
خوارزمية ذكية تنقذ «الطائر الغامض» من الانقراض
في محاولة جريئة لإعادة الأمل في بقاء أحد أكثر الطيور ندرة في العالم، استعانت مؤسسة "كولوسال" غير الربحية بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتتبع حمامة منقار الأسنان، الطائر المهدد بالانقراض بشدة والذي يُعرف بلقب "الدودو الصغير".
وبالتعاون مع جمعية Samoa Conservation Society، طورت المؤسسة التابعة لشركة "Colossal Biosciences" خوارزمية متقدمة في مجال الصوتيات الحيوية، تعتمد على تمييز نداءات هذا الطائر النادر وسط الضوضاء الطبيعية في الغابات المطيرة بجزر ساموا، وفقًا لما نقله موقع Mashable المتخصص في أخبار التكنولوجيا.
الطائر الغامض، الذي لا يوجد في العالم إلا في ساموا، يُعد من أقرب الكائنات الحية المتبقية إلى طائر الدودو المنقرض، ويُشكّل رمزًا وطنيًا في بلاده، حيث يُعرف أيضًا باسم مانوميا.
ولم يتم رصد أي مشاهدة مؤكدة له منذ سنوات، ما جعله على حافة الاختفاء الكامل.
وفي مارس/آذار 2024، حدث ما يشبه المعجزة، حين تمكن أحد أفراد الفريق الميداني من تسجيل أول مشاهدة واضحة للطائر منذ عقود، وهو ما اعتبر إنجازا ثمينا يعيد الأمل في إمكانية الحفاظ عليه.
تحدي الباحثين تمثل في ندرة البيانات المتاحة لتدريب الخوارزمية.
لم يكن لديهم سوى تسجيل صوتي واحد مدته خمس دقائق يحتوي على ثلاث نداءات فقط للطائر، سُجلت في حديقة حيوان برلين في الثمانينيات من القرن الماضي.
ورغم ضآلة العينة، نجحت "كولوسال" في ابتكار خوارزمية تعلّم آلي قادرة على التمييز بدقة تصل إلى 95% بين نداء حمامة منقار الأسنان والأصوات البيئية الأخرى.
واعتمدت المؤسسة على تسجيلات من ساموا الأمريكية، حيث لا توجد حمامة منقار الأسنان، كبيئة "تحكم" لفصل الأصوات الأخرى وتصفيتها، ما ساعد في تعزيز دقة الخوارزمية رغم محدودية البيانات.
الهدف من هذه التقنية يتجاوز مجرد توثيق طائر نادر؛ إذ تأمل "كولوسال" أن يُمهّد هذا النجاح الطريق لاستخدام الذكاء الاصطناعي في حماية أنواع أخرى من الكائنات المهددة بالانقراض، من خلال أدوات تتبع دقيقة وغير تدخلية.
وبتطور هذه الخوارزميات، قد نشهد مستقبلًا يتقاطع فيه الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على الحياة البرية، ليس لإنقاذ طائر واحد فقط، بل لإعادة التوازن إلى منظومات بيئية بأكملها.
aXA6IDgyLjIzLjIwOC4xMzYg
جزيرة ام اند امز
GB
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 4 ساعات
- العين الإخبارية
ظاهرة فلكية فريدة تزيّن سماء الوطن العربي مساء اليوم الأحد
تشهد سماء الوطن العربي تشهد مساء اليوم الأحد 1 يونيو/ حزيران 2025، ظاهرة فلكية بارزة، تتمثل في اقتران القمر بكوكب المريخ بعد غروب الشمس مباشرة. يظهر الكوكب الأحمر بالقرب من القمر مباشرة بعد غروب الشمس، في مشهد يمكن متابعته بسهولة بالعين المجردة، شريطة صفاء الأجواء وخلو الأفق من العوائق الطبيعية أو الصناعية. توقيت الظاهرة وموقع الرصد وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة، عبر منشور لها على صفحتها الرسمية في موقع "فيسبوك"، أن الظاهرة تبدأ عند الساعة 7:27 مساءً بالتوقيت المحلي، حيث يُنصح بمتابعة السماء في الاتجاه الغربي، إذ يكون القمر والمريخ مرتفعين بنحو 62 درجة فوق الأفق الغربي، ويشكّلان ثنائيًا لافتًا يمكن رؤيته بالعين المجردة. المسافة بين الجرمين وشروط الرؤية وسيفصل بين القمر والمريخ مسافة زاوية تبلغ نحو 2.46 درجة، ما يجعل من السهل رصدهما معًا في مجال الرؤية باستخدام