
مقدمات نشرات الأخبار المسائيّة
مقدمة تلفزيون "أل بي سي"
في اليوم الرابع على الحرب بين اسرائيل وايران، دخل البلدان توازن الرعب بين قوة اسرائيل الجوية والاستخباراتية الضخمة، وقوة ايران الصاروخية الباليستية الكبيرة، وقدرة الاثنين على مواصلة الضربات.
تل أبيب تقول انها لا تريد قلب النظام في ايران، إنما منعه من ابادة الدولة الاسرائيلية من جهة، ورئيس حكومتها يقول من جهة ثانية ان تغيير النظام الضعيف قد ينتج عن الحرب، انما على الايرانيين اتخاذ القرار الآن اذا كانوا يريدون الثورة على نظامهم. أما طهران فتقول إنها لم تبادر الى الحرب، لكنها تدافع عن نفسها، وعينها طبعا على النظام وامكان أن تكون الحرب خطوة في اتجاه اسقاطه. كل الأمور تشير الى تصاعد العنف بين البلدين. فبنك الأهداف توسع من المنشأت النووية الى المواقع العسكرية ومراكز الطاقة والبحوث وصولا حتى الى المناطق السكنية وحرب توقيف العملاء، وتصاعد العنف هذا يهدد الشرق الآوسط برمته. على هذا الأساس، انطلق عمل دبلوماسي مكثف جدا، منه معلن ومنه سري، في محاولة لوقف التصعيد العسكري والانتقال الى التفاوض.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إنه سيوقف هذه الحرب كما اوقف حرب باكستان والهند. وأضاف: "عليهما التوصل الى اتفاق، سنصل الى السلام قريبا"، من دون أن ينسى التلويح بامكان تدخل بلاده مباشرة في الحرب للقضاء على البرنامج النووي الايراني. ترامب تحدث عن الوساطة الروسية بعد محادثة أجراها مع نظيره فلاديمير بوتين. وموسكو أكدت ـن بامكانها لعب دور رئيسي في التوسط في هذا النزاع، هذا في وقت بدأت الاتصالات القطرية والتركية والقبرصية.
انها اذا أيام صعبة، تفصل ايران واسرائيل والشرق الأوسط والعالم عن، اما الحرب الكاملة واما الصفقة الكبرى، وهي تنتظر لحظة دولية مؤاتية.
مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
إسرائيل ما قبل الثالث عشر من حزيران غير إسرائيل ما بعده.... ليس في الأمر مبالغة عندما يرى المراقبون ذاك الدمارَ الهائل والمباني المتداعية والمتهالكة وجثث القتلى ومشاهد المصابين وعندما يسمعون صافرات الإنذار تصدح ليلَ نهارَ والملايين المتمترسة أمام أبواب الملاجئ وعندما يرصدون حياةً مصابة بالشلل عن بكرة أبيها. فالمطارات - وأهمها بن غوريون - مقفلة واسطول النقل الجوي المدني هُرِّب إلى الخارج فرفضت المعارضة اليونانية تحويل أثينا إلى مرأب لطائرات بنيامين نتنياهو وسياراته.
هي رسائل إيران الصاروخية العابرة كلَّ العوائق والمستقوية على كل الدفاعات الجوية والأرضية والدبلوماسية التي يستنفرها الرعاة في محاولة لتأمين درع واقية لكيان العدو الإسرائيلي. هي رسائلُ "مسيّراتية" وصاروخية بالستية وفرط صوتية بلغت عمق فلسطين وأحرقت هيبة العدو... من تل أبيب الكبرى إلى حيفا والجليل.... كلُّها وأكثر كانت الصواريخُ تنهمر عليها كالألعاب النارية من الليل إلى فجر فدفعت ملايينَ الاسرائيليين نحو غياهب الملاجئ وحوّلتِ الظلمةَ إلى كتلٍ من لهب.
