logo
الحرب التالية في لبنان؟

الحرب التالية في لبنان؟

الميادينمنذ 14 ساعات
تتزايد المؤشرات على استعداد "إسرائيل" لهجوم عسكري كبير في ظل تضارب حول وجهة هذه الضربة الإسرائيلية. فالأنباء تتواتر عن شحنات كبيرة من الأسلحة التي تصل من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا الى الكيان الصهيوني، بذريعة تعويض "تل أبيب" عن الذخائر التي استخدمتها مؤخراً في هجومها ضد إيران.
لكن حجم هذه الذخائر لا يوحي بأنها فقط لتعويض "إسرائيل" عمّا خسرته بل يفيد بتحضير الصهاينة لجولة حرب جديدة مع تضارب حول وجهة هذه الضربة.
فبعض المؤشرات تدفع باتجاه أن الضربة ستكون لليمن، وهو ما أعلنه صراحة وزير الحرب الصهيوني، "بغية التخلص من أنصار الله والخطر الذي يشكلونه" على حد تعبيره. لكن البعض الآخر يعتبر أن هذا الإعلان قد يكون للتمويه على النية الحقيقية لـ"إسرائيل" معتبرين أن هنالك تحضيرات لضربة ثانية لإيران.
ويستند أصحاب هذا الرأي إلى فرضية أن إيران تلقت ضربة كبيرة في الجولة الأولى من الحرب، إلا أن السقف العالي للعملية الإسرائيلية والتي كانت تقضي بإطاحة النظام الإسلامي في الجمهورية الإسلامية وفشلها في تحقيق هذا الهدف، قلّل من وهج الإنجاز الذي تحقق بالضرر الكبير للمنشآت الإيرانية النووية والصاروخية على حد تعبيرهم، معتبرين أن الضرر لم يكن كاملاً ويجب إتباعه بضربة أخرى أكثر وضوحاً في هدفها، لجهة القضاء التام على البرنامج النووي الإيراني، خصوصاً بعد قرار الرئيس الإيراني مسعود بزشيكيان بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما دفع بالمستشار الألماني إلى الإعلان أنه سيكون لهذه الخطوة تبعات كبيرة.
لكن فرضية ضربة ثانية لإيران قد لا تستقيم في ظل استنزاف "إسرائيل" لبنك أهدافها في الضربة الأولى، وعدم قدرتها على تحقيق نتيجة حاسمة ضد طهران، ما جعل الرئيس الأميركي يبني على ذلك لوقف التصعيد ضد الجمهورية الإسلامية.
كذلك فإن ضربة ثانية لإيران في ظل الأنباء عن دعم استخباري روسي ولوجستي صيني للدفاعات الإيرانية، قد يجعل مخاطر ضربة ثانية لإيران أعلى مع احتمال إقدام القادة العسكريين الإيرانيين على إغلاق مضيق هرمز، بما يلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد الغربي والخليجي والعالمي، ويدفع باتجاه موجات تضخم عالية تصيب الاقتصادات الغربية بعطب كبير.
إذاً يبقى السؤال: أين ستكون الضربة الإسرائيلية – الأميركية المرتقبة؟ قد تكون الولايات المتحدة تبحث عن تحقيق إنجاز استراتيجي يؤدي إلى عزل إيران، خصوصاً عن المشرق العربي، بما يجعل من جلوسها إلى طاولة المفاوضات وقبولها بالأمر الواقع مسألة وقت لا أكثر. 1 تموز 12:16
25 حزيران 10:54
والجدير ذكره أنه على الرغم من الزلزال الذي أصاب المنطقة بانهيار الدولة السورية وتبوؤ أحمد الشرع الجولاني للسلطة بدعم أميركي – تركي – إسرائيلي، فإن قوى المقاومة المدعومة من إيران، مثل المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة، لا تزال تقاوم.
هذا يحصل في وقت لا يزال فيه حزب الله في لبنان يرفض الانصياع للشروط الأميركية بسحب سلاحه، والأهم من ذلك، رفض جر لبنان إلى تطبيع مع "إسرائيل" يرسّخ الهيمنة الأميركية على المشرق العربي.
