
المرصد يتابع معاناة صحفيي غزة من حرب تجويع القطاع
وراء كلمة 'برس' على سترات الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، تختبئ بطون خاوية ومعاناة استثنائية في تاريخ العمل الصحفي بعد 22 شهرا من الحرب الإسرائيلية المستمرة، حيث بات الجوع تحديا إضافيا لشهود الميدان

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
النعمان قرية مقدسية تواجه شبح النكبة
النعمان قرية فلسطينية تقع شمال شرق مدينة القدس المحتلة، يقال إنها سميت على اسم الرحالة النعمان بن بشر، احتلها الجيش الإسرائيلي عام 1967 وضم أجزاء منها. منذ عام 2022 يعيش سكان القرية في عزل شبه تام مفصولين عن القدس من ناحية وعن الضفة الغربية من الناحية الأخرى، وذلك بسبب جدار الفصل الإسرائيلي. تقع قرية النعمان شمال شرق مدينة القدس، وتحدها جنوبا مدينة بيت لحم التي تبعد عن مركزها نحو 4.5 كيلومترات. تحدها من الشرق أراضي قرية الخاص، ومن الشمال أراضي بلدة صور باهر المقدسية، ومن الغرب والجنوب بلدة بيت ساحور التابعة لمدينة بيت لحم. تقع القرية على تلة عالية على ارتفاع 576 مترا فوق سطح البحر. التاريخ أنشئت القرية عام 1900، وتحديدا في أواخر عهد الدولة العثمانية، وتعود أصول سكانها إلى عرب التعامرة، وكان عددهم يقدر وقتها بالعشرات. وقعت تحت حكم الانتداب البريطاني كبقية المناطق الفلسطينية حتى عام 1948، ثم احتلتها العصابات الصهيونية، وفي أوائل خمسينيات القرن الـ20 أتبعت للحكم الأردني حتى حرب النكسة عام 1967 عندما عاودت إسرائيل احتلالها مرة ثانية. في عام 1967 سجلت إسرائيل سكان القرية بوصفهم سكانا في الضفة الغربية، وبذلك لم تصدر لهم بطاقات هوية إسرائيلية كما هو الحال مع معظم الفلسطينيين سكان المناطق التي ضمتها إسرائيل، مما دفع السكان إلى التوجه لوزارة الداخلية الإسرائيلية بطلب تسجيلهم بصفتهم مقدسيين، لكن جميع طلباتهم قوبلت بالرفض. في عام 1994 أنشأ سكان القرية مجلسا قرويا خاصا بهم لمواجهة مخططات الاحتلال، ويتكون من 5 أعضاء تعينهم السلطة الوطنية الفلسطينية. تتبع القرية تاريخيا لمحافظة بيت لحم جنوب الضفة المحتلة، لكن بعد إقامة الجدار العازل عام 2002 ضمها الاحتلال إلى بلدية القدس. التسمية يروى أن القرية سميت بهذا الاسم نسبة إلى الرحالة النعمان بن بشر الذي أقام فيها واتخذها منطلقا لبعض رحلاته. المساحة تبلغ مساحة القرية نحو 1474دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع)، منها 1294 دونما هي أراض قابلة للزراعة و31 دونما مخصصة للبناء. بلغ عدد سكان القرية عام 2007 نحو 282 نسمة، بحسب جهاز الإحصاء الفلسطيني، وتناقص عددهم بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، فقد بلغوا 111 نسمة في إحصاء عام 2017، وسنة 2021 بلغوا 121 نسمة، وفي إحصاء 2024 بلغوا 129 نسمة. إعلان ويتألف سكان قرية النعمان من عدد من العائلات، أبرزها عائلة حميدان وعائلة حمدان وعائلة درعاوي وعائلة ربيعة وعائلة شواورة. ولهذه العوائل صلات متنوعة مع عوائل القدس وبيت لحم، وقد حافظت على علاقات اجتماعية واقتصادية واسعة معها. الاقتصاد مثل باقي قرى القدس اعتمد سكان القرية على الزراعة مصدرا أساسيا لمعيشتهم، كما يعمل جزء منهم في الرعي، وآخرون يعملون في مهن مختلفة في الداخل الفلسطيني المحتل. التعليم والصحة توجد في القرية مدرسة حكومية مختلطة، وهي