logo
أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في "ثالث أقدم كنيسة في العالم"، كيف بدت الأجواء؟

أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في "ثالث أقدم كنيسة في العالم"، كيف بدت الأجواء؟

شفق نيوز١٤-٠٤-٢٠٢٥

احتفلت كنيسة القديس بورفيريوس في مدينة غزة، يوم الأحد 13 أبريل/نيسان 2025، بـ"القداس الإلهي لعيد الشعانين"، ويُعرف هذا اليوم أيضاً باسم "أحد الشعانين" أو "أحد السعف"، إلى جانب تسميات أخرى أقل تداولاً.
تقع كنيسة القديس بورفيريوس، وهي كنيسة أرثوذكسية شرقية، في حي الزيتون بمدينة غزة وتُعد أقدم كنيسة في القطاع، ويُعتقد أنها ثالث أقدم كنيسة قائمة في العالم.
تحمل الكنيسة اسم القديس بورفيريوس، أسقف غزة في القرن الخامس الميلادي، الذي دُفن فيها، ولا يزال قبره قائماً في الزاوية الشمالية الشرقية من المبنى، وتُعرف الكنيسة محلياً باسم "كنيسة الروم الأرثوذكس".
يعود تاريخ كنيسة القديس بورفيريوس إلى عام 407 ميلادية، وقد شُيّدت على الطراز البيزنطي.
كانت في الأصل معبداً وثنياً مبنياً من الخشب، إلى أن جاء القديس بورفيريوس وبدأ بنشر تعاليم المسيح في المنطقة، فحوّل المعبد إلى كنيسة.
تضم الكنيسة ثلاثة مداخل: المدخل الرئيسي من الجهة الغربية، ومدخلاً شمالياً، بالإضافة إلى مدخل جنوبي فُتح في السنوات الأخيرة. وتتميّز جدران الكنيسة بسماكتها وزخرفتها الغنية بالنقوش والأيقونات الدينية التي توثّق مراحل تاريخية متعاقبة.
وشهدت الكنيسة تجديداً شاملاً في شكلها الحالي عام 1856، كما خضعت لعدة أعمال ترميم لاحقة، كان آخرها في عام 2020.
ما هو أحد الشعانين؟
هو الأحد السابع من الصوم الكبير في التقويم المسيحي، ويُعد آخر أحد يسبق "الجمعة العظيمة"، التي تسبق بدورها الاحتفال بـ"أحد القيامة".
يُحيي المسيحيون في هذا اليوم ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، حيث استُقبل من الجموع بأغصان النخيل والزيتون، وفرشوا له الطريق وحيّوه كملك، بحسب المعتقدات المسيحية.
ماذا نعرف عن المسيحيين في غزة؟
يُشكّل المسيحيون في غزة أقلية صغيرة، قُدّر عددهم بنحو ألف نسمة قبل بدء الحرب منذ أكثر من عام ونصف، ويمثلون أقل من 0.05 في المئة من إجمالي السكان البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة.
وينتمي نحو 70 في المئة من مسيحيي غزة إلى طائفة الروم الأرثوذكس، التي تتخذ من القدس مقراً كنسياً مركزياً، بينما ينتمي الباقون إلى طائفة اللاتين الكاثوليك.
ويتوزع المسيحيون في مدينة غزة بين عدة أحياء، منها حي الرمال، والميناء الجنوبي، وتل الهوى، ويعملون في قطاعات مدنية متنوعة مثل التعليم، والوظائف الحكومية، والطب، والصياغة وغيرها.
