logo
مقتل أول إمام مثلي الجنس في العالم بالرصاص في جنوب أفريقيا

مقتل أول إمام مثلي الجنس في العالم بالرصاص في جنوب أفريقيا

الوسط١٧-٠٢-٢٠٢٥

AFP via Getty Images
الإمام محسن هندريكس
قُتل محسن هندريكس، وهو شخصية رائدة أُطلق عليه لقب أول إمام مثلي الجنس في العالم، بالرصاص في جنوب أفريقيا.
وكان رجل الدين البالغ من العمر 57 عاماً مسؤولاً عن مسجدٍ في كيب تاون، الذي من المفترض به أن يكون ملاذاً آمناً للمسلمين المثليين وغيرهم من المهمشين. قُتل هندريكس صباح السبت بعد تعرض السيارة التي كان يستقلها لكمين بالقرب من مدينة جكيبرها الجنوبية (المعروفة سابقاً باسم بورت إليزابيث).
وقالت الشرطة في بيان: "خرج اثنان مشتبه بهما مجهولان بوجوه مغطاة من مركبة وبدأا إطلاق عدة أعيرة نارية على السيارة."
أثار نبأ وفاة هندريكس موجة من الصدمة في مجتمع "الميم عين-LGBTQ+" وخارجه، وتدفقت التعازي من جميع أنحاء العالم.
ودعت جوليا إيرت، المديرة التنفيذية للرابطة الدولية للمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والعابرين جنسياً والجنس البيني، السلطات إلى إجراء تحقيق شامل في قالت إنه: "ما نخشى أن يكون جريمة كراهية".
وقالت عن هندريكس إنه "دعم وأرشد العديد من الناس في جنوب أفريقيا وحول العالم في رحلتهم للتصالح مع إيمانهم، وكانت حياته شهادة على الشفاء الذي يمكن أن يجلبه التضامن بين المجتمعات إلى حياة الجميع".
قُتل هندريكس بعد أن أشرف على حفل زفاف للمثليات، على الرغم من عدم تأكيد ذلك رسمياً.
وظهرت تفاصيل الهجوم من خلال لقطات صورتها كاميرات مراقبة، وتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتُظهر اللقطات سيارة تتوقف وتعيق السيارة التي كان هندريكس يستقلها أثناء ابتعادها عن الرصيف. ووفقاً للشرطة، كان الإمام في المقعد الخلفي.
وتكشف زاوية لقطات كاميرات المراقبة ما حدث من جانب واحد من الطريق - حيث قفز المهاجم من السيارة وركض إلى السيارة التي تعرضت للهجوم وأطلق النار عدة مرات عبر النافذة الخلفية للسيارة.
وأكدت مؤسسة الغربة التي أسسها هندريكس، والتي تدير مسجد الغربة في ضاحية وينبرج في كيب تاون، أنه توفي في هجوم مستهدف صباح السبت 15 فبراير/شباط 2025.
لكن عبد المغيث بيترسن، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، ناشد عبر مجموعة واتساب متابعيهم للتحلي بالصبر، مؤكداً على أهمية حماية عائلة هندريكس.