ولما استفاق رئيس كيان العدو إسحاق هرتزوغ - وهو لم ينم- رَصَدَ بأمّ عينه ذاك الصباحَ الحزينَ والصعبَ للغاية في "بات يام" جنوب تل أبيب. وبيت يام.. نموذجٌ لمناطق كثيرة كانت طُعماً للصواريخ الإيرانية في موجتَيْـها السابعة والثامنة الأمر الذي دفع نتنياهو لزيارتها على عجل من أجل رفع المعنويات ومثله فعل وزير الحرب يسرائيل كاتس.
الموجتان الصاروخيتان أسفرتا عن سقوط اثني عشر قتيلاً وأكثر من ستمئة مصاب ناهيك عن الدمار الهائل الذي طال أحياءً بكاملها والأضرار الكبيرة التي لم تستثنِ منشآت نفطية واقتصادية واستراتيجية من بينها مصفاة حيفا. على أن استهداف بعض هذه المنشآت الحيوية جاء تحديداً رداً على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع نفطية إيرانية وقد تواصلت الغارات المعادية وطالت أهدافاً في طهران واصفهان وشيراز.
وعلى إيقاع القنابل والصواريخ ظهرت بوادر حراك سياسي ودبلوماسي لاحتواء الموقف العسكري. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن الرئيس القبرصي سينقل رسالة من طهران إلى تل أبيب وقالت أيضاً إن الولايات المتحدة تدفع باتجاه تبادل رسائل تهدئة بين الجانبين الإسرائيلي والإيراني الأمر الذي نفاه المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية. كذلك عرضت فرنسا وألمانيا وبريطانيا إجراء محادثات نووية مع طهران على ما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية. وكان الإتصال الهاتفي بين الرئيسين الروسي والأميركي قد تمخّض عن إشارات دبلوماسية معبّرة عَكَسَها الرئيس دونالد ترامب بقوله على إثره إنه والرئيس فلاديمير بوتين يشعران بأن الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي مضيفاً أنه في الإمكان التوصل بسهولة إلى اتفاق بينهما وإنهاء الصراع الدموي.
وفي سياق متصل أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اتصال مع نظيره الإيراني عباس عراقجي استعداد موسكو للمساعدة في تهدئة الوضع. لكن الوزير الإيراني أكد أمام سفراء إلتقاهم رفْضَ بلاده أيَّ اتفاقٍ يمس حقوقها ببرنامج نووي. وأشار إلى أن إسرائيل سعت إلى عرقلة المحادثات النووية مع واشنطن بضرباتها على إيران. والمحادثات النووية كانت مقررةً جولتُها السادسة اليوم في مسقط لكن رياح العدوان الإسرائيلي أطاحت بها.
مقدمة تلفزيون "أو تي في"
التصعيد الإسرائيلي-الإيراني مستمر والتهديدات المتبادلة تتواصل. اما دونالد ترامب فبشر بسلام قريب. فقد كشف الرئيس الأميركي على منصة تروث سوشيال التابعة له، أن اجتماعات كثيرة تُعقد في هذا السياق، وقال: على إيران وإسرائيل التوصل إلى اتفاق، وسوف نتوصل إلى ذلك، لنصل إلى السلام قريباً.
وكان ترامب ابدى انفتاحه على اداء الرئيس الروسي دور وساطة في النزاع، معلناً ان فلاديمير بوتين اجرى اتصالاً به، وانهما ناقشا الامر مطولاً. غير ان الرئيس الاميركي عاد وهدد بانخراط واشنطن في القتال لمساعدة اسرائيل، وهو ما لا تفعله راهناً، في وقت كان رئيس الوزراء الاسرائيلي يتوعد طهران بأنها ستدفع ثمنا باهظا جدا اثر الضربات التي وجهتها الى اسرائيل، مشدداً على ان الحرب مستمرة حتى تحقيق كل اهدافها، واولها القضاء على البرنامج النووي الايراني.
