logo
تقرير بين الرُّكام والدُّموع... غزَّة تؤدِّي فريضة الصَّبر بدلاً من الحجِّ

تقرير بين الرُّكام والدُّموع... غزَّة تؤدِّي فريضة الصَّبر بدلاً من الحجِّ

غزة/ محمد عيد:
للعام الثاني على التوالي، تحرم حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة آلاف الحجاج من أداء فريضة الحج، بعد أن أحكم جيش الاحتلال سيطرته العسكرية على جميع المنافذ والمعابر، وسط أزمات إنسانية وكارثية غير مسبوقة في العصر الحديث.
وعلى الرغم من تعذّر السفر وأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وخنق الحرب لأمنيات رافقت أصحابها لسنوات طويلة، فإن رسائل الغزيين إلى الحجاج في مكة المكرمة، من جميع أنحاء العالم، تحمل رجاءً واحدًا: ألا تغيب غزة عن دعائكم أمام "البيت العتيق"، عسى أن تُوقف هذه الحرب الهمجية.
وأمام شاشة تلفاز تعمل على ألواح الطاقة الشمسية، بعد انقطاع الكهرباء منذ بدء الحرب المستمرة للشهر التاسع عشر، يجلس الحاج صبحي الجعيدي (62 عامًا) يتابع مراسم سفر ووداع الحجاج الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، ومن جميع أنحاء العالم.
لم يتوقف الجعيدي وزوجته عن متابعة تلك المشاهد الإيمانية، تغمرهما الحسرة لغيابهما عن أداء الفريضة التي طالما انتظراها بعد عقود من العمل والمشقة.
يقول لصحيفة "فلسطين": "كانت أمنية مشتركة مع زوجتي... أن نؤدي الحج بعد التقاعد"، لافتًا إلى أنهما انتظرا خروجهما في قرعة وزارة الأوقاف بعد سبع سنوات من التسجيل.
وكان من المفترض أن يسافرا موسم 2024، لكن جيش الاحتلال احتل محافظة رفح ومعبرها الحدودي مع مصر، قبيل الموعد.
يضيف: "حينها شعرنا بالهم والحزن، خصوصًا بعد استشهاد زوج ابنتي، وكنا نأمل بأداء الفريضة العام القادم (2025)".
فقد الجعيدي جزءًا من منزله بصاروخ إسرائيلي، كما خسر مبلغًا كبيرًا من مخصصات السفر نتيجة النزوح والغلاء الفاحش.
وتساءل بحرقة: "ألا تكفي مشاهد الموت في غزة لوقف هذه الحرب؟ لماذا يصمت العرب والمسلمون عن هذه الإبادة؟"، آملاً أن يخصّه الحجاج بدعواتهم، وأن يُطفئ الله هذه النار المستعرة.
ذات الحسرة والمشاعر
المشاعر ذاتها تسكن قلب الحاجة عطاف العصار (60 عامًا)، التي حلمت طوال العقد الأخير بأداء الحج برفقة زوجها، بعد 10 سنوات من التسجيل.
لكن الحرب حرمتها منه، بعد وفاته نتيجة نقص الرعاية الطبية في مستشفيات غزة، فباتت أمنيتها أداء الفريضة وحدها والدعاء له بالرحمة.
تقول لـ"فلسطين": "القتل والحصار والتجويع هي المشاهد اليومية في غزة، ولا أفق لأي حلول توقف هذه الحرب الهمجية".
وتتابع: "قضينا أعمارنا نحلم بهذه الرحلة الإيمانية... ولم يتبقّ في قلوبنا سوى أمل واحد: أن تتوقف هذه المحرقة الإسرائيلية".
ورغم آلامها، لا تزال تأمل أن تكون هناك "دعوة صادقة أمام الكعبة" تغيّر الواقع، ويتحقق حلم حجاج غزة العام القادم.
في المقابل، يختزن الحاج صهيب درويش (58 عامًا) جراحه بعدما فقد منزله واثنين من أبنائه في قصف استهدف منزل العائلة العام الماضي.
ينتظر دوره في الحج منذ 9 سنوات، لكنه فقد كل مدخراته. ومع ذلك، لا يقطع الأمل بأن يكون العام المقبل واقفًا على جبل عرفة.
موسمان ضائعان
رئيس جمعية الحج والعمرة في غزة، محمد الأسطل، يقول إن القطاع خسر موسمي حج (بواقع 2500 حاج لكل موسم) نتيجة حرب الإبادة التي تخللتها المجازر، والدمار، والإغلاق الكامل للمعابر.
ويوضح الأسطل لـ"فلسطين" أن نحو 200 حاج من غزة استشهدوا أو توفوا العام الماضي، قبل تمكنهم من أداء الفريضة.
وأشار إلى أن إغلاق معبر رفح -المنفذ الوحيد لغزة إلى العالم- يعيق تحركات وسفر السكان.
ولتفادي ضياع الحصة المخصصة لغزة، سمحت وزارة الأوقاف للنازحين إلى مصر أو العالقين هناك بالتسجيل لأداء الحج، وهو ما نُفّذ في الموسمين الماضي والحالي، إضافة إلى استكمال العدد عبر زيادة حجاج الضفة.
وأعرب الأسطل عن أمله بوقف الحرب، وتثبيت حصة غزة، بل وزيادتها في الموسم القادم، إن شاء الله.
المصدر / فلسطين أون لاين

