logo
إيران بلا نووي... وبرغماتيّة السلام؟

إيران بلا نووي... وبرغماتيّة السلام؟

MTVمنذ 5 ساعات

إيران بلا نووي... حسمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضرب فوردو ونطنز وأصفهان مستكملًا ما بدأته إسرائيل باغتيال علماء نوويين إيرانيين وشنّ غارات على مفاعل نووية. جرّ إيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات بلا أوراقها الرابحة، وأعلن أنّ قدراتها النووية انتهت.
منذ بدء "طوفان الاقصى"، وإيران تُحاول شراء الوقت لتفرض كلمتها في مفاوضات الملف النووي، إلّا أنّها تدريجًا خسرت أذرعها في المنطقة، خسرت علماءها ومفاعلها ليبقى لديها اليورانيوم المخصّب والمعدّات. ليست إيران وحدها من انتقلت من مرحلة النووي إلى مسار آخر. قبلها أوكرانيا، كازاخستان، بيلاروسيا، جنوب أفريقيا، ليبيا، العراق، البرازيل والأرجنتين... كلّها دول تخلّت عن أسلحتها النووية إمّا بشكل طوعي وإمّا بضغط دولي. فماذا عن إيران بعد النووي؟
لا تريد إيران إظهار نفسها بصورة الخاسر، وبين لا للاستسلام ولا للانتحار، لعبت طهران لعبتها ما قبل الأخيرة بتنسيق ضربتها على قاعدة العُديد في قطر مع الولايات المتحدة والدوحة. حافظت على ماء وجهها بالردّ على الضربة الإيرانية وحافظت على رضى ترامب لبدء المفاوضات. أمّا اللعبة الأخيرة فستكون في خيارها الاستراتيجي للمرحلة المقبلة.
الخيار الأوّل: تُعلّق طهران التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتستتبعه بقرار خروجها من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وخروجها يعني اتخاذها مسار كوريا الشمالية التي أصبحت دولة نووية بكل ما يحمله هذا الخيار من عزلة دولية ومزيد من التدهور الاقتصادي والاجتماعي الذي قد يولّد ردّة فعل في الداخل الإيراني. ولا تزال هناك أصوات في الجمهورية الإسلاميّة تقول: "إذا تهدد وجودنا، سنغير استراتيجيتنا العسكرية ونفكر في السلاح النووي".
إنّما البراغماتية التي تتعامل بها إيران والأخذ في الاعتبار مصالحها كدولة تدفعها باتجاه استبعاد الخيار الأوّل، واعتماد خيار ثانٍّ ألا وهو العمل بديبلوماسيّة الوجهين: وجه منفتح يلاقي العالم الغربي ويحافظ على علاقته التاريخية مع إسرائيل، ووجه في الخفاء يُعيد بناء وتخزين اليورانيوم بسريّة تامة.
ليبقى خيار ثالث وهو ما تسعى إليه الولايات المتحدة كحلّ وسطي بين إيران وإسرائيل؛ تُغيّر طهران عقيدتها النووية وتستخدم النووي بطريقة سلمية تحت رقابة دولية مشدّدة واستمرار النظام الحالي في إدارة الحكم عوضًا عن سحب كلّ المواد النووية من طهران وتغيير النظام وعدم امتلاكها أسلحة تهدّد أمن إسرائيل كما تطلب الأخيرة.
كل هذه الخيارات مطروحة وتُدرس بعناية في كواليس الجمهورية الإسلامية، وصحيح أنّ تطمينات أميركية وصلت الى رأس الهرم، المرشد الأعلى علي خامنئي ببقاء النظام على ما هو عليه، إنّما استنادا إلى أي توجّه ستعيد الجمهورية الإسلاميّة بناء عقيدتها؟ حكمًا لن تكون بعيدة عن المفهوم العالمي الذي يحاول ترامب تكريسه تحت اسم "السلام العالمي".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بالفيديو - كيف ردّ ترامب على بوتين بعد أن عرض المساعدة في موضوع إيران؟
بالفيديو - كيف ردّ ترامب على بوتين بعد أن عرض المساعدة في موضوع إيران؟

النهار

timeمنذ 29 دقائق

  • النهار

بالفيديو - كيف ردّ ترامب على بوتين بعد أن عرض المساعدة في موضوع إيران؟

أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تفاعلاً بين ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ممن تداولوا مقطع فيديو له وتصريحات حيال اتصال جرى مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين عرض فيه الأخير عليه المساعدة حيال الوضع في إيران. مقطع الفيديو المتداول صُوّر على متن الطائرة الرئاسية، حيث قال ترامب: "كما تعلمون، اتصل فلاديمير بوتين بي وقال أيمكنني مساعدتك في ما يتعلق بإيران؟ فقلت له لا أريد مساعدة في إيران أريد مساعدة بشأنك، وآمل أن نتمكن من التوصل الى اتفاق مع روسيا". ترامب مازحًا مع الصحفيين بالطائرة الرئاسية صباح يوم أمس : اتصل بي بوتين وقال لي "هل يمكنني مساعدتك بشأن إيران؟" قلت له لا، لست بحاجة إلى مساعدة بشأن إيران، أنا بحاجة إلى مساعدة بشأنك — ' شيء من حتّى' (@dr_panadolx2) June 25, 2025 وجاء رد ترامب على سؤال عن رأيه في تغيير النظام بإيران وإن كان يريد رؤية تغيير كهذا: "لا، لو كان هناك، لوجد، لكن لا، لا أريد ذلك. أود أن أرى كل شيء يهدأ في أسرع وقت ممكن. تغيير النظام يتطلب فوضى، ومن الناحية المثالية لا نريد أن نرى فوضى كثيرة. لذا سنرى كيف ستسير الأمور؟ أود أن أرى صفقة مع روسيا". وحول تخصيب اليورانيوم، قال: "لن يقوموا بالتخصيب، ولن يمتلكوا سلاحاً نووياً، وهم يعلمون ذلك. سيصبحون دولة تجارية عظيمة، كما تعلمون، إنهم تجارٌ بارعون جداً، وسيصبحون دولة تجارية عظيمة، ولديهم الكثير من النفط. سيُحققون نجاحاً. لكنهم لن يمتلكوا سلاحاً نووياً. آخر شيء في ذهن إيران الآن هي الأسلحة النووية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store