وفي انتظار اتضاح المشهد الاقليمي، لبنان الرسمي يتفرج: اجتماعات شكلية من هنا، ومواقف عامة من هناك، ومراوحة شاملة في مختلف الملفات من هنالك، علماً ان سحب السلاح من المخيمات الفلسطينية الذي كان يفترض ان يبدأ في هذه المرحلة، يبدو أنه مرشح الى الانضمام الى اللائحة الطويلة من الوعود التى تبقى حتى اشعار آخر حبراً على ورق.
وفي غضون ذلك، يملأ السياسيون، تماماً كرواد مواقع التواصل، الوقت الضائع بتعليقات المديح او الهجاء لهذا الطرف الاقليمي او ذاك، وقد لفت في هذا الاطار اليوم تصريح للنائب وليد البعريني من عكار، دعا فيه الدولة اللبنانية إلى اتخاذ موقف جريء، ورفع طلب للانضمام إلى حلف الناتو بأسرع وقت. واعتبر سليل الخط السياسي المتحالف مع قوى الثامن آذار وحزب الله تاريخياً، والذي دخل عالم السياسية من بوابة التحالف مع تيار المستقبل عام 2018، ان هذه الدعوة نابعة من الحرص على حماية لبنان، لا الدخول في سياسة الأحلاف، وذلك بعد كل الكذب الذي عشناه على مدى الأعوام السابقة من محور انهار أسرع من المتوقع. واشار البعريني الى أننا عشنا كذبة عمرها ستة واربعين عاماً، ليتبين ان نظام الثورة الاسلامية في إيران ضعيف، ويقاتل بشباب الدول العربية، وقد سقطت أسطورته الوهمية، ولذلك علينا أن نفتّش عن دور لبنان في المنظومة الجديدة، ختم البعريني.
مقدمة تلفزيون "المنار"
في 'بيت يام' كانت التجربةُ الاصعبُ في ايامِ بنيامين نتنياهو حتى الآن، وما يَتوعدُ به الايرانيونَ اكبرُ من ان تقدرَ عليه تل ابيب وحدَها، وعليه ارتفعت الاصواتُ العبريةُ باكراً لجرِّ الاميركيّ الى المعركةِ بشكلٍ مباشر، مع اعترافِهم باَنَ حضورَها غيرَ المباشرِ عبرَ دفاعاتِها الجويةِ ومعلوماتِها الاستخباريةِ وخُطَطِها العسكريةِ وكلِّ ترسانتِها الاستراتيجيةِ بخدمةِ تل ابيب ليسَ خافياً على احد.
أحدُ الكيانِ كانَ صعباً، من تل ابيب الى حيفا فـ'ايلات' وما بينَها من مراكزَ حساسةٍ واستراتيجيةٍ على ما تَسرّبَ من الاخبارِ العبريةِ والمشاهدِ الميدانيةِ رغمَ كلِّ اِطباقِ الرقابةِ العسكرية، اما عنترياتُ المواقفِ من نتنياهو وازلامِه بين الدمارِ غيرِ المسبوقِ على ارضِ كيانِهم فهي لَمحاولةٌ لرأبِ الصدعِ مع جبهةٍ داخليةٍ ارتفعَ صوتُها اعتراضاً من ثاني ايامِ الحربِ التي تَفرضُها تل ابيب على طهران ..
وان كانَ ما يراهُ العالمُ من استهدافاتٍ اسرائيلية في ايرانَ غيرَ مفاجئٍ من المنظورِ العسكريِّ نتيجةَ احتشادِ كلِّ تكنولوجيا العالمِ العسكريةِ وقواها الاستخباريةِ لخدمةِ تل ابيب في حربِها على الجمهوريةِ الاسلامية، فانَ الصادمَ للادارةِ الاميركيةِ وحكومةِ بنيامين نتنياهو حجمُ الاختراقاتِ المتواصلةِ للصواريخِ الايرانيةِ لمنظوماتِ الدفاعِ الاميركيةِ الاسرائيليةِ وما لفَّ لفَّها في المنطقة، ووصولُ تلكَ الصواريخِ الى اهدافٍ امنيةٍ واستراتيجيةٍ حساسة.
