لماذا تحجب واشنطن قاذفة "بي-52" عن إسرائيل؟
أثارت وسائل إعلام عبرية في خضم ترقب احتمالية دخول الولايات المتحدة على خط الهجوم على إيران، تساؤلات قديمة وجديدة بشأن أسباب حجب الولايات المتحدة أسلحة استراتيجية، كقاذفة القنابل الضخمة "بي-52"، عن حليفتها إسرائيل.
4 أسباب.. واعتبارات
ونوهت إفادات عسكرية إسرائيلية، بأن واشنطن لا تمنح القذائف الاستراتيجية الضخمة وطائرات "بي-52" لإسرائيل؛ خشية تسرب هذه التكنولوجيا العسكرية إلى دول أخرى كالصين وغيرها، على نحو يغير موازين القوى العالمية.
وذكرت هذه الإفادات أن واشنطن ترفض أيضاً منح تل أبيب أسلحة استراتيجية أخرى ومعدات عسكرية محددة، لجعل حصرية التفوق للجيش الأميركي فقط.
وأضافت مواقع عسكرية إسرائيلية متخصصة أسباباً أخرى، أبرزها حساسية نقل أي أسلحة نووية أو قاذفات استراتيجية، خصوصاً أن قاذفات "بي-52" مصممة أساسا لمهام استراتيجية بعيدة المدى، ويمكنها حمل أسلحة نووية وتنفيذ ضربات حاسمة، ما يجعل نقلها لأطراف أخرى من المحرّمات الأميركية.
وأما السبب الثالث، فهو أن هذا السلاح الاستراتيجي يُستخدم كـ"أداة ردع وضغط حصرية"، تحرص الولايات المتحدة عبرها إعطاء إشارة بشأن قدرتها على التدخل السريع والقوي عند الحاجة. بينما يكمن السبب الرابع، في أن ما تمتلكه إسرائيل من قدرات دفاعية وهجومية، تكفي لتنفيذ مهام استراتيجية، ومن دون الحاجة إلى قاذفات ثقيلة مثل "بي-52" التي يصعب إخفاؤها وتتطلب بنية تحتية خاصة.
ساعات حاسمة؟
وبخصوص فرص التدخل الأميركي في قصف مفاعل "فوردو" النووي، رأت قراءات عسكرية إسرائيلية أن المشاركة الأميركية حتمية في ظل الوصول إلى مرحلة "كسر العظم" مع إيران، لكن السؤال "متى ستتدخل أميركا.. وكيف؟".
وكشفت هيئة البث العبرية عن حديث أميركي وراء الكواليس، لتخيير طهران بين تفكيك البرنامج النووي وبين انضمامها للهجوم. ووفق الإذاعة العبرية الرسمية، فإن الساعات والأيام المقبلة حاسمة بالنسبة لمسار الحرب، سواء بطولها أو قصرها، وحتى مآلاتها وكيفية انتهائها.
بينما نقل المراسل العسكري لتلفزيون "مكان" عن جهات عسكرية، بأن سرعة تنفيذ خطة الجيش الإسرائيلي بخصوص إيران، تزيد بنحو 3 أضعاف عن السرعة المتوقعة قبل التنفيذ.
تركيز على مفاعلين!
ووفق مواقع عسكرية إسرائيلية، فإن هناك مفاعلان إيرانيان "مقلقان"، أولهما مفاعل نطنز في أصفهان، والذي تدّعي تل أبيب أنها أحدثت فيه ضررا كبيراً جراء هجماتها الأخيرة، وأيضاً مفاعل "فوردو" في قلب جبال مدينة قم، وهو مفاعل لا يمكن للأسلحة التقليدية التعامل معه، لكونه يقع في عمق 80 إلى 90 متراً تحت الأرض، ومحمي بطبقات صخور صلبة وخرسانة مسلحة، ما يجعله شديد التحصين ضد الهجمات الجوية التقليدية.
ووفق تلفزيون "مكان" العبري، فإن التدخل الأميركي المقصود هو استهداف مفاعل فوردو، وأما بقية الأمور فيمكن لإسرائيل التعامل معها، وأن لديها الخطة الخاصة بذلك.
تباينات استخباراتية أميركية!
