
عودة التيار الكهربائي إلى مناطق عدة في إسبانيا
EPA
عاد التيار الكهربائي إلى بعض المناطق بعد عدة ساعات من انقطاعه على نطاق واسع في إسبانيا والبرتغال الاثنين، ما أدى إلى تعطل شبكات الهاتف المحمول والإنترنت وتوقف القطارات.
وشهدت إسبانيا والبرتغال اليوم انقطاعًا كهربائياً واسع النطاق أدى إلى شلل في البنية التحتية الحيوية، مما أثر على ملايين السكان وتسبب في اضطرابات كبيرة في وسائل النقل والاتصالات والخدمات العامة.
بدأ الانقطاع حوالي الساعة 12:30 ظهراً بالتوقيت المحلي. وشمل الانقطاع معظم أنحاء إسبانيا والبرتغال، بالإضافة إلى أجزاء من جنوب فرنسا.
تسبب الانقطاع في توقف خدمات النقل العام، بما في ذلك مترو مدريد وبرشلونة، وتعطل حركة القطارات وإشارات المرور، مما أدى إلى ازدحام مروري واسع.
كما انقطعت خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة في عدة مناطق، مما أثر على سير الأعمال اليومية والخدمات الحيوية.
في البرتغال، توقفت خدمات المترو والترام في العاصمة لشبونة، واستخدمت المستشفيات المولدات الكهربائية لضمان استمرار تشغيل المعدات الطبية.
وحتى الآن، لم تحدد السلطات السبب الدقيق للانقطاع، لكنّ المعهد الوطني للأمن السيبراني في إسبانيا فتح تحقيقاً لاحتمال تعرض الشبكة لهجوم إلكتروني.
من جانبها، قالت مصادر حكومية في البرتغال إن سبب الانقطاع قد يكون ناتجاً عن المشكلة في شبكة الكهرباء الإسبانية، مستبعداً أن تكون الشبكة في البرتغال مصدر العطل.
وقالت شركة "ريد إليكتريكا" الإسبانية إنّ الشبكة تعرضت لما يسمى "صفر النظام الكهربائي"، وهو انهيار كامل في شبكة الكهرباء، وأعلنت أن استعادة الخدمة قد تستغرق ما بين 6 إلى 10 ساعات.
وتحرك رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، ونائبته إلى مقر شركة الكهرباء الرئيسية لمتابعة التطورات عن كثب، في حين عقد مجلس الوزراء البرتغالي اجتماعاً طارئاً لمناقشة الوضع. كما أعلنت المفوضية الأوروبية أنها تتابع الموقف وأنها على تواصل مع الحكومات وشبكة مشغلي الكهرباء الأوروبية.
AFP
وأدى الانقطاع إلى تعطيل عمليات الدفع الإلكتروني وازدحام أمام أجهزة الصراف الآلي. كما توقفت بعض الفعاليات الرياضية مثل بطولة مدريد المفتوحة للتنس.
وفي البرتغال، عبّر أصحاب الأعمال الصغيرة عن قلقهم من خسائر كبيرة بسبب توقف أنظمة التبريد، وتأثرت السياحة بسبب انقطاع الكهرباء عن بعض الشقق والمرافق.
وأفاد مطار مدريد الدولي، مدريد باراخاس، ومطار برشلونة، إل براتا، بأنهما يواجهان "بعض الحوادث" نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي. وأضاف المطاران أنّ مولدات الطوارئ تعمل، لكنها حذرت المسافرين من التحقق مع شركات الطيران حيث قد تؤثر الاضطرابات على الوصول والنقل البري.
كما حذر مطارا لشبونة وبورتو من احتمال حدوث "قيود تشغيلية". وأفادت وكالة الأنباء البرتغالية، لوسا، أنّ شركة تشغيل المطارآنا قامت بتنشيط مولدات الطوارئ - مما سمح باستمرار العمليات الأساسية في بورتو وفارو، لكنّ لشبونة تشهد المزيد من القيود.