مدرسة النعمان الأساسية المختلطة، وتديرها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وليس فيها أي مدارس خاصة. ونظرا لعدم وجود مدارس ثانوية في القرية فإن طلبة المرحلة الثانوية يتوجهون إلى مدارس القرى المجاورة لاستكمال تعليمهم. كما لا توجد في القرية سوى روضة أطفال واحدة، وهي روضة الفردوس، وتشرف على إدارتها جمعية خيرية. وتفتقر القرية إلى المرافق الصحية، إذ لا يوجد في ها أي مركز صحي، مما يدفع السكان للتوجه إلى مدينة بيت لحم. انتهاكات الاحتلال في يونيو/حزيران 1967 احتلت إسرائيل قرية النعمان، وبعد اتفاق أوسلو عام 1993 ضمت جزءا من أراضيها لإبلا بلدية الاحتلال في القدس. بعدها بعام أصدر الاحتلال قرارا بمنع سكان القرية من البناء فيها بأي شكل من الأشكال، بدعوى أنها تقع ضمن حدود بلدية الاحتلال في القدس. عام 2002 عزل جدار الفصل الإسرائيلي القرية عن مدينة القدس مع أنها تقع داخل حدود بلدية الاحتلال، ونصبت إسرائيل في بداية عام 2006 حاجزا عسكريا على المدخل الجنوبي الشرقي للقرية اسمه "مزموريا" تحرسه طوال اليوم عناصر الجيش الإسرائيلي، وهو ما قيّد حركة سكانها. في عام 2004 قدّم سكان القرية التماسا إلى المحكمة الإسرائيلية العليا لتفكيك مقطع الجدار الذي يمر من قريتهم، أو منحهم الهوية التي تمنحها إسرائيل لسكان القدس، لكن إسرائيل رفضت ذلك، كما رفضت التماسا آخر قدمه الأهالي عام 2007. ومن وقتها تتعامل السلطات الإسرائيلية مع أهالي القرية على أنهم سكان غير شرعيين، وتزعم أنهم يعيشون داخل حدود بلدية القدس ويحملون الهوية الفلسطينية دون الهوية الإسرائيلية. عام 2019 وزعت سلطات الاحتلال على سكان القرية أوامر بدفع ضريبة الأرنونا (الأملاك)، لكن السكان رفضوا ذلك لكونهم يتلقون الخدمات والماء والكهرباء من السلطة الفلسطينية، ونقلوا الملف إلى المحاكم الإسرائيلية التي رفضت عام 2023 تظلّم الأهالي وأقرت فرض الضريبة على جميع منازل القرية بأثر رجعي عن 6 سنوات سابقة، فدفعوا ما بين 30 ألفا و60 ألف شيكل عن كل منزل. وفي يناير/كانون الثاني 2025 وزعت سلطات الاحتلال إخطارات هدم لجميع مباني القرية وعددها 45 بذريعة البناء دون ترخيص. وفي 10 يونيو/حزيران من العام نفسه سلّمت قوات الاحتلال الإسرائيلي إخطارات الهدم مرة ثانية لجميع المنازل، وفي نهاية الشهر ذاته كرر الاحتلال توزيع أوامر الهدم للمرة الثالثة. وترفض بلدية الاحتلال في القدس تزويد سكان القرية بالخدمات الضرورية، مثل المياه والكهرباء وشبكات الصرف الصحي وتفريغ القمامة، وتمنعهم من إقامة خرائط وخطط بنى تحتية وهيكلية للقرية، مما يحول دون تمكنهم من استصدار تصاريح للبناء. كما تمنع سلطات الاحتلال السكان من المرور إلى القرية بالسيارات، مما يضطر معظمهم إلى نقل أمتعتهم واحتياجاتهم التموينية سيرا على الأقدام لمسافة نحو 1.5 كيلومتر. وتهدف إجراءات الاحتلال بحق سكان القرية إلى تهجيرهم، وضم ما تبقى من أراضيهم إلى حدود بلدية الاحتلال في القدس من أجل توسيع مستوطنة جبل أبو غنيم. معالم القرية يوجد في القرية مسجد عبد الله عزام ومسجد النعمان، فضلا عن مقبرة قديمة وعشرات البيوت التراثية القديمة التي يعود تاريخ بنائها إلى بداية القرن الـ20، وهي عبارة عن طابق واحد ممتد بشكل أفقي ومبنية من الصخور. كما توجد في القرية العديد من الكهوف القديمة التي يعود عمرها إلى أكثر من 300 عام.