لكن مراسلين عسكريين إسرائيليين أقروا بوجود تباينات داخل مجتمع المخابرات الأميركي نفسه، وليس فقط مع إسرائيل، بشأن النسبة الحقيقية التي وصلتها إيران في تخصيب اليورانيوم، موضحين أن استخبارات القيادة المركزية الأميركية في المنطقة "سنتكوم"، تتوافق تماماً مع التقديرات الإسرائيلية، بينما تعتقد وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" وجهات استخباراتية أميركية أخرى، أن نسبة التخصيب الإيراني أقل مما تعتقده تل أبيب و"سنتكوم".
وبحسب المعطيات، فإن قائد "سنتكوم" الجنرال الأميركي مايكل كوريلا، هو الأكثر حماسة في التدخل بالهجوم على إيران، وأدى جهداً كبيرا في إقناع دوائر صنع القرار بواشنطن؛ لاتخاذ قرار المشاركة العاجلة.
"نقطة التغيير الاستراتيجي"
وتقول أميركا وإسرائيل إن الإشكالية ليس فقط ببرنامج إيران النووي، بل أيضاً الصاروخي، عدا عن قرار أميركي وغربي بضرورة تحييد نهائي للجمهورية الإسلامية عسكرياً وسياسياً.
فيما نقل المراسل العسكري لتلفزيون "مكان" العبري عن قائد عسكري إسرائيلي، أن هدف الحرب الأوسع هو الوصول إلى "نقطة التغيير الاستراتيجي" بالمنطقة.
وفي يوميات الحرب، يركز الجيش الإسرائيلي الآن على تدمير منصات الصواريخ أكثر من مخازن الصواريخ نفسها؛ لأن الأخيرة تفقد قيمتها بانعدام المنصات، وسط تقديرات إسرائيلية بامتلاك طهران مئات المنصات، وتدمير 200 منها تقريباً.
لكن التحدي الأكبر بحسب محللين عسكريين إسرائيليين، هو أن الجيش الإسرائيلي بإمكانه اكتشاف المنصات المتحركة واستهدافها، لكنه يجد صعوبة في الرصد المبكر للمنصات الثابتة داخل أنفاق وباطن الجبال، حيث تُرصد بشكل متأخر عبر الأقمار الاصطناعية.
الخسائر الإسرائيلية
وبشأن الخسائر، تدعي إسرائيل أنه رغم الدمار الكبير بفعل الصواريخ الإيرانية، إلا أن الخسائر ما زالت في "حدود الاستيعاب"، طالما لم تستهدف الأمونيا ومفاعل ديمونا وشركة كهرباء الخضيرة التي تولد التيار الكهربائي لنصف إسرائيل. وأضافت أن عدد القتلى ما زال أيضاً أقل مما توقعته المؤسسة العسكرية، حيث وصل إلى 25 قتيلا حتى الآن، وهو أقل بكثير من العدد الذي قدّرته بين 800 و 4 آلاف قتيل.
وفي ظل تقارير أميركية عن مواجهة إسرائيل نقصا بعدد صواريخ منظومة "آرو" الاعتراضية (حيتس)، ذكرت أقلام عبرية أن الجيش يتبع "المفاضلة" بعملية التصدي، حيث تواجه منظومة القبة الحديدية الصواريخ الأقل ضرراً، فيما تتصدى "آرو" للصواريخ الأخطر. مع العلم، أن تكلفة صاروخ "آرو" الاعتراضي تُقدر بمليونين ونصف دولار، وأما صاروخ القبة الحديدية، فيبلغ 50 ألف دولار.
وليس مُستبعداً أن تكون إثارة النقص بالصواريخ الاعتراضية "خدعة استخباراتية"، تهدف إلى استسهال الإيرانيين اقتراف "خطأ" يفيد إسرائيل عسكرياً ومعلوماتياً، فهي لم تبدأ الحرب إلا بعد ملء مخزون دفاعاتها الجوية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المركزية
منذ 32 دقائق
- المركزية
في هذه الحال قد تتدخل روسيا في الصراع الاسرائيلي – الايراني!
