مديرية الأمن العام.. خطوات نوعية برؤى ملكية
أنـــس صـويـلــــح
يوم الاستقلال الأردني محطة وطنية خالدة، تتجدد فيها معاني الكبرياء، وتزدهر بها مشاعر الفخر والانتماء، في هذا اليوم المجيد، تستحضر القلوب والعقول بطولات الغر الميامين من آل هاشم الأطهار، الذين قادوا شعبهم الوفي نحو الاستقلال بعزيمة لا تلين، وصاغوا من هذه المناسبة مشروع حياة لأردن العزة والكرامة، فكانوا نعم القادة ونعم الوفاء.
لقد ارتقى الاستقلال بالوطن إلى مصاف المجد، فكان نقطة التحول الكبرى في بناء الدولة الأردنية الحديثة، التي لم تتوقف عن الإنجاز والعطاء في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، وكان جهاز الأمن العام في طليعة مؤسسات الدولة، باعتباره حاميا للكرامة الإنسانية، وسندا للعدالة، وصمام أمان للطمأنينة في ربوع الوطن كافة.
وأولت مديرية الأمن العام رؤى جلالة الملك عبد الله الثاني – حفظه الله – جل اهتمامها، فجعلت من هذه التوجيهات السامية نبراسا لمسيرتها في التطوير والبناء، حريصة على تحقيق تطلعات الشعب الأردني، والحفاظ على أمن الوطن واستقراره، وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمنه أو النيل من سكينته.
وخطت المديرية خطوات نوعية في تحديث منظومتها الأمنية، وانطلقت بتشكيلاتها المختلفة في مسار تطوير شامل، عالجت فيه المظاهر السلبية، وتصدت للجرائم والقضايا المجتمعية بحزم واحتراف، معززة استراتيجياتها الأمنية التي ارتقت برسالتها النبيلة لتكون أكثر فاعلية في خدمة المجتمع.
ورفعت المديرية من مستوى التنسيق بين وحداتها، وأعلت من قيمة التكامل المؤسسي، فانتقلت من العمل الأمني التقليدي إلى عمل شمولي ذي أبعاد إنسانية، يعكس فهما عميقا لمصالح الدولة ويضع خدمة الإنسان الأردني في مقدمة الأولويات.
ومن خلال مديرية العمليات والسيطرة، تعاملت الأمن العام باحترافية عالية مع آلاف البلاغات اليومية وعلى مدار الساعة، عبر أنظمة تقنية متطورة وكوادر مدربة بعناية، ما يجسد صورة الأمن الذكي والكفاءة المؤسسية.
كما قدمت مديرية الدفاع المدني أنموذجا مشرفا في الاستجابة السريعة، سواء في مجال الإسعاف أو الإنقاذ أو الإطفاء، مدعومة بمعدات حديثة وعناصر مؤهلة، ولم يقتصر دورها على الداخل، بل تعداه للمشاركة الدولية الفاعلة في فرق الإغاثة والإنقاذ في مناطق الكوارث حول العالم.
وفي ميادين المكافحة، واجهت إدارة مكافحة المخدرات آفة العصر بكل ما أوتيت من قوة، فأنجزت ضربات نوعية حاسمة ضد تجار السموم، ونفذت حملات توعوية متكاملة، وبرامج علاجية رائدة، رسخت من خلالها رسالتها في حماية المجتمع من براثن هذه الآفة.
وعززت مديرية الأمن العام جهود مكافحة الجريمة من خلال إدارتي البحث الجنائي والأمن الوقائي، فدعمت بنيتها الفنية، ووسعت استخدام التقنيات الحديثة، ما ساهم في رفع معدلات الكشف والوقاية، وتعزيز الأمن المجتمعي.
وشهد المواطنون نتائج الخطط المرورية المتكاملة، التي جاءت ترجمة لتوجيهات جلالة الملك وسمو ولي عهده الأمين، فارتقت الاستراتيجية المرورية نحو مزيد من الرقابة والسلامة، وتجلت فاعليتها بتطبيق قانون السير الجديد، والحد من الحوادث، والتوعية الواسعة لكافة شرائح المجتمع، واستحداث المجلس الأعلى للسلامة المرورية الذي ترأس اجتماعه الأخير سمو ولي العهد لتعزيز السلامة المرورية والتخفيف من الخسائر البشرية جراء حوادث السير.
أما إدارة ترخيص السواقين والمركبات، فقد واصلت مسيرة التحديث والتطوير، مؤمنة بخدمة المواطن بكفاءة ويسر، فأتاحت خدماتها إلكترونيا، وراعت احتياجات ذوي الإعاقة، وامتدت بخدماتها لتغطي محافظات المملكة كافة.
وتجلى اهتمام الأمن العام بالأسرة والأحداث تنتهج العمل التكاملي وتستند إلى قيم المجتمع الأردني، بما ينسجم مع توجيهات جلالة الملك السامية في تعزيز منظومة الحماية القانونية والاجتماعية للفئات الأكثر عرضة للخطر.
