
بعد هدنة السويداء.. ماذا قال المبعوث الأمريكي عن مستقبل سوريا؟
وتحدث براك عن تطلعات واشنطن للحل في سوريا، مشددًا على دور المكونات المحلية في صناعة السلام والاستقرار، حيث دعا جميع الفصائل إلى إلقاء أسلحتها ووقف الأعمال العدائية والتخلي عن الانتقام القبلي، وذلك غداة سريان وقف إطلاق النار في السويداء.
وقال المبعوث الأمريكي في تدوينة عبر منصة إكس إن 'قرار الرئيس ترامب برفع العقوبات كان خطوة مبدئية تهدف إلى منح الشعب السوري فرصة لتجاوز سنوات طويلة من المعاناة والتحديات'.
وتابع: 'المجتمع الدولي يُتابع بحذر وباهتمام تطورات الوضع في سوريا، وسط جهود متواصلة للتوصل إلى مستقبل أكثر استقرارًا وأملًا، مع ذلك، يواجه هذا المسار بعض التحديات بسبب استمرار الاحتكاكات بين بعض الفصائل، مما يؤثر على قدرة الحكومة على فرض النظام بشكل كامل'.
ودعا جميع الأطراف المعنية إلى مواصلة العمل من أجل تهدئة الأوضاع، والامتناع عن أي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد الصراع، مع التشديد على أهمية الحوار والتعاون من أجل السلام.، مردفا أن 'سوريا تمر بمرحلة دقيقة وحاسمة، ويجب أن يسود السلام والحوار الآن'.
President Trump's decision to lift sanctions was a principled step, offering the Syrian people a chance to move beyond years of unimaginable suffering and atrocities. The international community has largely rallied behind the nascent Syrian government, watching with cautious…
— Ambassador Tom Barrack (@USAMBTurkiye)
July 20, 2025
وفي وقت متأخر من مساء السبت، دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى وقف القتال بين الجماعات الدرزية ومقاتلي العشائر داخل في السويداء بشكل فوري، داعيا إلى وقف ما وصفها بعمليات اغتصاب وقتل أبرياء في المنطقة.
وقال روبيو عبر منصة إكس إن بلاده ظلت منخرطة بشكل مكثف خلال الأيام الثلاثة الماضية مع تل أبيب والأردن والسلطات في دمشق بشأن التطورات في جنوب سوريا، كما حث الحكومة السورية على محاسبة الضالعين في ما وصفها بفظائع وتقديمهم إلى العدالة، بمن فيهم من هم في صفوفها.
وشدد على ضرورة منع دمشق تنظيم الدولة الإسلامية وأي 'جهاديين آخرين عنيفين' من دخول المنطقة (السويداء) وارتكاب مجازر.
وتأتي تصريحات المبعوث الأميركي إلى سوريا ووزير الخارجية الأميركي بعد دخول اتفاق النار الجديد حيز التنفيذ في السويداء.
يذكر أن وزارة الداخلية السورية أعلنت توقف الاشتباكات في مدينة السويداء وإخلاء المنطقة من مقاتلي العشائر عقب انتشار قوات الأمن السورية لتطبيق وقف إطلاق النار، بينما توعد مجلس القبائل والعشائر بالرد على أي خرق للاتفاق.
وقال المتحدث باسم الوزارة نور الدين البابا -في وقت متأخر أمس السبت- إن السلطات بذلت جهودا حثيثة لتطبيق وقف إطلاق النار، وأوضح أن قوات الداخلية انتشرت شمال وغرب محافظة السويداء.
وبدوره، أعلن مجلس القبائل والعشائر السورية تحرك كافة مقاتليه إلى خارج السويداء امتثالا لوقف إطلاق النار، وتوعد بأن أي 'خرق للاتفاق من المجموعات الخارجة عن القانون سيقابل برد قاس من أبناء العشائر'.
وكانت وزارة الإعلام السورية قد أفادت بأن قوات الداخلية والأمن العام بدأت الانتشار في محافظة السويداء كجزء من المرحلة الأولى، وتفاهمات وقف إطلاق النار وفض الاشتباك بين المجموعات المسلحة.