الجزيرة
منذ 13 ساعات
- الجزيرة
نساء بلا سند.. أرامل غزة يصارعن شبح التجويع وحدهن
غزة- خيمة صامتة لا ينطق فيها إلا صوت واحد من فتاة سليمة في عائلة كاملة من الصم، تحمل وحدها عبء جوعهن، تجلس إلى جوار أمها وشقيقاتها في خيمة على قارعة الطريق، نساءٌ لا رجل معهن ولا معيل لهن، حيث استُشهد والدهن في الحرب، وخلّف وراءه صمتا وجوعا لا تُترجم كلماته، فلا شكاوى ولا صراخا، غير وجوه شاحبة، وأجساد تتهاوى وعيون تفضح بؤسا دفينا تترجمه لغة الإشارة. 8 أيام كاملة مرت لم يدخل فيها فم العائلة سوى الشاي المرّ بلا سكر، فكيلوغرام السكر سعره 180 دولارا، وجيوب خاوية لا فلس واحدا فيها. بصوتها الوحيد، تقول هداية بلال للجزيرة نت، "أنزع خجلي كل صباح، وأجر قدميّ وسط جموع الرجال نحو مراكز التوزيع، أنبطح حين ينبطحون، وأتوسل إليهم: أخواتي جائعات ليس لدينا شيء". وحدة وشقاء وبينما تتحدث، تضع شقيقتها الصماء كفيها على رقبتها، تبكي بحنق مكتوم، لا تستطيع أن تنطق، تساعدها هداية على الترجمة "أنا أختنق، أتمنى الموت، منذ أن تركنا أبي ونحن بلا سند ولا مدد". نساء يصارعن منذ عامين الحرب والنزوح وحدهن، واليوم ينقض عليهن وأطفالهن شبح التجويع، بلا ظهر يستندن إليه، وكما تتردد هداية على مراكز توزيع المساعدات مرارا دون يأس رغم أنها تعود في كل مرة خالية الوفاض، فإن أطفال الأرملة أم محمد ارحيم يمنعونها من الذهاب، ويؤكدون "حُرمنا من والدنا ولا نريد أن نعيش بلا أم". تجلس أم محمد في خيمتها أمام كومة من الغسيل، يداها تتحركان ببطء ووهن فوق قطع الملابس، تفركها بماءٍ بلا صابون، بعينين معلّقتين في نقطة بعيدة، عقلها شارد يغوص في سؤال واحد يعجزها، "ماذا سأطعم أطفالي اليوم؟". استأذناها في الدخول، قبلت وأقبلت علينا، كانت تمشي بثقل امرأة تحمل العالم فوق كتفيها، امرأة في منتصف الثلاثينيات لكنها بظهر منحنٍ، ووجه شاحب، وشفاه متشققة كأرض عطشى، وفي قدميها خرائط من الـ"دوالي"، وعلى ملامحها صمتٌ يصرخ. فقدت أم محمد زوجها في حرب سابقة، وحين استشهد كانت حاملا بطفل لم يولد بعد، وما إن بدأت الحرب الجديدة حتى فقدت بيتها، لتبدأ رحلة نزوح قاسية، تمشيها بأقدام حافية و7 أطفال على كتفها، منهم طفلة مريضة بلا علاج. يخرج ابنها بكر (5 سنوات) صباحا، تجوس عيناه على القدور المنصوبة على نيران الخيام المجاورة، يعود لأمه ويقول: "ماما جيراننا يخبزون، لقد رأيت أباهم حين أتى حاملا كيس الطحين، وأم خليل طبخت فاصوليا، ماذا سنأكل نحن اليوم؟"، تسقيه ماءً وتهمس "اصبر". معاناة صامتة تنهار دموعها، تحاول أن تخفيها عنه، لكن صوت الجوع أعلى من قدرتهم على التجلد، يعاود الخروج بعد ابتلاع الصبر ويعود بنصف رغيف كل يوم، يقسمه بين إخوته، ويعطيها الجزء الأكبر قائلا: "حتى تتقوي، كلي يا ماما". طعامهم اليومي عدس أو معكرونة، فقط إن تمكّن ابنها الأكبر محمد (15 عاما) من بيع الحطب الذي يجمعه منذ الفجر، وإن عاد فارغ اليدين، ناموا وليس في بطونهم سوى الماء. تقول أم محمد للجزيرة نت، "أُرسل بناتي للخيام التعليمية لتعلم اللغات ولحفظ القرآن، أريد أن ينشغلوا عن التفكير بالجوع"، أما هي فتنهمك في أداء مهام روتينها اليومي، تعبئة المياه وحملها، وغسل الملابس، وتنظيف الحفرة التي يقضون