
الجيش الوطني الليبي يستعرض قوته في بنغازي: قفزة نوعية في التسليح الروسي
شهدت مدينة بنغازي في 26 مايو/ أيار 2025 عرضًا عسكريًا مبهرًا للجيش الوطني الليبي، كشف عن تحول نوعي في قدراته التسليحية، مع تركيز لافت على أحدث المعدات الروسية.
هذا الاستعراض لم يكن مجرد عرض للقوة، بل رسالة واضحة تؤكد امتلاك الجيش لقدرات هجومية ودفاعية متطورة، وتؤشر إلى تحول استراتيجي في ميزان القوى داخل ليبيا.
أنظمة صاروخية ودفاع جوي حديثة تعزز القدرات
كانت المفاجأة الأبرز في العرض هي راجمات الصواريخ BM-30 Smerch عيار 300 ملم، التي تُعرض لأول مرة في ليبيا. هذه المنظومات الثقيلة، القادرة على إطلاق 12 صاروخًا في أقل من دقيقة بمدى وتأثير تدميري هائلين، تعكس مستوى عاليًا من الدعم الخارجي والتدريب المتخصص الذي تلقاه الجيش.
كما برزت أنظمة الدفاع الجوي الحديثة، حيث ظهرت منظومات Tor، التي يُعتقد أنها من طراز Tor-M2، والمعروفة بفعاليتها ضد التهديدات الجوية الحديثة كالمسيّرات والصواريخ المجنحة.
#Libya is the new operator of 9K330 ToR /SA-15 SAM system. pic.twitter.com/BKqZI7utYQ — Mohamed Tailamun|محمد طيلمون (@MTailamun) May 26, 2025
وتكاملت هذه القدرات مع منظومات Pantsir-S1E، التي تتميز بقدرتها المزدوجة على استخدام الصواريخ والمدافع لمواجهة الأهداف الجوية على ارتفاعات منخفضة. هذا التنوع يؤكد سعي الجيش لتعزيز دفاعاته الجوية متعددة الطبقات.
تحديث واسع للمركبات المدرعة والدبابات
في مجال المركبات المدرعة، ظهرت مركبات BMP-2M Berezhok، وهي نسخة مطورة من BMP-2، مزودة بتسليح متنوع يشمل مدافع آلية وصواريخ موجهة مضادة للدروع.
إلى جانبها، عُرضت ناقلات BTR-82A المدرعة، التي تتميز بمحركات أقوى ومدافع أكثر تطورًا مقارنة بالإصدارات السابقة. كما لفت الانتباه ظهور نحو مئة مركبة مدرعة من طراز Spartak، مما يشير إلى خطة واسعة النطاق لتحديث وسائل نقل المشاة وتوفير حماية أفضل لهم في أرض المعركة.
وفيما يخص الدبابات، عرض الجيش أنواعًا متعددة شملت T-72M وT-62 وT-55. بعض هذه الدبابات ظهرت بتعديلات ميدانية، مثل الأقفاص المعدنية فوق الأبراج، لمواجهة الطائرات المسيّرة الانتحارية، ما يعكس إدراكًا لتطور طبيعة التهديدات الميدانية. يُذكر أن الجيش سبق وتلقى دبابات T-62 معدلة من مصر، وربما كانت ضمن ما تم عرضه.
لم يقتصر العرض على الأسلحة الثقيلة، بل شمل أيضًا الأسلحة المضادة للطائرات من طراز ZU-23-2 المثبتة على مركبات، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الأسلحة الفردية والرشاشات التي يستخدمها المشاة.
حضور الطائرات المسيّرة: تهديدٌ قائم وقدرات مضادة
على الرغم من عدم عرضها بشكل مباشر، كانت الطائرات المسيّرة حاضرة بقوة في الخطاب، حيث أشار الجيش الوطني الليبي إلى استخدامه لمسيّرات صينية من نوع Wing Loong وCH-4/5. كما تم التنويه إلى طائرات Bayraktar TB2 وAnka-S التركية التي سبق أن استخدمتها حكومة الوفاق السابقة أو تم إسقاطها من قبل الجيش الوطني.