المناظير أو التلسكوبات الصغيرة. وتشير التقديرات إلى أن القمر سيكون مضاءً بنسبة تقارب 32%، بينما يظهر المريخ بلونه الأحمر المميز على هيئة نجم لامع لا يومض، وهو ما يميّزه عن النجوم الحقيقية التي يظهر عليها الوميض. السبب العلمي للون المريخ والمسافة عن الأرض ويُعرف كوكب المريخ بلونه الأحمر الناتج عن غبار أكسيد الحديد المنتشر على سطحه، ويبلغ متوسط المسافة بينه وبين الأرض حوالي 225 مليون كيلومتر. وبسبب موقعه الظاهر بجانب القمر هذه الليلة، سيكون من السهل تحديد موقعه دون الحاجة إلى أدوات رصد معقدة. ظروف الرؤية هذه الليلة وبحسب الجمعية الفلكية، فإن مثل هذه الظواهر تتكرر دوريًا، لكنها لا تكون دائمًا واضحة للرؤية كما هو متاح الليلة، إذ تتوفر هذه المرة ظروف مناسبة من حيث التوقيت والموقع ودرجة الإضاءة، ما يمنح المهتمين برصد السماء فرصة لمتابعة المشهد النادر. توصيات لهواة التصوير ولمحبي التصوير الفلكي، تنصح الجمعية باستخدام عدسة مقاس 200 ملم أو أكثر لتوثيق المشهد، مع ضرورة تثبيت الكاميرا على حامل ثلاثي لضمان ثبات الصورة، ولا حاجة لاستخدام فلاتر ضوئية خاصة. دعوة لمتابعة الظاهرة واختتمت الجمعية الفلكية بيانها بالتأكيد على أن هذه الظواهر السماوية تُعد فرصة للتأمل العلمي والاستمتاع بجمال السماء، داعية المهتمين وهواة الفلك إلى عدم تفويت هذه اللحظة الفريدة، والاستعداد لرؤية هذا الاقتران الذي يزين صفحة السماء في لوحة بصرية تستحق المشاهدة. aXA6IDMxLjU4LjI3LjEyNCA= جزيرة ام اند امز GB


العين الإخبارية
منذ 2 أيام
- العين الإخبارية
زراعة الأشجار لتبريد الكوكب.. «حل ضروري» لا يكفي لوقف تدهور المناخ
يبحث البشر اليوم عن طرائق فعّالة لحل تلك الأزمة المناخية والحد من الانبعاثات الدفيئة، وتأتي زراعة الأشجار كأحد أبرز الحلول المطروحة. وتقوم الأشجار بعملية البناء الضوئي، وتمتص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، محولة إياه إلى غذاء وكربون عضوي تخزنه؛ ما يقلل من نسبة الغاز الدفيء الأشهر في الغلاف الجوي. وبالفعل ظهرت العديد من المبادرات التي تدعو لزراعة الأشجار على نطاقات واسعة. لكن السؤال الأهم، هل زراعة الأشجار كافية لتبريد الكوكب والحد من تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري؟ هذا بالضبط ما عكف على دراسته مجموعة بحثية من جامعة كاليفورنيا (ريفرسايد) في الولايات المتحدة الأمريكية، ووجدوا أنّ إعادة زراعة الأشجار والغابات من شأنه أن يساعد في تبريد الكوكب نعم، لكن هذا ليس كافيًا للحد من الاحترار الناتج عن الأنشطة البشرية. ونشر الباحثون فقد يعود تاريخ تفاقم الاحتباس الحراري إلى عصر الثورة الصناعية، ويرجع هذا إلى الأنشطة البشرية التي اعتمدت بصورة أساسية على مصادر الطاقة غير المتجددة، مثل الوقود الأحفوري، لكن بالتزامن مع ذلك، تعرضت الأشجار والغابات إلى قطع جائر من أجل خدمة الأنشطة البشرية أيضًا، ما تسبب في فقدان نحو 3 تريليونات شجرة حتى الآن منذ الثورة الصناعية، وهذا يعني أنّ الكوكب فقد ما يقرب من نصف أشجاره. تفاعلات كيميائية ركزت الدراسات السابقة في هذا الصدد على قدرة الأشجار على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، لكن هذه الدراسة ركزت بصورة أعمق على تأثير الأشجار على التفاعلات الكيميائية المؤثرة على التركيب الكيميائي للغلاف الجوي ما يعزز عملية التبريد؛ إذ تُطلق الأشجار بصورة طبيغية مركبات تُعرف باسم "المركبات العضوية المتطايرة الحيوية" (BVOCs)، وتتفاعل تلك المركبات مع غازات