
تناول الدجاج بانتظام: فوائد محدودة ومخاطر خفيّة!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
لطالما اعتُبر الدجاج خيارًا صحيًا على مائدة الطعام، لا سيما بالمقارنة مع اللحوم الحمراء الغنية بالدهون المشبعة. فقد شجعت التوصيات الغذائية الحديثة على استهلاكه كبديل مفيد لصحة القلب والأوعية الدموية، وبخاصةٍ بين أولئك الذين يسعون لتقليل مستوى الكوليسترول في الدم. إلا أن دراسات علمية حديثة بدأت تكشف عن وجه آخر لاستهلاك الدجاج بشكل منتظم، مشيرة إلى وجود ارتباطات مقلقة بين الإفراط في تناوله وظهور عدد من المشكلات الصحية.
في دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة التغذية السريرية الأميركية، وجد باحثون أن تناول كميات كبيرة من لحم الدجاج، خصوصًا عند تحضيره بطرق غير صحية كالقلي أو الشوي المباشر على الفحم، قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار في الدم تمامًا كما تفعل اللحوم الحمراء. ولفتت الدراسة إلى أن هذه النتائج تخالف الاعتقاد السائد بأن الدجاج هو "اللحم الآمن"، مؤكدين ضرورة تقييم الكمية وطريقة الطهي، لا مجرد نوعية اللحم.
ومن أبرز المخاطر المرتبطة بتناول الدجاج بكثرة هو احتواؤه على نسب من الدهون المشبعة، خاصةً في الجلد وأجزاء الفخذ، ما قد يؤدي إلى تراكم الدهون الثلاثية في الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين. هذا إلى جانب وجود مخاوف متزايدة من بقايا المضادات الحيوية والهرمونات التي تُستخدم أحيانًا في مزارع الإنتاج المكثف لتحفيز النمو السريع للدجاج. فعند استهلاك هذه المنتجات على المدى الطويل، قد يتأثر توازن الميكروبيوم في الأمعاء ويزداد خطر مقاومة المضادات الحيوية لدى الإنسان.
كذلك، أشار تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية إلى وجود علاقة محتملة بين الإفراط في تناول اللحوم البيضاء المُصنّعة أو المشوية على درجات حرارة عالية، وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان القولون والمعدة، نتيجة لتكون مركبات كيميائية مسرطنة مثل الأمينات الحلقية غير المتجانسة (HCAs) والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs) أثناء الطهي.
ولا تقتصر الآثار السلبية على الجوانب الجسدية فحسب، بل تشمل أيضًا تأثيرات في البيئة. فقد تبيّن أن قطاع تربية الدجاج يستهلك موارد مائية ضخمة ويسهم في انبعاث الغازات الدفيئة، ما يجعل من الإفراط في الاعتماد عليه خيارًا غير مستدام على المدى البعيد.
مع ذلك، لا يعني هذا أن تناول الدجاج ضار دائمًا، بل إن التوصيات الحديثة باتت تدعو إلى الاعتدال والتوازن، مع التركيز على طريقة التحضير. فاختيار صدور الدجاج من دون جلد، وطهيها بالبخار أو في الفرن من دون إضافات دهنية، يمكن أن يجعلها خيارًا صحيًا غنيًا بالبروتين وقليل السعرات الحرارية.
