logo
ليث موريس ميشيل: الموسيقى وحدها لا تصنع السلام

ليث موريس ميشيل: الموسيقى وحدها لا تصنع السلام

الشرق الأوسط١٨-٠٧-٢٠٢٥
يعدّ المايسترو ليث موريس ميشيل من أبرز الموسيقيين الذين يعيدون صياغة الموسيقى العربية والعالمية بأسلوب مبتكر. يقوم بتوزيع ألحان مختلفة عبر آلة البيانو. وأخيراً أحيا حفلاً في دولة الإمارات جمع فيه نغمات وأغنيات لكاظم الساهر، وحسين الجسمي، وفيروز، وآخرين، قدّمها بتوليفة موسيقية مبتكرة تتميز بلمسة أوركسترالية.
يحمل المايسترو العراقي الأصل اسم والده في مسيرته الفنية. فهو رغب في الارتباط به مباشرة في كل مرة يتم التعريف به. ويعدّ والده موريس ميشيل موسيقياً معروفاً في أوركسترا السمفونية الوطنية العراقية. برزت موهبة ليث الفنية منذ كان في الرابعة من عمره تحت إشراف والده، ومن ثم صقلها بالعلم والدراسات. تحول من هاوٍ إلى عازف بيانو متمكّن، وأسّس مركز «بروكلين ميلوديز» للموسيقى في دبي عام 2007.
يتطلّع الى مستقبل موسيقي غني بالنغمات الشرقية والغربية (ليث موريس ميشيل)
اليوم ينطلق وراء حلمه، وهو تعزيز موقع الموسيقى الشرقية عالمياً. وقد قاده فضوله المهني لاستكشاف مجموعة متنوعة من الأساليب الموسيقية كالجاز واللاتينو.
وعن كيفية رؤيته لمستقبل الموسيقى العربية يقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أرى أن للموسيقى العربية مستقبلاً واعداً. والشرط الوحيد لتحقيق ذلك يتعلّق بالحفاظ على هويتها الثقافية. وهذا الأمر يمكن أن يطبّق على الأرض حتى وإن اندمجت مع التطورات الموسيقية العالمية».
وبأسلوبه الموسيقي المبتكر يسهم ليث موريس ميشيل في رسم الطريق المستقبلي لها. ويوضح في سياق حديثه: «أشارك في هذا المستقبل من خلال تقديم توزيعات تمزج بين الألحان الشرقية والآلات الأوركسترالية، وخاصة تلك الأساسية المرتكزة على آلة البيانو التي تنتمي إلى المدرسة الغربية».
يرى بأن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحلّ مكان الأداء البشري (ليث موريس ميشيل)
يعترف المايسترو العراقي بأن الموسيقى هي بمثابة لغة عالمية تمتد جسورها ما بين الشرق والغرب، وبأنها رسالة سلام في عالم يزدحم بالأزمات والحروب. ولكنه من ناحية ثانية يؤكّد أنها وحدها لا تكفي لإرسائه. ويتابع: «الموسيقى بالفعل لغة عالمية تصل إلى قلوب الناس في كل مكان، ولكن لا أعتقد أنها كفيلة وحدها بصنع السلام بين الدول والحضارات، ولا سيما في ظلّ الفوضى التي نشهدها. هناك الكثير من الكراهية والأذيّة. قد تستطيع أن توحّد الشعوب من ناحية بناء جسور إنسانية، لكن مفعولها أقل على الناحية السياسية. فالمصالح المرتبطة بهذه الناحية لم ولن تنظر إلى الفن والموسيقى عند اتخاذ قراراتها. والتاريخ أكبر شاهد على ذلك».