أخرى؛ فتكون جزيئات قادرة على عكس ضوء الشمس وفي نفس الوقت تساهم في تكوين السحب، ما يساعد في النهاية على تبريد الغلاف الجوي. فوائد غير متساوية وجدت الدراسة أنّ أشجار الغابات الاستوائية تعمل بكفاءة أعلى في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وتنتج كميات أكبر من المركبات العضوية المتطايرة، ما يعني أنها تنتج تأثيرات تبريد أقوى. أما في نصف الكرة الشمالي؛ فهناك انخفاض بنسبة 2.5% في غبار الغلاف الجوي. وهذا يعني أنّ جودة الهواء متدهورة. وخلص الباحثون إلى أنّ استعادة الغابات إلى مستواها في عصر ما قبل الصناعة، من شأنه أن يُخفض متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار 0.34 درجة مئوية، وهذا يُعادل ربع الاحترار الذي شهده كوكب الأرض حتى الآن. لكن هذا لا يعني أنّ عملية زراعة الأشجار لا جدوى منها، بل إنها خطة مهمة، لكنها ليست كافية، وهناك العديد من الإجراءات اللازمة لإعادة زراعة الأشجار في المناطق التي كانت فيها سابقًا. aXA6IDM4LjIyNS40LjE2OCA= جزيرة ام اند امز SE


العين الإخبارية
منذ 2 أيام
- العين الإخبارية
خوارزمية ذكية تنقذ «الطائر الغامض» من الانقراض
في محاولة جريئة لإعادة الأمل في بقاء أحد أكثر الطيور ندرة في العالم، استعانت مؤسسة "كولوسال" غير الربحية بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتتبع حمامة منقار الأسنان، الطائر المهدد بالانقراض بشدة والذي يُعرف بلقب "الدودو الصغير". وبالتعاون مع جمعية Samoa Conservation Society، طورت المؤسسة التابعة لشركة "Colossal Biosciences" خوارزمية متقدمة في مجال الصوتيات الحيوية، تعتمد على تمييز نداءات هذا الطائر النادر وسط الضوضاء الطبيعية في الغابات المطيرة بجزر ساموا، وفقًا لما نقله موقع Mashable المتخصص في أخبار التكنولوجيا. الطائر الغامض، الذي لا يوجد في العالم إلا في ساموا، يُعد من أقرب الكائنات الحية المتبقية إلى طائر الدودو المنقرض، ويُشكّل رمزًا وطنيًا في بلاده، حيث يُعرف أيضًا باسم مانوميا. ولم يتم رصد أي مشاهدة مؤكدة له منذ سنوات، ما جعله على حافة الاختفاء الكامل. وفي مارس/آذار 2024، حدث ما يشبه المعجزة، حين تمكن أحد أفراد الفريق الميداني من تسجيل أول مشاهدة واضحة للطائر منذ عقود، وهو ما اعتبر إنجازا ثمينا يعيد الأمل في إمكانية الحفاظ عليه. تحدي الباحثين تمثل في ندرة البيانات المتاحة لتدريب الخوارزمية. لم يكن لديهم سوى تسجيل صوتي واحد مدته خمس دقائق يحتوي على ثلاث نداءات فقط للطائر، سُجلت في حديقة حيوان برلين في الثمانينيات من القرن الماضي. ورغم ضآلة العينة، نجحت "كولوسال" في ابتكار خوارزمية تعلّم آلي قادرة على التمييز بدقة تصل إلى 95% بين نداء حمامة منقار الأسنان والأصوات البيئية الأخرى. واعتمدت المؤسسة على تسجيلات من ساموا الأمريكية، حيث لا توجد حمامة منقار الأسنان، كبيئة "تحكم" لفصل الأصوات الأخرى وتصفيتها، ما ساعد في تعزيز دقة الخوارزمية رغم محدودية البيانات. الهدف من هذه التقنية يتجاوز مجرد توثيق طائر نادر؛ إذ تأمل "كولوسال" أن يُمهّد هذا النجاح الطريق لاستخدام الذكاء الاصطناعي في حماية أنواع أخرى من الكائنات المهددة بالانقراض، من خلال أدوات تتبع دقيقة وغير تدخلية. وبتطور هذه الخوارزميات، قد نشهد مستقبلًا يتقاطع فيه الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على الحياة البرية، ليس لإنقاذ طائر واحد فقط، بل لإعادة التوازن إلى منظومات بيئية بأكملها. aXA6IDgyLjIzLjIwOC4xMzYg جزيرة ام اند امز GB