
مثقفون إيرانيون يدعون لوقف التصعيد مع إسرائيل وتجميد تخصيب اليورانيوم
دعا ناشطون ومخرجون سينمائيون إيرانيون بارزون اليوم إلى وضع حدّ للأعمال الحربية بين إيران وإسرائيل، وحضّوا طهران على وقف النزاع بالكفّ عن تخصيب اليورانيوم.
وكتب الناشطون في مقال رأي في صحيفة " لوموند" الفرنسية: "نطالب بالوقف الفوري لتخصيب اليورانيوم من جانب الجمهورية الإسلامية، وبوضع حدّ للأعمال العسكرية والهجمات على البنى التحتية الحيوية في كلّ من إيران وإسرائيل، ووقف قتل المدنيين في كلا البلدين".
ومن بين الموقّعين على المقال، الحائزتان جائزة "نوبل" للسلام شيرين عبادي ونرجس محمدي، بالإضافة إلى الفائز بـ"السعفة الذهبية" في مهرجان كانّ السينمائي لعام 2025 جعفر بناهي وزميله المخرج محمد رسولوف.
وقال الموقّعون على المقال، ومن بينهم أيضاً الناشطون في مجال حقوق الإنسان صديقة وسمقي وشهناز أكملي وعبد الفتاح سلطاني: "نعتقد أنّ مواصلة تخصيب اليورانيوم والحرب المدمّرة بين الجمهورية الإسلامية والنظام الإسرائيلي لا يخدمان الشعب الإيراني ولا الإنسانية جمعاء". وأضافوا أنّ "تخصيب اليورانيوم ليس في مصلحة الشعب الإيراني بأيّ حال من الأحوال. لا يجب التضحية به (الشعب) من أجل الطموحات النووية أو الجيوسياسية لنظام استبدادي".
ودعوا القيادة الإيرانية وعلى رأسها آية الله علي خامنئي إلى التنحي، معتبرين أنّ "القادة الحاليين للجمهورية الإسلامية يفتقرون إلى القدرة على حلّ أزمات إيران الداخلية أو توتراتها الخارجية". وأضافوا أنّ "الطريق الوحيد المعقول للحفاظ على هذا البلد وشعبه هو تنحّي السلطات الحالية".
عاد بناهي إلى إيران الشهر الماضي بعد فوزه بأعلى جوائز مهرجان كانّ عن فيلمه الأخير "حادث بسيط"، لكنّه يعرض أعماله هذا الشهر في مهرجان سينمائي في أستراليا. ويقيم رسولوف الذي عُرض أحدث أفلامه في مهرجان 2024، في المنفى بعد فراره سراً في ذلك العام. أما عبادي، الحائزة جائزة نوبل للسلام لعام 2023، فتقيم حالياً خارج البلاد أيضاً.
وبالنسبة لمحمدي، الحائزة نوبل للسلام لعام 2023، فهي لا تزال في إيران حيث تمضي عقوبة بالسجن لكنها تستفيد حاليّاً من إطلاق سراح موقّت لدواعٍ صحية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 13 دقائق
- الجمهورية
هل «تُستنسخ» التجربة الهندية - الباكستانية بين إسرائيل وإيران!؟
لم يكن في الحسبان أن تتطور العمليات العسكرية بهذه الطريقة الدراماتيكية في المواجهة المباشرة الأولى من نوعها بين تل ابيب وطهران، وخصوصاً في الشكل الذي اتخذته في الساعات الأولى لعملية «الأسد الصاعد» والردّ الإيراني بعملية «الوعد الصادق 3»، ذلك انّ كل المؤشرات كانت توحي بعملية محدودة كتلك التي سبقتها في تشرين الاول الماضي، وفقدان الردّ الإيراني المتوقع والذي طال انتظاره، بعدما عدّ الردّ الأول على ما سبقها في نيسان العام الماضي محدوداً جداً، من دون تجاهل ما شهدته الفترة الفاصلة بينهما من عمليات بقيت محصورة بالساحة اللبنانية، ولا سيما منها تلك التي انتهت إلى اغتيال الأمينين العامين لحزب الله السيد حسن نصرالله وخليفته السيد هاشم صفي الدين وما سبقها من عمليات طاولت رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية ورئيس الأركان في «حزب الله» فؤاد شكر، بفارق ساعات قليلة فصلت بين العمليتين في اليوم الأخير من آب الماضي في طهران والأول من تموز في الضاحية الجنوبية