تحدى عمل هندريكس التفسيرات التقليدية في الإسلام، ودافع عن إيمان رحيم وشامل.
وكان دستور جنوب أفريقيا بعد الفصل العنصري هو الأول في العالم الذي يحمي الناس من التمييز بسبب ميولهم الجنسية، وفي عام 2006، أصبحت أول دولة في أفريقيا تقنن زواج المثليين.
وعلى الرغم من مجتمع الميم-عين المزدهر، لا يزال أفراد هذا المجتمع يواجهون التمييز والعنف. كما أن البلاد لديها واحد من أعلى معدلات القتل في العالم.
وأعلن هندريكس عن مثليته الجنسية في عام 1996، مما صدم المجتمع الإسلامي الأوسع في كيب تاون وأماكن أخرى.
وفي نفس العام، أسس "الدائرة الداخلية - The Inner Circle"، وهي منظمة تقدم الدعم والمساحة الآمنة للمسلمين المثليين الذين يسعون إلى التوفيق بين إيمانهم وجنسهم، قبل أن يمضي قدماً في إنشاء مسجد الغربة الذي يتّصف بالشمولية.
كان هندريكس موضوع فيلم وثائقي في عام 2022 بعنوان "الراديكالي-The Radical"، وقال عن التهديدات التي واجهها: "كانت الحاجة إلى أن أكون صادقاً أكبر من خوفي من الموت".
وتحدث هندريكس كثيراً عن أهمية الحوار بين الأديان والحاجة إلى معالجة قضايا الصحة النفسية، والصدمات التي يواجهها أفراد مجتمع الميم-عين، داخل المجتمعات الدينية.
وقال في مؤتمر "إيلغا-Ilga" العالمي في كيب تاون العام الماضي: "من المهم أن نتوقف عن النظر إلى الدين باعتباره العدو".
وصف القس جيد ماكولي، وهو قس أنجليكاني مثلي الجنس، وفاة هندريكس بأنها "مفجعة حقاً".
وأشاد الناشط في حقوق مجتمع الميم-عين، البريطاني النيجيري بشجاعة هندريكس؛ الناشط الذي يدير منظمة (بيت قوس قزح-House of Rainbow)، وهي منظمة تقدم الدعم للأشخاص المثليين في نيجيريا حيث العلاقات المثلية غير قانونية.
وقال: "لقد تركت قيادتك وشجاعتك وتفانيك الثابت في المجتمعات الدينية الشاملة، علامة لا تمحى".
وقال صادق لوال، وهو رجل مسلم مثلي الجنس يعيش في نيجيريا، لـ بي بي سي إن هندريكس كان له تأثير كبير لأنه جعل "المستحيل ممكناً"، عندما صرح: "أنا إمام مثلي".
وقال "إنه مرشد لكثير من المسلمين المثليين في أفريقيا، وخاصة في نيجيريا، بسبب التطرف الديني".
وأضاف "ما زلت في حالة صدمة وحزن شديدين".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إدانة الفنان السينمائي الفرنسي جيرار دوبارديو بتهمة الاعتداء الجنسي
إدانة الفنان السينمائي الفرنسي جيرار دوبارديو بتهمة الاعتداء الجنسي