موسيقيون عدة من لبنان والعالم العربي دخلوا مجال إعادة التوزيع الموسيقي لأغنيات العمالقة. البعض اعتبرها خطوة جريئة، في حين رأى آخرون أنها خطيرة. فإعادة تشريح نغمات موسيقية سكنت ذاكرة مستمعها تتطلّب الحرص على هويتها. فما هو تعليقه على ذلك، ولا سيما أنه أعاد توزيع أغانٍ لفيروز وكاظم الساهر وغيرهما؟ يردّ لـ«الشرق الأوسط»: «أحب إعادة توزيع أغاني فنانين أعتبرهم قدوة أو مصدر إلهام. لا أراها خطوة خطيرة؛ لأنني أؤديها بذوقي الشخصي وثقة في تجربتي، وخصوصاً أنني لمست إعجاب الجمهور بأعمالي، وهذا بحد ذاته مشجع جداً».
يتمنى العودة إلى بغداد وتقديم حفلات للجمهور العراقي (ليث موريس ميشيل)
ليث ابن العراق يحمل منه خزان معرفة ودراسة معمّقة في الموسيقى. فكيف تأثّر مشواره بوطنه الأم؟ يقول: «العراق هو موطن نشأتي، وجذوري الموسيقية الكلاسيكية. بدأت مشواري من أحضان بغداد، من خلال دراستي في (مدرسة الموسيقى والباليه) لمدة 12 عاماً، وذلك بإشراف موسيقيين من الاتحاد السوفياتي آنذاك. بعد هجرتي إلى أميركا، تعرّفت إلى أنماط موسيقية أخرى كالجاز والموسيقى اللاتينية. تراودني مشاهد دائمة وذكريات من وطني الحبيب تترك أثرها الإيجابي على أعمالي. وأتمنى العودة إليه قريباً وتقديم حفلات خاصة للجمهور العراقي؛ لأنني أفتقد وطني كثيراً».
لا ينفكّ المايسترو العراقي عن البحث عمّا يجدّد مشواره الفني. فكيف يتطلع إلى إنتاجاته الموسيقية في المستقبل؟ يقول: «دائماً أستمع إلى فنانين معروفين والعكس صحيح، وأختار اللحن الذي يلفتني بغض النظر عن شهرة صاحبه. هناك العديد من الفنانين المبدعين، ومنهم من أعزف أعمالهم مثل هبة طوجي وأسامة الرحباني وجوليا بطرس وغيرهم. أطمح دائماً إلى تطوير صوت موسيقي عربي يمزج بين الكلاسيكية والعصرية، كما أطمح إلى تلحين أو توزيع موسيقي لكثير من الفنانين، وخاصة من فناني الصفوف الأولى. وحالياً أعمل على مشروع موسيقي مميز أتمنى أن يلاقي صداه عند الجمهور».
إضافة إلى إعجابه بموسيقى فنانين عرب، تأثّر ليث موريس ميشيل بكبار الموسيقيين العالميين، ومن بينهم شوبان وبيتهوفن وموزارت ورخمانينوف، وأيضاً بموسيقى عصرية تعود إلى العالميين راول ديبلازيو وديفيد فوستر. ويضيف: «من العالم العربي تأثرت بصوت فيروز وموسيقى الرحابنة، وكذلك بإبداعات عمر خيرت وزياد وجوليا بطرس. أما من الموسيقيين الحديثين فأنا معجب جداً بألحان وتوزيعات أسامة الرحباني، وصوت وأداء هبة طوجي».
وعما إذا الموسيقى في زمن الذكاء الاصطناعي ستزداد تألقاً أم العكس، يختم لـ«الشرق الأوسط»: «من دون شك يقدّم تسهيلات كثيرة على صعيد الإنتاج الموسيقي، ولكنه برأيي لا يمكن أن يشكّل بديلاً عن الأداء البشري والإحساس الحقيقي. لهذا السبب، ما زلت أومن بأهمية الحفلات الحية؛ لأنها تُظهر الموهبة الحقيقية بعيداً عن التعديلات الاصطناعية».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجلة «الأقلام» العراقية: ملف موسع عن لؤي حمزة عباس
مجلة «الأقلام» العراقية: ملف موسع عن لؤي حمزة عباس

