logo
رسالتى لآخر الزمان «محطة الضبعة النووية»... من الحلم إلى التنفيذ

رسالتى لآخر الزمان «محطة الضبعة النووية»... من الحلم إلى التنفيذ

الزمان١٦-٠٧-٢٠٢٥
في خطوة تؤكد التزام الدولة المصرية برؤيتها الطموحة نحو التنمية المستدامة والتحول إلى اقتصاد قائمٍ على الطاقة النظيفة، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء الماضي، بمدينة العلمين، أليكسي ليخاتشوف المدير العام لهيئة الدولة للطاقة النووية الروسية "روسأتوم"، بحضور وفود رفيعة المستوى من الجانبين المصري والروسي، وذلك في إطار التعاون المصري الروسي في مشروع محطة الضبعة النووية، والذي يمثل تطورًا كبيرًا ومهمًا في مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ويعكس جدية مصر في تنفيذ واحدٍ من أكبر وأهم مشروعاتها القومية في العصر الحديث.
فضلًا عن أن ما شهده اللقاء من توقيع اتفاقٍ تكميليٍ حكوميٍ بين مصر وروسيا بشأن بناء محطة الضبعة النووية، وتوقيع عقدٍ تكميلي بين شركة "أتوم سترو إكسبورت" – ذراع التنفيذ الخارجي لـ"روسأتوم" – وهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء المصرية، يعد نقلة نوعية في التنفيذ، لا سيما وأن العقد يتضمن تفاصيل دقيقة حول التصميم والمشتريات والإنشاءات ونظم الحماية المادية المرتبطة بالمشروع.
إن في هذا التوقيع دلالة لا تقف عند رمزها إلى التقدم الفني في تنفيذ المشروع، بل تؤكد أيضًا مدى النضج الذي بلغته العلاقات بين القاهرة وموسكو، وخاصة في المجالات ذات الطابع الاستراتيجي والعلمي، مثل الطاقة النووية، فقد بات واضحًا للجميع أن محطة الضبعة النووية لم تعد مجرد فكرةٍ حبيسة الأدراج أو مجرد حبرٍ على الورق، بل أصبحت مشروعًا حيًّا يتقدم بخطى ثابتة.
إن محطة الضبعة النووية، التي تقام في محافظة مطروح على ساحل البحر المتوسط، هي على الحقيقة ليست مجرد مشروع بل نقلة حضارية في قطاع الطاقة.
كيف لا، وهي أول مشروع نووي سلمي في تاريخ مصر؟؟!!!!
كيف لا، وهي أحد أكثر المشروعات تطورًا في المنطقة من الناحية التقنية والأمنية؟؟!!!!!
نعم، هي أول مشروع نووي سلمي في تاريخ مصر، وأحد أكثر المشروعات تطورًا في المنطقة من الناحية التقنية والأمنية، إذ تتضمن إنشاء أربع وحدات نووية بقدرة إجمالية تصل إلى 4800 ميجاوات، باستخدام مفاعل روسي من الجيل الثالث (VVER-1200)، وهو ما يضع مصر ضمن مجموعة محدودة من الدول التي تمتلك قدرات نووية سلمية متطورة.
كيف لا تكون كذلك، وقد علمنا أن الهدف الرئيسي من إقامتها ليس مجرد توفير طاقةٍ كهربائيةٍ آمنة ومستدامة، بل يمتد ليشمل أيضًا تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بما يتماشى مع التزامات مصر الدولية في مجال المناخ والبيئة، فضلًا عما ستسهم به هذه المحطة في دعم جهود التنمية الصناعية وتوفير فرص عمل في مجالات عدة كالهندسة، والتصنيع، والبناء، والتدريب، ونقل التكنولوجيا.