في نهاية المطاف، يشير الخبراء إلى أن التغذية المتوازنة تقوم على التنوع، لا على الاعتماد على صنف واحد باعتباره "آمنًا". فحتى الأطعمة التي تبدو صحية قد تنطوي على مخاطر إذا لم تُتناول باعتدال ووعي. وبالتالي، فإن مراجعة عاداتنا الغذائية من منظور علمي واقعي بات أمرًا ضروريًا أكثر من أي وقت مضى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
سيلان الأنف المستمرّ...عرض موسمي أم مُؤشر على مرض خطير؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يُعد سيلان الأنف المزمن من المشاكل الصحية الشائعة التي يعاني منها كثير من الناس، ويتسم هذا العرض بوجود إفرازات مستمرة أو متكررة من الأنف لفترة طويلة قد تتجاوز الأسابيع أو حتى الأشهر. على الرغم من أن سيلان الأنف قد يبدو عرضًا بسيطًا، إلا أن استمراريته قد تكون مؤشرًا على وجود أسباب صحية مختلفة، بعضها قد يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلاً. تتنوع أسباب سيلان الأنف المزمن بين الأسباب التحسسية والالتهابية والعضوية، إضافة إلى عوامل بيئية وسلوكية. من الأسباب الأكثر شيوعًا هو التهاب الأنف التحسسي، حيث تتفاعل الأغشية المخاطية للأنف مع مواد مهيجة مثل الغبار أو حبوب اللقاح، مما يؤدي إلى إفراز مفرط للمخاط. هذا النوع من السيلان يصاحبه عادة حكة في الأنف والعينين، وعطاس متكرر. وفي حالات أخرى، قد يكون السبب التهاب الأنف المزمن الناجم عن التهابات بكتيرية أو فيروسية لم تُعالج بشكل كامل، مما يسبب استمرار الإفرازات الأنفية مع تغير في طبيعتها قد تشمل تكون قيح أو إفرازات صفراء. بالإضافة إلى ذلك، توجد أسباب هيكلية داخل الأنف تؤدي إلى سيلان مزمن، مثل انحراف الحاجز الأنفي أو وجود زوائد لحمية في الأنف (السلائل). هذه التشوهات تؤثر على تدفق الهواء والوظيفة الطبيعية للأنف، فتساهم في تراكم المخاط وحدوث الاحتقان المزمن، ما يجعل الشخص يعاني من سيلان مستمر. من الأسباب الأقل شيوعًا التي لا يجب تجاهلها وجود أجسام غريبة داخل الأنف، خاصة عند الأطفال، أو وجود أورام حميدة أو خبيثة تستدعي تقييمًا طبيًا دقيقًا. ويجب الانتباه إلى أن سيلان الأنف المزمن قد يصبح خطيرًا أو ينذر بمضاعفات عند وجود بعض العلامات، مثل وجود دم في الإفرازات الأنفية، أو ألم شديد في الوجه مع تورم، أو ارتفاع مستمر في درجة الحرارة، أو فقدان حاسة الشم بشكل مفاجئ. هذه الأعراض قد تدل على مضاعفات مثل التهاب الجيوب الأنفية الحاد، أو وجود خراج، أو حتى أمراض أكثر تعقيدًا تتطلب فحوصات متقدمة وعلاجًا متخصصًا. كما أن استمرار السيلان لفترات طويلة دون علاج فعال قد يؤدي إلى تهيج الأغشية الأنفية وتغير طبيعة الإفرازات، ما يزيد من خطر العدوى وتدهور الحالة الصحية. في بعض الحالات، يرتبط سيلان الأنف المزمن بأمراض جهازية مثل الحساسية المفرطة، أو الربو، أو حتى بعض اضطرابات الغدد مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، حيث تتداخل هذه الحالات مع أداء الجهاز التنفسي وتزيد من أعراض الأنف المزمنة. لذا من الضروري مراجعة الطبيب المختص لإجراء التشخيص الصحيح، والذي قد يشمل الفحص السريري، واختبارات الحساسية، وتصوير الأشعة للجيوب الأنفية، وأحيانًا أخذ عينات من الإفرازات الأنفية لتحليلها. في الختام، يمكن القول إن سيلان الأنف المزمن ليس عرضًا بسيطًا يمكن تجاهله، بل هو مؤشر على وجود اضطراب صحي يستدعي الانتباه والتشخيص المبكر لتجنب المضاعفات. فالتعرف على الأسباب الحقيقية وراء هذا العرض، ومتى تتحول الحالة إلى حالة طبية طارئة، يساعد في توجيه العلاج المناسب وتحسين جودة الحياة. ومن هنا تبرز أهمية الفحص الطبي المنتظم وعدم الاعتماد على العلاجات الذاتية لفترات طويلة، خاصة مع تكرار الأعراض أو زيادة حدتها.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
