
بلدية باريس تكرم فريق "قيصر" لدورهم في فضح جرائم الأسد
كرّمت بلدية باريس فريد المذهان الشهير بـ"قيصر"، وأسامة عثمان وفريقهما، بمنحهم ميداليات الشجاعة، تقديرا لدورهم المحوري في فضح جرائم نظام الأسد والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في سوريا ومساهمتهم الفاعلة في تعزيز مبدأ العدالة ومكافحة الإفلات من العقاب بما يعرف بملفات "قيصر".
جاء التكريم خلال المؤتمر الأول لمنظمة "ملفات قيصر من أجل العدالة" (CF4J)، الذي عُقد في العاصمة الفرنسية في مقر البلدية، بدعم من منظمتي Revivre ومركز الوصول لحقوق الإنسان (ACHR)، تحت عنوان: "شهود العدالة: متابعة المساءلة والعدالة في سوريا – ماذا بعد؟"حيث كشفت المنظمة عن أسماء أعضائها المجهولين الذين لم يُصرَّح عنهم سابقًا.
وبحسب محمد حسن عضو مجلس الإدارة في فريق "ملفات قيصر"، فإن "اختيار باريس لانعقاد المؤتمر الأول للمنظمة لم يكن عشوائيًا، بل تقديرا للدور الكبير الذي لعبته فرنسا في تقديم الدعم القانوني واللوجستي للقضية".
فرنسا ودعم ملف المعتقلين
بدورها، قدمت المنظمة درعا تكريميا لمجلس بلدية باريس، كعربون شكر وتقدير على جهود فرنسا في دعم ملف المعتقلين والعمل على مسار العدالة والمحاسبة.
من جانبه، أكد أسامة عثمان، المدير التنفيذي لمنظمة ملفات قيصر "للعربية.نت"، "أن كافة منظمات المجتمع المدني هي شريك أساسي وعلى قدم المساواة مع السلطة في دمشق، كي نستطيع أن ننقل شعبنا حقيقة من هذه الفوضى ومن دولة القمع والارهاب والظلم الى دولة العدالة "
وأمام نخبة من حضور المؤتمر العاملين في مجال حقوق الانسان والمهتمين بالشأن العام أوضح عثمان "نحن بحاجة إلى وضع عقد اجتماعي جديد يستمر لمئة عام بين المجتمع والسلطة التنفيذية". مضيفاً: "يجب أن تكون قضية العدالة الانتقالية على التوازي مع عملية إعادة الإعمار وتأمين الخدمات".
سلطة قضائية مستقلة
وشدد فريق "ملفات قيصر" على أن العدالة الانتقالية يجب أن تكون شاملة وفعّالة، بحيث لا تقتصر على محاسبة القتلة فقط، بل تشمل كل أنواع الانتهاكات، مثل الاستيلاء على الممتلكات والتهجير القسري والتغيير الديموغرافي والانتهاكات الاقتصادية التي عانى منها السوريون لسنوات، معتبراً أن بناء مجتمع سليم يتطلب دراسة دقيقة لواقع الانتهاكات خلال العقود الستة الماضية، خاصة أن الجرائم لم تُرتكب من قبل عدو خارجي، بل من قبل السلطة نفسها، حيث تجاوز عدد الضحايا ما قد يُتوقع من أي حرب خارجية - حسب قوله.
وختم المتحدثون بالتأكيد على ضرورة وجود سلطة قضائية مستقلة، باعتبارها الضامن الأساسي لعدم تكرار الانتهاكات، ومراقبة السلطة التنفيذية، مشيرين إلى أن بناء مستقبل عادل يتطلب مساءلة جادة وإجراءات شاملة، وشددوا على أن ضمان عدم تكرار هذه الجرائم لا يمكن أن يتحقق من قبل السلطة نفسها فقط، بل من خلال قضاء مستقل ومنظمات مجتمع مدني فاعلة، مع الاعتراف بأهمية استمرار عمل المنظمات على اعتبارها الضمير الحي في المجتمع.