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

مجلة «الأقلام» العراقية: ملف موسع عن لؤي حمزة عباس

صدر العدد الثاني لعام 2025 من مجلة «الأقلام» العراقية، التي دخلت عامها الثاني والستين، الصادرة عن وزارة الثقافة والسياحة والآثار في العراق. وتطرقت افتتاحية المجلة، التي كتبها رئيس التحرير، إلى الرحيل الموجع للشاعر العراقي موفق محمد، ودوره في «ترسيخ قصيدة الاحتجاج المنبرية على مدى أكثر من أربعة عقود». وتضمّن العدد في باب «إضاءات»: «النقد الثقافي وسؤال المنهج» للدكتورة بشرى موسى صالح، ذهبت فيه إلى أنّ المناهج ما بعد الحداثية يمكن أن نعدد منها نظرية التلقي والسيمياء، والتفكيك والدراسات الثقافية، إذ يمكننا أن نطلق عليها المناهج التأويلية. وكتب صالح الرزوق مقالة بعنوان: «تمثيلات المرأة في روايات كاتبين: هاني الراهب ونجم والي» وقد خلص فيها إلى ملاحظة أثر الذهان السياسي على أسلوب الكاتبين. ونشرت المجلة ملفاً موسعاً عن الكاتب لؤي حمزة عباس بعنوان «الكتابة الحرّة.. أطياف لؤي حمزة عباس». قدّم للملف الناقد الدكتور عبد الستار جبر، مشيراً إلى أن مصطلحَين حديثَين يتقاسمان تصنيف الكتابات العابرة للأنواع التقليدية، وهما التخييل الذاتي واللاتخييل بالمعنى العام للتخييل بدلالته الأدبية وليست السردية الروائية أو القصصية، معتبراً أن هذا الملف الذي تقدمه «الأقلام» محاولة من باحثين ونقاد وأدباء لتقديم قراءات مختلفة ليست احتفاء بها وبكاتبها بل بوصفها تمثيلاً تجريبياً مميزاً لإبداع مختلف يستثمر في الأدب والمعرفة . وكتب مواد الملف: محمد سلامة بترجمة رمضان مهلهل سدخان، أحمد الزين، صادق الطريحي، عبد الله ناصر، صدوق نور الدين، هاشم تايه، زعيم نصار، حمزة عليوي، علي سعدون. وانتهى الملف بمادتين هما «التماعات الكتابة المضيئة» و«حوار مع المحتفى به لؤي حمزة عباس» يخلص فيه إلى أن كل كتابة إسهام في تأويل الواقع. وفي باب «دراسات» نقرأ للناقد الدكتور ضياء خضير مادة: «حسن ناظم من أنسنة الشعر إلى أنسنة النقد»؛ ونشر الناقد جميل الشبيبي مقالاً عن الجماعات القصصية في البصرة، وكتب ضياء الثامري عن «صحراء الروح المسفوحة في مرائي القاص والروائي الراحل حامد فاضل»، إضافة إلى ما تضمّنه هذا الباب من دراسات لمحمد عطية محمود وعبد الحسين شعبان وصالح رحيم وعادل الثامري وأوراد محمد التويجري والناقد محمد رشيد السعيدي. وفي باب «ترجمان» نشرت «الأقلام» مختارات من الشعر الألماني لفويتشيخ كاس بترجمة هاتف جنابي، ومقالات لصالح الطائي وحكمت الحاج وحسن الحضري وسامي شهاب الجبوري ووداد سلوم ورعد شاكر السامرائي وعلي شبيب ورد ودعد ديب وأمل زيادة وكاظم أبو جويدة. أما باب «سرد» فقد تضمن قصصاً قصيرة لعدد من الكتاب العراقيين: حسن ناصر ومحمد إسماعيل وسمير غالي ونواف خلف سنجاري وطالب كاظم وأنس طيار وعبد الناصر عبد الأمير. فيما احتوى باب «استعادات» على مادة تنشر لأول مرة، كتبها رعد كريم عزيز، وهي استعادات لهوامش الناقد الراحل عبد الجبار عباس على قصص المملكة السوداء لمحمد خضير قبل 52 عاماً مع صور عززت من قيمة هذه المادة بوصفها وثيقة لم يكشف عنها خلال نصف قرن. وفي باب «رؤى» جاءت المواد التالية: «رواية بريد بغداد نموذج الاستشراق الأدبي» للكاتب مفيد عيسى ومحمود عبد الوهاب، و«رائحة الشتاء» بقلم الناقد علوان السلمان، و«الصحراء في قصائد سعيد الصقلاوي» بقلم الدكتور طلال الكلباني، و«لماذا نقرأ الروايات لباقر صاحب وهانيبال لكتر» لإيهاب شغيدل. كما تضمن العدد قصائد لعدد من الشعراء العراقيين والعرب: صالح ليبريني، وعبد الله الزعبي، ودلار قرداغي بترجمة ماجد الحيدر، وعلي رياض، وصفاء سالم إسكندر، وفرات أسبر، وسرمد سليم، وضرغام عباس، وعامر الطيب، ومهند الخيكاني، وعبد الرحمن الماجدي، ومحمد عزيز. وفي باب «مسرح» نشرت «الأقلام» نصاً مسرحياً لطارق العزاوي عنوانه «الشيطان يغادر». وتضمن باب «تشكيل» مادتين: الأولى لأكرم العكيلي الذي استذكر فيها أربعينية الفنان والمعماري الراحل قحطان المدفعي، فيما تناولت مادة الناقد خضير الزيدي رؤية فنية عن الفنان وسام زكو. وفي باب «سينما» نقرأ رؤية نقدية عن فيلم «اللص والكلاب» كتبها الناقد عبداتي بوشعاب. أما مختارات «الأقلام» فقد تناولت نصوص الشاعر نعمة عبد الرزاق.

