
"وادي إيزار".. لماذا تجتذب ميونيخ الشركات الناشئة؟
الأمر أشبه ما يكون بالبحث عن الطريق الصحيح في متاهة يخوضها مئات المؤسسين الشباب كل عام في أوروبا: البحث عن الفرص والابتكارات والمال والنجاح، ولكن وقبل أي شء آخر البحث عن البلد والمدينة التي توفر لهم الأرض المثالية لتحقيق أحلامهم.
ويعثر الكثيرون على مبتغاهم في "وادي إيزار"، وهو مركز الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في ميونيخ في تسميته غير الرسمية.
في أحدث تصنيف Global Tech Ecosystem Index الذي تجريه شركة Dealroom احتلت ميونيخ المرتبة 17 عالمياً بين المدن الكبرى للشركات الناشئة للعام 2025. حتى أنه عندما يتعلق الأمر بالنظم الإيكولوجية المبتكرة عالية الأداء وذات الإنتاجية العالية للفرد الواحد، تحتل ميونيخ المرتبة الخامسة بعد منطقة خليج سان فرانسيسكو، وبوسطن، ونيويورك، وكامبريدج.
من اليونان إلى ميونيخ
أسس الشابان من اليونان نيكوس تسياميتروس وجورجيوس بيبليديس شركتهما في ميونيخ. يقول نيكوس لـ DW: "لم تكن هناك في الواقع أي أسباب شخصية للانتقال إلى ميونيخ. لم أكن أعرف أحداً هنا، ولم أزر المدينة من قبل. لكن سمعة جامعة ميونيخ التقنية TUM كانت ممتازة".
جاء نيكوس من أثينا للحصول على درجة الماجستير، وجاء جورجيوس إلى جامعة ميونيخ التقنية مع توقف في النمسا للحصول على درجة الدكتوراه. ويقول جورجيوس: "هنا بدأنا العمل معا على برمجيات الملاحة في وسائل النقل العام".
وقد شارك الاثنان في هاكاثون، وهي تظاهرة يجتمع فيها المبرمجون لبضعة أيام أو أسابيع ويعملون معاً على تطوير البرمجيات. "ومن بين جميع المشاركين فزنا!". ويقول نيكوس: "منذ تلك اللحظة بدأنا نعتقد أننا قد نكون قادرين على تأسيس شركة ناشئة باستخدام خوارزمية الملاحة وتحديد المواقع". وأطلقوا على شركتهم الناشئة اسم "أريادن". ففي الأساطير الإغريقية أعطت البطل ثيسيوس خيط أريادن لإرشاده عبر متاهة المينوتور.
UnternehmerTUM: المساعدة والمشورة
ولكن وجود خوارزمية لشركة ناشئة هو شيء، وتأسيس مثل هذه الشركة الناشئة ووضع خطة عمل والعثور على رأس المال شيء آخر. لدى النظام الإيكولوجي في ميونيخ نقطة اتصال مركزية لهذه الأسئلة بالتحديد.
ويوضح جورجيوس: "لقد علمنا مركز UnternehmerTUM كيفية تأسيس شركة ناشئة وإدارتها". ونتيجة لذلك تمكنت الشركة من تحقيق إيرادات خلال الأشهر القليلة الأولى. وقد تم تحويل برنامج ملاحة إلى أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإحصاء عدد الأشخاص وتحليل حركتهم وتخديم مطارات ميونيخ وغلاسكو ولوس أنجلوس ومدن ليفركوزن وبيليفيلد وريغنسبورغ والعديد من مراكز التسوق والمتاجر بما في ذلك متجر ايكيا.
وتقدم باربرا مينر المشورة والدعم للشركات الناشئة مثل أريادن. "نحن نساعد الشركات الناشئة في مراحلها الأولى على الدخول إلى السوق من خلال ربطها بالمستثمرين والمرشدين والعملاء المحتملين".
شركة ناشئة تحدث ثورة في تركيب السقالات
من بين أكثر من 100 شركة تكنولوجية ناشئة يتم إنشاؤها في ميونيخ كل عام يبرز اسم شركة Liftbot Kewazo الناشئة التي أنشأتها رائدة الأعمال اليونانية إيريني بساليدا. وقد ولدت هذه الفكرة أيضا في هاكاثون UnternehmerTUM.