إن نوعية وحجم الأسلحة التي ظهرت في هذا العرض تؤكد استمرار الدعم العسكري الخارجي للجيش الوطني الليبي، وتعكس استعدادًا ميدانيًا لمواجهة التحديات الحديثة. هذا التحول المهم في ميزان القوى داخل ليبيا قد تكون له تبعات استراتيجية على المدى القريب، فهل ستغير هذه القدرات الجديدة ملامح الصراع المستقبلي في المنطقة؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


دفاع العرب
منذ 2 أيام
- دفاع العرب
الجيش الوطني الليبي يستعرض قوته في بنغازي: قفزة نوعية في التسليح الروسي
شهدت مدينة بنغازي في 26 مايو/ أيار 2025 عرضًا عسكريًا مبهرًا للجيش الوطني الليبي، كشف عن تحول نوعي في قدراته التسليحية، مع تركيز لافت على أحدث المعدات الروسية. هذا الاستعراض لم يكن مجرد عرض للقوة، بل رسالة واضحة تؤكد امتلاك الجيش لقدرات هجومية ودفاعية متطورة، وتؤشر إلى تحول استراتيجي في ميزان القوى داخل ليبيا. أنظمة صاروخية ودفاع جوي حديثة تعزز القدرات كانت المفاجأة الأبرز في العرض هي راجمات الصواريخ BM-30 Smerch عيار 300 ملم، التي تُعرض لأول مرة في ليبيا. هذه المنظومات الثقيلة، القادرة على إطلاق 12 صاروخًا في أقل من دقيقة بمدى وتأثير تدميري هائلين، تعكس مستوى عاليًا من الدعم الخارجي والتدريب المتخصص الذي تلقاه الجيش. كما برزت أنظمة الدفاع الجوي الحديثة، حيث ظهرت منظومات Tor، التي يُعتقد أنها من طراز Tor-M2، والمعروفة بفعاليتها ضد التهديدات الجوية الحديثة كالمسيّرات والصواريخ المجنحة. #Libya is the new operator of 9K330 ToR /SA-15 SAM system. — Mohamed Tailamun|محمد طيلمون (@MTailamun) May 26, 2025 وتكاملت هذه القدرات مع منظومات Pantsir-S1E، التي تتميز بقدرتها المزدوجة على استخدام الصواريخ والمدافع لمواجهة الأهداف الجوية على ارتفاعات منخفضة. هذا التنوع يؤكد سعي الجيش لتعزيز دفاعاته الجوية متعددة الطبقات. تحديث واسع للمركبات المدرعة والدبابات في مجال المركبات المدرعة، ظهرت مركبات BMP-2M Berezhok، وهي نسخة مطورة من BMP-2، مزودة بتسليح متنوع يشمل مدافع آلية وصواريخ موجهة مضادة للدروع. إلى جانبها، عُرضت ناقلات BTR-82A المدرعة، التي تتميز بمحركات أقوى ومدافع أكثر تطورًا مقارنة بالإصدارات السابقة. كما لفت الانتباه ظهور نحو مئة مركبة مدرعة من طراز Spartak، مما يشير إلى خطة واسعة النطاق لتحديث وسائل نقل المشاة وتوفير حماية أفضل لهم في أرض المعركة. وفيما يخص الدبابات، عرض الجيش أنواعًا متعددة شملت T-72M وT-62 وT-55. بعض هذه الدبابات ظهرت بتعديلات ميدانية، مثل الأقفاص المعدنية فوق الأبراج، لمواجهة الطائرات المسيّرة الانتحارية، ما يعكس إدراكًا لتطور طبيعة التهديدات الميدانية. يُذكر أن الجيش سبق وتلقى دبابات T-62 معدلة من مصر، وربما كانت ضمن ما تم عرضه. لم يقتصر العرض على الأسلحة الثقيلة، بل شمل أيضًا الأسلحة المضادة للطائرات من طراز ZU-23-2 المثبتة على مركبات، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الأسلحة الفردية والرشاشات التي يستخدمها المشاة. حضور الطائرات المسيّرة: تهديدٌ قائم وقدرات مضادة على الرغم من عدم عرضها بشكل مباشر، كانت الطائرات المسيّرة حاضرة بقوة في الخطاب، حيث أشار الجيش الوطني الليبي إلى استخدامه لمسيّرات صينية من نوع Wing Loong وCH-4/5. كما تم التنويه إلى طائرات Bayraktar TB2 وAnka-S التركية التي سبق أن استخدمتها حكومة الوفاق السابقة أو تم إسقاطها من قبل الجيش الوطني. إن نوعية وحجم الأسلحة التي ظهرت في هذا العرض تؤكد استمرار الدعم العسكري الخارجي للجيش الوطني الليبي، وتعكس استعدادًا ميدانيًا لمواجهة التحديات الحديثة. هذا التحول المهم في ميزان القوى داخل ليبيا قد تكون له تبعات استراتيجية على المدى القريب، فهل ستغير هذه القدرات الجديدة ملامح الصراع المستقبلي في المنطقة؟