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"فلسطين اليوم" تنعى شهيديها الصحفيين سليمان حجاج وإسماعيل بدح
"فلسطين اليوم" تنعى شهيديها الصحفيين سليمان حجاج وإسماعيل بدح

فلسطين اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • فلسطين اليوم

"فلسطين اليوم" تنعى شهيديها الصحفيين سليمان حجاج وإسماعيل بدح

فلسطين اليوم نعت قناة فلسطين اليوم الفضائية شهيديها المراسل سليمان حجاج والمصور اسماعيل بدح، والذين ارتقيا صباح اليوم الخميس في غارة إسرائيلية استهدفتهما بشكل مباشر في ساحة المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في مدينة غزة. وفي بيان لها، قالت القناة: "بتسليم بقضاء الله وقدره تنعى فضائية فلسطين اليوم أثنين من خيرة صحفييها سليمان حجاج مراسل ومحرر الإعلام الرقمي في القناة واسماعيل بدح المصور النشط المتفاني، اللذين ارتقيا في استهداف مباشر بطائرة مسيرة إسرائيلية للصحافيين أثناء تأدية عملهم في ساحة مستشفى المعمداني بغزة، والذي أدى أيضا إلى إصابة مراسل القناة الزميل عماد دلول إصابة خطيرة واستشهاد الصحافي في وكالة شمس نيوز سمير رفاعي وإصابة مراسل ومصور قناة العربي إسلام بدر وأحمد قلجة. وتابعت القناة، "يأبى الاحتلالى الإسرائيلي إلا ان يستمر في حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة مستهدفا كل مناحي الحياة من حجر وبشر ، وجديده اليوم مجزرة بحق الصحافيين كما دأبه منذ بداية عدوانه على القطاع بلا وازع أو رادع، في محاولة منه لحجب الرؤية ومنع نقل الصورة عن جرائمه وارتكاباته". وأشارت فلسطين اليوم في بيانها إلى أن هذه الجريمة تعد جريمة حرب مزدوجة موصوفة أولاً لاستهدافها صحافيين بشكل مباشر في مخالفة لاتفاقية جنيف وكل المواثيق الدولية وثانيا لاستهدافها مستشفى مدنياً يفترض أنه محمي بموجب القانون الدولي . وأضافت، إن "الاحتلال الإسرائيلي ما كان ليستمر في عدوانه وجرائمه لولا عجز وصمت، وأحيانا تواطؤ المنظومات العربية والدولية، التي توفر غطاء لمجرمي الحرب الإسرائيليين للمضي في حرب الإبادة التي يشنها كيان الاحتلال على قطاع غزة ،وآخر فصول هذا التواطؤ لجوء الولايات المتحدة الأمريكية إلى استخدام امتياز الفيتو ضد مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في غزة رغم تصويت أربع عشرة دولة لصالح هذا المشروع ، ما يجعلها شريكا فعليا في هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال". كما لفتت إلى أن "بيانات الشجب والاستنكار ما عادت تجدي نفعا إزاء حرب الابادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة ولا تقدم الحماية للصحافيين الذين يعملون في أصعب وأخطر ظروف من دون أي حماية ما يضع كل الأطر المعنية بالدفاع عنهم أمام مسؤولياتها للقيام بالدور المنوط بها". وأكدت فضائية فلسطين اليوم أن هذا الاستهداف لصحافييها ، وهو ليس الأول من نوعه، لن يثنيها عن الاستمرار في تأدية رسالتها وواجبها في نشر الكلمة والصورة لفضح جرائم الاحتلال رغم كل التضحيات . وختمت البيان بالقول: إن "فضائية فلسطين اليوم ،إدارةً وموظفين ،إذ تعبّر عن بالغ حزنها وألمها بهذا المصاب الجلل ، فإنها تتقدم من ذوي شهيديها سليمان حجاج واسماعيل بدح والشهيد الزميل سمير الرفاعي بأحر التعازي سائلين الله أن يتغمدهم برحمته وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان ، وتتمنى للزميل عماد دلول وسائر الزملاء الجرحى الشفاء العاجل".

