logo
جمال قاتل: عندما تصبح التكنولوجيا لصا للإبداع

جمال قاتل: عندما تصبح التكنولوجيا لصا للإبداع

في لحظة مأساوية ساحرة، تحترق مكتبة قديمة، فتتطاير أوراقها في الهواء كطيور مهاجرة، تحمل بين صفحاتها أحلام المبدعين وكلماتهم، قبل أن تلتهمها النيران. الجمال الكامن في هذه الفاجعة لا يخفي الحقيقة المُرّة: ليس كل ما يبهر العين بريئًا. تمامًا كما تُبهرنا التكنولوجيا، فإنها تحمل في طياتها خطرًا غير مرئي؛ سرقة الإبداع.
ما يحدث اليوم لاستوديو جيبلي، أحد أعمدة صناعة الأنمي، مثال صارخ على ذلك. فقد استغل مستخدمو منصات الذكاء الاصطناعي قوة هذه الأدوات لتحويل صورهم إلى أنماط أنمي مطابقة لأسلوب 'جيبلي'، دون إذن أو تعويض. وفي الوقت الذي يقف فيه مبدعو الاستوديو عاجزين عن فعل شيء، تستغل منصات الذكاء الاصطناعي ثغرات قانونية تعفيها من الملاحقة، ما يطرح سؤالًا محوريًا: هل التكنولوجيا أداة مدمرة أم وسيلة لحماية حقوق المبدعين؟
كيف تسرق التكنولوجيا الإبداع؟
شهد الذكاء الاصطناعي تطورًا مذهلًا، حيث بات قادرًا على استنساخ وتحسين المحتوى الفني والأدبي والموسيقي. من كتابة القصائد بأسلوب شكسبير إلى توليد لوحات بأسلوب فان جوخ، أصبحت الآلات تتقن تقليد الأساليب البشرية. ولكن، بأي ثمن؟
الشركات التقنية الكبرى، مثل 'جوجل' و 'ميتا'، تجمع كميات هائلة من البيانات، مستخدمة أعمال المبدعين دون إذنهم أو تعويضهم. هذه الشركات تدرب خوارزمياتها على إنتاج محتوى جديد مبني على أعمال الآخرين، ما يثير تساؤلات أخلاقية وقانونية حول شرعية هذا الاستغلال.
هل تتغير القيم الليبرالية؟
لطالما شكلت حماية الملكية الفكرية حجر الأساس في الفلسفة القانونية الأمريكية، لكن صعود الشركات التقنية العملاقة حوّلها إلى قوى اقتصادية وسياسية قادرة على إعادة تعريف هذه القيم. هل يمكن اعتبار المحتوى الإبداعي ملكية عامة بمجرد تحوله إلى بيانات رقمية؟ أم أن قوانين الملكية الفكرية باتت تُشكل عقبة أمام التقدم التكنولوجي؟
من يدفع الثمن؟
المبدعون هم أول من يدفع الثمن. تخيل فنانًا رقميًا يقضي سنوات في تطوير أسلوبه، ليجد فجأة أن خوارزمية قد استنسخته وأصبح عمله متاحًا مجانًا. الحوافز المالية للإبداع تتضاءل؛ ما يهدد بتراجع جودة الإنتاج الفني والأدبي، ويفرض واقعًا جديدًا حيث تحكم الخوارزميات ذوق السوق. (اقرأ المقال كاملا بالموقع الإلكتروني).
كيف نحمي حقوق المبدعين؟
تطوير القوانين: يجب تحديث القوانين لمواكبة التطورات التكنولوجية، وفرض ضوابط على استخدام الذكاء الاصطناعي للأعمال الإبداعية.
إلزام الشركات التقنية بالتعويض: يجب أن تدفع هذه الشركات تعويضات عادلة للمبدعين الذين تُستخدم أعمالهم في تدريب الذكاء الاصطناعي.
التوعية الأخلاقية: لا بد من توعية الجمهور بمخاطر استهلاك المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي، وتشجيع الضغط الاجتماعي على الشركات لاحترام حقوق المبدعين.
الوعي هو السلاح الأقوى: علينا قراءة شروط الاستخدام، والتفكير قبل تحميل أي تطبيق، والاستفادة من إعدادات الخصوصية لحماية بياناتنا.
بيت الأفكار يجب أن يصمد
الإبداع بيت هش من الأفكار، وأي انتهاك لحقوق الملكية الفكرية هو شرارة قد تشعل هذا البيت. التكنولوجيا ليست عدوًا، لكنها تحتاج إلى ضوابط تمنع تحولها إلى أداة نهب ثقافي وفكري. المبدعون والمشرعون مطالبون باتخاذ موقف واضح لحماية الإبداع، ليس فقط من أجل الفن، بل من أجل الحفاظ على جوهر الإنسانية في مواجهة زحف الآلات.
لوجهك قيمة، ولأفكارك كذلك. الخدمات المجانية مثل تحديث 'ChatGPT' قد تبدو مغرية، لكنها تأتي بثمن خفي قد لا نراه إلا بعد فوات الأوان. حماية بياناتنا ليست مسؤولية الحكومات والشركات فقط، بل تبدأ منا كأفراد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أفضل أنشطة رومانسية للأزواج في أمستردام بهولندا
أفضل أنشطة رومانسية للأزواج في أمستردام بهولندا