من بيروت، مضافة إلى عمليتي «البيجر» و»الووكي توكي» واستهداف قيادة «قوة الرضوان» وما خلّفته جميعها من خسائر في الأرواح على مستوى القيادات العليا من الصف الاول ونظرائهم في الصف الثاني بطريقة دراماتيكية. في اعتقاد مراجع ديبلوماسية وسياسية مطلعة، أنّه وفي ضوء ما شهدته طهران ومدن إسرائيلية متعددة باتت تحت مرمى الصواريخ الإيرانية، لم يعد هناك أي منطق يقود إلى الربط بين مختلف هذه الأحداث. ذلك انّ تطورات الأيام القليلة الماضية رسمت خطاً بيانياً جديداً أخرجتها من أحداث الماضي، بعدما تجاوزت المواجهة المباشرة بين القوتين الإقليميتين، بما حملته من مفاجآت في الشكل والمضمون بعد التوقيت ما كان متوقعاً من سيناريوهات. وهو ما أدّى تلقائياً إلى صعوبة تقديم أي تصور لما يمكن أن تحمله الساعات المقبلة، والتي تحولت محطات قصيرة المدى وشكّلت مناسبة لانتظار مزيد من المفاجآت الكبرى بين لحظة وأخرى. وهي وإن كان واضحاً انّها قدّمت كل الخيارات العسكرية المتاحة على أي شكل من أشكال الديبلوماسية، وسقوط مسلسل الخطوط الحمر التي كان يعتقد البعض انّها محترمة، في ظل العناية الدولية بمجموعة الأزمات الكبرى، اعتقاداً منهم انّ الأجواء الدولية لا تحتمل مزيداً من الحروب إلى ما هو قائم في أوكرانيا والشرق الأوسط، والسعي المعلن للرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستخدام ما لديه من خيارات واسعة للتوجّه إلى الخيارات السياسية أياً كانت الكلفة المترتبة على أطراف النزاع، اياً كانت قدراتهم وبمختلف هوياتهم. ولكن ما ظهر جلياً لدى عدد من المراقبين، انّه ومهما بلغت القوة الأميركية التي حاول ترامب تسخيرها في سعيه إلى نيل جائزة نوبل للسلام، انّ هناك قوى إقليمية قادرة على استدراج القوى الدولية إلى مستنقعها بطريقة يصعب الفصل إن كانت طوعية أو انّها انخرطت فيها طوعاً وعن سابق تصور وتصميم، ونتاج عملية توزيع أدوار لم تكن تنضح بما يكفي من الشفافية بين ما هو معلن من شروط ومواقف وما هو مضمّر منها. وعند هذه التفاصيل تقول المراجع نفسها، إنّ الوقت ليس مهيئاً للانتقال من مدار الحروب الكبرى إلى مدارات السلام الإقليمية والدولية، وإنّ هناك قوى خفية تصرّ على قيادة مزيد من المغامرات العسكرية من دون التأكّد من قدرتها على لجمها والتحكّم بها ساعة تريد. وهي نظرية أدّت بتأكيد أحد الديبلوماسيين الغربيين الكبار، إلى صعوبة استنساخ التجربة الهندية – الباكستانية مرّة أخرى وفي وقت قياسي. ذلك انّ معظم العروض التي تقدمت بها شخصيات دولية لم تلامس بعد ما يمكن ان يشكّل مساحة للتفاهم على بعض الخطوات، بطريقة تضمن نزول الجميع من سقوفهم العالية في توقيت واحد. ولذلك، يضيف الديبلوماسي العتيق انّ اعتقاد البعض بتحقيق ما يؤدي إلى ولادة رابح وخاسر في الوقت الحالي ما زال بعيد المنال. فعلى رغم من الخسائر الكبرى التي لحقت بإيران على مستوى قادتها العسكريين وخبرائها النوويين وبمنشآتها النووية والنفطية إلى ما هنالك من أعمدة الاقتصاد الإيراني لن تقدم على أي خطوة «انتحارية» اعتقاداً منها انّه قد تشكّل في النهاية وجهاً جديداً للحصار والعقوبات المفروضة عليها منذ عقود من الزمن، وأنّ ما هدم يمكن إعادة بنائه بالقدرات الداخلية. وفي المقابل، لا يبدو انّ إسرائيل قد فوجئت بما لحق بها من أضرار كبيرة أسقطت هيبتها في القدرة على مواجهة الخطر الإيراني وحيدة، متى بات يهدّدها ويصيبها مباشرة. ذلك