logo
تحقيق الهدف.. يبدأ بقرارك أنت.. لا بصافرة القبول الموحد

تحقيق الهدف.. يبدأ بقرارك أنت.. لا بصافرة القبول الموحد

الغدمنذ 2 أيام
نسرين قطامش*
اضافة اعلان
عمان - في هذه الأيام، يعيش طلاب التوجيهي لحظة دقيقة وهم يملؤون طلبات القبول الموحد، يكتبون أسماء التخصصات التي سترافقهم لسنوات وربما لعقود مقبلة. وفي البيوت، تتداخل أحاديث الخيارات مع ضحكات الحماسة أو توتر الانتظار، وفي عيونهم خليط من القلق والأمل.. خليط يشبه تلك اللحظة في مباراة حاسمة، حين تترقب الجماهير الهدف بينما يقف اللاعب محاطا بالضغط والتوقعات.ومن هنا خطر لي السؤال:هل نختار مستقبلنا كما نشجع فريقنا المفضل.. بعاطفة لحظية أو بضغط الجماهير؟أم نختاره بعين من يعرف مكانه الحقيقي في الملعب، وبقلب من يلعب بشغف، وبعقل من يفهم قدراته ويقرأ خطط المباراة جيداً؟فلسفة الملعبكرة القدم ليست مجرد 90 دقيقة و11 لاعبا تحت الأضواء. هي منظومة كاملة: مدرب يضع الخطة، لاعبون احتياطيون ينتظرون الفرصة، فريق طبي جاهز للتدخل، إدارة تنظم، مشجعون، وعمال لا يظهرون على الكاميرا، لكنهم يضمنون أن كل شيء يسير كما يجب.وكذلك هي الحياة.. النجاح لا يبنى على لاعب واحد أو مهنة واحدة، بل على أدوار متعددة يكمل بعضها بعضا ويمنح كل منها المعنى للآخر.ليس كل من يسجل الهدف هو البطل الوحيد.. فالحارس الذي أنقذ مرماه في اللحظة الأخيرة، أو صانع الألعاب الذي مرر الكرة بدقة، أو حتى من جهز الملعب قبل صافرة البداية.. جميعهم شركاء في النصر.بين الحلم والقدرة والواقعفي رحلة كل إنسان، هناك دائما حلم أول.. صورة مثالية يرسمها في ذهنه للمستقبل. لكن الحياة لا تسير دائما وفق الخطة التي وضعناها، وأحيانا يفتح لنا الواقع أبوابا لم نفكر فيها من قبل، لكنها تناسبنا أكثر وتسمح لنا بالتألق.لطلاب التوجيهي، قد يبدو معدل الامتحان وكأنه الحاكم الوحيد للمصير. لكن الحقيقة أن النجاح له أكثر من طريق، وأن الشغف والقدرة هما البوصلة التي تقودك إلى حيث تنتمي، مهما تغيرت المسارات.المعادلة الصحية تبدأ بالتعرف على نفسك: ما الذي تحبه حقا؟ ما الذي تجيده بالفعل؟ وما هي المجالات التي تمنحك الفرصة لصنع أثر حقيقي؟ ثم يأتي دور الوعي بالواقع: فهم احتياجات سوق العمل، ومتطلبات المهن، والفرص التي يمكن أن تلتقي فيها موهبتك مع حاجة المجتمع.أدوار تصنع الحياة.. أكبر من الألقابفي سباق الحياة، كثيرون ينشغلون باللقب الذي يسبق الاسم: دكتور، مهندس، أستاذ.. وكأن القيمة تقاس بالكلمات على بطاقة التعريف. لكن الحقيقة أن الأثر الذي نتركه في قلوب الناس، وفي تقدم المجتمع، هو المقياس الأصدق لأي نجاح.نحن نحتاج إلى الأطباء والمهندسين، نعم.. لكننا لا نريدهم أرقاما في صفوف الكليات، أو حاملين للقب من أجل الوجاهة. نريدهم شغوفين، مبدعين، راغبين حقا في هذا المسار، مؤهلين له بقدراتهم وكفاءاتهم.وفي المقابل، نحن في حاجة لا تقل أهمية إلى المبتكرين، والفنيين المهرة، ورواد الأعمال، وصناع المحتوى المؤثر، والباحثين، والمزارعين، والمدربين، والفنانين.. لأن المجتمع، مثل فريق كرة القدم، لا يمكنه الفوز إذا غاب أي مركز من مراكزه. الحارس، والمدافع، وصانع الألعاب، وحتى من يجهز الملعب قبل صافرة البداية.. جميعهم أساس الانتصار، وجميع هذه المهن تصبح عظيمة حين يؤديها صاحبها بشغف، وإتقان، وإحساس بالمسؤولية، وحين يدرك أن دوره جزء من عقد أخلاقي مع مجتمعه.القيمة الحقيقية ليست أن تكون "الأكثر شهرة" أو "الأكثر طلبا" في سوق العمل، بل أن تكون الأكثر تأثيرا في موقعك، وأن تعرف أنك تلعب دورك في فريق أكبر منك، فريق اسمه الحياة.رسالة للأهلأبناؤكم ليسوا نسخا عن أحلامكم المؤجلة. هم أرواح جديدة تحمل مواهب مختلفة وشغفا قد لا يشبهكم، لكنه حقيقي.دوركم أن تفتحوا معهم الحوار، لا أن تفرضوا عليهم القرار. استمعوا إليهم لا لأرقامهم فقط، بل لما تحبه أرواحهم وما تستطيع أيديهم أن تبدعه. تذكروا أن النجاح ليس ما نريده نحن، بل ما يصنعونه هم وهم سعداء.فلنبن مجتمعا يحتضن كل طموح، لا مجتمعا يضع الجميع في قالب واحد.ولنجعل من التوجيهي بداية لحوار عميق مع الذات، لا نهاية للخيارات.املؤوا طلب القبول الموحد بوعي.. لا ليحدد مستقبلكم، بل ليكون بداية رحلة لا تشبه إلا أنفسكم.قد لا يفهمكم البعض في البداية، لكن إذا لعبتم دوركم بإخلاص، سيصفق لكم الجمهور في النهاية.. حتى لو كنتم الحارس، أو المدافع، أو صانع الألعاب.فكل واحد منكم مشروع قائد.. إن عرف مكانه في الملعب، وآمن بنفسه، ومضى في طريقه بشجاعة.* مدير عام مؤسسة الحسين للسرطان
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