ومع حساسيةِ المرحلةِ من عمرِ المنطقةِ والعالمِ فانَ الواقعيةَ هي سمةُ المواقفِ الايرانيةِ القائمةِ على الحقِ بالدفاعِ عن السيادةِ والحقوقِ الايرانيةِ بوجهِ اعتداءٍ صهيونيٍ خارقٍ لكلِّ القوانينِ الدوليةِ والشرائعِ الانسانية، مع تأكيدِ الجمهوريةِ الاسلاميةِ الثباتَ في الحربِ المفروضةِ عليها والتي تَخَطَّتْ فيها تل ابيب كلَّ الخطوطِ الحمرِ بضربِ مواقعَ سكنيةٍ وبنًى تحتيةٍ ومطاراتٍ مدنيةٍ وحتى شبكاتِ جرِّ المياهِ كما جرى في طهران.
اما ما يَجري على اَلسنةِ الادارةِ الاميركيةِ من كذبٍ سياسيٍّ فلا ينطلي على الشعبِ الايرانيِّ العارفِ بالدليلِ تورطَ ادارةِ ترامب بالشراكةِ الكاملةِ مع تل ابيب بالحربِ عليه.
وعليهِ فانَ كلامَ الرئيسِ الاميركيِّ عن استعدادِه للوساطةِ بين تل ابيب وطهران لوقفِ الحربِ ما هو الا استشعارٌ بخطورةِ الحال، ومن هذا المنطلقِ كانَ الاستنجادُ بمبادرةِ الرئيسِ الروسي لتفعيلِ خطِّ تلكَ الوساطة. انها نارٌ اشعَلها العدو ولا بدَ انها ستُحرقُ اصابعَه اِن لم يكن كاملَ يدِه التي يبلطجُ بها في المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النشرة
منذ 27 دقائق
- النشرة
انفجارات إثر سقوط صواريخ إيرانية في حيفا وتل أبيب
وقعت انفجارات إثر سقوط صواريخ إيرانية في حيفا وتل أبيب، وفق ما أظهرت مشاهد مباشرة وأفادت قناة "الجزيرة". وأكّدت إذاعة الجيش الإسرائيلي سقوط صاروخ في حيفا وإصابة مباشرة لمبنى شرق تل أبيب. وكانت قد وصلت دفعة من الصواريخ الإيرانية إلى إسرائيل، وذلك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي، عن "إطلاق صواريخ من إيران باتجاه إسرائيل". وكانت قد أفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، عن رصد "استعدادات لإطلاق صواريخ من إيران باتجاه إسرائيل". ويأتي ذلك بعد استمرار الهجمات الإسرائيلية على إيران التي تردّ على إسرائيل بموجات من الصواريخ الباليستية والمسيّرات. وكان قد نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤولين في البيت الأبيض، قولهم إنّ "الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال يحاول منع المزيد من التصعيد في الحرب الحالية بين إيران وإسرائيل واستئناف المحادثات مع إيران بشأن الاتفاق النووي"، وذلك بعد دعوته لإيران وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق وحديثه عن اتصالات تجرى لهذا الهدف. في السياق، ذكر مسؤولان إسرائيليان للموقع أنّه "لا توجد حاليًا أي مبادرات دبلوماسية جادة لمحاولة وقف الحرب". وقال أحد المسؤولين لـ"أكسيوس"، إنّ "إسرائيل غير مهتمة حاليًا بوقف إطلاق النار لأنها لم تُنفّذ جميع أهدافها بعد، خاصةً فيما يتعلق بتدمير البرنامج النووي الإيراني". وكان قد شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أنّه "إذا استمر العدوان الإسرائيلي على إيران فإن الرد الإيراني سيكون أشد إيلامًا وقسوة".