البلاد البحرينية

timeمنذ 3 أيام

  • البلاد البحرينية

أفضل أنشطة رومانسية للأزواج في أمستردام بهولندا

تُعد أمستردام وجهة ساحرة ومثالية للأزواج الباحثين عن أجواء رومانسية وذكريات لا تُنسى. من قنوات المياه التاريخية إلى المتاحف الفنية والحدائق الغنّاء، تقدم المدينة تجارب متعددة تناسب جميع الأذواق. فيما يلي مجموعة مختارة من أفضل الأنشطة التي يمكن للأزواج الاستمتاع بها خلال زيارتهم للعاصمة الهولندية. جولة رومانسية بقارب الدواسات في قنوات أمستردام تُعد قنوات المدينة من أشهر معالمها، ويمكن استكشافها عبر قوارب الدواسات التي توفر تجربة ممتعة وخاصة للأزواج. انطلق من محطة "سنترال" واستمتع بمشهد البيوت ذات الأسطح المتدرجة والقوارب السكنية، لا سيما في قناة "برينسينخراخت". مشاهدة فيلم في سينما باتيه توشينسكي تُعرف هذه السينما الفاخرة بطرازها المعماري الفني الفريد وتاريخها العريق منذ عام 1921. استمتع بتجربة سينمائية رومانسية في قاعة العرض الرئيسية المزينة برسومات وزخارف فنية مذهلة، حيث تعرض أفلاماً حديثة وأخرى فنية مستقلة. استكشاف المدينة بدراجة ترادفية أمستردام هي عاصمة الدراجات بلا منازع. استأجر دراجة ترادفية (ثنائية) لتعيش مع شريكك مغامرة ممتعة تتجولان خلالها بين شوارع المدينة، ولا تفوّت المرور عبر ممر الدراجات داخل متحف ريكز. أمسية جاز في بيمهاوس لمحبي الموسيقى، يقدم بيمهاوس حفلات جاز حية وعفوية، خصوصاً ليالي الثلاثاء التي تبدأ بورشة عمل تفاعلية ثم جلسة عزف جماعية مفتوحة عند الساعة 10 مساءً. المكان مثالي لعشاق الأجواء الهادئة والإبداعية. زيارة كنيسة ويستركيرك التاريخية تقع هذه الكنيسة في قلب المدينة وتُعرف ببرجها العالي 'ويسترتورن'. يمكنكم حضور حفلات الكاريلون الموسيقية المجانية التي تُقام أيام الثلاثاء ظهراً، أو ببساطة الاستمتاع بالهندسة المعمارية والفن داخل الكنيسة. الاسترخاء في حديقة فوندل بارك تمتد هذه الحديقة الخضراء على مساحة 120 فداناً وتُعتبر المكان المثالي لنزهة رومانسية أو ركوب الدراجات أو مشاهدة عروض موسيقية راقصة في الهواء الطلق خلال فصل الصيف في مسرح "أوبن لوخت". زيارة متحف فان جوخ يضم هذا المتحف أكبر مجموعة من أعمال الفنان الهولندي الشهير فينسنت فان جوخ. ستشاهدان لوحاته الشهيرة مثل "دوار الشمس" و"آكلو البطاطا"، بالإضافة إلى رسائله ومخطوطاته التي تكشف عن حياته المضطربة. رحلة ليوم كامل إلى منطقة بولينستريك لمن يعشق الطبيعة، يُوصى بزيارة منطقة حقول الزهور بين ليدن وهارلم خلال الربيع. يمكنكما ركوب الدراجة بين الحقول الملونة، ولا تفوتا زيارة حديقة كيوكنهوف في أبريل لرؤية ملايين التوليب المتفتحة. عشاء فاخر في أحد مطاعم المدينة أمستردام موطن للعديد من المطاعم الحائزة على نجمة ميشلان، والتي تقدم تجربة طعام راقية ومثالية للأزواج. مطعم "دي كاس" يتميز بمكوناته الطازجة من حديقته الخاصة، بينما يقدم "مون" تجربة طعام مع إطلالة بانورامية في برج A'DAM. حضور حفل موسيقي في كونستخر بَو (Concertgebouw) يُعتبر هذا المسرح الفاخر من أفضل قاعات الحفلات الموسيقية في أوروبا بفضل صوته الأكوسيتي المثالي. يمكنكما حضور عروض موسيقية راقية أو الاستمتاع بحفلات مجانية تقام في بعض ظهيرات الأربعاء. أفضل وقت للزيارة يُفضّل السفر إلى أمستردام في فصل الربيع (مارس إلى مايو) للاستمتاع بمشهد الزهور المتفتحة والأجواء اللطيفة التي تضيف سحرًا خاصًا لكل نشاط. تم نشر هذا المقال على موقع