وأضافت الوزارة أنه تم تشكيل لجنة طوارئ تضم وزارات وهيئات حكومية مختلفة لتسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى المحافظة، ثم تتبعها مرحلة تفعيل مؤسسات الدولة وانتشار عناصر الأمن الداخلي في جميع أرجاء المحافظة بشكل تدريجي ومنظم.
وأعلنت وزارة الصحة السورية عن إرسال قافلة طبية عاجلة إلى السويداء تضم 20 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل، إلى جانب فرق طبية متخصصة، وكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الإسعافية.
وبدأت الاضطرابات في السويداء قبل أسبوع بمناوشات بين
فصائل درزية
وعشائر ريف السويداء، وتطور الوضع بعد تدخل القوات السورية لفض الاشتباك، إذ أصبحت بدورها طرفا في المواجهات مع المسلحين الدروز، كما باتت هدفا لغارات إسرائيلية كثيفة، مما اضطرها للانسحاب من المنطقة.
وأوقعت المواجهات خلال أسبوع مئات القتلى، وتبادلت الأطراف الاتهامات بارتكاب انتهاكات خطيرة شملت إعدامات ميدانية واحتجاز مدنيين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

جزايرس
منذ يوم واحد
- جزايرس
غزّة تموت جوعاً
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. وجعٌ قاتلٌ تحت أنقاض العدوان الصهيونيغزّة تموت جوعاًشهد وسم #غزّة_تموت_جوعا تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية في صرخة أطلقها فلسطينيون من داخل القطاع المحاصر توثق الجوع الكارثي الذي ينهش أجساد المدنيين في ظل حرب إبادة جماعية يرتكبها الكيان الإرهابي الصهيوني بدعم أمريكي ووسط تخاذل العربي والمسلمين.وامتلأت منصات إكس و فيسبوك و إنستغرام بمنشورات مؤلمة ومقاطع مصورة تظهر أطفالا ونساء وشيوخا يعانون من الجوع والهزال وسط مشاهد الخراب في وقت تطالب فيه أصوات من داخل وخارج غزّة بتدخل عاجل لفتح المعابر والسماح بإدخال الغذاء.واليوم لم يعد بمقدور الفلسطينيين توفير الحد الأدنى من مقومات البقاء حيث فقد غالبيتهم الدقيق اللازم لصناعة الخبز بينما ترتفع أسعار الكميات القليلة المتوفرة منه في السوق السوداء بشكل لا يمكن الفلسطينيين المجوعين الحصول عليه.ومنذ 2 مارس 2025 يغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.أطفال على حافة الهلاكفي أحد المقاطع المتداولة تظهر طفلة صغيرة تبكي أمام ركام منزل مدمر وهي تقول يكفي الحديث عن الصبر وكأننا لسنا بشرا نحن جوعى (ومشتاقين) للخبز وللحياة .بينما في فيديو آخر يسأل مصور طفلا مصابا عن حاله وهو على سرير المستشفى فيجيب والدموع تملأ عينيه: جوعان .وتظهر صور أخرى متداولة لأجساد أطفال هزيلة بارزة العظام وشيوخا لا يقوون على الوقوف من شدة الضعف فيما تصف سيدة حالها وهي تنتظر أمام تكية (جمعية خيرية) للحصول على وجبة قائلة: اختنقنا من التنقل من تكية إلى أخرى نبحث عن لقمة خبز ولا نجد ما نأكله ما هو ذنبنا؟!صرخات من داخل غزّةكتب الصحفي الفلسطيني أنس الشريف عبر منصة إكس: لا صوت يعلو الآن فوق صوت البطون الخاوية ولا حديث يسبق صرخة الجوع في شوارع غزّة مضيفا: الجوع أوجع الكبير قبل الصغير .أما المحامي يحيى سهيل فكتب على صفحته في فيسبوك : أنا أبكي على وضع الناس قبل وضعي جوعانين يا عالم .