وقالت وكالة رويترز للأنباء إن الشرطة البرتغالية أفادت أن إشارات المرور تأثرت في جميع أنحاء البلاد، وأن المترو مغلق في العاصمة لشبونة وكذلك بورتو، وأن القطارات لا تعمل.
وقال ورتيس غلادن، البالغ من العمر 29 عاماً، وهو من ليفربول، لكنه انتقل مؤخراً إلى لا فالي دويكسو، على بُعد حوالي 30 ميلًا من فالنسيا، قال لبي بي سي إن إشارة هاتفه انقطعت لساعتين تقريباً، وهو ما وصفه بأنه "مخيف" بسبب صعوبة معرفة آخر التطورات.
وقالت شركة الطاقة البرتغالية REN إنه "نظراً لتعقيد الأمر والحاجة إلى إعادة توازن تدفقات الكهرباء دولياً، يُقدر أن استعادة الشبكة لطبيعتها بالكامل قد تستغرق ما يصل إلى أسبوع".
Getty Images
وفي وقت سابق، صرّح رئيس شبكة الكهرباء في إسبانيا أن استعادة الطاقة قد تستغرق ما بين ست إلى عشر ساعات.
انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى توقف القطارات في أنحاء البلاد.
وعقد رئيس الوزراء بيديو سانشيز اجتماعا حكوميا طارئا لبحث الانقطاع المفاجئ، وفق ما أفاد مكتبه عبر تطبيق تلغرام.
وأمل سانشيز على الاثر بعودة "سريعة" للتيار في ضوء "إعادة تشغيل المحطات العاملة بالغاز والمياه في كل انحاء البلاد".
من جهتها، قالت المفوضية الأوروبية إنها على اتصال بإسبانيا والبرتغال بشأن الوضع، في حين قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا عبر منصة إكس إنه "لا توجد مؤشرات الى أي هجوم سيبراني". - "لا يمكن التكهن" - قال مدير العمليات في شركة الكهرباء الإسابية إدواردو برييتو "لا نستطيع التكهن في الوقت الراهن بأسباب" الانقطاع، لكن العمل جار لتحديد مصدره.
وأضاف أن أعمال الصيانة جارية، لكن إعادة التيار ستستغرق ما بين ست وعشر ساعات "إذا سارت الأمور على ما يرام".
إن انقطاع التيار الكهربائي تسبب في تعطل الرحلات الجوية من وإلى مدريد وبرشلونة ولشبونة، مضيفة أنه من السابق لأوانه تحديد عدد الرحلات المتأثرة.
انقطعت الكهرباء أيضا لفترة وجيزة في جنوب غرب فرنسا، حسبما أعلنت شركة تشغيل الكهرباء المحلية مؤكدة عودة التيار مذاك.
وقالت الشركة إن "حادثا كهربائيا يؤثر حاليا على إسبانيا والبرتغال، ولا يزال السبب غير محدد".
كما سادت الفوضى حركة النقل في برشلونة، ثاني أكبر مدينة في إسبانيا من ناحية عدد السكان، حيث تدفق السكان المحليون والسياح على حد سواء إلى الشوارع في محاولة لمعرفة ما حدث.
وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي محطات مترو في مدريد غارقة في الظلام، مع توقف القطارات، وأشخاصا في مكاتب وممرات يستخدمون أضواء هواتفهم للرؤية.
إلى ذلك، أفاد موقع "نتبلوكس" لرصد نشاط الإنترنت وكالة فرانس برس بأن انقطاع الإنترنت تسبب في "تعطل جزء كبير من البنية التحتية الرقمية للبلاد"، لافتا الى أن اتصالات الإنترنت انخفضت إلى 17% فقط من الاستخدام العادي.
ونشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية صورا على موقعها الإلكتروني لقطارات المترو المتوقفة في مدريد، وللشرطة وهي تنظم حركة المرور، ولصحافييها وهم يعملون في مكتب مظلم على أضواء كاشفة.
وأشارت أيضا إلى أن الأقسام الأساسية في المستشفيات تمكنت من الاستمرار في العمل بفضل المولدات الاحتياطية، في حين ظلت بعض الوحدات الأخرى بدون كهرباء.
في الأعوام الأخيرة، شهدت دول أخرى حول العالم انقطاعات كبيرة في التيار الكهربائي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- الوسط
باكستان تُسقط "مسيّرات" أطلقتها الهند، والولايات المتحدة تقود جهوداً دولية لـ"تهدئة" التوتر
EPA اتهمت الهند، الخميس، باكستان باستهداف أراضيها عبر استخدام "طائرات مسيّرة وصواريخ"، مشيرة إلى أنها ردّت بتدمير أنظمة للدفاع الجوي في لاهور شمال باكستان. وقالت وزارة الدفاع الهندية "حاولت باكستان استهداف عدد من الأهداف العسكرية... باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ"، مشيرة إلى أنه "تمّ تحييدها" من قبل الدفاع الجوي الهندي. وتابعت: "هذا الصباح، قامت القوات المسلحة الهندية باستهداف رادارات وأنظمة دفاع جوي في أنحاء مختلفة من باكستان"، معتبرة أن "الرد كان في المجال نفسه وبالشدة نفسها التي اعتمدتها باكستان". واتهمت نيودلهي إسلام آباد "بزيادة حدة قصفها غير المبرر عبر خط المراقبة باستخدام مدافع الهاون والمدافع الثقيلة" عبر الحدود في كشمير. كذلك، أفادت الهند بأن حصيلة القتلى جراء القصف الباكستاني منذ تصاعد التوتر الأربعاء بلغت 16 شخصاً، بينهم ثلاث نساء وخمسة أطفال. وأكدت الهند التزامها "عدم التصعيد، شرط أن يحترم الجيش الباكستاني ذلك"، فيما قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف لرويترز، الخميس، إن الولايات المتحدة تقود جهوداً دولية لتهدئة التوتر بين بلاده والهند. وذكر في مقابلة أن إطلاق الهند طائرات مسيرة إلى داخل المجال الجوي لباكستان يجعل من مسألة شن باكستان لهجوم على الهند أمراً "يتزايد تأكيده". EPA بدوره، أعلن الجيش الباكستاني، الخميس، أنه أسقط حتى الآن "25 طائرة مسيّرة إسرائيلية الصنع" أطلقتها الهند منذ مساء الأربعاء، موضحاً أنه تم اعتراض هذه المسيّرات "عبر وسائل تقنية وأيضاً... عسكرية"، وذلك بعدما أكّد "تحييد" 12 مسيّرة هندية في عدّة مواقع مع استمرار العمليات عبر الحدود. وقال المتحدث باسم الجيش أحمد شريف شودري "الليلة الماضية، أقدمت الهند على عمل عدواني آخر عبر إرسال مسيّرات إلى عدّة مواقع". وأضاف "تمكنت إحداها من مهاجمة هدف عسكري بالقرب من لاهور". وتابع "نتيجة لهذا النشاط، استشهد مدني في ميانو". وأشار شودري إلى أنّ "العملية تتواصل، والجيش يقوم بتحييدها في هذه الأثناء". وتجمّعت حشود عند الفجر في مواقع مختلفة في بنجاب والسند، لمشاهدة حطام المسيّرات المتناثرة على الأرض. على المستوى الدبلوماسي، أكد وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار لنظيره الإيراني عباس عراقجي الذي يزور الهند في إطار جهود وساطة تجريها طهران، أن نيودلهي "لا تنوي التسبب في تصعيد جديد". وأضاف أن أي هجوم من جانب باكستان سيُواجه بـ"رد حازم للغاية". عودة مطارين إلى العمل وفي سياق متصل، أعادت هيئة الطيران المدني الباكستانية فتح اثنين من المطارات الثلاثة الرئيسية في البلاد، بعد إغلاقها لفترة موقتة الخميس لأسباب "عملياتية" في ظل التوتر مع الهند. وكانت الهيئة قد أعلنت أن المطارات الرئيسية للبلاد في إسلام آباد وكراتشي (جنوب) ومدينة سيالكوت القريبة من كشمير والحدود مع الهند، ستكون مغلقة حتى الساعة 13,00 بتوقيت غرينيتش. وفي وقت لاحق، أكدت إعادة تشغيل مطار إسلام آباد وسيلكوت الواقع في لاهور، بينما بقي مطار كراتشي مغلقاً. وجاء الإغلاق حين حصلت بين الهند وباكستان أعنف مواجهة عسكرية منذ عقدين في كشمير. وتقع بنجاب في باكستان حيث لاهور وسيالكوت. ويؤكد الجيش الباكستاني أنه يشن عمليات لصد مسيّرات هندية تطلق باتجاه أراضيه. "معسكرات إرهابية" EPA في الأيام التي تلت الهجوم على الشطر الهندي من كشمير في 22 نيسان/أبريل والذي أسفر عن مقتل 26 مدنياً، بدأ الجيشان على جانبي خط المراقبة الذي يشكل الحدود الفعلية بين البلدين، في تبادل إطلاق النار كل ليلة باستخدام أسلحة خفيفة. ومع الوقت، اكتسبت المواجهة منحى أكثر عنفاً، مع استمرار القتال طيلة نهار الأربعاء بين الدولتين المتخصامتين منذ تقسيم البلاد في العام 1947. ويرى خبراء أن مستوى العنف الذي بلغه تبادل إطلاق النار، لم يشهده البلدان منذ أكثر من عقدين. ورغم أنّ أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن هجوم كشمير، إلا أنّ نيودلهي نسبته إلى جماعة "عسكر طيبة" التي تتخذ في باكستان مقراً، مُلقية باللوم على باكستان في الوقت ذاته. وكما تعهّد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، فقد ردّ جيشه على هجوم كشمير بتدمير تسع "معسكرات إرهابية" تابعة لهذه الحركة، "لإبعاد الخطر عن السكان أو المناطق المدنية"، وفقاً لوزير الدفاع راجناث سينغ. ولكن الصواريخ الهندية التي سقطت على أكثر من ست مدن في كشمير الباكستانية وفي البنجاب، والتي ترافقت مع تبادل لإطلاق النار على طول الحدود المتنازع عليها، أسفرت عن مقتل 31 شخصاً وإصابة 57 بجروح على الجانب الباكستاني، بناء على آخر حصيلة صادرة عن الجيش. "أريدهم أن يتوقفوا" وفي مدينة مظفر آباد الكبرى الواقعة في الشطر الباكستاني من كشمير، تضرّرت عدة منازل على خلفية استهداف غارة هندية لمسجد، الأمر الذي دفع السكان إلى الفرار. كذلك، أفاد الجيش الباكستاني بأن سداً لتوليد الطاقة الكهرومائية في كشمير تعرّض لضربة هندية. وتؤكد إسلام آباد أنها "أسقطت خمس طائرات هندية" في المجال الجوي الهندي، بينما أفاد مصدر أمني هندي وكالة فرانس برس، بتدمير ثلاث مقاتلات من دون تقديم المزيد من التفاصيل. من جانبها، أشارت الهند إلى مقتل 16 شخصا، بينهم ثلاثة نساء وخمسة أطفال. وقالت ماداسار شودري (29 عاما)، "كانت شقيقتي في المنزل عندما سقطت القذائف الأولى". وأضافت "رأت طفلين أثناء خروجهما من منزل جارها وصرخت عليهما كي يدخلا ويلجآ إلى مأوى... ولكن أصابتهما شظايا وقُتلا". دولياً، دعت الكثير من الدول البلدين إلى ضبط النفس. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "أريدهم أن يتوقفوا". هل يمكن للهند وباكستان تجنب الانزلاق إلى الحرب؟ EPA تسير الهند مجدداً على خط رفيع بين التصعيد وضبط النفس. فبعد الهجوم الذي وقع في باهالغام، سارعت نيودلهي إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الانتقامية، شملت إغلاق المعبر الحدودي الرئيسي مع باكستان، وتعليق اتفاقية لتقاسم المياه، وطرد دبلوماسيين باكستانيين، ووقف إصدار معظم التأشيرات للمواطنين الباكستانيين. كما شهدت المناطق الحدودية تبادلاً لإطلاق النار بالأسلحة الخفيفة، وقررت الهند منع تحليق الطائرات الباكستانية في أجوائها، في خطوة عكست إجراءً مماثلاً اتخذته إسلام آباد سابقاً. وردّت باكستان بتعليق اتفاقية سلام تعود إلى عام 1972، واتخذت بدورها خطوات تصعيدية مقابلة. هذا النمط من التصرف يعيد إلى الأذهان ما جرى بعد تفجير بولواما عام 2019، حين ألغت الهند سريعاً صفة "الدولة الأكثر تفضيلاً" عن باكستان، وفرضت رسوماً جمركية مشددة، وعلّقت روابط تجارية ونقل رئيسية. وقد بلغت الأزمة آنذاك ذروتها عندما شنت الهند ضربات جوية على منطقة بالاكوت، أعقبتها غارات باكستانية مضادة واحتجاز طيار هندي، هو أبهيناندان فارتامان، ما أدى إلى تصعيد خطير في التوتر. ومع ذلك، نجحت القنوات الدبلوماسية في خفض التوتر تدريجياً، بعدما أطلقت باكستان سراح الطيار في بادرة "حسن نية". يقول أجيه بيساريا، المفوض الهندي السابق لدى باكستان، في حديثه الأسبوع الماضي: "الهند كانت مستعدة لمنح الدبلوماسية التقليدية فرصة جديدة... خصوصاً وأنها شعرت بأنها حققت هدفاً استراتيجياً وعسكرياً، بينما تمكنت باكستان من تقديم الأمر لجمهورها الداخلي كنوع من النصر السياسي".


الوسط
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الوسط
حماس تلاحق "لصوص الغذاء" في غزة، وتتهم إسرائيل بدعم بعضهم
EPA نازحون فلسطينيون يجمعون التبرعات الغذائية في جباليا، شمال غزة - 2 مايو/ أيار 2025 نقلت وكالة رويترز عن مصادر مقربة من حركة حماس أن عناصر من الحركة نفذوا "عمليات إعدام بحق عدد من الأشخاص المتهمين بالسرقة"، عقب سلسلة من الهجمات شنتها "عصابات مسلحة استهدفت متاجر للأغذية ومطابخ" في قطاع غزة خلال الأسبوع الجاري. وذكرت رويترز أن مسؤولي حماس وجهوا اتهامات لبعض المشتبه بهم بسرقة المواد الغذائية بالتعاون مع إسرائيل، التي تمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة منذ قرابة شهرين، في حين لم يصدر أي تعليق إسرائيلي على هذه الاتهامات حتى الآن. وفي حادثة منفصلة، قالت وزارة الداخلية في غزة إن طائرة إسرائيلية مسيّرة أطلقت صاروخاً استهدف وحدة من الشرطة كانت تلاحق "مجرمين" في مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل ضابط وإصابة عدد من العناصر الآخرين. وأكدت الوزارة في بيان لها السبت أنها ستتعامل "بحزم مع هؤلاء الخارجين عن القانون، وستتخذ كل الإجراءات اللازمة لردعهم مهما كان الثمن، ولن نسمح لهم بالاستمرار في ترويع المواطنين وتهديد حياتهم ونهب ممتلكاتهم"، بحسب نص البيان. وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، إن "بعض المتهمين بعمليات النهب تحركوا تحت غطاء عشائري، في حين نشط آخرون ضمن مجموعات منظمة، تلقى بعضها دعماً مباشراً من إسرائيل"، بحسب قوله. وأكد الثوابتة - بحسب رويترز - على تنفيذ عدد من "أحكام الإعدام ضد عدد من كبار المجرمين" الذين ثبت تورطهم في عمليات النهب. ولم تستطع بي بي سي التحقق من صحة هذه الادعاءات بشكل مستقل. بينما أفاد عدد من سكان غزة ووسائل إعلام فلسطينية بأن الجناح العسكري لحركة حماس فرض حظر تجول يبدأ من الساعة التاسعة مساءً بهدف "تقييد حركة السكان وتسهيل ملاحقة المطلوبين". EPA وقال أحمد، أحد سكان مدينة