من هنا فإن الضربة الإسرائيلية قد تكون تُحضَّر للبنان، على أن تكون ضربة جوية قاسية تشارك فيها مئات الطائرات الحربية الصهيونية، بالتوازي مع دعم لوجستي واستخباري غربي، يترافق مع ضغوط سياسية داخلية في لبنان.
ومن مؤشرات هذا الأمر، زيارة الموفد الأميركي توم باراك وتسليمه ورقة شروط قاسية للبنان مع مهلة زمنية لا تتجاوز عشرة أيام، حدها الأقصى هو السابع من تموز يوليو المقبل، والقول إن هذه الفرصة لقبول هذه الشروط قد لا تُتاح مرة أخرى في حال جرى رفضها من حزب الله.
وقد ترافق ذلك مع ضغط الأميركيين لسحب ملف التفاوض مع حزب الله لسحب سلاحه من رئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي يحاول إدارة الملف من دون صدام، إلى رئيس الحكومة نواف سلام، الأكثر طواعية في يد الأميركيين.
وفي إطار التحضيرات لهذه الضربة، وحتى لا تضطر "إسرائيل" للتوغل براً من الجنوب ومواجهة مقاومة شرسة توقع جنودها قتلى على يد المقاومة، فإن الأميركيين بدأوا بالتحضير لجبهة أخرى تُفتح ضد حزب الله في شرق وشمال لبنان، وتستهدف خزانه الأساسي وظهره في منطقة بعلبك الهرمل، وذلك عبر استنفار جماعات الإيغور والشيشان والأوزبك، الذين يقاتلون في صفوف جماعة أحمد الشرع على طول الحدود اللبنانية السورية، من البقاع الغربي جنوباً إلى الهرمل والقصر شمالاً، علماً أن معلومات أفادت بأن تعداد هؤلاء يزيد على 11 ألف مقاتل يتنكرون في زي قوات الأمن العام السورية المشكلة حديثاً.
وفي هذا السياق يجدر الذكر أن لتوم باراك علاقة قديمة بهذه الجماعات بصفته سفير الولايات المتحدة في تركيا، وهو الذي كان ينسق العلاقة بين واشنطن والجماعات الأجنبية المسلحة التي كانت تقاتل ضد الدولة السورية منذ العام 2011.
في هذا الإطار، وتحسباً لإمكانية تدخل قوات الحشد الشعبي أو قوات "شيعية" من العراق، فإن قوات سوريا الديمقراطية قامت بالتمدد جنوباً لتسيطر على معظم الحدود السورية العراقية، وذلك للاشتباك مع أي قوات تتقدم من العراق لنجدة المقاومة في لبنان، والتي ستكون محاصرة من دون وسائل دعم تحت رحمة الهجمات الجوية الصهيونية، والهجمات البرية من قبل جماعات الإيغور والأوزبك والشيشان، انطلاقاً من الأراضي السورية، في ظل قيام جماعات استخبارية إسرائيلية تتنكر في لبوس جماعات إسلامية للقيام بإشغال الدولة اللبنانية على الجبهة الداخلية، حتى لا تتمكن من تقديم الدعم اللازم في حماية الحدود ضد الجماعات المسلحة المنطلقة من سوريا.
وفي حال حدوث هذا السيناريو، وفي حال نجاح الضربة الأميركية الإسرائيلية لحزب الله، فإن المشرق العربي كله سيصبح تحت الهيمنة الأميركية الإسرائيلية، بما يمنع إيران، ومن خلفها روسيا والصين، من الوصول إلى شرق المتوسط، ويحقق إنجازاً استراتيجياً كبيراً لواشنطن.
ويبقى السؤال عن مدى استعداد المقاومة وحزب الله لمواجهة هذا العدوان، ومدى قدرة إيران وحلفاء المقاومة الإقليميين على تقديم الدعم للحزب في حرب عالمية تُشَنّ ضده.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب ناقش في البيت الأبيض مع وزير الدفاع السعودي الملف الايراني وقضايا إقليمية
ترامب ناقش في البيت الأبيض مع وزير الدفاع السعودي الملف الايراني وقضايا إقليمية