مصطفى غريب نجم "الشاطر" لمجلة الرجل: بدأت بالكتابة.. والأكشن ليس مجالي
مصطفى غريب نجم "الشاطر" لمجلة الرجل: بدأت بالكتابة.. والأكشن ليس مجالي

الرجل

timeمنذ 7 ساعات

  • الرجل

مصطفى غريب نجم "الشاطر" لمجلة الرجل: بدأت بالكتابة.. والأكشن ليس مجالي

في حواره مع مجلة "الرجل"، كشف الفنان مصطفى غريب عن ملامح تجربته السينمائية الجديدة من خلال فيلم "الشاطر"، الذي يُعد أحد أبرز الأعمال المنتظرة هذا العام، لما يجمعه من مزيج بين الأكشن والكوميديا الاجتماعية. ويشارك في بطولة الفيلم نخبة من نجوم السينما المصرية، يتقدمهم النجم أمير كرارة، تحت قيادة المخرج أحمد الجندي، المعروف بتقديم أعمال تتسم بالإيقاع السريع والطرح الكوميدي المتوازن. منذ الإعلان عن المشروع، لفت "الشاطر" الأنظار بتركيبته الدرامية التي تمزج بين التشويق والعلاقات الإنسانية، في إطار قصة تدور داخل بيئة شعبية نابضة بالحياة، حيث يطغى الطابع الحركي وتتخلله لمسات ساخرة تعكس واقع الشباب المصري من زوايا متعددة. شخصية "فتوح" في فيلم الشاطر يجسد مصطفى غريب في الفيلم شخصية "فتوح"، وهو مدرب رياضي يعمل في صالة ألعاب، ويعيش حياة غير تقليدية تجمع بين الاستقلال والانغماس في الأجواء العائلية. تتميز الشخصية بخلفية اجتماعية خاصة، حيث يرافق والدته في أغلب تفاصيل يومه، ما يخلق له شبكة علاقات غير معتادة مع صديقاتها ومعارفها. ويُصوَّر "فتوح" كشخص شديد الارتباط بصديقه المقرب "أدهم"، ويشاركه في معظم مواقف الفيلم، سواء في لحظات التورط أو الهروب أو المواجهة. وتقدَّم الشخصية من منظور كوميدي قائم على المفارقة، إذ تأتي تحركاته وردود أفعاله دائمًا خارج التوقعات، ما يجعله عنصر توازن بين الحدّة الحركية للأحداث والطرافة اليومية في حياة الأبطال. عرض الفيلم وتوسّع حضوره يشهد فيلم "الشاطر" حضورًا لافتًا على الساحة السينمائية منذ بدء عرضه في دور العرض المصرية والعربية، وقد حظي باهتمام خاص بعد انطلاق عروضه في مدينة دبي، التي تُعد منصة رئيسية للأفلام العربية الحديثة. يُنتظر أن يحقق الفيلم انتشارًا أوسع في منطقة الخليج، بدعم من التفاعل الإيجابي الذي حظي به من الجمهور المصري. يعكس "الشاطر" التوجه الجديد للسينما المصرية، القائم على المزج بين الأكشن والكوميديا دون التضحية بجودة السرد أو عمق الشخصيات، وهو ما يمنحه قابلية أكبر للنجاح الجماهيري. ومن خلال هذه المشاركة، يواصل مصطفى غريب تعزيز مكانته كأحد أبرز الوجوه الشابة في المشهد الفني المعاصر، عبر أدوار تعكس التنوع والجرأة في اختيار الشخصيات.