جوجل تسخر من آبل.. هل يُعيد آيفون 17 تصميم كاميرا بيكسل؟
جوجل تسخر من آبل.. هل يُعيد آيفون 17 تصميم كاميرا بيكسل؟

الوطن

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • الوطن

جوجل تسخر من آبل.. هل يُعيد آيفون 17 تصميم كاميرا بيكسل؟

أصدرت جوجل إعلانًا جديدًا يسخر من آبل بسبب شائعات إعادة تصميم هاتفي آيفون 17 برو، وآيفون 17 برو ماكس، حيث يُعد هذا الإعلان جزءًا من حملة جوجل المستمرة التي تتبادل فيها هواتف بيكسل وآيفون الحديث، وهذه المرة، يُثير بيكسل الفضول لدى آيفون بشأن تصميم كاميرته الجديد. هل تقوم شركة أبل بنسخ جوجل؟ تشير التسريبات إلى أن هاتفي iPhone 17 Pro و Pro Max سيحصلان على تصميم جديد للكاميرا الخلفية يمتد على طول الجزء الخلفي كشريط، وسيحصل iPhone 17 Air أيضًا على شريط كاميرا، ولكنه سيحتوي على عدسة واحدة فقط، ومن المتوقع أن يحافظ الطراز الأساسي من iPhone 17 على تصميمه الحالي. ما وجهة نظر شركة جوجل؟ ترى جوجل في هذا نسخًا من آبل لشريط كاميرا بيكسل القديم، وأن آبل استعارت ميزة الرؤية الليلية التي كانت لدى جوجل قبل أن تُطلق الوضع الليلي، وكذلك ماجيك إيراسر، التي ألحقتها آبل لاحقًا بأداة تنظيف مشابهة. الإعلان يشغل منصات التواصل الاجتماعي لم ينتشر الإعلان بشكل واسع بعد، لكن محبي العلامتين التجاريتين بدأوا يتحدثون عنه على الإنترنت، حيث يعتقد البعض أن جوجل مُحقة في إبراز أوجه التشابه، بينما يعتقد آخرون أن الأمر جزء من تطور التكنولوجيا، فكل شركة تستعير أفكارها في مرحلة ما. واستخدمت جوجل هذا الشكل من الكلام في العديد من إعلاناتها الأخيرة، حيث يجده البعض مُسليًا، بينما يراه آخرون سخيفًا بعض الشيء.

جمال قاتل: عندما تصبح التكنولوجيا لصا للإبداع
جمال قاتل: عندما تصبح التكنولوجيا لصا للإبداع