300 طفل يختتمون فعاليات النادي الصيفي "فرسان العلم"
300 طفل يختتمون فعاليات النادي الصيفي "فرسان العلم"

الرأي

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرأي

300 طفل يختتمون فعاليات النادي الصيفي "فرسان العلم"

اختتم نادي موظفي أمانة عمان الكبرى، فعاليات النادي الصيفي في موسمه الرابع تحت شعار: "فرسان العلم"، والذي أقيم في منتزه عمان القومي، بمشاركة 300 طفل من فئة 8 – 16 عاماً من أبناء أعضاء الهيئة العامة للنادي. وتضمن النادي الصيفي مجموعة فعاليات كالندوات، والورش، وزيارة الأماكن السياحية والأثرية، والأنشطة الرياضية التي تشمل كرة القدم، وتنس الطاولة والتايكواندو، إضافة إلى إقامة فقرات تدريبية متنوعة لمهارات الطهي والأعمال التطوعية. وقال مدير المدينة، رئيس الهيئة الإدارية لنادي موظفي أمانة عمان، المهندس أحمد ملكاوي، إن برنامج النادي الصيفي ساهم في تعزيز العديد من الجوانب الإبداعية لدى المشاركين، إلى جانب مساهمته في الاطلاع على المعالم الأثرية والسياحية في المملكة، ومنح المساحة الكافية للطلاب لممارسة الرياضات المفضلة. من جهته، أكد أمين سر نادي موظفي الأمانة، حازم الجبور، إن إقامة النادي الصيفي جاءت بهدف منح الفرصة للأطفال لاكتساب، وتنمية المهارات المختلفة التي تسهم في بناء وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.

