فلسطين" أن تناول هذا الدواء دون إشراف طبي يؤدي إلى الإدمان بسرعة، ويمكن أن يتحول إلى بديل خطير للمخدرات في الأوساط المجتمعية. وأشار إلى أن العثور على هذا النوع من العقاقير داخل أكياس الدقيق المقدمة كمساعدات، يُعد جريمة خطيرة، خاصة في حال كانت الأقراص غير مغلفة أو معدّلة كيميائيًا لتذوب بسهولة داخل المادة الغذائية، ما يزيد من صعوبة اكتشافها ويرفع مستوى التهديد على الصحة العامة. ودعا سويرجو الأسر الفلسطينية إلى توعية أطفالها بخطورة هذه المواد، والتعامل معها بحذر شديد، وتسليم أي كمية يتم العثور عليها مباشرة إلى وزارة الصحة، محذرًا من أن هذه الحوادث قد تكون جزءًا من مخطط منظم يهدف إلى نشر الإدمان وضرب النسيج المجتمعي الفلسطيني، في ظل الحصار والدمار الذي يعانيه القطاع. مصائد الموت بدوره، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بيانًا أكد فيه العثور على أقراص "أوكسيكودون" داخل عدة أكياس دقيق وُزعت عبر مراكز تُعرف باسم "المساعدات الأمريكية–الإسرائيلية"، واصفًا هذه المراكز بـ "مصايد الموت". وأكد البيان توثيق أربع حالات لمواطنين عثروا على الأقراص المخدرة داخل أكياس الدقيق، محذرًا من احتمال أن تكون بعض تلك الأقراص قد طُحنت أو ذابت عمدًا داخل الدقيق لتنتقل إلى الطعام بشكل يصعب اكتشافه. وحمل البيان الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، معتبرًا أنها محاولة خبيثة لضرب المجتمع الفلسطيني في عمقه، وزرع بذور الإدمان وسط شعب يعاني أصلًا من الحصار والمجاعة والدمار. ودعا البيان المواطنين إلى فحص أي مساعدات تصلهم من هذه المراكز المشبوهة، وطالب المؤسسات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، بفتح تحقيق فوري وإغلاق تلك المراكز التي وصفها بأنها تسببت بمقتل 549 شهيدًا خلال شهر واحد، بسبب تداعيات مختلفة، من بينها ما سماه "المساعدات المسمومة". في قلب مجزرة مستمرة تأتي هذه التطورات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر حتى الآن عن سقوط أكثر من 189 ألف شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين. ويواجه سكان غزة أوضاعًا إنسانية كارثية غير مسبوقة، تشمل نقصًا حادًا في الغذاء والماء والدواء، ودمارًا شبه كامل للبنية التحتية، وانتشارًا واسعًا للمجاعة والأوبئة التي تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان محاصر في القطاع. المصدر / فلسطين أون لاين


فلسطين أون لاين
منذ 3 أيام
- فلسطين أون لاين
تقرير الأمراض الجلدية تفتك بأطفال غزة وسط انعدام الدواء
غزة/ جمال غيث: على سرير داخل مستشفى عبد العزيز الرنتيسي في مدينة غزة، يتمدد الطفل أنس الترامسي، مغمض العينين، محاطًا بأجهزة التنفس وبعض الأدوية التي بالكاد تخفف عنه الألم. لم يكن هذا ما حلمت به والدته، غدير الترامسي، التي انتظرته ستة أعوام كاملة. ففي يوم ميلاده الأول، لم يحتفل أنس بالكعكة أو البالونات، بل أمضى يومه في صمت داخل غرفة العلاج، يتنفس بصعوبة، محرومًا من أبسط حقوق الطفولة، بسبب الحرب الدامية التي تعصف بقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023. تجلس الترامسي بجوار نجلها "أنس"، تتأمله