وتقول إيريني، واصفة الفكرة الأولية لفريقها: "ظهر لنا أن جميع الصناعات مؤتمتة بالكامل باستثناء صناعة البناء". طور الفريق مفهوماً لأتمتة بناء السقالات من أجل تبسيط العمل في صناعة البناء والتشييد.
وأطلقوا على شركتهم الناشئة اسم Kewazo استناداً إلى الكلمة اليونانية التي تعني الإنتاج "كاتاسكيفازو". واليوم يتم استخدام Liftbot بشكل يومي في المواقع الصناعية الكبيرة ومواقع البناء من موقع BASF في لودفيغسهافن إلى مصافي النفط في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعترف إيريني قائلة: "من الصعب أن نتخيل كيف كنا سنتمكن من تحقيق ذلك بدون UnternehmerTUM. فقد تمكن الفريق من الوصول إلى الأجهزة والبرمجيات والمحامين والاستشاريين في حاضنة الأعمال في مركز الشركات الناشئة. وحصلنا على المساعدة في الحصول على تمويل عام دون بيع أسهم في الشركة".
ريادة المهاجرين في تأسيس الشركات الناشئة
يتكون فريق Kewazo من ستة مؤسسين من أربع دول وبالتالي فهو يتناسب تماماً مع النظام البيئي للشركات الناشئة الألمانية. وحسب أحدث تقرير لرصد مؤسسي الشركات الناشئة المهاجرين الذي نشرته مؤسسة فريدريش ناومان ورابطة الشركات الناشئة، فإن نسبة كبيرة من المؤسسين في ألمانيا من أصول مهاجرة.
"14% من مؤسسي الشركات الناشئة ولدوا في الخارج. وتصل هذه النسبة إلى 23 في المائة بين الشركات الناشئة التي تقدر قيمتها بالمليارات"، كما يقول فانوش ووك، كبير الباحثين في رابطة الشركات الناشئة والباحث الرئيسي في الدراسة. وحسب الدراسة يتميز المؤسسون المهاجرون بشكل خاص بعقليتهم الريادية القوية واستعدادهم للمخاطرة ومرونتهم، وهي صفات ضرورية عند تأسيس شركة.
عقبات كبيرة أمام رواد الأعمال من ذوي الأصول المهاجرة
ومع ذلك وحسب الدراسة فإن المؤسسين المهاجرين في ألمانيا يواجهون عقبات كبيرة يجب التغلب عليها. ويقول فانوش ووك: "يأتي الدخول للسوق وبناء شبكة العلاقات على رأس القائمة. كما يواجه المؤسسون من أصول مهاجرة مشاكل أكبر في التعامل مع البيروقراطية، كما أن الحصول على التمويل من الجهات المانحة العامة والخاصة أكثر صعوبة".
وقد مرّ جورجيوس بيبليديس من شركة أريادني هذه المشكلة الأخيرة بشكل شخصي. فقد عرضت شركة ألمانية لرأس المال الاستثماري استثماراً مشروطاً بتعين رئيس تنفيذي ألماني للشركة. ويتذكر مؤسس "أريادن" أنهم أرادوا شخصاً يتحدث اللغة الألمانية كلغة أم "كرئيس تنفيذي صوري".
"يمكنني أن أفهم أن الناس يفضلون شخصاً يتحدث الألمانية بطلاقة عند التعامل مع العملاء، ولهذا السبب فإن جميع موظفي المبيعات لدينا يتحدثون اللغة الألمانية بطلاقة، ولكن أن يأخذ أي شخص محلي كرئيس تنفيذي؟ كان ذلك أمراً مبالغاً فيه بالنسبة لي".
وحصل نيكوس تسياميتروس وجورجيوس بيبليديس في النهاية على دعم أولي للانطلاق من شركة يونانية. ومع ذلك حتى هذه التجربة لم تقلل من حماسهما للعاصمة البافارية.