أنّها وهي التي كانت تعرف مسبقاً ما تنوي القيام به وإلى أي درجة يمكن أن توجع النظام الإيراني، الّا تكون تتوقع ما حصل على اراضيها في حدّه الأدنى. ولكن الفارق انّها كانت تراهن وما زالت على انّها لن تبقى وحيدة في المواجهة، وهي تسعى بما أوتيت من قوة إلى استدراج القوى الدولية الموالية لها للانخراط إلى جانبها. وقد بدأت البوادر من خلال مواقف بريطانية متقدمة في دعمها لإسرائيل، وأخرى تترجمها حركة الأساطيل الأميركية في اتجاه المناطق المحيطة بمسرح العمليات العسكرية الواسع، معطوفة على مواقف أخرى قد تظهر في الساعات القليلة المقبلة لإحياء «الحلف الدولي» الذي حال في التجارب السابقة - على محدوديتها قياساً على ما نشهده اليوم - دون وصول ما نسبته 98% من الصواريخ الإيرانية إلى مدنها ومنشآتها الحيوية، وهو امر لن يطول للتثبت منه. ويبدو واضحاً لمراقبي التطورات صعوبة استنساخ التجربة الباكستانية ـ الهندية التي تعهّد بها ترامب في الساعات الماضية. ذلك انّ كل المواقف الدولية توحي بصعوبة المهمّة، فإيران حتى اللحظة لم تبرئ واشنطن من أي اعتداء تعرّضت له، ولم تقبل ان يكون العرض الذي قدمه ترامب على حياد في ما هو مطروح، وإن توجهت الأنظار إلى قوى أخرى كروسيا أو فرنسا والصين وربما المملكة العربية السعودية، فهي جميعاً على لائحة الامتحان الصعب حتى كتابة هذه السطور.


الجمهورية
منذ 14 دقائق
- الجمهورية
من دون مخرج واضح.. الحرب قد تمتد لأسابيع
عندما تصادمت إسرائيل وإيران العام الماضي، خاضتا جولات قصيرة ومحدودة من القتال كانت تنتهي عادة خلال ساعات، وكان الطرفان يبحثان عن مخارج تُخفّف من حدّة التوتر. منذ أن بدأت إسرائيل جولة جديدة من القتال يوم الجمعة، أعلنت الدولتان أنّهما ستواصلان القتال طالما لزم الأمر، مع توسيع نطاق هجماتهما، ما أدّى إلى ارتفاع كبير في عدد الضحايا في كلا البلدَين. هذه المرّة، يبدو أنّ النزاع سيستمر لأسبوع على الأقل، إذ يتجاهل الطرفان أي مسارات لخفض التصعيد. تبدو إسرائيل مُصمِّمة على الاستمرار حتى تدمير برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، سواء بالقوة أو من خلال مفاوضات متجدّدة. ومع ذلك، لم تُظهر إيران أي إشارة إلى استعدادها لإنهاء التخصيب طوعاً، وهي عملية أساسية لبناء قنبلة نووية، كما أنّ إسرائيل لا تملك القدرة المعروفة على تدمير موقع التخصيب المحوري المدفون عميقاً تحت الأرض. وأكّد دانيال بي. شابيرو، الذي أشرف على شؤون الشرق الأوسط في البنتاغون حتى كانون الثاني وبات باحثاً في المجلس الأطلسي- المجموعة البحثية في واشنطن: «نحن على بُعد أسابيع، لا أيام، من نهاية هذا الصراع. ستواصل إسرائيل القتال حتى تتأكّد، بطريقة أو بأخرى، من أنّ إيران لم تَعُد تمتلك قدرة على التخصيب. من الواضح الآن أنّه إذا تركت إسرائيل هذا الأمر من دون معالجة، فستكون حملتها قد فشلت». وعلى رغم من أنّ إسرائيل نجحت في ضرب موقع التخصيب الرئيسي في نطنز وسط إيران بسهولة، إلّا أنّها تفتقر إلى القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات اللازمة لتدمير موقع تحت أرضي أصغر، محفور عميقاً في جبل قرب فوردو شمالي إيران. ويأمل المسؤولون الإسرائيليّون أن تؤدّي ضرباتهم لأهداف أخرى، بما في ذلك كبار القادة العسكريِّين والعلماء النوويِّين وقطاع الطاقة الإيراني، إلى إلحاق أذى كافٍ يدفع إيران لإنهاء عملياتها في فوردو طوعاً. حتى