بعينين دامعتين، وتدعو الله عز وجل أن ينقذه من براثن المرض، وأن يُسمح بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية التي تمنعها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان. وتقول الأم بحرقة لصحيفة "فلسطين"، "ابني جاء بعد سنوات من الانتظار، والآن هو بين الحياة والموت بسبب نقص الأدوية. لا نعلم متى تنتهي هذه الحرب". وتروي تفاصيل معاناة ابنها، إذ بدأت حالته الصحية تتدهور قبل نحو شهر ونصف، عندما ظهرت بثور على رأسه. تحسنت حالته قليلًا بعد تلقيه العلاج، لكنها سرعان ما انتكست مجددًا، وبدأت تظهر على جسده حبوب متغيرة اللون، استدعت تدخلًا جراحيًا لإزالتها. ثم توالت المضاعفات، وظهرت تقرحات أخرى، لتصبح حالته أكثر تعقيدًا. اصطدمت غدير، كغيرها من أمهات غزة، بواقع طبي كارثي؛ فالأدوية شبه معدومة، والمستلزمات الصحية شحيحة. وتقول: "أحاول شراء ما أستطيع على نفقتي الخاصة، لكن الأسعار مرتفعة جدًا، والأدوية الضرورية غالبًا غير متوفرة، والمستشفى لا يملك إلا القليل، فيما يمنع الحصار إدخال الباقي". شح الأدوية ليست قصة "أنس" الوحيدة. ففي مخيم النزوح بمنطقة الشيخ رضوان، شمال غرب مدينة غزة، تعيش نجوى عبد الحميد داخل خيمة لا تقيها ولا أطفالها من حر الصيف، ولا من الأمراض المنتشرة. تقول عبد الحميد، وهي أم لأربعة أطفال، لمراسل "فلسطين"، "منذ أن نزحنا بعد قصف مدينة بيت لاهيا ونحن نعيش هنا في ظروف لا يمكن وصفها؛ لا ماء، لا نظافة، لا دواء، حتى الهواء مشبع بالغبار والمرض". تضيف، أن جسد ابنها امتلأ مؤخرًا بحبوب حمراء، ظنتها في البداية جدريًا، لكن الطبيب أخبرها بأنها مجرد حساسية ناتجة عن قلة النظافة وسوء البيئة المحيطة. وتشير إلى أن أبناءها الأربعة أصيبوا بأمراض جلدية مختلفة، وتضطر إلى استخدام مياه مالحة لتحميمهم بسبب ندرة المياه العذبة، وغياب مواد التنظيف الأساسية. وتحاول الأم التخفيف عنهم بما توفر من مراهم حصلت عليها من نقطة طبية في المدينة، لكنها، كما تقول، "لا تجدي نفعًا بسبب ضعف فعاليتها وغياب الأدوية الأساسية. الصيدليات فارغة، والمستودعات خاوية، وحتى إن توفر شيء، لا نستطيع شراءه بسبب غلاء الأسعار". وضع كارثي منذ بداية الحرب المدمرة على قطاع غزة، تشهد المنظومة الصحية انهيارًا غير مسبوق. آلاف الجرحى والمرضى، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، يصارعون الموت في مستشفيات مهددة بالإغلاق بسبب نفاد الأدوية والمستهلكات الطبية، ولاستهدافها المتكرر من قبل جيش الاحتلال. وأطلقت وزارة الصحة في القطاع مرارًا نداءات استغاثة للمجتمع الدولي، محذرة من كارثة صحية وشيكة، إلا أن الاحتلال لا يزال يفرض حصارًا مشددًا ويمنع دخول الاحتياجات الطبية. ولاحظ مراسل "فلسطين" أن الوضع ازداد سوءًا مع استمرار موجات النزوح، إذ تنتشر الأمراض المعدية والجلدية بسرعة داخل المخيمات التي تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط النظافة والسلامة. فبعض الأطفال يتعافون فقط لأن ذويهم تمكنوا من الحصول على الدواء بطرق استثنائية أو عبر مساعدات نادرة، بينما يعاني آخرون في صمت. في كل زاوية من زوايا غزة، هناك قصة طفل يتألم، وأم تواسيه، وممرض يقف عاجزًا عن فعل شيء. المستشفيات تعمل فوق طاقتها، وأعداد المرضى في ازدياد، فيما لا تزال الحرب تفتك بالبشر والحجر، وتحرم آلاف الأطفال من حقهم في الحياة. المصدر / فلسطين أون لاين