وتختلف أوضاع مسيحيي غزة عن من هم في باقي الأراضي الفلسطينية، بفعل الأوضاع المعيشية القاسية التي يفرضها الحصار، إضافة إلى صعوبة الحصول على تصاريح السفر التي تعيق تواصلهم مع عائلاتهم أو مشاركتهم في المناسبات الدينية خارج القطاع.
فجر يوم أحد الشعانين، استيقظ السكان في غزة على قصف استهدف المستشفى الأهلي المعمداني القريب من كنيسة القديس بورفيريوس، حيث شنّت طائرة إسرائيلية غارة جوية فجر الأحد 13 أبريل/نيسان، ما أدى إلى تدمير قسم الطوارئ والاستقبال والصيدلية، وتوقف المستشفى عن العمل.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه استهدف "مجمعا للقيادة والسيطرة في شمال قطاع غزة كان يقع داخل مستشفى الأهلي المعمداني والذي استغله عناصر إرهابية من حماس للتخطيط والإشراف على تنفيذ مخططات إرهابية".
ويقع المستشفى في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وتديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، ويُعد من أقدم مستشفيات المدينة، إذ تأسس عام 1882.
تضرر من الهجمات الإسرائيلية
في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023، أصاب صاروخ إسرائيلي أحد المباني الخارجية للكنيسة، ما أسفر عن مقتل 18 شخصاً، وإصابة آخرين.
وأكد الجيش الإسرائيلي حينذاك أن جزءاً من الكنيسة تضرر في غارة، قال إنه نفذها على مركز قيادة عسكرية قريب لحماس. وقال إنه يؤكد "بشكل لا لبس فيه أن الكنيسة لم تكن هدفاً للهجوم"، وأن الحادث "قيد المراجعة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليور هايات، لبي بي سي إن ما حدث كان "أضراراً جانبية" بعد أن شنت إسرائيل "هجوما على البنية التحتية لحماس التي كانت قريبة جدا من الكنيسة"، على حد قوله.
وفي يوليو/ تموز من عام 2024، تعرضت الكنيسة لهجوم إسرائيلي. وأشارت تقارير واردة من داخل الكنيسة إلى سقوط قنبلتين أو صاروخين على الطابق الأول من المبنى، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص على الأقل. وأضافت أن الانفجارات ناجمة عن قذائف مدفعية عيار 155 ملم، أطلقتها مدفع هاوتزر ذاتي الحركة من طراز M109 تابعة للجيش الإسرائيلي.
وأدان مجلس الكنائس العالمي (WCC) "تعرّض كنيسة القديس بورفيريوس للاعتداءات الإسرائيلية للمرة الثانية على التوالي". كما استنكرت منظمة اليونسكو "الاعتداء على الكنيسة"، ودعت إلى ضرورة عدم استهداف الممتلكات الثقافية والدينية، أو استخدامها لأغراض عسكرية، باعتبارها بنية تحتية مدنية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في "ثالث أقدم كنيسة في العالم"، كيف بدت الأجواء؟
أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في "ثالث أقدم كنيسة في العالم"، كيف بدت الأجواء؟

