logo
هل «تُستنسخ» التجربة الهندية - الباكستانية بين إسرائيل وإيران!؟

هل «تُستنسخ» التجربة الهندية - الباكستانية بين إسرائيل وإيران!؟

الجمهوريةمنذ 5 ساعات

لم يكن في الحسبان أن تتطور العمليات العسكرية بهذه الطريقة الدراماتيكية في المواجهة المباشرة الأولى من نوعها بين تل ابيب وطهران، وخصوصاً في الشكل الذي اتخذته في الساعات الأولى لعملية «الأسد الصاعد» والردّ الإيراني بعملية «الوعد الصادق 3»، ذلك انّ كل المؤشرات كانت توحي بعملية محدودة كتلك التي سبقتها في تشرين الاول الماضي، وفقدان الردّ الإيراني المتوقع والذي طال انتظاره، بعدما عدّ الردّ الأول على ما سبقها في نيسان العام الماضي محدوداً جداً، من دون تجاهل ما شهدته الفترة الفاصلة بينهما من عمليات بقيت محصورة بالساحة اللبنانية، ولا سيما منها تلك التي انتهت إلى اغتيال الأمينين العامين لحزب الله السيد حسن نصرالله وخليفته السيد هاشم صفي الدين وما سبقها من عمليات طاولت رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية ورئيس الأركان في «حزب الله» فؤاد شكر، بفارق ساعات قليلة فصلت بين العمليتين في اليوم الأخير من آب الماضي في طهران والأول من تموز في الضاحية الجنوبية من بيروت، مضافة إلى عمليتي «البيجر» و»الووكي توكي» واستهداف قيادة «قوة الرضوان» وما خلّفته جميعها من خسائر في الأرواح على مستوى القيادات العليا من الصف الاول ونظرائهم في الصف الثاني بطريقة دراماتيكية.
في اعتقاد مراجع ديبلوماسية وسياسية مطلعة، أنّه وفي ضوء ما شهدته طهران ومدن إسرائيلية متعددة باتت تحت مرمى الصواريخ الإيرانية، لم يعد هناك أي منطق يقود إلى الربط بين مختلف هذه الأحداث. ذلك انّ تطورات الأيام القليلة الماضية رسمت خطاً بيانياً جديداً أخرجتها من أحداث الماضي، بعدما تجاوزت المواجهة المباشرة بين القوتين الإقليميتين، بما حملته من مفاجآت في الشكل والمضمون بعد التوقيت ما كان متوقعاً من سيناريوهات. وهو ما أدّى تلقائياً إلى صعوبة تقديم أي تصور لما يمكن أن تحمله الساعات المقبلة، والتي تحولت محطات قصيرة المدى وشكّلت مناسبة لانتظار مزيد من المفاجآت الكبرى بين لحظة وأخرى. وهي وإن كان واضحاً انّها قدّمت كل الخيارات العسكرية المتاحة على أي شكل من أشكال الديبلوماسية، وسقوط مسلسل الخطوط الحمر التي كان يعتقد البعض انّها محترمة، في ظل العناية الدولية بمجموعة الأزمات الكبرى، اعتقاداً منهم انّ الأجواء الدولية لا تحتمل مزيداً من الحروب إلى ما هو قائم في أوكرانيا والشرق الأوسط، والسعي المعلن للرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستخدام ما لديه من خيارات واسعة للتوجّه إلى الخيارات السياسية أياً كانت الكلفة المترتبة على أطراف النزاع، اياً كانت قدراتهم وبمختلف هوياتهم.
ولكن ما ظهر جلياً لدى عدد من المراقبين، انّه ومهما بلغت القوة الأميركية التي حاول ترامب تسخيرها في سعيه إلى نيل جائزة نوبل للسلام، انّ هناك قوى إقليمية قادرة على استدراج القوى الدولية إلى مستنقعها بطريقة يصعب الفصل إن كانت طوعية أو انّها انخرطت فيها طوعاً وعن سابق تصور وتصميم، ونتاج عملية توزيع أدوار لم تكن تنضح بما يكفي من الشفافية بين ما هو معلن من شروط ومواقف وما هو مضمّر منها.
وعند هذه التفاصيل تقول المراجع نفسها، إنّ الوقت ليس مهيئاً للانتقال من مدار الحروب الكبرى إلى مدارات السلام الإقليمية والدولية، وإنّ هناك قوى خفية تصرّ على قيادة مزيد من المغامرات العسكرية من دون التأكّد من قدرتها على لجمها والتحكّم بها ساعة تريد. وهي نظرية أدّت بتأكيد أحد الديبلوماسيين الغربيين الكبار، إلى صعوبة استنساخ التجربة الهندية – الباكستانية مرّة أخرى وفي وقت قياسي. ذلك انّ معظم العروض التي تقدمت بها شخصيات دولية لم تلامس بعد ما يمكن ان يشكّل مساحة للتفاهم على بعض الخطوات، بطريقة تضمن نزول الجميع من سقوفهم العالية في توقيت واحد.
ولذلك، يضيف الديبلوماسي العتيق انّ اعتقاد البعض بتحقيق ما يؤدي إلى ولادة رابح وخاسر في الوقت الحالي ما زال بعيد المنال. فعلى رغم من الخسائر الكبرى التي لحقت بإيران على مستوى قادتها العسكريين وخبرائها النوويين وبمنشآتها النووية والنفطية إلى ما هنالك من أعمدة الاقتصاد الإيراني لن تقدم على أي خطوة «انتحارية» اعتقاداً منها انّه قد تشكّل في النهاية وجهاً جديداً للحصار والعقوبات المفروضة عليها منذ عقود من الزمن، وأنّ ما هدم يمكن إعادة بنائه بالقدرات الداخلية.
وفي المقابل، لا يبدو انّ إسرائيل قد فوجئت بما لحق بها من أضرار كبيرة أسقطت هيبتها في القدرة على مواجهة الخطر الإيراني وحيدة، متى بات يهدّدها ويصيبها مباشرة. ذلك أنّها وهي التي كانت تعرف مسبقاً ما تنوي القيام به وإلى أي درجة يمكن أن توجع النظام الإيراني، الّا تكون تتوقع ما حصل على اراضيها في حدّه الأدنى. ولكن الفارق انّها كانت تراهن وما زالت على انّها لن تبقى وحيدة في المواجهة، وهي تسعى بما أوتيت من قوة إلى استدراج القوى الدولية الموالية لها للانخراط إلى جانبها. وقد بدأت البوادر من خلال مواقف بريطانية متقدمة في دعمها لإسرائيل، وأخرى تترجمها حركة الأساطيل الأميركية في اتجاه المناطق المحيطة بمسرح العمليات العسكرية الواسع، معطوفة على مواقف أخرى قد تظهر في الساعات القليلة المقبلة لإحياء «الحلف الدولي» الذي حال في التجارب السابقة - على محدوديتها قياساً على ما نشهده اليوم - دون وصول ما نسبته 98% من الصواريخ الإيرانية إلى مدنها ومنشآتها الحيوية، وهو امر لن يطول للتثبت منه.
ويبدو واضحاً لمراقبي التطورات صعوبة استنساخ التجربة الباكستانية ـ الهندية التي تعهّد بها ترامب في الساعات الماضية. ذلك انّ كل المواقف الدولية توحي بصعوبة المهمّة، فإيران حتى اللحظة لم تبرئ واشنطن من أي اعتداء تعرّضت له، ولم تقبل ان يكون العرض الذي قدمه ترامب على حياد في ما هو مطروح، وإن توجهت الأنظار إلى قوى أخرى كروسيا أو فرنسا والصين وربما المملكة العربية السعودية، فهي جميعاً على لائحة الامتحان الصعب حتى كتابة هذه السطور.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أعنف من "بيجر حزب الله".. إسرائيل تهدد إيران بـ "مفاجآت كبيرة"
أعنف من "بيجر حزب الله".. إسرائيل تهدد إيران بـ "مفاجآت كبيرة"