كما ساهم الأمن العام في تطوير منظومة الإصلاح والتأهيل، عبر تحسين البنية التحتية للمراكز، تواكب المعايير الدولية، مما أسهم في التحول من العقوبة إلى التأهيل، وفي تعزيز برامج التوجيه والإرشاد للنزلاء، تأهيلا للعودة الفاعلة إلى المجتمع، بالإضافة الى عرض منتوجات ومشغولات النزلاء «صنع بعزيمة « في الكثير من المحافل التي تقام في المملكة مما يجسد أحد أهم مخرجات العملية الإصلاحية التي انتهجتها مديرية الأمن العام وإدارة نزلاء عزموا على التغيير وتحقيق الذات .
وقد حققت الإدارات المتخصصة – من الادارة الملكية لحماية البيئة، والشرطة السياحية، والتنفيذ القضائي، والمختبرات والأدلة الجرمية – تطورات بارزة، جعلتها نماذج متقدمة في تقديم الخدمة الأمنية النوعية، كما واصلت المديرية دعم متقاعديها ورعاية شؤونهم بما يليق بعطائهم وتضحياتهم.
وفي الجانب الإعلامي، برزت مديرية الأمن العام كمنصة وطنية رائدة، عبر إعلامها الأمني الحديث والمتنوع، ومن خلال الإذاعة ومبادرات الشرطة المجتمعية، إذ أطلقت مئات الحملات التوعوية والمجتمعية، وبثت آلاف الرسائل المؤثرة، ورسخت مفهوم الشراكة المجتمعية، لتصبح منصاتها التفاعلية جسورا حية بين المواطن ومؤسسة الأمن.
وتأكيدا على أن الإنسان هو المحور، أولت المديرية أهمية قصوى لتأهيل منتسبيها، وصقل مهاراتهم، عبر منظومة تدريب شاملة، تواكب المستجدات الأمنية والإنسانية، وتضمن استمرارية الأداء المتفوق.
وفي ظل قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني – حفظه الله – تواصل مديرية الأمن العام أداءها الإنساني محليا ودوليا، من خلال مشاركة فاعلة في بعثات حفظ السلام الدولية، أثبتوا جدارتهم في تمثيل الوطن بكل شرف واقتدار.
وشهدت السنوات الأخيرة تعاظم دور المرأة في صفوف الأمن العام، فكانت حاضرة في مختلف التشكيلات والوحدات، مؤدية لواجبها بكفاءة، في مشهد يعكس التمكين الحقيقي والمشاركة الفاعلة.
وسيبقى الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، شامخا بأمنه، عزيزا برجاله، راسخا بثوابته، مزدهرا بعطاء أبنائه، وستظل راية الاستقلال خفاقة، تذكرنا دوما بأن الوفاء للوطن لا يقاس بالكلمات، بل يترجم بالعمل والعطاء والبذل والتضحية. وكل عام والأردن وقائده وشعبه بألف خير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جو 24
منذ ساعة واحدة
- جو 24
في ذكرى استقلالنا المجيد...
د. أحمد أبو غنيمة جو 24 : نفرح باستقلالنا المجيد عام ١٩٤٦، كما نفرح باكتمال فرحتنا باستقلالنا عام ١٩٥٦؛ حين تم إلغاء المعاهدة الاردنية البريطانية وتعريب قيادة جيشنا العربي المصطفوي، فانتقلت القيادة فيه لابناء الاردن الغُر الميامين . ونستذكر دوما ذكرى الاستقلال العظيم، بما سبقه من تضحيات الأجداد ضد الانتداب البريطاني الذي جثم على صدور الأردنيين منذ تأسيس إمارة شرق الأردن عام ١٩٢١، فكان الاستقلال ثمرة تضحياتهم وعطائهم بلا حدود. نجدد العهد كل عام مع وطننا الغالي الأردن الحبيب؛ ونجدد الوفاء لإرث الآباء والأجداد لنكمل طريقهم في المحافظة على وطننا الحبيب. نغضب حينا من بعض السياسات، ولكننا لا نغضب ابدا من الوطن، يظلمنا بعض المسؤولين، ولكننا لا نظلم الوطن بظلم بعض مسؤوليه، ننصح قيادتنا ومسؤولينا بصدق وإخلاص، ونكتب بأمانة وموضوعية، وندعو الله دوما؛ ليكون اردننا الغالي وطنا تُرفرف فيه راياتنا خفّاقة، بانتماء شعبه العظيم لترابه الطهور، وتاريخه المضمّخ بتضحيات جيشنا العربي المصطفوي في دفاعه عن ثرى الاردن، وما قدمه أبطالنا من تضحيات على أسوار القدس، وفي معركة الكرامة الخالدة. ندعو دوما بان يحفظ الله لنا وطننا الغالي الأردن ليكون واحة امن واستقرار وعدل وحكمة، كما ندعو دوما ان يقيّض لقيادتنا الهاشمية من يُعينها على الخير، وان يُبعد عنها وعن وطننا الغالي وشعبنا الأردني العظيم كل من يريد بنا شرا وسوءا. تابعو الأردن 24 على

السوسنة
منذ 2 ساعات
- السوسنة