إن اللقاء الذي جمع الرئيس السيسي بمدير "روسأتوم" لم يكن محصورًا في الجانب الفني، بل حمل أبعادًا سياسية واستراتيجية تعكس عمق العلاقات المصرية الروسية في وقتنا الراهن، فالتعاون النووي بين البلدين يمثل ذروة التقارب في مجالاتٍ حساسةٍ تتطلب ثقةً متبادلة عالية، وهو ما يؤكد على التقدير الروسي للدور الإقليمي والدولي للدولة المصرية، وكذلك رغبة مصر في تنويع شراكاتها الاستراتيجية خارج الأطر التقليدية.
كما يتضمن شراكةً في بناء كوادر بشريةٍ مصريةٍ مؤهلة في مجال الطاقة النووية، عبر التدريب والتعليم ونقل الخبرات، وهو ما يعزز بدوره من السيادة التكنولوجية لمصر، ويفتح آفاقًا جديدة في مجالات البحوث والتطوير.
مشروعٌ يُعزز أمن الطاقة ويحقق الاستقلال الاستراتيجي، فمن خلاله تسعى بلادنا لتحقيق أمن الطاقة بها على المدى الطويل، والتحول إلى مركز إقليمي للطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لاسيما وأن المحطة ستوفر مصدرًا مستقرًا ونظيفًا للكهرباء لعقودٍ قادمة، مع قدرة تنافسية عالية مقارنة بالمصادر التقليدية، كما أن وجود منشأة نووية حديثة يعزز من قيمة مصر الاستراتيجية في محيطها الإقليمي، ويرسّخ مكانتها في منظومة الدول ذات الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
إننا نستطيع القول بأن هذا المشروع داعمٌ حقيقي لرؤية مصر 2030، التي تهدف إلى بناء اقتصادٍ تنافسي متنوع قائم على الابتكار والمعرفة، فهو لا يقدم حلًا لمشكلة الطاقة فقط، بل يسهم في تأسيس قاعدة تكنولوجيةٍ وعلميةٍ واقتصاديةٍ مستدامة، كما يعد أنموذجًا فريدًا للتعاون الدولي المسؤول، الذي يجعل مصر شريكًا موثوقًا به في المجتمع الدولي في هذا المجال الحساس.
وفي ختام هذا المقال، فإن لقاء الرئيس السيسي مع مدير "روسأتوم" يعكس بوضوحٍ لا لبس فيه متابعة القيادة السياسية لأدق تفاصيل المشاريع القومية، ويؤكد كذلك على أن مصر تتحرك بخطى مدروسة نحو المستقبل، وتهدف أن تكون الطاقة النووية جزءًا أساسيًا من معادلة التنمية الشاملة.
حفظ الله بلادنا التي تسعى بخطى ثابتة ورؤية واضحة نحوم التقدم، وتثبت يومًا بعد يومٍ أنها تمضي قدمًا في طريق البناء الذي تتحوّل معه محطة الضبعة من حلمٍ مؤجلٍ إلى واقعٍ يتحقق يومًا بعد يوم، بفضل الإرادة السياسية، والتعاون الدولي، والرؤية الاستراتيجية لمستقبل أفضل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مدبولي: الرئيس السيسي وافق على افتتاح المتحف المصري الكبير 1 نوفمبر المقبل
مدبولي: الرئيس السيسي وافق على افتتاح المتحف المصري الكبير 1 نوفمبر المقبل