الميادين
منذ 40 دقائق
- الميادين
"إسرائيل" تطلب من واشنطن الانضمام إلى الضربات ضد إيران: نعجز عن تدمير "فوردو"
أكد مسؤول أميركي لموقع "والاه" الإسرائيلي، يوم السبت، أن "إسرائيل" طالبت من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانضمام المباشر في الهجمات ضد إيران، مشيراً إلى أنّ "الولايات المتحدة لا تفكر حالياً في اتخاذ هذه الخطوة". ووفقاً لمصدرين إسرائيليين للموقع، قدمت "إسرائيل" خلال الساعات الـ48 الماضية طلباً رسمياً للولايات المتحدة بالمشاركة في الهجمات ضد إيران، مشددة على ضرورة الدعم الأميركي لتدمير منشأة "فوردو" الإيرانية لتخصيب اليورانيوم الواقعة داخل أعماق جبل في محافظة قم. وقال المصدران إنّ "إسرائيل" لا تملك قنابل خارقة للتحصينات بالقوة المطلوبة من أجل تدمير هذه المنشأة، كما لا تملك قاذفات استراتيجية قادرة على حملها. وأضافا أنّ الولايات المتحدة لديها اثنتان بمدى تحليق إلى إيران. مصدر إسرائيلي صرّح للموقع، أن "الرئيس ترامب ألمح في مكالمة أجراها مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الأيام التي سبقت بدء العملية ضد إيران، إلى أنه سيتدخل في الحرب إذا كان هناك حاجة". اليوم 02:22 اليوم 01:05 كما أضاف أنّه بعد الهجوم الإسرائيلي ضد إيران فجر الجمعة، "أعاد مسؤولون إسرائيليون طرح القضية مع الإدارة الأميركية". قناة "كان" نقلت بدورها عن مسؤول إسرائيلي، قوله إنّه "لكي ندمر البرنامج النووي الإيراني نحن بحاجة إلى مساعدة مكثفة من الولايات المتحدة، هذا أمر لا يمكن لإسرائيل القيام به لوحدها". كما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنّ القوات الأميركية تشارك براً وبحراً وجواً في اعتراض الصواريخ الإيرانية. منشأة "فوردو" الإيرانية هي لتخصيب اليورانيوم تقع داخل جبل في منطقة قرب مدينة قم، على بُعد نحو 90 كم جنوب طهران. وتخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب الاتفاق النووي. تتميز "فوردو" بكونها منشأة تحت الأرض، مما يجعلها محصنة إلى حد كبير من الضربات الجوية، وهي مخصصة لتخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية.