أعده للعربية: م.أ.م
تحرير: خ.س
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رائج
منذ 20 ساعات
- رائج
"وادي إيزار".. لماذا تجتذب ميونيخ الشركات الناشئة؟
الأمر أشبه ما يكون بالبحث عن الطريق الصحيح في متاهة يخوضها مئات المؤسسين الشباب كل عام في أوروبا: البحث عن الفرص والابتكارات والمال والنجاح، ولكن وقبل أي شء آخر البحث عن البلد والمدينة التي توفر لهم الأرض المثالية لتحقيق أحلامهم. ويعثر الكثيرون على مبتغاهم في "وادي إيزار"، وهو مركز الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في ميونيخ في تسميته غير الرسمية. في أحدث تصنيف Global Tech Ecosystem Index الذي تجريه شركة Dealroom احتلت ميونيخ المرتبة 17 عالمياً بين المدن الكبرى للشركات الناشئة للعام 2025. حتى أنه عندما يتعلق الأمر بالنظم الإيكولوجية المبتكرة عالية الأداء وذات الإنتاجية العالية للفرد الواحد، تحتل ميونيخ المرتبة الخامسة بعد منطقة خليج سان فرانسيسكو، وبوسطن، ونيويورك، وكامبريدج. من اليونان إلى ميونيخ أسس الشابان من اليونان نيكوس تسياميتروس وجورجيوس بيبليديس شركتهما في ميونيخ. يقول نيكوس لـ DW: "لم تكن هناك في الواقع أي أسباب شخصية للانتقال إلى ميونيخ. لم أكن أعرف أحداً هنا، ولم أزر المدينة من قبل. لكن سمعة جامعة ميونيخ التقنية TUM كانت ممتازة". جاء نيكوس من أثينا للحصول على درجة الماجستير، وجاء جورجيوس إلى جامعة ميونيخ التقنية مع توقف في النمسا للحصول على درجة الدكتوراه. ويقول جورجيوس: "هنا بدأنا العمل معا على برمجيات الملاحة في وسائل النقل العام". وقد شارك الاثنان في هاكاثون، وهي تظاهرة يجتمع فيها المبرمجون لبضعة أيام أو أسابيع ويعملون معاً على تطوير البرمجيات. "ومن بين جميع المشاركين فزنا!". ويقول نيكوس: "منذ تلك اللحظة بدأنا نعتقد أننا قد نكون قادرين على تأسيس شركة ناشئة باستخدام خوارزمية الملاحة وتحديد المواقع". وأطلقوا على شركتهم الناشئة اسم "أريادن". ففي الأساطير الإغريقية أعطت البطل ثيسيوس خيط أريادن لإرشاده عبر متاهة المينوتور. UnternehmerTUM: المساعدة والمشورة ولكن وجود خوارزمية لشركة ناشئة هو شيء، وتأسيس مثل هذه الشركة الناشئة ووضع خطة عمل والعثور على رأس المال شيء آخر. لدى النظام الإيكولوجي في ميونيخ نقطة اتصال مركزية لهذه الأسئلة بالتحديد. ويوضح جورجيوس: "لقد علمنا مركز UnternehmerTUM كيفية تأسيس شركة ناشئة وإدارتها". ونتيجة لذلك تمكنت الشركة من تحقيق إيرادات خلال الأشهر القليلة الأولى. وقد تم تحويل برنامج ملاحة إلى أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإحصاء عدد الأشخاص وتحليل حركتهم وتخديم مطارات ميونيخ وغلاسكو ولوس أنجلوس ومدن ليفركوزن وبيليفيلد وريغنسبورغ والعديد من مراكز التسوق والمتاجر بما في ذلك متجر ايكيا. وتقدم باربرا مينر المشورة والدعم للشركات الناشئة مثل أريادن. "نحن نساعد الشركات الناشئة في مراحلها الأولى على الدخول إلى السوق من خلال ربطها بالمستثمرين والمرشدين والعملاء المحتملين". شركة ناشئة تحدث ثورة في تركيب السقالات من بين أكثر من 100 شركة تكنولوجية ناشئة يتم إنشاؤها في ميونيخ كل عام يبرز اسم شركة