
مواجهات في لوس أنجليس وترمب: المدينة تتعرض لاجتياح من قبل "أعداء أجانب"
اندلعت اشتباكات بين محتجين وقوات الشرطة الأميركية في لوس أنجليس، اليوم الأربعاء، مع استمرار الاحتجاجات ضد قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب في شأن الهجرة.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي إن لوس أنجليس تتعرض لاجتياح من قبل "أعداء أجانب"، وذلك في خطاب ألقاه في قاعدة عسكرية تناول فيه الاحتجاجات في المدينة.
وفي خطابه أمام جنود في قاعدة فورت براغ في نورث كارولاينا، قال ترمب "لن نسمح باجتياح مدينة أميركية واحتلالها من قبل أعداء أجانب"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي اندلعت على خلفية عمليات دهم تنفذها سلطات الهجرة.
وتابع "ما تشهدونه في كاليفورنيا هو هجوم شامل على السلم والنطام العام والسيادة الوطنية، ينفذه مثيرو شغب يرفعون أعلاماً أجنبية بهدف مواصلة اجتياح أجنبي لبلدنا".
ودعا الرئيس الأميركي أوروبا إلى التحرك "قبل فوات الأوان" لمكافحة "الهجرة غير المضبوطة"، مستشهداً بالاحتجاجات الجارية في مدينة لوس أنجليس.
وفي خطابه، قال ترمب "كما يرى العالم أجمع الآن، فإن الهجرة غير المضبوطة تؤدي إلى فوضى واختلال وانعدام للنظام. هل تعلمون ماذا؟ هذا هو الحال في أوروبا أيضاً. هذا ما يحدث في العديد من دول أوروبا. من الأفضل لهم أن يفعلوا شيئاً حيال ذلك قبل فوات الأوان".
نشر المارينز
في غضون ذلك، تترقب لوس أنجليس نشر مئات من عناصر مشارة البحرية الأميركية (المارينز)، في حين يدرس ترمب تفعيل قانون مكافحة التمرد.
فبعد أيام من المواجهات بين قوات إنفاذ القانون والمتظاهرين المعارضين لسياسة الترحيل الجماعي للمهاجرين غير النظاميين، اتخذ الرئيس الجمهوري قراراً استثنائياً الإثنين بنشر 700 من أفراد هذه القوة النخبوية.
كذلك، أمر بنشر قوة إضافية قوامها نحو 4000 فرد من الحرس الوطني الذي يعد قوة احتياطي، في المدينة التي يقطنها ملايين من المهاجرين المتحدرين من أميركا اللاتينية.
ترمب، وإلى جواره وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، يتحدث مع أحد أفراد الجيش في قاعدة فورت براغ (رويترز)
ونظمت تظاهرات محدودة النطاق وسلمية إلى حد كبير مدى أربعة أيام، تخللتها أعمال عنف متقطعة ومعزولة شهدت تفريق محتجين ومواجهات بين ملثمين وعناصر الشرطة.
أعمال نهب
بدت الشوارع هادئة الثلاثاء، مع حملة تنظيف في منطقة ليتل طوكيو بعد فوضى سجلت ليلاً تخللها إطلاق مجموعة من مثيري الفوضى الألعاب النارية باتجاه عناصر مكافحة الشغب الذين ردوا بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وسجلت أعمال نهب لممتلكات، بما في ذلك متجر لشركة أبل.
وكانت الاحتجاجات اندلعت الجمعة بعدما صعد ترمب على نحو مفاجئ في الأسبوع الماضي حملة ترحيل المهاجرين غير النظاميين الذين يقول إنهم "غزوا" الولايات المتحدة.
الثلاثاء قالت رئيسة بلدية لوس أنجليس كارن باس إن الغالبية العظمى من المحتجين كانوا سلميين، وإن قوات إنفاذ القانون المحلية يمكنها تولي الأمور بسهولة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت أن "الاضطرابات التي حدثت (كانت) في بضع شوارع داخل نطاق وسط المدينة". وتابعت "ليس كل وسط المدينة، وليس كل المدينة. للأسف، تجعل الصور الأمر يبدو كما لو أن مدينتنا بأكملها تحترق، وهذا الأمر ليس صحيحاً".