LBCI

timeمنذ 21 دقائق

  • LBCI

ترامب ناقش في البيت الأبيض مع وزير الدفاع السعودي الملف الايراني وقضايا إقليمية

ذكر موقع اكسيوس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التقى يوم الخميس بوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في البيت الأبيض، حيث ناقشا الملف الايراني وقضايا إقليمية أخرى. وعقب لقائه ترامب، أجرى الأمير خالد بن سلمان اتصالًا هاتفيًا برئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء عبد الرحيم موسوي، بحث في خلاله التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والاستقرار. كما التقى وزير الدفاع السعودي بالمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الدفاع بيت هيغسيث. وفي السياق، كشف الموقع نفسه، أن ويتكوف يعتزم الاجتماع الأسبوع المقبل بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في أوسلو لاستئناف المحادثات النووية.

أذربيجان تستضيف القمة السابعة عشرة لمنظمة التعاون الإقتصادي
أذربيجان تستضيف القمة السابعة عشرة لمنظمة التعاون الإقتصادي

LBCI

timeمنذ 22 دقائق

  • LBCI

أذربيجان تستضيف القمة السابعة عشرة لمنظمة التعاون الإقتصادي

تستضيف أذربيجان القمة السابعة عشرة لمنظمة التعاون الإقتصادي، تحت عنوان: رؤية جديدة للمنظمة من أجل مستقبل مستدام ومرن مناخياً، بحضور عدد من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات وابرزهم الإمارات، ايران، باكستان وتركيا. وإعتبر رئيس الوزراء الباكستاني في كلمته، أنّ تعزيز التجارة الإقليمية هو من أولويات الرؤية الجديدة للمنظمة، ولاسيما فيما يتعلق بالتعاون في مجال المناخ والتنمية المستدامة بدوره أكد الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان أن التنسيق الأكبر بين الدول الإقليمية سيقلل من طموحات الجهات الخارجية الساعية لزعزعة استقرار المنطقة. وتمثل هذه القمة محطة مهمة في تعزيز الاستقرار والتعاون بين دول جنوب ووسط آسيا والقوقاز، لا سيما في المجالات الاقتصادية، البيئية، والتنموية، وسط حضور لافت لقادة عرب وآسيويين.

حركة أمل: نرفض ربط ملف إعادة الإعمار بأي التزامات سياسية تتعارض مع ثوابت لبنان الوطنية والسيادية
حركة أمل: نرفض ربط ملف إعادة الإعمار بأي التزامات سياسية تتعارض مع ثوابت لبنان الوطنية والسيادية

LBCI

timeمنذ 35 دقائق

  • LBCI

حركة أمل: نرفض ربط ملف إعادة الإعمار بأي التزامات سياسية تتعارض مع ثوابت لبنان الوطنية والسيادية

إعتبرت حركة أمل أن احتلال اسرائيل أجزاء من لبنان واستمرار اعتداءاتها، فيما لبنان يلتزم بالقرار 1701، يشكل استباحة للدول الراعية لاتفاق وقف النار، التي دعتها أمل، للضغط على إسرائيل للانسحاب وإطلاق الأسرى. ورفضت الحركة في بيان في مناسبة يوم شهدائها، رفضا قاطعا ربط ملف إعادة الإعمار، بأي التزامات سياسية تتعارض مع ثوابت لبنان الوطنية والسيادية. ودعت الحكومة الى تطبيق اتفاق الطائف كاملا، محذرة من مغبة إستسهال بعض الذين تديرهم غرف سوداء التشكيك بإنتماء وأصالة مكون أساسي من مكونات لبنان. وأكدت أنها تمتلك فائضاً من الصبر والوعي لعدم الانزلاق الى ذلك القعر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store