الوسط

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الوسط

إدانة الفنان السينمائي الفرنسي جيرار دوبارديو بتهمة الاعتداء الجنسي

Reuters الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو أُدين نجم السينما الفرنسية، جيرار دوبارديو، بتهمة الاعتداء الجنسي على امرأتين في موقع تصوير أحد الأفلام، وأصدرت محكمة باريس بحقه حكماً يقضي بعقوبة السجن لمدة 18 شهراً مع إيقاف التنفيذ. واتهمت امرأتان الممثل الفرنسي، البالغ من العمر 76 عاماً، بالتحرّش الجسدي بهما أثناء تصوير فيلم في عام 2021، ونفى دوبارديو الاتهامات، وقال محاميه إنه يعتزم رفع دعوى استئناف على الحكم الصادر. ورأت المحكمة في باريس أن إحدى المدعيتين، وهي عاملة في تجهيز مواقع تصوير، تُدعى إميلي، أدلت بأقوال متناسقة، بينما كانت روايات الممثل تتغير بمرور الوقت، مما أثار الشكوك حول مصداقيتها. وقالت للصحفيين، عقب صدور الحكم، إنها "متأثرة للغاية" وتشعر بارتياح للقرار القضائي، الذي وصفته بأنه "انتصار وخطوة مهمة إلى الأمام". كما أُدين دوبارديو بتهمة الاعتداء على مساعدة مخرج تدعى سارة، وهو ليس اسمها الحقيقي. وتغيّب الممثل عن حضور جلسة المحكمة التي صدر فيها الحكم، نظراً لوجوده في جزر الأزور لتصوير أحد الأفلام. وأعربت كارين دريو-ديبول، محامية الامرأتين، عن أملها في أن يُمثّل الحكم الصادر نهايةً لحالة الإفلات من العقاب لفنان يعمل في مجال السينما. وقالت للصحفيين: "هذا انتصار لامرأتين تعملان في موقع تصوير، لكنه يُمثّل أيضاً انتصاراً لجميع النساء اللواتي وقفن خلف هذه القضية، وأفكّر الآن في جميع الضحايا الآخرين لدوبارديو". ولفتت المحامية الانتباه إلى أن القضية قد أُغلقت قبل ساعات قليلة فقط من بدء فعاليات مهرجان كان السينمائي. AFP قالت إميلي (يمين) للصحفيين بعد صدور الحكم إنها شعرت بأن العدالة قد تحققت وأكّد القاضي في حيثيات الحكم أنه لا يوجد ما يُبرّر الشك في شهادة الضحيتين، بعد أن تحدثتا أمام المحكمة عن كيف لمس دوبارديو أجزاءً حساسةً من جسمهما، مستخدماً ألفاظاً خادشةً للحياء. وأدرج القاضي، دوبارديو على قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية، كما أصدر أمراً يقضي بتعويض كل من إميلي وسارة بمبلغ ألف يورو عما يعرف بـ "المعاناة الإضافية"، وهو مفهوم جديد يعني الألم الذي تشعر به المرأة أثناء سير دعوى قضائية. واتهم جيريمي أسوس وكيل الدفاع عن دوبارديو، الامرأتين بالإدلاء بأقوال كاذبة خلال تقديم شهادتهما. وحدثت الاعتداءات في سبتمبر/أيلول عام 2021 أثناء تصوير دوبارديو فيلم "الستائر الخضراء"، الذي يتناول قصة ممثل مسن يواجه تحديات التقدم في العمر وتدهور حالته الصحية. وتُعد هذه المحاكمة الأولى لدوبارديو بتهم الاعتداء الجنسي، وكانت العديد من النساء قد وجهت ادعاءات مشابهة ضدّه في وسائل الإعلام، ومن المحتمل أن تُعرض قضية اغتصاب مزعومة على