شفق نيوز

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في "ثالث أقدم كنيسة في العالم"، كيف بدت الأجواء؟

احتفلت كنيسة القديس بورفيريوس في مدينة غزة، يوم الأحد 13 أبريل/نيسان 2025، بـ"القداس الإلهي لعيد الشعانين"، ويُعرف هذا اليوم أيضاً باسم "أحد الشعانين" أو "أحد السعف"، إلى جانب تسميات أخرى أقل تداولاً. تقع كنيسة القديس بورفيريوس، وهي كنيسة أرثوذكسية شرقية، في حي الزيتون بمدينة غزة وتُعد أقدم كنيسة في القطاع، ويُعتقد أنها ثالث أقدم كنيسة قائمة في العالم. تحمل الكنيسة اسم القديس بورفيريوس، أسقف غزة في القرن الخامس الميلادي، الذي دُفن فيها، ولا يزال قبره قائماً في الزاوية الشمالية الشرقية من المبنى، وتُعرف الكنيسة محلياً باسم "كنيسة الروم الأرثوذكس". يعود تاريخ كنيسة القديس بورفيريوس إلى عام 407 ميلادية، وقد شُيّدت على الطراز البيزنطي. كانت في الأصل معبداً وثنياً مبنياً من الخشب، إلى أن جاء القديس بورفيريوس وبدأ بنشر تعاليم المسيح في المنطقة، فحوّل المعبد إلى كنيسة. تضم الكنيسة ثلاثة مداخل: المدخل الرئيسي من الجهة الغربية، ومدخلاً شمالياً، بالإضافة إلى مدخل جنوبي فُتح في السنوات الأخيرة. وتتميّز جدران الكنيسة بسماكتها وزخرفتها الغنية بالنقوش والأيقونات الدينية التي توثّق مراحل تاريخية متعاقبة. وشهدت الكنيسة تجديداً شاملاً في شكلها الحالي عام 1856، كما خضعت لعدة أعمال ترميم لاحقة، كان آخرها في عام 2020. ما هو أحد الشعانين؟ هو الأحد السابع من الصوم الكبير في التقويم المسيحي، ويُعد آخر أحد يسبق "الجمعة العظيمة"، التي تسبق بدورها الاحتفال بـ"أحد القيامة". يُحيي المسيحيون في هذا اليوم ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، حيث استُقبل من الجموع بأغصان النخيل والزيتون، وفرشوا له الطريق وحيّوه كملك، بحسب المعتقدات المسيحية. ماذا نعرف عن المسيحيين في غزة؟ يُشكّل المسيحيون في غزة أقلية صغيرة، قُدّر عددهم بنحو ألف نسمة قبل بدء الحرب منذ أكثر من عام ونصف، ويمثلون أقل من 0.05 في المئة من إجمالي السكان البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة. وينتمي نحو 70 في المئة من مسيحيي غزة إلى طائفة الروم الأرثوذكس، التي تتخذ من القدس مقراً كنسياً مركزياً، بينما ينتمي الباقون إلى طائفة اللاتين الكاثوليك. ويتوزع المسيحيون في مدينة غزة بين عدة أحياء، منها حي الرمال، والميناء الجنوبي، وتل الهوى، ويعملون في قطاعات مدنية متنوعة مثل التعليم، والوظائف