ونددت بنشر جنود الخدمة الفعلية، وهو ما قالت وزارة الدفاع إنه سيكلف دافعي الضرائب 134 مليون دولار. وتساءلت باس "ماذا سيفعل مشاة البحرية عندما يصلون إلى هنا؟ هذا سؤال جيد. ليس لدي أدنى فكرة".
منع نشر القوات
بدورها، طلبت سلطات ولاية كاليفورنيا الثلاثاء من القضاء إصدار مذكرة لمنع نشر القوات العسكرية في شوارع لوس أنجليس.
وقال حاكم الولاية غافين نيوسوم "إرسال عناصر متمرسين بالقتال الحربي إلى الشوارع أمر غير مسبوق ويهدد جوهر ديمقراطيتنا".
أفراد من الحرس الوطني في لوس أنجليس في 10 يونيو 2025 (أ ب)
وأضاف "إن دونالد ترمب يتصرف كطاغية وليس كرئيس. نطلب من المحكمة تعطيل هذه الممارسات المخالفة للقانون فوراً".
المذكرة التي تم تقديمها إلى محكمة شمال كاليفورنيا تذكر بالاسم ترمب ووزير الدفاع بيت هيغسيث، وتتضمن اتهامات بانتهاك الدستور الأميركي.
"سنرد بقوة"
في تشديد لموقفه، حذر دونالد ترمب المتظاهرين الذين وصفهم بأنهم "مخربون ومتمردون"، على منصته تروث سوشال بقوله "إذا تحدونا، سنرد بقوة، وأعدكم أننا سنضرب كما لم نفعل من قبل".
ولدى سؤاله مجدداً عما إذا سيفعل قانون مكافحة التمرد، الآلية التي تتيح نشر القوات المسلحة لقمع احتجاجات، قال ترمب "إذا كان هناك تمرد فسأفعله بالتأكيد. سنرى".
الأحد قال الرئيس الأميركي إنه سيكون "أمراً رائعاً" إذا ما تم توقيف الحاكم الديمقراطي لكاليفورنيا، في حين قال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون الثلاثاء، إن حاكم كاليفورنيا يجب أن يعاقب بشدة.
في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قالت الأكاديمية والضابطة السابقة ريتشيل فانلاندينغهام إن قرار نشر وحدة نخبة مثل مشاة البحرية "نادر جداً وقد يؤدي إلى حوادث لأن هؤلاء الجنود غير مدربين على إنفاذ القانون وغير معتادين على العمل مع سلطات إنفاذ القانون المحلية".
عناصر من الحرس الوطني في كاليفورنيا يقفون قرب متظاهرين مناهضين وآخرين مؤيدين لترمب (أ ب)
وتتم الاستعانة عادة بالحرس الوطني (وهو جيش احتياطي) لدى وقوع كوارث طبيعية على غرار حرائق لوس أنجليس، وأحياناً في حالات الاضطرابات المدنية، لكن ذلك يقترن إجمالاً بموافقة المسؤولين المحليين.
تبرير إقحام الحرس الوطني
هذه هي المرة الأولى منذ العام 1965 التي ينشر فيها رئيس أميركي الحرس الوطني من دون طلب من حاكم الولاية.
تمنع القوانين الأميركية إلى حد كبير استخدام الجيش كقوة لحفظ الأمن، ما لم يحدث تمرد. وتتزايد التكهنات بأن ترمب قد يفعل قانون مكافحة التمرد، ما يمنحه سلطة استخدام العسكر لإنفاذ القانون في جميع أنحاء البلاد.
وقال أستاذ القانون في جامعة ميزوري فرانك بومان إن "ترمب يحاول استخدام إعلان حال الطوارئ لتبرير إقحام الحرس الوطني في المقام الأول ومن ثم استدعاء مشاة البحرية".