البلاد البحرينية

time٠٣-٠٤-٢٠٢٥

  • البلاد البحرينية

جمال قاتل: عندما تصبح التكنولوجيا لصا للإبداع

في لحظة مأساوية ساحرة، تحترق مكتبة قديمة، فتتطاير أوراقها في الهواء كطيور مهاجرة، تحمل بين صفحاتها أحلام المبدعين وكلماتهم، قبل أن تلتهمها النيران. الجمال الكامن في هذه الفاجعة لا يخفي الحقيقة المُرّة: ليس كل ما يبهر العين بريئًا. تمامًا كما تُبهرنا التكنولوجيا، فإنها تحمل في طياتها خطرًا غير مرئي؛ سرقة الإبداع. ما يحدث اليوم لاستوديو جيبلي، أحد أعمدة صناعة الأنمي، مثال صارخ على ذلك. فقد استغل مستخدمو منصات الذكاء الاصطناعي قوة هذه الأدوات لتحويل صورهم إلى أنماط أنمي مطابقة لأسلوب 'جيبلي'، دون إذن أو تعويض. وفي الوقت الذي يقف فيه مبدعو الاستوديو عاجزين عن فعل شيء، تستغل منصات الذكاء الاصطناعي ثغرات قانونية تعفيها من الملاحقة، ما يطرح سؤالًا محوريًا: هل التكنولوجيا أداة مدمرة أم وسيلة لحماية حقوق المبدعين؟ كيف تسرق التكنولوجيا الإبداع؟ شهد الذكاء الاصطناعي تطورًا مذهلًا، حيث بات قادرًا على استنساخ وتحسين المحتوى الفني والأدبي والموسيقي. من كتابة القصائد بأسلوب شكسبير إلى توليد لوحات بأسلوب فان جوخ، أصبحت الآلات تتقن تقليد الأساليب البشرية. ولكن، بأي ثمن؟ الشركات التقنية الكبرى، مثل 'جوجل' و 'ميتا'، تجمع كميات هائلة من البيانات، مستخدمة أعمال المبدعين دون إذنهم أو تعويضهم. هذه الشركات تدرب خوارزمياتها على إنتاج محتوى جديد مبني على أعمال الآخرين، ما يثير تساؤلات أخلاقية وقانونية حول شرعية هذا الاستغلال. هل تتغير القيم الليبرالية؟ لطالما شكلت حماية الملكية الفكرية حجر الأساس في الفلسفة القانونية الأمريكية، لكن صعود الشركات التقنية العملاقة حوّلها إلى قوى اقتصادية وسياسية قادرة على إعادة تعريف هذه القيم. هل يمكن اعتبار المحتوى الإبداعي ملكية عامة بمجرد تحوله إلى بيانات رقمية؟ أم أن قوانين الملكية الفكرية باتت تُشكل عقبة أمام التقدم التكنولوجي؟ من يدفع الثمن؟ المبدعون هم أول من يدفع الثمن. تخيل فنانًا رقميًا يقضي سنوات في تطوير أسلوبه، ليجد فجأة أن خوارزمية قد استنسخته وأصبح عمله متاحًا مجانًا. الحوافز المالية للإبداع تتضاءل؛ ما يهدد بتراجع جودة الإنتاج الفني والأدبي، ويفرض واقعًا جديدًا حيث تحكم الخوارزميات ذوق السوق. (اقرأ المقال كاملا بالموقع الإلكتروني). كيف نحمي حقوق المبدعين؟ تطوير القوانين: يجب تحديث القوانين لمواكبة التطورات التكنولوجية، وفرض ضوابط على استخدام الذكاء الاصطناعي للأعمال الإبداعية. إلزام الشركات التقنية بالتعويض: يجب أن تدفع هذه الشركات تعويضات عادلة للمبدعين الذين تُستخدم أعمالهم في تدريب الذكاء الاصطناعي. التوعية الأخلاقية: لا بد من توعية الجمهور بمخاطر استهلاك المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي، وتشجيع الضغط الاجتماعي على الشركات لاحترام حقوق المبدعين. الوعي هو السلاح الأقوى: علينا قراءة شروط الاستخدام، والتفكير قبل تحميل أي تطبيق، والاستفادة من إعدادات الخصوصية لحماية بياناتنا. بيت الأفكار يجب أن يصمد الإبداع بيت هش من الأفكار، وأي انتهاك لحقوق الملكية الفكرية هو شرارة قد تشعل هذا البيت. التكنولوجيا ليست عدوًا، لكنها تحتاج إلى ضوابط تمنع تحولها إلى أداة نهب ثقافي وفكري. المبدعون والمشرعون مطالبون باتخاذ موقف واضح لحماية الإبداع، ليس فقط من أجل الفن، بل من أجل الحفاظ على جوهر الإنسانية في مواجهة زحف الآلات. لوجهك قيمة، ولأفكارك كذلك. الخدمات المجانية مثل تحديث 'ChatGPT' قد تبدو مغرية، لكنها تأتي بثمن خفي قد لا نراه إلا بعد فوات الأوان. حماية بياناتنا ليست مسؤولية الحكومات والشركات فقط، بل تبدأ منا كأفراد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store