المركزية – عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوسط لحل الصراع بين إسرائيل وإيران خلال اتصال هاتفي استمر نحو ساعة مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، السبت الماضي، حذر خلاله من "عواقب لا يمكن التنبؤ بها" على كامل الشرق الأوسط بسبب الأزمة. فقد حرصت روسيا خلال العقود الماضية على الحفاظ على علاقة ودية مع إسرائيل، حتى في الوقت الذي طورت فيه علاقات اقتصادية وعسكرية قوية مع إيران. فهل ممكن ان تدعم روسيا ايران في حربها ضد اسرائيل خصوصا اذا ما انزلقت الاوضاع الى الاسوأ؟ أم تلعب دور الوسيط في حلّ الصراع العسكري بين ايران واسرائيل؟ مصادر مطلعة على الوضع الروسي تؤكد لـ"المركزية" ان "بين روسيا وايران معاهدة شراكة استراتيجية شاملة تنص على إقامة علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية وثيقة بين البلدين، لكن ليس معاهدة دفاع مشترك. اشترت ايران اسلحة من روسيا، لكن لا بند فيها ينص على الدفاع المشترك وبالتالي في حال هاجمت اي دولة ايران، روسيا لن تتدخل والعكس صحيح، مشيرة الى ان لروسيا حدود مع ايران في بحر قزوين، وفي حال حصول اي ضرر للمصالح الروسية عندها وفي هذه الحالة فقط من الممكن ان تتدخل للدفاع عن أراضيها. وتلفت المصادر الى ان روسيا حاولت في البداية لعب دور في التوافق بين الاميركيين والايرانيين في الملف النووي، ودفعت ايران، بطلب من ترامب، للتوجه الى طاولة المفاوضات، مؤكدة ان في بداية المحادثات بين الروس والاميركيين تطرق البحث الى موضوع ايران وإمكانية أن تلعب موسكو دورا في إنجاز اتفاق أميركي – ايراني، وحثّت روسيا الايرانيين للاتفاق مع الاميركيين، وحذرتهم ان في حال لم يتفقوا مع ترامب، فإن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جاهز لاستهدافهم، ونصحتهم بألا يدفعوا نتنياهو للقيام بهذه العملية، من خلال الاتفاق مع ترامب. لكن على ما يبدو خُدع الايرانيون بلعبة ترامب ونتنياهو وظنوا أن بينهما خلافا ورفعوا السقف، لكن هذا الامر لم ينجح. وتؤكد المصادر ان روسيا ما زالت حتى اليوم تسعى للعب دور توافقي، وفي آخر محادثة بين ترامب وبوتين، أكدت ان لا حلّ الا بالمفاوضات، وبالتالي هي تعمل بهذا الاتجاه وتتواصل مع ايران بهذا الخصوص، معتبرة ان الايرانيين لم يعد لديهم ثقة بالولايات المتحدة، بل فقط بروسيا الصين. موسكو تتحرك دبلوماسيا، وفي حال انعقاد جلسة في مجلس الامن ستدين هذا الهجوم، لأنها تعتبر أنه ما كان يجب أن يحصل وبأنه يغيّر الاوضاع في الشرق الاوسط، لذلك هي تبذل جهودا لوضع حدّ لهذا الصراع والعودة الى المفاوضات، وتتواصل مع الايرانيين كي لا يرفعوا السقف عاليا، وقد أعربت روسيا عن استعدادها لنقل اليورانيوم المخصّب فوق المعدل المسموح به وتخزينه في روسيا، لكنهم رفضوا وطلبوا إبقاءه في ايران تحت إشراف الامم المتحدة. وهذا كان أحد أسباب الخلاف مع الاميركيين. وتتخوف روسيا، بحسب المصادر، في حال تفاقمت الأوضاع العسكرية بأن تؤثر على المنطقة بشكل عام، وتدعو الى وقف الصراع بأسرع وقت لأن مفاعيله ستكون وخيمة على المنطقة ككل. وتعتبر المصادر ان "الصراع سيطول في حال لم تتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر. صحيح أنها إذا تدخلت تُحسم بشكل أسرع، لكن يصبح الخطر على دول المنطقة أكبر، لأن ايران قد تستهدف القواعد الاميركية في المنطقة. ليس من مصلحة اسرائيل أن تطول العملية، لكنها لن تتمكن من استهداف البرنامج النووي بمفردها، لأن هناك اماكن محصنة ليس لديها امكانيات كي تطالها، لذلك تضغط على الاميركيين للانضمام إليها.