وأشار بومان إلى أنه يعتقد أن ترمب يسعى إلى إثارة نوع من الأزمة الشاملة التي تبرر بعد ذلك اتخاذ تدابير مشددة.
وتابع "هذا النوع من المشهدية يعزز الفكرة بأن هناك حال طوارئ حقيقية، وأن هناك انتفاضة حقيقية ضد السلطات الشرعية، وهذا الأمر يسمح له بأن يباشر باستخدام المزيد من القوة".
والثلاثاء نفت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم أن تكون شجعت التظاهر ضد حملة طرد المهاجرين غير النظاميين، بعدما اتهمتها بذلك مسؤول أميركي رفيع المستوى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
الجيش الإسرائيلي يعتقل عناصر من "حماس" في سوريا
قال الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إنه اعتقل عناصر من حركة "حماس" الفلسطينية داخل ريف دمشق في سوريا، وذكرت قناة الإخبارية السورية أن القوات الإسرائيلية قتلت سورياً واعتقلت سبعة آخرين. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على "إكس" إن قوات لواء ألكسندروني تحت قيادة الفرقة 210، استكملت الليلة الماضية عملية لاعتقال عناصر حركة "حماس"، "كانوا ينشطون في منطقة بيت جن السورية". وجاءت العملية بحسب أدرعي "بناءً على معلومات استخباراتية جمعت خلال الأسابيع الأخيرة"، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية "نفذت عملية ليلية دقيقة في سوريا"، اعتُقل خلالها عدد من عناصر الحركة الفلسطينية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبحسب المتحدث العسكري، كان المعتقلون يحاولون الترويج لمخططات متعددة "ضد مواطني إسرائيل وقواتها في سوريا"، ونُقل المعتقلون إلى داخل إسرائيل لمتابعة التحقيق معهم من قبل الوحدة 504، إضافة إلى ذلك عثرت القوات الإسرائيلية داخل المنطقة على وسائل قتالية وصادرتها، بما في ذلك أسلحة نارية ومخازن ذخيرة وأنواع ذخيرة، وفق المنشور العسكري نفسه. وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم أنه اعتقل عدداً من المواطنين السوريين في قرية بيت جن جنوب سوريا، وقالت "نفذت قوات من لواء ألكسندروني الليلة الماضية، عملية في قرية بيت جن جنوب سوريا على بعد نحو 10 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية". وأضافت الإذاعة "اعتقلت القوات عدداً من السوريين (لم تحدد عددهم) للاشتباه بتورطهم في الإرهاب" وفق تعبيرها، ولم تدل الإذاعة بمزيد من المعلومات عن عدد المعتقلين أو إلى أين نُقلوا، ولم يصدر بيان عن الجيش الإسرائيلي في شأن هذه العملية.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
الوكالة الذرية تدين "عدم امتثال" إيران لالتزاماتها لأول مرة منذ 20 عاماً
أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً اليوم الخميس يعلن عدم امتثال إيران لالتزاماتها بالضمانات النووية لأول مرة منذ 20 عاماً تقريباً، في تحذير جديد قبل إحالة الملف على الأمم المتحدة. وذكر دبلوماسيون أن مجلس محافظي الوكالة وافق على القرار الذي أعدته لندن وباريس وبرلين وانضمت إليها واشنطن، بتأييد 19 صوتاً من أصل 35 ومعارضة ثلاثة وامتناع 11 عضواً عن التصويت. في المقابل، نددت طهران في تلفزيونها الرسمي بقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية معتبرةً أنه "سياسي" لا يستند إلى أسس فنية أو قانونية. البوسعيدي يؤكد من جهته أكد وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي في وقت سابق الخميس أن المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران ستجرى الأحد في مسقط. وقال في منشور على منصة "إكس" "يسعدني أن أؤكد أن الجولة السادسة من المحادثات الإيرانية- الأميركية ستعقد في مسقط يوم الأحد الموافق 15 (الجاري)". I am pleased to confirm the 6th