وأضاف سهيل في منشور آخر: الجوع ينهش الأرواح قبل الأجساد.قتلى. ما أصعب شعور العجز والجوع والخذلان والقهر .وكتب المدير العام لوزارة الصحة بغزّة منير البرش في منشور عبر منصة تلغرام : في غزّة لم يعد الطعام حقا بل صار أمنية مؤجلة تتكرر كل ليلة على شفاه الأمهات وترتسم في عيون الأطفال الذين ينامون جياعا يحتضنون الهواء بدل الحليب ويحلمون برغيف خبز كما لو أنه كنز مفقود .وأضاف البرش في منشوره السبت: في غزّة الجوع لا يقرع الأبواب بل يسكن البيوت ويأكل من أعمار الناس ويطحن كرامتهم تحت وطأة النسيان العالمي .وأكد أن الخبز بات عملة نادرة في غزّة بينما لا يشكل حليب الأطفال المفقود غذاء لهم فقط بل هو وعد بالحياة أجهضه الحصار وصار حلما مستحيلا في فم طفل يحتضر على سرير الطوارئ . ولم يقتصر التفاعل على الداخل الغزي إذ شارك نشطاء من مختلف الدول العربية والغربية الوسم داعين المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لفتح المعابر فوراً والسماح بدخول الغذاء والدواء إلى من تبقى من الفلسطينيين في غزّة الذين يعيشون واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.


أخبار اليوم الجزائرية
منذ يوم واحد
- أخبار اليوم الجزائرية
غزّة تموت جوعاً
وجعٌ قاتلٌ تحت أنقاض العدوان الصهيوني غزّة تموت جوعاً شهد وسم #غزّة_تموت_جوعا تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية في صرخة أطلقها فلسطينيون من داخل القطاع المحاصر توثق الجوع الكارثي الذي ينهش أجساد المدنيين في ظل حرب إبادة جماعية يرتكبها الكيان الإرهابي الصهيوني بدعم أمريكي ووسط تخاذل العربي والمسلمين. وامتلأت منصات إكس و فيسبوك و إنستغرام بمنشورات مؤلمة ومقاطع مصورة تظهر أطفالا ونساء وشيوخا يعانون من الجوع والهزال وسط مشاهد الخراب في وقت تطالب فيه أصوات من داخل وخارج غزّة بتدخل عاجل لفتح المعابر والسماح بإدخال الغذاء. واليوم لم يعد بمقدور الفلسطينيين توفير الحد الأدنى من مقومات البقاء حيث فقد غالبيتهم الدقيق اللازم لصناعة الخبز بينما ترتفع أسعار الكميات القليلة المتوفرة منه في السوق السوداء بشكل لا يمكن الفلسطينيين المجوعين الحصول عليه. ومنذ 2 مارس 2025 يغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع. أطفال على حافة الهلاك في أحد المقاطع المتداولة تظهر طفلة صغيرة تبكي أمام ركام منزل مدمر وهي تقول يكفي الحديث عن الصبر وكأننا لسنا بشرا نحن جوعى (ومشتاقين) للخبز وللحياة . بينما في فيديو آخر يسأل مصور طفلا مصابا عن حاله وهو على سرير المستشفى فيجيب والدموع تملأ عينيه: جوعان . وتظهر صور أخرى متداولة لأجساد أطفال هزيلة بارزة العظام وشيوخا لا يقوون على الوقوف من شدة الضعف فيما تصف سيدة حالها وهي تنتظر أمام تكية (جمعية خيرية) للحصول على وجبة قائلة: اختنقنا من التنقل من تكية إلى أخرى نبحث عن لقمة خبز ولا نجد ما نأكله ما هو ذنبنا؟! صرخات من داخل غزّة كتب الصحفي الفلسطيني أنس الشريف عبر منصة إكس: لا صوت يعلو الآن فوق صوت البطون الخاوية ولا حديث يسبق صرخة الجوع في شوارع غزّة مضيفا: الجوع أوجع الكبير قبل الصغير . أما المحامي يحيى سهيل فكتب على صفحته في فيسبوك : أنا أبكي على وضع الناس قبل وضعي جوعانين يا عالم . وأضاف سهيل في منشور آخر: الجوع ينهش الأرواح قبل الأجساد.