ليبانون 24
٠٧-٠٣-٢٠٢٥
- ليبانون 24
إيران تسلمتها.. معلومات عن دبابة "سليمان 402" المُطوّرة
بدأ الجيش الإيراني استلام الدبابات القتالية الرئيسية "سليمان-402" المطوَّرة حديثاً، والتي يتم توريدها من خلال التحديث الشامل للدبابات M60 التي قدمتها الولايات المتحدة في السبعينيات. وتختلف الدبابة، بشكل ملحوظ، عن M60 الأصلية في استخدامها لمحطة أسلحة جديدة، يتم التحكم فيها عن بعد، ودروع مركبة وتفاعلية محسَّنة، ودمج مدفع أملس أكبر يبلغ عيار 120 مم أو 125 مم، ليحل محل المدفع القديم عيار 105 ملم، وفق مجلة Military Watch. وتتضمن أنظمة التحكم في النيران المطوَّرة للدبابة أجهزة استشعار استهداف أكثر تقدماً، وأجهزة كمبيوتر باليستية، وقدرات رؤية ليلية، مع محرك تم استبداله بخليفة أكثر قوة وكفاءة في استهلاك الوقود. ويعتبر أسطول الدبابات الإيراني حالياً من بين الأقل تطوراً بين القوى العسكرية الكبرى في العالم، ومن بين أكثر من 1500 دبابة في الخدمة، هناك أكثر من 1000 دبابة قديمة من طراز M60، وM47/48، وChieftains، وType 59، وChonmas. ورغم شراء دبابات T-90 الروسية الحديثة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلا أنه تم التبرع بها للجيش السوري كمساعدة. وكان من المتوقع سابقاً أن يتخلص الجيش الإيراني من دباباته الغربية القديمة في التسعينيات، والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ليحل محلها أكثر من 1000 دبابة سوفييتية من طراز T-72 تم إنتاجها بموجب ترخيص. ومع ذلك، بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، دفع الضغط الغربي على موسكو إلى إلغاء الصفقة، وبحلول ذلك الوقت تم بناء أقل من 500 دبابة T-72. ولا يُتوقع أن توفر "سليمان-402" قدرات مماثلة إما لمتغيرات T-72 الحديثة، أو لدبابة كرار المشتقة من T-72 والتي تزعم المصادر الإيرانية أنها مطوَّرة محلياً، ولكن لم يتم إنتاجها على نطاق واسع. وأثبتت M60، وChieftain ذات القدرات المماثلة أنهما متفوقتان بشكل كبير على T-72 أثناء الحرب الإيرانية العراقية، وفقاً لمصادر من الجانبين. وفي المراحل الأولى من الحرب، عملت كتيبة دبابات عراقية، مجهَّزة بدبابات T-72 على تحييد الدروع الإيرانية في اشتباكات متعددة، ولم تتكبد أي خسائر على الإطلاق، حتى مدافع M68 المضادة للدبابات الإيرانية وصواريخ TOW المضادة للدبابات أثبتت عدم فعاليتها تماماً. وشهدت إحدى الاشتباكات، على الأقل، بين وحدات T-62، وT-72 العراقية ضد الدروع الإيرانية، بما في ذلك M60، خسارة الإيرانيين لأكثر من 100 دبابة، مقابل خسائر عراقية محدودة بحوالي اثنتي عشرة دبابة، معظمها من T-62. الدبابة الإيرانية سليمان 402 وكان أحد أبرز عيوب M60 هو اعتمادها على "مدفع مخدَّد"، حيث كان العالم الغربي متأخراً عن الاتحاد السوفيتي بحوالى 20 عاماً في إدخال المدافع الملساء إلى الخدمة. ولا يُتوقع أن يسمح تحديث دبابة M60 إلى مستوى "سليمان 402" لهذه المركبات، بفرض تحدٍ خطير على الفئات الحديثة من دبابات القتال الرئيسية المنتشرة في الخارج، ولكن من الممكن أن يجعلها أكثر قدرة بشكل كبير على أداء دور دعم المشاة. ويرجَّح أن يكون السبب الرئيسي للاستثمار في تحديث أسطول دبابة M60 هو قدرة إيران على صيانة وإنتاج أجزاء للمركبات، دون الاعتماد على الإمدادات الأجنبية، حيث من المتوقع أن تكون التكلفة، والمزايا الاقتصادية المترتبة على الاستثمار في حل محلي بالكامل لشيخوخة دروع البلاد، كبيرة. وقد يتم متابعة هذه الترقيات بالتوازي مع الجهود المبذولة لشراء دبابات قتال رئيسية حديثة من الخارج، حيث تعتبر دبابة VT-4 الصينية ودبابة Chonma II الكورية الشمالية من المنافسين الرئيسيين لتلقي طلبات إيرانية جديدة.