Liftbot Kewazo الناشئة التي أنشأتها رائدة الأعمال اليونانية إيريني بساليدا. وقد ولدت هذه الفكرة أيضا في هاكاثون UnternehmerTUM. وتقول إيريني، واصفة الفكرة الأولية لفريقها: "ظهر لنا أن جميع الصناعات مؤتمتة بالكامل باستثناء صناعة البناء". طور الفريق مفهوماً لأتمتة بناء السقالات من أجل تبسيط العمل في صناعة البناء والتشييد. وأطلقوا على شركتهم الناشئة اسم Kewazo استناداً إلى الكلمة اليونانية التي تعني الإنتاج "كاتاسكيفازو". واليوم يتم استخدام Liftbot بشكل يومي في المواقع الصناعية الكبيرة ومواقع البناء من موقع BASF في لودفيغسهافن إلى مصافي النفط في الولايات المتحدة الأمريكية. وتعترف إيريني قائلة: "من الصعب أن نتخيل كيف كنا سنتمكن من تحقيق ذلك بدون UnternehmerTUM. فقد تمكن الفريق من الوصول إلى الأجهزة والبرمجيات والمحامين والاستشاريين في حاضنة الأعمال في مركز الشركات الناشئة. وحصلنا على المساعدة في الحصول على تمويل عام دون بيع أسهم في الشركة". ريادة المهاجرين في تأسيس الشركات الناشئة يتكون فريق Kewazo من ستة مؤسسين من أربع دول وبالتالي فهو يتناسب تماماً مع النظام البيئي للشركات الناشئة الألمانية. وحسب أحدث تقرير لرصد مؤسسي الشركات الناشئة المهاجرين الذي نشرته مؤسسة فريدريش ناومان ورابطة الشركات الناشئة، فإن نسبة كبيرة من المؤسسين في ألمانيا من أصول مهاجرة. "14% من مؤسسي الشركات الناشئة ولدوا في الخارج. وتصل هذه النسبة إلى 23 في المائة بين الشركات الناشئة التي تقدر قيمتها بالمليارات"، كما يقول فانوش ووك، كبير الباحثين في رابطة الشركات الناشئة والباحث الرئيسي في الدراسة. وحسب الدراسة يتميز المؤسسون المهاجرون بشكل خاص بعقليتهم الريادية القوية واستعدادهم للمخاطرة ومرونتهم، وهي صفات ضرورية عند تأسيس شركة. عقبات كبيرة أمام رواد الأعمال من ذوي الأصول المهاجرة ومع ذلك وحسب الدراسة فإن المؤسسين المهاجرين في ألمانيا يواجهون عقبات كبيرة يجب التغلب عليها. ويقول فانوش ووك: "يأتي الدخول للسوق وبناء شبكة العلاقات على رأس القائمة. كما يواجه المؤسسون من أصول مهاجرة مشاكل أكبر في التعامل مع البيروقراطية، كما أن الحصول على التمويل من الجهات المانحة العامة والخاصة أكثر صعوبة". وقد مرّ جورجيوس بيبليديس من شركة أريادني هذه المشكلة الأخيرة بشكل شخصي. فقد عرضت شركة ألمانية لرأس المال الاستثماري استثماراً مشروطاً بتعين رئيس تنفيذي ألماني للشركة. ويتذكر مؤسس "أريادن" أنهم أرادوا شخصاً يتحدث اللغة الألمانية كلغة أم "كرئيس تنفيذي صوري". "يمكنني أن أفهم أن الناس يفضلون شخصاً يتحدث الألمانية بطلاقة عند التعامل مع العملاء، ولهذا السبب فإن جميع موظفي المبيعات لدينا يتحدثون اللغة الألمانية بطلاقة، ولكن أن يأخذ أي شخص محلي كرئيس تنفيذي؟ كان ذلك أمراً مبالغاً فيه بالنسبة لي". وحصل نيكوس تسياميتروس وجورجيوس بيبليديس في النهاية على دعم أولي للانطلاق من شركة يونانية. ومع ذلك حتى هذه التجربة لم تقلل من حماسهما للعاصمة البافارية. أعده للعربية: م.أ.م تحرير: خ.س


سائح
منذ 2 أيام
- سائح
أفضل طرق توفير المال عند السفر للعمل في لندن