قتلى. ما أصعب شعور العجز والجوع والخذلان والقهر . وكتب المدير العام لوزارة الصحة بغزّة منير البرش في منشور عبر منصة تلغرام : في غزّة لم يعد الطعام حقا بل صار أمنية مؤجلة تتكرر كل ليلة على شفاه الأمهات وترتسم في عيون الأطفال الذين ينامون جياعا يحتضنون الهواء بدل الحليب ويحلمون برغيف خبز كما لو أنه كنز مفقود . وأضاف البرش في منشوره السبت: في غزّة الجوع لا يقرع الأبواب بل يسكن البيوت ويأكل من أعمار الناس ويطحن كرامتهم تحت وطأة النسيان العالمي . وأكد أن الخبز بات عملة نادرة في غزّة بينما لا يشكل حليب الأطفال المفقود غذاء لهم فقط بل هو وعد بالحياة أجهضه الحصار وصار حلما مستحيلا في فم طفل يحتضر على سرير الطوارئ . ولم يقتصر التفاعل على الداخل الغزي إذ شارك نشطاء من مختلف الدول العربية والغربية الوسم داعين المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لفتح المعابر فوراً والسماح بدخول الغذاء والدواء إلى من تبقى من الفلسطينيين في غزّة الذين يعيشون واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث. حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة


إيطاليا تلغراف
منذ يوم واحد
- إيطاليا تلغراف
الحقيقة المروّعة لـ"مشروع القانون الكبير الجميل" في أميركا
إيطاليا تلغراف بيلين فرنانديز كاتبة وصحفية أميركية ومؤلفة كتاب 'المنفى: رفض أميركا واكتشاف العالم'. في الرابع من يوليو/ تموز، وقّع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب على ما يُعرف بـ'مشروع القانون الكبير الجميل' (One Big Beautiful Bill)، والذي يهدف إلى تقليص الضرائب المفروضة على الأثرياء، ومعاقبة الفقراء، ورفع نُفوذ طبقة أصحاب الثروة والنفوذ (الأوليغارشية) الأميركية إلى مستويات أكثر خطورة وسمّية من أي وقت مضى. وقبل توقيع القانون بأيام قليلة فقط، نشر جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منشورًا على منصة 'إكس'، ركّز فيه على العنصر الأساسي في التشريع قائلًا: 'كل الأمور الأخرى، مثل تقييم مكتب الميزانية في الكونغرس (CBO)، وتحديد السقف المالي المناسب (baseline)، والتفاصيل الدقيقة المتعلقة بسياسة برنامج الرعاية الصحية 'ميديكيد'- لا تُقارَن بأهمية البنود الخاصة بتمويل وكالة الهجرة والجمارك الأميركية، وتعزيز إجراءات إنفاذ قوانين الهجرة'. في الواقع، يُخصّص مشروع القانون مبلغًا غير مسبوق ويُوصَف بالسخيف قدره 175 مليار دولار لجهود مكافحة الهجرة، يُوجَّه منها نحو 30 مليار دولار مباشرة إلى وكالة إنفاذ قوانين وكالة الهجرة والجمارك الأميركية، المعروفة اختصارًا بـ (ICE)، وهي وكالة فدرالية سيئة السمعة تُعنى بإنفاذ قوانين الهجرة والجمارك. كما يُخصَّص 45 مليار دولار أخرى لبناء مراكز احتجاز جديدة للمهاجرين، وهو ما يُمثّل- بحسب المجلس الأميركي للهجرة (American Immigration Council)- زيادة بنسبة 265% في الميزانية السنوية الحالية لـ ICE المخصصة للاحتجاز. وبفضل هذه التلاعبات في