logo
في أول قمة منذ «بريكست».. بريطانيا والاتحاد الأوروبي يعيدان جسور التعاون بشراكة أمنية ودفاعية تاريخية

في أول قمة منذ «بريكست».. بريطانيا والاتحاد الأوروبي يعيدان جسور التعاون بشراكة أمنية ودفاعية تاريخية

الأنباءمنذ 9 ساعات

أبرمت بريطانيا والاتحاد الأوروبي، أمس، اتفاقا تاريخيا غير مسبوق يحدد ملامح علاقات أوثق بينهما في مجالي الدفاع والتجارة، ويفتح فصلا جديدا بعد عملية خروج المملكة المتحدة من التكتل المعروف بـ «بريكست» قبل خمس سنوات.
ووقع الجانبان اتفاق «الشراكة الأمنية والدفاعية» في ختام اجتماع ضم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ورئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا، ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد كايا كالاس.
وتم التوقيع كذلك على بيان مشترك بشأن التضامن الأوروبي ووثيقة تفاهم بشأن قضايا تتراوح بين التجارة والصيد وتنقل الشباب.
ووصف ستارمر الاتفاق بأنه «منصف»، معتبرا أنه «يمثل بداية عصر جديد في علاقتنا. نحن نتفق على شراكة استراتيجية جديدة تناسب متطلبات زمننا».
وقال إن المملكة المتحدة ستجني «فوائد حقيقية وملموسة» في مجالات مثل: «الأمن والهجرة غير النظامية وأسعار الطاقة والمنتجات الزراعية والغذائية والتجارة»، بالإضافة إلى «خفض الفواتير وتوفير فرص العمل وحماية حدودنا».
وقال مكتب رئاسة الحكومة البريطانية في بيان إن هذا الاتفاق «سيمهد الطريق أمام صناعة الدفاع البريطانية للمشاركة في صندوق دفاعي قيمته 150 مليار يورو يعمل الاتحاد الأوروبي على إنشائه».
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية: «هذا يوم مهم لأننا نطوي الصفحة ونفتح فصلا جديدا. هذا أمر بالغ الأهمية في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، لأننا نتشارك في الرؤية والقيم نفسها».
وأوضح مسؤول أوروبي ان الاتفاق يشمل قضايا: الدفاع والأمن وحقوق الصيد البحري.
وقال المسؤول الأوروبي الذي لم يفصح عن هويته خلال تصريحات للصحافيين بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل «جميع الدول الأعضاء تبدو راضية عما هو مطروح على الطاولة».
وأضاف «مع المؤشرات الإيجابية التي ظهرت من المفاوضين في لندن خلال الأيام والساعات الأخيرة يبدو أن الأجواء باتت مواتية تماما لعملية إعادة ضبط ناجحة وبناءة للعلاقات ستعود بالنفع على الجانبين الأوروبي والبريطاني».
ويمثل هذا الاتفاق الأولي لحظة محورية لإعادة ضبط العلاقات بعد سنوات من التوترات والشكوك التي خيمت على العلاقات بين لندن وبروكسل عقب خروج بريطانيا من التكتل (بريكست) عام 2020.
وترى لندن أن القمة البريطانية -الأوروبية تمثل محطة مهمة لاسيما في ظل سعي الحكومة العمالية التي انتخبت العام الماضي على أساس برنامج تعهد بإقامة «علاقة محسنة وطموحة مع شركائنا الأوروبيين» إلى مد جسور التواصل المنتظم مع الاتحاد الأوروبي.
ووفقا لديبلوماسيين أوروربيين، فإنه بموجب الاتفاق الجديد، تبقي بريطانيا مياهها مفتوحة أمام الصيادين الأوروبيين لمدة 12 عاما بعد انتهاء صلاحية الاتفاق الحالي في عام 2026، مقابل تخفيف دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين القيود البيروقراطية على واردات السلع الغذائية من المملكة المتحدة إلى أجل غير مسمى.
وفيما يتعلق بمسألة تنقل الشباب، اتفق الجانبان على صياغة عامة تؤجل المساومة إلى وقت لاحق. وتخشى لندن أن يؤدي أي برنامج لتنقل الشباب إلى عودة حرية التنقل بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
ومن المتوقع أن تؤدي الشراكة الدفاعية بلين لندن وبروكسل إلى إجراء محادثات أمنية بشكل أكثر انتظاما، مع احتمال انضمام بريطانيا إلى بعثات عسكرية تابعة للاتحاد الأوروبي، فضلا عن إمكانية استفادة لندن الكاملة من صندوق دفاع بقيمة 150 مليار يورو يعمل الاتحاد على إنشائه.
وترتبط بريطانيا أصلا بعلاقات دفاعية متشابكة مع 23 من دول الاتحاد الأوروبي من خلال حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لذلك تعد شراكة الدفاع الجزء الأسهل من الاتفاقات المطروحة.
وفي هذا الصدد، قالت أوليفيا أوسوليفان، مديرة برنامج المملكة المتحدة في العالم بمركز تشاتام هاوس للأبحاث «أعتقد أنه ينبغي أن نحافظ على نظرة معتدلة نسبيا لأهمية هذا الأمر».
وأضافت لوكالة فرانس برس: «إنها الخطوة التالية نحو تعاون أوثق... لكنها لا تمثل حلا للعديد من القضايا العالقة».
ويستبعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر العودة إلى الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، لكنه يبدو مستعدا لاتفاق بشأن المنتجات الغذائية والزراعية.
وفي هذا الصدد، قال وزير شؤون أوروبا نيك توماس - سيموندز كبير المفاوضين البريطانيين، في مقابلة مع «بي. بي. سي»: «نريد بالتأكيد تقليص الإجراءات البيروقراطية وكل الشهادات المطلوبة»، موضحا أن بعض المواد الغذائية كانت تتعرض للتلف بسبب بقاء الشاحنات ساعات طويلة بانتظار عبور الحدود.
ورفض ستارمر العودة إلى حرية الحركة الكاملة، لكنه منفتح على برنامج تنقل يتيح لبعض الشباب البريطانيين والأوروبيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما الدراسة والعمل في المملكة المتحدة وبالعكس.
ويتعامل ستارمر مع هذا الملف بحذر، في ظل صعود حزب «إصلاح المملكة المتحدة» (ريفورم يو كي) اليميني، المناهض للهجرة والاتحاد الأوروبي، بقيادة نايجل فاراج.
وقال توماس - سيموندز إن أي اتفاق بشأن البرنامج سيصاغ بعناية وسيخضع إلى «ضوابط دقيقة».
وأضاف أن لندن تسعى أيضا إلى توفير مسار جمركي أسرع للمواطنين البريطانيين الداخلين للاتحاد الأوروبي، موضحا «نريد أن يتمكن البريطانيون من الاستمتاع بإجازاتهم، لا أن يعلقوا في طوابير الانتظار».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السفير البناي يبحث مع وزير الخارجية البوسني تعزيز العلاقات الثنائية
السفير البناي يبحث مع وزير الخارجية البوسني تعزيز العلاقات الثنائية

الأنباء

timeمنذ 8 ساعات

  • الأنباء

السفير البناي يبحث مع وزير الخارجية البوسني تعزيز العلاقات الثنائية

بحث سفير الكويت لدى البوسنة والهرسك صلاح البناي مع وزير الخارجية البوسني علم الدين كناكوفيتش سبل تعزيز العلاقات الثنائية، لاسيما في المجال الاقتصادي في ظل الفرص الاستثمارية العديدة المتاحة والانفتاح الذي تشهده البوسنة والهرسك على الأسواق الأوروبية. وذكرت السفارة في بيان تلقته (كونا) أن مباحثات لقاء السفير البناي مع الوزير كناكوفيتش تركزت على أهمية تفعيل الاتفاقيات الثنائية وتشكيل آلية متابعة لها فضلا عن تفعيل الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين والوفود الرسمية المتخصصة في شتى المجالات. وأضاف البيان ان الجانبين اتفقا على ضرورة تنسيق المواقف والتعاون المشترك في المحافل الدولية واستمرار التشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما ذات الاهتمام المشترك. من جانبه، أعرب كناكوفيتش عن الترحيب بالمواطنين الكويتيين الذين يزورون البلاد سنويا، مؤكدا توفير كل سبل الراحة وتذليل أي عقبات قد تواجه الزوار.

فوز المرشح المؤيد لأوروبا بالانتخابات الرئاسية في رومانيا
فوز المرشح المؤيد لأوروبا بالانتخابات الرئاسية في رومانيا

الأنباء

timeمنذ 9 ساعات

  • الأنباء

فوز المرشح المؤيد لأوروبا بالانتخابات الرئاسية في رومانيا

فاز رئيس بلدية بوخارست الوسطي نيكوسور دان بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في رومانيا، وفق النتائج النهائية وذلك في عملية اقتراع صبت لصالح العلاقة مع بروكسل. وفي الانتخابات التي أجريت بعد خمسة أشهر من إلغاء اقتراع سابق شابته شكوك بتدخل روسي، نال نيكوسور دان البالغ 55 عاما، 53.6% من الأصوات بعد انتهاء عمليات الفرز. وشكلت هذه النتيجة مفاجأة بعدما حل دان ثانيا في الدورة الأولى بفارق كبير خلف خصمه جورج سيميون. وقال دان أمام أنصاره وسط هتافات تشيد بأوروبا «هذا هو انتصار آلاف الأشخاص الذين آمنوا بأن رومانيا قادرة على التغيير في الاتجاه الصحيح». ووجه أيضا كلمة لأولئك الذين لم يصوتوا له، داعيا إياهم إلى «بدء العمل» و«بناء رومانيا موحدة». وعقب صدور النتائج النهائية، أشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين باختيار الرومانيين لصالح «أوروبا قوية»، في حين اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن «الديموقراطية» انتصرت «رغم محاولات تلاعب عدة». بدوره، رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن نتيجة الانتخابات في رومانيا هي نجاح «تاريخي» مذكرا «بأهمية وجود رومانيا كشريك موثوق». وتأمل رومانيا أن تطوي الانتخابات صفحة حالة من عدم اليقين منذ فوز اليميني كالين جورجيسكو المفاجئ في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر2024. وبعدما رفض بداية الإقرار بالهزيمة وندد بحصول «تلاعب» في النتائج، هنأ المرشح اليميني القومي جورج سيميون خصمه، لكنه تعهد «مواصلة القتال». وكان سيميون الذي يبدي إعجابا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب والمشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي، تصدر الدورة الأولى بفارق كبير، بحصوله على حوالى 41% من الأصوات، ضعف ما ناله منافسه.

الائتلاف الحاكم بالبرتغال يفوز بالانتخابات البرلمانية المبكرة بهامش ضيق
الائتلاف الحاكم بالبرتغال يفوز بالانتخابات البرلمانية المبكرة بهامش ضيق

الأنباء

timeمنذ 9 ساعات

  • الأنباء

الائتلاف الحاكم بالبرتغال يفوز بالانتخابات البرلمانية المبكرة بهامش ضيق

فاز الائتلاف الديموقراطي الحاكم بزعامة رئيس الوزراء البرتغالي المنتهية ولايته لويس مونتينيغرو في الانتخابات البرلمانية المبكرة، لكن دون الحصول على الأغلبية الكافية لضمان الاستقرار السياسي. ونقلت وسائل اعلام محلية عن مفوضية الانتخابات القول إن النتائج الرسمية بعد فرز 99.23% من الأصوات أظهرت حصول الائتلاف الديموقراطي الذي ينتمي إلى يمين الوسط على 32.1% من الأصوات ليحصد 86 مقعدا، أي دون الأغلبية المطلقة التي تبلغ 116 مقعدا في البرلمان المكون من 230 عضوا. وحصل الحزب الاشتراكي على المركز الثاني بحصوله على 23.38% من الأصوات ليحصد 58 مقعدا، بينما جاء حزب (شيغا) اليميني ثالثا بنسبة 22.56% من الأصوات متعادلا بعدد المقاعد مع الحزب الاشتراكي عند 58 مقعدا. وشارك في الانتخابات 64.38% من الناخبين البالغ عددهم 10.8 ملايين شخص في الانتخابات التي أجريت أمس الأول، وهيمنت عليها سياسة الهجرة والإسكان وغلاء المعيشة. وقال مونتينيغرو في تصريحات عقب فوزه بالانتخابات: «الشعب يريد هذه الحكومة ولا يريد غيرها»، من خلال البقاء لولاية مدتها أربع سنوات. «لأن الناخبين لا يريدون المزيد من الانتخابات المبكرة ويريدون من السلطة التنفيذية احترام المعارضة والحوار معها». وبالنسبة للحزب الاشتراكي، فقد أكدت النتائج تراجعه بقوة بعد فوزه في انتخابات عام 2022 بأغلبية مطلقة (حصل حينها على 41.7% من الأصوات و117 مقعدا بقيادة أنطونيو كوستا، وعليه فقد أعلن زعيمه بيدرو نونو سانتوس استقالته، لافتا إلى انه سيدعو إلى انتخابات داخلية مبكرة في الحزب. من جانبه، أعرب زعيم حزب (شيغا) اليميني أندريه فينتورا عن رضاه بنتائج حزبه الذي نجح في «تدمير النظام الحزبي الثنائي البرتغالي الذي دام 51 عاما» بصعوده اللافت وحصوله على 58 مقعدا متجاوزا بذلك كل التوقعات، فيما اعتبر ان حزبه «هو مستقبل البرتغال». وتعد هذه الانتخابات ثالث انتخابات عامة في البرتغال في ثلاث سنوات وقد أجريت بعد 14 شهرا فقط من وصول مونتينيغرو إلى الحكم، علما ان حكومته سقطت في مارس الماضي بعد سحب الثقة منه في البرلمان البرتغالي على خلفية أزمة سياسية تتعلق بأعمال شركته العائلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store