أهل مصر

timeمنذ 2 ساعات

  • أهل مصر

مدبولي: الرئيس السيسي وافق على افتتاح المتحف المصري الكبير 1 نوفمبر المقبل

أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في مُستهل اجتماع الحكومة اليوم برئاسته في مقرها بالعاصمة الإدارية الجديدة، عن موافقة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على تحديد موعد افتتاح المتحف المصري الكبير، ليكون في 1 نوفمبر المقبل. وفي هذا الصدد، وجه رئيس الوزراء الوزارات والجهات ذات الصلة بالإعداد لهذا الحدث، باستكمال الترتيبات التي تُجرى على قدم وساق، لضمان الجاهزية التامة للمتحف المصري الكبير، والمنطقة المحيطة به، على النحو الذي يُسهم في ظهور حدث افتتاح المتحف بالصورة المشرفة. وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن افتتاح المتحف المصري الكبير يتم الإعداد له ليكون حدثاً استثنائياً يُضافُ إلى مسيرة حافلة من الأحداث الوطنية المميزة التي ارتبطت بتاريخ مصر الحديث، خاصة وأنه من المقرر أن يشهد حضوراً رسمياً مُميزاً من العديد من بلدان العالم، كما يتضمن تنظيم عددٍ من الفعاليات المُصاحبة، حيث يُمثل المتحف المصري الكبير صرحاً حضارياً وثقافياً وسياحيا عالمياً يُبرز عظمة إرث الحضارة المصرية، بمختلف فصولها، ويجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. كما استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، خلال الاجتماع، أبرز الأنشطة الرئاسية التي قام بها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية مُؤخراً، وفي مقدمتها استقبال السيد الرئيس أمس لرئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية السيد/ لوونج كوونج، حيث شهدت المُباحثات المُشتركة الاتفاق على ترفيع العلاقات بين مصر وفيتنام إلى مستوى الشراكة الشاملة القائمة على التعاون المشترك في كافة المجالات، خاصة الزراعة والتصنيع والتجارة والاستثمار، اعتماداً على الجهود الحكومية وجهود القطاع الخاص جنباً إلى جنب، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدى البلدين. وفي سياق آخر، وعقب التصديق على قانون "الإيجار القديم"، كلف الدكتور مصطفى مدبولي، الوزراء المعنيين بالبدء الفوري في تنفيذ الإجراءات التي نص عليها هذا القانون، مؤكداً أن الدولة ستقف بجوار كل المُستأجرين، وستضمن أن يكون هناك سكن بديل، وسيحرص على متابعة هذا الملف بصورة دورية. وعلى جانب آخر، أشار الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، خلال الاجتماع، إلى انطلاق بطولة العالم للناشئين لكرة اليد، اليوم، والتي تستضيفها مصر بمشاركة 32 منتخبًا من مختلف دول العالم، تحت شعار "مصر تستقبل العالم"، حيث يفتتح منتخب مصر لكرة اليد للناشئين مُنافسات البطولة بمواجهة كوريا الجنوبية على صالة استاد القاهرة الدولي، مؤكداً إتمام كل التجهيزات لظهور الحدث بالشكل المشرف بما يعكس قدرة مصر على تنظيم البطولات الرياضية الدولية بشكل مميز. كما لفت وزير الشباب والرياضة إلى الأثر الإيجابي الذي عكسه حرص السيد/ جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، على قضاء إجازته بمدينة العلمين الجديدة، حيث قام بجولة في العديد من معالم المدينة وأبدى اعجابه بما تشهده من تطور مذهل. وأشار الدكتور أشرف صبحي أيضاً إلى تتويج المنتخب القومي للناشئات والناشئين بلقب بطولة كأس العالم للاسكواش، التي أقيمت مؤخراً بالقاهرة الجديدة، مُعتبراً أن ذلك يمثل إنجازاً جديداً يضاف إلى مسيرة الفرق المصرية في هذه الرياضة والتي تحقق بها نتائج مميزة.

السيسي: الدولة المصرية تواصل دورها تجاه غزة رغم حملات التشويه والتضليل
السيسي: الدولة المصرية تواصل دورها تجاه غزة رغم حملات التشويه والتضليل