غزة، وفضّل عدم الكشف عن اسمه الكامل، إن "عصابات، بعضها مسلح بثّت الرعب في نفوس السكان"، مشيراً إلى أنها "لم تكتفِ بسرقة المواد الغذائية، بل عمدت إلى إيقاف المارة على الطرقات وسلب أموالهم وهواتفهم". وأضاف أحمد لرويترز، أنهم "يساعدون الاحتلال في تجويعنا، ويجب اعتبارهم متعاونين مع العدو"، على حد قوله. ونقلت رويترز عن وسائل إعلام فلسطينية أن وزارة الداخلية في القطاع شكلت قوة جديدة تضم 5000 عنصر، مهمتها "التصدي للّصوص والعصابات المسلحة"، مشيرة إلى أن قوات الشرطة المحلية واجهت صعوبة في تنفيذ مهامها بسبب الهجمات التي تشنها الطائرات الإسرائيلية. "قريبون جداً من الهاوية" يأتي ذلك فيما حذر مسؤولون في الأمم المتحدة من تفاقم الوضع الإنساني في غزة، مع استمرار منع إسرائيل دخول المساعدات للقطاع، حيث تقول إن حماس تستولي على الإمدادات المخصصة للمدنيين وتقوم بتوزيعها على عناصرها، وهو ما تنفيه الحركة بشكل قاطع. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، أن قطاع غزة "قريب جداً من الهاوية"، واصفة الوضع الصحي في القطاع بالكارثي. وحذرت المسؤولة الأممية من تزايد المخاطر الصحية التي يواجهها السكان نتيجة عدم دخول أي مساعدات أو مستلزمات طبية منذ نحو شهرين بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل، وفق ما نقلته الوكالة. وأكدت هاريس أن الفلسطينيين في غزة يعانون من حرمان كامل من أساسيات الحياة، حيث يفتقرون إلى الغذاء والمياه النظيفة والمأوى، فضلاً عن عدم قدرتهم على الحصول على الرعاية الطبية. وفي وقت سابق، حذر برنامج الغذاء العالمي من نفاد المواد الغذائية في القطاع خلال أيام، بعد أن سلّم آخر مخزوناته من السلع الغذائية إلى المطابخ الموجودة في غزة.


الوسط
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- الوسط
رئيس الشاباك يقر بمسؤوليته عن فشل جهازه في منع هجوم السابع من أكتوبر، ويعلن مغادرة منصبه
EPA رئيس جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي (الشاباك) رونين بار أعلن رئيس جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي (الشاباك) رونين بار، مغادرة منصبه في 15 يونيو/حزيران بعد ستة أسابيع من محاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقالته. وسيغادر بار قبل انتهاء ولايته المقررة بقرابة 18 شهراً، مُقرا بمسؤوليته عن فشل جهاز الشاباك في منع "هجوم السابع من أكتوبر" 2023. وقال بار في بيان "بعد 35 عاماً من الخدمة، وبهدف السماح بعملية منظمة لتعيين خلف دائم وانتقال مهني، سأنهي مهماتي في 15 يونيو/حزيران 2025". وكان بار أحد المفاوضين الإسرائيليين الرئيسيين في محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. معركة سياسية متصاعدة وصار الشاباك محور معركة سياسية متصاعدة بين حكومة نتنياهو اليمينية ومجموعة من منتقديها من أعضاء بالمؤسسة الأمنية وصولاً إلى أسر الرهائن المحتجزين في غزة. وكشفت المواجهة عن الانقسامات العميقة في السياسة والمجتمع الإسرائيلي بين أقصى اليمين الذين يدعمون نتنياهو والعناصر الأكثر ليبرالية في البلاد، الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على تحركات الحكومة للحد من صلاحيات