فريق عمان إف سي بطلا لدوري الناشئات
فريق عمان إف سي بطلا لدوري الناشئات

رؤيا نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • رؤيا نيوز

فريق عمان إف سي بطلا لدوري الناشئات

توج فريق عمان إف سي بلقب الدوري النسوي لكرة القدم للناشئات تحت سن 14 لموسم 2025، بعد فوزه على الأهلي 3-1، في المباراة التي جمعتهما مساء أمس الاثنين، على ملاعب الاتحاد بمدينة الحسين للشباب، ضمن الجولة الـ 11 والأخيرة من البطولة. وسلمت عضو مجلس إدارة الاتحاد ورئيسة اللجنة النسوية ستيفاني النبر، الفريق كأس البطولة وميداليات المركز الأول، فيما نال الاتحاد ميداليات المركز الثاني. ولحساب الجولة الأخيرة من البطولة، فاز النصر على الاستقلال 3-0، والحسين على أبطال الساحة الخضراء 5-1، ونشمي الجنوب على الكلية الرياضي 2-0، والمدرسة الإنجليزية الحديثة على الأرثوذكسي 3-0، والاتحاد على نشامى المستقبل 2-0. ومع ختام البطولة، تصدر عمان اف سي جدول الترتيب برصيد 29 نقطة، يليه الاتحاد 28، ثم المدرسة الإنجليزية الحديثة 26، الأهلي 24، الحسين 23، نشامى المستقبل 16، النصر 12، أبطال الساحة الخضراء والاستقلال 8 لكل منهما، نشمي الجنوب 7، الأرثوذكسي 6، والكلية الرياضي بنقطة وحيدة. يذكر أن منافسات البطولة أقيمت وفق نظام الدوري المجزأ من مرحلة واحدة، حيث توج باللقب الفريق الحاصل على أكبر عدد من النقاط في ترتيب الفرق النهائي.

16 لاعبا من قائمة التأهل التاريخي للمونديال يختارون الاحتراف الخارجي
16 لاعبا من قائمة التأهل التاريخي للمونديال يختارون الاحتراف الخارجي