اللاكتوز تحت المجهر... أسباب عدم التحمّل... والعلاقة مع الأمراض الهضميّة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يُصنّف عدم تحمّل اللاكتوز كأحد الاضطرابات الهضمية الشائعة الناتجة عن عجز الجسم عن هضم سكر اللاكتوز الموجود في الحليب ومشتقاته. وتختلف هذه الحالة عن حساسية الحليب، إذ إنها لا ترتبط بردّ فعل مناعي، بل بنقص في إنزيم اللاكتاز المسؤول عن تحليل اللاكتوز في الأمعاء الدقيقة. ورغم أنها غالبًا ما تُعتبر مشكلة بسيطة أو مزعجة فقط، إلا أن بعض الأعراض والتداعيات قد تشير إلى مشكلات أعمق تستوجب التحقق منها طبيًا. إنّ عدم تحمّل اللاكتوز هو حالة تحدث عندما يعجز الجسم عن هضم سكر اللاكتوز، وهو السكر الطبيعي الموجود في الحليب ومشتقاته، نتيجة نقص أو غياب إنزيم "اللاكتاز" المسؤول عن تفكيك هذا السكر في الأمعاء الدقيقة. عندما لا يتم هضم اللاكتوز بشكل سليم، ينتقل إلى القولون حيث تتفاعل معه البكتيريا، ما يؤدي إلى أعراض مزعجة مثل الانتفاخ، الغازات، التشنجات البطنية، والإسهال. يُعدّ نقص إنزيم اللاكتاز أمرًا طبيعيًا في مراحل عمرية متقدمة، خصوصًا في مجتمعات يقل فيها استهلاك الحليب بعد الطفولة، مثل بعض الدول الآسيوية والأفريقية. إلا أن بعض الأشخاص يعانون من عدم تحمّل اللاكتوز في سن مبكرة نتيجة عوامل وراثية أو بسبب مشاكل صحية تُتلف خلايا الأمعاء الدقيقة مثل الالتهابات، مرض كرون، أو العلاج الإشعاعي. عدم تحمّل اللاكتوز بحد ذاته لا يُعتبر مرضًا خطيرًا ولا يؤدي إلى مضاعفات صحية مهددة للحياة، لكنه يمكن أن يؤثر على جودة الحياة في حال لم يتم تشخيصه أو التعامل معه بالشكل الصحيح. فالأعراض المزعجة المتكررة قد تدفع الشخص إلى تجنب تناول منتجات الألبان تمامًا، مما يعرّضه لاحقًا لنقص في بعض العناصر الغذائية الأساسية، مثل الكالسيوم وفيتامين D، الضروريين لصحة العظام والأسنان. في حال لم يُعالج عدم تحمّل اللاكتوز من خلال تعديلات غذائية مناسبة أو مكملات بديلة، فقد تظهر مشاكل بعيدة المدى مثل هشاشة العظام أو فقر الدم. كما أن الأعراض الهضمية المتكررة قد تؤدي إلى اضطراب في نمط الحياة اليومية، قلق نفسي، أو حتى مشاكل اجتماعية نتيجة الإحراج من الأعراض. هذا ومن الضروري التمييز بين عدم تحمّل اللاكتوز وبعض الحالات الصحية الأخرى مثل مرض السيلياك، التهاب الأمعاء، أو حساسية الحليب. فبينما لا يرتبط عدم تحمّل اللاكتوز برد فعل مناعي، فإن هذه الأمراض قد تنطوي على التهابات مزمنة أو تلف دائم في أنسجة الجهاز الهضمي. لذلك يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب وإجراء الفحوصات المخبرية المناسبة لتأكيد التشخيص. أخيراً، إنّ عدم تحمّل اللاكتوز هو حالة شائعة لكنها غير خطيرة إذا تم إدارتها بشكل سليم. يكمن التحدي الحقيقي في التشخيص الدقيق والتعامل الذكي مع النظام الغذائي دون حرمان الجسم من العناصر الضرورية. من خلال التوجيه الطبي المناسب وتبنّي نمط غذائي متوازن، يمكن للمصابين بهذه الحالة أن يعيشوا حياة صحية وطبيعية دون أي مضاعفات تُذكر.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