فيها حاجتهم، وتحفر أخرى. وأحيانا حين لا يكفيها هواء الخيمة، تسير وحدها في الخلاء بلا وجهة، تتوارى عن أنظارهم تذرف الدمع وتعود، "يجب أن أكون قوية أمامهم، لا أحب أن يروا انكساري"، كما تقول. وإن كانت أم محمد قد اختارت أن تبقى في خيمتها خشية أن تفقد ما تبقى من حضنٍ لصغارها، فإن الأرملة أم عمر كحيل، التي لا تجد حولها من يحميها وأبناءها، لا تجد في السعي لإطعام أطفالها سوى التكايا. تنهار دموع أم عمر، خلال حديثنا معها وهي عائدة من التكية، تحمل في يديها فراغا لا يسد جوعا ولا يملأ قدرا، جلست أمام خيمتها متعبة، وقد وضعت الوعاء الفارغ على الأرض بعدما حملته على رأسها ساعات عدة تحت لهيب الشمس، وتقول: "رجعت بخفيّ حنين وخاطري مكسور". مرت 4 سنوات منذ أن فقدت زوجها بعد مرض طويل، وأقل من سنة منذ أن ودعت اثنين من كبار أبنائها في الحرب، اللذين كانت ترى فيهما نجاة وسندا بعد رحيل زوجها عنها، فبقيت مع ثلاثة صغار فقط، "كانوا سندي بعد أبيهم، فلما راحوا بقيت بدون سند، وربنا سندنا". تضحية الأم وفي ردها على سؤال الجزيرة نت: "هل وصلك شيء من المساعدات؟"، أجابت بتهكم "المساعدات للرجال، أنا امرأة لوحدي، من سيذهب للمدافشة بين الرجال، ليس لي أبناء كبار ولا رجل، نحن مهمشون، نحن خارج الحسبة". تسكن أم عمر خيمة خاوية إلا من الفراش المهترئ، وترفض أن ترسل أطفالها للوقوف في الطوابير المهينة، "مش راح أخليهم يذلوا حالهم.. خلي الذل عليّ". في خضم كل هذا، لا تفقد إيمانها، لكنه إيمان مخضب بالدموع والتعب، وتوضح " لا شيء أقسى من قول ابنك إنه جائع وليس في يديك كسرة لتطعميه، هذا أصعب من الحرب، بل أصعب من الموت". تُمسك أم عمر بإيمانها كما تُمسك برغيف لا تملكه، لكنها في هذا الطريق الطويل من الفقد، ليست وحدها. فأم زينب أيضا خاضت الرحلة ذاتها، فقد نزحت مع زوجها جنوبا على أمل النجاة معه، ثم عادت بوجع أكبر ممسكة بأيدي بناتها فقط، بعدما أفلتت يد الرجل الذي ظنّت أنه سيبقى. بدأت أم زينب تتجرع مرارة الفقد في أولى محطات الحرب، حين صرخ صاحب بيتهم المستأجر "ادفعوا أو اخرجوا"، فخرجوا، فهي لا تملك دخلا لتقيم بعد ذلك في خيمة منزوعة الأمان، دون باب أو جدار، ودون رجل". وتقول بصوتها المتماسك: "لم أعط الحزن حقه، فالنهار يمرّ سريعا، يحملني من تعب إلى تعب، فلا وقت أقضيه وحدي أصلا كي أنهار". تسند نفسها بنفسها، تمد ظلّها لبناتها، وتمد يدها للتكية، تنتظر دورها في الطابور الطويل، تحمل أواني الماء، وتجمع الحطب، وتنظر إلى بناتها وتهمس لنفسها "لو كان عندي زوجي، لو عندي ابن كبير، لما عشت هذا البؤس قط". وترتجف كلماتها حين تقول "الطاقة خلصت، تعبت من ممارسة دور الأم البطلة التي تؤدي ما لا يقوى عليه الرجال، أنا جائعة"، تصمت ثم تتابع: "أنا جائعة للراحة من هذه الحياة، وجائعة للتخلص من التفكير ماذا سأطعم أبنائي غدا؟".


الجزيرة
منذ 14 ساعات
- الجزيرة
المرصد يتابع معاناة صحفيي غزة من حرب تجويع القطاع
المرصد وراء كلمة 'برس' على سترات الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، تختبئ بطون خاوية ومعاناة استثنائية في تاريخ العمل الصحفي بعد 22 شهرا من الحرب الإسرائيلية المستمرة، حيث بات الجوع تحديا إضافيا لشهود الميدان اقرأ المزيد