الحكومية، والطب، والصياغة وغيرها. وتختلف أوضاع مسيحيي غزة عن من هم في باقي الأراضي الفلسطينية، بفعل الأوضاع المعيشية القاسية التي يفرضها الحصار، إضافة إلى صعوبة الحصول على تصاريح السفر التي تعيق تواصلهم مع عائلاتهم أو مشاركتهم في المناسبات الدينية خارج القطاع. فجر يوم أحد الشعانين، استيقظ السكان في غزة على قصف استهدف المستشفى الأهلي المعمداني القريب من كنيسة القديس بورفيريوس، حيث شنّت طائرة إسرائيلية غارة جوية فجر الأحد 13 أبريل/نيسان، ما أدى إلى تدمير قسم الطوارئ والاستقبال والصيدلية، وتوقف المستشفى عن العمل. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه استهدف "مجمعا للقيادة والسيطرة في شمال قطاع غزة كان يقع داخل مستشفى الأهلي المعمداني والذي استغله عناصر إرهابية من حماس للتخطيط والإشراف على تنفيذ مخططات إرهابية". ويقع المستشفى في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وتديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، ويُعد من أقدم مستشفيات المدينة، إذ تأسس عام 1882. تضرر من الهجمات الإسرائيلية في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023، أصاب صاروخ إسرائيلي أحد المباني الخارجية للكنيسة، ما أسفر عن مقتل 18 شخصاً، وإصابة آخرين. وأكد الجيش الإسرائيلي حينذاك أن جزءاً من الكنيسة تضرر في غارة، قال إنه نفذها على مركز قيادة عسكرية قريب لحماس. وقال إنه يؤكد "بشكل لا لبس فيه أن الكنيسة لم تكن هدفاً للهجوم"، وأن الحادث "قيد المراجعة". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليور هايات، لبي بي سي إن ما حدث كان "أضراراً جانبية" بعد أن شنت إسرائيل "هجوما على البنية التحتية لحماس التي كانت قريبة جدا من الكنيسة"، على حد قوله. وفي يوليو/ تموز من عام 2024، تعرضت الكنيسة لهجوم إسرائيلي. وأشارت تقارير واردة من داخل الكنيسة إلى سقوط قنبلتين أو صاروخين على الطابق الأول من المبنى، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص على الأقل. وأضافت أن الانفجارات ناجمة عن قذائف مدفعية عيار 155 ملم، أطلقتها مدفع هاوتزر ذاتي الحركة من طراز M109 تابعة للجيش الإسرائيلي. وأدان مجلس الكنائس العالمي (WCC) "تعرّض كنيسة القديس بورفيريوس للاعتداءات الإسرائيلية للمرة الثانية على التوالي". كما استنكرت منظمة اليونسكو "الاعتداء على الكنيسة"، ودعت إلى ضرورة عدم استهداف الممتلكات الثقافية والدينية، أو استخدامها لأغراض عسكرية، باعتبارها بنية تحتية مدنية.