وعلى هامش المؤتمر نُظم معرض فوتوغرافي يوثّق جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا التي مارسها النظام السابق على المعتقلين، دعمًا لذاكرة الضحايا ودعوةً لعدم النسيان والسير في طريق العدالة الانتقالية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
فرنسا تودّع التدخين.. حظر شامل في الأماكن العامة والمتنزهات
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} أعلنت الحكومة الفرنسية عن فرض حظر شامل على التدخين في الأماكن العامة الخارجية التي يرتادها الأطفال، مثل الشواطئ، والمتنزهات العامة، والحدائق، ومحيط المدارس، ومواقف الحافلات، والملاعب الرياضية، وذلك اعتبارًا من أول شهر يوليو القادم. وأكدت وزيرة الصحة والأسرة الفرنسية، كاترين فوترين، أن التبغ يجب أن يختفي من الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال، مضيفة أن «حرية التدخين تنتهي عندما تبدأ حرية الأطفال في استنشاق هواء نقي». ويهدف القرار الذي يستثني شرفات المقاهي والسجائر الإلكترونية، إلى حماية الأطفال من التعرض للتدخين السلبي، ويأتي مدعومًا باستطلاعات رأي تُظهر أن 62% من الفرنسيين يؤيدون حظر التدخين في الأماكن العامة. وأوضحت فوترين أن المخالفين قد يواجهون غرامات تصل إلى 100 يورو (نحو 108 دولارات)، كما أعلنت الوزارة عن خطط لخفض مستويات النيكوتين في أجهزة التدخين الإلكتروني وتقليل النكهات المتاحة للحد من جاذبيتها للشباب. أخبار ذات صلة وأثارت هذه الخطوة ردود فعل متباينة في الأوساط الفرنسية، فقد رحّبت جمعيات الصحة العامة بالقرار، معتبرة إياه خطوة حاسمة نحو بيئة أكثر صحة، بينما عبر بعض المدخنين عن استيائهم، معتبرين الحظر تقييدًا لحرياتهم الشخصية، وأشارت فوترين إلى أن الحكومة لا تخطط حاليًا لفرض ضرائب إضافية على السجائر بسبب مخاوف من تنامي السوق السوداء. ويُعد هذا الحظر جزءًا من جهود عالمية لتقليل استهلاك التبغ، حيث تتبع فرنسا خطى دول مثل إسبانيا، التي تخطط لتوسيع الأماكن الخالية من التدخين، والمملكة المتحدة، التي ستحظر السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد اعتبارًا من يونيو القادم. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يُشكل المدخنون نحو 35% من سكان فرنسا، وهي نسبة أعلى من المتوسط الأوروبي (25%) والعالمي (21%)، ويُعزى إلى التدخين نحو 75,000 حالة وفاة سنويًا في فرنسا بسبب مضاعفات مرتبطة بالتبغ، وهو ما يمثل 13% من إجمالي الوفيات.


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
نازحون سوريون يعودون إلى مناطقهم... ينصبون خيماً على أنقاض منازلهم
بعدما قاسى حياة النزوح لنحو 14 عاماً، عاد عارف شمطان إلى قريته المدمرة، في شمال غربي سوريا بعد سقوط حكم بشار الأسد، مفضّلاً خيار العيش في خيمة على أطلال منزله المدمّر، بدلاً من البقاء مشرداً في المخيمات. عاد شمطان، البالغ 73 عاماً، بلهفة مع ابنه إلى قريته الحواش، الواقعة عند أطراف محافظة حماة، متفقداً ما تبقّى من منزله وأرضه الزراعية للمرة الأولى منذ نزوحه على وقع المعارك إلى مخيّم عشوائي، قرب الحدود مع تركيا. صورة جوية تظهر مقتنيات أشخاص في بيت مدمر بقرية الحواش بمحافظة حماة في 22 مايو 2025 (أ.ف.ب) وبعدما تمكّن من تأمين بعض احتياجاته، قرر قبل نحو شهرين مغادرة المخيم مع عائلته وأحفاده للاستقرار في خيمة متواضعة، نصبها قرب منزله، الذي تصدّعت جدرانه، وبات من دون سقف. وبدأ زرع بستانه بالقمح والخضار. يقول الرجل، وهو يفترش الأرض أمام الخيمة المحاذية لحقله، محتسياً كوباً من الشاي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أشعر بالراحة هنا، ولو على الركام... العيش على الركام أفضل من العيش في المخيمات» التي بقي فيها منذ عام 2011. في قريته، التي كانت تحت سيطرة الجيش السوري السابق، وشكَّلت خطّ مواجهة مع محافظة إدلب، التي كانت معقلاً للفصائل المعارضة، اختفت معالم الحياة تماماً. ولم يبقَ من المنازل إلا هياكل متداعية موزعة بين حقول زراعية شاسعة. طفلان يلعبان في بيت مدمر بقرية الحواش بمحافظة حماة في 22 مايو 2025 (أ.ف.ب) ورغم انعدام مقومات الحياة والبنى التحتية الخدمية، وعجزه عن إعادة بناء منزله لنقص الإمكانات المادية، يقول شمطان بينما تجمّع حوله أحفاده الصغار: «لا يمكننا البقاء في المخيمات وأماكن النزوح»، حتى لو كانت «القرية كلها مدمرة... لا أبواب فيها ولا نوافذ، والحياة معدمة». ويضيف: «قررنا أن ننصب خيمة، ونعيش فيها إلى حين أن تُفرج، ونحن ننتظر من المنظمات والدولة أن تساعدنا»؛ إذ إن «المعيشة قاسية والخدمات غير مؤمنة». في عام 2019، حين اشتدّ قصف الجيش السوري السابق على القرية، غادر المختار عبد الغفور الخطيب (72 عاماً) على عجل مع زوجته وأولاده، ليستقر في مخيم قريب من الحدود مع تركيا. أطفال داخل خيمة في قرية الحواش بمحافظة حماة في 22 مايو 2025 (أ.ف.ب) وبعد إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عاد الخطيب على عجل أيضاً. يقول: «كنت أود فقط الوصول إلى بيتي. ومن شدّة فرحتي (...) عدت ووضعت خيمة مهترئة، المهم أن أعيش في قريتي». ويكمل الرجل: «يود الناس كلهم أن يعودوا، لكنّ كثيرين لا يملكون حتى أجرة سيارة» للعودة، في بلد يعيش تسعون في المائة من سكانه تحت خط الفقر. ويضيف بينما افترش الأرض في خيمة متواضعة قرب بقايا بيته: «لا شيء هنا، لا مدارس، ولا مستوصفات، لا مياه ولا كهرباء»، ما يمنع كثيرين من العودة كذلك. لكنه يأمل «أن تبدأ إعادة الإعمار، ويعود الناس جميعاً، وتفتح المدارس والمستوصفات» أبوابها. وشرّد النزاع الذي بدأ عام 2011، بعد قمع السلطات احتجاجات شعبية اندلعت ضدّ حكم عائلة الأسد، قرابة نصف عدد سكان سوريا داخل البلاد وخارجها. ولجأ الجزء الأكبر من النازحين إلى مخيمات في إدلب ومحيطها. صورة جوية تظهر البيوت المدمرة في قرية الحواش بمحافظة حماة في 22 مايو 2025 (أ.ف.ب) وبعد إطاحة الأسد، عاد 1.87 مليون سوري فقط، من لاجئين ونازحين، إلى مناطقهم الأصلية، حسب المنظمة الدولية للهجرة، التي أشارت إلى أن «نقص الفرص الاقتصادية والخدمات الأساسية يُشكل التحدي الأبرز» أمام عودتهم. ولا يزال نحو 6.6 مليون شخص نازحين داخلياً، وفق المصدر ذاته. ومع رفع العقوبات الغربية عن سوريا، لا سيما الأميركية، تعوّل السلطات الجديدة على دعم الدول الصديقة والغربية لإطلاق مرحلة الإعمار، التي قدرت الأمم المتحدة تكلفتها بأكثر من 400 مليار دولار. بعدما نزحت مراراً خلال السنوات الأخيرة، عادت سعاد عثمان (47 عاماً) مع بناتها الثلاث، وابنها، إلى قريتها الحواش منذ نحو أسبوع. وتقول المرأة، التي تؤمّن قوتها اليومي من أعمال يدوية توفر لها أجراً بسيطاً: «تغيّر كل شيء، البيوت تدمرت، ولم يبقَ شيء في مكانه». سعاد عثمان (47 عاماً) تسير خارج بيت مدمر في قرية الحواش بمحافظة حماة في 22 مايو 2025 (أ.ف.ب) ومع أن سقف منزلها انهار وتصدعت جدرانه، لكنها اختارت العودة إليه. على جدار متهالك، كدّست المرأة فرشاً ووسائد للنوم على خزانة قديمة. في العراء، وضعت سريراً صغيراً قرب لوحين شمسيين، لا يحميه شيء سوى بطانيات علّقت على حبل غسيل. في الجوار، وعلى ركام منزلها، أقامت المرأة موقداً لتطهو عليه الطعام. تقول: «استدنت ثمانين دولاراً ثمن بطارية» لتوفير الإضاءة مع غياب شبكات الكهرباء. وتشرح السيدة، التي فقدت زوجها خلال الحرب: «نعرف أن المكان هنا مليء بالأفاعي والحشرات. لا يمكننا أن نعيش من دون ضوء في الليل». سعاد عثمان (47 عاماً) تسير خارج بيت مدمر في قرية الحواش بمحافظة حماة في 22 مايو 2025 (أ.ف.ب) قرب قرية قاح، المحاذية للحدود التركية في محافظة إدلب المجاورة، يخلو أحد المخيمات تدريجياً من قاطنيه في الأشهر الأخيرة. وتظهر صور جوية التقطها مصور «وكالة الصحافة الفرنسية» عشرات الخيم التي بقيت فقط جدرانها المبنية من حجارة الطوب. ويوضح جلال العمر (37 عاماً) المسؤول عن جزء من المخيم المتهالك، إن نحو مائة عائلة غادرت المخيم إلى قريته التريمسة في ريف حماة، لكن نحو 700 عائلة أخرى لم تتمكن من العودة جرّاء ضعف إمكاناتها المادية. ويتحدث عن غياب البنى التحتية الضرورية، على غرار إمدادات المياه والأفران. ويوضح «لشراء الخبز، يتوجّه الناس إلى مدينة محردة التي تبعد 15 كيلومتراً أو إلى سقيلبية» المجاورة. ويقول: «لا يرغب الناس في البقاء بالمخيمات، يريدون العودة إلى قراهم، لكن فقدان أبسط مقومات الحياة من بنى تحتية وشبكات كهرباء وصرف صحي... يمنعها من العودة... يسألني كثيرون لماذا لم تعد؟ لا منزل لديَّ، وأنتظر فرصة لتأمين مكان يؤوني في القرية».


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
المبعوث الأميركي يلتقي الشرع ويدعو إلى «اتفاق عدم اعتداء» بين سوريا وإسرائيل
دعا المبعوث الأميركي، توماس برّاك، بُعيد وصوله إلى دمشق ورفعه علم بلاده، الخميس، إلى حوار بين سوريا وإسرائيل، البلدين اللذين يعدان في حالة حرب، على أن يبدأ ذلك بـ«اتفاق عدم اعتداء» بين الطرفين. ووصل الدبلوماسي الأميركي، الذي يتولى منصب سفير واشنطن لدى أنقرة، إلى دمشق، في أول زيارة بُعيد تعيينه مبعوثاً إلى سوريا، في خطوة أعقبت فتح البلدين صفحة جديدة من العلاقات، عقب الإعلان عن رفع العقوبات الاقتصادية، بعد قطيعة استمرت منذ عام 2012. وفي تصريح بثته قناة «العربية،، أعرب برّاك من دمشق عن اعتقاده بأن «مشكلة إسرائيل وسوريا قابلة للحل وتبدأ بالحوار»، مقترحاً البدء بـ«اتفاق عدم اعتداء» بين الطرفين. الرئيس السوري أحمد الشرع مستقبلاً المبعوث الأميركي توماس برّاك بحضور مسؤولين من البلدين في قصر الشعب بدمشق الخميس (سانا) واستقبل الرئيس الانتقالي أحمد الشرع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس برّاك، في قصر الشعب بدمشق، بحضور وزيري الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، والدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة السيد حسين سلامة. ومنذ إطاحة الرئيس بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، شنّت إسرائيل مئات الضربات على مواقع عسكرية في سوريا، مبررة ذلك بالحؤول دون وقوع الترسانة العسكرية في أيدي السلطات الجديدة. وطالت إحدى ضرباتها، الشهر الحالي، محيط القصر الرئاسي، على خلفية أعمال عنف ذات طابع طائفي. كما توغلت قواتها داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله الدولة العبرية من الهضبة السورية. وتتقدم قواتها بين الحين والآخر إلى مناطق في عمق الجنوب السوري. المبعوث الأميركي توماس برّاك يرفع علم بلاده وبجواره وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني في مقر سكن السفير الأميركي في دمشق الخميس (أ.ف.ب) وكان الشرع أكد مراراً أن سوريا لا ترغب بتصعيد مع جيرانها، ودعا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل من أجل وقف اعتداءاتها. وأشار، الشهر الحالي، في باريس، إلى أن دمشق تجري عبر وسطاء «مفاوضات غير مباشرة» مع إسرائيل بهدف تهدئة الأوضاع. وجاءت تصريحات برّاك بعد رفعه، الخميس، بحضور الشيباني، العلم الأميركي في دار سكن السفير الأميركي في دمشق، القريب من مقر السفارة. وكان روبرت فورد، آخر دبلوماسي شغل منصب السفير الأميركي في دمشق، حين اندلع النزاع السوري منتصف مارس (آذار) 2011. وبعد فرض بلاده أولى العقوبات على مسؤولين سوريين، أعلنته دمشق من بين الأشخاص «غير المرحب بهم»، ليغادر سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) من العام ذاته. وبُعيد إعلان تعيينه رسمياً مبعوثاً إلى دمشق، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وفق منشور لوزارة الخارجية، على منصة «إكس»: «يدرك توم أن ثمة إمكانات كبيرة للعمل مع سوريا على وقف التطرف، وتحسين العلاقات، وتحقيق السلام في الشرق الأوسط». قوة أمنية سورية خارج مقر سكن السفير الأميركي في دمشق الخميس (أ.ف.ب) وجاء تعيين الموفد الأميركي بعيد لقاء ترمب الشرع في 14 أمايو (أيار) في الرياض، حيث أعلن رفع العقوبات التي كانت مفروضة على دمشق. وسبق للشرع والشيباني أن التقيا برّاك في نهاية الأسبوع، في مدينة إسطنبول، على هامش زيارتهما تركيا، في اجتماع جاء وفق الرئاسة السورية في إطار جهود دمشق «لإعادة بناء العلاقات الاستراتيجية» مع واشنطن. وإثر اندلاع النزاع عام 2011، تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، خصوصاً بعد فرض واشنطن عقوبات على مسؤولين سوريين بينهم الأسد. ومطلع يوليو (تموز) 2011، تحدى فورد، السفير الأميركي حينها، السلطات بزيارته مدينة حماة (وسط) التي كان الجيش قد حاصرها إثر مظاهرة ضخمة. وأمطره المتظاهرون بالورود الحمراء، ما أثار غضب دمشق التي اتهمت واشنطن بالتدخل في التحرك ضد السلطات ومحاولة تصعيد التوتر. رجل أمن سوري يحرس مقر سكن السفير الأميركي في دمشق الخميس (أ.ف.ب) وسرعان ما عدّت الخارجية السورية فورد من بين عدد من السفراء الأجانب «غير المرحب» بهم، قبل أن يغادر سوريا «لأسباب أمنية» مطلع أكتوبر 2011. ومنذ إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر، تحسّنت العلاقات تدريجياً بين البلدين. وكان وفد دبلوماسي أميركي، برئاسة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، زار دمشق، حيث التقى الشرع بعد أقل من أسبوعين على وصول قواته إلى العاصمة السورية.