الغد

timeمنذ 5 ساعات

  • الغد

16 لاعبا من قائمة التأهل التاريخي للمونديال يختارون الاحتراف الخارجي

يحيى قطيشات اضافة اعلان عمان - اللاعبون الذين تواجدوا في آخر مباراتين للمنتخب الوطني لكرة القدم، أمام المنتخبين العماني والعراقي، وساهموا في كتابة التاريخ بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، ما يزالون يتربعون في قلوب الجماهير، ذلك الإنجاز لم يكن مجرد فوز أو بطاقة عبور، بل محطة مفصلية أعادت هيبة الكرة الأردنية ورسخت صورة اللاعب الأردني، كمنافس قوي قادر على صناعة الفارق في أكبر المحافل.بعد الاحتفال بالتأهل، تنوعت وجهات لاعبي "النشامى" بين البقاء في الملاعب المحلية وخوض تجارب احترافية خارجية. بعضهم واصل العطاء في دوري المحترفين الأردني، فيما قرر آخرون خوض تحديات جديدة في دوريات عربية وآسيوية، حيث يسعون إلى اكتساب خبرات أكبر تعود بالنفع على المنتخب في الاستحقاقات المقبلة.14 لاعبا اختاروا البقاء في الدوري المحلي، ويشكلون العمود الفقري لفرق الحسين إربد، الوحدات والفيصلي، وهم: يزيد أبو ليلى، عبدالله الفاخوري، نور بني عطية، محمد العمواسي، هادي الحوراني، سليم عبيد، إحسان حداد، أدهم القريشي، أحمد عساف، عامر جاموس، محمد راتب الداود، مهند سمرين، محمد أبو زريق "شرارة" ورجائي عايد.فيما توجه 16 لاعبا نحو الاحتراف الخارجي، الدوري العراقي كان الأكثر استقبالا للمحترفين الأردنيين بواقع 7 لاعبين، هم: رزق بني هاني، عبدالله نصيب، نزار الرشدان، إبراهيم سعادة، محمد أبو حشيش، مهند أبو طه وعلي علوان، يليه الدوري الكويتي 3 لاعبين، وهم: حسام أبو الذهب، يوسف أبو الجزر وعلي العزايزة. ثم الدوري الماليزي بلاعبين، هما: محمد أبو النادي ونور الروابدة، والدوري الكوري الجنوبي بلاعب واحد هو يزن العرب، وموسى التعمري مع رين الفرنسي، وفي الدوري القطري يزن النعيمات مع فريق العربي، وإبراهيم صبرة مع جوزتيبي التركي.هذا الانتشار الخارجي في أكثر من دوري، يساهم في تطوير المستوى الفني للاعبين من خلال الاحتكاك بأساليب لعب متنوعة، كما يمنح المنتخب خيارات تكتيكية أوسع عند استدعائهم للمشاركة الدولية، التجارب الخارجية تعني أيضا تعزيز ثقة اللاعب الأردني بنفسه، وزيادة فرص انتقاله إلى دوريات أكثر قوة في المستقبل.ومع اقتراب الاستحقاقات المقبلة، وانطلاق منافسات الدوريات العربية والعالمية والآسيوية، يأمل الشارع الرياضي الأردني بأن يواصل هؤلاء النجوم بالروح القتالية والانضباط العالي، في مشوار التصفيات، وأن يكون التأهل للمونديال نقطة انطلاق نحو مزيد من النجاحات، وليس محطة مؤقتة.ويؤكد عدد من المدربين وخبراء كرة القدم الأردنية في حديثهم للإعلام، أن احتراف اللاعبين في الدوريات العربية والآسيوية والعالمية، يشكل خطوة استراتيجية لتعزيز قدراتهم الفنية والبدنية، وتهيئتهم للمشاركة القوية في نهائيات كأس العالم 2026.ويرون، أن اللعب في بيئات كروية متطورة يمنح اللاعب فرصة للاحتكاك بمستويات عالية من المنافسة، ويضعه أمام تحديات مختلفة، تساهم في رفع جاهزيته للتعامل مع ضغط المباريات الكبرى.ويشير المدربون، إلى أن الاحتراف الخارجي يمنح اللاعبين خبرات ميدانية واسعة، ويعزز مرونتهم التكتيكية، وقدرتهم على التكيف مع نسق اللعب السريع، إضافة إلى تحسين مهاراتهم في اتخاذ القرارات الحاسمة داخل الملعب، كما يساهم في تعريفهم بمدارس كروية متنوعة، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على مستوى المنتخب الوطني في الاستحقاقات العالمية.ويرى المتابعون، أن تواجد لاعبي "النشامى" في أندية قوية خارج الأردن يرفع قيمة الكرة الأردنية على الصعيدين العربي والعالمي، ويمنح المنتخب قوة إضافية وثقة أكبر قبل المونديال، ويؤكدون أن نجاح اللاعبين في الخارج يلهم الأجيال الصاعدة، ويثبت أن الكرة الأردنية قادرة على المنافسة متى ما توفر الدعم والتجارب الاحترافية الكافية.وتعتبر الجماهير أن تنوع تجارب اللاعبين بين دوريات مختلفة، وما يرافقه من احتكاك بمدارس وأساليب لعب متنوعة، يشكل رافعة حقيقية لإعداد منتخب قادر على مجاراة المنتخبات الكبرى، وتمثيل الأردن بأفضل صورة في المحفل العالمي المرتقب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store