الموازنة، أصبحت ICE اليوم أكبر وكالة لإنفاذ القانون الفدرالي في تاريخ الولايات المتحدة، بميزانية سنوية تتجاوز ميزانية الجيش في أي دولة في العالم، باستثناء الولايات المتحدة والصين. نظرًا لأن عملاء وكالة الهجرة والجمارك قد اشتهروا مؤخرًا بتجولهم وهم ملثمون وقيامهم باختطاف أشخاص، فليس من المستغرب أن ينظر البعض إلى هذه الهِبة المالية المفاجئة التي تلقتها الوكالة على أنها شيء أبعد ما يكون عن 'الجميل'، إذا جاز التعبير. وبالطبع، فإن هذه الزيادة الهوسية في تمويل ICE ليست مفاجئة إذا ما جاءت من رئيسٍ مهووس بفكرة ترحيل ملايين الأشخاص، من دون أن يتوقف لحظة للتفكير بكيفية استمرار الاقتصاد الأميركي- الذي يعتمد في جوهره على العمالة غير الموثقة- في العمل في حال غياب هؤلاء العمّال. على أي حال، فإن هذه الترتيبات تعني أرباحًا ضخمة لـ'مجمع الاحتجاز الصناعي' (detention-industrial complex)، بما يشمل شركات الاحتجاز الخاصة مثل GEO Group وCoreCivic، وهما شركتان متعاقدتان مع وكالة ICE. وقد ذكر تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست في 4 يوليو/ تموز حول 'الهجمة الاحتجازية' الوشيكة لـ ICE، أن كلتا الشركتين تبرعتا- بالمصادفة- بمبلغ نصف مليون دولار لحفل تنصيب ترامب في يناير/ كانون الثاني. وقد قدّم التقرير نفسه دلائل أخرى على كيفية عمل 'الديمقراطية' الأميركية فعليًا، إذ جاء فيه: 'في مكالمات هاتفية مع محللي وول ستريت هذا العام، قام مسؤولو GEO Group بتهيئة المساهمين لتدفّق كبير من العقود الحكومية قد يرفع الإيرادات السنوية بأكثر من 40%، والأرباح بأكثر من 60%'. لكن بما أن الحكومة لا تستطيع أن تعلن صراحة أن كل هذا يتعلق بالمال، فإنها تلجأ إلى اختراع روايات بديلة، مثل الادعاء بأن وكالة ICE 'تحمي الولايات المتحدة من مهاجرين غير شرعيين مجرمين وخطرين'. مع العلم أن الغالبية العظمى من الذين تحتجزهم الوكالة لا يملكون أي سجل جنائي على الإطلاق. ومن بين قائمة الضحايا المتزايدة لدى ICE، طفل هندوراسي يبلغ من العمر ست سنوات مصاب بسرطان الدم (اللوكيميا)، تم اعتقاله في أواخر مايو/ أيار داخل محكمة الهجرة في لوس أنجلوس، حيث حضر مع أسرته لجلسة استماع مقررة لطلب اللجوء. وفي هذا الشهر، أسفرت مداهمات ضخمة نفذتها وكالة ICE على مزرعتين في ولاية كاليفورنيا عن أكثر من 360 حالة اعتقال، بالإضافة إلى وفاة عامل زراعي مكسيكي يُدعى خايمي ألانيس (57 عامًا)، بعد سقوطه من سطح بيت زجاجي (صوبة زراعية) أثناء الفوضى التي أحدثتها الحملة. وليس جميع المحتجزين لدى وكالة ICE من المهاجرين غير المسجّلين، فالأمر ليس بهذه الدقة أصلًا، لا سيما عندما تُسابق الزمن لتحقيق 'حصص' احتجاز محددة، وحين تدرك تمامًا أنك تعمل فوق القانون. أحد المعتقلين في مداهمات المزارع كان جورج ريتيس، وهو حارس أمن يبلغ من العمر 25 عامًا، ومحارب قديم في الجيش الأميركي. تم رشه برذاذ الفلفل، ثم سُجن لمدة ثلاثة أيام، فغاب عن حفلة عيد ميلاد ابنته البالغة ثلاث سنوات، ثم أُطلق سراحه دون أي تفسير. والآن، تخيّل المشهد بعد ضخ 175 مليار دولار إضافية، ضمن ما وصفه جيه دي فانس بـ'تمويل ICE