
الحكومة 'الكريمة' تمنح رودولف سعادة 'جائزة' بملايين الدولارات
ليبانون ديبايت"
لم تتمكن حكومة الرئيس نواف سلام، حتى اليوم، من إثبات أن الشفافية وتقديم المصلحة الوطنية، التي رفعتها شعارًا عند تشكيلها، ستُترجم إلى ممارسات فعلية لا تبقى مجرد شعارات على الورق.
الدليل الأوضح على ذلك جاء في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، حيث تم إقرار توسيع عقود شركة CMA CGM في مرفأي بيروت وطرابلس، لتوريد وتشغيل ثلاث ماسحات ضوئية (سكانر) بقيمة 9 ملايين دولار، مقابل تحصيل الشركة لعائدات تفوق 27 مليون دولار على مدى ست سنوات، قبل أن تعود الأجهزة إلى الدولة عند انتهاء العقد.
اللافت أن الحكومة لم تُخضع هذه العملية لقانون الشراء العام، مبرّرة ذلك بأن العقود الموقعة مع الشركة تعود إلى ما قبل دخول القانون حيّز التنفيذ؛ إذ وُقّع عقد بيروت في 10 آذار 2022، وطرابلس في 28 تشرين الأول 2013. وقد استندت الحكومة إلى المادة 113 من القانون، التي تُعفي العقود السابقة من الالتزام بأحكامه.
إلا أن متابعين للملف اعتبروا هذا التبرير التفافًا قانونيًا يخفي خلفه محاباة واضحة للشركة الفرنسية. فهم يرون أن الصفقة جاءت كـ'جائزة ترضية' أو 'تعويض' لـ CMA CGM بعد فوزها بتلزيم البريد اللبناني في تموز 2024، خلفًا لـ'ليبان بوست'. غير أن ديوان المحاسبة رفض إعطاء التفويض المطلوب، رغم تدخل وزير الاتصالات السابق جوني القرم، بسبب مخالفات تتعلق بالشفافية والمنافسة والسعر، فضلًا عن ضعف الخبرة التقنية.
هؤلاء المتابعون يلفتون إلى مفارقة لافتة: أن قانون الشراء العام، الذي يُفترض أن يشكّل إنجازًا إصلاحيًا بدعم من الجهات الدولية (الاتحاد الأوروبي، البنك الدولي، منظمة التعاون والتنمية، فرنسا وغيرها)، يُفرّغ اليوم من مضمونه وتُخترق روحيته من قبل الحكومة نفسها، التي احتفلت بدخوله حيّز التنفيذ في السراي الحكومي في 29 تموز 2022.
أكثر من ذلك، يرى هؤلاء أن ما يجري اليوم لا يختلف عن أداء الحكومات السابقة التي ساهمت في تعميق الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ العام 2019. فقد كان من المفترض، في إطار خطة إصلاحية أُقرّت قبيل اندلاع الأزمة، إطلاق مناقصات لتأمين ماسحات ضوئية على الحدود لمكافحة التهريب الجمركي. لكن، بدلًا من ذلك، يتم اليوم تمرير هذه العقود خارج الأطر التنافسية، في سياق يشبه صفقات المحاصصة والتنفيعات.
ويختم المتابعون بالقول إن هذا الأداء يعكس محاباة مباشرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نظرًا إلى العلاقة الوثيقة التي تجمعه برودولف سعادة، صاحب شركة CMA CGM. وهم يرون في هذا السلوك تكرارًا لتجربة حكومة حسان دياب مع شركة 'لازار'، التي أُوكلت إليها خطة التعافي المالي، دون أن تحقق أي نتائج فعلية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 38 دقائق
- صدى البلد
النائب أحمد عثمان: احتلال مصر المركز التاسع عالميا في جذب الاستثمارات الأجنبية دفعة قوية للاقتصاد الوطني
قال المهندس أحمد عثمان أحمد عثمان، عضو مجلس النواب، عضو الأمانة المركزية بحزب مستقبل وطن، إن تصدر مصر للمشهد الاستثماري العالمي، واحتلالها المركز التاسع بين الدول الأكثر جذبا للاستثمارات الأجنبية المباشرة لعام 2024، يمثل تتويجا حقيقيا للمسار الإصلاحي الذي بدأته الدولة المصرية منذ سنوات، ويعكس حالة الثقة المتزايدة في الاقتصاد المصري لدى المؤسسات المالية العالمية والمستثمرين على حد سواء. وأضاف "عثمان" في بيان له، أن هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، وإنما هو نتاج عمل مؤسسي متكامل شمل تحديث القوانين والتشريعات، وتوفير حوافز استثمارية جاذبة، وتطوير بيئة الأعمال بما يواكب المتغيرات الدولية، مشيرا إلى أن مشروع "رأس الحكمة" يُعد أحد أبرز النماذج على قدرة الدولة