الآن، تبدو إيران بعيدة عن مثل هذا الاستسلام، حتى وإن كانت إسرائيل قد أظهرت سيطرة متزايدة في المجال الجوي الإيراني، بحسب سانام فاكيل، التي تقود تحليلات الشرق الأوسط في معهد تشاتام هاوس في لندن. وعلى رغم من أمل إسرائيل في دفع النظام الإيراني إلى الإنهيار، لا يزال هذا النظام يُسَيطر بالكامل على البلاد، ولا يزال يمتلك مخزوناً كبيراً من الصواريخ الباليستية، حتى وإن كانت إسرائيل قد حدّت من قدرة طهران على إطلاق بعضها. وأوضحت الدكتورة فاكيل: «لا أرى أي مؤشرات على استسلام من طهران حالياً، لا أعلام بيضاء تُرفَع. من الصعب جداً تصوّر أن تتراجع إيران عن حقوقها في التخصيب بينما لا يزال برنامجها يعمل والدولة الإيرانية صامدة. هدفهم هو البقاء، إلحاق الضرر، وإظهار قدرتهم على الصمود». الكثير يعتمد على كيفية ردّ فعل الرئيس ترامب. فعلى عكس إسرائيل، تمتلك الولايات المتحدة الذخائر والطائرات القادرة على تدمير موقع فوردو. ويعتقد محللون، مثل شابيرو، أنّ ترامب قد يُفكّر في هذا الخيار إذا قرّرت إيران تسريع جهودها لبناء قنبلة نووية بدلاً من التوصّل إلى حل وسط. وأضاف شابيرو: «هذا سيخلق لحظة حاسمة لترامب، ليتخذ قراراً بشأن ما إذا كان يجب على الولايات المتحدة التدخّل». وقد يكون من الأسهل الآن على ترامب التدخّل من دون عواقب أمنية كبيرة، نظراً لأنّ الهجمات الإسرائيلية أضعفت بالفعل القدرات الدفاعية لإيران. لكنّ آخرين يرَون أنّ ترامب من المرجّح أن يتجنّب المواجهة المباشرة مع إيران، ما لم تحوّل إيران هجماتها من إسرائيل إلى المصالح والأفراد الأميركيِّين في الشرق الأوسط، ممّا قد يُضيِّق هامش المناورة أمام ترامب. ومنذ يوم الجمعة، تجنّبت إيران تقديم أي ذريعة لمشاركة أميركية، كما امتنعت عن مهاجمة الحلفاء الآخرين للولايات المتحدة في المنطقة، مثل السعودية والإمارات. وتشير تصريحات الرئيس منذ يوم الجمعة، إلى أنّ تفضيله الحالي هو استخدام المكاسب العسكرية الإسرائيلية كورقة ضغط لإعادة إطلاق المحادثات مع طهران. فطوال أشهر، أشرف ترامب على مفاوضات مع إيران، آملاً أن توافق طهران على إنهاء برنامجها التخصيبي من دون تدخّل عسكري إسرائيلي. لكن تلك المحادثات تعثرت بعدما رفضت إيران التراجع. وفي تصريحاته خلال عطلة نهاية الأسبوع، لمّح ترامب إلى أنّ إيران، التي تلقت ضربات إسرائيلية، قد تصبح أخيراً مستعدة لتقديم تنازلات لم تكن مطروحة في السابق. ونتيجة لذلك، يرى بعض المحلّلين أنّ ترامب قد يضغط على إسرائيل لوقف هجماتها، عندما يرى أنّ إيران باتت أكثر مرونة. وأوضح يوئيل غوزانسكي، الخبير في الشأن الإيراني في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: «ستنتهي هذه الحرب عندما يُقرّر ترامب إنهاءها، وهذا سيحدث على الأرجح عندما يعتقد أنّ إيران باتت مستعدة للتفاوض». ويشير الخبراء إلى أنّ مثل هذا التحوّل له سابقة تاريخية، حتى وإن بدا مستبعداً حالياً. فقد أقدمت القيادة الإيرانية على تنازل غير متوقع في نهاية الحرب الإيرانية-العراقية في ثمانينات القرن الماضي، بحسب ماير جاويدانفر، أستاذ الدراسات الإيرانية في جامعة رايخمان في إسرائيل. فبعد رفضها المتكرّر لعروض إنهاء الحرب، وافق آية الله الخميني في النهاية على اتفاق عندما أصبحت كلفة الحرب باهظة جداً، بحسب الدكتور جاويدانفر، مضيفاً: «الخميني أجرى تغييراً بنسبة 180 درجة. إنّه بالضبط ما تأمل إسرائيل أن تراه من جديد».