وأحكام تنفيذ الهجرة'. وكأن حملات الاعتقال الجنوني والتعسفي، وإلغاء الإجراءات القانونية الواجبة، لم تكن وحدها كافية لإثارة القلق، فإن وكالة ICE تُستَخدم الآن أيضًا كأداة للقمع السياسي وتجريم المعارضين. وقد تجلّى هذا بوضوح في سلسلة اختطافات طالت باحثين دوليين أعربوا عن معارضتهم للإبادة الجماعية الإسرائيلية الجارية في غزة بدعم أميركي، من بينهم روميسا أوزتورك، البالغة من العمر 30 عامًا، وهي طالبة دكتوراه تركية متخصصة في تنمية الطفولة في جامعة تافتس بولاية ماساتشوستس. في طريقها إلى حفل إفطار في شهر مارس/ آذار، حاصرتها مجموعة من العملاء المقنّعين، وأجبروها على الصعود إلى سيارة بلا علامات، ثم اختفت في مركز احتجاز تابع لوكالة ICE في ولاية لويزيانا، تديره شركة GEO Group. وكان سبب هذا الاعتقال أنها شاركت في كتابة مقال لصحيفة الجامعة في العام السابق، عبّرت فيه عن تضامنها مع الفلسطينيين. في مقال جديد نشرته في مجلة Vanity Fair، تتأمل أوزتورك في فترة احتجازها التي امتدت لـ45 يومًا في ظروف مروعة، لم يكن تحمّلها ممكنًا إلا بفضل تضامن المعتقلات الأخريات، واللواتي كنّ من جنسيات متعددة. تكتب أوزتورك: 'في إحدى المرات، جاء ضابط وأخذ منا كل علب البسكويت، مدّعيًا أننا سنستخدمها لصنع أسلحة. وفي مرة أخرى، صُدمنا عندما رأينا ضابطًا يدفع امرأتين جسديًا داخل المطبخ'. عندما تجرأ تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا، مؤخرًا على وصف وكالة الهجرة والجمارك الأميركية بأنها 'الغستابو المعاصرة لترامب'، ثارت ثائرة وزارة الأمن الداخلي الأميركية، ووصفت تصريحه بأنه 'خطاب خطير'، وأصدرت بيانًا صحفيًا أكدت فيه: 'بينما يقاتل سياسيون مثل الحاكم والز لحماية المهاجرين غير الشرعيين المجرمين، سيواصل ضباط ICE المخاطرة بحياتهم لاعتقال القتلة والخاطفين والمتحرشين بالأطفال'. بيد أن هذا الخطاب بحد ذاته لم يكن أقل 'خطورة'، لا سيما أنه صادر عن جهة متورطة في خطف طلاب دكتوراه، وأطفال في السادسة من العمر مصابين بسرطان الدم، وقدامى المحاربين في الجيش الأميركي، وغيرهم. رغم أن العمّال غير المسجّلين قد يكونون الضحايا الأبرز والأكثر وضوحًا لتمويل وكالة (ICE) تمويلًا ضخمًا بموجب 'مشروع القانون الجميل الكبير'، فإن العواقب على المجتمع الأميركي ككل لا يمكن التقليل من شأنها. ففي نهاية المطاف، فإن وجود وكالة خارجة عن السيطرة تقوم بخطف الناس من الشوارع، بينما تعيش مجتمعات بأكملها في حالة من الخوف، لا يُعبّر أبدًا عن 'أرض الحرية'؛ خصوصًا عندما يبدو أن الرئيس ينظر إلى كل من يختلف معه على أنه هدف محتمل للعقاب الجنائي. وقد علّق آرون رايكلين-ميلنيك، الباحث البارز في مجلس الهجرة الأميركي، قائلًا: 'لا يمكنك بناء آلة الترحيل الجماعي من دون بناء الدولة البوليسية أولًا'. وإذا ما تأملنا في تعريف قاموس كامبردج لمصطلح 'الدولة البوليسية'- 'الدولة التي تستخدم فيها الحكومة الشرطة لتقييد حرية الناس بشكل شديد'- فإن الولايات المتحدة تبدو وكأنها تنطبق على هذا التعريف حرفيًا، وبطريقة 'جميلة وكبيرة' أيضًا. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف