إمكانية تداول الأسهم العالمية في السوق السعودية!
.
هذا الخلل لا يمكن معالجته فقط من خلال إصلاحات فنية أو تنظيمية محلية، بل يحتاج إلى تفكير إستراتيجي مختلف، يدرك أن السيولة لا تأتي فقط من عدد الأسهم المدرجة أو من زيادة المستثمرين المحليين، بل ربما من خلال دمج السوق السعودية في منظومة التداول العالمية!
السؤال الواجب طرحه: لما الأسهم العالمية ذات الشعبية العالية، مثل آبل وتسلا وجوجل وفايزر وفيليبس وسوني وتويوتا وغيرها، لا يتم تداولها في "تداول السعودية"؟ ألا يمكن أن يكون ذلك نقطة تحول كبيرة تجذب السيولة وترفع من نشاط التداول وتؤكد على مكانة السوق المالية السعودية في الأوساط العالمية لتصبح مركزاً عالمياً لصناعة التداول بجميع أشكاله؟ من الواضح أن طموحات الدولة ونظرتها إلى السوق المالية عالية جداً، فهناك دعم كبير من أعلى المستويات، حيث يعد تطوير السوق المالية أحد الركائز الأساسية لرؤية السعودية 2030 وجزءاً محورياً من برنامج تطوير القطاع المالي، الذي يهدف إلى رفع عمق السوق وزيادة جاذبيتها، وتعزيز مكانة المملكة كمركز مالي إقليمي ودولي، حيث شملت المبادرات الحكومية دعم الإدراج وتحسين البنية التحتية للسوق وتمكين التقنيات المالية وتوسيع قاعدة المستثمرين، وغيرها الكثير. إلا أن التركيز ظل منصباً على الجانب المحلي، دون تفعيل حقيقي للعامل الدولي، سواء من حيث الشركات الأجنبية المدرجة، أو المستثمرين العالميين النشطين، هذا على الرغم من الجهود الحثيثة التي تقوم بها تداول والهيئة في هذا الجانب.
ما ينقص السوق اليوم هو خطوة إستراتيجية جريئة تتجاوز الإصلاحات الإجرائية، وتتمثل في استقطاب شركات عالمية مرموقة للإدراج والتداول داخل السوق السعودية، حيث إن مثل هذه الخطوة لا ترفع السيولة فحسب، بل تعيد تعريف السوق نفسها في أعين المستثمرين المحليين والدوليين، وتخلق حالة من الزخم تتجاوز السهم المدرج لتنعكس إيجاباً على أداء السوق ككل، وعلى تقييمات الشركات السعودية نفسها
.
فقد اتخذت "تداول" وهيئة السوق المالية خطوات عديدة نحو الانفتاح، وأطلقت أخيرا أداة جيدة تمثلت في إيصالات الإيداع السعودية
(إس دي آر)، التي تتيح للمستثمر المحلي شراء أسهم دولية مدرجة في الخارج مباشرة بالريال السعودي من خلال منصات التداول المحلية دون الحاجة إلى فتح حساب تداول خارجي، إلا أن المطلوب ليس مساعدة المستثمر المحلي في الوصول إلى الأسواق العالمية، بل المطلوب جذب المستثمر الأجنبي إلى السوق المحلية، لتداول أسهم دولية ومحلية، من خلال الإدراج المزدوج أو الثانوي في السوق السعودية، وذلك ليس مجرد خطوة رمزية بل إن له تأثير مباشر ومؤكد في حجم التداول واهتمام المستثمرين وتغطية المحللين، بل وعلى تقييم الأسهم المحلية نفسها
.
من المهم الإشارة إلى أن الإطار القانوني والتنظيمي لمثل هذه العمليات موجود بالفعل، فبحسب المادة (10) من لائحة الإدراج في "تداول"، يحق للشركات الأجنبية المدرجة في سوق منظمة أخرى أن تتقدم بطلب إدراج أسهمها في السوق الرئيسية السعودية، بشرط أن تكون المعايير المطبقة في سوقها الأم مماثلة على الأقل لمعايير الهيئة و"تداول". وتشترط القواعد أن تفي الشركة بمتطلبات السيولة وتعيّن مستشاراً مالياً محلياً معتمداً، كما تخضع بعد الإدراج لجميع الالتزامات المستمرة كأي شركة سعودية مدرجة
.
ومع أن الحوافز المصممة حالياً موجهة للشركات السعودية، حيث تقدم المملكة واحدة من أوسع حزم الحوافز للشركات المدرجة تشمل تسهيلات تمويلية من صناديق حكومية وأولوية في العقود الحكومية ودعماً من جهات مثل "مدن" و"الزكاة والضريبة"، وتخصيص ضباط اتصال لحل المعوقات التي تواجه الشركات المدرجة في تعاملها مع الجهات الحكومية، وغير ذلك، إلا أنه من الممكن إتاحة هذه الحوافز كذلك للشركات العالمية، علماً أن هناك برامج حكومية ضخمة لتشجيع الشركات الدولية لنقل مقراتها إلى المملكة وتوسيع أعمالها في المنطقة.