ذكرى الاستقلال .. إرادة لا تنكسر
المحامي نمي محمد الغول في الخامس والعشرين من أيار لا نُحيي ذكرى عابرة بل نُجدد عهدًا خالدًا مع وطن وُلد من رحم المجد وتربّى في كنف الفداء وشَبّ على الوفاء وطنٌ ما انحنى لظلم ولا باع كرامته في سوق التبعية. إنه الأردنذاك الوطن الذي لم يُكتب تاريخه بالحبر وحده بل بنبض القلوب ودماء الأبطال.يأتي عيد الاستقلال هذا العام ونحن أكثر تمسكًا براية العز التي رفعها الآباء المؤسسين يتقدّمهم المغفور له الملك عبدالله الأول ابن الحسين، طيّب الله ثراه، الذي ارتقى شهيدًا في باحات المسجد الأقصى، حارسًا للحق، وشاهدًا على صدق الوعد.في هذا اليوم، نستذكر شهداء جيشنا العربي المصطفوي الذين روَوا بدمائهم الطاهرة تراب فلسطين والجولان والكرامة نستحضر مآثر الشهيد الطيار فراس العجلوني الذي ارتقى في معركة السموع دفاعًا عن سماء الأمة والشهيد البطل راشد الزيود الذي واجه الإرهاب على ثرى السلط والشهيد أحمد المجالي أحد أبطال معركة باب الواد، وغيرهم من الذين سطّروا بدمائهم ملامح السيادة والعنفوان.الاستقلال لم يكن هبةً من مستعمر بل حصادُ نضالٍ مرير، ومعاناةٍ طويلة ونُضجٍ سياسي صاغته القيادة الهاشمية الحكيمة التي أدركت أن الكرامة الوطنية لا تُشترى بل تُنتزع انتزاعًا وتُحمى برجالٍ عاهدوا الله أن يظل هذا الوطن عصيًّا على الانكسار.اليوم نحتفل بالاستقلال لا لنُطرب للأناشيد بل لنعيد صياغة المعنى أن الوطن فكرة لا تموت وأن كل أردني هو وريث جندي في باب الواد أو مقاتل على أسوار القدس أو مرابط في حدود الكرامة وأن كل دمعة أمّ شهيد هي نبراس يقودنا نحو مستقبل أكثر صلابة.نقولها بثقة العارف لتاريخه الواثق بشعبه:هذا وطنٌ لا يُهزم... لأن إرادته لا تنكسر.

الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
الاستقلال الأردني... ملحمة وطن وشعب
الوطن ليس مجرد رقعة جغرافية نعيش فوقها، بل هو كيان حي تنبض فيه القيم والتضحيات والكرامة. ووطنٌ مثل الأردن، لم يكن استقلاله منحةً أو مصادفة، بل جاء تتويجاً لنضال طويل وسكب من دماء أبنائه الأحرار، الذين رفضوا أن يبقى وطنهم أسيراً تحت سلطة الانتداب، فسطّروا أروع صفحات العز والفداء. وفي كل عام، وتحديدًا في الخامس والعشرين من آذار، تطل علينا ذكرى الاستقلال الأردني، هذه الذكرى الخالدة التي رسخت هوية الوطن، وأعلنت ميلاد دولة ذات سيادة كاملة وقيادة حرة، ترفع راية العروبة والشرف. إنها لحظة مفصلية في تاريخ الأردن، تحولت فيها الأحلام إلى واقع، والعزيمة إلى مؤسسات، والرجال إلى رموز. نحتفل اليوم بالذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال، نستحضر خلالها بطولات الأجداد، ونعيش فخر الحاضر، ونستشرف أمل المستقبل. تسعة وسبعون عاماً من البناء والعطاء، من الاستقرار والسيادة، من الإنجاز والكرامة. وها نحن، قيادةً وشعباً، نحتفي بهذه الذكرى الخالدة بقلوب ملؤها الفخر والانتماء، نهنئ أنفسنا، ونرفع التهاني إلى قيادتنا الهاشمية الحكيمة، التي أثبتت على مرّ العقود أنها السند الأمين والدرب المستقيم. إن الشعب الأردني، بمختلف مكوناته، يقف اليوم صفاً واحداً، يعتز بهويته الوطنية ويقول بكل فخر: 'أنا أردني… ارفع رأسك'. هذه الجملة ليست مجرد شعار، بل تعبير عن شعور عميق بالكرامة والانتماء، نابع من ثقة الشعب بوطنه، واعتزازه بقيادته، ووعيه بدوره في حماية المنجزات. وفي هذا المقام العظيم، لا يسعنا إلا أن نحمد الله عزّ وجل دائماً وأبداً، على ما أنعم به علينا من نعمة الأمن والاستقرار، ومن قيادة راشدة يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، حفظهما الله وسدد خطاهما. ختامًا، إن ذكرى الاستقلال ليست مجرد وقفة للاحتفال، بل دعوة متجددة للعمل، للمحافظة على المكتسبات، ولصون الوطن، والارتقاء به نحو المزيد من الازدهار. فكل عام والأردن بخير، وكل عام ونحن نرفع راية الوطن عالية خفاقة، بقيادة حكيمة وشعب وفيّ لا يعرف إلا المجد