المركزية

timeمنذ ساعة واحدة

  • المركزية

أعنف من "بيجر حزب الله".. إسرائيل تهدد إيران بـ "مفاجآت كبيرة"

كشف سفير لدى الولايات المتحدة، يحئيل لايتر، أن بلاده تُحضّر "مفاجآت كبيرة" ضد إيران خلال الأسبوع الحالي، مشيراً إلى أن العملية المرتقبة ستكون أكبر من عملية "البيجر" ضد ميليشيا حزب الله اللبناني. وقال لايتر في حديث مع شبكة "ميريت ستريت" الأمريكية : "من المتوقع أن تقدم إسرائيل على مفاجأة في وقت لاحق من هذا الأسبوع في هجماتها على إيران، من شأنها أن تجعل عملية البيجر التي نفذها الموساد ضد حزب الله تبدو بسيطة". في أيلول الماضي، انفجرت آلاف أجهزة النداء "" في أيدي منتسبين لحزب الله، مما خلف آلاف القتلى والإصابات في صفوف الميليشيا. وأقرت إسرائيل بمسؤوليتها عن التفجيرات التي وقعت خلال الحرب مع الميليشيا. في سياق متصل، أكد لايتر، أن "تتقدم قبل الموعد المحدد" في الحملة ضد البرنامج النووي الإيراني، مؤكدا أن الهدف النهائي لبلاده هو "تدمير جميع منشآت الأسلحة النووية في إيران". وشدد على أن التحركات الإسرائيلية في الأيام المقبلة ستثبت جدية هذا التوجه، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