round of Iran US talks will be held in Muscat this Sunday the 15th. — Badr Albusaidi - بدر البوسعيدي (@badralbusaidi) June 12, 2025 دولة "صديقة" في المنطقة حذرت طهران في المقابل، قال مسؤول إيراني كبير لـ"رويترز" اليوم الخميس إن بلاده لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم بسبب تصاعد التوتر في المنطقة. وأضاف أن دولة "صديقة" في المنطقة حذرت طهران من ضربة عسكرية محتملة. وقال المسؤول إن التوتر المتصاعد "حرب نفسية" تهدف إلى "التأثير على طهران لتغيير موقفها في شأن حقوقها النووية" خلال المحادثات المقررة مع الولايات المتحدة يوم الأحد في عُمان. وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب إخراج موظفين أميركيين من الشرق الأوسط بسبب "الخطر" المحتمل في ظل التوترات الراهنة مع إيران. ومنذ 12 أبريل (نيسان) الماضي، أجرت واشنطن وطهران خمس جولات تفاوض بوساطة عُمانية سعياً إلى إيجاد بديل للاتفاق الدولي المبرم مع إيران في عام 2015 لكبح برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. وكان ترمب تخلى عن الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الرئاسية الأولى. وعقدت الجولة الخامسة من المحادثات بين الوفدين الإيراني والأميركي في روما في 23 مايو (أيار) الماضي، وقال الوسيط العُماني وقتها إنه تم إحراز "بعض التقدم" خلالها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تجنب عمل عسكري وعلّق ترمب على المحادثات التي ستُعقد هذا الأسبوع بأنها قد توضح ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق نووي لتجنب عمل عسكري. من جهتها، قالت إيران الأسبوع الماضي إنها تلقت "عناصر" من الاقتراح الأميركي للتوصل إلى اتفاق في شأن ملفها النووي، لكنها اعتبرت أن المقترح يحتوي على "الكثير من الالتباسات". وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الاقتراح يتضمن "ترتيباً يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة"، بينما تعمل الولايات المتحدة ودول أخرى على "وضع خطة أكثر تفصيلاً تهدف إلى عرقلة سعي إيران إلى امتلاك سلاح نووي". واتهم ترمب في وقت سابق إيران بـ"المماطلة" في ما يتعلّق بالمحادثات الجارية بشأن برنامجها النووي، بينما أكد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أن مقترح واشنطن للتوصل إلى اتفاق يتعارض مع مصلحة طهران. والمفاوضات متعثّرة عند مسألة تخصيب اليورانيوم. ففي حين تصر طهران على أن من حقها تخصيب اليورانيوم بموجب معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، تعتبر إدارة ترمب تخصيب إيران لليورانيوم "خطاً أحمر". وسبق لطهران أن أعلنت انفتاحها على فرض قيود موقتة على تخصيب اليورانيوم، وأنها مستعدة للنظر في إنشاء اتحاد إقليمي للوقود النووي.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
استنفار أميركي بالمنطقة يوحي بـ"مواجهة محتملة" وإيران لا تراه تهديدا
قال مسؤول أمني إيراني كبير لقناة "برس تي.في" الإيرانية اليوم الخميس إن مغادرة موظفين أميركيين للمنطقة لا تشكل تهديداً، وذلك وسط مخاوف من أن يكون إجلاء الأفراد غير الأساسيين يمهد لتصعيد إقليمي. كما نصحت السفارة الأميركية في بغداد الخميس أيضاً مواطني الولايات المتحدة بعدم السفر إلى العراق. نقل موظفين وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن أمس الأربعاء أن إدارته تقوم بنقل موظفين أميركيين من الشرق الأوسط، لأنه قد يكون مكاناً "خطراً" في ظل التوترات الراهنة مع إيران، مشدداً على أن طهران "لا يمكنها امتلاك سلاح نووي". وخلال حضوره عرضاً لفيلم "البؤساء" في مركز كينيدي بواشنطن، قال ترمب للصحافيين تعليقاً على