لندن، عاصمة المملكة المتحدة، هي واحدة من أبرز المدن الاقتصادية والثقافية في العالم، وتستقطب سنويًا آلاف رجال الأعمال والمسافرين من أجل العمل. ولكن رغم فرص العمل المتنوعة التي تقدمها، تشتهر لندن بارتفاع تكاليف المعيشة والسفر، مما قد يشكل تحديًا حقيقيًا لمن يزور المدينة بغرض العمل ويرغب في الحفاظ على ميزانيته. مع ذلك، من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات الذكية، يمكن توفير الكثير من المال أثناء السفر والعمل في لندن دون التنازل عن الراحة أو الفعالية. في هذا المقال، نستعرض أفضل الطرق والنصائح التي تساعدك على تقليل نفقات رحلتك العملية في لندن. حجز الإقامة بذكاء وتجنب الفنادق الفاخرة تكلفة الإقامة في لندن تُعد من أكبر التحديات التي تواجه المسافر للعمل، خاصة في وسط المدينة حيث تتركز مراكز الأعمال. ولكن هناك بدائل ذكية يمكن أن توفر الكثير من المال. يُنصح بالحجز المبكر من خلال منصات موثوقة مثل Airbnb أو Booking، حيث يمكن العثور على شقق مفروشة أو غرف في بيوت ضيافة بأسعار مناسبة. بالإضافة إلى ذلك، لا يلزمك دائمًا السكن في قلب لندن، فالأحياء المحيطة مثل Stratford أو Canary Wharf تقدم خيارات إقامة بأسعار أقل مع سهولة الوصول إلى وسط المدينة بفضل شبكة المترو الممتازة. أيضًا، الفنادق الاقتصادية والنُزل (Hostels) التي تقدم غرفًا خاصة أصبحت أكثر انتشارًا وتوفر بيئة مريحة بسعر معقول. استخدام وسائل النقل العامة بفعالية النقل في لندن يُعتبر من أكثر النفقات التي قد تثقل الميزانية إذا لم يتم التخطيط له بشكل صحيح. بدلًا من الاعتماد على سيارات الأجرة أو خدمات النقل الخاصة مثل أوبر بشكل دائم، من الأفضل استخدام شبكة النقل العامة التي تشمل المترو (Tube)، الحافلات، والقطارات المحلية. شراء بطاقة Oyster أو استخدام بطاقات Contactless للدفع الإلكتروني يمكن أن يقلل بشكل كبير من تكلفة التنقل. هذه البطاقات توفر أسعارًا مخفضة مقارنة بشراء تذاكر فردية، وتسمح بالتنقل غير المحدود ضمن مناطق محددة. إذا كنت ستتنقل كثيرًا، قد يكون الاشتراك في بطاقة يومية أو أسبوعية اقتصاديًا أكثر. استغلال الوقت الحر والموارد المجانية رغم أن رحلات العمل قد تكون مكثفة، لا بد من تخصيص بعض الوقت للاسترخاء وتجديد النشاط دون إنفاق مبالغ كبيرة. لندن تزخر بالأنشطة المجانية، منها المتاحف العالمية مثل المتحف البريطاني، ومعرض تيت مودرن، والحدائق العامة مثل هايد بارك وحديقة ريجنتس. يمكن أيضًا الاستفادة من الأسواق المحلية مثل سوق بورو الذي يقدم خيارات طعام بأسعار معقولة ومنتجات محلية. تناول الطعام في المطاعم الشهيرة قد يكون مكلفًا، لذا يمكن اختيار المقاهي الصغيرة أو محلات الوجبات السريعة الصحية التي توفر وجبات سريعة وبأسعار مناسبة. السفر للعمل في لندن قد يبدو مكلفًا، لكنه ليس مستحيلاً على ميزانيات المسافرين الذكية. من خلال اختيار أماكن إقامة بأسعار معقولة، والتنقل بفعالية باستخدام وسائل النقل العام، واستغلال الوقت الحر في الأنشطة المجانية والموارد الاقتصادية، يمكن تقليل التكاليف بشكل كبير. الأهم هو التخطيط المسبق والاستعداد الجيد، مما يضمن لك رحلة عملية ناجحة ومريحة في واحدة من أعظم مدن العالم.