السلاح الفلسطيني بين إسقاط المهل وحرب إيران
السلاح الفلسطيني بين إسقاط المهل وحرب إيران

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 3 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

السلاح الفلسطيني بين إسقاط المهل وحرب إيران

أكدت مصادر مسؤولة لـ "نداء الوطن" أن جملة من الأسباب تضافرت لعدم بدء عملية تسليم السلاح الفلسطيني في لبنان، والتي كانت متوقعة أمس الإثنين، انطلاقاً من ثلاثة مخيمات في العاصمة بيروت، هي: شاتيلا، برج البراجنة، ومار الياس، في إطار خطة الدولة لحصر السلاح بيدها. وأوضحت المصادر أن عدم بدء التسليم جاء ارتباطاً بعدم تحديد مهل نهائية في التوقيت، وإنما بترجيحات متفاوتة، وقد عبّر عن ذلك رسمياً أكثر من مسؤول لبناني وفلسطيني، بعدما تبيّن أن العملية معقّدة ومتشابكة وتحتاج إلى تفاهمات مشتركة تفصيلية من أجل تحديد آلياتها التنفيذية بدقة. وجاء العدوان الإسرائيلي على إيران، وما تبعه من تصعيد إقليمي ومخاوف من اندلاع حرب شاملة في المنطقة، دافعاً إضافياً، وفق ما أكده مسؤول لبناني لـ "نداء الوطن"، معتبراً أن "التوقيت غير مناسب حالياً، إلا أن العملية ما زالت مستمرة ولا تراجع عنها". وكان سلاح المخيمات الفلسطينية قد عاد إلى واجهة الاهتمام بعد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان في 21 أيار الماضي، حيث اتُّفق مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على بدء العملية ضمن خطة متدرجة تُنفّذ على مراحل، وتهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. بالمقابل، من المرجّح أن يُستكمل البحث في هذا الملف خلال زيارة محتملة لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمشرف على الساحة اللبنانية، عزام الأحمد، إلى بيروت، على رأس وفد عسكري وأمني رسمي، لاستكمال المناقشات مع الجانب اللبناني حول التفاصيل. كما يُتوقّع أن تشهد الأيام المقبلة سلسلة من الاجتماعات، من بينها اجتماع "لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني" برئاسة السفير رامز دمشقية، بهدف التوافق على الآلية، إلى جانب اجتماعات فلسطينية داخلية لتحديد موقف موحّد والالتزام به. وقد خطا "تحالف القوى الفلسطينية"، الذي يضمّ حركتَي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، و"القيادة العامة"، و"منظمة الصاعقة" وغيرها ، أولى خطواته في تحديد موقفه، حيث أعدّ تصوراً فلسطينياً يهدف إلى مقاربة شاملة لقضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، على أن يُعرض على بقية الفصائل الفلسطينية لمناقشته وتثبيته أو تعديل بعض بنوده. وبحسب التصور المقترح، لم يتم التطرّق مباشرة إلى مسألة "سحب السلاح"، بل دُعي إلى "تنظيمه وضبطه" من خلال "القوة الأمنية المشتركة"، وبإشراف "هيئة العمل الفلسطيني المشترك"، وبالتنسيق مع الجيش اللبناني ومخابراته. كما يدعو التصور إلى إجراء حوار لبناني-فلسطيني مشترك، بين لجنة لبنانية ذات طابع سياسي (يُشكّلها رئيس الجمهورية) و"هيئة العمل الفلسطيني المشترك". ويؤكد التصور على ضرورة أن تكون مقاربة الوجود الفلسطيني في لبنان شاملة (إنسانية، قانونية، سياسية... إلخ)، وليست فقط أمنية، وعلى احترام اللاجئين الفلسطينيين لسيادة لبنان وقوانينه، ولأمنه واستقراره، بما يعني عدم القيام بأي عمل يمسّ الأمن القومي اللبناني، والتمسّك بحق العودة، ورفض التوطين والتهجير والوطن البديل. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

مَن يحرّك صواريخ الحزب المتبقية؟
مَن يحرّك صواريخ الحزب المتبقية؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 3 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

مَن يحرّك صواريخ الحزب المتبقية؟

انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... أكدت مصادر مطّلعة ان ما تبقى لحزب الله من صوراريخ دقيقة هو سلاح ايراني سيستخدمه حزب الله بإشارة من ايران حين يتلقى الامر بالتحرك وتحين الساعة الحاسمة، ولن يلتزم "الحزب" سوى بالقرار الايراني، سبب وجوده وبقائه. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store