المحكمة مستقبلاً. وبعد المحاكمة، وُجّهت دعوة للممثل حتى ينضم إلى صديقته المقربة وزميلته في التمثيل، فاني أردان، لتصوير فيلم في جزر الأزور. وكان المدعي العام، لوران غي، قد صرّح، في ختام المحاكمة التي عُقدت في باريس في أواخر مارس/آذار الماضي، بأنه "من الممكن جداً أن تكون ممثلاً متميّزاً وأباً عظيماً، وترتكب جريمة في ذات الوقت". وأضاف: "أنتم لستم هنا للحكم على السينما الفرنسية. أنتم هنا لتقييم جيرار دوبارديو، كما تفعلون مع أي مواطن آخر". ووصف كلود فينسينت وهو وكيل الدفاع عن إحدى المدعيتين، الممثل دوبارديو بأنه "متحيز ضد النساء" و"مثال على التمييز الجنسي". AFP via Getty Images رسم لدوبارديو أثناء جلسة استماع في محاكمته في مارس/آذار وطلب محامي دوبارديو البراءة لموكّله، واصفاً فريق المدعين بأنه "أكثر ميلاً للنشاط السياسي من المحاماة". وقال لهيئة المحكمة: "إنهم لا يستطيعون قبول وجود دفاع. يعتقدون أن أي دفاع هو بمثابة هجوم إضافي". وكانت المدعية الأولى، وتبلغ من العمر 54 عاماً، ذكرت أمام المحكمة أنه بعد مشادة بسيطة مع دوبارديو، قبض عليها بين ساقيه وأمسكها من منطقة الوركين. وقالت المرأة الثانية، وهي مساعدة مخرج، تبلغ من العمر 34 عاماً، بأن الممثل لمس مؤخرتها وثدييها عبر ملابسها في ثلاث مناسبات منفصلة، وقررت إخفاء هويتها ولم تحضر الجلسة لسماع الحكم. ونفى دوبارديو التهم الموجهة إليه، وقال إنه ربما لمس الامرأتين على سبيل الخطأ أو من أجل الحفاظ على توازنه. وبعد انتهاء جلسات الاستماع، قال دوبارديو: "لقد تشوه اسمي بالأكاذيب والإهانات". وأضاف: "المحاكمة قد تكون تجربة خاصة جداً للممثل، رؤية كل هذا الغضب، والشرطة، والصحافة، كأنك في فيلم خيال علمي، لكن الأمر ليس خيالاً علمياً، إنها الحياة". وشكر فريقي الادعاء والدفاع على تقديمهما رؤى له عن كيفية عمل المحاكم، وأضاف قائلاً: "قد تكون هذه الدروس مصدر إلهام لي يوماً ما إذا أُسند لي تجسيد دور محامٍ". وقال دوبارديو إنه لم يشارك في عمل تمثيلي منذ ثلاث سنوات بعد أن بدأت شائعات تنتشر ضده على خلفية اتهامات جنسية. وعلى الرغم من ذلك، أُعلن في وقت سابق من الشهر الجاري أنه بدأ العمل في فيلم من إخراج فاني أردانت، وأفادت تقارير إعلامية بأن دوبارديو يجسد في الفيلم دور ساحر في جزيرة غامضة. وكانت فاني أردانت قد شاركت دوبارديو في فيلم "الستائر الخضراء"، ودافعت عنه خلال المحاكمة قائلة: "العبقرية، أياً كان شكلها، تنطوي في جوهرها على الإفراط، والانفلات، والخطورة. ودوبارديو وحش وقديس في آنٍ واحد". كما دافعت الممثلة الفرنسية الشهيرة، بريجيب باردو، البالغة من العمر 90 عاماً، عن دوبارديو، يوم الإثنين، خلال مقابلة مع التلفزيون الفرنسي، وقالت إنها حزينة لسماعها أن "أصحاب المواهب الذين يلمسون مؤخرة فتاة يُنزل بهم أقسى درجات العقاب". وأضافت باردو: "النسوية لا تعنيني، أنا شخصياً أحب الرجال".