تقارير في شأن نقل أفراد طواقم دبلوماسية أميركية من الشرق الأوسط "حسناً، يجري نقلهم لأنه قد يكون مكاناً خطراً". وفي ظل أجواء مشحونة توحي باقتراب حدوث مواجهة في الشرق الأوسط، رد الرئيس الأميركي عند سؤاله عن أسباب السماح لأسر العسكريين الأميركيين بالمغادرة بقوله "سترون". وقال جي دي فانس نائب الرئيس الأميركي أمس الأربعاء في تصريحات بمركز كنيدي إنه لا يعرف ما إذا كانت إيران ترغب في امتلاك سلاح نووي، وسط تعثر المحادثات بين طهران وواشنطن للتوصل إلى اتفاق في شأن البرنامج النووي. ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي القول إن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف سيلتقي بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مسقط يوم الأحد، لمناقشة رد طهران على المقترح الأميركي الأحدث. وقال مسؤولان أميركيان إن قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال مايكل "إريك" كوريلا أرجأ شهادته أمام المشرعين الأميركيين، التي كان من المقرر أن يدلي بها اليوم الخميس، بسبب التوتر في الشرق الأوسط. وكان من المقرر أن يدلي كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، بشهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الخميس. وتعتزم الولايات المتحدة تقليص عدد موظفي سفارتها في بغداد لأسباب أمنية، بحسب ما قال مسؤولون لوكالة الصحافة الفرنسية أمس الأربعاء، وذلك عقب تهديد إيران باستهداف القواعد الأميركية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع. وهددت إيران الأربعاء باستهداف القواعد الأميركية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع، في وقت يستعد البلدان الخصمان لجولة محادثات نووية جديدة، في ظل الخلاف في شأن تخصيب اليورانيوم. وقال مسؤول أميركي، طلب من وكالة الصحافة الفرنسية عدم الكشف عن هويته، إن "الرئيس (دونالد) ترمب ملتزم بحماية أمن الأميركيين، سواء في الداخل أم الخارج، وتماشياً مع هذا الالتزام فإننا نقيم باستمرار الوضع المناسب للموظفين في جميع سفاراتنا". وأضاف "بناء على أحدث تحليلاتنا، قررنا تقليص حجم بعثتنا في العراق". وفي بغداد، أكد مسؤول أمني عراقي لوكالة الصحافة الفرنسية قرار "سحب موظفين غير أساسيين (في السفارة الأميركية)". وقال "سنعمل بقوة لمنع أي استهداف" للبعثة الدبلوماسية في العاصمة العراقية، مشيراً إلى "تواصل مع الفصائل المسلحة (الموالية لإيران) لإقناعها بعدم القصف والاستهداف". وأكد مسؤول أمني عراقي آخر أن تقليص عدد موظفي سفارة واشنطن "غير الضروريين"، هو "إجراء أمني احترازي". مغادرة طوعية وذكر مسؤول أميركي أن وزير الدفاع بيت هيغسيث أذن بالمغادرة الطوعية لأفراد أسر العسكريين الأميركيين من مواقع في أنحاء الشرق الأوسط، وقال مسؤول أميركي آخر إن هذا الأمر يتعلق في الغالب بأفراد العائلات الموجودين في البحرين، التي يقيم فيها الجزء الأكبر منهم. وأضاف مسؤول أميركي ثالث "من المقرر أن تجري وزارة الخارجية إخلاء منظماً للسفارة الأميركية في بغداد، نعتزم القيام بذلك عبر وسائل (النقل) التجاري، لكن الجيش الأميركي مستعد للمساعدة في حال طلب منه ذلك". ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن مصدر حكومي قوله إن بغداد لم ترصد أي حدث أمني يستدعي الإخلاء. وقالت السفارة الأميركية في الكويت في بيان إنها "لم تغير وضع موظفيها ولا تزال تعمل بكامل طاقتها"، وأوضح مسؤول أميركي آخر أنه لم يطرأ أي تغيير على العمليات في قاعدة العديد الجوية في قطر، أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وأنه لم يصدر أي أمر إجلاء للموظفين أو العائلات المرتبطة بالسفارة الأميركية في قطر، التي تعمل كالمعتاد. وعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تبنت فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة على مواقع في العراق وسوريا ينتشر فيها جنود أميركيون في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش". على رغم ذلك، حافظ العراق على استقرار نسبي وبقي في منأى عن تداعيات الحرب التي طاولت عدداً من دول المنطقة. وإضافة إلى وجودها العسكري في العراق وسوريا، للولايات المتحدة انتشار في عدد من القواعد العسكرية في دول مجاورة لإيران، كبراها العديد في قطر. وفي الكويت، قالت السفارة الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية إنها "لم تغير عدد موظفيها وتواصل عملها بكامل طاقتها". وعقدت طهران وواشنطن اللتان قطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل أكثر من أربعة عقود، خمس جولات من المحادثات منذ أبريل (نيسان)، بوساطة من سلطنة عمان، سعياً إلى إبرام اتفاق جديد في شأن برنامج طهران النووي. وكان وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده قال في وقت سابق الأربعاء رداً على التهديدات الأميركية بالتحرك عسكرياً إذا فشلت المفاوضات "نحن نأمل أن تصل المفاوضات إلى نتيجة، ولكن إذا لم يحقق ذلك وفرض علينا صراع، فلا شك أن خسائر الطرف الآخر ستكون بالتأكيد أكبر بكثير من خسائرنا". وتابع "لدينا القدرة على الوصول إلى كل قواعد الولايات المتحدة، سنستهدفها كلها من دون تردد في البلدان المضيفة لها". وفي حديث مع "نيويورك بوست" نشر الأربعاء، قال ترمب "أصبحت أقل ثقة في شأن احتمال التوصل إلى اتفاق" مع إيران حول الملف النووي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تأثير على حركة الملاحة في سياق متصل قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أمس الأربعاء إن التوتر المتزايد في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى تصعيد في النشاط العسكري، مما قد يؤثر على حركة الملاحة في الممرات المائية الرئيسة. ويمر جزء كبير من تجارة النفط العالمية والسلع الأولية، بما في ذلك الحبوب، عبر الممرات المائية المزدحمة في المنطقة. ونصحت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية في مذكرة الأربعاء السفن بتوخي الحذر عند المرور عبر الخليج العربي وخليج عُمان ومضيق هرمز. ولم تحدد الهيئة المنوطة بجمع تقارير عن التهديدات التي تواجه السفن، طبيعة التوترات التي دفعتها إلى إصدار هذا التحذير. وقالت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري في بيان منفصل الأربعاء، إن "التقديرات تشير إلى أن الشحن التجاري المرتبط بإسرائيل معرض لخطر متزايد من عمل عسكري متبادل". وأضافت أن "الدعم الأميركي الكبير لعمل هجومي إسرائيلي سيزيد من المخاطر على الشحن الأميركي والسفن التي تحمل بضائع أميركية". وأفادت مصادر في قطاع الشحن البحري والتأمين بوجود قلق متزايد من تأثير أي عمل إسرائيلي وإيراني على المنطقة، لا سيما في المياه المحيطة بالخليج والمياه المجاورة. وفي العام الماضي أطلقت إيران مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، كما شنت إسرائيل غارات جوية على أهداف داخل إيران. وقال ياكوب لارسن، كبير مسؤولي السلامة والأمن في مجلس (بي.آي.إم.سي.أو) للملاحة البحرية في بحر البلطيق والمياه الدولية، "لا شك في أن أي هجوم يمكن أن يتصاعد ويؤثر على حركة الشحن، بالإضافة إلى جذب قوات عسكرية تابعة لدول أخرى عاملة في المنطقة، بما في ذلك الولايات المتحدة". وأضاف أنه "من المؤكد أن نشوب صراع مسلح شامل بين إسرائيل والولايات المتحدة في مواجهة إيران سيؤدي فعلياً إلى إغلاق مضيق هرمز، ولو لفترة من الوقت، وسيرفع أسعار النفط".