المدن
٢٣-٠١-٢٠٢٥
- المدن
ترامب يعفو عن أكبر تاجر مخدرات في الإنترنت المظلم
أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عفواً عن روس أولبريخت مؤسس متجر "طريق الحرير" (Silk Road) أحد أكبر أسواق الممنوعات في الإنترنت المظلم، والذي حُكم عليه بالسجن المؤبد العام 2015 بعد إدانته بتهم عديدة، منها الاتجار بالمخدرات والأسلحة التي وصلت إلى أيدي تنظيم "داعش". ويُعرف "طريق الحرير" بأنه أول سوق سوداء في الإنترنت المظلم والذي لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال شبكة "تور" (Tor)، وكان مشهوراً ببيع الممنوعات مثل المخدرات وجوازات السفر المزورة بالإضافة إلى غسيل الأموال والاتجار بالبشر والمواد الجنسية التي تعرض أطفالاً وقاصرين، وكانت جميع هذه المعاملات غير القانونية تباع باستخدام عملة "بيتكوين" التي كانت حديثة النشأة، حسبما أفاد موقع "ذا فيرج" المتخصص في أخبار التكنولوجيا. وتأُسس "طريق الحرير" على يد أولبريخت العام 2011 لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" أغلقه العام 2013 بتهمة إدارة سوق إلكترونية مخفية حيث قام تجار المخدرات وغيرهم بتجارات غير مشروعة تزيد قيمتها على 200 مليون دولار باستخدام عملة "بيتكوين"، وفي العام 2015 أصدرت المحكمة بحقه حكما بالسجن مدى الحياة. وعلى مر السنين كان أولبريخت قضية مشهورة في أوساط اليمين المتطرف ومجتمع العملات المشفرة الذي دعم ترامب العام الماضي، وبالنسبة لمؤيدي أولبريخت فإن حكم السجن المؤبد يُعد قاسياً وغير عادل. ويأتي قرار العفو عنه في مشهد يظهر عدم وجود استقلال حقيقي للقضاء في الولايات المتحدة، والمشاكل البنيوية التي يعاني منها نظام العدالة وإنفاذ القانون حسبما يكرر حقوقيون منذ عقود. وطول فترة محاكمته أنكر أولبريخت ارتكابه الجرائم الموجهة له، ولكن بما أن جهات إنفاذ القانون اعتقلته وكان حاسوبه المحمول مفتوحاً، كان لديهم إمكانية الوصول إلى جميع ملفاته التي تضمنت كود الموقع ورسائل خاصة مع موظفي "سيلك رود"، بالإضافة إلى مذكرات تحتوي على مدخلات تتوافق مع رسائل "أوكي كيوبيد" (OKCupid) المرتبطة بالهوية الحقيقية لأولبريخت. وكتب ترامب عبر موقعه "تروث سوشال": "اتصلت بوالدة روس أولبريخت لأخبرها أنه من دواعي سروري أن أوقع على عفو كامل وغير مشروط لابنها، وذلك تكريماً لها ولجهود الحملة الليبرالية التي دعمتني بقوة". وأضاف: "الأشخاص الفاسدون الذين دانوه هم المجانين أنفسهم الذين استخدموا الحكومة ضدي، وقد حكموا على أولبريخت بالسجن المؤبد مرتين بالإضافة إلى 40 عاماً". وعفا ترامب عن المجرمين الذين اقتحموا مبنى الكونغرس العام 2021 في محاولة انقلاب ضد نتائج الانتخابات التي خسرها ترامب حينها. وتظهر كل قرارات العفو هذه الطريقة السلطوية التي يفكر بها ترامب ويتصرف بها في رئاسته الجديدة، والتي تعلي من شأن الولاء الشخصي أمام قيم العدالة والقانون التي يفترض أنها تتواجد في دولة ديموقراطية.