فلو تم إدراج تسلا أو إنفيديا في "تداول"، ولو بنسبة بسيطة، فإن الأثر سيكون فورياً، ليس فقط على تداول السهم نفسه، بل على السوق بأكملها، إذ سيتبع ذلك تدفق أكبر من قبل الصناديق العالمية، وازدياد في التغطية التحليلية، وتفاعل أوسع من المستثمرين المحليين الذين سيجدون في السوق فرصاً أوسع وخيارات أكثر، أي ستنتقل عدوى الأسهم العالمية، فتتسرب السيولة والاهتمام إلى الأسهم المحلية.
لقد أثبتت السوق المالية السعودية قدرتها على تنظيم اكتتابات ضخمة مثل إدراج شركة أرامكو، ولديها بنية تحتية قوية ونظم رقمية حديثة، وإدارة محلية ودولية محترفة ومتمكنة، إلى جانب الإرادة السياسية الواضحة لدعم القطاع المالي، فما نحتاجه اليوم هو خطوة جريئة، تستقطب من خلالها أسماء عالمية كبيرة إلى التداول في السعودية، فالأدوات جاهزة واللوائح موجودة والدعم الحكومي حاضر والأهداف واضحة.
مختص بالأسواق المالية والاقتصاد
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 8 دقائق
- الاقتصادية
الذهب يستقر مع تبدد الدعم من تراجع الدولار في ظل انحسار التوتر التجاري
استقرت أسعار الذهب اليوم الخميس، بعد هبوطها الحاد في الجلسة الماضية إذ أدى انحسار التوتر التجاري إلى انخفاض الطلب على أصول الملاذ الآمن وهو ما بدد الدعم من تراجع الدولار. المعدن الأصفر تداول في المعاملات الفورية عند 3388 دولارا للأونصة بحلول الساعة 07:00 بتوقيت السعودية، بعدما تراجع 1.3% أمس الأربعاء، فيما لم تشهد العقود الآجلة تغيرا يذكر لتستقر عند 3496 دولارا مؤشر الدولار انخفض إلى أدنى مستوى له في أكثر من أسبوعين مقابل العملات الرئيسية، ما جعل الذهب المسعر بالعملة الأمريكية أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى. في إشارة إلى إحراز تقدم بشأن التعريفات الجمركية، أبرمت أمريكا اتفاقا تجاريا مع اليابان يخفض الرسوم الجمركية على واردات السيارات ويعفيها من رسوم جديدة على سلع أخرى مقابل حزمة من الاستثمارات والقروض بقيمة 550 مليار دولار. يقترب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من إبرام اتفاق تجاري مماثل من شأنه فرض رسوم جمركية 15% على سلع وإعفاء سلع أخرى منها، وفقا لمسؤولين من المفوضية الأوروبية، وزادت شهية الإقبال على المخاطرة في الأسواق المالية بشكل عام على خلفية التقدم المحرز في المحادثات التجارية والآمال بإمكانية إبرام مزيد من الاتفاقات. يترقب المستثمرون الآن بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية اليوم الخميس، وبيانات مؤشر مديري المشتريات السريع الصادر عن ستاندرد اند بورز جلوبال لقياس مدى متانة الوضع الاقتصادي قبل قرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأسبوع المقبل. وفقا لأداة فيد ووتش التابعة لسي.إم.إي، ترجح الأسواق الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير الأسبوع المقبل. وتتوقع بنسبة 63% خفضها في سبتمبر، وبالنسبة للمعادن النفسية الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 39.30 دولار للأونصة، وانخفض البلاتين 0.1% إلى 1410.50 دولار وتراجع البلاديوم 0.3% إلى 1274 دولارا.


الرياض
منذ 24 دقائق
- الرياض
عوائد الإعلانات تقفز10% مع توسع جوجل في الذكاء الاصطناعي
واصلت أعمال الإعلانات عبر الإنترنت لدى شركة جوجل، التي تعد المحرك الرئيسي للإيرادات لشركتها الأم "ألفابت"، نموها مع استمرار الشركة في دمج الذكاء الاصطناعي في محرك البحث الخاص بها. ففي الربع الثاني من العام، ارتفعت إيرادات الإعلانات بنسبة 4ر10% على أساس سنوي لتصل إلى 3ر71 مليار دولار، بحسب ما أعلنت الشركة يوم الأربعاء، متجاوزة توقعات المحللين بشكل طفيف. وقال الرئيس التنفيذي لجوجل وألفابت، سوندار بيتشاي، إن الذكاء الاصطناعي "يؤثر بشكل إيجابي على كل جزء من أعمال الشركة"، مشيرا إلى ميزات جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل "نظرات عامة مدعومة بالذكاء الاصطناعي" و"وضع الذكاء الاصطناعي"، والتي تعزز تفاعل المستخدمين. وتخضع أعمال جوجل الإعلانية لرقابة مكثفة مع التوسع المتزايد في دمج الملخصات التي يتم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي في محرك البحث بهدف تقديم إجابات مباشرة على استفسارات المستخدمين. وقد يؤدي ذلك إلى تقليل الحافز لدى المستخدمين للنقر على الروابط المجاورة لنتائج البحث، وهو ما تعتمد عليه جوجل في تحقيق الإيرادات. وبشكل عام، ارتفع إجمالي إيرادات ألفابت بنسبة 14% ليصل إلى 4ر96 مليار دولار، متجاوزا توقعات السوق. كما ارتفع صافي الدخل بنسبة تزيد عن 19% ليصل إلى 2ر28 مليار دولار. وتراجعت أسهم ألفابت بنحو 5ر1% في تداولات ما بعد الإغلاق عقب صدور النتائج.


الاقتصادية
منذ 38 دقائق
- الاقتصادية
النفط يصعد 0.4% بدعم تفاؤل حول التجارة وتراجع المخزونات الأمريكية
ارتفعت أسعار النفط اليوم الخميس 0.4% مدعومة بالتفاؤل حيال المفاوضات التجارية الأمريكية، التي من شأنها تخفيف الضغط على الاقتصاد العالمي، إضافة إلى انخفاض مخزونات الخام الأمريكية بما يتجاوز التوقعات بكثير. العقود الآجلة لخام برنت وصلت إلى 68.80 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:00 بتوقيت السعودية، فيما تداولت العقود الآجلة لخام تكساس عند 65.60 دولار للبرميل. لم يشهد كلا الخامين القياسيين تغيرا يذكر أمس الأربعاء، مع متابعة الأسواق للتطورات في المحادثات التجارية بين أمريكا وأوروبا، بعد اتفاق الرسوم الجمركية الذي أبرمته واشنطن مع اليابان، حيث يخفض الاتفاق الرسوم الجمركية على واردات السيارات، ويعفي طوكيو من رسوم جديدة مقابل حزمة من الاستثمارات والقروض بـ 550 مليار دولار. كبير المحللين في "نيسان المالية" هيرويوكي كيكوكاوا قال "الشراء مدفوع بالتفاؤل بأن التقدم في مفاوضات الرسوم الجمركية سيساعد على تجنب السيناريو الأسوأ"، مضيفا "مع ذلك فإن الضبابية في المحادثات التجارية بين أمريكا والصين، ومفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا، تحد من تحقيق المزيد من المكاسب"، متوقعا أن يظل خام تكساس في نطاق يتراوح بين 60 و70 دولارا للبرميل. قال دبلوماسيان أوروبيان أمس الأربعاء إن بروكسل وواشنطن بصدد إبرام اتفاق تجاري قد يشمل رسوما أساسية أمريكية بنسبة 15% على سلع الاتحاد الأوروبي وإعفاءات محتملة، مما قد يمهد الطريق لاتفاق تجاري رئيسي آخر بعد اتفاق طوكيو. على جانب الإمدادات، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية انخفاض مخزونات النفط الخام الأسبوع الماضي 3.2 مليون برميل إلى 419 مليون برميل، متجاوزة توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز بهبوط 1.6 مليون برميل. ظلت التوترات الجيوسياسية في بؤرة الاهتمام إذ أجرت روسيا وأوكرانيا محادثات سلام في إسطنبول أمس، وناقشتا المزيد من عمليات تبادل الأسرى، لكن الجانبين ما زالا بعيدين عن الاتفاق على شروط وقف إطلاق النار والاجتماع المحتمل لزعيمي البلدين. في سياق منفصل، ذكر مصدران أمس أنه تم منع ناقلات النفط الأجنبية مؤقتا من التحميل في موانئ البحر الأسود الرئيسية في روسيا، بسبب لوائح جديدة لتتوقف فعليا الصادرات من كازاخستان والتي تتم من خلال تحالف مملوك جزئيا لشركات طاقة أمريكية كبرى. قال وزير الطاقة الأمريكي يوم الثلاثاء إن بلاده ستدرس فرض عقوبات على النفط الروسي لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ووافق الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة على حزمة العقوبات الثامنة عشرة ضد روسيا، وخفض السقف السعري للنفط الخام الروسي.