القضاء لعدة أشهر. وكان بار طعن قضائياً بقرار إقالته الذي أحدث انقساماً إسرائيلياً وأدى إلى بروز روايات متناقضة على صلة بالأحداث التي أدت إلى هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) غير المسبوق في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومؤخرا قدّم بار إفادة خطية إلى المحكمة العليا أكد فيها تحت القسم أن نتنياهو طلب منه الولاء الشخصي له وأمره بالتجسس على محتجين ضد الحكومة. الأحد، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي في ردّ أمام المحكمة العليا بار بأنه "كاذب". "أتحمّل المسؤولية" Getty Images رئيس جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي (الشاباك) رونين بار سيغادر قبل انتهاء ولايته المقررة بقرابة 18 شهراً، مُقرا بمسؤوليته عن فشل جهاز الشاباك في منع "هجوم أكتوبر" في 2023 وفي كلمة وجهها الإثنين إلى عناصر الجهاز، قال بار إنّ "إجراءات المحكمة لا تتعلق بوضعي الشخصي، بل باستقلالية قادة المستقبل لجهاز الأمن الداخلي". وأضاف "هناك حاجة إلى توضيح في ما يتصل بالحمايات المؤسسية التي ستمكن كل رئيس مستقبلي من أداء واجباته، وفقاً لسياسة الحكومة، من أجل الصالح العام، بشكل مستقل ودون ضغوط". وأوضح أن هدفه هو "التمييز بكل وضوح بين الثقة والولاء". وتطرق بار إلى إخفاق الجهاز في منع هجوم حماس. وقال "في ليلة واحدة، على الجبهة الجنوبية، حلّت الكارثة. انهارت كل الأنظمة، أخفق الجهاز في إصدار تحذير مبكر". وتابع "بصفتي رئيسا للمنظمة، أتحمّل مسؤولية ذلك". وكانت الحكومة أعلنت الشهر الماضي إقالة بار، إلا أن المحكمة العليا جمّدت القرار، ما تسبب بتظاهرات حاشدة بعضها مؤيّد للخطوة والبعض الآخر معارض لها. وتقدّمت أحزاب معارضة ومنظمات حقوقية غير ربحية، بطعن في قانونية خطوة الحكومة بإقالة بار. وحذّرت المدعية العامة الإسرائيلية غالي بهاراف-ميارا من أن إقالة بار "تتّسم بتضارب مصالح شخصية لرئيس الوزراء، نظرا للتحقيقات الجنائية الجارية التي تشمل معاونيه". وأشارت في ذلك إلى قضية باتت تعرف باسم "قطر غيت"، وشملت توقيف اثنين من مساعدي نتنياهو للتحقيق معهما بشبهة تلقيهما أموالاً من الدوحة. وبعد جلسة استماع أولى، طُلب من كل من بار والحكومة تقديم إفادات خطية إلى المحكمة تدعم دفوعهم. الأحد، جاء في بيان لبار "الحقيقة هي أنّ رئيس الوزراء أعطاني توجيهات بأنه في حال حدوث أزمة دستورية، تتعيّن عليّ إطاعة رئيس الوزراء وليس المحكمة". وكان بار رفض بشدة اتهامات نتنياهو وأوساطه بأن الشاباك أخفق في إبلاغ رئيس الوزراء والأجهزة الأمنية الأخرى في الوقت المناسب. وقال بار "في تلك الليلة، لم يُخفى أي شيء عن الأجهزة الأمنية أو رئيس الوزراء". وردّ نتنياهو "لم يوقظ رئيس الوزراء. لم يوقظ وزير الدفاع. لم يوقظ الجنود والجنديات. لم يوقظ الفرق الأمنية في المناطق القريبة من قطاع غزة. لم يوقظ المشاركين في مهرجان نوفا الموسيقي". وأضاف "لم يُنجز مهمته الرئيسية في تلك الليلة". وخلص نتنياهو في الوثيقة التي جاءت في 23 صفحة إلى القول إنّ "رونين بار فشل في دوره وخسر ثقة الحكومة الإسرائيلية بكاملها في قدرته على مواصلة قيادة الجهاز. فقدان الثقة أدى إلى نهاية ولايته".