سكان غزة يبنون مساكن من ركام وطين
سكان غزة يبنون مساكن من ركام وطين

الزمان

time١٨-١١-٢٠٢٤

  • الزمان

سكان غزة يبنون مساكن من ركام وطين

خان يونس (الاراضي الفلسطينية) (أ ف ب) – في قطاع غزة الذي دمرته الحرب المستمرة منذ أكثر من عام وأعادته 70 عاما إلى الوراء، يقوم فلسطينيون بترميم منازلهم بما تيسر من مواد تحسبا من برد الشتاء. وسط الأنقاض يخلط عبد الرحمن أبو عنزة الطين بالماء وبيديه يوزع الخليط لبناء جدار جديد بالحجارة المتبقية من منزله الذي سُوي بالأرض. ويقول وهو يعتمر قبعة ليحمي نفسه من أشعة الشمس في يوم خريفي 'كان منزلنا قديما جدا ويعود إلى عام 1936'. وصرح لوكالة فرانس برس 'تمكنا من جمع هذه الحجارة لإعادة بناء جدار يحمينا ومن ثم سنعيد بناء المنزل بأكمله'. وتنتشر من حوله مبان لم يتم الانتهاء من تشييدها بعد ولكنها تضررت بسبب الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من عام. وتماما مثل عبد الرحمن أبو عنزة، يستخدم العديد من سكان مدينة خان يونس الواقعة جنوب قطاع غزة، الوسائل الضئيلة المتاحة لترميم منازلهم مع بدء انخفاض درجات الحرارة. ويتذكر كثيرون كيف غمرت في الشتاء الماضي مياه الأمطار خيام آلاف النازحين بسبب القتال، مما جعلهم يرتجفون في ليالي القطاع الساحلي عالية الرطوبة. – 'حياة بدائية' – قبل الحرب، كانت مواد البناء بالكاد تصل إلى قطاع غزة بعد أن فرضت السلطات الإسرائيلية قيودا صارمة على استيراد الأسمنت خشية من أن تستخدمه الجماعات المسلحة لبناء الأنفاق. وحاليا أصبحت هذه المواد محظورة كليا، ودعت العديد من منظمات الإغاثة الدولية منذ الصيف إلى إدراجها مجددا على قائمة المواد المصرح بها تحسبا للبرد القادم. من جهته يقول محمد شانينو 'ليس هناك اسمنت، فالبديل، رجعنا إلى ما قبل 70 سنة، لأيام اجدادنا للطين، وبنينا بالطين'. ويضيف مشيرا إلى منزله المؤلف من ثلاث طبقات الذي تحول إلى ركام 'الطين جيد ونحن مستعدون لنعيش (بمساكن مبنية بالطين) 20 سنة'. ويتابع 'أعادونا إلى حياة بدائية. إلى 60 أو 70 سنة خلت'. ويقول هذا الفلسطيني صاحب اللحية البيضاء إنه استعاد حوالي 700 قطعة حجرية من منزله السابق لإعادة بناء غرفة واحدة أصغر حجما يعيش فيها الآن مع جميع أفراد الأسرة. ويوضح 'يقول أولادي إن الجو أكثر دفئا من داخل الخيمة'. ولبناء السقف استخدم شانينو الصفائح المعدنية والقماش المشمع، وترك في الجدار فتحة كبيرة هي بمثابة نافذة تغطيها ستارة رقيقة. ولكن الجدران المتصدعة لا تصد الرياح التي تتسلل عبرها وتعصف بالغرفة من كل حدب وصوب. – براعة خارقة – على مواقع التواصل الاجتماعي، تتم مشاركة مقاطع فيديو لأعمال البناء هذه للتعامل مع الوضع الإنساني المأساوي في غزة، للإشادة ببراعة سكان غزة المشهود لها بعد الحروب المتكررة التي شهدها القطاع. وفي التعليقات، يستحضر البعض بين الإعجاب والمرارة، عبارة منسوبة للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن صمود شعبه 'يا جبل ما يهزك ريح، يا شعب الجبارين'. في غزة، لا تنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء عن 6 درجات مئوية، لكن معدلات الرطوبة تشكل التحدي الرئيسي وتتسرب عبر الملابس التي لا تجف في مثل هذه الظروف المعيشية الهشة. تؤكد مجموعة Global Shelter Cluster غير الحكومية العاملة في مجال الإيواء، في توصياتها الخاصة بفصل الشتاء 'عندما يكون الأمر ممكنا فإن ترميم المنازل الموجودة هو النهج الأكثر فعالية لأن ذلك يسمح بإعادة بناء حاجز حراري موجود أصلا'. وقبل بعض سكان قطاع غزة منذ زمن بفكرة العيش في منازل موقتة بسبب نقص مواد البناء. وتشير نداء الجرن وهي حافية القدمين، إلى الملجأ المتواضع الذي تسكن فيه. وتقول 'هذه الغرفة مبنية من حجارة اخذناها من البيوت التي تهدمت واستصلحنا منها وبنيناها بالطين حتى نعيش'.