من هو الإمام المثلي محسن هندريكس؟ وكيف تفاعل العرب والمسلمون مع مقتله؟
من هو الإمام المثلي محسن هندريكس؟ وكيف تفاعل العرب والمسلمون مع مقتله؟

الوسط

time١٨-٠٢-٢٠٢٥

  • الوسط

من هو الإمام المثلي محسن هندريكس؟ وكيف تفاعل العرب والمسلمون مع مقتله؟

AFP قال محسن هندريكس، الذي أعلن عن مثليته الجنسية في عام 1996، ذات مرة إن حاجته إلى أن يكون أصيلاً "كانت أعظم من الخوف من الموت". قال نائب وزير العدل في جنوب أفريقيا، أندريس نيل، إن الشرطة تلاحق المشتبه بهم وراء مقتل محسن هندريكس، الذي أُطلق عليه لقب أول إمام من مجتمع الميم في العالم. وبينما تجري الشرطة تحقيقاً في الحادث، قال نائب الوزير في تصريح لقناة "نيوزروم أفريكا" التلفزيونية إنه من السابق لأوانه القول ما إذا كانت جريمة كراهية. وفي إشادته بهندريكس، قال نيل إنه "كان مواطناً من جنوب أفريقيا يمكننا جميعاً أن نفخر به، ويمكننا جميعاً أن نطمح إلى أن نكون مثله". وقُتل محسن هندريكس، البالغ من العمر 57 عاماً، يوم السبت رمياً بالرصاص في وضح النهار في مدينة جكيبيرها الساحلية، في المقعد الخلفي لسيارة كان يستقلها. وتُظهر لقطات كاميرات المراقبة في المكان، حيث وقع الحادث، شخصاً يرتدي قناعاً، يخرج من شاحنة صغيرة سدّت طريق السيارة التي كان فيها هندريكس، ثم أطلق النار عليه عبر النافذة. وفي المقطع، الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، يعود مطلق الرصاص فوراً إلى الشاحنة، التي كان يقودها شخص آخر، ومن ثم يغادران مسرح الجريمة بسرعة. وعُرف عن محسن عمله في إنشاء ملاذ آمن للمسلمين من مجتمع الميم وغيرهم من الذين اعتبروا مهمشين في المجتمع، وقد صدم مقتله مجتمع الميم عين. من هو محسن هندريكس؟ وُلِدَ محسن هندريكس في كيب تاون عام 1967، ونشأ في عائلة مسلمة متدينة، وعمل جدُّه باحثاً إسلاميّاً. درس الدراسات الإسلامية في باكستان، لكن رحلته الشخصية أوصلته إلى مفترق طرق مع التعاليم التقليدية. في عام 1996، أعلن عن مثليته الجنسية، مما صدم المجتمع المسلم الأوسع في مدينته كيب تاون وأماكن أخرى. وكلفه ذلك منصبه كإمام، ووتَّر علاقاته الأسرية. في العام نفسه، أسس منظمة تدعى الحلقة الداخلية The Inner Circle، وهي منظمة رائدة تدعم المسلمين من مجتمع الميم-عين. وكرَّس حياته للدفاع عن الإدماج والتفاهم داخل المجتمع الإسلامي. أسس لاحقاً مؤسسة الغربة ومسجد الغربة، أول مسجد يؤكد على المثلية الجنسية في جنوب إفريقيا. كان هندريكس يقول "كانت الحاجة إلى أن أكون أصيلاً وواضحاً أكبر من الخوف من الموت". كما يولي اهتماماً لما