الحجاج يتوافدون إلى عرفات لأداء ركن الحج الأعظم
الحجاج يتوافدون إلى عرفات لأداء ركن الحج الأعظم

معا الاخبارية

timeمنذ 9 ساعات

  • معا الاخبارية

الحجاج يتوافدون إلى عرفات لأداء ركن الحج الأعظم

بيت لحم- معا- يواصل حجاج بيت الله الحرام التوافد إلى مشعر عرفات، للوقوف اليوم الخميس، على صعيده الطاهر، وأداء ركن الحج الأعظم. وأعلنت المملكة العربية السعودية أن أكثر من 1.5 مليون حاج من خارج البلاد وصلوا إلى المملكة لأداء فريضة الحج هذا العام. ويمكث ضيوف الرحمن بعرفة من زوال الشمس حتى غروبها ثم يتوجهون إلى مزدلفة. ويصلي الحجاج صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا بعد الاستماع إلى خطبة يوم عرفة وفق السنة النبوية الشريفة. وأعلنت السلطات السعودية تجنيد أكثر من 250 ألف موظف، وتنسيقا بين أكثر من 40 جهة حكومية، لمواجهة موجات الحرّ المحتملة، وفق ما أفاد به وزير الحج توفيق الربيعة.

الجرح الحادي عشر: العيد في مخيمات النزوح
الجرح الحادي عشر: العيد في مخيمات النزوح

فلسطين أون لاين

timeمنذ 10 ساعات

  • فلسطين أون لاين

الجرح الحادي عشر: العيد في مخيمات النزوح

بلا ماءٍ، بلا غذاءٍ، بلا دواءٍ، بلا كهرباءٍ، بلا توقف في نزف الدماءٍ، وبلا توقف للعيون عن البكاء، بلا توقف في أعداد الأسرى والجرحى والشهداء، بلا توقف في نسف البيوت وقصف المآذن والكنائس والمدارس والجامعات والجوامع والشوارع والمشافي والملاهي، بلا طقوس لعيد الفطر، وعيد الأضحى بلا أضاحٍ نذبحها، بل نحن الضحايا المذبوحون. في عيد الأضحى يرتدي المسلمون أجمل الثياب ويُصلون صلاة العيد ويذبحون الأضاحي ويزورون الأرحام والأماكن الترفيهية ويجتمعون بالجلسات العائلية، ويتبادلون كل عام وأنتم بخير، إلا نحن في غزة، فلا طعم للعيد، فكل الأيام تتشابه علينا، كل أنواع المآسي نعيشها في اليوم الواحد. يطل علينا عيد الأضحى، ونحن أحياء، لكن لسنا بخير، فكيف نكون بخير، ونحن لم نفرح بشعيرة الحج أو ذبح الأضاحي!، لكننا نعزي أنفسنا بأنه إن لم نمتلك أضاحي نتقرب بها لله، فإننا نقدم أرواحنا قربان لله. وكيف نكون بخير وكل يوم يرتقي منا العشرات من الشهداء؟ لكننا نعزي أنفسنا، بأن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة. وكيف نكون بخير وعدونا يقصف بيوتنا ومساجدنا وكنائسنا ومؤسساتنا ومدارسنا ومشافينا أمام العالم الظالم؟ لكننا نعزي أنفسنا بأن الله لا يغفل عما يعمل الظالمون. وكيف نكون بخير ونحن نرى العالم يتفرج على المذابح، وكأنه يتابع فيلماً ترفيهياً؟ لكننا نعزي أنفسنا بأن الله سينتقم لنا في الوقت المناسب. كيف نكون بخير ونحن نعيش نزوحاً مستمراً بحثاً عن أمن وهدوء نفتقده في بلادنا؟ لكننا نعزي أنفسنا بأن الله سيبدل خوفنا إلى أمن ورخاء. كيف نكون بخير ونحن لا نجد طعاماً نأكله؟ فالمعابر مغلقة بأمر من عدونا، والمقابر مفتوحة بأمره، والعالم يُرسل لعدونا ما يقتلنا به، ويرسل لنا ما نكفن به الشهداء، لكننا نعزي أنفسنا بقول الله: "وبشر الصابرين". كيف نكون بخير وعدونا يقصف مساجدنا التي نصلي فيها صلاة العيد وقتل علماءنا ومبادرينا الذين كانوا يخففون عن الناس وجع فقد الطعام؟ لكننا نعزي أنفسنا بأن ما عند الله خير وأبقى. هذا باختصار يا سادة حال غزة للعام الثاني على التوالي، فالكارثة التي حرقت الأخضر واليابس لم تتوقف، ولن تمنعنا من أن نقول لكم: " كل عام وأنتم بخير". المصدر / فلسطين أون لاين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store