هل تنوي إسرائيل تنفيذ "خطة الجنرالات" شمالي قطاع غزة؟
هل تنوي إسرائيل تنفيذ "خطة الجنرالات" شمالي قطاع غزة؟

شفق نيوز

time١١-١٠-٢٠٢٤

  • شفق نيوز

هل تنوي إسرائيل تنفيذ "خطة الجنرالات" شمالي قطاع غزة؟

كلما ورد ذكر جباليا ومخيمها للاجئين في شمال قطاع غزة، أتذكر تلك الأيام التي كنت أجول فيها في هذه المنطقة، قبل أن أغادر القطاع كله قبل شهور قليلة، في غمار الحرب الدائرة في أراضيه. وقتذاك، كنت أشتم بمجرد اقترابي من مدخل منطقة الفالوجا في المخيم، والتي كانت تعج بالحياة وبمختلف أنواع المحال التجارية، رائحة المخبوزات الطازجة، التي تفوح من مخبز كان يشتهر هناك بمخبوزاته الساخنة المحشوة بالشيكولاته الذائبة، والمعروفة محليا بـ " العوقاه". لكنني علمت قبل أيام، أن المخبز تعرض للقصف، خلال العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في جباليا ومناطق أخرى من شمال قطاع غزة، ما أدى لاشتعال النيران فيه، إلى أن التهمته عن بكرة أبيه. فشلت طواقم الدفاع المدني، في الوصول إليه بسبب هذه العملية العسكرية، وهو ما حوَّل رائحة المخبوزات إلى مزيج من روائح النار والبارود والرماد من أثر الحريق. ويضم شمال غزة مناطق بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا. نداءات استغاثة متواصلة وفي غمار هذه العملية، وهي الثالثة من نوعها في المناطق الشمالية من قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، تتوالى نداءات الاستغاثة التي تصلني من جباليا، مسقط رأسي الذي كنت أعيش فيه قبل مغادرتي لغزة. من بينها رسالة وصلتني من صديق لي يُدعى محمد النجار، روى فيها كيف فشل في تهدئة روع أطفاله، بعدما أصابتهم أصوات الانفجارات القوية المحيطة بهم بالرعب، نظرا لأنه هو نفسه أصيب بالخوف والهلع، بعدما سقطت بعض القذائف أسفل المنزل. وحالت هذه النوبة من الخوف دون أن يتمكن حتى من تفقد منزله، للتعرف على ما لحق به من أضرار. ولا يختلف ما يقوله باقي السكان، ممن ينشرون استغاثاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام المحلية في غزة، عما استمعت له من صديقي. فهم يقولون إنهم يعيشون حاليا، ما وصفوه بـ "أهوال يوم القيامة"، جراء القصف الجوي والمدفعي، وذلك الذي تشنه الزوارق الحربية، بجانب إطلاق النار من الدبابات خلال تقدمها في أحياء المنطقة، ما أثار حالة من الرعب والخوف الشديديْن في صفوف من تبقى من سكان شمال غزة. ويطالب هؤلاء السكان العالم، بالعمل على تأمين ممرات آمنة لهم، للخروج بسلام من جباليا، قائلين إن الجيش الإسرائيلي يطالبهم بالإخلاء الفوري، ويقوم في الوقت ذاته، بإطلاق النار على كل من يخرج من المنطقة على حد تعبيرهم، بل ويشيرون مثلا إلى أن عشرة نازحين قُتِلوا مؤخرا برصاص طائرات مُسيَّرة، أثناء محاولتهم الخروج من مخيم جباليا. وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام العربية، في تغريدة على موقع إكس مخاطبا سكان جباليا تحديدا إن عليهم مغادرة منازلهم والمآوي التي يتواجدون فيها فورا، موضحا أن "العمل توقف مؤقتا لكن النيران ستستأنف من جديد قريبا". ودعا أدرعي السكان إلى التحرك عبر شارع "الترنس" إلى شارع صلاح الدين فقط والانتقال جنوبا، قائلا إن "التحرك جنوبا في محور آخر قد يعرضكم للخطر. هذه فرصتكم". ويقول الجيش الإسرائيلي إن تطويق قواته لجباليا، يأتي بعد تقييم أفاد بأن حركة حماس تعيد بناء قدراتها هناك. ويشير إلى أن سلاح الجو التابع له يضرب عشرات "الأهداف العسكرية" في هذه المدينة، من أجل مساعدة القوات البرية العاملة هناك. وفي سياق حديثه عن هذه العمليات، يقول الجيش الإسرائيلي إن هناك معلومات استخباراتية تفيد بـ "وجود إرهابيين وبنى إرهابية في المنطقة، إلى جانب محاولات لترميم بنى إرهابية من قبل حماس". ومن جهته، يتهم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، الجيش الإسرائيلي بفرض "حصار مطبق" على شمال قطاع غزة، ما يعزله عن مدينة غزة بشكل كامل. ويقول إن الجيش يمنع منذ أيام دخول الإمدادات الأساسية للمناطق الشمالية، ما يهدد – كما يشير الجهاز - حياة الفلسطينيين الموجودين هناك. وبحسب الدفاع المدني الفلسطيني، لا تزال عشرات الجثث ملقاة في الطرقات شمالي القطاع، دون أن يتم انتشالها "بسبب القصف الإسرائيلي المستمر والعنيف". ويتهم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني الجيش الإسرائيلي كذلك، بتدمير البنية التحتية في جباليا، ما يجعل التنقل عبر أنحائها أمرا شبه مستحيل، محذرا في الوقت ذاته من أن ما وصفه بـ "إجبار" المستشفيات في شمالي القطاع على إجلاء من فيها سوف يتسبب في انهيار كامل للنظام الصحي، ما يفاقم معاناة الفلسطينيين الموجودين في هذه المنطقة. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد قالت، قبل أيام، إن القوات الإسرائيلية تحاصر المستشفيات الرئيسية الثلاثة، في محافظة شمال قطاع غزة، وهي "كمال عدوان" و"الإندونيسي" و"العودة"، وتطالب بإخلائها فورا، لا سيما مستشفى "كمال عدوان". وقال مدير هذا المستشفى، حسام أبو صفية، إنه تلقي ما وصفه بـ "اتصال وتهديد مباشر" من ضابط في الجيش الإسرائيلي، طالبه فيه بالخروج مع كل الموجودين في تلك المنشأة الطبية "وإلا فإنهم يعرضون حياتهم للخطر"، على حد تعبير أبو صفية. موجات النزوح تتواصل خلال الأيام الأولى للعملية العسكرية الإسرائيلية الحالية في شمالي قطاع غزة، نزح آلاف السكان وتفرقوا في مناطق القطاع الأخرى. لكنّ آلافا آخرين، لا يزالون داخل بيوتهم أو ما تبقى منها، رغم توجيه الجيش الإسرائيلي نداءات لهم لمطالبتهم بالمغادرة، سواء عبر منشورات تلقيها الطائرات، أو من خلال رسائل مسجلة موجهة عبر الهواتف. أولئك السكان يقولون إنهم لا يؤمنون بوجود أي مكان آمن في القطاع، ويتشككون أيضا في مصداقية ما يعلنه الجيش، عن وجود "ممرات آمنة" تكفل لهم الخروج بسلام، مشيرين إلى أن الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية، تسيطر على غالبية مفترقات الطرق الرئيسية. كما يقول سكان متبقون في محافظة شمال غزة، إن طائرات الاستطلاع، التي تُعرف بـ "الكواد كابتر"، تطلق النار على كل من يتحرك في مناطق تلك المحافظة، وسط قصف لا يتوقف من الجو والبر، بحسب تعبيرهم. وفي منشور عبر منصة "إكس" قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن "ما لا يقل عن 400 ألف شخص محاصرون" في شمال قطاع غزة، معتبرا أن "أوامر الإخلاء الإسرائيلية تجبر الناس على الفرار مرارا وتكرارا، خصوصا من مخيم جباليا". وأضاف لازاريني في تدوينته، أن عددا كبيرا من الفلسطينيين يرفضون الإخلاء، "لأنهم يعرفون جيدا أن لا مكان آمن في قطاع غزة". كما أشار إلى أن تواصل القصف الإسرائيلي يهدد تنفيذ المرحلة الثانية، من حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال بقطاع غزة، وهي الحملة التي كانت مرحلتها الأولى قد نُفِذَت في وسط القطاع، في مطلع سبتمبر/أيلول الماضي. "خطة الجنرالات" تثير العمليات العسكرية الإسرائيلية الحالية في شمالي قطاع غزة تساؤلات، حول ما إذا كانت تمثل بداية فعلية لتنفيذ ما يُعرف بـ "خطة الجنرالات" في هذه المنطقة، عبر إجبار سكانها على مغادرتها. وتستهدف الخطة، التي قدمها جنرالات سابقون في الجيش الإسرائيلي على رأسهم الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، السعي للقضاء بشكل كامل على أي وجود لحركة حماس شمالي القطاع، من خلال إفراغ هذه المنطقة تماما من سكانها. وتتحدث الخطة، وفقا لما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، عن تحويل شمالي قطاع غزة إلى "منطقة عسكرية مغلقة"، ومنع دخول المساعدات الإنسانية إليها بعد إجلاء السكان منها. وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد قالت، في وقت سابق، إن نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت صدَّقا على دراسة العمليات، التي يمكن تنفيذها في شمالي غزة على أساس هذه الخطة. ونُقِلَ عن رئيس الحكومة الإسرائيلية قوله، خلال جلسة مغلقة في الكنيست عُقِدَت قبل أسابيع، إنه يدرس تلك الخطة واصفا إياها بـ "المنطقية". وبحسب مسؤولين محليين في مناطق شمالي قطاع غزة، أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي نُفِذَت في هذه المناطق منذ نشوب الحرب، إلى تدمير أكثر من ثمانين في المئة من البنية التحتية هناك، علاوة على قتل وجرح آلاف الأشخاص، وفقا لتقديراتهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store