صدى البلد
منذ 32 دقائق
- صدى البلد
روسيا تفتح باب الوساطة بين إيران وإسرائيل وسط تصعيد عسكري خطير وتحركات دولية لاحتواء الأزمة
وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، تعود روسيا لتطرح نفسها كوسيط محتمل، محاولة استثمار موقعها الجيوسياسي وعلاقاتها مع كلا الطرفين لإخماد نيران مواجهة قد تنفجر في أي لحظة. وبينما تزداد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، تتكثف التحركات الدولية، مع دخول الولايات المتحدة على خط الوساطة عبر الرئيس دونالد ترامب، ما يضيف بُعدًا إضافيًا للأزمة المعقدة. الكرملين يعيد طرح مبادرة تخزين اليورانيوم أعلن الكرملين أن روسيا لا تزال مستعدة للعب دور الوسيط في النزاع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، وأكد أن مقترحاتها السابقة، والتي تشمل تخزين اليورانيوم الإيراني داخل الأراضي الروسية، لا تزال قائمة على الطاولة. وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن موسكو ترى أن تصاعد الأعمال القتالية زاد من تعقيد المشهد، إلا أن فرص الحل السلمي لم تنتهِ بعد، مشيرًا إلى أن روسيا تحتفظ بقنوات تواصل مفتوحة مع الأطراف كافة. ريابكوف: إيران تمارس حقها في الدفاع عن النفس من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن بلاده تعتبر أن ما تقوم به إيران يدخل ضمن إطار "الدفاع عن النفس"، في ظل ما وصفه بـ"الهجمات الإسرائيلية المتكررة". وأشار إلى أن موسكو تجري مشاورات مع الولايات المتحدة بشأن الأزمة، كما أنها على تواصل مباشر مع كل من طهران وتل أبيب. ترامب وبوتين.. وساطة محتملة! في تطور لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انفتاحه على قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدور الوسيط بين إيران وإسرائيل. وأوضح ترامب خلال مقابلة مع شبكة "ABC News"، أن بوتين تواصل معه هاتفيًا وعبّر عن استعداده للتدخل من أجل وقف التصعيد. وبحسب ما صدر عن الكرملين، فإن الاتصال بين الرئيسين تناول "التصعيد الخطير في الشرق الأوسط"، مما يشير إلى احتمالية تحريك دبلوماسي قوي من الطرفين في الأيام المقبلة. التصعيد العسكري.. المواجهة الأولى من نوعها منذ 13 يونيو، بدأت إسرائيل حملة عسكرية مكثفة استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، في محاولة لمنع طهران من تطوير برنامجها النووي. وتعد هذه المواجهة أول اصطدام مباشر وواسع النطاق بين الدولتين بعد عقود من الحروب غير المباشرة والضربات المحدودة. ووفقاً للتقديرات الرسمية، أدت الضربات حتى الآن إلى مقتل 24 شخصًا في إسرائيل، وأكثر من 250 في إيران. الخبير العسكري سمير فرج: إسرائيل اخترقت الداخل الإيراني في هذا السياق، اعتبر اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي ومدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، أن ما يحدث الآن هو "اختراق ممنهج" من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي داخل إيران. وأكد أن عملية اغتيال القيادي الفلسطيني إسماعيل هنية بقنبلة داخل منزل تابع للحرس الثوري الإيراني هي أحد الأدلة الدامغة على هذا التغلغل الأمني الخطير. وأضاف فرج أن الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت إيران لم تنطلق من المجال الجوي الإيراني بل نُفذت من خارج أراضيه، وتحديداً من فوق الأجواء العراقية، حيث عبرت الصواريخ مسافات طويلة لتصل إلى أهدافها في عمق إيران، مما يشير إلى دقة استخباراتية وخطة عسكرية محكمة. جهود دولية لوقف التصعيد.. وقلق روسي متزايد وفي ظل هذا التصعيد، أشار فرج إلى أن روسيا تبذل جهوداً مكثفة لحلحلة الوضع، خشية من انزلاق الأوضاع إلى حرب شاملة. كما تشارك تركيا والدول الأوروبية في المساعي السياسية نفسها، كل من موقعه. وأكد أن الإدارة الأمريكية لا تقف مكتوفة الأيدي، حيث أعرب الرئيس الأمريكي عن أمله في تكرار تجربته الناجحة في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، لعلها تنجح بين إيران وإسرائيل. بين وعي الشعوب وحسابات الدول وسط لعبة معقدة من التحركات الاستخباراتية والتدخلات العسكرية والوساطات السياسية، يبقى الوعي الشعبي عاملاً حاسماً في مواجهة الاختراقات وزعزعة الأمن الداخلي. وفي حين تتسابق الدول الكبرى لنزع فتيل الأزمة، فإن المنطقة بأسرها تقف على مفترق الطرق، إما نحو التصعيد والانفجار، أو نحو التهدئة والحلول السياسية التي تأخرت كثيراً.