سائح
منذ 3 أيام
- سائح
التحديات الكبرى التي تواجه شركات الطيران في العصر الحديث
تُعد صناعة الطيران واحدة من أكثر القطاعات تعقيداً وحساسية في الاقتصاد العالمي، حيث تتداخل فيها مجموعة واسعة من العوامل التشغيلية، الاقتصادية، التقنية، والبيئية. ومع تزايد الاعتماد على السفر الجوي في عالم مترابط ومتسارع، تواجه شركات الطيران تحديات متنامية تتطلب منها التكيف المستمر، والابتكار المستدام، ووضع استراتيجيات مرنة لضمان بقائها في السوق وقدرتها على تحقيق الأرباح في بيئة تنافسية شرسة. التقلبات الاقتصادية وأسعار الوقود يُعد التقلب الاقتصادي من أبرز التحديات التي تؤثر بشكل مباشر على شركات الطيران، حيث يتسبب الركود الاقتصادي في انخفاض الطلب على السفر الجوي، سواء لأغراض الأعمال أو السياحة، وهو ما يؤدي إلى تراجع الإيرادات بشكل ملحوظ. ولا تقف الصعوبات عند هذا الحد، بل إن أسعار الوقود تشكل عبئاً إضافياً على الميزانيات التشغيلية. إذ أن تكلفة الوقود تمثل عادةً ما بين 20% إلى 40% من إجمالي التكاليف التشغيلية لشركات الطيران، وأي ارتفاع مفاجئ في أسعاره يؤدي إلى تقليص هوامش الربح بشكل حاد. كما أن تذبذب أسعار صرف العملات الأجنبية يؤثر بدوره على تكلفة شراء قطع الغيار، أو دفع رواتب الطواقم الأجنبية، أو تسديد مستحقات شركات التأجير. التحديات البيئية والضغوط التنظيمية في السنوات الأخيرة، أصبح قطاع الطيران في مرمى الانتقادات البيئية نظراً لدوره في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وتواجه الشركات اليوم ضغوطاً متزايدة للالتزام بالمعايير البيئية الصارمة، والبحث عن تقنيات جديدة لتقليل البصمة الكربونية. وتشمل هذه الجهود تطوير طائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، استخدام الوقود الحيوي أو المستدام للطيران، والاستثمار في تحسين أنظمة الملاحة الجوية لتقليل استهلاك الوقود عبر مسارات أكثر كفاءة. وفي الوقت نفسه، تفرض العديد من الحكومات ضرائب ورسوم بيئية جديدة، ما يزيد من أعباء التكلفة على الشركات، ويجبرها على إعادة النظر في نماذج أعمالها لتحقيق التوازن بين الاستدامة والربحية. المنافسة الشديدة وتطور تفضيلات العملاء تواجه شركات الطيران منافسة شرسة سواء من شركات الطيران منخفض التكلفة أو من شركات الطيران العالمية العملاقة التي تمتلك موارد ضخمة وشبكات خطوط واسعة. كما أصبح الركاب أكثر تطلباً من ذي قبل، فهم يبحثون عن أفضل تجربة سفر ممكنة، مع أسعار مناسبة، وخدمات مرنة، وتجربة رقمية متكاملة بداية من الحجز وحتى الوصول إلى وجهتهم. وأدى انتشار التكنولوجيا إلى ارتفاع توقعات العملاء من حيث توفير خيارات الحجز الذكي، إمكانية تعديل الرحلات بسهولة، الترفيه الجوي المتطور، وخدمات الإنترنت على متن الطائرات. وباتت شركات الطيران مطالبة بالاستثمار المستمر في تطوير بنيتها التحتية الرقمية وتحديث أساطيلها وتدريب طواقمها لمواكبة هذا التطور السريع في احتياجات السوق. في المحصلة، يتضح أن شركات الطيران تواجه بيئة معقدة ومتشعبة من التحديات التي تتطلب منها جاهزية عالية، ومرونة استراتيجية، وقدرة دائمة على الابتكار لتلبية متطلبات الأسواق المتغيرة، والالتزام بالمعايير البيئية، وتحقيق التوازن المالي في ظل تقلبات اقتصادية عالمية يصعب التنبؤ بها.