فيروز تودّع ابنها.. تفاصيل جنازة زياد الرحباني
فيروز تودّع ابنها.. تفاصيل جنازة زياد الرحباني

الرجل

timeمنذ 9 ساعات

  • الرجل

فيروز تودّع ابنها.. تفاصيل جنازة زياد الرحباني

في وداع حزين لأحد أعمدة الفن اللبناني الحديث، أعلنت عائلة الرحباني عن موعد جنازة الفنان الراحل زياد الرحباني، الذي توفي صباح السبت 26 يوليو 2025، عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض تليّف الكبد. ومن المقرر أن يُشيّع جثمانه غدًا الإثنين في قدّاس رسمي وشعبي يقام في كنيسة "رقاد السيدة" في بلدة المحيدثة - بكفيا، بمحافظة جبل لبنان، عند الساعة الرابعة عصرًا. سيُنقل الجثمان صباح الإثنين من مستشفى الخوري في منطقة الحمراء بوسط بيروت، حيث كان يخضع للعلاج، إلى بلدته الأصلية بكفيا، ليوارى الثرى في مسقط رأس عائلته. وستُقام مراسم الجنازة والوداع في الكنيسة، في حضور عدد من الشخصيات السياسية والثقافية والفنية، التي نعت الراحل بوصفه "ضمير الفن اللبناني الحديث"، كما جاء في بعض البيانات. موعد عزاء زياد الرحباني أكدت مصادر مقربة من العائلة أن السيدة فيروز، والدة الراحل، ستُشارك في مراسم التشييع، وتُلقي نظرة الوداع الأخيرة على نجلها الوحيد، في لحظة يتوقع أن تكون من أكثر اللحظات تأثيرًا في الوجدان العربي، إذ لطالما ارتبط اسم زياد بفنهما المشترك ومسيرتهما التي صنعت تاريخًا موسيقيًا استثنائيًا. أفادت العائلة أن العزاء سيُقام في الكنيسة نفسها، بدءًا من الساعة 11 صباحًا وحتى السادسة مساء من يوم الإثنين، على أن يُستأنف استقبال المعزّين في اليوم التالي، الثلاثاء، في التوقيت ذاته. وقد دعت العائلة كل من أحبّ زياد وفنّه إلى الحضور لتوديعه في رحلته الأخيرة. تفاصيل وفاة زياد الرحباني في بيان صادر عن مستشفى الخوري، أكدت الإدارة أن وفاة الفنان زياد الرحباني وقعت عند الساعة التاسعة من صباح يوم السبت، مشيرة إلى أن الطاقم الطبي قام بإبلاغ العائلة فورًا. وجاء في البيان: "شاء القدر أن يرحل هذا الفنان الاستثنائي، الذي شكّل علامة فارقة في تاريخ المسرح والموسيقى في لبنان والعالم العربي". وعقب إعلان الوفاة، توالت برقيات النعي من شخصيات رسمية وفنية، إذ عبّر كل من رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، عن حزنهم لفقدان أحد أبرز رموز الإبداع اللبناني، كما نعاه عشرات الفنانين والإعلاميين من مختلف أنحاء الوطن العربي، مستحضرين مسيرته الفنية الجريئة وأعماله التي عكست الواقع الإنساني والسياسي بأسلوب ناقد وفكر متوقد. وُلد زياد الرحباني في الأول من يناير عام 1956، وهو الابن الوحيد للسيدة فيروز والموسيقار الراحل عاصي الرحباني. انطلقت مسيرته الفنية باكرًا، حيث برز منذ مطلع السبعينيات عبر أعمال مسرحية لافتة مثل "سهرية" و"نزل السرور"، التي تناولت الواقع اللبناني بلغة جديدة تمزج بين السخرية والعمق السياسي. ولم يقتصر إبداعه على المسرح، بل امتد إلى التلحين والتوزيع، إذ قدّم لوالدته مجموعة من الأغنيات التي شكّلت تحولًا في مسيرتها، ورسّخ من خلالها أسلوبًا موسيقيًا خاصًا به، يجمع بين الشرق والغرب، ويحمل بُعدًا نقديًا لا يخلو من الفطنة والتهكّم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store