النشرة
منذ ساعة واحدة
- النشرة
غروسي: لا يمكن التحقق من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لأن الهجوم الإسرائيلي يعوق عمل المفتشين
أوضح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي، في تصريح لوكالة "بلومبرغ"، أنّه "لا يمكن التحقق من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لأن الهجوم الإسرائيلي يعوق عمل المفتشين". ويأتي ذلك في وقت تستمر فيه الهجمات الإسرائيلية على مناطق في إيران وترقّب احتمالية إعلان أميركا الانضمام إلى الحرب، في حين يقوم الحرس الثوري الإيراني بالردّ على إسرائيل عبر موجات من الصواريخ الباليستية منذ يوم الجمعة. وأمس، ذكرت شبكة "سي بي إس" (CBS) الأميركيّة، أنّ "مشرّعين من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس يسعون إلى الحدّ من قدرة الرّئيس الأميركي دونالد ترامب على إصدار أمر بتوجيه ضربات أميركيّة على إيران، وسط حربها المستمرّة مع إسرائيل، مؤكّدين أنّ الكونغرس وحده لديه سلطة إعلان الحرب بموجب الدّستور".


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
اليوم السادس من الجحيم.. إسرائيل وإيران تتبادلان الضربات فوق المنشآت النووية
منذ سنوات، تخوض إسرائيل وإيران حربًا غير معلنة، تتنقّل بين ميادين خفية في سوريا ولبنان، وضربات سيبرانية، واغتيالات متقنة، ولكن في الجمعة 13 يونيو 2025، خرج هذا الصراع من الظل إلى الضوء، حين أعلنت إسرائيل تنفيذ سلسلة من الضربات الدقيقة ضد أهداف إيرانية داخل العمق الإيراني، أدت إلى مقتل عدد من أبرز القادة العسكريين الإيرانيين، إضافة إلى علماء في البرنامج النووي. ومنذ ذلك اليوم، تتصاعد وتيرة المواجهة بشكل يومي، ومع دخولها يومها السادس صباح الأربعاء، بات الحديث عن حرب إقليمية مفتوحة أمرًا واقعيًا أكثر من أي وقت مضى. خامنئي يرد على ترامب: "الأمة الإيرانية لن تستسلم" في أول خطاب مباشر منذ بداية الضربات، خاطب المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، الأمة الإيرانية برسالة شديدة اللهجة، وذلك بعد يوم واحد فقط من دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لطهران بـ"الاستسلام دون قيد أو شرط". وقال خامنئي: "ليعلم الأمريكيون أن الأمة الإيرانية لن تستسلم، وأن أي تدخل عسكري من جانبهم سيؤدي بلا شك إلى أضرار لا يمكن إصلاحها"، مضيفًا أن: "الحكماء والعارفون بإيران وشعبها وتاريخها لا يتحدثون مع هذه الأمة بلغة التهديدات". اعتُبر الخطاب رسالة مزدوجة: تحذير لواشنطن، وتثبيت داخلي للصمود الشعبي وسط التصعيد المتزايد. إسرائيل تكثّف الضربات.. أكثر من 50 طائرة تستهدف العمق الإيراني في تطور لافت على صعيد القدرات العسكرية المستخدمة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شنّ ليلة الثلاثاء-الأربعاء، أوسع ضربة جوية منذ بداية المواجهة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "أكثر من 50 طائرة حربية لسلاح الجو نفّذت سلسلة غارات ضد أهداف عسكرية نوعية في إيران". وأوضح أدرعي أن الغارات استهدفت: • موقعًا لإنتاج أجهزة طرد مركزي في طهران، قال إنه "كان يهدف لتمكين النظام الإيراني من توسيع وتيرة تخصيب اليورانيوم بهدف إنتاج سلاح نووي". • مصانع لإنتاج الوسائل القتالية، تشمل مواد خام ومستندات خاصة بصواريخ "أرض-أرض". • مواقع تطوير صواريخ أرض-جو، تهدف إلى التصدي للطائرات الحربية الإسرائيلية. الرسالة الإسرائيلية كانت واضحة: شلّ قدرات إيران النووية والعسكرية في آن واحد، وإبقاء الضغط عند مستويات قصوى. إيران ترد بصواريخ "فتاح 1" الأسرع من الصوت في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني، عبر بيان بثه التلفزيون الرسمي الإيراني، أن وحداته أطلقت صواريخ تفوق سرعة الصوت من طراز "فتاح 1"، ضمن ما سماه "الموجة الحادية عشرة من عملية الوعد الصادق 3". وقال البيان العسكري إن هذه الصواريخ استهدفت مواقع إسرائيلية حساسة، وإنه تم تحقيق "سيطرة كاملة على أجواء إسرائيل". هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إيران استخدام هذا الطراز المتقدم من الصواريخ في مواجهة مباشرة، وهو ما اعتبره مراقبون تصعيدًا نوعيًا غير مسبوق في طبيعة الرد الإيراني. ترامب يتوعد: "قتل خامنئي ممكن بسهولة" في تصعيد سياسي خطير، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منشورًا على منصته "تروث سوشيال"، قال فيه: "بلادنا قادرة بسهولة على قتل المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي". وجدد ترامب دعوته إلى "استسلام غير مشروط" لإيران، في إشارة واضحة إلى احتمال تدخل عسكري أمريكي مباشر في حال تصاعدت الضربات المتبادلة أو تم استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة. تصريح ترامب أثار عاصفة من ردود الفعل في الأوساط الدولية، حيث اعتبرته طهران تهديدًا باغتيال أعلى سلطة في البلاد، ما قد يدفع بالأزمة إلى نقطة اللاعودة. هل تتدخل أمريكا عسكريًا؟ الأسئلة تتكاثر بشأن موقف واشنطن من هذا التصعيد: • هل تتحرك الولايات المتحدة عسكريًا دعماً لإسرائيل؟ • أم تكتفي بالدعم الاستخباراتي واللوجستي من الخلف؟ • وماذا لو استهدفت إيران قواعد أمريكية في الخليج أو العراق؟ وفق مراقبين، فإن سيناريو توسيع الجبهة وارد جدًا، لا سيما بعد ربط واشنطن الملف النووي الإيراني بـ"الأمن العالمي"، كما جاء في تصريحات وزير الدفاع الأمريكي قبل يومين. الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية شاملة بعد ستة أيام من القصف المتبادل، والتهديدات المتصاعدة، والتصريحات النارية بين خامنئي وترامب، باتت المنطقة أمام خيارين أحلاهما مر: • إما الانجرار إلى مواجهة إقليمية موسعة تشمل إسرائيل، إيران، وربما أمريكا وحلفاءها. • أو العودة العسيرة إلى طاولة المفاوضات، ولكن بشروط أكثر تعقيدًا، ووسط جراح مفتوحة. لكن في ظل إطلاق صواريخ فرط صوتية، وضرب مواقع تخصيب نووي، والحديث عن اغتيال قيادات عليا، يبدو أن الوقت لم يعد في صالح التهدئة. الدكتور طارق فهمي من جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن استمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران قد يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل المباشر، كما حدث خلال حرب أكتوبر 1973، حينما طلبت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير دعماً عاجلاً من واشنطن، مؤكدًا أن إسرائيل غير قادرة على خوض حرب طويلة، محذرًا من انهيار داخلي محتمل إذا استمر التصعيد، في ظل غياب القيادة الفاعلة، وتراجع ثقة المواطن الإسرائيلي الذي يعيش في الملاجئ بلا تأثير حقيقي على مسار الأزمة. وأضاف فهمي، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الولايات المتحدة باتت شريكًا مباشرًا في إدارة المعركة من خلال غرفة عمليات استراتيجية مشتركة، وأن طيارين أمريكيين يشاركون فعليًا في التصدي للصواريخ الإيرانية. كما رجّح أن تلجأ واشنطن، إذا تعقدت الأوضاع، إلى مسار سياسي أو دبلوماسي بالتنسيق مع حلفاء دوليين مثل بريطانيا وروسيا، في محاولة لاحتواء التصعيد ومنع تفجر الأوضاع بشكل يصعب السيطرة عليه.