الأسباب الخفيّة وراء فقدان حاسة الشم!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تعتبر حاسة الشم من الحواس الخمس الأساسية التي تلعب دورًا كبيرًا في جودة حياة الإنسان، ليس فقط على مستوى التذوق والاستمتاع بالنكهات، بل أيضًا في الكشف عن الروائح الخطرة كالدخان أو الغاز. لكن فقدان هذه الحاسة، سواء كان جزئيًا أو كليًا، قد يكون مؤشرًا لحالة صحية عابرة أو علامة مبكرة على أمراض خطيرة تتطلب تدخّلًا طبيًا عاجلًا. يتراوح فقدان الشم بين المؤقت والدائم، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بعدة عوامل. من أبرز الأسباب الشائعة الالتهابات الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، مثل نزلات البرد والإنفلونزا. وقد برزت عدوى فيروس كورونا كواحدة من أشهر أسباب فقدان الشم في السنوات الأخيرة، حتى بات يُعدّ أحد الأعراض المميزة له. كما تؤدي التهابات الجيوب الأنفية المزمنة، والحساسيات الأنفية، وانحراف الحاجز الأنفي، أو وجود لحميات (السلائل الأنفية)، إلى انسداد الممرات الهوائية، مما يعوق وصول جزيئات الرائحة إلى الأعصاب المسؤولة عن الشم. من جهة أخرى، يمكن أن يكون فقدان الشم ناتجًا عن إصابات في الرأس تؤثر على الأعصاب أو مراكز الشم في الدماغ، أو نتيجة لاستخدام بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية ارتفاع ضغط الدم. وفي بعض الحالات، يظهر السبب في مشاكل عصبية أعمق مثل مرض باركنسون أو ألزهايمر، مما يجعل فقدان الشم مؤشرًا مبكرًا ومهمًا لهذه الاضطرابات. هذا وتتعدد الفئات المعرضة لفقدان حاسة الشم، إلا أن كبار السن يتصدرون القائمة. فالشيخوخة تؤثر بشكل طبيعي على وظائف الأعصاب، ما يؤدي إلى تراجع حدة الشم مع الوقت. كما تُعد الفئة التي تعاني من مشكلات تنفسية مزمنة أو تحسّسات أنفية في خطر أكبر. بالإضافة إلى ذلك، فإن المرضى الذين خضعوا لعلاج إشعاعي في منطقة الرأس أو الرقبة، أو من يعانون من أمراض مناعية مزمنة، أو أولئك الذين أُصيبوا بكوفيد-19، يُصنفون ضمن الفئات التي يجب مراقبتها عن كثب. لا يقتصر فقدان حاسة الشم على البعد الفيزيولوجي، بل يتعداه إلى تأثيرات نفسية واجتماعية عميقة. فالمصاب قد يعاني من فقدان الشهية نتيجة ضعف التذوق، ما يؤدي إلى نقص الوزن وسوء التغذية. كما يمكن أن يشعر بالعزلة أو فقدان المتعة في الحياة اليومية، خاصة عند تناول الطعام أو التفاعل مع الروائح المحيطة. وقد أظهرت دراسات عدة أن فقدان الشم يرتبط بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق، لا سيما عند من يعانون من حالات مزمنة أو لا رجعة فيها. في كثير من الحالات، يكون فقدان الشم مؤقتًا ويزول مع العلاج، خاصة عند ارتباطه بالتهابات أو احتقان في الأنف. إلا أن بعض الحالات تستدعي القلق، خصوصًا إذا لم تتحسن خلال أسابيع، أو إذا رافقتها أعراض عصبية مثل ضعف الذاكرة أو اضطرابات الحركة. فقد أظهرت دراسات أن فقدان الشم قد يكون من أولى العلامات المبكرة للإصابة بمرض باركنسون أو ألزهايمر، حتى قبل ظهور الأعراض الأخرى. كما يمكن أن يكون مرتبطًا بأورام في الدماغ أو إصابات عصبية. لذلك، فإن التشخيص المبكر والمتابعة الدقيقة ضروريان لتحديد السبب الحقيقي والتعامل معه بفعالية.