النهار
منذ 2 ساعات
- النهار
"حرب المدن" تنذر بمعركة استنزاف طويلة... وحسم النزاع في يد ترامب ديبلوماسياً أو عسكرياً
تحوّلت الهجمات الإيرانية - الإسرائيلية المتبادلة إلى "حرب مدن"، تشي بمعركة استنزاف تستمر أسابيع وربما أشهراً. وهذا ما يقود إلى توقعات بتوسّع الحرب ودخول أطراف أخرى فيها، وفي مقدمها الولايات المتحدة. طهران وأصفهان وشيراز وتبريز وعبادان وغيرها من المدن الإيرانية التي تضم منشآت حيوية مثل النفط والغاز، غير نووية، تتعرّض للقصف الإسرائيلي منذ الجمعة، فيما إيران تستهدف بالصواريخ والمسيّرات تل أبيب وحيفا ومنطقة الجليل. أكبر الأضرار وقعت في "مركز وايزمان" للأبحاث في بات يام جنوب تل أبيب، وفي منشأة للغاز في حيفا. حتى ليل السبت/الأحد، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يؤكد أن الولايات المتحدة غير مشاركة في الهجمات الإسرائيلية، بل في التصدي للصواريخ والمسيّرات الإيرانية المنطلقة نحو إسرائيل. لكنه في الوقت نفسه، حذّر إيران من أنها ستواجه "كامل قوة" الجيش الأميركي إذا هاجمت المصالح الأميركية. ومع ذلك، أبقى باب الديبلوماسية مفتوحاً بالقول: "يمكننا بسهولة إبرام اتفاق بين إيران وإسرائيل، وإنهاء هذا الصراع الدامي". لا يغيب عن البال أن ترامب يفاخر بأن الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل ضد إيران، هي أميركية الصنع. لا يقول ذلك على سبيل الدعاية لنوعية هذه الأسلحة ومدى فاعليتها، بل كي يردّ على بعض المسؤولين في إدارته وفي الكونغرس ومن المحيطين به، ممّن يطالبون بتدخل عسكري أميركي مباشر في الحرب، لإنهاء العمل الذي بدأته إسرائيل في أسرع وقت. كل تقويمات الخبراء، قبل الحرب، كانت تخرج بنتيجة محدّدة، وهي أن إسرائيل غير قادرة بمفردها على تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل. وبحسب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، فإن الضربات الإسرائيلية ألحقت أضراراً كبيرة بمنشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، فيما منشاة فوردو المدفونة تحت جبل قرب قم، لا تزال سليمة. يمكن أن تدمّر إسرائيل الأنفاق وفتحات التهوية في فوردو، لكن الوصول إلى أعماق المنشأة، يتطلب قاذفات أميركية من طراز "بي-2" القادرة على حمل قنابل من طراز "جي بي يو-57" التي يبلغ وزن الواحدة منها 30 ألف باوند. والأرجح أن إسرائيل تمتلك هذا النوع من القنابل، لكنها لا تملك القاذفات القادرة على حملها. قبل شهر فقط، قال ترامب خلال جولته الخليجية، إن الشرق الأوسط قد دخل "في العصر الذهبي" المستند إلى "التجارة لا إلى الفوضى". ولطالما ندد بأسلافه الذين ورطوا أميركا في حروب خارجية "أبدية". الآن، يقف الرئيس الأميركي أمام لحظة تاريخية. فإذا انجر إلى الصراع بشكل مباشر، فإنه يخاطر بتوريط الولايات المتحدة في حرب أخرى بالمنطقة لا يمكن معرفة العواقب التي قد تنجم عن ذلك. كلام ترامب عن امكان إحلال السلام "قريباً" بين إيران وإسرائيل، مؤشر إلى وجود اتصالات أميركية تصب في هذا الاتجاه. إلى أي مدى يمكن ترامب تجاهل الأصوات الداعية إلى دخول الحرب، مسألة لا تزال موضع جدل. وفي مقدم هؤلاء يأتي السناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام ومقدما البرامج في شبكة "فوكس نيوز" شين هانتي ومارك ليفن ورجل الأعمال روبرت مردوخ والمليارديرة ميريام أدلسون. وفي الجانب المقابل، يقف السناتوران الديموقراطيان جاد ريد وكريس مورفي ومقدم البرامج الشهير تاكر كارلسون. هل يتدخل ترامب ديبلوماسياً أم عسكرياً؟ حتى اللحظة، يميل ترامب إلى الديبلوماسية، ولو أنه يلوم إيران على إضاعة "الفرصة تلو الأخرى" التي وفرها لها منذ 12 نيسان. واتصال الرئيس الأميركي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت، وإعلانه الأحد "انفتاحه" على وساطة روسية في النزاع يؤكدان إحياء الديبلوماسية وفتح المجال أمام اتفاق مع إيران. لكن هذا لن يتحقق تحت النار الإسرائيلية، ويتطلب من ترامب نفسه الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها.