
هذا ما حدث في طرابلس
ما حدث في طرابلس مؤخراً، قد لا يختلف في كثير من تفاصيله عمّا يحدث في فلسطين. الفرق أن الفاعلين في طرابلس ليبيون، وفي غزّة محتلون، مستوطنون، عنصريون.
لم أكن، حتى في أكثر خيالاتي جنوحاً، أتوقع أن أرى بأم عينيّ، وأسمع بأذنيّ، دبابات وعربات مدرعة ومدافع بأنواع عدة، تهدر في شوارع مدينة يسكنها أكثر من مليوني نسمة، يقودها ليبيون، يتقاضون رواتبهم من خزينة المال العام، يطلقون القذائف في كل الاتجاهات، غير مبالين بصراخ الأطفال والنساء، وغير عابئين بما يسببونه من موت ودمار لأناس كان من المفترض أن يكونوا حُماتهم.
48 ساعة من الجنون المطلق عاشتها طرابلس، سادها الرعب حتى بلغت القلوب الحناجر. منذ مساء الاثنين وحتى ظهيرة الأربعاء الماضيين، قُتل خلالها من قُتل، ودمرت أملاك ومنشآت، ومدارس وجوامع. وكنتُ، مثل غيري من سكان المدينة، محتمياً بجدران بيتي، منكمشاً من الخوف، أنتفض رُعباً مع اهتزاز الجدران من شدّة القصف والدوي.
حربُ شوارع لم تشهدها العاصمة من قبل، وتعدّ بالمعايير كافة، الأسوأ في كل الحروب التي شهدتها، والأكثر دموية ودماراً وجنوناً، بين جماعات مسلحة في حرب كسر عظم. الخاسر الوحيد فيها هو الشعب الليبي.
خلال الأحداث الدامية، لم يظهر في وسائل الإعلام الليبية مسؤول واحد يوضح لمليوني نسمة، ما يحدث في شوارعهم ومناطقهم وأحيائهم من قتل ودمار. رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة اختفى وراء جدار صلد من الصمت. والقناتان التلفازيتان الحكوميتان (الرسمية والوطنية) بدتا وكأنهما لا علاقة البتة لهما بما كان يحدث في الشوارع من قتل ودمار، على بعد خطوات من مقريهما. وتابع السكان الأحداث من خلال ما ينقله البعض من مشاهد في مختلف المناطق والأحياء عبر الإنترنت.
من عادة البراكين أنّها قبل انفجارها بالحمم أن ترسل تحذيرات على شكل دخان يظهر من قممها. إلا أنها أحياناً، تنفجر فجأة بالحمم وتحدث كارثة. وما حدث في طرابلس، مساء الاثنين الماضي، كان على ذلك النحو تقريباً، رغم ظهور بعض المؤشرات. أهمها محاولة رئيس «جهاز الدعم والاستقرار»، الراحل عبد الغني الككلي، الاستحواذ بالقوة على شركة الاتصالات (القابضة). ورغم حل الإشكال، فإن الأمور لم تكن تبشر بخير. وفي مساء الاثنين الماضي، تُخلص منه بخديعة، تذكر بما كان يحدث في قصور سلاطين العثمانيين. إذ طلب منه الحضور إلى معسكر «اللواء 444 قتال» جنوب طرابلس، لاجتماع وبهدف فض الخلاف. فذهب مساءً مصحوباً بعدد من أعوانه وحرسه، لكنه لم يعد من ذلك الاجتماع مع رفاقه، وتبين أنهم اغتيلوا كلهم. وبعدها بوقت قصير، تحركت قوات من المعسكر نفسه، وأغارت على مقرات «جهاز الدعم والاستقرار» في مختلف أنحاء المدينة وخارجها، وتمكنت خلال ثلاث ساعات من حسم المعركة. الأمر الذي يشي بأن الأمر دبر بليل. بعدها أدلى رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة بتصريح لوسائل الإعلام قال فيه إن حكومته قررت التخلص من كل الأجسام غير الخاضعة للدولة. ذلك التصريح كان إنذاراً صريحاً لقادة الجماعات المسلحة الأخرى بأخذ الحذر، خصوصاً «جهاز الردع»، ثاني أكبر فصيل مسلح. وفي مساء اليوم التالي، بدأت المعركة سريعاً، وكادت قوات الحكومة تحسم الموقف، لكن الرياح تغيرت، بسبب التفاف سكان منطقة سوق الجمعة حول قائد الجهاز.
وفي تفسير ما حدث، يرى كثيرون أن سكان منطقة سوق الجمعة شاهدوا بأم أعينهم ما حدث من فوضى ونهب في منطقة أبوسليم بعد اغتيال الككلي وفرار أتباعه. وأنهم خشوا على أنفسهم وممتلكاتهم من الفوضى والنهب، فقرروا مساندة «جهاز الردع» المتكفل بحفظ الأمن في المنطقة. وهو تفسير لا يخلو من وجاهة وصحة. كون ما حدث في منطقة أبوسليم من سلب ونهب في بيوت قادة الجهاز الهاربين كان مدعاة للحزن والخوف والتقزز.
ظهيرة يوم الأربعاء، توقفت الحرب فجأة كما بدأت فجأة. وقامت قوات محايدة بالفصل بين الطرفين المتحاربين حفظاً للسلم. وتنفس سكان العاصمة الصعداء، وبعدها أطلقوا غضبهم في الشوارع، إذ خرجوا منددين برئيس الحكومة ومطالبين برحيله. وتعرضت لهم قوات الحكومة بإطلاق النار بغرض تفريقهم.
الكُرةُ الآن في نصف ملعب رئيس حكومة طرابلس. وعلى ما يبدو فإن رصيده الشعبي تعرّض للحرق، وكل المؤشرات تقود إلى استنتاج واحد لا غير، يؤكد فقدانه المصداقية الشعبية، وأن أبواب الخروج من الأزمة أقفلت أمامه باستثناء بابين. واحد يقود إلى خروجه النهائي من المعادلة طوعاً، وتجنيب المدينة كارثة حرب مدمرة، وهو غير محتمل. والثاني يقود إلى التخندق في المنصب ومواصلة القتال حتى النهاية، وهو المتوقع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
إسرائيل.. زعيم حزب معارض يتهم الجيش بـ"قتل أطفال غزة كهواية"
وجّه زعيم حزب الديمقراطيين المعارض والنائب السابق لرئيس هيئة الأركان الإسرائيلية يائير جولان، انتقادات حادة إلى سياسة تل أبيب في قطاع غزة، متهماً الجيش الإسرائيلي بـ"إدارة حرب ضد المدنيين، وقتل الرضع كهواية". وأثارت تصريحات يائير جولان "عاصفة سياسية" في تل أبيب، إذ أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التصريحات، كما دفعت عدداً من الوزراء والسياسيين إلى مهاجمته. وقال نتنياهو في بيان: "أدين بشدة التحريض الجامح من يائير جولان ضد جنودنا... وضد إسرائيل.. جولان، الذي يشجع على رفض الخدمة، والذي سبق أن قارن إسرائيل بالنازيين وهو لا يزال يرتدي الزي العسكري، وصل إلى مستوى جديد من الانحدار عندما زعم أن إسرائيل تقتل الأطفال كهواية". ووفق الأمم المتحدة، فإن نسبة الأطفال والنساء الذين قتلتهم إسرائيل في غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، تبلغ 70% من إجمالي الضحايا الذين تجاوزوا الـ55 ألفاً، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين. إسرائيل تقتل الأطفال في غزة "كهواية" زعيم حزب "الديمقراطيين" المعارض والنائب السابق لرئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، يائير جولان، وجّه انتقادات حادة إلى سياسة إسرائيل في حربها على قطاع غزة، متهماً بلاده بـ"بإدارة حرب ضد المدنيين، وقتل الرضع كهواية". وقال جولان في مقابلة إعلامية: "الدولة العاقلة لا تدير حرباً ضد المدنيين، لا تقتل الرضع كهواية، ولا تضع لنفسها هدفاً يتمثل بتهجير السكان"، مضيفاً: "للأسف، الحرب مستمرة إلى الأبد من وجهة نظر حكومة إسرائيل.. وهذا الأمر بطبيعة الحال مؤسف وله أثمان باهظة". وأضاف أن "أهداف الحرب لم تتحقق، (لم نقضِ على حماس) ولم نُسقطها عسكرياً أو سلطوياً، ولم نُعد المختطفين". وبشأن ما إذا كانت عملية "عربات جدعون" الجارية حالياً في غزة غير ضرورية، قال جولان: "لقد أنهينا العملية العسكرية المتمثلة بكسر القوة العسكرية لحماس في مايو-يونيو من العام الماضي.. ومنذ ذلك الحين، دخلت الحرب مرحلة تتضاءل فيها الأهداف العسكرية الاستراتيجية، وتزداد الأهداف السياسية، أي بقاء هذه الحكومة". وأضاف: "قلت منذ بداية الحرب إن هناك تناقضاً في أهدافها. يجب تحديد سلم أولويات. أولوياتي واضحة تماماً، ويبدو لي أن أكثر من 70% من مواطني إسرائيل أولوياتهم أيضاً واضحة.. أولاً يجب إعادة جميع المختطفين... أما حماس، يمكن محاسبتها أيضاً بعد عامين، ثلاثة، خمسة أو عشرة أعوام". "دولة منبوذة" وبشأن البيان المشترك الذي أصدرته كل من بريطانيا، وفرنسا، وكندا بشأن العملية العسكرية، قال جولان إن "إسرائيل في طريقها لأن تصبح دولة منبوذة بين الأمم.. إذا لم تعد للتصرف كدولة عاقلة، فالدولة العاقلة لا تدير حرباً ضد المدنيين، لا تقتل رضعاً كهواية، ولا تضع لنفسها أهدافاً لترحيل السكان. هذه الأمور ببساطة مروّعة". ورداً على تصريحات جولان، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "من شبّه المجتمع الإسرائيلي سابقاً بالنظام النازي، ويختلق الآن افتراءات، ويشوه دولة إسرائيل وجيشها في وقت الحرب، يجب أن يُنبذ من الحياة العامة". كما قال وزير الخارجية جدعون ساعر: "الافتراء الدموي من يائير جولان ضد إسرائيل وضد جيشها، لن يُغتفر. ما قاله جولان سيكون بالتأكيد وقوداً على نار معاداة السامية في العالم. بدوره قال وزير الاتصالات شلومي كارعي: "يائير جولان مخرب. يخرب جهود تحقيق أهداف الحرب. يخرب أمن الجيش الإسرائيلي. يخرب الديمقراطية الإسرائيلية". من جانبه، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن جفير: "يبدو أن يائير جولان أخذ صفحة الرسائل الخاصة بالناطق باسم حماس وتبناها لنفسه، بينما الهواية الوحيدة لجولان كانت دائماً نشر افتراءات معادية للسامية ضد دولة إسرائيل. يائير، عليك أن تخجل!"، فيما دعا عضو الكنيست كرويزر إلى تقديم يائير جولان للمحاكمة بشبهة التحريض بعد التصريح ضد جنود الجيش الإسرائيلي. كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت: "أدين تصريحات يائير جولان". أما عضو الكنيست حيلي ترُوبر فقال: "تصريحات يائير جولان بصقة في وجه المقاتلين وتشكل دعماً خطيراً لأعدائنا". أرقام مأساوية لواقع أطفال غزة كان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني قال، أبريل الماضي، إن نحو 39 ألف طفل في غزة فقدوا أحد والديهم أو كليهما منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر 2023، معتبراً أنها "أكبر أزمة يُتم" في التاريخ الحديث. وأضاف الجهاز في بيان بمناسبة "يوم الطفل الفلسطيني، الذي يحل في الخامس من أبريل من كل عام، أن من بين هؤلاء الأطفال "نحو 17 ألف طفل حرموا من كلا الوالدين". وأشار الجهاز إلى أن "هؤلاء الأطفال يعيشون في ظروف مأساوية، حيث اضطر الكثير منهم للجوء إلى خيام ممزقة أو منازل مهدمة، في ظل غياب شبه تام للرعاية الاجتماعية والدعم النفسي".


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
مصادر: ترمب محبط من حرب غزة ويريد من نتنياهو «إنهاءها»
أفاد مسؤولان في البيت الأبيض، لموقع «أكسيوس» الإخباري، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يشعر بالإحباط إزاء الحرب المستمرة في غزة، وتأثر بصور معاناة الأطفال الفلسطينيين، وقد أوعز لمساعديه بإبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يريد منه أن يختتم العمليات سريعاً. وينفي مسؤولو الولايات المتحدة وإسرائيل أن يكون ترمب مستعداً لـ«التخلي» عن إسرائيل، أو أنه يمارس ضغوطاً مكثفة على نتنياهو، إلا أنهم يعترفون بوجود خلافات متنامية في السياسات بين رئيس يسعى لإنهاء الحرب ورئيس وزراء يعمل على توسيعها بشكل كبير. وقال أحد مسؤولي البيت الأبيض: «الرئيس محبط مما يجري في غزة. يريد أن تنتهي الحرب، ويريد عودة الرهائن إلى ديارهم، ويريد وصول المساعدات، ويريد بدء إعادة إعمار غزة». منذ رحلة ترمب إلى الشرق الأوسط، تضغط الولايات المتحدة على كل من إسرائيل و«حماس» لقبول مقترح جديد، طرحه مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف لصفقة تبادل رهائن ووقف لإطلاق النار. ويتواصل ويتكوف مباشرةً مع نتنياهو ومستشاره رون ديرمر، ومع قيادة «حماس»، عبر قناة خلفية نسّقها رجل الأعمال الفلسطيني الأميركي بشارة بحبح. حتى الآن، لم تُحرَز تقدّمات كبيرة، بينما تواصل قوات الجيش الإسرائيلي عملية تهجير نحو مليوني فلسطيني من قطاع غزة إلى ما تقول إنها «منطقة إنسانية»، وتدمير القطاع بأكمله. وأدّى الجمود في المحادثات والوضع الميداني إلى إلغاء جيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، زيارته المخططة إلى إسرائيل هذا الأسبوع، ما يعكس موقف واشنطن من السياسة الإسرائيلية الحالية في غزة. وقال مسؤول إسرائيلي لموقع «أكسيوس» إنه في الوقت الراهن لا يشعر نتنياهو بضغط قوي من ترمب، «إذا كان الرئيس الأميركي يريد صفقة تبادل رهائن، ووقفاً لإطلاق النار في غزة، فعليه أن يمارس ضغوطاً أكبر على الجانبين (الإسرائيلي والفلسطيني)». نازحون فلسطينيون يملأون عبوات بالماء في مخيم بمدينة غزة 20 مايو 2025 (رويترز) خلال الأسبوعين الماضيين، مارس ترمب ضغطاً على نتنياهو لإلغاء الحظر التام الذي فرضته إسرائيل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس تأثر بصور معاناة الأطفال والرضع في غزة وضغط لإعادة فتح المعابر. وفي يوم الأحد، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على استئناف إدخال المساعدات، ودخل صباح الاثنين نحو 12 شاحنة، تحمل أغذية للأطفال ومواد أخرى إلى القطاع، لكن المسؤول الأميركي عدّ أن ذلك لا يزال غير كافٍ. وحذّرت الأمم المتحدة من خطر تعرّض آلاف الأطفال للمجاعة، إذا لم تزدد المساعدات بشكل كبير. وأعلنت وزارة الصحة في غزة، التي تديرها «حماس»، أن أكثر من 55 ألف فلسطيني قُتلوا منذ اندلاع الحرب. وعلى الرغم من أن زيارة ترمب للشرق الأوسط كانت ناجحة، يرى ترمب أن الحرب في غزة تعيق خططه الأخرى في المنطقة، وفق ما قال مسؤول أميركي رفيع. فوفق المسؤول: «الرئيس يرى فرصة حقيقية للسلام والازدهار في المنطقة، لكن حرب غزة هي البقعة الساخنة الأخيرة، ويريدها أن تنتهي». ووصف مسؤول ثانٍ الحرب بأنها «تشتيت» عن باقي أولويات ترمب: «هناك كثير من الإحباط من استمرار هذه الأزمة». وأضاف أن قرار ترمب التحرك بصورة أحادية لضمان إطلاق سراح الرهينة الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكساندر، بدلاً من انتظار موافقة إسرائيل على صفقة أوسع، كان نتيجة هذا الإحباط. وقال مبعوث ترمب لشؤون الرهائن، أدان بيهلر، لقناة «فوكس نيوز»، يوم الاثنين: «قد يقول الرئيس: مهلاً لنحاول إنهاء الحرب. قد يتحدث (ترمب) بقوة... لكن دعمه (لإسرائيل) لا يتزعزع»، مؤكداً أن تقرير صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، الذي زعم أن إدارة ترمب هدّدت بـ«التخلي» عن إسرائيل، هو «مزيف». وأضافت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كارولاين ليفيت، للصحافيين، يوم الاثنين، أن ترمب «أوضح تماماً لـ(حماس) أنه يريد إطلاق سراح جميع الرهائن... وأوضح أيضاً أنه يريد إنهاء هذا الصراع في المنطقة».


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
بريطانيا تعلق مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل وتستدعي سفيرتها
علّقت الحكومة البريطانية، الثلاثاء، مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل وفرضت عقوبات جديدة على مستوطنين في الضفة الغربية احتجاجاً على ممارساتها في قطاع غزة. كذلك، أعلن وزير الخارجية ديفيد لامي أن وزارته استدعت السفيرة الإسرائيلية تسيبي هاتوفيلي رداً على تكثيف إسرائيل غاراتها وتوسيع عملياتها العسكرية في القطاع الفلسطيني المحاصر، مع استمرار الحرب الدائرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023. من جهتها، قللت الحكومة الإسرائيلية من أهمية إعلان بريطانيا تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، قائلة إن الحكومة البريطانية الحالية لم تحرز أي تقدم على الإطلاق في المفاوضات. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان «هذه الاتفاقية كانت ستخدم مصلحة البلدين على حد سواء. وإذا كانت الحكومة البريطانية... على استعداد لإلحاق الضرر بالاقتصاد البريطاني، فهذا قرارها وحدها». وانتقدت إسرائيل عقوبات فرضتها بريطانيا على مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، ووصفت القرار بأنه «غير مبرر ومؤسف».