أهل مصر

timeمنذ 2 ساعات

  • أهل مصر

السيسي: الدولة المصرية تواصل دورها تجاه غزة رغم حملات التشويه والتضليل

عرضت قناة «إكسترا نيوز» خبرا عاجلا يفيد بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أجرى فجر اليوم، زيارة تفقدية إلى الأكاديمية العسكرية المصرية الواقعة في مقر قيادة الدولة الاستراتيجي بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكان في استقباله الفريق أشرف زاهر، مدير الأكاديمية. قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسي قال إن الدولة المصرية تواصل دورها تجاه غزة رغم حملات التشويه والتضليل التي تستهدف دور مصر المحوري. وأوضح الرئيس أن التدمير الحالي في غزة غير مسبوق، وأن الدولة المصرية تواصل العمل من أجل وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، والتعاون لإطلاق سراح الرهائن والأسرى، رغم حملات التشويه والتضليل التي تستهدف دور مصر المحوري. وذكر السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس تابع عقب ذلك الطابور الصباحي للياقة البدنية لطلاب الأكاديمية، حيث أشاد في هذا الصدد بالمستوى الرفيع الذي يتمتع به الطلاب من حيث اللياقة البدنية والثقة بالنفس، والذي انعكس جليًا في أدائهم خلال التدريبات، كما شارك السيد الرئيس طلاب الأكاديمية العسكرية قي تناول وجبة الإفطار. وتبادل الرئيس الحوار مع طلاب الاكاديمية، وتم التأكيد في هذا السياق على أهمية التفاني في التدريب والتحصيل العلمي، إلى جانب ضرورة الوعي بما يحيط مصر من أحداث محلية، وأزمات إقليمية، وتطورات دولية. وتابع المتحدث الرسمي، أن الرئيس اختتم الجولة التفقدية، متمنيا التوفيق والسداد لطلاب الاكاديمية العسكرية المصرية، وموجهاً رسالة شكر وامتنان إلى أسرهم الكريمة، تقديرًا لدورهم في إعداد جيل واعٍ ومؤهل لحمل رسالة الوطن، ومواصلة طريقه نحو مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا

السيسي: الظروف الجيوسياسية ومنها الحرب بغزة أثرت سلبًا على عائدات قناة السويس
السيسي: الظروف الجيوسياسية ومنها الحرب بغزة أثرت سلبًا على عائدات قناة السويس

أهل مصر

timeمنذ 2 ساعات

  • أهل مصر

السيسي: الظروف الجيوسياسية ومنها الحرب بغزة أثرت سلبًا على عائدات قناة السويس

عرضت قناة 'إكسترا نيوز' خبرا عاجلا يفيد بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أجرى فجر اليوم، الأربعاء، زيارة تفقدية إلى الأكاديمية العسكرية المصرية الواقعة في مقر قيادة الدولة الاستراتيجي بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكان في استقباله الفريق أشرف زاهر، مدير الأكاديمية. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس أكد أن مصر واجهت تحديات أمنية جسيمة منذ أكثر من عقد، إلا أن الدولة استطاعت تجاوزها وما زالت تحقق تقدماً ملموساً رغم صعوبة الأوضاع الإقليمية. ولفت إلى أن الظروف الجيوسياسية، ومنها الحرب في قطاع غزة، أثرت سلبًا على عائدات قناة السويس، إلا أن مسار الإصلاح الاقتصادي مستمر، داعيًا الشعب المصري إلى مواصلة التضامن والتكاتف لتخطي الصعوبات وتحقيق التنمية المنشودة. كما أبدى اهتمامًا بالغًا بالتقدم العلمي، موضحًا أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست شرًّا في حد ذاتها، وإنما يكمن الأثر في كيفية استخدامها، فهي أداة نافعة إذا أُحسن توظيفها، لكنها قد تُستخدم لترويج الشائعات وهدم المعنويات، وهو ما يواجهه الشعب المصري بوعي وإدراك متزايد. وفي الشأن الخارجي، أكد الرئيس أن المنطقة العربية تمر بظروف استثنائية منذ عام 2011، وليس فقط منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، ما يؤكد صحة السياسات المصرية المرتكزة على التوازن وعدم التدخل واحترام سيادة الدول. كما حذر من محاولات بث الفُرقة بين الشعوب العربية عبر وسائل الإعلام، مؤكدًا قوة العلاقات المصرية مع الدول العربية الشقيقة، وضرورة تجاوز الخلافات من أجل وحدة الصف العربي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store