على جذب الاستثمارات النوعية الكبرى، التي تمثل رافعة قوية للنمو وخلق فرص العمل. وأوضح أن تقرير "أونكتاد" رصد طفرة غير مسبوقة في أداء مصر على مستوى الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث قفزت التدفقات من 10 مليارات دولار في 2023 إلى 47 مليارًا في 2024، بنسبة نمو بلغت 373%، وهو ما جعل مصر تتصدر القارة الأفريقية وتتفوق على اقتصادات تقليدية كانت في صدارة المشهد. وأشار إلى أن الحكومة المصرية تتبنى حاليا حزمة من الإجراءات التي من شأنها تعزيز هذا الزخم، منها تفعيل الرخصة الذهبية، وتسريع إجراءات تسجيل الشركات، وتوسيع نطاق المناطق الحرة، فضلًا عن تعميق التعاون مع المؤسسات الدولية، وتطوير نظام الحوافز القطاعية، مشددا على أن البرلمان المصري شريك أصيل في هذه الطفرة، حيث أقر العديد من التشريعات المحفزة للاستثمار، وسيواصل العمل خلال الفترة المقبلة على إزالة المعوقات التي قد تواجه المستثمرين، سواء من خلال لجان النوعية أو عبر جلسات الاستماع مع الجهات التنفيذية. وشدد النائب أحمد عثمان على أن مصر أصبحت نموذجا ملهما في تحويل التحديات إلى فرص، وأن ما تحقق هو بداية فقط لمستقبل أكثر إشراقا، داعيا إلى استمرار العمل الجماعي بين جميع مؤسسات الدولة من أجل تعزيز هذا التقدم وترسيخه كواقع مستدام.

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
أيامٌ معدودة وتبصر التشكيلات القضائية النور!
عادت التشكيلات القضائية إلى الواجهة مجدداً، اذ تفيد مصادر قضائية مُطلعة أن العمل جارٍ على قدم وساق لإنجاز التشكيلات، لكن العرقلة لا تزال قائمة بسبب خلافات حول اسم المدعي العام المالي. وتؤكد المصادر عبر وكالة "أخبار اليوم" أن التشكيلات باتت في مراحل متقدمة، وأنه سيتم الانتهاء منها في أقرب وقت ممكن. ومن المتوقع أن تصدر التشكيلات خلال شهر تموز المقبل، أي مع بداية العطلة القضائية، التي تمتد من 15 تموز إلى 15 أيلول. وبناءً على ذلك، سيباشر القضاة مهامهم في مراكزهم الجديدة بعد انتهاء العطلة. وتشير المصادر إلى أن 8 سنوات مرت دون إصدار التشكيلات القضائية، ما أدى إلى وجود شغور كبير في السلك القضائي. وتضيف المعلومات أن الاتصالات بين وزير العدل، عادل نصّار، ورئيس مجلس النواب، نبيه برّي، لا تزال مستمرة للوصول إلى حل، على الرغم من الخلافات حول منصب المدعي العام المالي. وتتمحور الإشكالية حول الطريقة التي يتم بها التعامل مع الملف، بالإضافة إلى التدخلات السياسية التي تُعرقل الوصول إلى توافق. وتطرح المصادر القضائية سؤالا جوهريّاً: بعد تجارب سابقة لم تكن مشجعة، هل ستنتصر الأقدمية والدرجات في التشكيلات القضائية المرتقبة، أم ستُعطى الأولوية للكفاءة والمناقبية والإنتاجية؟ الزمن كفيل بالإجابة. شادي هيلانة – "أخبار اليوم" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
تدابير سير في فالوغا
أعلنت المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي ـ شعبة العلاقات العامّة أن 'سيُقام يوم الأحد 29-06-2025، سباق 'تسلّق الهضبة الأوّل' – 'Course de côte'، في بلدة فالوغا، وذلك اعتبارًا من السّاعة 8:00 لغاية السّاعة 17:00'. وأضافت في بيان: 'سينطلق السّباق من ساحة فالوغا، حتى معمل المياه التابع لشركة 'صحّة'، كما ستُجرى تمارين تدريبيّة بتاريخ الغد 27-06-2025 في بلدة فالوغا -منعطفات معمل شركة المياه 'صحّة'، اعتبارًا من الساعة 08،00 ولغاية الساعة 15،00'. وأشارت إلى أنه 'سيتم منع وقوف ومرور السّيارات على طول مسلك السّباق وإقفال جميع المتفرعات المؤدّية إليه، في الأوقات والتواريخ المذكورة أعلاه'. وطلبت من 'المواطنين أخذ العلم، والتّقيّد بتوجيهات عناصر قوى الأمن الدّاخلي وإرشاداتهم، وبلافتات السّير، حفاظاً على السّلامة العامّة'. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News