معا الاخبارية
منذ 4 أيام
- معا الاخبارية
العثور على أقراص مخدرات داخل اكياس الدقيق بغزة
غزة- معا -قال المكتب الإعلامي الحكومي انه تم العثور على أقراص مُخدّرة داخل أكياس الطحين القادمة من مصائد الموت "مراكز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية" جريمة بشعة تستهدف صحة المدنيين والنسيج المجتمعي* وأعرب المكتب في بيان له عن بالغ القلق والاستنكار إزاء العثور على أقراص مُخدّرة من نوع "Oxycodone" داخل أكياس الطحين التي وصلت إلى المواطنين مما تُسمى "مراكز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية"، المعروفة باسم "مصائد الموت". وقال :"وقد وثّقنا حتى الآن 4 إفادات من مواطنين عثروا على هذه الأقراص داخل أكياس الطحين. الأخطر من ذلك هو احتمال أن تكون بعض هذه المواد المخدرة قد طُحنت أو أُذيبت متعمّداً في الطحين ذاته، ما يرفع من حجم الجريمة ويُحولها إلى اعتداء خطير يستهدف الصحة العامة بشكل مباشر". وحمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة لنشر الإدمان وتدمير النسيج المجتمعي الفلسطيني من الداخل، ضمن سياسة ممنهجة تشكل امتداداً لجريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني. وأكد إن استخدام الاحتلال الإسرائيلي المخدرات كوسيلة ناعمة في حرب قذرة ضد المدنيين، واستغلال الحصار لإدخال هذه المواد ضمن "مساعدات ومعونات"، يُعدّ جريمة حرب وانتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني. وحذّر أبناء الشعب الفلسطيني من هذه الجريمة ونكرر تحذيرنا من الذهاب لهذه المراكز الخطيرة التي هي عبارة عن مصائد للموت وللاستدراج الجماعي، داعيا المواطنين إلى الحذر وتفتيش المواد الغذائية القادمة من هذه المراكز المشبوهة، والتبليغ الفوري عن أي مواد غريبة، وحث العائلات على توعية أبنائها بخطورة الذهاب لهذه المراكز والمواد المخدرة، مؤكدا أن اليقظة المجتمعية هي خط الدفاع الأول في مواجهة هذه المحاولات الخبيثة. وطالب المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة، خاصة مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية، بوقف عمل مراكز "مصائد الموت" التي تحوّلت إلى أدوات يومية للقتل والاستدراج والإبادة الجماعية المتعمّدة، داعيا لكسر الحصار على قطاع غزة، وإدخال المساعدات من خلال المؤسسات الأممية والدولية الرسمية فقط، وعدم السماح للاحتلال أو الجهات المرتبطة به بتقويض دور المنظمات الدولية، وعلى رأسها وكالة الأونروا. واضاف:"لقد أدّت هذه المراكز (مصائد الموت)، خلال شهر واحد فقط منذ إنشائها، إلى استشهاد 549 مواطناً، وإصابة 4,066 آخرين، وفقدان 39 من المُجوّعين المدنيين، في مشهد دموي غير مسبوق في تاريخ العمل الإنساني". ورأى إن حماية المدنيين وشعبنا الفلسطيني الكريم، هي أولوية وطنية عليا، وسنواصل فضح هذه الجرائم والدعوة إلى ملاحقة كل المتورطين بها من الاحتلال "الإسرائيلي" ومن يتعاون مع الاحتلال.