كان يصفها "مهمته في تعزيز الإسلام الذي يركز على التعاطف". وله العديد من المحاضرات التي تتمحور حول أهمية الحوار بين الأديان، والحاجة إلى معالجة قضايا الصحة العقلية والصدمات التي يواجهها أفراد مجتمع الميم داخل المجتمعات الدينية. وقال في مؤتمر الرابطة الدولية لمجتمع الميم في كيب تاون العام الماضي: "من المهم أن نتوقف عن النظر إلى الدين باعتباره عدواً". ما هي ردود الفعل؟ وانتشر خبر مقتل هندريكس على منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع، وتفاوتت ردود الفعل على مقتله بين من رفض الفكرة وقال إنها "همجية" وبين من اتهمه بأنه "يحيد عن ثوابت الدين الإسلامي". وكتب البعض أن مقتل هندريكس، يمثل حالة من عدم الوعي، بينما علق آخرون على الخبر بأن العالم غريب، معبّرين عن صدمتهم بوجود شخصية إسلامية لديها ميول جنسية وصفوها بـ"المختلفة". واشتعل النقاش بين رواد التواصل الاجتماعي، ليمتد إلى نقاش حول الهوية الجندرية وعلاقة الدين في هذه المسألة. ونشر دوفيك محمد زاهد، الداعية الجزائري المقيم في فرنسا، الذي أيضاً هو من المجتمع الميم ولديه جمعية تُعنى بحقوق أفراد مجتمع الميم المسلمين في فرنسا، صورة لهندريكس وعلق عليها بآية قرآنية. ردود الفعل في الأوساط الدينية أدان المجلس القضائي الإسلامي في جنوب أفريقيا، أحد الهيئات الدينية الرئيسية في البلاد، حادث القتل، في حين أوضح أنه لا يتفق مع هندريكس. وقال المجلس في بيان "بصفتنا أعضاء في مجتمع ديمقراطي تعددي، يظل المجلس القضائي الإسلامي ثابتاً في الدعوة إلى التعايش السلمي والاحترام المتبادل، حتى في ظل وجهات النظر المتباينة". وأدان مجلس علماء جنوب أفريقيا "عمليات القتل خارج نطاق القضاء" وحث الناس على عدم استخلاص استنتاجات حول الدافع. من جهته أدان مؤتمر الرابطة الدولية لمجتمع ميم، حادث القتل ودعا إلى إجراء تحقيق شامل، خوفاً من أن يكون الدافع وراء القتل هو الكراهية. أما منظمة الشمول والتأكيد (IAM)، وهي شبكة تركز على تحويل المجتمعات الدينية لتصبح أكثر شمولاً وتقبلاً للأشخاص من مجتمع الميم والمصابين بفيروس نقص المناعة، فقد أدانت مقتل هندريكس، ووصفته بأنه بطل شجاع في المجتمعات الدينية الشاملة. وسلطت المنظمة الضوء على مساهماته، قائلة "حتى في وفاته، نحتفي بالإمام محسن لمساهمته الدؤوبة في بناء مجتمعات إيمانية شاملة". وأعادت حادثة القتل إشعال المحادثات حول العنف ضد الأفراد من مجتمع ميم عين وخاصة في السياقات الدينية. ودعت جماعات الدفاع عن المجتمع في جنوب إفريقيا إلى حماية أقوى وحوار مجتمعي أوسع نطاقاً حول الشمول.

مقتل أول إمام مثلي الجنس في العالم بالرصاص في جنوب أفريقيا
مقتل أول إمام مثلي الجنس في العالم بالرصاص في جنوب أفريقيا

الوسط

time١٧-٠٢-٢٠٢٥

  • الوسط

مقتل أول إمام مثلي الجنس في العالم بالرصاص في جنوب أفريقيا

AFP via Getty Images الإمام محسن هندريكس قُتل محسن هندريكس، وهو شخصية رائدة أُطلق عليه لقب أول إمام مثلي الجنس في العالم، بالرصاص في جنوب أفريقيا. وكان رجل الدين البالغ من العمر 57 عاماً مسؤولاً عن مسجدٍ في كيب تاون، الذي من المفترض به أن يكون ملاذاً آمناً للمسلمين المثليين وغيرهم من المهمشين. قُتل هندريكس صباح السبت بعد تعرض السيارة التي كان يستقلها لكمين بالقرب من مدينة جكيبرها الجنوبية (المعروفة سابقاً باسم بورت إليزابيث). وقالت الشرطة في بيان: "خرج اثنان مشتبه بهما مجهولان بوجوه مغطاة من مركبة وبدأا إطلاق عدة أعيرة نارية على السيارة." أثار نبأ وفاة هندريكس موجة من الصدمة في مجتمع "الميم عين-LGBTQ+" وخارجه، وتدفقت التعازي من جميع أنحاء العالم. ودعت جوليا إيرت، المديرة التنفيذية للرابطة الدولية للمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والعابرين جنسياً والجنس البيني، السلطات إلى إجراء تحقيق شامل في قالت إنه: "ما نخشى أن يكون جريمة كراهية". وقالت عن هندريكس إنه "دعم وأرشد العديد من الناس في جنوب أفريقيا وحول العالم في رحلتهم للتصالح مع إيمانهم، وكانت حياته شهادة على الشفاء الذي يمكن أن يجلبه التضامن بين المجتمعات إلى حياة الجميع". قُتل هندريكس بعد أن أشرف على حفل زفاف للمثليات، على الرغم من عدم تأكيد ذلك رسمياً. وظهرت تفاصيل الهجوم من خلال لقطات صورتها كاميرات مراقبة، وتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي. وتُظهر اللقطات سيارة تتوقف وتعيق السيارة التي كان هندريكس يستقلها أثناء ابتعادها عن الرصيف. ووفقاً للشرطة، كان الإمام في المقعد الخلفي. وتكشف زاوية لقطات كاميرات المراقبة ما حدث من جانب واحد من الطريق - حيث قفز المهاجم من السيارة وركض إلى السيارة التي تعرضت للهجوم وأطلق النار عدة مرات عبر النافذة الخلفية للسيارة. وأكدت مؤسسة الغربة التي أسسها هندريكس، والتي تدير مسجد الغربة في ضاحية وينبرج في كيب تاون، أنه توفي في هجوم مستهدف صباح السبت 15 فبراير/شباط 2025. لكن عبد المغيث بيترسن، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، ناشد عبر مجموعة واتساب متابعيهم للتحلي بالصبر، مؤكداً على أهمية حماية عائلة هندريكس. تحدى عمل هندريكس التفسيرات التقليدية في الإسلام، ودافع عن إيمان رحيم وشامل. وكان دستور جنوب أفريقيا بعد الفصل العنصري هو الأول في العالم الذي يحمي الناس من التمييز بسبب ميولهم الجنسية، وفي عام 2006، أصبحت أول دولة في أفريقيا تقنن زواج المثليين. وعلى الرغم من مجتمع الميم-عين المزدهر، لا يزال أفراد هذا المجتمع يواجهون التمييز والعنف. كما أن البلاد لديها واحد من أعلى معدلات القتل في العالم. وأعلن هندريكس عن مثليته الجنسية في عام 1996، مما صدم المجتمع الإسلامي الأوسع في كيب تاون وأماكن أخرى. وفي نفس العام، أسس "الدائرة الداخلية - The Inner Circle"، وهي منظمة تقدم الدعم والمساحة الآمنة للمسلمين المثليين الذين يسعون إلى التوفيق بين إيمانهم وجنسهم، قبل أن يمضي قدماً في إنشاء مسجد الغربة الذي يتّصف بالشمولية. كان هندريكس موضوع فيلم وثائقي في عام 2022 بعنوان "الراديكالي-The Radical"، وقال عن التهديدات التي واجهها: "كانت الحاجة إلى أن أكون صادقاً أكبر من خوفي من الموت". وتحدث هندريكس كثيراً عن أهمية الحوار بين الأديان والحاجة إلى معالجة قضايا الصحة النفسية، والصدمات التي يواجهها أفراد مجتمع الميم-عين، داخل المجتمعات الدينية. وقال في مؤتمر "إيلغا-Ilga" العالمي في كيب تاون العام الماضي: "من المهم أن نتوقف عن النظر إلى الدين باعتباره العدو". وصف القس جيد ماكولي، وهو قس أنجليكاني مثلي الجنس، وفاة هندريكس بأنها "مفجعة حقاً". وأشاد الناشط في حقوق مجتمع الميم-عين، البريطاني النيجيري بشجاعة هندريكس؛ الناشط الذي يدير منظمة (بيت قوس قزح-House of Rainbow)، وهي منظمة تقدم الدعم للأشخاص المثليين في نيجيريا حيث العلاقات المثلية غير قانونية. وقال: "لقد تركت قيادتك وشجاعتك وتفانيك الثابت في المجتمعات الدينية الشاملة، علامة لا تمحى". وقال صادق لوال، وهو رجل مسلم مثلي الجنس يعيش في نيجيريا، لـ بي بي سي إن هندريكس كان له تأثير كبير لأنه جعل "المستحيل ممكناً"، عندما صرح: "أنا إمام مثلي". وقال "إنه مرشد لكثير من المسلمين المثليين في أفريقيا، وخاصة في نيجيريا، بسبب التطرف الديني". وأضاف "ما زلت في حالة صدمة وحزن شديدين".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store